مهرجانات وأنشطة

النشرة السادسة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة السادسة

 

 

«زنابيل تل الطين».. عرض الأسئلة المفتوحة

 


> وتتواصل عروض المهرجان، لتصل إلى محطة مسرحية «زنابيل تل الطين»، تأليف فطامي العطار وإخراج ناصر البلوشي.
العرض تجربة مسرحية مغايرة ومتفردة، جاء مقرونا بكم من الأسئلة.. ظلت هي محوره ومنطلقه.
الحكاية المحورية تأخذنا إلى عالم متخصص اضطر إلى الهروب منعزلا بعدما تغيرت الأحوال حوله، وجاءت النتائج عكس ما كان يريد.. فكانت العزلة وبالتالي الهروب عن الواقع والحقيقة.
في النص كم من الأسئلة حول الهروب والتجاهل وعدم مواجهة الواقع، وأيضا كم من الحكايات التي تمس جميع الأجيال الذين انتهي بهم المطاف إلى دورة المياه التي بدورها التهمتهم جميعا ليذهبوا إلى النسيان والنهاية.
في قراءة المخرج ناصر البلوشي الكثير من الأسئلة أيضا، فنحن أولا أمام خلل في تفسير المكان وجغرافيته وإحداثياته.
إن غياب التفسير المنطقي للمكان بكل تفاصيله غيب الكثير من التفاسير التي يفترض أن يذهب إليها العرض من أجل تحقيق مساحات أكبر من الثراء للتجربة المسرحية.
قدم العرضَ فرقةٌ خاصة اختارت الرهان والتحدي والمشاركة، واختارت نصا متميزا كان على عناصر التجربة قراءته وتعميق مضامينه ودلالاته وإشاراته، والتقاط تلك القيم الكبرى والتأكيد عليها، وهو دور فريق العمل الذي قاده المخرج ناصر البلوشي.
العرض كان ينقصه الكثير، لعل أول تلك الأمور القراءة لنص ثري كان في أمس الحاجة إلى قراءة تفكيكية وتحليلية تتجاوز حالة الاستعجال التي عاشتها هذه التجربة التي جاءت من القطاع الخاص الذي يمثل شريكا أساسيا في المسيرة المسرحية. (رؤية نقدية للعرض ص4).

 

المشاركون في مؤتمر تونس حذَّروا من تراجع دور الثقافة في هذه المرحلة الاستثنائية

وزراء الثقافة العرب يختارون الكويت عاصمة للثقافة العربية في العام 2022

 

بدر الدويش: الكويت تجدد دعمها لتعزيز التعاون الثقافي العربي وتدين جميع أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المؤسسات الثقافية 

محمد بن رضا: نسعى إلى تهيئة عدد كبير من الشباب الكويتي للعمل في مجالات الثقافة والفنون والآداب والانطلاق نحو التنمية الثقافية 

اعتمد المشاركون في الدورة الـ 20 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية الخميس الماضي في تونس قرار اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة العربية للعام 2022.
كما أوصى المؤتمر في بيانه الختامي بإقرار الجائزة العربية للإبداع الثقافي تحت مسمى جديد لتصبح «الجائزة العربية للمبدع الشاب»، إضافة إلى اختيار الفنانة اللبنانية فيروز رمزا للثقافة العربية لعام 2017.
ودعا المشاركون في المؤتمر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) للتنسيق مع الدول العربية والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، لإبراز دور الثقافة في مقاومة الإرهاب وما يتسبب فيه من أضرار تصيب المثقفين والمبدعين والتراث الثقافي بجميع مكوناته، ونشر قيم الاعتدال والوسطية وتوظيفها في التربية والإعلام والثقافة ومراجعة السياسات المنتهجة في مجال حماية التراث الثقافي.
وأقر المؤتمر يوم الرابع من أبريل من كل عام يوما للمخطوط العربي، وأوصى الدول العربية بالاحتفال بهذه المناسبة فضلا عن سن كل القوانين والتشريعات واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لخدمة الثقافة العربية وتطويرها وتبني «إعلان تونس ضد الإرهاب ومن أجل التسامح والتضامن بين الشعوب والثقافات والأديان».
وحذر المشاركون في المؤتمر من تراجع دور الثقافة في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها العالم العربي بسبب تفاقم ظاهرة العولمة وما يصحبها من محاولات لما يسمى بالثقافة الشمولية وتهميش الثقافات المحلية والخصوصيات الحضارية.
كما حذروا من التغيرات الجيوستراتيجية وما يترتب عليها من محاولات التجزئة وتأجيج النعرات الطائفية والمذهبية والتحولات العميقة التي نتجت عن ذلك على مستوى بنية المجتمعات العربية، ومحدودية السياسات الثقافية العربية في مواكبة هذه التحولات.

