مهرجانات وأنشطة

النشرة الثالثة


 

                                                        اضغط هنا لتحميل النشرة الثالثة

 

وتتوالى أنشطة عرس الكويت الثقافي

 



من مسجد الدولة الكبير قدم الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب، محاضرة عن سبل مواجهة التطرف والعنف، تناولت طبيعة المنهج الأزهري في التربية والتعليم وتكوين نفسيات وعقليات طلابه، وصياغتها صياغة وسطية يستحيل استقطابها في براثن التطرف، ونادى من خلال محاضرته بأن يكون هناك تعليم مشابه للتعليم الأزهري حتى نضمن القاعدة العريضة من جيل الشباب في العالمين العربي والإسلامي، مؤكداً أن التطرف استغل الخلفية الفكرية والثقافية الضعيفة عند الشباب واستطاع أن يغزوها. وتتوالى أنشطة عرس الكويت الثقافي بانطلاق الندوة الرئيسة للمهرجان يوم الاثنين المقبل تحت عنوان «الشباب ووسائل التواصل الاجتماعي الفرص والتحديات».وأشار د. محمد الرميحي منسق الندوة إلى مشاركة مجموعة من الشباب من كل البلاد العربية بالندوة بهدف عرض تجاربهم خاصة من لديهم مجموعة كبيرة من المتابعين، لافتا إلى توقعه أن تكون المناقشات حيوية وذات نتائج طيبة، وأوضح أن الندوة ستستقطب أيضا باحثين في هذا المجال وبعض من لهم تجارب سواء بالسلب أو الإيجاب مع هذه الوسائل.
ودشن مدير المتاحف والآثار بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سليمان بولند معرض المكتشفات الأثرية الذي يضم قطعا زجاجية فخارية ونقودا وصورا لمناطق أثرية وكتبا مقدسة وحليا وغيرها من المحفوظات التي تنقل الناظر إليها إلى حقبة إسلامية تاريخية، وتجعله يغوص في عبق التاريخ بكل تفاصيله.تصل محطة «القرين» إلى المنارات الثقافية لتتذكر الفنانة الرائدة الراحلة عائشة إبراهيم، تناولت السيرة الذاتية للفنانة الراحلة ومشوارها الفني وشهادات فنية قدمها  كل من د. محمد مبارك بلال، والناقد فادي عبدالله، والفنانة القديرة سعاد عبدالله، والكاتب المسرحي الكبير عبدالعزيز السريع، وعدد كبير من زملاء ورفاق درب الراحلة.وإلى شاشة السينما، حيث عرض الفيلم الفلسطيني التسجيلي «أرض الحكاية» من إخراج رشيد مشهراوي، الذي اصطحب مشاهديه إلى حكايات كانت ومازالت الشاهد الحي على الحياة وعلى التغيرات السياسية والجغرافية والديموغرافية التي رافقت المدينة المقدسة، وتتجول كاميرته عبر أقواس وطقوس ومقدسات وحكايات للحجر والبشر في قدس اليوم.ولربط النظرية بالتطبيق كان جمهور «القرين» على موعد مع ورشتين متخصصتين إحداهما عن فن المكياج المسرحي، والثانية عن مسرح الدمى والعرائس.



شخصية المهرجان:شيخ الأزهر: ديبلوماسية سمو الأمير بوّأت الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً
ورش تدريبية:فنون المكياج المسرحي وصناعة الدمى
فنون شعبية:شجن الهبان في «اليرموك الثقافي»
منارات ثقافية:عائشة إبراهيم.. ريادة مبكرة في الفن..وقضايا المرأة
الندوة الفكرية:الرميحي: ندوة «القرين تبحث تأثر الشباب بمواقع التواصل الاجتماعي
اليوم في «القرين»:
- معرض إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – مجمع الأفنيوز 10 صباحاً
- ورشة فن كتابة القصة القصيرة
(السرد لعبة)  مكتبة الكويت الوطنية 5 م
- معرض الفنانة التشكيلية هدى توتنجي – قاعة الفنون – 6 مساء
- حفل فرقة cookin nanta الكورية – مسرح عبد الحسين  عبد الرضا – 7 مساء
في لقاء مفتوح مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في المكتبة الوطنية
شيخ الأزهر: على علماء الأمة وقف آلة التكفير المتبادل

 



وزير الإعلام:
الأزهر قلعة للدفاع عن مبادئ«الشريعة الإسلامية»


شيخ الأزهر: سمو الشيخ صباح الأحمد صاحب ديبلوماسية هادئة بوّأت الكويت مركزاً للإنسانية ليس مشروعا استبدال الولاء للوطن بولاءات عقدية وسياسية أخرى هل هناك سبب واحد يبرر سفك هذه الدماء في سورية والعراق واليمن وليبيا؟ الصانع: زارنا ضيف عزيز عرفناه بطيبته ودماثة أخلاقه وعلمه النافع المذهب الأشعري يعبر عن وسطية الإسلام ويرفض التكفيرالمنهج الأزهري يرسخ مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف.


كتب: شريف صالح
أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح أن الأزهر الشريف بتاريخه الممتد لأكثر من ألف عام يعد قلعة متقدمة للدفاع عن مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة والفكر الإسلامي المستنير.جاء ذلك في كلمة للشيخ سلمان الحمود خلال لقاء ثقافي حواري مفتوح مع صاحب الفضيلة الإمام الاكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب وكوكبة من المثقفين والاعلاميين الكويتيين في مكتبة الكويت الوطنية.
وقال الشيخ سلمان الحمود إن الأزهر الشريف يعبر عن القيم الأصيلة في الثقافة والحضارة الاسلاميتين في دعم فكر التعايش مع الأديان والحضارات والثقافات ومقاومة ومجابهة الفكر الضال والمضلل الذي ينشر مبادئ الطائفية المتعصبة والغلو الفكري والتطرف والارهاب.وأضاف ان «من حسن حظ» العالم الإسلامي وجود شخصية علمية رفيعة المستوى واسعة الخبرة عميقة الفكر والثقافة منفتحة على العصر على قمة الأزهر الشريف كالشيخ الدكتور أحمد الطيب الذي يقود ثقافة الاعتدال والوسطية الاسلامية في قارات العالم من أجل تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين.وتابع: «إننا إذ نحتفي اليوم وإياكم بفضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شخصية مهرجان الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2016 فإننا نحتفي بعنوان الوسطية والتسامح والمحبة وتعزيز التعاون العلمي والفكري والثقافي بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بوسطية أفكاره وآرائه وعمق إيمانه وعلمه وثقافته».
وتقدم الشيخ سلمان الحمود بتحية إعزاز وإكبار من دولة الكويت وشعبها الوفي لدور وشخصية فضيلة الشيخ الطيب في خدمة الإسلام والمسلمين، ناقلا تحيات سمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء (حفظهم الله ورعاهم) لفضيلة الشيخ الطيب العالم الجليل والشخصية الدولية الرفيعة التي تمثل أيقونة الاحتفال باختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016.
من جانبه أكد فضيلة الامام الطيب في كلمته أن الأزهر الشريف هو قلعة الوسطية ومركز الاعتدال في العالم منذ نشأته عام 972، ويعد مدرسة لنشر علوم أهل السنة ومنبرا للانفتاح على كل المذاهب والطوائف لأكثر من 1050 عاما.واوضح أن الأزهر جامعة تحتوي على 67 كلية ومدرسة لجميع المراحل الدراسية وتضم 400 ألف طالب وطالبة منهم ما يقارب 40 ألف طالب وطالبة وافدين من اكثر من 110 دول ليكون الأزهر ملخص العالم.واضاف ان «الأزهر يتبنى منهجا منفتحا وتعدديا حيث لكل طالب حرية اختيار المذهب الذي يريد دراسته سواء المالكي أو الحنبلي أو الشافعي أو الحنفي لتجتمع المذاهب جميعا في فصل واحد وسكن واحد، ما رسخ لدينا التعددية وقبول الاختلاف المقبول بيننا حتى انتقل هذا التعدد معنا إلى دراستنا الجامعية التي ندرس فيها جميع المذاهب».
وأوضح ان هذه الروح جعلت الأزهر «لا يقصي ولا يكفر ولا يبعد أحدا» ما ألقى بأثره على مصر كلها اذ تجاورت المذاهب الأربعة في الأزهر لتتجاور في مصر كلها، لافتا الى أن الأزهر «مصري جغرافيا، أما علميا فهو عالمي بلا شك».
وقال الدكتور الطيب ان الثقافة الاسلامية ترسخ الاختلاف المحمود في اطار الغاية الواحدة مشيرا الى أن تأثير العالم الغربي أحدث ما يسمى بالشرخ بين الثقافتين الاسلامية والعلمانية، وأصبح كل ما لدى طرف مرفوضا من الآخر وهو «بلاء» نجح الغربيون في ترسيخه.وبين ان ضرب اللغة العربية وتهميشها وجعلها لغة جامدة كئيبة لدى الناشئة والشباب يعد ضربا للقومية والشخصية الاسلامية والعربية، مشددا على دور الأزهر في مقاومة هذا التوجه بالرغم من الصعوبات التي يواجهها.وأوضح ان هناك أسبابا داخلية وخارجية معقدة أدت الى ظهور ما يسمى «داعش» كأنها «نبتة شيطانية» بما تملكه من أموال وأسلحة وقدرات تكنولوجية واعلامية كبيرة من مشيرا الى «أن اهم الاسباب الداخلية هو «توجسنا بعضنا من بعض عقائديا ووطنيا بحيث أصبح من يختلف معك فكريا يقصيك حتى وصلنا الى كارثة تكفير الآخر التي يقف بوجهها الأزهر».وأكد أن الأزهر لم يخرج أي قيادي إرهابي أو تكفيري، لأن نهج الازهر يغذي أبناءه التعددية وتقبل الآخرين، لافتا الى استحداث مواد تعليمية جديدة مثل مادة الثقافة الاسلامية في المرحلة الاعدادية لتسليح الطلبة بالمعرفة الصحيحة.وذكر الدكتور الطيب أن الدم العربي الذي يسيل حاليا بسبب خلاف مذهبي فقهي معتبرا ذلك «فضيحة» حيث ان الدين الاسلامي جاء «ليجمع لا ليفرق».
وبين ان «ما نراه في الدول العربية من خراب سببه تشغيل مصانع السلاح في الغرب التي لن تعمل الا بسيل الدماء العربية وبأيد عربية كنوع من الاستعمار الجديد بأن يقتل بعضنا بعضا، وندفع أموالنا لذلك باستغلال الخلاف المذهبي الطائفي».وقال الشيخ الدكتور الطيب إن مرصد الأزهر الذي انطلق «بسبع لغات ليرصد ما يخرج من داعش من رسائل كثيرة يوميا تصل الى 2000 رسالة تدعو إلى الهجرة من دولنا وترجمتها للغة العربية ثم الرد عليها ونشرها للقنوات بلغات مختلفة».وتابع ان الازهر ارسل قوافل للسلام من العلماء ممن يتحدثون عن الاسلام بلغات مختلفة، يجوبوا العالم داعيا السفارات العربية لبذل مزيد من الجهود لايجاد مراكز لتقديم الاسلام بصورته الحقيقية.وتأتي زيارة فضيلة الامام الاكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للبلاد في اطار اختياره شخصية العام لمهرجان القرين الثقافي بدورته الــ 22 والمقام تحت رعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء.



