مهرجانات وأنشطة

النشرة الخامسة


تأملات من ألبانيا قدمها 5 تشكيليين

كتب: جمال بخيت

تأملات تشكيلية وتصورات ارتبطت بحب الوطن والجمال الفني الحديث عكستها لوحات المعرض التشكيلي الالباني (تأملات من البانيا) الذي افتتح اليوم في متحف الفن الحديث ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الــ21. من جهته أعرب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة في كلمة له بحفل الافتتاح عن سعادته بأن يقدم المجلس للجمهور الكويتي «إطلالة شيقة» للأعمال الإبداعية لنخبة من الفنانين التشكيليين الألبان وهم أرديان ايسوفي وديميتر ثيوثوريا وشوكري ساكو وفاني زغورو وغازميند ليكا.

وقال م. اليوحة إن الفنانين التشكيليين الألبان المشاركين في المعرض مشهود بعطائهم في مختلف مجالات الفن من رسم وتصميم أزياء وجرافيك ورسوم الكارتون وأفلام السينما، كما أن أعمالهم الفنية تعكس جوانب الفكر والإبداع الفني التشكيلي الألباني.

وأضاف ان ابداعات هؤلاء الفنانين تمتاز بلون خاص من ألوان الفن التشكيلي الحديث التي تعد جديدة على الجمهور الكويتي. وذكر أن استضافة المجلس مثل هذه المعارض الفنية تنبع من إيمانه بأن الثقافة والفنون من أهم وسائل التواصل والتعارف بين الدول والشعوب وتساهم في توطيد علاقات الصداقة والتعاون فيما بينها. من جانبه، أعرب سفير ألبانيا لدى الكويت كوتيم مورينا في كلمة مماثلة عن تقديره للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتعاونه في إقامة المعرض الذي يستمر حتى الخميس المقبل ويضم أعمالا فنية لخمسة رسامين ألبان.

وقال السفير مورينا إن الرسامين المشاركين في المعرض ينتمون إلى مدارس مختلفة تقليدية وحديثة وتختلف تقنياتهم في الرسم وتناولهم للمناظر الطبيعية والصور الشخصية وتصميم الملابس، متمنيا أن يستمتع المواطن الكويتي وزوار المعرض بما يقدمه من لوحات تجمع وجهات نظر مثيرة للاهتمام بالطبيعة والتجريد من الفنانين الألبان. قدم المعرض أعمال خمسة فنانين لهم من الإبداع والخبرة التشكيلية الكثير وهم أرديان إيسوفي، ديميتر ثيوثوريا، شوكري ساكو، فاني زغورو، وغازميندليكا. وتتنوع إبداعات الفنانين المشاركين في مجالات الرسم والجرافيك ورسوم الكارتون وأفلام السينما، وتعكس جوانب الفكر والإبداع الفني التشكيلي في ألبانيا. وتتميز أعمال أرديان ايسوفي، بإنجازها على خامة الخشب ويتفوق في خاصية العرض التشكيلي تعبيرياً عن العديد من الفترات خلال عصر الديكتاتورية ويعد عمله «الإنسان الجديد» الأفضل بين أعماله، أما عمله السمعبصري فكان بعنوان موت الفنان وجوه مجهولي الهوية وقد عرضها في معرضه المتنقل في مدينة فلورا في العام 2012.

ويتميز الفنان أيضا برسم المشاكل السياسية وحقوق الإنسان. ومن خلال عالم الواقعية يتميز الفنان ديميتز ثيوثوريا في أعماله برسم المناظر الطبيعية وفنون البورتريه ورسم الصورة، ويبرع في الارتقاء بالعمل الفني حيث يستخدم كلاسيكيا الألوان كألوان الماء والقلم على الورق. أما زغورو فيتناول رسوم الواقعية ويمزجها بألوان الماضي مستخدما الــ mixed media كمجموعة من الألوان التي تشكل الأبيض والأسود العناصر الأساسية فيها. أما الفنان غازميند ليكا فنرى أعماله في عالم اللون المعدني المنفذ على خامة الخشب، كما تتميز أعماله بجماليات اللون واستخدام المشاهد التجريدية في صميم العمل الفني. ويتناول الفنان شوكري ساكو عالم الطبيعة الساحرة والصامتة في رصد التنوعات الفنية التي تتميز بها أعماله، إضافة إلى استخدامه تنوعات لونية ويبقى اللون المائي هو المميز في اللوحات.

