إبادة الكتب
تدمير الكتب والمكتبات برعاية الأنظمة السياسية في القرن العشرين
العدد: 461
ترجمة:
عاطف سيد عثمان
هذا الكتاب:
إن الهجمات التي تستهدف الممتلكات الثقافية أكبر من مجرد تخريب لأعيان مدنية، فهي في جوهرها ترمي إلى محو تاريخ البشر وتراثهم والحط من إنسانيتهم، لذا فإن هذه الممتلكات مشمولة بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني. ويشير مصطلح "إبادة الكتب" تحديدا إلى الحملات المتعمدة لتدمير الكتب والمكتبات على نطاق عريض برعاية أنظمة سياسية في القرن العشرين.
يتناول هذا الكتاب ظاهرة حرق الكتب في القرن العشرين، وردود الأفعال على تدمير الأعيان الثقافية، مع الإشارة إلى ما يربط هذه الظاهرة بجريمتي الإبادة الجماعية والعرقية، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على ظهور المكتبات ووظيفتها، وروابط المكتبات بالتاريخ والذاكرة الجمعية والهوية والتنمية. ويتمحور الجانب الأكبر من الكتاب حول الإطار النظري لإبادة الكتب، وخمس دراسات حالة: تدمير كل من النازيين والصرب ونظام صدام حسين والماويين والشيوعيين الصينيين للممتلكات الثقافية في أوروبا والبوسنة والكويت والصين والتبت، ويعرض في الختام الصدام بين الأيديولوجيات المتطرفة والنزعة الإنسية، ونظرة كل فريق إلى وظيفة الكتاب والمكتبات، كما يعرض لتطور القانون الدولي وآليات الحيلولة دون تدمير الممتلكات الثقافية أو تخريبها أو نهبها.
ترى الكاتبة، إجمالا، أن حملات إبادة الكتب ليست مجرد جرائم عشوائية يرتكبها برابرة وظلاميون، بل وسيلة من وسائل شن الحرب تتسم بأنها عمدية ومنهجية، توظف العنف لحرمان جماعة ما من حقوقها لخدمة أيديولوجية متطرفة، كما ترى أن محارق الكتب في القرن العشرين مرآة للمعارك بين الأيديولوجيات المتطرفة والنزعة الإنسية الديمقراطية.