النشرة العاشرة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة العاشرة

 

الضيوف أشادوا بالعرس المسرحي الكبير وبتطوره
عشاء تكريم مسك ختام أنشطة
مهرجان الكويت المسرحي الـ 19

 

كعادته اختتم مهرجان الكويت المسرحي فعاليات دورته التاسعة عشرة بعشاء تكريمي، ضم جميع المشاركين في أعمال الدورة التاسعة عشرة، وشهد حضورا كبيرا من المسرحيين العرب والخليجيين والكويتيين من ضيوف المهرجان.
جاء اللقاء حميميا وشهد تكريم المشاركين من جانب الأمين العام المساعد لقطاع الفنون للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش بإهدائهم دروعا تذكارية، وتم تبادل اللقطات التذكارية.
وأعرب ضيوف المهرجان والمشاركون فيه عن سعادتهم بالعرس المسرحي الكبير الذي أصبح يشكل خلال السنوات الأخيرة منصة مهمة لانطلاق المسرح الكويتي والخليجي والعربي نحو العالمية.
وأشادوا بالتطوير الكبير الذي يشهده المهرجان عاما بعد عام، وانطلاقه نحو العالمية هذا العام من خلال الورش التدريبية التي ضمت لأول مرة مدربين من الولايات المتحدة الأمريكية واليونان ومصر من خلال مهرجان صناعة المسرح المصغر، والذي جاء كنموذج مصغر لـ «مهرجان صناعة المسرح» الذي يقام سنويا في اليونان. كما ثمنوا المناقشات الجادة والندوات والفعاليات التي اشتبكت مع مختلف قضايا المسرح الكويتي والخليجي والعربي.

قدمتها فرقة المسرح الشعبي في ختام عروض مهرجان الكويت المسرحي الــ 19
وحش طوروس
تناقضات النفس البشرية
هناك وحش كامن في النفس يمكن أن يظهر في أي وقت
المخرج نجح في تقديم قراءة معبرة ومقنعة عن أحداث العرض

 

صور عديدة يمكن أن تكشف لنا المضامين الحقيقية الكامنة في العرض المسرحي
أداء فريق العمل جاء متناغمًا والإشادة واجبة بالممثلة سارة رشاد والفنانة فاطمة الطباخ
المسرحية كوميديا سوداء تكشف الكثير من الأمور والخفايا والتناقضات في السلوك البشري
يحسب للمخرج السينوغرافيا البسيطة والمعبرة في الوقت نفسه عن رسالة المسرحية
كتب: عبدالمحسن الشمري
اختتمت فرقة المسرح الشعبي على مسرح الدسمة عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي الـ 19، بعرض «وحش طوروس» للكاتب التركي عزيز نيسن، وهي واحدة من أهم ما كتبه نيسن، وقام بإعداد العمل وأخرجه يوسف الحشاش، الذي برز كثيرا في إعداده وإخراجه وتمثيله لنص «يوميات مجنون» وحولها إلى «يوميات أدت إلى الجنون»، حيث عرضها في عدد من الملتقيات داخل الكويت وخارجها، وحصد من خلالها عدة جوائز، وفي النص الذي نحن بصدد الحديث حوله يمارس الحشاش الأمر نفسه فهو المعد والمخرج والممثل إلى جانب أنه مصمم الإضاءة.
أعتقد أنه من المهم جدا أن نتناول العرض المسرحي الذي قدمه الحشاش من خلال تسليط الضوء على عدة صور من العرض المسرحي يمكن أن تشكل في مجملها قراءة له، وتفسيرا منطقيا لما يريده المؤلف ولما قدمه المخرج من قراءة واعية.

الصورة الأولى
المشهد الاستهلالي في العرض المسرحي يضعنا أما أسرة تبدو مسالمة وسعيدة خاصة أن الزوج حصل على حكم قضائي ضد مالك العمارة التي يقطنها الرجل وزوجته وأبنائه، يشعر هذا السيد بأن الحق وقف إلى جانبه، وان القضاء أنصفه بعد أن حاول صاحب الملك طرده، ويشعر الأب بحالة من الارتياح لكونه نجح في دفع الظلم عنه وعن أسرته الصغيرة، لكن الأمر لم يستمر طويلا حيث هدده المالك بالطرد والتشريد ومنحه مهلة قصيرة للمغادرة، مما يضعه وأسرته في حيص بيص وفي جدال، كل يدلو بدلوه في الأمر، وفي هذه الأثناء يقدم المخرج لعبة مسرحية تتواصل حتى النهاية من خلال «القرين» الذي يظهر متناقضا مع سلوك الرجل، وهو أمر يشكل خطوة مهمة جدا لتفسير العمل وفق رؤية يمتلكها المخرج، وينجح فيها إلى حد بعيد مع أنها تطرح الكثير من التساؤلات.