في ندوة الأمير «قائدًا إنسانيًّا».. تقدير أممي لإسهامات صاحب السمو والكويت في خدمة الإنسانية

جاسم المباركى: الكويت مرشحة لمقعد غير دائم في الأمم المتحدة عامي 2018 و2019

د. ندى المطوع: دول الخليج تتحمل العبء الأكبر لأنها الأكثر استقرارًا بعد الربيع العربي

د. محمد الوهيب: التدخل الإنساني في الدول المنكوبة محفوف بالمخاطر

كتب: عماد جمعة

في إطار تواصل فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الــ21، شهدت المكتبة الوطنية أول محاور ندوة «الأمير قائدا إنسانيا، والكويت مركزا إنسانيا عالميا»، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، وبمشاركة كل من جاسم المباركي وكيل وزارة الخارجية، والدكتورة ندى المطوع الأستاذ بقسم العلوم السياسية بجامعة الكويت، والدكتور محمد الوهيب أستاذ علم النفس والفلسفة بالجامعة، وكان مدير الجلسة كامل العبدالجليل المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية. فى البداية أشار العبدالجليل إلى أهمية هذه الندوة التي تأتي في ظل هذا الحدث التاريخي، وهو تتويج صاحب السمو قائدا إنسانيا، وأن الكويت تحظى بهذا التكريم العالمي، مرحبا بضيوفه ومتمنيا التوفيق للجميع.

بلد معطاء

وكان أول المتحدثين السفير جاسم المباركي الذي أشار إلى أنه في ظل توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، قدمت الكويت الكثير للعالم، وامتدت يد الخير إلى الإنسان في آسيا وأفريقيا، لافتا إلى الاعتبارات التي حكمت القيادة السياسية لتبني هذه السياسات الإنسانية، ومنها العادات والتقاليد التي جبل عليها الكويتيون، باعتبار ان عمل الخير فطرة إنسانية عندهم، وأن صاحب السمو هو رب هذه الأسرة، وهو ابن هذا البلد المعطاء الطيب، ومن هنا جاءت سياساته الإنسانية. مضيفا أن من الاعتبارات الأخرى ان الكويت جزء من المجتمع الدولي المترابط، ولا يمكن للدول ان تعيش كجزر معزولة، ضاربا المثل بسورية وما حدث فيها، وكيف أثر على جيرانها، مؤكدا أن التعاون الدولي من شأنه أن يحافظ على الأمن بمعناه الواسع، الاقتصادي والسياسي، وكذلك تسهم الكويت في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة، وهي أهداف نبيلة وجزء من المنظومة الدولية، مشيرا إلى جانب من هذه الأهداف، مثل تخفيض نسبة السكان الذين يكسبون دولارا ونصف دولار في اليوم، ويعيشون في فقر مدقع، وأيضا التعليم الابتدائي لأن هناك دولا غير قادرة على تعليم أبنائها حتى في المراحل الأولى، وكذلك تعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، وتحسين حالة المرأة الصحية، وإقامة شراكة عالمية لتحسين الوضع الإنساني.

وقال المباركي: إن هذه السياسات تعتبر استثمارا سياسيا واقتصاديا، ومكنت الكويت من تحقيق مكانة مرموقة. وتجلى هذا في كثير من المواقف، فجنينا ثمار هذه السياسات الإنسانية، ورأينا كيف وقف العالم مع الكويت خلال محنة الغزو. لافتا إلى أن الكويت مرشحة لمقعد غير دائم في الأمم المتحدة عامي 2018 و2019، وأن هناك دولا كثيرة تدعم ذلك، معددا الإنجازات التي حققتها الكويت من خلال القمة الاقتصادية في عام 2009 والتي عقدت في الكويت، ونبعت فكرتها بالكامل من صاحب السمو، وكانت فكرتها أن ما تفرقه السياسة يقربه الاقتصاد، مرورا بمؤتمر المانحين لسورية، الأول والثاني، وأن هناك توصية حاليا رفعها مجلس الوزراء لصاحب السمو من أجل عقد مؤتمر ثالث، بعد طلب الأمين العام للأمم المتحدة ذلك، وأيضا القمة العربية التي استضافتها الكويت تحت شعار «شركاء في التنمية»، وهدفها توفير فرص الاستثمار.

واختتم المباركي حديثه بقراءة كشف للمنظمات التي تقدم لها الكويت مساعدات منتظمة سنويا، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان واليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة لضحايا التعذيب ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات.

مواجهة الأزمات والكوارث

واعتبرت الدكتورة ندى المطوع في ورقتها البحثية أن العبء ملقى على الدول الخليجية بعد ما يسمى بالربيع العربي، باعتبارها الأكثر استقرارا حاليا، ومواجهة الأزمات والكوارث، وسد الفجوات في الدول التي تشارف على الانهيار. موضحة مفهوم التدخل الإنساني عبر المساعدات الإنسانية وحماية الرعايا والاستجابة للرأي العام، كاشفة عن أن طبيعة علاقة دولة الكويت بالمجتمع الدولي أهلتها للدور الإنساني، واختيارها عاصمة للإنسانية، مستعرضة تاريخ الكويت الإنساني في الستينيات والسبعينيات عبر الأمم المتحدة، ودورها الرائد في ذلك؛ مما أهلها لهذه المكانة المرموقة، مقتطفة بعض كلمات صاحب السمو بمناسبة تسمية الكويت مركزا إنسانيا عالميا في سبتمبر 2014، حيث قال سموه:

«ان أعمال الخير والبر والإحسان فضائل سامية غرست في نفوس أهل الكويت منذ القدم، ونمت واتسعت وامتدت وسار على نهجها الآباء والأجداد. ان هذا التكريم هو بحق تكريم لوطننا العزيز ولكم جميعا أبناء شعبي الأوفياء وهو محل فخرنا واعتزازنا، كما ذكرت مقتطفات أيضا في بحثها من كلمة سكرتير الأمم المتحدة بعد نجاح المؤتمر الثاني للمانحين، وتهنئته الكويت ومكانتها الدولية ولقائد الديبلوماسية والإنسانية، مختتمة كلمتها بسؤال هو:

كيف نحافظ على هذه المكانة وتنميتها وإذكاء هذه الروح عند الشباب وتنمية روح المبادرة لديهم؟

المسار الإنساني

وكان آخر المتحدثين هو الدكتور محمد الوهيب الذي أكد أنه حاول في ورقته البحثية استكشاف وفهم ذلك النهج الذي انتهجته السياسة الكويتية بقيادة صاحب السمو، وأن هذا البحث يهدف إلى تفسير المسار الإنساني، متخذا من الأزمة السورية نموذجا للتدليل على ذلك المسار، موضحا مواقف الكويت منذ اندلاع الأزمة السورية، وان حل الأزمة لا بد أن يكون سياسيا وليس عسكريا. مستعرضا الصعوبات التي تواجه التدخل الإنساني تحت مبدأ السيادة لهذه الدول، ولافتا إلى الأزمة السورية ونتائجها الكارثية بالأرقام من قتلى ومصابين ومشردين.

مشيرا إلى ان التدخل الإنساني ليس أمرا سهلا، ذلك لأن هناك الكثير من المخاطر التي تحيط باستخدامه، وأن السياسة الكويتية أدركت هذه المخاطر المحيطة بأي تدخل خارجي في القضية السورية وأهمها انتشار الأزمة في دول الجوار، وان التدخل من أجل أهداف إنسانية لن يؤدى إلا إلى زيادة وطأة المأساة وعدم التدخل من ناحية أخرى، والتمسك الزائف بمبدأ السيادة هو تجاهل مخز لمعاناة المنكوبين فاتخذت الكويت مسارا ثالثا ينهل من مصدرين أولهما هو النزوع الطبيعي لفعل الخير، وعدم الصمت أمام ممارسة الشر، وثانيهما هو الحكمة والحصافة السياسية بأن الحل يجب أن يكون سياسيا توافقيا بين كل الاطراف المتناحرة، وهذا الحل السياسي يرافقه رفض لكل تدخل خارجي تحت أي غطاء، والاستثناء الوحيد لذلك هو قرار أممي تلتزم فيه المنظمات الدولية بإرساء مقومات الاستقرار في سوري والقيام بفعل ما هو ضروري وعاجل للشعب السوري كواجب أخلاقي لا يقع على الكويت منفردة ولكن على كل الدول التي تنتمي إلى المنظمة الدولية.

واختتم الوهيب بحثه موضحا أن صاحب السمو لم يقم بالتبرع لصالح الشعب السوري فقط، بل قام بحملة إنسانية يذكر دول العالم بواجباتها، فكان مؤتمر المانحين الأول والثاني، متخذا المسار الإنساني والتوجه مباشرة للشعب السوري الطرف الأضعف الذي ذاق الويلات من هذه الأزمة، داعيا إلى ضرورة تجاوز تقلبات السياسة الدولية وتوازناتها والمصالح الوطنية بكل دولة على حدة، من أجل تجاوز هذه الكارثة الإنسانية وتداعياتها، مؤكدا نجاح الكويت في قيادة هذه الحملة الإنسانية فأصبحت مركزا إنسانيا بفضل قائد استحق لقبه كقائد للعمل الإنساني.

 

8 أبحاث تناولتها الندوة .. ومعرض وثائق سياسية وتجارية وثقافية بين البلدين

العلاقات الكويتية - الهندية من منتصف القرن الـ 18 حتى استقلال الكويت

كمال باشا: العلاقات السياسية والديبلوماسية مكنت الشعبين من التفاعل بقوة واستقرار

عبدالهادي جمال: الكويت استخدمت الروبية الهندية حتى قبل الاستقلال مطلع الستينيات

عبدالعزيز الشايع: الكويتيون كانوا فاعلين ومسيطرين على الموانئ الهندية الخمسة

يعقوب الحجي: النواخذة الكويتيون استعانوا بعمال هنود كي يرشدوهم إلى الساحل

وليد السيف: النشاط التجاري استلزم خدمات بريدية تؤرِّخ لهذه الحقبة المهمة من العلاقات