 

تعزيز التعاون الثقافي
وأكدت الكويت دعمها وعملها على تعزيز التعاون الثقافي العربي مجددة إدانتها لجميع أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المؤسسات الثقافية والتعليمية والمستشفيات والأماكن المدنية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش خلال أعمال الدورة الــ20 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالعالم العربي.
وقال الدويش إن دولة الكويت حريصة كعادتها على دعم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) والعمل على تفعيل علاقاتها الثقافية والحضارية مع الأشقاء العرب.
وأكد أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يعمل بشكل دوري على متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن مؤتمر الوزراء المسؤولين على الشؤون الثقافية في الوطن العربي وإقامة أنشطة وفعاليات تترجم هذه التوصيات والأهداف بشكل عملي.
وأضاف أنه انطلاقا من الدور الكبير الذي تنهض به دولة الكويت على المستوى الثقافي والفكري الذي يأتي إيمانا بدورها الحضاري المؤثر في المجتمع فقد ساهمت في دعم خطة التحديث الشاملة للثقافة العربية ولدراسة الجدوى التي قدمها المعهد العربي للتخطيط في دولة الكويت حول إنشاء المعهد العربي للتواصل الثقافي والحضاري وتعميمه على الدول الأعضاء في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).
دعم ألكسو
وأوضح الدويش أن الدعم الكويتي لمنظمة (ألكسو) تجلى أيضا في تفعيلها واستضافتها للأسابيع الثقافية داخل دولة الكويت وخارجها ودعمها للجائزة العربية للإبداع الثقافي، وبتعميم شروط الاشتراك بها على المؤسسات الثقافية بدولة الكويت. كما أكدت دولة الكويت على موقفها الصلب والثابت في جميع المحافل الدولية بإدانة جميع أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المؤسسات الثقافية والتعليمية والمستشفيات والأماكن المدنية مثمنة في هذا الصدد سعي منظمة (ألكسو) من أجل صياغة ميثاق لحماية التراث الثقافي في البلدان العربية والتي تتعرض لتهديدات متزايدة.
وأوضح الدويش أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يقوم بالتنسيق مع الجهات الأمنية لرصد الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية المهربة من هذه الدول ويعمل مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل دوري بهذا الخصوص. وأشار إلى أنه من باب دعم دولة الكويت لتنفيذ مضامين الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية استضافت الدورة الثامنة لمهرجان الهيئة العربية للمسرح في يناير الماضي برعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه. كما استضافت الكويت الاجتماع التشاوري لوزراء الثقافة بشأن المعهد الثقافي الأفريقي العربي في مايو الماضي والدورة 22 لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي خلال شهر نوفمبر الماضي. وانطلقت يوم الأربعاء بتونس أعمال الدورة الــ20 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالعالم العربي الذي دعت إليه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) تحت عنوان «الإعلام الثقافي في البلاد العربية في ضوء التطور الرقمي». ويناقش المؤتمر على مدى يومين المفهوم والسياسات والتجارب في الإعلام الثقافي العربي والتدريب والممارسات المهنية وشبكات التواصل الاجتماعي وإنتاج المحتوى الثقافي باللغة العربية واقتصاد الإعلام الثقافي في البلدان العربية وتحديات الإعلام الثقافي الرقمي في الوطن العربي. واستقبل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في وقت سابق أمس الأول المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور عبدالله محارب ووزراء الشؤون الثقافية بالدول العربية وممثلي عدد من المنظمات العربية المشاركين في أعمال الدورة العشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية.