الصورة الثانية
يبدأ صاحب الملك بتهديد الأسرة الصغيرة، من خلال حالات الإزعاج من الطابق الأعلى ومن الطابق الأرضي، ومن خلال موسيقى مزعجة تهدد سعادة هذه الأسرة وتجعلها تعيش في كابوس الخوف والرعب طوال الوقت، مع إزعاج مستمر من صاحب الملك الذي استعان برجل يطلق عليه وحش طوروس، مجرم قام بعشرات الجرائم من قتل وسرقة واغتصاب وغيرها من الجرائم يسكن في إحدى الشقق عند المالك، ليؤكد لنا النص أن المالك يمكن أن يكون وحشا حقيقيا من خلال ظلمه للسكان وتحميلهم الكثير من الأمور لاسيما رفع قيمة الإيجار الشهري، وتحاول الأم وأبنائها إقناع رجل البيت بالذهاب إلى قسم الشرطة لتقديم شكوى ضد ما يحدث لها، لكن الأب يرفض ذلك على الرغم من محاولات الأم والأبناء.

الصورة الثالثة
عندما تفشل الأسرة في إقناع الأب بالذهاب إلى قسم الشرطة، يبدأ كل واحد من الأسرة تقييم الموقف، ويكتب هؤلاء رسالة تظلم وشكوى ضد ما يحدث في الطابق الأعلى والطابق الأرضي من فوضى وسوء ترف وعدم شعور بالمسؤولية، وتأخذ البنت الرسالة لتقديمها إلى أصحاب الشأن، وعندها تتكشف صورة أخرى أكثر قساوة، عندما تمر الفتاة بعدد من الشباب المتسكع في الطرقات ويحاول المالك ومن معه الاعتداء عليها، لكنها تهرب منهم بعد انهيارها ومشاهدتها لأسوأ سلوك، وتصل إلى منزلها منهارة غير قادرة على الحركة.

الصورة الرابعة
عندها تنحو المسرحية إلى طريق آخر، حيث تتكشف الكثير من الأمور التي تفسر ما سبق من أحداث، وتكشف الصورة الحقيقية للوحش، حيث يدخل القرين بقوة ويرغم الأب على الذهاب إلى قسم الشرطة لتقديم شكوى ضد صاحب الملك، وعلى الرغم من رفض الأب المتكرر القيام بالمهمة، فإن القرين وهو صورة مختلفة من الأب يقنع الأب بالذهاب إلى القسم ويدفعه إلى الدخول إلى القسم، وعندها يجد رجال الشرطة أن الفرصة مواتية لهم للكشف عن الوحش الذي يبحث عنه الكل، ويقدمونه ضحية أمام الإعلام والناس، وتبدأ وسائل الإعلام لعبتها في الحديث عن الوحش الذي يعيش في هذا الإنسان، وتبدأ التفسيرات والبحث عن العوامل الإنسانية الكامنة في داخل هذا الرجل كي يقنع الجميع بأنه الوحش.

الصورة الخامسة
عند الإعلان عن القبض على الوحش ووصول الأمر إلى أسرته، نجد أن هناك من صدق أن الوالد وحش خاصة الأم التي ندبت حظها في العيش معه لسنوات عدة، وكذلك تكشف المسرحية عن صور متناقضة للابنة والابن، كل يرى أن هناك أمرا ما غريبا في الوضع الذي تعيشه الأسرة المصدومة بسلوك الوالد، وبعد ثمانية أشهر يتم الإفراج عنه، ليعود إلى أسرته لكنه يجد أن الامور قد تغيرت كثيرا وأن الأبواب قد أغلقت في وجهه، بل أن المالك لا يطالبه بشيء اعتقادا بأنه الوحش الحقيقي، أي أنه وحش طوروس.
الصورة الأخيرة
يشعر وحش طوروس الحقيقي أنه يجب أن يكشف عن الحقيقة الغائبة، ويعلن أنه هو الوحش المقصود، صورة فيها من المرارة الكثير، ومن الحزن والأسى على الأب الذي كان ضحية مجتمع لم يقرأ الأمور على حقيقتها، ليقدم لنا المخرج خلاصه ما أراده من أن هناك وحشا كامنا في النفس يمكن أن يظهر في أي وقت.

قراءة إخراجية
نجح المخرج يوسف الحشاش بتقديم قراءة واقعية إلى حد بعيد، أولا من خلال السينوغرافيا المعبرة التي اعتمد فيها على الديكور الأسود، وفي ذلك دلالة على ما يعانيه الفرد من ظلم في مجتمعه حتى جعل حياته سوداء لا أمل فيها، كما أن المخرج نجح في تقديم معادل موضوعي ومتناقض للشخصية الرئيسية، من خلال شخصية قاسية جدا وعنيفة وتبدو كوحش في العرض المسرحي، ليفسر من خلالها الأحداث التي تقدمها المسرحية.
يحسب للمخرج السينوغرافيا البسيطة في تشكيلاتها والمعبرة عن واقع ما تتطرق إليه المسرحية، كما يحسب له العمل على عدة مستويات لشرح أبعاد العرض المسرحي، حيث نجح المخرج في قيادته لفريق العمل المسرحي.
ويمكن الإشارة إلى الأداء المتميز الذي قدمه محمد صفر من خلال تجسيده لشخصية نوري، وهي الشخصية الرئيسية في العمل، كما يمكن الإشارة إلى الأداء المتناغم لفريق العمل خاصة الممثلة سارة رشاد. كما يمكن التوقف عند الأداء السهل للفنانة فاطمة الطباخ وأيضا يوسف الحشاش.