حصة الحربي: الجالية الكويتية كانت من أكبر الجاليات العربية في الهند

صالح المسباح: الوثائق تدلنا على كتب كويتية طبعت بالهند في ثمانينيات القرن الماضي

خالد الرشيد: الكويتيون كسبوا ثقة الهنود... وأسر كويتية عاشت في الهند سنوات طويلة

غنام الديكان: استخدمنا في الغناء البحري الكويتي بعض الآلات والمفردات الهندية

كتب: عادل بدوي

ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 21، نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرضا وندوة بعنوان «العلاقات الكويتية الهندية .. من منتصف القرن الــ 18 حتى استقلال دولة الكويت»، وذلك في مكتبة الكويت الوطنية. تضمن المعرض الذي أقيم على هامش الندوة صورا ووثائق تاريخية ومقتنيات لفهد العبدالجليل، وأخرى للعم عبدالعزيز الشايع، وإصدارات لمركز البحوث والدراسات الكويتية، بالإضافة إلى مقتنيات للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كعملات ورقية ومعدنية هندية كانت تُتداول في الكويت، ووثائق للمبادلات التجارية بين تجار من الكويت وشخصيات من الهند ترجع إلى القرن الــ 18.

واحتوى المعرض أيضا على معرض للصور الفوتوغرافية يوثق العلاقات الكويتية الهندية من خلال الزيارات التي قام بها حكام الكويت وعدد من الشخصيات الكويتية البارزة إلى الهند آنذاك، وفي قسم آخر من المعرض، جناح للطوابع البريدية الهندية التي استخدمت في الكويت قديما وصورا للجالية الهندية العاملة في قطاع النفط منذ الخمسينيات.

الجلسة الأولى

عقب افتتاح المعرض الذي حضره عدد كبير من الشخصيات الكويتية يتقدمهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بدأت أعمال الندوة في المسرح الكبير بالمكتبة الوطنية، وتناولت الندوة في جلستها الأولى التي ترأسها الدكتور عبدالله الغنيم ثلاثة محاور وأبحاثا حمل أولها عنوان «العلاقات التاريخية بين البلدين من منتصف القرن الـ 18 للميلاد حتى الاستقلال» للدكتور أقتاب كمال باشا. وفي مقدمة بحثه يقول باشا: إن علاقات الهند التاريخية مع الشعب العربي تم توثيقها جيدا «فاتصالات ماجان ودلمون والسومرية وبلاد ما بين النهرين مع حضارات الهاربان والسند راسخة وتعرف هذه الاتصالات على نطاق واسع الآن بين الشعبين الصديقين من خلال الاكتشافات الأثرية». وأضاف أن العلاقات السياسية والديبلوماسية والتجارية والثقافية وغيرها مكنت الشعبين من التفاعل بقوة، واستقر كثيرون من كلتا المنطقتين في المناطق الخاصة ببعضهم بعضا. وذكر أن الهند كانت تعرف لدى العرب بأنها الطائر الذهبي، وأن العديد من المواد التي يحتاج إليها عرب الخليج تم نقلها من الهند، بما في ذلك السلع الأساسية، وقام التجار العرب منذ زمن بالتجارة مع الموانئ الهندية والتجار الهنود.

وأشار الى العلاقات الواسعة بين شعبي الكويت والهند التي تمتد أكثر من ثلاثة قرون، حيث كانت التجارة قائمة في العديد من السلع، وهنا جاء التبادل الثقافي والاجتماعي، كما استقر العديد من التجار الهنود في الكويت، تماما مثل العديد من الكويتيين الذين استقروا أيضا في أنحاء مختلفة من الهند.

الجالية الكويتية في الهند

من جانبها قدمت حصة الحربي بحثا بعنوان «الحياة الاقتصادية والاجتماعية للجالية الكويتية في الهند»، تناولت فيه العلاقات الكويتية الهندية والروابط التاريخية بين البلدين نموذجا للعلاقات الإستراتيجية التي ازدهرت منذ القدم.

وقالت الحربي: إن الكويت كانت تجمعها مع شبه القارة الهندية علاقات تجارية كبيرة ومميزة، لما تمثله من إقليم جغرافي كبير ومتنوع قبل تقسيمها عام 1947 ليتفرع من ذلك الإقليم الكبير أربع دول ذات كيانات سياسية هي الهند وباكستان وبنجلاديش وسيرلانكا. وذكرت أن ما ساعد على نمو العلاقات الكويتية - الهندية موقع الكويت الجغرافي في الطرف الشمالي من الخليج العربي وامتلاكها ميناء مزدهرا، فالخليج العربي يعد أحد أهم المنافذ البحرية للمحيط الهندي، وحلقة للمواصلات البرية والبحرية المؤدية إلى الهند، وإحدى المحطات التجارية المهمة في التجارة الدولية. وبينت أن التجار الكويتيين قاموا بدور كبير في عمليات تسويق اللؤلؤ الطبيعي والتمر العراقي إلى الهند، والعودة بنقل السلع والبضائع الهندية من الهند إلى منطقة الخليج العربي؛ فساهم ذلك في توفير متطلبات الاقتصاد الكويتي في تلك الفترة. وأشارت الى أن ذلك حتم على الكويتيين متابعة أعمالهم والاشراف عليها من قرب، من خلال فتح عدد من المكاتب التجارية في موانئ شبه القارة الهندية، لاسيما في بومبي وكراتشي وخورميان وكاليكوت وميناء جوا البرتغالي. ومع مرور الزمن تكونت جالية كويتية كبيرة اشتهرت باسم «الجالية الكويتية في الهند».