 

الأهداف الثقافية
وقال عضو اللجنة ومراقب العلاقات الثقافية الخارجية بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد بن رضا في تصريح عقب الاجتماع: إن الكويت تسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف الثقافية خلال الاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة العربية لعام 2022، موضحا أن من تلك الأهداف تهيئة عدد كبير من الشباب الكويتي للعمل في مجالات الثقافة والفنون والآداب والانطلاق نحو تنمية ثقافية تؤهل الكويت للعمل في القرن الـ21 ببناء حضاري ثقافي متميز.
وأشار بن رضا إلى أن فكرة العواصم الثقافية تستند إلى أن الثقافة عنصر مهم في حياة المجتمع ومحور من محاور التنمية الشاملة، لما تقوم به من دور رئيسي في دعم الإبداع الفكري والثقافي تعميقا للحوار الثقافي والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيز قيم التفاهم والتآخي والتسامح واحترام الخصوصية الثقافية.
وأضاف بن رضا: «إن اللجنة اختارت حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي بالإجماع رمزا ثقافيا للاحتفال به خلال فعاليات صفاقس التونسية عاصمة للثقافة العربية للعام 2016».


تأليف فطامي العطار وإخراج ناصر البلوشي 

مسرحية «زنابيل تل الطين»..
التجاهل والنسيان.. و«لماذا» حاضرة؟

 