شخصية المهرجان


بمناسبة اختياره شخصية العام في مهرجان القرين الثقافي ألقى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب محاضرة في المسجد الكبير بحضور وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع وحشد من الشخصيات العامة. وقدم للمحاضرة خطيب وإمام المسجد الكبير د. خالد المرشد.من جانبه رحب الوزير الصانع بضيف الكويت قائلا: «زارنا ضيف عزيز من بلد عزيز.. فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الذي عرفناه بطيبته ودماثة أخلاقه وعلمه النافع».وأكد أن الكويت تحتفي بمناسبة عزيزة وهي اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016 وما يستلزمه ذلك من أنشطة مختلفة.. كما تحتفل بشخصية إسلامية عالمية لها مكانتها في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. مشيدا بدور الأزهر وشيوخه كمرجعية دينية وشرعية منذ أكثر من ألف عام وما يمثله من وسطية واعتدال.
وتطرق الصانع في كلمته إلى سيرة ومسيرة الإمام الأكبر منذ تخرجه في جامعة الأزهر ودراسته للفلسفة والعقيدة الإسلامية وتنقله في المناصب الرفيعة منها اختياره مفتيا للديار المصرية ثم رئيسا لجامعة الأزهر ثم شيخا للأزهر منذ العام 2010 وما اضطلع به من مهام في خدمة الإسلام وتجديد الخطاب الديني.وفي ختام كلمته نقل الصانع تحيات صاحب السمو أمير البلاد حيث حرص سموه أن تكون تظاهرة اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية دافعا لمنهج جديد في العمل الثقافي.


بدوره بدأ شيخ الأزهر كلمته قائلا:
يسعدني في بداية كلمتي إليكم أن أتقدم بخالص الشكر، وبالغ التقدير، وعاطر الثناء لحضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الأمير العربي صاحب الديبلوماسية الهادئة التي بوّأت الكويت مركزا للإنسانية وعاصمة للثقافة الإسلامية – حفظه الله – وأطال بقاءه، ومتعه بالصحة والعافية، كما أعرب عن خالص شكري لسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح – رئيس مجلس الوزراء، ومعالي الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام ووزير الشباب، ومعالي وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع، والأخ الفاضل الأستاذ الدكتور خالد المرشد إمام المسجد الكبير رئيس الهيئة ببيت الزكاة على حُسن الاستقبال وكرم الضيافة ودعوتي إلى هذا الحفل الكريم..إنني حين فكرت في الحديث إليكم، تبين لي أن أُقدم لكم مؤسسة الأزهر الشريف في فقرات قد تطول قليلاً على مسامعكم، لكنها تلقي بعض الضوء على طبيعة المنهج العلمي في هذه المؤسسة، وكيفية التكوين العقلي والوجداني لتلاميذها وطلابها، ومدى انعكاس هذا المنهج على رعاية الأزهريين للأخوة العلمية والزمالة المذهبية بين المسلمين جميعا، هذا المنهج الذي أصبحنا أحوج ما نكون إليه الآن.
يحدثنا التاريخ أن الجامع الأزهر احتفل بافتتاحه بإقامة صلاة الجمعة فيه يوم السابع من رمضان سنة 361ه، الموافق 21 من يونيو سنة 972 ميلادية، أي منذ 1076 عاماً هجرياً أو 1044 عاماً ميلاديا من عمر الزمان. وشاء الله لهذا المعهد العتيق أن يقوم على رعاية مذاهب أهل السُنَّة أولاً وبالذات، مع الانفتاح على المذاهب الإسلامية الأخرى. ثانيا وبالعرض.. وظل الأزهر إلى يومنا هذا يقوم بواجبه في تعليم الإسلام: عقيدة وشريعة وأخلاقا، كما أراده الله رحمة وسلاما وأخوة، وكما بلغه محمد – صلى الله عليه وسلم – هُدى ونورا وعدلا ومساواة بين الناس..
أما منهج الأزهر التعليمي فإنه منهج يحرص على أن يرسخ في عقول الطلاب ووجدانهم صورة الوجه الحقيقي للإسلام، وعبر ترجمة صادقة للتراث الإسلامي وجوهره، في بُعديه: العقلي والنقلي، وهو بذلك يمثل وسطية الإسلام التي هي أخص خصائص هذا الدين القيم تحقيقاً لقوله تعالى: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس» كما يمثل الفهم المعتدل لنصوص الكتاب والسُنَّة وما نشأ حولهما من إبداعات علمية وفكرية، ثم هو يرسخ في ذهن الطالب الأزهري، «منذ نعومة أظفاره في قاعات الدرس، مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف، وثقافة: إن قيل قلنا، ولا يقال كذا لأنا نقول كذا، ولا يعترض علينا بكذا لأنا نجيب بكذا»، وقد تمثل كل ذلك في نظام تربوي عريق يترك للتلميذ الصغير المبتدئ أن يختار منذ الطفولة الباكرة مذهبا من بين المذاهب الفقهية المتعددة، يدرسه ويتعمق فيه، ويرسخ في ذهنه قناعة عميقة بأن هناك في شريعة الإسلام أكثر من مذهب وأكثر من رأي، وأن جميع هذه الآراء لا تتصارع ولا ينفي بعضها بعضا، وليس من حق أحد أن يصادر على أحد آخر ما ذهب إليه وارتآه. هذا المنهج الحواري المعتدل نجح في أن يجنب طالب الأزهر الانغلاق في مذهب واحد بعينه، يراه صحيحا ويرى غيره باطلا..

 


ولا يقتصر المنهج الأزهري على ترسيخ مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف واحترام الرأي الآخر في دائرة المذاهب الفقهية والفكرية عند المسلمين فحسب، بل يعمل الأزهر على ترسيخ المبدأ ذاته في أذهان طلابه، فيما يختص بعلاقة الإسلام بالأديان السماوية، وبطبيعة الحال لا يتسع الوقت لعرض ما يتميز به عطاء المنهج الأزهري في هذا المجال فكرا وتطبيقا.
وقد أشارت التقارير الرسمية مرة إلى أن قوائم قادة الحركات الإسلامية المسلحة قد خلت من أبناء الأزهر والمتخرجين في جامعته، وسبب ذلك هو أن منهج التعليم الأزهري، لما كان منهجا تعدديا في تدريس الأصول والفروع، في جميع مراحله التعليمية، فإنه يصوغ عقول تلاميذه وطلابه صياغة قوامها الاعتدال والوسطية. مما يتعذر معه استدراجهم إلى الغلو والتطرف والإرهاب.
وأضاف د. الطيب: ألفت أنظار حضراتكم إلى مثل حي يجسد لكم دور الأزهر الشريف في محاربة الجمود والتعصب اللذين هما أساس الفرقة والنزاع بين المسلمين الآن..، إنكم لو استعرضتم شعوب دول العالم الإسلامي، وتوقفتم عند المذاهب الفقهية التي يتقيدون بها في عباداتهم ومعاملاتهم وأحوالهم الشخصية، فإنه ستطالعكم على الفور ظاهرة الانحياز إلى مذهب فقهي واحد، والارتباط به: تعلما وتعليما وتطبيقا، فبعض الدول الإسلامية تحرص على الاقتداء بالمذهب الحنفي فقط، وأخرى بالمذهب الشافعي، وثالثة بالحنبلي، ورابعة بالمالكي، وخامسة بالجعفري، وسادسة بالإباضي، وسابعة بالزيدي، مع شيء قليل أو كثير من التعصب للمذهب المختار وترويجه وتصديره للعالم الإسلامي بحسبانه الحق الذي لا حق غيره،.. «إلا مصر» فإنها ما زالت، حتى هذه اللحظة التي أُحدثكم فيها، تتبنى المذاهب الأربعة جملة وتفصيلاً، ويطبقها المصريون في تناغم وانسجام وتوقير متبادل، ولو رحت تبحث عن السبب الأعمق الذي جعل مصر تتميز بهذه التعددية فلن تجد إلا الأزهر، الذي يتوزع طلابه على المذاهب الأربعة يدرسونها ست سنوات قبل أن يلتحقوا بالجامعة، ويخرجون بها بين الناس دعاة رحمة وتيسير وتوسعة عليهم. ومن يلتحق منهم بكلية الشريعة يلتزم بمقرر في الفقه المقارن أو الخلاف العالي، يتضمن المذهب الجعفري والزيدي والإباضي، والظاهري، وهذه المذاهب لا تدرس بمنهج الإقصاء والاستبعاد، بل بمنهج علمي قائم على الأخذ والرد والقبول والرفض. ولأن منهج الأزهر يستبعد جذريا الاتجاهات المذهبية التي تشجع على الانغلاق الذهني، وما يُسلم إليه من تشدد وغلو، ثم من تكفير وإسالة للدماء، واستحلال للعرض والمال، فقد تبنى منذ قديم الزمن – مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري المتوفى سنة 324ه، ليتخذه منهجا في تدريس العقيدة الإسلامية لطلابه وطالباته، الذين يبلغ عددهم ما يقرب من مليونين ونصف المليون، منهم ما يقرب من 40 ألف وافد ووافدة من إحدى عشرة ومائة دولة من دول العالم.