آل الشايع في الهند

بدوره قدم العم عبدالعزيز الشايع بحثا مطولا بعنوان «نموذج للجالية الكويتية في الهند .. عائلة الشايع»، تناول فيه علاقة عائلة الشايع الوثيقة مع الهند وارتباطها بالعمل هناك منذ العام 1896 «حيث بقي علي حمود الشايع المؤسس هناك 40 سنة وابنه صالح 50 سنة». وأضاف الشايع أن المكتب التجاري للشايع تأسس في بومبي في العام 1896، وانبثقت فكرة تأسيس مكتب في الهند من العائلة في الكويت بهدف توسيع نشاطها التجاري في أهم مركز تجاري وبحري في المنطقة. وقال الشايع: إن هناك عدة مشاريع خيرية أقامها كويتيون في الهند منها «الجامعة المحمدية» التي تحققت بمبادرة من الأخ صالح الشايع عندما لاحظ أن هناك نقصا في التعليم الاسلامي، اضافة إلى اقامة المساجد التي لا يتناسب عددها مع عدد المسلمين في تلك المدينة، فأخذ يجمع الأموال من عائلة الشايع ومن آخرين وبنى بتلك الأموال عددا من المساجد وكلية للدراسات الإسلامية ومدارس للبنات. وأشار إلى الوجود الكويتي المهم في الموانئ الخمسة الرئيسية في الهند، وما جاورها وأولها «بور بندر» وميناء «فيراول» وميناء «كراتشي» وميناء «كاليكوت» وميناء «بومبي» وغيرها.

 

الجلسة الثانية

واستكملت الندوة أعمالها بجلسة صباحية ثانية، ترأسها الدكتور عبدالملك التميمي، وقدم فيها الدكتور يعقوب الحجي بحثا بعنوان «العلاقات التجارية .. صناعة السفن الشراعية والنواخذة في الكويت»، تناول فيه صناعة السفن الشراعية في الكويت التي كانت تعتمد على مواد محلية من بعض دول الخليج، مثل «قارب الدرجية» الذي كان يصنع من سعف النخيل. وذكر انه خلال تلك الفترة زادت الحاجة في الكويت إلى السفن الكبيرة الحجم «للغوص وللسفر»، فجاء دور الهند في امداد صناعة السفن في الكويت بالأخشاب اللازمة والمختتلة الى جانب ما تحتاج إليه صناعة السفن من «خام الحديد لصناعة المسامير والمراسي وقماش لصناعة الشراع»، مبينا أن النواخذة الكويتيين استعانوا بعمالة هنود كي يرشدوهم الى الساحل، وعن طريقهم تعلموا أساليب القياس. وقال الحجي: ان السفن الكويتية كانت تحمل في كل موسم الى الهند التمور، كما كانت تحمل الخيول العربية واللؤلؤ، واستمرت بهذه التجارة حتى استقلال الكويت وظهور البترول.

البيزة والروبية

من جهته قدم رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات محمد عبدالهادي جمال بحثا بعنوان «استخدام الروبية الهندية في الكويت»، وقال فيه: ان اشتغال الكويتيين بالتجارة والسفر أتاح لهم فرص التعرف على شعوب العالم والتداول بالأنواع المختلفة من العملات الرائجة بها. وبين أن غياب عملة رسمية محلية أدى إلى رواج جميع تلك العملات في الكويت، ومنها «البيزة العمانية والريال البرقشي الزنجباري والغران الايراني والريال النمساوي والفئات النحاسية والفضية العثمانية والليرة الذهبية العثمانية»، ولم تكن الروبية الهندية يتم تداولها آنذاك؛ نظرا إلى استخدام كل ولاية أو إمارة هندية في ذلك الوقت عملتها الخاصة بها، أو روبيتها التي كانت تحمل شعار واسم الولاية وصورة الحاكم أو المهراجا لكل ولاية. وأضاف جمال أنه تم اصدار اول عمله خاصة لعموم الهند، وهي «الروبية» من قبل شركة الهند الشرقية في العام 1835، واكتسابها قوة مالية ضخمة ودعما قويا من قبل الشركة التي كانت تحكم الهند بالنيابة عن الحكومة البريطانية وانتشار هذه العملة في كثير من المناطق الواقعة تحت سيطرة النفوذ البريطاني في الشرق؛ مما أهلها للانتشار تدريجيا في بعض المستعمرات البريطانية ومناطق النفوذ، ومن بينها دول الخليج وجنوب الجزيرة العربية بما فيها الكويت.

