عالم المعرفة سلسلة كتب ثقافية تصدر في مطلع كل شهر ميلادي، وقد صدر العدد الأول منها في شهر يناير عام 1978 .تهدف هذه السلسلة إلى تزويد القارئ بمادة جيدة من الثقافة تغطي جميع فروع المعرفة، وكذلك ربطه بأحدث التيارات الفكرية والثقافية المعاصرة.
هذا الكتاب:
يرصد هذا الكتاب أهم التحولات التي شهدتها دول الخليج العربية منذ بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وبخاصة العقود الأخيرة منه. ويقف أمام ظاهرة التحول من إمارات إلى دول، وهي التي تكاد تكون فريدة من نوعها مثلما أن تركيبة دول المنطقة السكانية تكاد تكون فريدة من نوعها أيضا، وقد عرج الكتاب عليها في أكثر من موضع. إن ما نطرحه في هذا الكتاب هو ملامح وأمثلة على الحداثة والتحديث في دول مجلس التعاون الخليجي في مرحلة مهمة من تاريخها المعاصر.
لقد شهدت المنطقة حداثة وتحديثا على الرغم من محاولات الفكر التقليدي المتزمت ومؤسساته التي شكلت معوقا لبعض مراحل تطور المنطقة. والجدلية التي يحاول الكتاب التركيز عليها هي أن ما حدث في المنطقة يعد تحديثا كان قد سبق الحداثة، على رغم أن المفروض هو العكس، لكن البعض يحاول أن يمزج بين المصطلحين على أنهما واحد، في حين أننا نرى غير ذلك.
هذا الكتاب:
يتناول دور الذهب على مر العصور، ويتطرق إلى الجوانب الاقتصادية والجيولوجية والجيوسياسية التي اكتنفت أبرز منعطفاته التاريخية. ويسعى إلى تسليط الضوء على علاقة الإنسان بمختلف صورها بهذا المعدن الفريد الذي استحوذ على اهتمامه منذ ستة آلاف عام.
يأخذ هذا الكتاب القارئ في رحلة في الزمان والمكان تسرد قصة تحول الذهب عبر القرون من رمز للقداسة إلى وسيط للتبادل، ثم إلى أصل احتياطي وسلعة استثمارية. تبدأ هذه الرحلة من أفريقيا، وتنتهي بها. وفيما بين هاتين المحطتين يستعرض المؤلف الغزو الإسباني لأمريكا بحثا عن ذهب الحضارات القديمة، حيث تندلع فورة الذهب الأولى في التاريخ، وتبتلع حضارات برمتها، وتتقيؤها في صورة مسكوكات نقدية.
وينتقل الكتاب إلى فورة ذهب كاليفورنيا في الولايات المتحدة، في قرن شهد أيضا ولادة ما يعرف بمعيار الذهب. ويستقر الذهب في صلب النظام النقدي العالمي، وتبدأ حقبة من التوسع الاقتصادي، بيد أن مثالب معيار الذهب العظيمة تسرع عجلة الأحداث، وتأتي اتفاقية بريتون وودز (1944) فتعطل معيار الذهب، وتنصب الدولار على عرش العالم النقدي. وتتبدل أحوال الذهب، وتبدأ فترة جديدة عنوانها قابلية الدولار للتحويل إلى ذهب.
بعد ربع قرن تقريبا تنقلب موازين الأمور مجددا إثر ما عرف بصدمة نيكسون، ويفك ارتباط الدولار بالذهب نهائيا، ويتحول الذهب إلى نقد وهمي في مخيلة الإنسان. ومع ذلك، وبعد سيطرة الدولار شبه المطلقة، لا يفقد الذهب بريقه وجاذبيته، بل يضطلع بدور جديد في المرحلة الاقتصادية التي أعقبت صدمة نيكسون. وفي تلك الأثناء تندلع فورة الذهب "الصفراء"، وتتحول الصين إلى صدارة الدول المنتجة للذهب في العالم. وتبدأ فصول المرحلة التي يعيشها العالم حاليا.