 


وعن سبب اعتماد المذهب الأشعري من بين المذاهب الأخرى، ليكون معبرا عن عقيدة الإسلام في الأزهر.. قال الإمام الأكبر: المذهب الأشعري لا ابتداع فيه لعقيدة مستحدثة، وإنما هو محض تسجيل وتقرير لما كان عليه رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وصحابته والسلف الأوائل، وقد قرر ذلك الإمام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الموافقة، ومن أجل ذلك تلقته الأمة بالقبول، ودرج عليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، على امتداد تاريخهم الطويل، ثم هو المذهب الذي يجتث من أصوله وأدبياته نزعة التكفير بالمذهب، أو بلازم المذهب، أو الطائفية في أحدث التسميات، وهو المذهب الوسط بين جموح العقليين وجمود النصيين، وهو المذهب الذي وسع المسلمين جميعا ما داموا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان ويحجون إلى البيت ما استطاعوا إليه سبيلا.. وأصغر طالب أو طالبة في الأزهر يحفظ عن ظهر قلب: قانون هذا المذهب وهو: «لا نكفر أحدا من أهل القبلة، ولا يخرجك من الإيمان إلا جحد ما أدخلك فيه»، أي لا يخرجك من الإيمان إلى الكفر إلا أن تجحد وتكذب بالله أو ملائكته أو كتبه أو رسله... الخ. وصاحب الكبيرة في هذا المذهب مؤمن، وإن مات وهو مصر على ارتكابها فأمره مفوض إلى الله إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه، وطلابنا في المرحلة الثانوية يحفظون من متن الجوهرة في التوحيد المقرر عليهم، قول المؤلف: ومن يمت ولم يتب من ذنبه ..فأمره مفوض لربه
وهذا ما يقرره القرآن الكريم في صريح نصوصه، فقد سمى مرتكب الكبيرة مؤمنا وحكم بإيمانه وقال: «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما» (الحجرات: 9)، فها هنا في هذه الآية طائفة عدها القرآن من المؤمنين رغم ارتكابهم كبيرة الاقتتال. كما عطف القرآن الكريم العمل على الإيمان عطف مغايرة بينهما، في آيات عدة يضيق المقام عن سرد بعضها. وهذا المذهب الذي اختاره الأزهر، ونشأ عليه أبناء المسلمين «هو الذي يعبر عن رجاء الناس في الله ورجاء العصاة والمؤمنين في عفوه ومغفرته ورحمته، وهو الذي يعكس يُسر هذا الدين وحنوه على أتباعه، ورأفته بهم..
على أن الذي يقرأ مقدمة كتاب أبي الحسن الأشعري المعنون بــ: «مقالات الإسلاميين» يعجب لسماحة الإسلام المدهشة التي سكنت جوانب هذا الإمام الجليل، فقد جمع في هذا الكتاب الاختلافات التي حدثت بين المسلمين آنذاك، وقسمتهم إلى فرق وطوائف متشددة ومعتدلة، بل ومفرطة، وصفهم جميعا بالإسلاميين، ولهذا سمى كتابه: «مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين»، وقال في مقدمته: «اختلف الناس بعد نبيهم (صلى الله عليه وسلم) في أشياء كثيرة، ضلل فيها بعضهم بعضا، وبرئ بعضهم من بعض، فصاروا فرقا متباينين، وأحزابا مشتتين، إلا أن الإسلام يجمعهم ويشتمل عليهم».
وقد ختم هذا الإمام الجليل بعبارة تكتب بماء العينين، كما يقال، لما تختزنه من سماحة علمية ينذر أن نجد لها نظيرا في المذاهب الإسلامية قاطبة وهي ما رواه الحافظ ابن عساكر من أن الإمام الأشعري حين حضرته الوفاة في بغداد قال لأحد تلامذته:
«اشهد علي أني لا أكفر أحدا من أهل هذه القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات».. ولو أن هواة التكفير والمتاجرين به في سوق السياسات والمؤامرات توقفوا بعقولهم وأفئدتهم لحظة أمام هذه العبارة وأمثالها في تراثنا العظيم إذن لاستبدلوا التفكير بالتكفير ولأدركوا بشاعة ما يرتكبون من جرائم تشوه الإسلام وتسيء للمسلمين.
وتابع الطيب: إنني لا أرمي من وراء حديثي عن المذهب الأشعري إلى الترويج لهذا المذهب، أو دعوة الناس إليه وإلا تضاربت محاضرتي ونقض آخرها أولها.. ولكنني أدعو لتطبيق روح هذا المذهب وفلسفته في حرية المذهب وترك الناس وما نشأوا عليه والترفع عن حمل الناس على تبديل مفاهيمهم و... بالمال، واستغلال فقرهم وعوزهم.
وأرى أن هذا المنهج التعددي والتصالحي والتحاوري الذي هو أقدر المناهج الآن على علاج أزمة العقل الإسلامي المعاصر، وما آل إليه أمر الأمة الإسلامية من تفكك واضطراب وفوضى، وبخاصة ما آل إليه حال أمتنا العربية من تمزق، وتدمير لآصرة العروبة، ودعوات مريبة لضرب استقرار الوحدة الوطنية، وزعزعة الولاء للوطن، وتشتيته بين ولاءات طائفية ومذهبية، لا ترعى وحدة العقيدة والدين ولا تحترم حُرمة التاريخ ومسؤولية المصير المشترك.

 


وليس صحيحا - في هذا المقام – ولا مشروعا ما شاع أخيراً في بلادنا من ظاهرة التنكر لولاء الوطن، والاستبدال به ولاءات أخرى عقدية أو سياسية تضر بمصلحة الوطن الذي يعيش على ثراه هذا المتنكر الجاحد، ويأكل من خيراته وينعم هو وأسرته وأولاده بثرواته ومقدراته.. فللوطن حقوق شرعية وأخلاقية ما في ذلك ريب، والبرَّ به ورعاية حقوقه من صميم أحكام الإسلام ومقاصد شريعته، ونحن لا نقول جديدا حين نذكر بكلمات النبي «صلى الله عليه وسلم» لما أخرج من مكة المكرمة وودعها بكلمات جسدت ما في قلبه الشريف من بر بالوطن وتعلق به حين قال مخاطبا مكة المكرمة: «ما أطيبك وأحبك إلي، ولولا أن قومك أخوجوني منك ما سكنت غيرك» فلنتأمل هذا الكلام الذي يفيض حبا واحتراما وتقديرا، رغم أنه أوذي وحُوصر وضُيق عليه في مكة، ورغم أن هذا البلد في ذلكم الوقت كان مركزا للوثنية والشرك.
وأمر آخر نستشف منه شرعية حب الوطن وما يفرضه هذا الحب من ولاء والتزام ووفاء لأرضه وترابه، وهو أن بعض الصحابة كأبي بكر وبلال «رضي الله عنهما» لم يكن سهلا عليهما أن يتوارى وطنهم عن عيونهم إلى الأبد، وكان بلال إذا فاق من الحمى التي ألمت به بعد اغترابه يعبر عن ألمه لفراق وطنه بقول الشاعر:


ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بواد وحولي اذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة
وهل يبدون لي شامة وطفيل


وأمر ثالث هو أن النبي «صلى الله عليه وسلم» بعدما آخى بين المهاجرين والأنصار كتب وثيقة المدينة بين المسلمين وغير المسلمين على أساس المواطنة الكاملة، واعتبرت اليهود المقيمين في المدينة من مواطني الدولة الإسلامية، ونص النبي «صلى الله عليه وسلم» على: «إن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين».. ولكن لما نقض اليهود ما في هذه الوثيقة، وأصبحوا يشكلون خطرا يهدد أمن الوطن بالتآمر عليه مع كفار قريش والقبائل المحيطة بالمدينة، لم يتردد النبي «صلى الله عليه وسلم» في التصدي لهذه الخيانة، وحماية الوطن من الخائنين، وكان ما كان مما نعلمه من موقف النبي «صلى الله عليه وسلم» والمسلمين من التصدي لليهود وإجلائهم خارج المدينة.

إن هذه المواقف هي – فيما أرى – حجج تاريخية ساطعة وبراهين عملية على انحراف هؤلاء الذين يعيشون بأجسامهم فوق أرض، بينما ولاؤهم رهن بأرض أخرى أو جماعات معينة، أو زعامات هنا وهناك، لا ترعى حرمة الأوطان، ولا حقها في الأمن والاستقرار.وتابع شيخ الأزهر: لا أريد أن أطيل عليكم في سرد المآسي التي تحيط بنا من كل جانب، وذكر الأمثلة المحزنة في سورية والعراق واليمن وليبيا ولبنان، ولكن أريد أن أتساءل معكم، هل هناك سبب واحد معقول يبرر سفك هذه الدماء العربية ليل نهار بأيد عربية وغير عربية؟ ولماذا ينعم العالم كله بالأمن والسلام والرفاهية، ويشقى عالمنا العربي بحروب طاحنة، عرفنا قوادمها وبداياتها، والله أعلم بنهاياتها ومآلاتها.. إن الإنصاف يقتضيني أن أقول إنني لا أشك لحظة في أن هناك مؤامرة من وراء البحار، ولكن هناك أيضا قابلية نكراء من جانبنا لتنفيذ هذه المؤامرة، ولعلي لا أقع في الاختصار المخل وأنا أذكر وجهة نظري في الأسباب التي أدت إلى ما نحن فيه من آفات التكفير والإرهاب والقتل على الطائفة والمذهب.
أول هذه الأسباب – فيما أعتقد – هو أننا غضضنا الطرف طويلا عن نوع من التربية والتعليم لم يضع في برامجه ولا في حسبانه وحدة الأمة ولا وحدة العرب، إن لم أقل إنه كثيرا ما ساعد على تأجيج الفرقة والخلاف المذهبي والطائفي الذي سرعان ما تحول إلى خلاف على «الإسلام» وليس على الطائفة والمذهب، وبذلك أصبح الطريق ممهدا لظهور مذاهب التكفير والطائفية وإسالة الدماء قربانا على مذابحهما.
وثاني الأسباب هو أن علماء الأمة لم يعد همهم الأكبر حفظ وحدة الأمة ومصلحة المسلمين وحماية شعوبهم من التمزق والتنازع الذي يصل أحيانا إلى درجة تكفير المسلم للمسلم، أو تفسيقه أو إخراجه من الملة في أمور خلافية طالما عذر المسلمون فيها بعضهم بعضا.
وثالثة الأثافي – فيما اعتقد أيضا – هو انشقاق العلماء أنفسهم، وانغلاقهم في مذاهب بعينها، مما فتح الباب على مصراعيه لتغذية حروب أهلية يدفع المسلمون الآن ثمنها دماء وأشلاء ودمارا وتشريدا، ولو أن السادة العلماء كانوا قد تخلوا عن التعصب المذهبي والطائفي، ولجأوا إلى الحوار والنصح والحكمة، ومجابهة القضايا الشائكة بتجرد وموضوعية، وقراءة أمينة لواقع العرب والمسلمين، إذن لفوتوا الفرص على المتربصين بهذه الأمة، ولأنقذوها من كثير مما حل بها من فرقة وانقسام وضعف.

