سلسلة ابداعية تصدر كل شهرين امتداداً لسلسلة ( من المسرح العالمي ) التي صـدر العـدد الاول منها في شـهر اكتوبر عام 1969 ، وكان بعنـوان ( سمك عسير الهضم ) بقلم الكاتب الجواتيمالي : مانويل جاليتش ، ترجمة وتقديم الدكتور : محمود علي مكي
غطت السلسلة أهم الاعمال المسرحية العالمية ، لتشكل بذلك احد الاعمدة الاساسية في بناء الحركة المسرحية العربية . وقد اجرى المجلس الوطني بتاريخ 1998/11/1 تغيراً على اسم السلسلة لتصبح بعنوان ( إبداعات عالمية ) ، وذلك كي يمكن من خلالها نشر مختلف أنواع الابداع الانساني العالمي : المسرح ، والقصة القصيرة ، والشعر ، والرواية
نقدم للقارئ في هذا العدد رواية من عيون الأدب الفارسي الحديث، حيث إن أحداث هذه الرواية دارت في زمن (أمير كبير) مؤسس الحداثة ومهندس التعليم الحديث في إيران. وتعد هذه الرواية للسيد مجتبى بزرك علوي (1904-1997) الذي ولد في أسرة تجارية متدينة وسياسية، فوالده هو سيد أبوالحسن علوي ووالدته خديجة قمر السادات ، اللذان كانا من المناصرين للحركة الدستورية في إيران. وكان والد السيد مجتبى من أعضاء حزب إيران الديمقراطي المناهض للوجود الإنجليزي والروسي في إيران، ووالدته حفيدة آية الله طباطبائي أحد أقطاب الحركة الدستورية، كما يعد السيد بزرك أحد مؤسسي حزب (توده) الشيوعي.
كما نلاحظ انغماس بزرك علوي في التيار الادبي الذي ساعده على التعرف على الأديب والكاتب صادق هدايت إثر قراءته مسرحية هدايت <<بروين بنت الساسانيين>> حيث تكونت مجموعة الأربعة التي كانت تضم كلاً من صادق هدايت وبزرك علوي ومسعود فرزاد ومجتبى مينوي. وعندما نتعمق في أحداث هذه الرواية نجد أن الشخصيتين الرئيستين هما: الأستاذ (ماكان) وهو فنان تشكيلي مناضل مشغول بهموم الناس الكادحين وبمشكلات وطنه، والشخصية الأخرى (فرنكيس) الفتاة الجميلة التي تنتمي لأسرة غنيــة: حيث تتعرف على الفنان المناضل الذي يكبرها سنًا. وينتمي إلى طبقة مختلفة بعد أن يطلب منها والدها أن تتعلم الرسم على يديه، فتصدمها لامبالاته وعدم وقوعه في حبها، وتكتشف أنها لا تملك أي موهبة حقيقية، فتذهب إلى فرنسا للدراسة، ومن بين العديدين الذي تلتقي بهم كان اليساري (خداداد) الذي يكون سببًا في لقائها بـ(ماكان) مرة أخرى إثر عودتها إلى طهران. حيث تبدأ قصة حبها له أثناء ترددها على مرسمه، وحينها قام برسم بورتريه لها وأطلق على اللوحة اسم <<عيناها>>.
يشتمل هذا العدد على ثلاث روايــات قصيرة من أفضل ما ألفت الكاتبة الهندية أنيتا ديساي وهي: <<متحف الرحلات الأخيرة>>، <<المترجمة مترجمة>>، والاخيرة <<فنان الاختفاء>> وهي عنوان العدد.
وقد تخلل رواياتها هذه المسعى السردي التخيلي الخاص بجغرافية بلدها الهند متعدد القوميات والثقافات والأديان واللغات. والذي اشتهر بملحمتي الـــ<<ماهابهارتا>>والــ<<رامايا>> وبجبال الهمالايا ومبنى تاج محل وغيرها من الصروح المعمارية الرائعة.
نلاحظ في مضمون الروايات الثلاث قاسمــًا مشتركًا يربطها ببعضها. وهو التعلق بالفنون. كما ان الشخصيات روايات ديساي التي ترسمها بأسلوبها المألوف مع المزج بين السخرية والعاطفة هم أناس ينظرون إلى الصورة واللوحات ويقرؤون الكتب.
في هذا العدد نقدم للقارئ الكريم رواية مشوقة تنقلنا من زمن الطفولة إلى أحلام المستقبل، وهي رواية <<الحضارة أمي>> للكاتب المغربي إدريس الشرابي. يسلط الكاتب الضوء على أمه ويصفها بكل تفاصيلها ويظهر حنانها وإنسانيتها وبساطتها. يحاول بطل الرواية (الراوي) مع أخيه مساعدة أمهما على الخروج من عزلتها والإطلاع على العالم الخارجي.