وذكر ان الكويت استخدمت جميع أنواع الروبيات التي صدرت للاستخدام لعموم الهند، ابتداء من الإصدار الأول لشركة الهند الشرقية الإنجليزية عام 1835 إلى إصدارات جمهورية الهند المستقلة حيث توقف استخدامها في العام 1961 عند صدور الدينار الكويتي وكان يساوي 13.33 روبية.

الطوابع الهندية في الكويت

وفي بحث بعنوان «استخدام الطوابع الهندية في الكويت» تناول نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات وليد السيف الحركة التجارية الواسعة بين الكويت والهند، وتأسيس بعض الوكالات التجارية للتجار الكويتيين في الهند والبصرة، وأماكن أخرى والسفر إليها لمدد طويلة والإقامة بها بغرض التجارة، وهذا ساعد على ضرورة وجود مراسلات بريدية بين المغتربين الكويتيين وذويهم، وكذلك المراسلات التجارية بين التجار الكويتيين ونظرائهم في الدول الأخرى. وبين انه لعدم وجود الخدمات البريدية في تلك الفترة كانت المراسلات البريدية ترسل باليد بواسطة المسافرين عن طريق البر وعن طريق السفن الشراعية بحرا. واضاف السيف ان الحكومة البريطانية وافقت على إنشاء مكتب للبريد البريطاني في الكويت في 19 فبراير 1904، وإلحاقه بمكتب المعتمد السياسي البريطاني، وذلك بعد موافقة الشيخ مبارك الصباح على عدم السماح بفتح مكاتب أخرى للبريد في الكويت.

وقال انه كان هناك مكتب المعتمد يقوم بتسيير أعمال البريد الصادر والوارد بالرغم من عدم افتتاح مكتب البريد رسميا، خصوصا مع تزايد أعداد الرسائل فكان المكتب يقوم بتسلم الرسائل الواردة ويقوم بتسليمها لأصحابها في مقر دار الاعتماد، بينما يتم إيداع الرسائل المراد إرسالها إما في الصندوق المخصص لهذا الغرض في مقر دار الاعتماد وإما بتسليمها باليد للموظف المختص. وكانت الرسائل الواردة إلى دار الاعتماد تأتي عن طريق مكتب البريد الهندي في بوشهر، وكان الأمر الذي يدل على أنها مرسلة للكويت العنوان المكتوب على الرسالة نفسها، وكذلك الأمر في الرسائل الصادرة.

وأشار السيف الى ان أن عامة الناس لا يستفيدون من الخدمات البريدية المقدمة من مكتب المعتمد، وكانوا يقومون بشراء الطوابع البريدية من مكتب البريد من بوشهر أو الهند لاستعمالها في إرسال رسائلهم، كما أن معظم الرسائل كانت ترسل مع المسافرين من الكويت عن طريق البر، أو مع ركاب السفن المغادرة من الكويت إلى الهند. وذكر ان الخدمات البريدية بالكويت انتهت عام 1947 باستقلال الهند عن بريطانيا، بينما استمر استخدام الطوابع والأختام تحت الإدارة الباكستانية والتي انتهت في العام 1948م، حيث حلت الطوابع البريطانية التي تحمل صورة الملك جورج السادس وموشحة باسم الكويت تحت الإدارة البريطانية بشكل مباشر، واستمر ذلك حتى 1958، لتتحول الخدمات البريدية بشكل كامل تحت الإدارة الوطنية الكويتية.

الجلسة الختامية

واختتمت الندوة أعمالها بجلسة ثالثة أدارها الأستاذ عبدالله المرشد. وتناولت ثلاثة أبحاث: الأول بعنوان «العلاقات الكويتية الهندية ونوادر المطبوعات الكويتية»، للباحث صالح خالد المسباح. والبحث الثاني تناول «نشأة العلاقات بين العرب والهند»، للباحث خالد عبدالقادر الرشيد. و«حول الكويت وعلاقتها الخارجية من خلال التأثير الموسيقي والغنائي قبل ظهور النفط» تحدث الاستاذ غنام سليمان الديكان.

من جانبه أشار خالد المسباح، في مقدمة بحثه، إلى أن المقصود بالهند في عنوان الندوة كلا من «الهند وباكستان»، لأنهما كانتا دولة واحدة ترفرف عليها راية واحدة إلى تم تقسيمها إلى دولتين في سنة 1947، والهند حديثا في وضعها الحالي لا تضم المناطق الإسلامية الباكستانية، والتي لاتزال تتمسك بالثقافة العربية وتقاليدها واستعرض المسباح مسيرة العلاقات الكويتية الهندية من خلال سرد معلومات تاريخية عامة تؤرخ لهذه العلاقات المتجذرة عبر التاريخ.