هذا الكتاب:
يقدم الكتاب تحليلا متعمقا لقضايا الغذاء في الدول العربية، واستخدام أدوات الاقتصاد السياسي لتاريخ الأمن الغذائي في المنطقة، ويلقي الضوء على العلاقات الجيوسياسية للغذاء في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط على وجه العموم، والتي تستخدمها الدول الغربية أداة للسياسات الخارجية. كما يتعرض الكتاب لأزمة الأمن الغذائي وعلاقة ذلك بأزمة الغذاء في الفترة من العام 2007 وحتى العام 2011، والتي عملت بوصفها محركا لثورات الربيع العربي. ويتعرض لكيفية تعاطي حكومات الدول العربية مع مشكلات الغذاء والأمن الغذائي من خلال مفهوم "السيادة الغذائية" - الذي سكته المؤلفة على المستوى الكلي - وذلك من خلال محاولات زيادة الإنتاج الزراعي المحلي، ومحاولات اقتناء الأراضي في الدول العربية فيما عرف بظاهرة الاستحواذ على الأراضي الزراعية. كما حاول الكتاب التعرض لخبرات بعض الدول العربية التي قدمت من خلال دراسات حالة لهذه الدول. ويعد هذا الكتاب لا غنى عنه للمهتمين بالاقتصاد السياسي وقضايا الغذاء في العالم العربي.
هذا الكتاب:
يسلط هذا الكتاب الضوء على مشروع فكري مضلل بدأ منذ مائتي عام تقريبا، اقتحمت من خلاله صناعة السعادة قلعة إدارة الاقتصاد العالمي، وغدت جبهة قتاله الجديدة، بحيث بات مستقبل الرأسمالية متوقفا على فدرتنا على التصدي للضغوط النفسية والبؤس والمرض. يسعى هذا المشروع الذي تنفق عليه الحكومات والشركات الكبرى ووكالات الإعلان الآن عشرات المليارات، إلى رصد أقل التقلبات التي تطرأ على عقولنا ومشاعرنا وأدمغتنا وتوقعها ومعالجتها وتصورها والتنبؤ بها، بذريعة مزعومة هي جعل البشر أكثر سعادة، وتحسين المجتمعات، وذلك من خلال فهم "علمي". لكنه يستهدف في حقيقته التلاعب السلوكي بالبشر، وإخضاعهم لمجموعة من التصورات النفعية والبيولوجية والسلوكية التي صارت اليوم هي التصورات الوجيهة الوحيدة تقريبا.
هكذا يزج بانفعالاتنا ورفاهيتنا إلى قلب حسابات الكفاءة الاقتصادية الأوسع، إذ يشير مثلا تقدير لمؤسسة غالوب للعام 2013 إلى أن عدم إحساس الموظفين بالسعادة يكلف اقتصاد الولايات المتحدة نصف تريليون دولار سنويا بسبب تدني الإنتاجية والإيرادات الضريبية وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية. لكن المشكلة هي أنه خلال التاريخ الطويل للتحليل "العلمي" للعلاقة بين مشاعرنا والظروف الخارجية، دائما ما يبرز الميل إلى رؤية الأولى على أنها الأيسر قابلية للتغير من الثانية. وهنا تكمن خطورة هذا العلم الذي دائما ما تنتهي به الحال إلى تحميل الأفراد مسؤولية تعاستهم وعلاج هذه التعاسة، في الوقت الذي يتجاهل فيه السياق الذي أدى إلى ذلك.
لا يتبنى الكتاب موقفا معاديا من السعادة، لكنه يسعى إلى الكشف عن أسباب عدم الارتياح للطريقة التي تبنى بها صناع القرار السياسي والاقتصاديون مفهومي السعادة والرفاهية، والدعوة إلى تصميم وتنفيذ أشكال بديلة للتنظيم السياسي والاقتصادي تقوم على التشاور والحوار، بعيدا عن محاولات السيطرة السيكولوجية.
هذا الكتاب:
في العام 1517 غزا السلطان العثماني سليم "العابس" مصر، ما جعل إمبراطوريته على اتصال مباشر مع العالم التجاري للمحيط الهندي للمرة الأولى في تاريخها. وخلال العقود التالية أصبح العثمانيون أكثر انخراطا في شؤون هذه المنطقة الشاسعة التي كانت مجهولة لهم في السابق، وشكلوا في النهاية تحديا عسكريا وأيديولوجيا وتجاريا للإمبراطورية البرتغالية التي كانت منافسهم الرئيس في السيطرة على طرق التجارة المربحة خلال آسيا البحرية. يعد هذا الكتاب أول رواية تاريخية شاملة لذلك الصراع على الهيمنة العالمية الذي غطى قرنا من الزمن، وامتد من شواطئ البحر الأبيض المتوسط إلى مضيق ملقا، ومن داخل أفريقيا إلى سهول آسيا الوسطى.