 


وفي ختام محاضرته قال شيخ الأزهر: أود أن أثير اقتراحات أراها مهمة وضرورية الآن وهي:
أولاً: ضرورة العودة بالخلافيات الحساسة من شاشات الفضائيات إلى أروقة الدرس ومجالس العلماء المتخصصة، صيانة لهذه الخلافيات العلمية الدقيقة من أن يتحول اللغو فيها إلى برامج سياسية موجهة يتبرأ منها الإسلام، وحتى لا تتخذ وسيلة لبث ثقافة الحقد والكراهية، وإشعال نار الفتنة بين المسلمين.
ثانيا: ضرورة تصدي العلماء من جميع المذاهب الإسلامية، بفتاوى صريحة وواضحة، للعابثين بتراث الأمة ومقدساتها ورموزها، والتبرؤ المعلن من كل ما يعكر صفو علاقة الأخوة من أجل حسابات أيديولوجية طائفية وسياسية داخلية أو خارجية.
ثالثاً: وقف آلة التكفير المتبادل وقفا تاما، والعمل الجاد على القضاء على ثقافة العنصرية المذهبية والعرقية، والرغبة المحمومة في الاستحواذ والإقصاء، وتشجيع كل ما يبعث على التعالي عن سياسة التربص والكيد، واستدعاء ما يغذي هذه الفتن من هوامل التراث وشوارده واستثناءاته التي طواها الزمن، وأصبحت في ذمة التاريخ، وأصبح بعثها من مرقدها، والاقتتال في حومتها جريمة حضارية بكل المقاييس، وظلما فادحا لتاريخ أمة هي خير أمة أخرجت للناس.وفي ختام المحاضرة قام وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع بإهداء الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب.. درعا تكريمية.
افتُتح ضمن أنشطة «القرين» وتسمية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام2016

 

 


معرض المكتشفات الأثرية.. معثورات توثق تاريخ الكويت

المطيري: الفخار أهم المظاهر الحضارية ويمكن من خلاله التأريخ ودراسة حياة الإنسان
الدويش: المعرض يحوي قطعا اثرية تمثل نشأة الكويت في القرنين السادس عشر والسابع عشر


كتب: ياسر أبو الريش
في إطار أنشطة مهرجان «القرين» الثقافي في دورته الــ 22 ، والاحتفال بتسمية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2016 دشن مدير المتاحف والآثار بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سليمان بولند معرض المكتشفات الأثرية الإسلامية في دولة الكويت.
ويحوي المعرض قطعا زجاجية فخارية ونقودا وصورا لمناطق أثرية وكتبا مقدسة وحليا وغيرها من المحفوظات التي تنقل الناظر إليها إلى حقبة إسلامية تاريخية، وتجعله يغوص في عبق التاريخ بكل تفاصيله.
وشمل المعرض مجموعة متنوعة لأول أعمال التنقيب التي جرت في أرض الكويت في جزيرة فيلكا والتي تعود آثارها إلى العصر البرونزي مثل الجرار والأواني الفخارية والمصنوعة من الحجر الصابوني، والأدوات البرونزية، كما ضم المعرض بعض المنتوجات التي صنعت في جزيرة فيلكا قبل 4000 سنة ميلادية وتشير إلى الصناعات التي تعددت أنواعها على أرض الجزيرة.
يشرع المعرض أبوابه أمام الزائرين يوميا ليحكي تاريخ البلاد، ويفوح منه عبق الأجداد، وتراث الماضي العريق، وليؤكد أن الكويت تحوي العديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى حضارة الشعوب التي عبرتها وهو ما يبرز مكانتها التراثية الإسلامية.
وقال مدير المتاحف والآثار سليمان بولند: «إن هذا المعرض يدل على مكانة دولة الكويت في العصور الإسلامية والعصور المختلفة، كما يدل على أن الكويت كانت إحدى المحطات المهمة في التاريخ الإسلامي وباقي العصور»، لافتا إلى أنه «على الرغم من صغر مساحة الكويت فإن هناك أماكن أثرية قيمة تابعة للعصر الإسلامي موجودة في أماكن مختلفة من الدولة ومنها الموجود في جزر الكويت والصبية وغيرها».
ودعا بولند الجمهور إلى زيارة هذه المتاحف والمعارض للتعرف على تلك الحقبة المهمة من تاريخ الكويت، والاستمتاع بعبق التاريخ، ورائحة الأجداد.
بدوره قال حامد المطيري رئيس قسم المسح والتنقيب الأثري بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: «إن المعرض يعكس بعضا من مظاهر الحضارة الموجودة على أرض البلاد والتي نقلت من مواقع أثرية حقيقية في الكويت، والتي قامت بالتنقيب فيها بعثات «أثرية عالمية»، موضحا «أن أهم هذه المظاهر الحضارية هي الفخار والذي نستطيع من خلاله التأريخ، كما يمكننا بدراسة حياة الإنسان والتعرف على جميع جوانبها في تلك الفترة، من خلال الرسومات والكتابات المنحوتة عليها والزخارف التي تعود الى فترات مختلفة».
من جانبه أكد د. سلطان مطلق الدويش مراقب الآثار بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ان المعرض يتم فيه عرض مجموعة من القطع الاثرية داخل الصناديق الزجاجية والتي تمثل نشأة الكويت في القرنين السادس عشر والسابع عشر، كما أن هناك العديد من القطع التي تمثل أنماطا مختلفة من الحياة، فهناك مجموعة من القطع الأثرية تمثل النشاط البحري لدولة الكويت، وهناك مجموعة أخرى تمثل النشاط التجاري، ومجموعة تمثل النشاط المعيشي وأسلوب الحياة لمن عاش على أرض الكويت في تلك الحقبة.

 



ورشة تتناول تنمية مهارات المشاركين


«مسرح العرائس وصناعة الدمى» .. تمرين لمخيلة الأطفال واستمتاع بالعمل اليدوي

 


كتبت: فضة المعيلي
اجتمع الأطفال المحبون للدمى تحت سقف مسرح الشامية لحضور ورشة «مسرح العرائس وصناعة الدمى» التي تقدمها سندس التميمي ودلال القطان، لمدة عشرة أيام.
وتساهم الورشة في خلق مساحة غنية بالتفاعل والأفكار المتعددة وبالأدوات المختلفة، حيث تتيح للمشاركين فرصة لتمرين مخيلتهم وللاستمتاع بالعمل اليدوي، ووضعت تلك الورش لتمكن الأطفال من معرفة المزيد عن مسرح الدمى والعرائس وعن تاريخه، كما تفتح الآفاق للمشاركين لكسب المهارات والثقة في صنع دمياتهم وعرائسهم الشخصيّة.
وعن تفاصيل الورشة وأهميتها قالت دلال التميمي: نركز من خلال الورشة على تنمية الإبداع عند الطفل، ونحرص على إعادة التدوير في صنع الدمى وصنع مسرح العرائس، وطريقة استخدام الدمى في المناهج المسرحية.
وتابعت: تتضمن الدورة صنع ثلاثة أشكال من العرائس ومنها دمى القفاز التي تنفذ من الجوارب، ودمى الماريونيت من الأسلاك والجرائد، ثم دمى العصي من الملاعق والعصي المختلفة. ويطلع المتدربون على كيفية عمل مسرح من أنابيب المياه، وخلفيات المسرح من بقايا الأقمشة، وأخيرا كيفية تحويل قصة أو أحد الدروس عرض المسرحي للعرائس.
وأضافت التميمي: تشتمل فعاليات الورشة على محاضرات نظرية وتطبيقات وتدريبات عملية على تحريك الدمى، ولفتت إلى أنها صقلت موهبتها هي وزميلتها دلال القطان عن طريق تدربها على طرق تحريك العرائس في خوضها تدريبات مع البريطانيين المتخصصين، وتمكنت من زيادة خبرتها بفن صناعة الدمى، وأيضا المواد التي تتكون منها الدمى، وكيفية تركيبها والتحكم فيها، وإمكانية صنع دمى من مواد لا يمكن تخيلها. وأيضا شاركت مع زميلتها القطان في ورشة خاصة لأنواع العرائس وتصنيع الدمى مع مدرب من الجمهورية التونسية.
وأوضحت التميمي: «نتيجة لذلك قمنا بنقل ما اكتسبناه من خبرات لمعلمي الحضانات بالتعاون مع إدارة المسرح».
دمج الألوان من جانبها قالت دلال القطان: أعمل على تعليم المشاركين كيفية صنع مسرح الدمى، باستخدام الألوان الفنية مثل الإكريليك، ومن خلاله أعلمهم العديد من الطرق لدمج الألوان بعضها مع بعض حتى تعطي مزيجا متسقا».


الجدير بالذكر أن مسرح الدمى والعرائس يعد من أهم التقنيات الدرامية التي يمكن الاستعانة بها في إخراج العروض المسرحية الموجهة إلى الأطفال الصغار. ويعتبر المسرح قريبا جدا من اهتمامات الأطفال من الناحية الذهنية والوجدانية والحسية الحركية، بطريقة لافتة للانتباه، فتثير فيهم الضحك، ثم تمنحهم تسلية وترفيها وفائدة. تقام في مسرح الشامية لمدة 10 أيام الطقش: الورشة تسلِّط الضوء على قواعد «المكياج المسرحي» ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الــ22، افتتحت ورشة «المكياج المسرحي» قدمها الخبير عبدو الطقش في مسرح الشامية وتستمر لمدة عشرة أيام، وتهدف إلى تدريب المشاركين على أحدث طرق فن المكياج المسرحي.
وقـال الـطـقـش: «الـورشة تـتضـمن الجانبين النظري والعملي حتى تساهم بشكل فعال في التعريف بأهمية المكياج المسرحي، بالإضافة إلى تدريب المشاركين على تنفيذ المكياج على أسس وقواعد سليمة»، مشيرا إلى أن الورشة تتناول وضع المكياج التجميلي والتنكري، وأيضا تركيب اللحية، إلى جانب مكياج الجروح والحروق، وأساسيات وضع المكياج للسينما والتلفزيون والمسرح.
وعن مكياج الجروح يقول الطقش إنه ينقسم إلى ثلاثة أنواع باستخدام مواد معينة ومؤثرات خاصة، حتى يظهر على الوجه شكل الجرح.
ولفت الطقش إلى أن الورشة سوف تعين المتدربين على معرفة أثر المكياج، مع تدريبات أساسية على فنياته وطرق استخدام مواده هذا بالإضافة إلى تعريف المشاركين بكيفية وضع المكياج بحسب الدرجـات المختـلفة للإضـاءة، مـوجها الشـكر إلى المـجلس الوطـني للـثقافة والفنون والآداب الذي حرص على توفير المواد والأدوات للمشاركين في الورشة.
ويعد المكياج المسرحي أحد العناصر المكملة للعرض المسرحي ويساهم في تأكيـد وإبراز ملامح وجوه الممثلين وإبـرازها حتى يتفاعل معها الممثل والمشاهد في آن واحد، كما يساهم في إظهار الملامـح التعبيرية للوجه حتى يؤثر على المتلقي، وأيضا التأكـيد على هذه الملامـح التـي تلائم الشخصـية أو إخفاء ملامح الوجه تماما إذا كانت لا تتلاءم مع مفهوم الشخصية حسب الدور الذي يجسده الممثل.
الطقش في سطور عبدو الطقش يتمتع  بخبرة مهنية حصدها على مدى سنوات طويلة، كان يقف فيها خلف مكياج كبار الممثلين والممثلات في الكثير من الأعمال الدرامية المشهورة مثل مسلسلات «ليلة عيد»، و«الداية»، و«رقية وسبيكة»، و«أنت عمري»، وغيرها من المسلسلات. وقام بعمل المكياج المسرحي لأعمال مسرحية كثيرة منها مسرحية  «لولاكي».


الشيخة حصة صباح السالم استقبلت شيخ الأزهر ضيفا في «الأمريكاني الثقافي»استقبلت الشيخة حصة صباح السالم الصباح المشرف العام لدار الآثار الإسلامية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب والوفد المرافق خلال زيارته لدار الآثار الإسلامية في مركز الأمريكاني الثقافي، وتكون الوفد من: الدكتور محيي الدين عفيفي – أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور إبراهيم الهدهد – رئيس جامعة الأزهر، والقاضي محمد عبدالسلام – مستشار شيخ الأزهر، الأستاذ علي حسين اليوحة – الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والدكتور بدر الدويش – الأمين العام المساعد لقطاع الفنون.
واصطحبت الشيخة حصة فضيلة الإمام الأكبر في جولة في معارض دار الكويت في الشرق القديم، ومعرض في قديم الزمان، ومعرض عن آثار فيلكا والمعار من متحف الكويت الوطني. وبعد الجولة تم تبادل الأحاديث الودية والتباحث حول بعض أمور التراث والآثار في الكويت ومصر، كما تناول الحديث جهود دولة الكويت ممثلة في دار الآثار في عمليات الترميم في مدينة الأقصر الأثرية، وإسهامات مصر في الشأن الثقافي والتراثي. ووقع فضيلة الإمام الأكبر بكلمات معبرة في دفتر كبار الزوار.