مسك الختام
نحن أمام عرض مسرحي يستحق أن نقول عنه إنه مسك ختام عروض وفعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته التاسعة عشرة. وبما يجب علينا أن نسأل أنفسنا في الختام من هو الوحش الحقيقي الذي تقصده المسرحية، التي اعتمدت على كوميديا سوداء تكشف الكثير من الأمور والخفايا والتناقضات.

 

في الندوة التطبيقية لآخر عروض مهرجان الكويت الـ 19 «وحش طوروس»

علاء الجابر: يوسف الحشاش مخرج شجاع...
تناول نصاً محفورًا في الذاكرة

 

سينوغرافيا أسماء عيسى كانت متميزة والمخرج وظفها بشكل جيد
الإضاءة جيدة والأزياء أبرزت الأشرار والمخرج لم يكن أنانيا مع الممثلين

النص تم تناوله في العديد من الأفلام السينمائية والكثيرون قرأوه مكتوبًا

الزاير: الحشاش من المخرجين المتميزين وقدم مع فريقه عرضًا متقنًا

وجه الناقد المسرحي علاء الجابر رسالة إلى المخرجين المشاركين في عروض مهرجان الكويت المسرحي بدورته التاسعة عشرة، مفادها الاستماع للناقد والأخذ بملاحظاته لأنه ليس عدوا لهم، وإنما يقدم قراءة للنص أو العرض حتى يصلا معا إلى مرحلة معينة تعود بالمنفعة عليهم لتحفيزهم على تقديم الأفضل.
جاء ذلك في الندوة التطبيقية الخاصة بمسرحية «وحش طوروس» لفرقة المسرح الشعبي، والتي تصدى لإدارتها الفنان البحريني عبدالله ملك، بمشاركة معد ومخرج المسرحية يوسف الحشاش، وحضور مدير المهرجان أحمد التتان.

مخرج شجاع
وقال الجابر في تعقيبه على العرض، إن المخرج يوسف الحشاش مخرج شجاع، لأن النص الذي تناوله محفور في ذاكرة الجميع، حيث تم تناوله في العديد من الأفلام السينمائية وربما البعض تصدى لقراءته وأحداثه معروفة.
وأضاف أن هناك نقطة مهمة لفتت انتباهي وأنا أنظر إلى بروموشن المسرحية، حيث وجدت مكتوبا كلمة إعداد وهنا يجب أن أقول أن النص المسرحي لا يعد فهو ليس برواية أو قصة حتى نقوم بإعدادها، وأتمنى أن يعرف الشباب الذين يشتغلون في المسرح ذلك جيدا.
تميز السينوغرافيا
وامتدح الناقد علاء الجابر السينوغرافيا، مؤكدا أن مصممتها أسماء عيسى كانت على قدر من الإمعان في تفاصيل النص ووظفها جيدا مخرج العرض بشكل جمالي جيد، بالإضافة إلى الإضاءة والأزياء التي جاءت مناسبة لإبراز الأشرار في هذا العرض، من خلال الخيوط السوداء الموجودة أيضا في ملابس بطل العرض، الذي لم نجد أي خيط أو بقعة على ملابسه لأنه شخص مسكين ومغلوب على أمره.
وذكر الجابر أن هناك عدد من الملاحظات على العرض، مثل وجود القنوات بشكل مستمر بالإضافة إلى بائعي الصحف الذين لم يضيفوا للعرض، مؤكدا ان العرض حمل قيمة جمالية تحسب لمخرجه يوسف الحشاش الذي لم يكن أنانيا مع فريق العمل من خلال مشاهد العرض.

مخرج مميز
وبعد ذلك فتح عريف الندوة الفنان البحريني عبدالله ملك المجال للحضور في القاعة، فقال الفنان عبدالناصر الزاير بعد أن وجه التحية لفرقة المسرح الشعبي، ان المخرج يوسف الحشاش من المخرجين المميزين، وإنه أستطاع أن يقدم مع فريق عمله عملا متقنا مرسوما بالمسطرة، مضيفا أن لجوءه إلى كلمة إعداد إنما كان لتفسير النص حتى تظهر لنا هذه الجمالية التي شاهدناها.
بينما قال د. سيد علي اسماعيل انه لم يجد أي خطأ في العمل، وأنه في المستقبل القريب سيترك بصمة مهمة في عروض المهرجان.

مغامرة محفوفة
ووصف د. محمود سعيد اختيار يوسف الحشاش للنص بأنه مغامرة محفوفة بالمخاطر ويشكر عليها، ولكن هناك جمل جميلة ومفردات رائعة لا أدري لماذا أغفلها المخرج ولم يبرزها، لأنها تحمل بين طياتها إجابات عن تساؤلات كثيرة في النص.
ومن جهته امتدح الفنان القدير عبدالعزيز الحداد الممثل محمد صفر على أدائه الجميل الذي لم يره في أي من عروض المهرجان فهو ممثل خطير على حسب قوله.
وأوضح الحداد ان المخرج يوسف الحشاش قدم العرض بوحشية خالصة ووفق في أسلوبه ورؤيته الإخراجية المتماسكة.

