هذا الكتاب:
ينطبق وصف "عصر الفضاء" على عصرنا أكثر مما ينطبق عليه أي وصف آخر. وفي عام 1997 تكون أربعون سنة قد انقضت على بدء انطلاقة الإنسان في الفضاء، وخلال هذه الفترة انتقل حلم الإنسان بالخروج إلى الفضاء من عالم الخيال إلى واقع علمي وتطبيقي وتجاري معيش، وانتقل سباق الفضاء ذاته من ذروة صراعات الحرب الباردة إلى ميدان التنافس التجاري في بيع الأقمار الصناعية وخدمات الإطلاق.
ولا شك في أنه من حق إنسان أواخر القرن العشرين الذي عاصر هذه المغامرة العلمية، وتحمل تكلفتها بشكل أو بآخر، أن يحكم عليها الآن ويعرف ما الذي قدمه له العلم والعلماء في هذا المجال، ومن ناحية أخرى فإن من حق الإنسان العربي الذي عاصر هذه التجربة أيضا أن يسأل: أين مكاننا نحن العرب في عصر الفضاء، وهل سنرى يوما قريبا يكون لنا فيه دور في هذا المجال مع دول العالم المتقدم، أو سنمضي خلال القرن الحادي والعشرين ونحن نستهلك تقنيات الآخرين ولا نشارك فيها بأقل نصيب؟
يحاول هذا الكتاب أن يقدم صورة علمية وافية ودقيقة عن منجزات عصر الفضاء وتطبيقات الأقمار الصناعية للقارئ العربي يستطيع من خلالها أن يتابع النشاط الفضائي العالمي بقدر أكبر من الفهم والمعرفة، ويستطيع بذلك في النهاية أن يشارك من خلال تلك المعرفة في صياغة رؤية العرب لدورهم وموضعهم في عصر التقنيات الفائقة.