 




في أولى أمسيات مهرجان القرين الثقافي الـ 22
شجن «الهبان» أدهش جمهور «اليرموك الثقافي»


كتب جمال بخيت:
نظمت ديوانية الموسيقى في دار الآثار الإسلامية أمسية موسيقية ضمن موسمها الثقافي الـ 21 في مركز اليرموك الثقافي، بعنوان «أمسية الهبان»، ولاقت الفرقة إقبالا وحفاوة كبيرين من الجمهور ضيوف الدار الذين استمتعوا بهذا العرض الفولكلوري الشعبي المتميز.«الهبان»، وتعني بالفارسية القربة، هي اسم الآلة وأيضا اسم الرقصة التي يطلق عليها أيضا رقصة المناديل.يعزف الهبان في حفلات الزفاف والأعياد، وينحدر أصلها من جنوب إيران بما يسمى بر فارس، وتعزف عادة في الأماكن المفتوحة.وتصنع آلة الهبان من جلد خروف أو ماعز، وهي قربة مثبت بها انبوبان من القصب متلاصقان ومتساويان في الطول، أحدهما يعطي نغمة واحدة مستمرة، بينما يعطي الآخر نغمات متنوعة يخرجها العازف باستخدام أصابعه على الثقوب الموجودة على جسم الأنبوب، وللهبان صوت كصوت الليوة ولكنه أرق.
تتكون فرقة «الهبان» من مجموعتين من الرجال، وأهمهم عازف القربة «الهبان» الذي ينتقل بين صفي الرجال والنساء بحركات إيقاعية راقصة بالميل بجسمه أو بالارتكاز بجسمه كله على قدميه لأسفل، أو بالارتكاز على قدم واحدة مرة ذات اليمين وأخرى ذات اليسار أو بالتناوب والذي يقوم فيه بالضغط عليها ليتحكم في إخراج الهواء من خلال أنبوبتين، تعطي إحداهما نغمة واحدة مستمرة، وتعطي الأخرى نغمات متنوعة يُخرجها العازف باستخدام أصابعه على ثقوب الأنبوبة.على أنغام هذه الآلة تؤدى رقصة تسمى «رقصة الهبان» ورقصة أخرى تسمى «هبان دواري»، ويحرص عازف الهبان على الظهور بأجمل زي عند الأداء ويؤدي فنه بمتعة ووجدانية نلمحهما في وجهه، واندماجه مع اللحن والإيقاع، وقدمت الفرقة العديد من الأغاني الكويتية الجميلة.وعلى الرغم من أنه عزف مفعم بالشجن العميق فإنه ملأ هذه الأمسية فرحا وطربا نجمتها آلة «الهبان» من خلال وصلات على إيقاع وألحان التراث بعمقه ومعانيه المرهفة. هي أمسية «الهبان» التي كان الجمهور على موعد مع فرقة «فاضل كنكوني للهبان» بما تخللها من وصلات غنائية في فعالية نظمتها دار الآثار الإسلامية في موسمها الثقافي وضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الــ 22 أمس الأربعاء وأبدع خلالها عازف الهبان في تقديم وصلاته وسط حالة اندماج عميقة وأجواء غنائية تراثية.ومن تلك الوصلات أغنيتا «غفار الزلة» و«قالولي كل الناس على البركة» وأغاني الليوة مصحوبة برقصات من التراث أدتها الفرقة وسط تفاعل الجمهور تصفيقا وطربا حيث استخدمت فيها الفرقة آلات «الهبان» والدف والإيقاعات مصحوبة بالكورال و«اللاعوب».


في أولى منارات «القرين» الثقافية
عائشة إبراهيم: ريادة مبكرة
في الفن.. وقضايا المرأة



حياة الفهد:ضحَّت بحياتها وصحتها وتحدت الظروف الاجتماعية من أجل الفن
سعاد عبدالله: احتوتني كأم وأقنعتني بأن المستقبل أمامي
محمد بلال:تعددت عطاءاتها وإنجازاتها في المسرح والإذاعة والتلفزيون
فادي عبدالله: شاركتْ في أول عمل تلفزيوني مع العجيري عام 1963
عبدالعزيز السريع: أبدعتْ وتألقت بردات فعلها العفوية


كتب محبوب العبدالله
في أولى المنارات الثقافية ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي هذا العام، أقيمت مساء أمس في المكتبة الوطنية منارة الفنانة الراحلة عائشة إبراهيم، والتي تحدث فيها الدكتور محمد مبارك بلال والناقد الفني فادي عبدالله.وأدار المنارة الفنان داود حسين الذي قال في البداية إنه سعيد باختياره لتقديم منارة الفنانة الرائدة عائشة ابراهيم التي كانت تؤدي كل الأدوار باقتدار.وأضاف: لا أنسى ذكرياتي معها في كواليس الأعمال التي شاركنا فيها حيث كنت طالبا في تلك الفترة بالمعهد العالي للفنون المسرحية بينما كانت هي فنانة كبيرة.وعرض فيلم توثيقي عن الفنانة الراحلة تضمن لقطات من بعض اعمالها المسرحية والتلفزيونية الى جانب شهادات من الفنانين عبد الحسين عبد الرضا، محمد المنصور، عبدالرحمن العقل، جاسم النبهان، والنقاد عبدالستار ناجي وفادي عبدالله وذكرياتهما معها على الصعيدين الفني أو الشخصي.

 



شهادات فنية


وقدمت شهادات فنية عن الفنانة الرائدة الراحلة عائشة ابراهيم كانت أولاها من الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع الذي قرأ شهادته نيابة عنه نجله الفنان منقذ السريع لوجوده خارج البلاد لمراجعة طبية.
وقال عبدالعزيز السريع في شهادته بعنوان «رائدة المسرح عائشة ابراهيم» 1944 – 1992»:«لم يدر في بال الصبية الصغيرة عائشة إبراهيم أن تكون على موعد مع الشهرة، فقد ولدت في حي القبلة من مدينة الكويت داخل السور عام 1944م وانتقلت مع أسرتها إلى الحي الشرقي من ذات المدينة، ولم تكمل تعليمها وانخرطت في وقت مبكر مع زميلاتها في توقيت يكاد أن يكون موحدا، فقد قامت بأول أدوارها مع الرائد الكبير محمد النشمي في مسرحية «حظها يكسر الصخر» وفي العام ذاته قدمت أول بشاراتها... مسرحية «عشت وشفت» رائعة سعد الفرج عام 1964 تلك المسرحية التي تألق فيها سعد والنفيسي ورفاقهما في فرقة المسرح العربي، بعد أن تحولت الى فرقة أهلية بموجب القانون رقم 24 لعام 1962.كان دور عائشة إبراهيم دور الأم، وكم كانت رائعة وموفقة حين تناغمت مع عمالقة المسرح سعد الفرج وخالد النفيسي وغانم الصالح.. كان دورا لا ينسى كما كان سائر أدوار هذه المسرحية المدهشة.وكان من حظي أن أحضر عرضها الأول فأنبهر وأكتب عنه مقالة نشرت في مجلة «الكلمة» التي كان يصدرها مسرح الخليج العربي حينها.. ومازلت أذكر حتى الآن تلك اللحظات الآسرة عندما كانت عايشة إبراهيم تجسد الطيبة والعفوية والبساطة التي كانت تمثلها الأم في الزمن المفترض للمسرحية في جو القرية التي يتلاحم فيها أبناؤها ويعيشون كالأسرة الواحدة التي يصدق عليها المثل «حنا عيال قرية كل يعرف أخيه».
جسدت عائشة دور الأم الصابرة الودودة الحيية ولعبت دورها بمهارة.. وتناغمت مع خالد النفيسي عملاق البساطة في الأداء والعمق والكاريزما الطاغية، وقد ساعدته على الإبداع والتألق بردات فعلها العفوية فضلا عن حواراتها مع سائر الممثلين كل في دوره.كان العمل «عشت وشفت» بكامله عملاً لا ينسى وكانت عائشة مشعة وموفقة في ذلك العمل الكبير الذي انتسبت بعده لفرقة المسرح العربي، وكان ذلك في 29 نوفمبر 1964 ثم قدمت مع المسرح العربي أكثر من عشر مسرحيات أخرى منها «اغنم زمانك» و«الكويت سنة 2000» و«24 ساعة» و«الليلة يصل محقان» و«مطلوب زوج حالا» وآخر ما قدمت كانت مسرحية «30 يوم حب».. ولم تشارك مع فرقة المسرح العربي بعد ذلك.أما قصتها مع فرقة مسرح الخليج العربي فقد بدأت في يناير عام 1971 عندما اشتركت في مسرحية «رجال وبنات» المأخوذة عن «الغربان» لهنري بيك من إعداد صقر الرشود وإخراج منصور المنصور.
كانت عايشة رحمها الله كالنسمة، وديعة صبورة، لا تتكلف ولا تكلف.. بسيطة ليس لديها شروط.. لعبت دورها في «رجال وبنات» إلى جوار صقر الرشود بطل المسرحية وسعاد عبدالله وطيبة الفرج ومريم الغضبان وليلى عبدالعزيز وكانت المسرحية من إخراج منصور المنصور.. وقد وفقت ونالت إعجاب العاملين والفرقة والجمهور.وفي عام 1975 شاركت معنا في عرض من أهم عروضنا المسرحية «بحمدون المحطة»، وقد كانت من تأليفي مع الزميل صقر الرشود ومن إخراجه وقد توليت إدارة الإنتاج.. كان العمل كبيرا.. اشترك فيه ستون من الممثلين والممثلات. وكانت فيه ألحان وموسيقى وغناء واستمر العرض بنجاح كبير لمدة 55 حفلة، ولكننا للأسف لم نسجلها للتلفزيون حينها لأننا اختلفنا مع التلفزيون حول المقابل لأنها كانت مكلفة.كان دورها لافتا، أدته ببراعة وبساطة صعبة ومختلفة، وكان رفيقها الزميل عبدالله الحبيل الذي مثل دور زوجها في المسرحية.ثم شاركت مسرح الخليج في العمل بمسرحية «شاليه السعادة» إعداد محمد السريع وإخراج عبدالعزيز المنصور.. عام 1976. وكانت عائشة مع محمد السريع ومنصور المنصور  وسائر الممثلين قد أبدعوا في كوميديا الموقف فتعالت ضحكات المشاهدين وتمتعوا بالعرض.وفي عام 1978 شاركت في مسرحية «الأوانس» لمسرح الخليج ايضا وهي من تأليف محمد السريع وإخراج منصور المنصور.. وقد مثلت فيها إلى جوار حياة الفهد وإبراهيم الصلال ومحمد السريع وأسمهان توفيق وسليمان ياسين ومنقذ السريع ومنى عيسى وعبدالعزيز الفهد وفيصل بوغازي.
إن عائشة إبراهيم لعبت دورا رياديا في مسيرة المسرح في الكويت وقدمت عطاءً كبيرا في ما لا يقل عن أربعين مسرحية بعضها استمر عرضها أكثر من شهرين كما قدمت أدوارا لافتة في التلفزيون ومثلت للإذاعة.. وكل ذلك تم مع تكوينها لأسرة طيبة منحتها كل ما فيها من عاطفة وقدرة على الحب فأثمرت خلفة طيبة من رفيق عمرها الأخ عبدالله الحلو. وقد نالت بجهدها وبفنها الحب والاحترام..