انفصام الشخصية
ومن جانبها قالت د. جميلة الزقاي إن العمل ارتكز على السيكودراما «انفصام الشخصية»، ووفق بها مخرج العمل وفريقه لدرجه كبيرة كادت تصل للتكامل، موضحة أن الإبداع المسرحي لا يخضع إلى لعبة التضاد انطلاقا من الراوي وكسر الحاجز الرابع، مطالبة بالتدقيق اللغوي في المرة المقبلة.
ووصف الناقد البحريني يوسف الحمدان الاشتغالات التي أجراها يوسف الحشاش من خلال عرضه بأنها ساحرة لأبعد الحدود، وهذا يدل اننا أمام مخرج فاهم أدواته بشكل صحيح.
وامتدح الحمدان أداء الممثل محمد صفر بالإضافة إلى السينوغرافيا الجميلة.

حضور المرأة
أما الناقدة ليلى أحمد فاتفقت مع ما قاله المعقب الرئيسي علاء الجابر، ولكنها نوهت إلى أن الأب والذي لعب دوره الفنان محمد صفر كان يجب إظهاره بشكل أكبر من خلال المكياج، لأنه ظهر على خشبة المسرح وكأن أولاده أكبر منه.
ووجهت شكرها للمخرج يوسف الحشاش ولفرقة المسرح الشعبي، على تواجد المرأة في عروضها طيلة مسيرتها المسرحية.
ومن جانبه، قال د. خالد الشطي إن العرض جميل وهذا ليس بغريب على المخرج يوسف الحشاش، ممتدحا الممثل محمد صفر وفاطمة الطباخ على أدائهما الجميل.
بينما امتدح الفنان العماني أحمد البلوشي التناغم بين بطل العرض وقرينه الوحش، متمنيا لفريق العمل التوفيق.

شكرا للجميع
وبعد اختتام المداخلات، كانت الكلمة الأخيرة لمعد ومخرج العرض يوسف الحشاش الذي شكر الجميع على إطراءاتهم الجميلة بالعرض، مؤكدا على أخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار عندما يفكر في إعادة العرض، موجها شكره لفريق عمله الذي تحمله كثيرا.

كرّم المدربين وأثنى على المتدربين في ختام الورش التدريبية ومنحهم دروعا تذكارية

أحمد التتان: مهرجان صناعة المسرح المصغر
تجربة رائعة حققت نجاحًا كبيرًا

 

ورش مهرجان الكويت المسرحي خرجت في الدورة الـ19 من المحلية إلى العالمية

الورش اختتمت بتدريب جماعي اختبر خلاله المدربون استجابة المتدربين لجهودهم

التجربة كانت ثرية ومتعددة الثقافات ووجهات النظر التي اجتمعت تحت سقف واحد

كتبت: هنادي البلوشي
اختتمت فعاليات الورش التدريبية المصاحبة لمهرجان الكويت للمسرح في دورته التاسعة عشرة والتي أتت تحت عنوان «مهرجان صناعة المسرح».
وقام المشتركون خلال يومهم الأخير في الورشة بتدريب جماعي مع كل المدربين، حيث حاول كل مدرب أن يلخص ويختبر نتائج جهده مع المتدربين خلال أسبوع كامل، تدربوا فيه على مواضيع متنوعة تعنى بالتمثيل ومهارات الممثل المسرحي، وتطور من أدواتهم كممثلين سواء أكانت الحركة الجسدية أو الصوت أو التركيز أو التخيل.
يوم الحصاد
وقام مدير إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومدير المهرجان أحمد التتان بتخريج الدفعة الأولى من متدربي مهرجان صناعة المسرح في نسخته المصغرة، المأخوذة عن النسخة الأصلية للمهرجان الذي يقام في اليونان سنويا، ويشارك به أكثر من 16 مدرباً وتقام به ورش التمثيل على مدار اليوم.
وقال التتان لنشرة مهرجان المسرح إنه يشعر بالسعادة لنجاح تجربة الورش التدريبية، التي انتقلت من مستويات محلية إلى العالمية مع نخبة من المدربين من مختلف دول العالم، فكان لدينا مدربون من أمريكا وبولندا واليونان ومصر، الأمر الذي جعل التجربة ثرية وغنية ومتعددة الثقافات ووجهات النظر التي اجتمعت تحت سقف المسرح، ووجودهم أضفى على الورش نكهة جديدة ذات خبرة عريقة، وتفاعل المتدربين معهم كان رائعا وهذا أن دل يدل على أن التجربة ناجحة ونحن نفخر بهذا.
صقل المواهب
وأضاف أن المجلس يسعى دائما لطرح ورش تدريبية مختلفة في كل مجالات الفن والثقافة وتطوير هذه المجالات وتحسينها، بما يفيد المنتسبين الموهوبين ويثري الساحة الثقافية والفنية بالمزيد من المبدعين الذين صقلوا موهبتهم بالتدريب.
ودعا التتان كل الجماهير لمتابعة الحسابات الرسمية للمجلس الوطني عبر منصات التواصل الاجتماعي، لكي يكونوا على اطلاع دائم على أحدث الورش والدورات والفعاليات التي ينظمها المجلس، متمنيا من الجميع تنمية مواهبهم وصقلها أكثر فأكثر.
وقدم التتان دروعا تذكارية تكريما للمدربين الأربعة الذين قدموا وأشرفوا على الورش، كما قدم المتدرب عباس المهنا لفتة شكر وتقدير رائعة للمدربين.
وأعرب المشاركون عن سعادتهم وفخرهم بكونهم جزءا من هذا المهرجان آملين استمرارية مثل هذه الورش التي تفيد في تنمية وتطوير واكتشاف مواهبهم.