العم «سميح» يعيد الفنان حسن إبراهيم إلى خشبة المسرح بعد غياب
السينوغرافيا أضافت إلى النص وعكست ثراء تجارب الفنان الموهوب حسن بهبهاني
كتب: عبدالستار ناجي
لا يمكن وصف سعادتي وأنا أشاهد الفرق أو شركات الإنتاج الفني الخاصة تقدم مساهماتها في مهرجان الكويت المسرحي. وهو أمر «حتما» سيشكل إضافات إيجابية على المدى البعيد ويقدم أصواتا ونتاجات مختلفة ومتباينة.
ولكن الأماني شيء. والنتائج شيء آخر مختلف. فنحن أمام تجربة مسرحية بعنوان «زنابيل تل الطين» والتي تأتي مقرونة بكم من الأسئلة هي «لماذا؟» بل و«لماذا؟»، كبيرة جدا.
وحتى نذهب إلى تلك الــ«لماذا؟» علينا أولا أن نذهب إلى حيثيات هذه التجربة التي قدمتها شركة «المهندز» التي لطالما عودتنا على مشاركاتها ومساهماتها ليس في هذا المهرجان وحده بل وفي عدد آخر من المهرجانات والتظاهرات المسرحية والفنية على حد سواء. بالإضافة إلى أن التجربة تحمل اسم الكاتبة فطامي العطار والمخرج الشاب ناصر البلوشي. وهنالك المزيد الذي يعمل على تصعيد ذلك السؤال المحوري الذي انطلقنا من خلاله.
الحكاية المحورية تأخذنا إلى حكاية عالم متخصص اضطر إلى الهروب منعزلا بعد أن تغيرت الأحوال حوله وجاءت النتائج عكس ما كان يريد.. فكانت العزلة وهي بالتالي الهروب عن الواقع والحقيقة. هكذا هي الحكاية التي نذهب إليها ونحن نتابع ذلك العالم «الدكتور سميح».. (الفنان حسن إبراهيم) الذي يقيم في مكان معزول هو في الحقيقية سطح إحدى دورات المياه ليدخل عليه أحد المندوبين بحثا عن قيمة الاشتراك الخاص بأحد الأجهزة الإلكترونية (الفنان عبدالله المسلم)، ويدور بينهما حوار حول جملة من القضايا نتعرف من خلالها عما أصاب تل الطين من دمار بعد أن اجتاحتها الآفات المتمثلة بحشرة البعوضة التي تم بسببها تدمير الغابات الخاصة بالمدينة ومن خلال ذلك الحوار الذي يذهب في كل الاتجاهات نتعرف على شخصية البائع فإذا به ابن أسرة ثرية دمره الإدمان وحينما تشافى راح يبحث عن العمل ممثلا تارة وفي أعمال أخرى تارات ثانية حتى وصل به الأمر للعمل كبائع أو محصل، وهو ما أوصله للقاء ذلك العالم الذي ترك العالم ليعيش مشردا يعتاش على فتات الآخرين في لحظات المطر. أو كما يقول «المطر يجعلني أكثر بؤسا».
وفور خروج العالم المتشرد إلى الشارع يدخل رجل آخر تكشف الأحداث عن هويته بأنه رجل أمن جاء للقبض على العالم الهارب غير أنه يقدم على اغتيال البائع بالخطأ.
في النص الذى يذهب إلى جملة من القضايا وفي مقدمتها التجاهل والنسيان وعدم الاهتمام فإذا به يذهب الى مناطق بعيدة عن الهدف. فنحن أمام شخصية محورية هي العالم الذي يأتي في سياق الحوار على لسان رجل الأمن بأنه استفاد من أبحاثه الكاذبة ولكنه ترك كل شيء. فإلي أي سياق نذهب. هل إلى العالم الذي هجر كل شيء لأن العالم لم يتفهم دوره وأبحاثه أو إلى العالم المطارد لأنه استغل أبحاثه بطريقة كاذبة.. سؤال يشكل علامة استفهام كبرى تجعلنا نبحث عن الإجابات التي لا تأتي في زحمة الحوارات والحكايات والشخصيات الثلاث التي يتحرك كل منها في سياق ونهج يزيد من إحداثيات الخلل في المضامين التي أرادها النص الأصلي أو العرض.
في النص كم من الأسئلة حول الهروب والتجاهل وعدم مواجهة الواقع، وأيضا كم من الحكايات التي تمس جميع الأجيال الذين انتهى بهم المطاف إلى دورة المياه والتي التهمتهم جميعا ليذهبوا إلى النسيان والنهاية.. ولكن كيف قرأ المخرج وفريق العمل هذه الحكاية وتلك الإشارات والرموز التي أشبع بها النص.
في قراءة المخرج ناصر البلوشي الكثير من الأسئلة، فنحن أولا أمام خلل في تفسير المكان وجغرافيته وإحداثياته. ففي تعرف الشخصية الأساسية للمكان يقول بأنه «فوق أحد المرافق الصحية»، وهناك إشارة إلى كلمة «حمام» باللغة الإنجليزية. ورغم ذلك حينما يسقط المطر لا يصيبهم إلا كتلة المياه التي انهمرت على البائع لاحقا ولا نعرف أسبابها. حتى البرق أو الرعد اللذان نسمعهما لا نرى تأثيرهما على ساكن المكان أو ضيفه البائع. حتى الماء الذي انحسر أو ورقة الحمام لم يقترن نزولهما بمؤثر صوتي يشير إلى أن أحدهما استخدم المرحاض وأن ما يدور عبارة عن حكاية من مئات الحكايات التي تذهب إلى دورات المياه نتيجة النسيان أو التجاهل. وهكذا هم شخصيات العرض وأحداثه.. وهنا أسئلة أخرى.. لماذا؟
إن غياب التفسير المنطقي للمكان بكل تفاصيله غيب الكثير من التفاسير التي يفترض أن يذهب إليها العرض من أجل تحقيق مساحات أكبر من الثراء للتجربة المسرحية وهنا تبدو القراءة المتعجلة بعض الشيء والتي لم توصل النص وبالتالي العرض إلى بر الأمان.
في الأداء هناك قامة مسرحية وفنية عالية تتمثل بحضور الفنان حسن إبراهيم الذي يعود بعد غياب طويل ليقدم لنا شخصية العالم «سميح»، ولكن تلك العودة تبدو أحادية في قراءتها وتفسيرها وتحليلها قياسا ببقية القراءات سواء على صعيد الإخراج وبقية الحرفيات ومن بينها عناصر التمثيل الأخرى التي ظلت تقدم حوارها «مضبوطا مشكلا».. ليس إلا ولكن بلا قيم إضافية تثري العمل. حتى الفنان حسن إبراهيم الذي كان مسيطرا على شخصيته بدأ العرض منحني الظهر وانتهى مستقيما على رغم أن الحدث النهائي هو قمة الكارثة التي هرب منها طويلا.
ويعود السؤال «لماذا؟».
فرقة خاصة اختارت الرهان والتحدي والمشاركة وهو أمر مشروع. ونرفع لها القبعة. بالذات على صعيد اختيارها لنص ذكي كان على عناصر التجربة الذهاب إلى قراءته وتعميق مضامينه ودلالاته وإشاراته والتقاط تلك القيم الكبرى والتأكيد عليها وهو دور فريق العمل الذي قاده المخرج ناصر البلوشي.. ولكن حينما لا تأتي النتيجة.. نعود إلى السؤال «لماذا»؟
حتى في قراءة الفنان المهندس حسن بهبهاني لسينوغرافيا العمل شيء من القراءة الأولية عكس جملة التجارب التي قدمها هذا الفنان الموهوب والذي لطالما أدهشنا بحلوله في منح ما يقدمة من أعمال مسرحية إضافات حقيقية تمنح النص بعدا وقيمة وثراء.. ولكن هذا الأمر لا يتحقق إلا عبر تلك الكتلة من الماء أو الورق التي تذهب بكل شيء إلى النسيان بينما بقية الحلول تبدو مرتبكة ولا تعطي تحليلا معمقا للمكان وظروفه ومعطياته.
عرض «زنابيل تل الطين» عرض كان ينقصه الكثير لعل أول تلك الأمور القراءة لنص ثري كان في أمس الحاجة إلى قراءة تفكيكية وتحليلية تتجاوز حالة الاستعجال التي عاشتها هذه التجربة التي نظل نباركها لأنها تأتي من القطاع الخاص والذي يمثل شريكا أساسيا في مسيرتنا المسرحية، وأيضا عروض مهرجان الكويت المسرحي الذي يفتح الباب على مصراعيه لجميع التجارب.
ويبقى أن نقول:
«زنابيل تل الطين»... عرض كان ينقصه الإجابة عن أسئلة كثيرة.. فلماذا كان ذلك النقص؟