 



حياة الفهد


«في البداية... أقدم شكري إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تقديره واحيائه لذكرى فنانات الكويت الرائدات من خلال المنارات الثقافية في مهرجان القرين الثقافي، وهذا ليس بمستغرب على هذا المجلس الوطني الذي يعنى بشؤون الفنون والثقافة في دولة الكويت.
من الصعوبة بمكان أن أختصر في كلمة قصيرة مناقب ومآثر ومسيرة إنسانة رائعة وصديقة ورفيقة درب من رائدات التمثيل في الكويت الغالية عائشة إبراهيم أم خالد رحمها الله.
لقد كانت عائشة بالنسبة لي أكثر من زميلة، هي أخت عزيزة على قلبي، معروفة بهدوئها وعدم خلافها مع أحد، وكانت صاحبة واجب، وإذا سمعت بمرض أحد زملائها تطمئن عليه فورا، تجدها حاضرة دائما في أزماتنا الصحية وحتى النفسية.هي حنونة جدا، عندما دخلت المستشفى وأجريت عملية جراحية، كانت تسهر إلى جانبي وتبكي خوفا علي، وكأنها والدتي... هذه هي عائشة.
تشاركت مع عائشة في العديد من الأعمال الدرامية التي حققت نجاحا كبيرا وبصمة في تاريخ الحركة الفنية الكويتية، من بينها المسلسل التلفزيوني «الحدباء» الذي يعتبر من مسلسلات الرعب، ومسرحية «إذا طاح الجمل» من تأليف الكاتب الراحل محمد الرشود وإخراج نجف جمال. والجميل في هذا العمل أنه قدم ضمن مسابقة مسرحية في اليوم العالمي للمسرح في الدورة الأولى لمهرجان الكويت المسرحي عام 1989، وقد تناصفنا أنا وعائشة جائزة أفضل ممثلة عن دورنا في هذا العمل، كم هو جميل أن نسجل إنجازا تاريخيا وسبقا معاً... كما لعبنا بطولة مسرحية «الأوانس» لفرقة مسرح الخليج العربي، تأليف الراحل محمد السريع وإخراج الراحل منصور المنصور.وتشاركنا أيضا في إنتاج وبطولة عمل مسرحي جماهيري حقق النجاح من خلال «شيكات بدون رصيد» من تأليفي وإخراج مبارك سويد، وكان معنا في البطولة الراحل خليل إسماعيل وعبدالرحمن العقل وولد الديرة.لقد ضحت رفيقة الدرب والمشوار الفني عائشة إبراهيم بحياتها وصحتها وبظروفها الاجتماعية في سبيل الفن ورسالته السامية لأكثر من ربع قرن...
ستبقى عائشة إبراهيم... عائشة في قلوبنا ووجداننا وذاكرتنا».

 



سعاد عبدالله


وبدورها قالت الفنانة سعاد عبدالله شهادتها عن الفنانة الراحلة عائشة إبراهيم:
«أتذكر جيدا حين كنا في مقر فرقة المسرح الكويتي كيف تم توزيع الأدوار علينا في مسرحية «حظها يكسر الصخر» بحضور الفنانين الدكتور صالح العجيري، وعقاب الخطيب، ومحمد المنيع، وعبدالله المنيس وعبدالرزاق الرقم، وعبدالله القصار، وكيف كنا نلتقي أنا وبقية الزميلات في غرفة منفردة بعيدا عن الزملاء الرجال الذين كانوا يلتقون في الصالة.
وبعد أن وزع الفنان الراحل محمد النشمي أدوار المسرحية أسند لي دور الأم فيها بينما ممثلة أخرى أكبر مني بسنة مثلت دور البنت، وقد يكون السبب انها أوفر مني حظا في الجمال، لذلك أعطوها دور بنتي وأنا الأم.
وقد تأثرت كثيرا وزعلت ولكن قبلت الدور على مضض، وحينما عدنا إلى  غرفتنا بدأت أبكي وبكيت كثيرا، وكنا وقتها في سن مبكرة ولا نزال صغارا.
وقد كانت الفنانة الراحلة عائشة ابراهيم أكبر منا بسنوات قليلة، ولذلك كانت تعاملنا كأم رغم عدم وجود فارق كبير بيننا، وقد احتوتني واقنعتني بأن المستقبل أمامي وسألعب أدوارا كثيرة في مشواري الفني، كانت رحمها الله هذه رؤيتها ونظرتها للمستقبل، وكانت وقتها تمتلك ملكة النصيحة والود والاحتواء، وعملت مع الراحلة عائشة ابراهيم في مسرحيات: «حظها يكسر الصخر»، و«بغتها طرب صارت نشب» مع المسرح الكويتي، وفي المسرح العربي مسرحية «اغنم زمانك» و«30 يوم حب»، وفي مسرح الخليج مسرحية «رجال وبنات» وغيرها، وفي العام نفسه 1963 شاركنا في التلفزيون في برنامج ديوانية التلفزيون، وهو من تقديم الفنان الراحل محمد النشمي وكان يستضيف شخصيات من الذين يزورون الكويت، وكانت المرحومة عائشة هي الأم ونحن بناتها، وكان يستضيف الضيوف من الرجال عند النشمي ومن معه من الرجال.
وفي إحدى المرات زارت الكويت الفنانة صباح، وقمنا بثورة ضد النشمي ومجموعته لأن وجود الفنانة صباح من حقنا نحن النساء في الديوانية، وقدنا هذه الثورة أنا والمرحومة عائشة وكسبنا مطلبنا بأن تكون الفنانة صباح معنا ونحن نكون جميعا معها في الديوانية، وتحقق لنا هذا، وجاءت صباح والتقينا بها وكنا مبهورين بها في ذلك الوقت.
لي مع الفنانة الراحلة عائشة ابراهيم أيام وذكريات، وأهم ما يميزها أنها كانت تحتوي الكل في لحظات الألم ولحظات الغضب.
كانت أختنا الكبيرة وأمنا في الوقت نفسه، كانت متسامحة مع نفسها، لم تكن تعنيها الألقاب ولا أي شيء ثان، ولم يكن يعنيها الدور الذي ستمثله سواء كان كبيرا او صغيرا، لأنها كانت عملاقة دائما، سواء في الدور الصغير او الدور الكبير.كانت في الكوميديا متمكنة وعملاقة، وايضا في الأدوار الجادة.
وأنا شخصيا تعلمت منها الحب والمودة والتغاضى عن كثير من الأمور، وان هذه الدنيا لا تستحق منا ان نغضب ونحزن، وضرورة أن نتحاب ونتعاون، ولم تكن لها أي عداوات، ولم تكن كما اعتقد انه كانت عدوة لأحد، ولم يكن لها موقف عدائي من أحد، بل كانت متسامحة لأبعد الحدود وحبيبة لأبعد الحدود، كانت عملاقة بفنها وأخلاقها، عملاقة بتواضعها وكرست نفسها لفنها ولبيتها فأنتجت كثيرا من الأعمال العظيمة وتركت أسرة كريمة.ولدي ذكريات كثيرة معها لا يتسع الوقت والمجال لذكرها الآن، ولكن نقول اليوم: الله يرحمها، وستظل عائشة في ذاكرتنا رائدة من رواد الفن في الكويت، وهي من أسست ونحن نكمل ما بدأته.



المتحدثون الرئيسيون:


وفي حديثه المستفيض عن دور الفنانة الراحلة الرائدة عائشة إبراهيم يؤكد الدكتور محمد مبارك بلال على ريادتها وتعدد مواهبها وقدراتها فيقول:
«إن الفنانة الرائدة المرحومة عائشة إبراهيم تعدت في ريادتها مجال عطائها وإنجازاتها الفنية في مجال المسرح الأهلي والمسرح الخاص والتلفزيون والإذاعة، وسجلت اسمها قسرا في قوافل كفاح ريادة المرأة الكويتية في تأكيد الدور والذات، في المراحل الأولى لقيم وطننا الحبيب الكويت، وخاصة في مجال تصارع التقاليد والمرأة في مرحلة مجتمع ما قبل ظهور عائدات النفط بشكل كامل. وكانت بالنسبة لها تمثل مرحلة بناء الذات من خلال التعليم.. ولكن عائشة ابراهيم كانت تكتشف تمردها الأول في رفضها لأسلوب التعليم التقليدي القديم. وقد تعرضت للضرب من قبل المطوعة «وضحة» مما دفع خالتها إلى نقلها إلى مطوعة أخرى.. وبعد فترة قصيرة انتقلت إلى مدرسة نظامية في منطقة القبلة.
ومن المؤكد ان مرحلة الستينيات والسبعينيات هي الأساس الذي عبر عن ريادة الفنانة عائشة ابراهيم. لقد سجلت حياة وانجازات الفنانة عائشة ابراهيم اثرا كبيرا في مجال دور المرأة الفنانة في المسرح الكويتي، فقد اثرت وتأثرت في الحركة السريعة لتطور الدراما المسرحية منذ مرحلة الخمسينيات ومرورا بالستينيات وانتهاء بمرحلة التحولات الكبرى في اواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات. فمع انها انطلقت في البداية تبحث عن دور للمرأة من خلال مسرح النشمي في الخمسينيات، نراها تتمسك بالبداية الصحيحة في مسرح الستينيات، حيث تهافتت عليها عروض الفرق المسرحية المحلية للمشاركة في ادوار البطولة النسائية، والعجيب ان بداية ذلك التعاون كان مع النشمي نفسه الذي «طردها» في الخمسينيات، ثم شاركت في اعمال لفرقة مسرح الخليج العربي.. واستقرت اخيرا للعمل في المسرح العربي.. بل ان مخرجي الاذاعة استعانوا بموهبتها وقدرتها على تمثيل الأدوار المتنوعة كي تساهم في الدراما الاذاعية التي كان القائمون عليها يحاولون جاهدين منافسة الدراما في المسرح.
وربما حدث التطور الاكبر في حياة الفنانة عائشة ابراهيم بعد بداية انشاء فرق المسرح الخاص «التجاري»، حيث حاول الفنانون التخلص من محدودية الدعم الحكومي وتواضع الاجور التي ظلت ساكنة والعالم الفني يتحرك من حولها، ولكن الفنانة عائشة ابراهيم لم تكتف بالمشاركة في التمثيل مع هذه الفرق الخاصة التي استهلها الفنانان الكبيران سعد الفرج وعبد الحسين عبد الرضا وقاما بإنشاء مسرح خاص باسم «المسرح الوطني»، بل انها ساهمت في إنشاء مسرح خاص باسم «المسرح الحر»، وفي اواخر حياتها الفنية الحافلة، بدأت الفنانة الرائدة عائشة إبراهيم بالتعامل مع مرافق فنية جديدة مثل الإذاعة والتلفزيون، وهو ما فرض عليها تحديا كبيرا من خلال طبيعة الأداء التمثيلي والتعامل مع آلات جامدة بشكل مباشر، بدلا من الجمهور الحي الذي تعودت عائشة إبراهيم التمثيل أمام حميميته وتفاعله مع أدائها الرائع.