تعددت وجهات النظر لكن ظلت الإجابة شاردة
«من هو المسرحي»؟!
سؤال استفز ضيوف مهرجان الكويت الـ19

 

سيد علي إسماعيل: المسرحي هو من يخلص لـ «أبو الفنون» ويضيف إليه
أحمد البلوشي: المسرحي الحقيقي هو من يضحي من أجل مجتمعه وفنه

أحمد التتان: أعطوا المسرح لأهله وكل عنصر مهم يستحق لقب مسرحي

عماد جمعة: حتى الآن لا توجد إجابة شافية عن هذا السؤال الإشكالي

وائل الدمنهوري: لا يمكن أن يكون الجمهور بمعزل عن الإجابة عن السؤال
ظافر جلود: الدارس والأكاديمي ومن يحمل هم بلده ومعاناته ويطرح مشكلاته

كتب: فالح العنزي
احتار عشاق المسرح وتاهت منهم المفردات والتصنيفات، هذا قال، وذاك أبدى وجهة نظره، وهؤلاء كل أدلى بدلوه، تسارعت المفردات أشبه بالمركبات التي تحاول قطع الطريق من أربع جهات مختلفة، اصطدمت مع بعضها البعض، كل قائد مركبة نزل من خلف مقوده وهو على يقين بأنه لم يرتكب خطأ، بل هم المخطئون، التف حول مركبته «لا يوجد شيء»، من المتسبب ومن المسؤول ومن بيده الحكم «لا أحد»، ثم عاد كل منهم وقاد مركبته الى وجهته، غادروا جميعهم مثلما اجتمعوا ولم يتوصلوا إلى حل يرضيهم.
ما سبق هو اختصار حال آخر ندوات المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي الـ19 النقاشية، وفرسانها من المختصين، عندما وجه اليهم رئيس المركز الاعلامي الزميل الإعلامي مفرح الشمري سؤالا عريضا: من هو المسرحي؟!
ضيوف مهرجان الكويت المسرحي والمهتمين بالشأن المسرحي في البلاد اجتهد كل منهم ليعطي الإجابة التي يراها مناسبة سواء أكانت مقنعة للآخر أم لا، فهو يراها ويصنفها بمفهومه الخاص!
الإخلاص للمسرح
استهل الجدال المؤرخ والناقد سيد علي إسماعيل، بأن المسرح العربي ارتكز على الموهبة في المقام الأول والتي تحركت وتطورت بالغناء والدراسة والتفرغ، مستخلصا بيقين وثقة أن المسرحي من يخلص للمسرح ويضيف إليه.
أما الناقد الزميل عماد جمعة فبدا أقل يقينا، وهو يؤكد أنه مايزال غير مدرك لإجابة شافية للتعرف على المسرحي، موضحا أن كل الندوات والبحوث والمهرجانات عجز أصحابها أو القائمين عليها عن التوصل إلى إجابة مقنعة على هذا السؤال الإشكالي.
بدوره أوضح الإعلامي وائل الدمنهوري أنه لا يمكن أن يكون الجمهور بمعزل عن الدخول كجزء رئيس في الإجابة عن السؤال، وما لم تكن هناك موهبة فلا يوجد مسرحي.

الشهادة الأكاديمية
أما الإعلامي والكاتب العراقي ظافر جلود فشدد على أن العلم والمعرفة والدراسة الأكاديمية والشهادة هي من يمنح الفرد مسمى مسرحي، والتجربة في المسرح العراقي كانت كفيلة بالتفريق ما بين مسرحي أكاديمي شرعت أمامه الأبواب ونجوم هواة عانوا كثيرا من «اللاشهادة» فتلقفتهم الفرقة القومية، وختم مداخلته قائلا إن «المسرحي هو من يحمل هم بلده ومعاناته ويطرح مشكلاته أمام الملأ والعالم».
بينما اكتفى الفنان والمخرج العماني أحمد البلوشي بالقول إن المسرحي الحقيقي هو من يضحي من أجل مجتمعه.