يقدم الكتاب صورة غير مسبوقة للامتداد العالمي للدولة العثمانية خلال القرن السادس عشر، وذلك من خلال سرد مثير لحياة سلاطين وصدور أعظمين وولاة وجواسيس ورياس بحر ومرتزقة ونساء من الحريم السلطاني أثرت أفعالهم في عصر الاستكشاف العثماني. يتحدى الكتاب السرديات التقليدية للهيمنة الغربية، إذ يدفع بأن العثمانيين لم يكونوا مشاركين نشطين في عصر الاستكشاف فقط، بل تفوقوا في النهاية على البرتغاليين في لعبة السياسة العالمية، مستفيدين في ذلك من القوة البحرية والمكانة السلالية والدربة التجارية لفرض سيادتهم الإمبريالية على أنحاء المحيط الهندي.
هذا الكتاب:
شهد العالم، مع بداية الألفية الثالثة، تطورا باهرا في مجال التكنولوجيا والتقنيات الرقمية، وقد بدأت العديد من التقنيات والتطبيقات - بالفعل - تغزو كل قطاعات النشاط البشري شيئا فشيئا، وذلك عبر التغيير من عاداتنا وعلاقتنا بالإعلام، والتأثير في معرفتنا وفي حياتنا المهنية وطرق ترفيهنا. كما أصبحت تلك الوسائل تمس الحميمية والهوية الشخصية، وتغير محيط شبكاتنا الاجتماعية. لذا، يمكن القول إننا أمام ثورة صناعية ثالثة مرتبطة بتنمية تكنولوجيا الإعلام والتواصل، وذلك بعد ثورة صناعية أولى ارتكزت على تطور الآلة البخارية والسكة الحديدية، ثم ثورة ثانية اعتمدت على استغلال الكهرباء والبترول.
بعد تعريف "الرقمي"، يحاول هذا الكتاب أن يشرح ما يغيره "الرقمي" عند الولوج إلى المعرفة والمعلومات، وهل يشجع ظهور شكل جديد من الإبداع وتبادلات جديدة لإنتاجات ذاتية؟ وهل يعتبر مصدرا حقيقيا للتجديد الثقافي؟ ويتطرق أيضا إلى ما يغيره "الرقمي" للوصول إلى المعلومة وما يتعلق بالآراء والتمثيلات في المجال السياسي، وما إذا كان يعمل على تيسير نقاش الأفكار، وتعزيز التحاور، وتوسيع المجال العمومي والديمقراطية التشاركية.
ويحاول الكاتب توضيح أن الهدف هنا هو إعطاء تحليل شامل لكل القطاعات المعنية بازدهار "الرقمي" في ميدان الثقافة، مع التركيز على بعض الجوانب الرئيسية وتحديد خطوط التصدع. ويترقب ما يمكن أن يقع: أشكال مؤانسة جديدة، أو علاقات جديدة من حيث الإبداع والمعرفة والإعلام والمواطنة، فتحليل هذه الرهانات الرقمية سيرتكز أساسا على مقاربة سوسيولوجية للمشكلات، لكنه سيأخذ بعين الاعتبار الاستعانة ببعض التساؤلات الفلسفية والنفسية وحتى الاقتصادية. ويذكر ريمي ريفيل أن الثورة التكنولوجية، مثل تلك المتعلقة بالرقمي، هي في الأساس غير مستقرة ومتناقضة، وتحمل في الوقت نفسه وعودا وتهديدات كبيرة، فالأمر يندرج في سياق تتعارض فيه قيم التحرر والانفتاح من جهة، واستراتيجيات المراقبة والهيمنة من جهة أخرى.
هذا الكتاب:
إن الهجمات التي تستهدف الممتلكات الثقافية أكبر من مجرد تخريب لأعيان مدنية، فهي في جوهرها ترمي إلى محو تاريخ البشر وتراثهم والحط من إنسانيتهم، لذا فإن هذه الممتلكات مشمولة بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني. ويشير مصطلح "إبادة الكتب" تحديدا إلى الحملات المتعمدة لتدمير الكتب والمكتبات على نطاق عريض برعاية أنظمة سياسية في القرن العشرين.
يتناول هذا الكتاب ظاهرة حرق الكتب في القرن العشرين، وردود الأفعال على تدمير الأعيان الثقافية، مع الإشارة إلى ما يربط هذه الظاهرة بجريمتي الإبادة الجماعية والعرقية، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على ظهور المكتبات ووظيفتها، وروابط المكتبات بالتاريخ والذاكرة الجمعية والهوية والتنمية. ويتمحور الجانب الأكبر من الكتاب حول الإطار النظري لإبادة الكتب، وخمس دراسات حالة: تدمير كل من النازيين والصرب ونظام صدام حسين والماويين والشيوعيين الصينيين للممتلكات الثقافية في أوروبا والبوسنة والكويت والصين والتبت، ويعرض في الختام الصدام بين الأيديولوجيات المتطرفة والنزعة الإنسية، ونظرة كل فريق إلى وظيفة الكتاب والمكتبات، كما يعرض لتطور القانون الدولي وآليات الحيلولة دون تدمير الممتلكات الثقافية أو تخريبها أو نهبها.