نقد فني


وفي حديثه عن الفنانة الراحلة عائشة إبراهيم استعرض الناقد الفني فادي عبدالله رحلة حياة الفنانة الرائدة، منذ ولادتها ومسيرتها الحياتية قائلا:
سمعت عائشة عن المسرح، وكانت تعرف أن د. صالح العجيري ومحمد النشمي وعقاب الخطيب وآخرين من المجموعة الرائدة قد أنشأوا فرقة «الكشاف الوطني» الذي أصبح في فترة لاحقة المسرح الشعبي في منطقة الصالحية، وانتقلوا فيما بعد إلى الشامية، ذهبت لمشاهدة أعمالهم وعروض غيرهم على صالة مدرسة صلاح الدين والصديق وقتيبة.
كان محمد النشمي رحمه الله يؤدي في بعض الأحيان دور المرأة ومعه صالح العجيري ونجوم الفن، وذات مرة تحدثت إلى الراحل النشمي والعجيري مبدية رغبتها في التمثيل المسرحي والمساهمة معهم في عروضهم، فلم يوافقا وقتذاك لأنه لم تكن هنالك عناصر نسائية تشارك في الأعمال المسرحية، خضوعا للعادات والتقاليد في تلك الفترة التي لم تسمح للنساء بالتمثيل، لذا قام الرجال بلعب الأدوار النسائية ومن بينهم النشمي وعبدالرزاق النفيسي، أما عبدالعزيز النمش فلم يكن موجودا معهم في هذه المرحلة.
لم تستمر عائشة في منزلها في الشارع الجنوبي بمنطقة خيطان، وانتقلت مع زوجها وابنها خالد إلى الديرة وسكنت منطقة القبلة، فهي لم تحتمل البقاء بعيدا عن منطقتي شرق وقبلة وذكريات الطفولة الجميلة.
وبعد تغير النظرة حول مشاركة المرأة في التمثيل خصوصا بعد وقوف الفنانتين القديرتين مريم الصالح (أول فنانة كويتية تصعد المسرح) والراحلة مريم الغضبان على خشبة المسرح في عرض «صقر قريش» لفرقة المسرح العربي، طلب وبإلحاح شديد د. صالح العجيري من زوج عائشة أن يوافق على مشاركتها معه في أعمال فنية، فجاءت البداية من خلال برنامج تلفزيوني يحمل اسم «ديوانية التلفزيون» العام 1963، وكان التلفزيون في تلك المرحلة في بداية تأسيسه، والبرنامج من ضمن أنشطة فرقة المسرح الكويتي كتبه وقدمه محمد النشمي ومعه حسين الصالح الحداد، وأخرجه خالد الصديق ومجموعة أخرى من المخرجين القدامى، واشترك في التمثيل معظم فناني الفرقة بينهم العجيري وعقاب الخطيب، وتواءم ظهور عائشة مع عدد من الممثلات أبرزهن الراحلة طيبة الفرج والفنانة القديرة سعاد عبدالله وليلى الصالح.
وفرحت عائشة من ردود أفعال أهلها وأهل الفريج الإيجابية نحو العمل ودورها، وبعد مرور حلقات من البرنامج صعدت خشبة المسرح لأول مرة في العام نفسه من خلال «حظها يكسر الصخر»، وأدت دور امرأة كبيرة في السن وهي لم تتعد السابعة عشرة من عمرها باقتدار كبير، وشاركها التمثيل عيسى الغانم، محمد النشمي، صالح العجيري، سعاد عبدالله، طيبة الفرج.
وفي العام 1964 رُزقت مولودة جميلة اختارت لها اسم خولة، وفي العام نفسه عرض عليها الفنان القدير سعد الفرج المشاركة مع فرقة المسرح العربي في أول انطلاقة لها نحو المسرح الجماهيري وباللهجة العامية من خلال مسرحية «عشت وشفت» وهي من تأليفه وإخراج الراحل حسين الصالح الدوسري، وعندما علم النشمي عن مشاركتها في بروفات تلك المسرحية، احتج واشتكى إلى وزير الإعلام في تلك الفترة الشيخ جابر العلي - رحمه الله - أن المسرح العربي يغري بنات المسرح الكويتي بالانضمام إليه، وقال إنها تنقل أسرار المسرح الكويتي إلى العربي، وكان ذلك عاريا من الصحة.
انضمت عائشة إلى المسرح العربي وكانت من عناصر فترته الذهبية حتى العام 1974. وعندما توفيت ابنتها خولة في العام 1965، توقفت عن الفن واعتذرت عن عدم المشاركة في الكثير من الأعمال الفنية، وبعد مضي وقت قليل ذهبت إلى رئيس المخرجين بالتلفزيون آنذاك محمد السنعوسي (وزير الإعلام الأسبق) لتقدم اعتذارها الرسمي، عرض عليها المخرج السينمائي المصري الراحل يوسف شاهين، الذي كان موجودا مع الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، المشاركة في الأغنيات المصورة له فقبلت، والأغنيات هي: «بلاش عتاب»، و«أقول أحبك»، و«خايف مرة أحب».
ثم عادت إلى التألق الفني مجددا من خلال مسرحية «اغنم زمانك» في العام 1965، وفي العام 1966 رزقت مولودا جديدا أرادت تسميته فهد ثم عدلت عن رأيها واقتنعت باسم فادي.

 


تنطلق الاثنين المقبل بمشاركة واسعة من متخصصين كويتيين وعرب
الرميحي: ندوة «القرين» تبحث تأثر الشباب بمواقع التواصل الاجتماعي.. نظريا وتطبيقيا
 أضرار «السوشيال ميديا» ترجع إلى نقص المناعة في الثقافة العامة للناس
 نركز عربيا على الناحية الأمنية فقط دون الالتفات إلى أهمية دراسة الجانب الاجتماعي والنفسي


كتبت: سحر الببلاوي
تنطلق يوم الاثنين المقبل الندوة الرئيسة لمهرجان القرين الثقافي بعنوان «الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي.. الفرص والمخاطر».
وقال الدكتور محمد الرميحي منسق الندوة، في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بالكويت، إنه تم اختيار «الشباب ووسائل التواصل الاجتماعي الفرص والمخاطر» عنوانا لتلك الندوة، مشيرا إلى مشاركة مجموعة من الشباب من كل البلاد العربية بالندوة بهدف عرض تجاربهم، خاصة من لديهم مجموعة كبيرة من المتابعين، لافتا إلى توقعه أن تكون المناقشات حيوية وذات نتائج طيبة.
وأوضح الرميحي أن الندوة تستقطب أيضا باحثين في هذا المجال وبعض من لهم تجارب سواء بالسلب أو الإيجاب مع هذه الوسائل. وقال: إن وسائل التواصل الاجتماعي هي مثل أي أدوات نستخدمها، والمهم هو كيف نستخدمها، مشيرا إلى أن بعض الأضرار التي تأتي منها ترجع إلى نقص المناعة في الثقافة العامة للناس، فهناك مثلا من يصدق كل ما تتداوله تلك الوسائل ولا يكلف نفسه عناء الفرز لما يسمع أو يقرأ، مضيفا: أن مواقع التواصل أصبحت الآن مجالا للترويج للكثير من الأشخاص والبضائع والأفكار.
واستــطـرد الرميـحـي: «الـكثـير مـن المجتمعات تتأثر بوسائل التواصل، فلأول مرة في تاريخ المخابرات البريطانية يخرج مديرها عبر التلفزيون، وهو عادة يمنع من الظهور إعلاميا أثناء شغله لمنصبه، ليطلب من الناس أن يساعدوه في إقناع شركات التواصل الاجتماعي لتعطيه معلومات عن أصحاب الأفكار المتشددة، بغرض حمايتهم من التجنيد لمصلحة الجماعات الإرهابية».
وأشار الرميحي إلى أن تناول مثل هذه القضايا عربيا يكون من الناحية الأمنية فقط في كثير من الأحيان، دون الالتفات إلى أهمية دراسة الجانب الاجتماعي والنفسي لهؤلاء الأشخاص باعتبارها الجوانب الأهم التي نستطيع من خلالها منع المشكلة قبل وقوعها. وطالب الرميحي المجتمعات العربية بدراسة كيفية تأثر الشباب بمواقع التواصل الاجتماعي والنظر لما يطرح من خلالها بطريقة علمية لحماية المجتمع، وهذا ليس بجديد، فحتى في الولايات المتحدة يتم هذا العمل وأيضا في بريطانيا، عبر لجنة معلنة من علماء النفس وعلماء الاجتماع ورجال الشرطة من أجل النظر في هذه القضايا ومحاولة أخذ خطوات مسبقة قبل أن تقع الواقعة.

 


فعاليات فكرية ونيابية وأكاديمية: يثبت أن الكويت كانت دائما ولاتزال منارة للإبداع والتجديد



الخرينج:
نهنئ الشعب الكويتي وعلى رأسه سمو أمير البلاد بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية
التويجري:
هدفنا إبراز قيم التسامح والحب والصفاء والتعايش ونشر رسالة السلم والوسطية والاعتدال
الهاجري:
أهدي تكريمي في حفل الافتتاح لروح مؤرخ الكويت الأول الشيخ عبد العزيز الرشيد

كتب محبوب العبدالله
ثمنت فعاليات فكرية ونيابية وثقافية أنشطة مهرجان القرين الثقافي في دورته الــ 22، وبدء احتفال الكويت بكونها عاصمة للثقافة الإسلامية، واصفين ذلك بأنها «مناسبة تاريخية يحتفى بها في الثقافة والفكر والفن وبرواد الثقافة والفن في الكويت التي كانت دائما ولاتزال منارة للإبداع والتجديد»، مشيدين باختيار فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر وهو الشخصية المرموقة على مستوى العالم الإسلامي، ليكون شخصية احتفالية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية 2016 وحصوله على وسام من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكدين ان تكريم الكويت لأبنائها المبدعين الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية يؤكد اهتمام الدولة بأبنائها وبدفعهم إلى مزيد من العمل والإبداع.. وهنا نص الآراء:
في البداية قال نائب رئيس مجلس الأمة مبارك الخرينج: لا بد من تقديم التهنئة للشعب الكويتي وعلى رأسهم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (حفظه الله ورعاه) بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام، وإقامة هذا الحفل بحضور سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، وكذلك اختيار فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر وهو الشخصية المرموقة على مستوى العالم الإسلامي ليكون شخصية احتفالية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية 2016 وحصوله على وسام من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (حفظه الله ورعاه) لما لهذا الرجل من تقدير في العالم الإسلامي لشخصيته الكبيرة والمقدرة إسلاميا، ودوره الملحوظ في إبراز الدور الإسلامي السمح أمام العالم.