الارتقاء بالمسرح
في حين اتفق الناقد البحريني يوسف الحمدان مع القول بأن السؤال عصي على الإجابة من جانبه وجانب زملائه، حيث يستعصي عليهم إعطاء مفهوم وتعريف مكتمل الأركان لمن هو المسرحي، مكتفيا بالقول بأن المسرحي من يرتقي بفنه الداخلي ويشع نورا على الجمهور.
في المقابل رأى القطري صالح المناعي أن كل من تطأ قدمه المسرح فهو مسرحي.
ومن جهته، قال المخرج ومهندس الديكور فيصل العبيد أن المسرحي هو من يجعل المسرح منزله وفريق عمله افراد اسرته، مضيفا أن المسرحي هو المثقف والمتخصص وصاحب المنبر على «الركح»، وهو من يحمل هموم مجتمعه وهو الإنسان.
وأوضح أن الفنان المخلص هو المسرحي الحقيقي، ضاربا المثل بالفنانين عبدالله البلوشي الذي اعتذر عن أربعة أعمال تلفزيونية، وعبدالله التركماني الذي اعتذر عن فيلم سينمائي التزاما وحبا وشغفا بالمسرح.

تهمة سافرة
أما الفنان وصائد الجوائز عبدالله التركماني، فقد فضل الإجابة بقصيدة كتبها الشاعر أحمد مطر قال فيها:
«جس الطبيب خافقي وقال لي:
هل هنا الألم ؟؟
قلت له: نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي وأخرج القلم!!
هز الطبيب رأسه.. ومال وابتسم
وقال لي: ليس سوى قلم
فقلت: لا يا سيدي
هذا يد... وفم
ورصاصة... ودم
وتهمة سافرة... تمشي بلا قدم»!
وأشار إلى أنه يرى أن كل شخص يحلم ويتخيل ويحمل الهم والألم والمعاناة هو مسرحي، وكل من يحقق الفرجة البصرية والمتعة والرسالة هو مسرحي.

كل عنصر مهم
أما الكلمة الأخيرة ومسك الختام فكانت لمدير المهرجان أحمد التتان، الذي أكد أن المسرحي ليس شرطا أن يكون ممثلا فوق الخشبة، بل كل عنصر مهم ورئيس في اي زاوية من زوايا المسرح، يستحق أن نطلق عليه لقب مسرحي، وشدد التتان على ضرورة التخصص وأن يقود المسرح أهله وناسه، قائلا: «اعطوا المسرح حق أهل المسرح»، مشيدا بتجربة المخرج فيصل العبيد.

 


من ضيوف المهرجان د. جميلة الزقاي
الأكاديمية والناقدة المسرحية.. والباحثة في قضايا الفن المسرحي
تتحدث عن استراتيجية تطوير وتنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي


كتب: محبوب العبدالله
من ضيوف الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي هذا العام الدكتورة جميلة الزقاي – من الجزائر – وهي حاضرة ومتابعة دائما لمهرجانات الكويت المسرحية والثقافية والفنية.
وهي عضوة في لجنة إعداد استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة التابعة للهيئة العربية للمسرح، وهي أحد مشاريع الهيئة العربية للمسرح وبإشراف ومتابعة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى للاتحاد بدولة الإمارات.
وقالت الدكتورة جميلة إن مشروع تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي مشروع قائم بذاته بدأ منذ عام 2014، وكانت الخطوة الأولى حول هذا المشروع قد بدأت منذ شهر يونيو عام 2014 باجتماع ضم 37 خبيرا عربيا في مسرح الطفل والمسرح المدرسي وانتهى هذا الاجتماع باختيار سبعة أعضاء لمتابعة وضع خطة واستراتيجية تنفيذ لتنمية وتطوير المسرح المدرسي والتي تتوزع على مرحلتين الأولى من 2014 وحتى 2016 على المدى القصير، والمدى البعيد من 2016 وحتى 2018 وكنت عضوة في اللجنة الأولى مع عدة أساتذة ومتخصصيين من عدة دول عربية.
وقد عملنا على تحديد المصطلح الذي كان مختلفا عليه فيما بين الباحثين ومستعملي المصطلح الذي كان مختلفا عليه بين الباحثين مستعملين المصطلح، حيث تم الاتفاق على أن يكون المسرح المدرسي مادة قائمة بذاتها وليس مسرحة للمنهاج أو أدرمة له، وإنما مادة تدرس ضمن المنهاج باعتبار المسرح المدرسي نشاطا تربويا وترفيهيا وجدانيا وإدراكيا وغير ذلك مما أدرج ضمن هذا العنوان أو ضمن هذا المصطلح وكل هذا تم إنجازه في عدة ورشات جادة بمقاييس ومعايير دولية حيث قمنا فيها بتحديد المصطلح بمشاركة كل الباحثين العرب من كل الدول العربية.
وبعد كل هذه الورشات التقت في ورشة كبرى أقيمت في إمارة الشارقة وبلغ عدد المشاركين فيها من كل بلد عدد 8 أعضاء اطلقنا عليها ورشة تكوين المكونين الذين سيسعون إلى تبليغ هذه الاستراتيجية إلى دولهم، والأعضاء الثمانية يمثلون المراحل الدراسية من الروضة إلى الابتدائي ثم المتوسطة والثانوية، وبالفعل التقى مجموعة من المدرسين في جميع الدول وانتهت هذه الورشة إلى نتائج عملية مدروسة توجت بتقييم فعلي وناجع لما قمنا به ضمن هذه الورشة الدولية التي جمعت ما بين هو نظري وما هو ممارسات تطبيقية تتيح للمعلم أن يدرس كيف يدرس المعلم أو الأستاذ مادة المسرح انطلاقا من كون هذا المسرح مادة لا ترتكز على التلقين كما هو متبع في مدارسنا العربية، وإنما تعتمد على اللعب وخاصة الألعاب التمثيلية والدرامية.
وتوجت أعمال هذه اللجنة في المدى الأول بإخراج دليل سميناه الدليل المرشد في المسرح المدرسي العربي، ويضم هذا الدليل كل المستويات حتى المرحلة الثانوية، وهو يشير إلى الرؤية العامة والأهداف العامة والخاصة وكل مرحلة دراسية لها من النماذج – نماذج الألعاب المدرسية – التي ستقدم في مستوى من المستويات مع مراعاة سيكولوجية نمو الطفل وكذلك سيكولوجية التذوق الفني والتفضيل الجمالي، حتى نستطيع أن نتعرف على نفسية هذا المتعلم ونقترب منها.
كل هذا العمل والإنجاز تم حتى نهاية عام 2015 حيث صدر الدليل، وتم تبليغه للدول العربية حتى تلتزم بما جاء فيه.
وقد التزمت بعض الدول وقررت فعلا إدراج مادة المسرح المدرسي في منظومتها الدراسية والتربوية، بينما البعض الآخر التزموا بأن يبدأوا بمسرحة المناهج وأدرمتها على غرار مثلا الجزائر التي كانت منشغلة بإصلاح المنظومة التربوية وكانت في الجزء الثاني من الإصلاح.
والمهم الآن أن الاستراتيجية الجديدة من مفهوم المسرح المدرسي والتي اعتمدت وتم تبليغها للدول العربية، وعقدت الهيئة العربية للمسرح مؤتمرا لوزرارء التربية والتعليم في إمارة الشارقة بحضور الوزراء وممثليهم من المستشارين وتم إبلاغهم بهذه الاستراتيجية وعقدت اتفاقيات معهم تنص على إدراج مبادئ ونصوص وأسس الهيئة ومفهومها لدورة المسرح المدرسي.
وقد تلقينا هذا الصيف دعوة من وزارة التربية بدولة الإمارات العربية المتحدة ومن الهيئة العربية للمسرح لإقامة ورشات تأهيلية حيث قدم أعضاء اللجنة شرحا تفصيليا للأساتذة المتخصصين وقمنا بنفس المهمة في بعض الدول العربية ومن ضمنها دولة فلسطين وحتى في الدول التي ليس لديها مسرح مثل موريتانيا وغيرها قدموا شروحات تفصيلية لكيفية تنفيذ الخطة التي تجعل من المسرح مادة أساسية في مناهج التدريس العربية.
المرحلة القادمة من الاستراتيجية
وهل هناك مرحلة أخرى في مشروع الاستراتيجية العربية للمسرح المدرسي في الوطن العربي بعد المرحلة الأولى؟
المرحلة التالية من هذه الاستراتيجية هي تنفيذ هذه الأدلة والخطط ومتابعة تنفيذها.
وقد اطلقت علينا الهيئة العربية للمسرح تسمية لجنة المتابعة والتي ستتابع صيرورة تنفيذ هذه الاستراتيجية بين الدول العربية حول تنمية وتطوير المسرح المدرسي العربي.


بإصدارين حول مسيرته الثقافية والفنية وما تحقق حتى الآن
المجلس الوطني يحتفي بدخول المسرح في الكويت عامه الـ 95


كتب: محبوب العبدالله
قبل أن تنطلق الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي هذا العام في النصف الثاني من شهر ديسمبر الجاري، ولأهمية توثيق ما حققته مسيرة الحركة المسرحية في الكويت منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى الآن بعد أن بلغت في عمرها الزمني 95 عاما، فقد أصدر المجلس ضمن مطبوعات جريدة الفنون التي يصدرها المجلس بصورة دورية كتاب «بواكير المسرح في الكويت» الذي تضمن نصوصا قديمة وصورا قديمة من إعداد الدكتور عباس يوسف الحداد، والدكتور علي عاشور الجعفر، وبدر محارب في عام 2016.
وتصدر الكتاب صورة الغلاف – أبيض وأسود – لتمثيلية «إسلام عمر بن الخطاب» التي قدمتها مدرسة المباركية في يونيو عام 1939 بحضور حاكم الكويت الأسبق المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح وجمع من المدعوين وأولياء أمور التلاميذ.
وقد شارك في هذه التمثيلية – المسرحية – أساتذة وطلبة المدارس ومن بينهم سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه، والأستاذ محمد المغربي، والأستاذ عبدالعزيز الملا، والأستاذ محمود نجم وعدد آخر غير معروفين في الصورة.
وقد أخذت نصوص هذا الكتاب المسرحية من كتاب – كما يشير المعدون – نصوص يتيمة في المجلات الكويتية للباحث والشاعر المرحوم خالد سعود الزيد الصادر في عام 1982 – الطبعة الأولى – عن شركة الربيعان للنشر والتوزيع.
وفي التوطئة لتقوفي الكتاب الثاني والذي صدر هذا العام 2018 ضمن مطبوعات جريدة الفنون بعنوان «كتابات نقدية وكتيبات مسرحية»، من إعداد وتقديم د. عباس يوسف الحداد، وبدر ناصر محارب، وخالد العبدالمغني، والذي تتصدر صور غلافه لقطة من مسرحية «فلوس ونفوس» التي قدمتها فرقة مسرح الخليج العربي عام 1970 من تأليف عبدالعزيز السريع وإخراج صالح حمدان.
والكتاب يضم بين دفتيه – كما جاء في الغلاف الأخير – مجموعة من المقالات النقدية والصحافية التي تسجل لنا بداية النقد المسرحي والكتابة عن المسرح عبر الصحافة المحلية.
وقد ضم هذا الكتاب في قسمه الأول ثلاثة عشر مقالا عن المسرح في الكويت تقع كلها في الفترة ما بين 1948 – 1972، أما القسم الثاني منه فقد خصصناه لنماذج من الكتيبات المسرحية التي نشرت آنذاك ساعين إلى أن تكون ممثلة للفرق المسرحية في الكويت بقدر المستطاع.
وهذا التوثيق الأرشيفي الذي قدمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبر مطبوعات جريدة الفنون جهد طيب ويستحق الشكر، ويجب ألا يتوقف وخاصة فيما يخص تاريخ ومسيرة المسرح في الكويت التي لاتزال تعاني الإهمال وعدم تقييم وتأريخ مراحلها بعد أن قاربت على المائة عام.