فتبدأ الأم في اكتشاف العالم الذي لم يكن بعيدًا عنها، وتبدأ بمقارنة العالم بعالمها التي ظلت حبيسة فيه مدة من الزمن بسبب العادات التي فرضها عليها زوجها البرجوازي.
ومع خروج الأم إلى عالمها الجديد تحدث لها نقلة نوعية في حياتها وشخصيتها، من إنسانة جاهلة إلى متعلمة ومن شخصية منغلقة إلى امرأة لها اهتمامات اجتماعية وسياسية. أحداث مشوقة سينتقل القارئ بين تفاصيلها في هذه الرواية.
في هذا العدد من سلسلة <<إبداعات عالميــة>> تطرح الإيطالية سوزانا تامارو قضية صراع الأجيال عن طريق رسائل تكتبها سيدة مسنة لحفيدتها.
فأثناء تجولها في منزلها، ومع وجود رياح الكارسو اللاسعة في الخارج، في بداية الخريف، قررت تلك السيدة أن تكتب خطابًا طويلاً لحفيدتها التي سافرت إلى أمريكا للدراسة وذلك خوفًا من أن تعود ولا تجدها نظرًا لإصابتها بمرض خطير.
وتحكي لها عن كل أحداث حياتها، تحكي لها من دون أن تخفي أي شيء، حتى إن بدت في ذلك كله قاسيــة وعديمة الرحمة.
تتحدث في خطابها عن طفولتها التي قضتها وسط التحفظات والاهتمام بالمظاهر، عن صعوبة عثورها على الإنسان المناسب، عن زواجها في النهاية من شخص ممل. عن العلاقة المتدهورة بينها وبين ابنتها الوحيدة التي أنجبتها نتيجة العلاقة السرية مع الرجل الوحيد الذي أحبته.
في هذا العدد تقدم الكاتبة تيه نينغ في رائعتها الادبية الشخصية النسائية الفريدة الفتاة باي دا شنغ. والتي تتميز بأنها تحتضن - دائمًا وأبدًا - مشاعر متدفقة ولّى زمانها ويغص بها صدرها. فهي مفتونة بالرجل الذي تحبه لكنها تفشل في حبها دومًا، فهنا تسجل الكاتبة تجاربها العاطفية في لمحات خاطفة أو في لوحات انطباعية سريعة لا تسلسل فيها ولا استمرار. فتمضي الكاتبة في البحث عن سر الحياة الإنسانية وعن معنى التجربة الإنسانية . وقد رصدتها كلها في تغيرات المشاعر والعواطف لدى باي دا شنغ.
في هذا العدد نقدم إلى القارئ العربي رواية للكاتب الإسباني أبرتو مينديس والتي بعنوان <<أزهار عباد الشمس العميــاء>>، وتحتوي على أربعة فصول وأربع هزائم لشخصيات مختلفة، تضيء الرواية بشكل باهر مرحلة قاتمة من تاريخ إسبانيا، بأهوالها وفظاعاتها، حيث تعرض لدناءة البعض ورفعة البعض الآخر أخلاقيــًا.
وتتداخل الوقائع والتفاصيل في الرواية لتقدم لنا صورة عن الحرب الأهلية في إسبانيا وعن مرحلة الاستبداد الفرانكوي في أبعادها الإنسانية وفي تأثيرها في المصائر الفردية. تعتبر الذاكرة والألم موضوعان مركزيان في الرواية، التي تتسم بالتفاصيل البسيطة أحيانًا والإنفعلات العميقة والعنيفة، وصراعاها المرير مع ماضيها وتجاربها أحيانًا أخرى.
وعلى الرغم من الاجواء القاتمة التي تهيمن على الرواية ، فإن هناك احتفاء ملحوظًا بالابداع والمبدعين من خلال شخصيات من بينهم الشاعر والمترجم والرسام.
تعتبر <<أزهار عباد الشمس العميــاء>> من الروايات الإسبانية الكلاسيكية التي حازت على إعجاب واهتمام النقاد، كما أنها حظيت باهتمام كبير وفازت بجوائز عدة.
نقدم في هذا العدد للقارئ رواية << إله الصدفة>> للكاتبة الروائية الدنماركية كيرستن توروب، التي اختارت في هذه الرواية ثيمة مختلفة تمامًا عن رواياتها السابقة، حيث تناولت فكرة نحن والآخر، وذلك بعد زيارة لها إلى غامبيــا قبل بضع سنوات ولقائها بطفلة هناك.
ومن الملاحظ أنها انتقلت في روايتها بين ثلاث بيئات مختلفة من العاصمة الدنماركيــة كوبنهاجن إلى منتجعات غامبيــا- وهي إحدى دول الغرب الأفريقية - المطلة على الاطلنطي، ومنها إلى العاصمة البريطانيــة لندن.
توغلت كيرستن في روايتها في الجانب النفسي والاجتماعي والسياسي والديني لبطلتها، والفوارق بين الغني والفقير والسلطة والضعف والمادي والروحي والأبيض والأسود.