وبين أن أول ما طبع من أهل الكويت في الهند هو ديوان شعر باسم «روض الخل والخليل ديوان السيد عبدالجليل» والذي يعد من أندر دواوين الشعر المطبوعة في عصره، وتمت طباعته بالطريقة الحجرية في عام 1893 في مدينة بومباي. أما الكتاب الثاني فهو «سبائك المسجد في أخبار نجل رزق الأسعد»، تأليف الشيخ عثمان بن سند البصري الكويتي، وطبع عام 1888بمطبعة البيان الكائنة في بومباي. وذكر المسباح انه قد قام عدد من المهتمين بهذا العلم من أبناء الخليج وغيرهم بتأليف كتب خاصة بحسابات اللؤلؤ وأوزانه تسهيلا للعاملين في مجال تجارة اللؤلؤ، وكانت تطبع تلك الكتب ذات الأحجام المختلفة بمطابع مدينة بومباي الهندية، ومن تلك الكتب القيمة ومن الكتاب الكويتيين الذين ألفوا في هذا المجال كتاب «معرفة حساب أوزان اللؤلؤ» لمؤلفه الطواش عبدالرزاق بن عبداللطيف آل عبدالرزاق، وطبع سنة 1911.

 

لهجات كويتية ومفردات هندية

وفي بحثه المعنون بـ «اللهجة الكويتية وتأثرها بالمفردات الهندية» أكد الباحث خالد الرشيد أن العلاقة بين الكويت والهند قديمة جدا وليس من السهل معرفة أوائل الرحلات أو تاريخــها، وذلك لشح المصادر والمراجع، غير أنه في العام 1837 كانت هناك بغلة تسمى «الوفرة»، وأن سكان الخليج قد اقتبسوا طراز تصميمها من البرتغاليين الذين غزوا الخليج أوائل القرن الــ 16، أي أنها سفينة برتغالية الأصل، إلا أن استعمالها في الخليج بدأ على نطاق واسع في أوائل القرن الــ 19 نتيجة لاتصال ملاحي عمان بأحواض بناء السفن التابعة لشركة الهند الشرقية الانجليزية في بومباي.

وقال: إن الكويتيين كسبوا ثقة الهنود خلال تلك الفترة، حتى عاشت أسر كويتية في الهند سنوات طويلة لمتابعة أحوال التجار كـــ «مكاتب تجارية»، وبما أن هناك مكاتب تجارية، فحتما هناك احتكاك وتعامل بين الجانبين، وهذا الاحتكاك لا يمكن أن يكون من غير ألفاظ فتنتقل مفردات هندية إلى الألسن الكويتية والعكس، ومن بين هذه الألفاظ أسماء مواد لا يقابلها في اللهجة مادة لتحل محلها.

الموسيقي الغنائي

وفي جلسة ختامية أدارها الأستاذ عبدالعزيز السريع، تحدث الأستاذ غنام الديكان عن تراث الغناء الكويتي القديم، بمشاركة فرقة التلفزيون للفنون، واستعرض أغاني التراث البحري وأصول الغناء القديم، وأشهر نهامة الجيل السابق الذين كانوا يغنون المواويل والأغاني المحرضة على أمر معين، إما للتجديف وإما للتمهيد لغناء النهام. وقال: من خلال سفر الكويتيين للعديد من البلدان، ولاسيما إلى الهند، أثروا وتأثروا بهذا البلد المزدهر فنيا، نافيا أن يكون أصل الغناء في الكويت هنديا، وإنما التأثر حصل بدرجة معينة، من خلال استيراد بعض الآلات الإيقاعية والموسيقية وليس في الأداء الغنائي القديم المميز بطبيعته.

ولفت إلى بدايات الغناء البحري القديم الذي يبدأ عادة بالبسملة والدعاء والحمد لله مما يؤكد النزعة الدينية للمجتمع الكويتي القديم، لافتا الى وجود بعض المفردات الهندية في مواويل الفن العدساني والنهام راشد الجيماز وغيره من البحَّارة. وتحدث الديكان عن قوالب غناء الفولكلور مثل «السنكني» الفلكلوري القديم، لافتا الى انه من اصعب قوالب الغناء القديم، وكانت قلة من تجيد هذا القالب من الغناء، وأشهرهم شادي الخليج بدعم من وزير الاعلام الأسبق محمد السنعوسي، واستعرض مقاطع من السنكني قديما وحديثا، وأدت فرقة التلفزيون تطبيقات من محاضرة الديكان الثرية التي دعمها بالصور ومقاطع الفيديو النادرة معبر شاشة العرض بمسرح مكتبة الكويت الوطنية. واختتم الديكان بأن الموسيقى كانت حاضرة وشاهدة على عمق وتجذر العلاقات الكويتية الهندية وأن تأثيرها ممتد الى وقتنا الحاضر.