قبل وبعد رفع الستارة صقر الرشود - 1978 فؤاد الشطي - 2016

مرحلة إبداع وتألق المسرح الكويتي... لماذا توقفت

كتب: محبوب العبدالله
كانت لفتة طيبة، ومبادرة نتمنى أن تتكرر في دورات المهرجان المقبلة ومن المركز الإعلامي بالذات بعد أن حققها في هذه الدورة مدير المركز مفرح الشمري وهي التجديد في دور المركز وما يقوم به من فعاليات ثقافية وفنية والتي تمثلت هذا العام بذكرى مرور 40 عاما على رحيل الفنان المسرحي المبدع صقر الرشود، ومرور عامين على رحيل الفنان المبدع فؤاد الشطي. والحديث هنا عن المبدع صقر الرشود رغم مرور 40 عاما على رحيله المفاجئ والمأساوي في نهاية عام 1978 بحادث مروري في دولة الإمارات وهو يقوم بمهامه الفنية في تلك الدولة الشقيقة بعد أن حقق في وطنه الكويت إبداعات فنية تخطت حدود الكويت إلى دول الوطن العربي مشرقا ومغربا.
لأنه كان يريد في زمانه المسرحي أن يحقق ما يراه ويعيشه بين الناس مسرحيا، ويتفاعل يوميا مع قضايا مجتمعه ومع ما يدور حوله في وطنه العربي وفي العالم.
وتمثل هذا في إخراجه للمسرحيات التي كتبها رفيق دربه الفني الكاتب عبدالعزيز السريع والتي مثلت وقتها الحالة الاجتماعية والتحولات التي طرأت على المجتمع الكويتي اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا في مرحلة ما بعد ظهور النفط.
وبالذات ما سجلاه معا في المسرحيات المشتركة التي كتباها وهي: «شياطين ليلة الجمعة،3،2،1، 4 بم، وبحمدون المحطة التي أخرجها الرشود».
وفي الجانب الآخر وهذه حالة صحية – في الفن والثقافة – كانت تعيشها الكويت في ذلك الزمان الجميل، كان الفنان المبدع فؤاد الشطي في فرقة مسرح الخليج العربي يبدع فنا مسرحيا برؤيته الإخراجية عبر مسرحياته التي قدمتها الفرقة.
ومثل صقر الرشود تخطت أعمال فؤاد الشطي حدود الكويت إلى دول عربية شقيقة وصار الاثنان مثالا فنيا وثقافيا مطلوبا ومذكورا في المهرجانات المسرحية العربية، وكل المنتديات الثقافية والفنية.
ولكن – وفي رأيي – فرقت بينهما طموحات حياتية أخرى منها مثلا أن صقر الرشود كان زاهدا في المناصب الإدارية والمهمات الأخرى، وكان يريد فقط أن يحقق إنجازات فنية عبر رؤاه الإخراجية في المسرح.
بينما سعى فؤاد الشطي إلى جانب ترؤسه فترة غير قصيرة رئاسة مجلس الإدارة والمناصب الإدارية والفنية في الفرقة إلى مهام إدارية وفنية أخرى مثل تأسيس اتحاد الفنانين العرب، واتحاد المسرحيين العرب، واللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية بدول مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية وغيرها.
وكل هذه المهمات والجهود ضاعت وانتهت قبل أن يتوفى فؤاد الشطي في 6 أبريل 2016، بسبب الإهمال الرسمي من الجهات المعنية، وعدم متابعة الآخرين في الاتحاد الكويتي للمسارح الأهلية وجهات أخرى معنية.
بينما كان الراحل صقر الرشود لا يهتم ولا يريد أي منصب حتى في فرقته – مسرح الخليج العربي – وكان يقول لأعضاء مجلس الإدارة في الفرقة «نفذوا أنتم ما نخططه فنيا»!

Happy Wheels