 



مناسبة تاريخية


وبدوره قال مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو – الدكتور عبدالعزيز التويجري، بأن اختيار الكويت هذا العام لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية مناسبة تاريخية يحتفى بها في الثقافة والفكر والفن وبرواد الثقافة والفن في الكويت التي كانت دائما ولاتزال منارة للإبداع والتجديد، ولدورها في نشر المعارف والفنون في ربوع الوطن العربي وما وراء الوطن العربي.
وأضاف: إن الاحتفاء بالكويت عاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام يجسد كل هذه المعاني، ويبرز القيم النبيلة التي تدعو لها الثقافة العربية الاسلامية والمتمثلة في قيم التسامح والحب والصفاء والتعايش ونشر رسالة السلم والوسطية والاعتدال لكي تعيش شعوب المنطقة جميعها في ظل الأخوة والترابط والتكامل بما يحقق لها التنمية الشاملة والمستدامة في جميع مجالات الحياة. وأكمل: إنني سعيد جدا بأن أكون في الكويت اليوم وأن أشارك في هذا الحفل الكبير الذي يحضره سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح ويحضره هذا العدد الكبير من الاعلاميين والمثقفين والمبدعين ويكرم فيه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب هذا العالم المستنير الذي يقود مسيرة الوسطية والاعتدال في الثقافة الإسلامية. كما أنها مناسبة أن يقام هذا الاحتفال في هذا المسرح الكبير الذي أطلق عليه اسم الفنان عبدالحسين عبدالرضا هذا الفنان المبدع وهذا الشخصية والقامة الكبيرة في المجال الفني والابداعي. وتابع: لذلك فإن الأمم التي تكرم مبدعيها ومثقفيها والمجددين في حياتها هي أمة تستحق أن تكون في الصف الأول من الأمم المتقدمة التي يشار إليها بالبنان، لذلك أكرر سعادتي بهذه المناسبة، وأتمنى لدولة الكويت دوام الازدهار، وللثقافة فيها دوام العطاء والإبداع.


- وما هو الهدف من اختياركم ثلاث عواصم أو مدن من ثلاث قارات لتكون عواصم للثقافة الإسلامية؟
- إن المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة تضم 52 دولة في القارات الثلاث العربية والآسيوية والأفريقية، وهذا البرنامج في الاختيار عندما تم اعتماده نص على أن يحتفل كل سنة بثلاث عواصم من المنطقة العربية والآسيوية والأفريقية، لأن هذا يجسد التلاحم والتلاقي والتكامل بين المجموعات في العالم الإسلامي.
- وهل لكم الآن دور في ظل الظروف الحالية التي توجه إليها التهم للعالم الإسلامي بالإرهاب والتطرف؟
- نعم لنا دور ونشاط كبير على مستوى دول العالم تربوي وثقافي وإعلامي، ونحن ننشط في نشر ثقافة الاعتدال والوسطية وثقافة التقارب والتقريب والتسامح،  ثقافة نبذ العنف والتطرف والإرهاب، والعودة إلى الأصول الجامعة التي تميزت بها الحضارة العربية – الإسلامية على مر العصور.
و نحن في – الاسيسكو – آلة وأداة من أدوات البناء والتقدم والتحديث والتجديد في العالم الإسلامي. لذلك لنا نشاط في أوساط المسلمين خارج العالم الإسلامي، وبالذات في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، نحن ننشط مع المنظمات في هذه الدول سواء الرسمية والحكومية وغير الحكومية، والاسيسكو تنفذ كل عام أكثر من 500 نشاط تربوي وعلمي وثقافي.

 



مكانة مرموقة


ومن زاويته عبر الدكتور عبدالله الهاجري أستاذ التاريخ بجامعة الكويت والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية لهذا العام في العلوم الاجتماعية والإنسانية (الدراسات التاريخية)، عن بالغ سعادته  لحصوله على الجائزة قائلاً: لا شك أن جائزة الدولة التشجيعية تحتل مكانة مرموقة ومميزة بمعايير الجوائز الممنوحة من قبل الدولة، ولاشك أيضاً  أن أهم ما يحصل عليه الباحث في مسيرته العلمية هو أن الدولة تقدر إنتاجه العلمي وتكرمة تقديراً على ذلك، مضيفاً: إن حصولي على الجائزة  أعتبره على المستوى الشخصي تكريما لكل الزملاء والأكاديميين في قسم التاريخ، وتتويجا لسنوات عمل مستمرة موصولة للبحث والتنقيب والدراسة حول تاريخ الكويت.
وأشار الهاجري إلى أن دراسته الموسومة بـ «دراسة نقدية في منهجية ومضمون النص التاريخي لكتاب تاريخ الكويت لمؤلفة عبدالعزيز الرشيد» تعتبر من بواكير الدراسات التي سعت للتعامل مع كتاب الرشيد بمنهج نقدي/ إشكالي منهجي، وذلك لإعادة استحضار وبناء وقائع تاريخ الكويت  في سياق تصور الزمن التاريخي الواضح والحقيقي، ولنصل من خلاله إلى حقائق مقاربة وبشكل دقيق ومنظم من خلال مستويات منهجية علمية  وعرض تاريخي سليم.
وأوضح  الهاجري أن الدولة اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى  أن تستمر في تشجيع ودعم الكتابات التاريخية ودفع عجلة البحث والدراسة بشكل أكبر في هذا الإطار، خصوصاً أن التاريخ هو القادر على حسم القضايا الخلافية وإظهار الحقوق ودفع الادعاءات والمطالب الباطلة وهو الركيزة الأساسية لبناء هوية وطنية سليمة، حيث انني دائماً ما اقول لطلبتي إن تاريخنا هو هويتنا وأن فهم هويتنا لن يتأتى إلا من خلال فهم تاريخنا.
وختم الدكتور الهاجري بأنه يهدي روح مؤرخ الكويت الأول الراحل الشيخ عبدالعزيز الرشيد، هذا التكريم، مؤكداً أننا مهما حاولنا من بحث ودراسة لهذا المؤلَّف «كتاب تاريخ الكويت» سيظل هو الأبرز والأهم في تاريخ الكويت وسيبقى الكتاب محتفظًا بقيمته التاريخية بما يحمل من نصوص وأحداث ووقائع وروايات منقولة ومسموعة وحتى شفهية، وسيظل الكتاب الأول الذي شكل ورسم صورة وملامح تاريخ إمارة الكويت ورسم أولى خطوات تاريخها المقروء.



منحوتة برونزية هدية وزير الإعلام إلى سمو رئيس مجلس الوزراء


أهدى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤن الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح سمو رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لإحتفالات الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية، الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح منحوتة برونزية من أعمال الفنان ابراهيم حبيب الحائز جائزة الدولة التشجيعية
مواصفات المنحوتة
اسم العمل:
تكوينات حروفيه
الارتفاع: 90 سم
العرض: 33 سم
العمق: 40 سم
الوزن: 40 كجم
الخامة المستخدمة: البرونز
قدمتها التشكيلية المصرية مادلين غالي في قاعة العدواني

 



تنويعات في فنون السيريالية
والبرونزية والطبيعة الصامتة



كتب: جمال بخيت
في اشارة إلى التباين الجمالي قدمت الفنانة التشكيلية المصرية مادلين غالي في معرضها الشخصي في قاعة أحمد العدواني مجموعة من أعمالها المتنوعة. افتتح المعرض الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الــ 22 وفعاليات الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016.
لا شك أن أعمال مادلين غالي جاءت عبر تنويعات فنية مختلفة فتارة نرصد جماليات فنون البورتريه المتنوعة والآتية من بعض مناحي البيئة، ثم نرصد جماليات الطبيعة الصامتة حيث رسومات الأحصنة والورد حيث وهي أعمال تكرر دائما في بدايات ومعارض فناني التشكيل ثم تأتي رسومات السيريالية والتي اتخذت الفنانة من عالم الباليه المجال لانطلاق محاورها الفنية ثم رسم مجاميع الشخوص التي استخدمت خلالها التكنيك التجريدي والسيريالي.وتميزت أعمال الفنانة بالتنوع في الألوان، وهو نقطة ارتكاز أساسية في تكوينات الاعمال التي قدمتها، فضلا عن تركيزاتها على الأزرق في بعض الأعمال حيث كان هو العنوان الرئيسي في محورية اللوحة والتي شكلت خلالها عالم الشخوص الفنية، وفي بعض الأعمال نرى الشخوص وكأنها منحوتات فنية جلوسا ووقوفا مع مشهد آخر لظلال وحدود بيت في أعلى اللوحة وهو ما يوحي بأن هناك قصة أو حكاية وراء هذا النمط من الأعمال. إضافة إلى ما سبق نلحظ تكثيفا أو تضخيما للعمل التشكيلي وكأنه نصب تذكاري لإنسان ما مع آلة موسيقية قديمة وهو النمط السيريالي في تناول عالم الشخوص الذي أخذ حيزاً من معرض الفنانة.ما يميز المعرض هو كثافة وتنوع المعروض من أعمال، وكأن الفنانة أرادت اختصار جزء من سيرتها الفنية في هذا المعرض السيريالي والبورتريه والطبيعة الصامتة إلى جانب بعض الأعمال منها المصغرات وبذلك تكون قد استعرضت اتجاهات مختلفة، من إبداعاتها.
وفي بعض الأعمال نرى بعض أعمال التجريد الفنية التي تميزت بنسيج لوني بديع استخدمت فيها مجموعة من الألوان الأزرق وتداخلات البني والأسود والأبيض وبعض الموتيفات الجمالية التي تميز بها العمل الذي يعتبر في حد ذاته على جانب كبير من الصياغة التي تظهر إمكانيات الفنانة في توزيع اللون على سطوح اللوحة التشكيلية.
ووسط هذه التجمعات الفنية التي ظهرت في لوحات مادلين غالي نستطيع القول إن الفنانة حاولت بقدر الإمكان ان تقدم لنا تنويعاتها وبعض فنون الصياغة التشكيلية التي لربما لم تكن في سياق واحد ولكن اختلفت الرؤى التي قدمتها رغبة في تعريف المتلقي بتنوعاتها الفنية مع الأخذ في الاعتبار إجادتها اللغة السيريالية واتخاذ الأشكال الإنسانية علامات مميزة في تثبيت الرؤية الفنية لديها.
تبقى قضية المصغرات التي امتازت بجودة الصياغة وجاءت في لون تعبيري مغاير يدل على قدرة الفنانة على رسم أكثر من اتجاه.

Happy Wheels