هذا الكتاب:
يتناول كتاب "نهاية النسيان: التنشئة بين وسائط التواصل الاجتماعي" موضوع النسيان، وحق الناس في أن ينساهم الآخر المتربص بهم في كل مكان، ويوثق على نحو دقيق لفترة الطفولة ما قبل ظهور وسائط التواصل الاجتماعي، وما بعدها بأسلوب بديع وماتع. ففي القرن العشرين، قرن العصر التناظري، كانت مسألة النسيان أمرا بسيطا متحكما فيه، إذ بمجرد انزعاجك من صورة فوتوغرافية تعود إلى مرحلة طفولتك أو فترة مراهقتك، تستلها سرا من إطارها أو من ألبوم صور العائلة وتتلفها، لتنمحي معها ذكريات محرجة للغاية. لم يعد هذا ممكنا في العصر الرقمي الراهن، حيث أصبح لوسائط التواصل الاجتماعي سلطة منقطعة النظير. يحاول الأطفال والمراهقون تجاوز الصدمات التي تخلفها صورهم أو منشوراتهم على نحو عام، ومن ثم عناق فترة البلوغ بكل حيوية، ولكن يخفقون في التخلص من ماضيهم، لأن وسائط التواصل الاجتماعي التي تصر على الاحتفاظ بكل منشور لم ترحمهم، ليظلوا أسرى ماضيهم، وعرضة للتنمر السيبراني.