 

فن الكتابة المسرحية في مهرجان القرين

فيصل القحطاني: الورشة.. لا تُغني عن الموهبة

كتب: شريف صالح

بحضور أكثر من عشرين متدربًا انطلقت ورشة فن كتابة المسرحية في المكتبة الوطنية، لمدة ثلاثة أيام، ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي. يحاضر في الورشة أستاذ الدراما في المعهد العالي للفنون المسرحية د. فيصل القحطاني الذي أكد أن الورشة تركز على التعريف بأهم عناصر الكتابة الدرامية، سواء المسرحية أو التلفزيونية أو الإذاعية، وإن ركزت على المسرح. وأشار في السياق نفسه إلى أن فن المسرح، عموما، ونظرياته وفد إلينا من الغرب، بدءًا من أرسطو وكتابه «فن الشعر». واعتبر الورشة مجرد «تعريف» يعطي المتدرب مادة نظرية لكنها لا تغني عن الموهبة، مشيرا إلى أن فن المسرح ليس مجرد تعلم «قواعد» كتابة فقط، وإلا أصبح كل أساتذة الدراما كتابًا.

لكن المعرفة لا تغني عن الموهبة مثلما في الشعر لا تعني معرفة بحوره القدرة على كتابة شعر. كما أوضح أنه يركز على المفاهيم العامة بغض النظر عن اختلاف طرق الكتاب الدرامية والتي تحطم هذه المفاهيم أحيانا. وشدد القحطاني على أن معنى كلمة «دراما» في الأساس هو «الفعل»... أي فعل يتم تجسيده عبر الورق أو على خشبة المسرح، ضمن بناء درامي محكم. ووصف «الفكرة» بأنها أول خطوة في هذا البناء... فبعض الأفكار قد تكون صالحة للتناول أكثر من غيرها... وفي حال العثور على الفكرة الصالحة تكون بمنزلة الشرارة الأولى... ويستحسن ألا تكون مطروقة من قبل أو على الأقل يتم تناولها من زاوية مختلفة. لافتا إلى أن هناك 36 قالبا للأفكار الدرامية لا يمكن الخروج عنها. ثم تطرق بعد ذلك إلى «الشخصيات» التي ستقوم بالفعل الدرامي وفقا للفكرة، وأنه يجب رسمها وفقًا لأبعادها الثلاثة... النفسية والجسمانية والاجتماعية... ويتم كشف هذه الأبعاد شيئًا فشيئا خلال النص. كما أوضح القحطاني أن للشخصيات أنواعا كثيرة منها الرئيسية والثانوية والنمطية والمركبة والنكرة... مشددا على أن ما يقال عنه في الدراما التلفزيونية بأنه شخصيات «مركبة» هي مجرد شخصيات «مريضة» لكن المقصود بمصطلح «مركبة» أنها تتعامل بمستويين متناقضين، كأن يكون هناك موظف يحافظ على القانون ظاهريا بشدة، ثم يخترقه سرًا لإرضاء معارفه... أما الشخصيات النمطية فهي كثيرة جدا، وليس من الضروري أن يعتني الكاتب بكل أبعادها، مثل الواعظ، أو أم في البيت، أو رجل بخيل. وأضاف:

يمكن للكاتب أن يستفيد من كل أنواع وأنماط الشخصيات وفق احتياجات نصه، فمثلا شخصية «المعاون» أو «السنيد» للبطل مهمة جدا، وتتطلب الاهتمام برسمها أيضا لأنها تشارك في صنع الحدث. وبعد «الفكرة» و«الشخصيات» ناقش القحطاني مفهوم الحبكة بوصفها المسؤولة عن تنظيم العمل كله، وتقوم بضبط الفكرة والشخصيات وفق بناء كامل لا توجد به ثغرة. وذكر أن هناك حبكة رئيسية وحبكات ثانوية، أما الحبكة الرئيسية فهي ثلاثة أنواع: حبكة الحدث أو القرار، وحبكة الشخصية، أو حبكة تمزج بينهما. وتطرق إلى تحليل الحبكة بالرسم من خلال ما يعرف بــ «مثلث فريتاج» الذي ينطلق من بداية النص وفكرته صعودا نحو الحكبات الثانوية أو العقد أو الأزمات... وصولاً إلى الذروة التي اعتبرها آخر عقدة حاسمة في النص، ثم بعدها يبدأ النص في الهبوط باتجاه الحل أو القرار أو النهاية.

واعتمد المحاضر على تقديم مفاهيم الكتابة الدرامية بأسلوب مبسط، ضاربًا الأمثلة العملية عن افتراض كتابة نص درامي مثلا عن «عقوق الوالدين»، وقيام أحد الأولاد بإيداع والدته في دار رعاية لأنه رأى أنه طفل، وهي تقوم بالفعل نفسه إزاء والدتها، وفقا لحبكة «كما تدين تدان». ومن المفاهيم الأخرى التي تناولتها الورشة أيضا: الصراع بأشكاله وأقسامه، وكذلك التشويق عن طريق المفاجأة والمفارقة، والحوار الدرامي ووظائفه، وأخيرا المضمون الفكري وعلاقته بالشكل الفني.

 

 

Happy Wheels