ترى الكاتبة، إجمالا، أن حملات إبادة الكتب ليست مجرد جرائم عشوائية يرتكبها برابرة وظلاميون، بل وسيلة من وسائل شن الحرب تتسم بأنها عمدية ومنهجية، توظف العنف لحرمان جماعة ما من حقوقها لخدمة أيديولوجية متطرفة، كما ترى أن محارق الكتب في القرن العشرين مرآة للمعارك بين الأيديولوجيات المتطرفة والنزعة الإنسية الديمقراطية.
هذا الكتاب:
لماذا طال الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني كل هذه السنين من دون أن يبدو أن ثمة حلا يلوح في الأفق؟ يثبت توماس سواريز في هذا الكتاب، الذي يقوم على بحث بالغ التدقيق في الوثائق والمصادر التاريخية، أن السبب ليس صراعا بين جماعتين عرقيتين مختلفتين هما العرب واليهود، كما يقال في العادة، بل هو اغتصاب فلسطين بالقوة على يد الصهيونية، التي ما هي إلا حركة استيطانية أوروبية تعود أصولها إلى عهد الحركات القومية القائمة على العنصرية.
هذا الكتاب:
إن تسليط الضوء على الصراعات بين الدول العظمى يؤكد، بنحو لا يقبل الشك، أن هذه الدول تريد المواجهة، أي تسعى إلى اختبار مدى صمود القوة المناوئة أمام تحديات الخصوم، لكنها لا ترغب في خوض حرب مباشرة مع دولة مناوئة عظمى. وهكذا فإن خيارها العملي يكمن في الدخول في حرب غير مباشرة، حرب تخوضها أطراف أخرى بالنيابة عنها، والاستعانة بترسانة العمليات التجسسية وأبواق الدعاية المختلفة وما سوى ذلك من أساليب أخرى كثيرة.
وانطلاقا من هذه الحقيقة، لا غرو أن تكتسب عمليات التجسس أهمية لم يكن لها نظير في التاريخ السياسي الحديث، فأجهزة المخابرات لم تعد مجرد وسيلة مكملة لما لدى الدول من قوة سياسية، بل أمست بديلا من حرب باتت القوى العظمة لا تريد التورط فيها، أو الانزلاق إليها على خلفية تزايد الترسانة النووية. وكان الرئيس الأمريكي رونالد ريغان قد أشار إلى هذه الحقيقة بصريح العبارة، حينما قال بعد مرور نحو ثلاثة عقود على الحرب الكورية: "إن الحرب النووية لا منتصر فيها، ومن ثم لا يجوز التورط فيها أبدا". ومعنى هذه التصورات هو أن القوى العظمى لم يعد لديها خيار آخر غير خوض حروب استخباراتية من مختلف الأصناف. تجدر الإشارة إلى أن هذا الخيار تطور بنحو تدريجي وكيف نفسه مع خصائص مسارح العمليات الحربية.
وحينما نمعن النظر في مراحل هذا التطور، فإننا نلاحظ في يسر أنه لا مجال للمقارنة بين دور العيون والجواسيس الذين عاصروا الإسكندر المقدوني وعمليات التجسس المستعينة بالكمبيوتر والأقمار الاصطناعية. وعلى الرغم من هذا البون الشاسع يبقى ثمة تشابه كبير بين المبادئ السياسية الأساسية، والأصول العسكرية التي تميزت بها الدول في عصور التاريخ القديم والعصور الحديثة. فالفزع من خطر داهم مصدره خصوم هم من أبناء الوطن، أو أعداء من رعايا دول أجنبية، يظل يشكل عاملا مستديما في سياسات الدول المختلفة، سواء كان هذا الفزع له ما يبرره، أو كان مصدره يمكن في هلوسة سياسية وجنون الاضطهاد (Paranoia). وتنشأ عن مشاعر الفزع هذه حاجة ماسة إلى التجسس على الخصم المحتمل، بغية التعرف على نياته واستعداداته وقدراته، وأخذا للحيطة واستباقا لنياته العدوانية. إن هذا الأساس السياسي والنفسي كان، على مر عصور التاريخ المختلفة، التربة المناسبة لتنامي الأجهزة الأمنية، عددا وعدة، ولتكاثر العيون والجواسيس.