 


في ندوة مسرحية «زنابيل تل الطين» 

أحمد صقر: الهروب من المواجهة فكرة النص.. والتناقض سمة أساسية للعرض

 

كتب: عبدالمحسن الشمري
إثر انتهاء عرض مسرحية «زنابيل تل الطين» لفرقة «المهندز» للإنتاج الفني عُقدت ندوة تطبيقية أدارتها شادية زيتون وعقب عليها الدكتور أحمد صقر. وفي تقديمها رحبت شادية زيتون بالدكتور أحمد صقر وسردت جزءا من مسيرته الحافلة بالعديد من الأوسمة والدراسات النقدية والتجارب المهمة منذ سنوات طوال.
بدوره قال المعقب الدكتور أحمد صقر: «إن الفكرة الأساسية للعمل تتمحور حول الهروب من المواجهة، مع حالة من التناقض، والمؤلفة تركز على طرح عميق لكثير من القضايا، وأعتقد أن النص يحتاج إلى مخرج خلاق وغير عادي لأن النص يطرح الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى مخرج قادر على تجنب الملل، خاصة في مجال الأداء أو السينوغرافيا. والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى أي مدى جسد الممثلون أدوارهم. وأعتقد أن الفنان حسن إبراهيم جسد حالات شعورية وتنقل بين الخوف والترقب وفقدان العقل. وكانت الإضاءة في حالة تلامس مع الحدث خاصة حالة اللاشعور التي يجسدها الفنان، ونجح المخرج في تقديم مؤثرات صوتية خاصة في مشهد المطر وما يحدث خارج المسرح. وهناك أسئلة حول التناقض في الملابس.
واختتم صقر حديثه بالقول: «هناك دلالات فردية وجماعية، وشهدنا عرضاً ممتعاً أنا سعيد به».
وكانت أول المتحدثين بعد التعقيب الدكتورة صوفيا عباس التي شكرت المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وحول العرض قالت: «لم يغب عن مخيلتي بعض أعمال مسرح العبث، حيث شخصية الرجل المطحون في هذا المكان، وهو أقرب إلى القمامة من رواسب الزمان، ووضح ذلك من خلال بقايا العلب والأوراق المتناثرة هنا وهناك. وهناك إيحاء بأن المكان هو مقبرة وقد نجح الممثل حسن إبراهيم، واستطاع أن يعطينا إحساساً بالأداء المتميز، وأعتقد أن الملاءة توحي بمنظر الثعبان أو الكوبرا. وقد اشتغل حسن إبراهيم على نفسه كثيرا.
من جانبه قال أحمد البلوشي: «إن العمل مطعم بالكثير من الرموز، وهناك تساؤل مهم يُطرح حول البناء الدرامي للنص، خاصة ما يتعلق بتصوير السلطة. وقد بهرني حسن إبراهيم بأدائه المتميز».
أما الناقد عبدالمحسن الشمري فأثنى على المؤلفة فطامي العطار «التي قدمت نصاً قوياً مليئاً بالرموز»، وهنأ حسن إبراهيم على عودته من جديد إلى المسرح، متمنياً أن يعود من جديد في أعمال أخرى.
وقال محمد عبدالرسول: «على المخرج أن يشتغل كثيراً على النص ويحوله إلى رؤية إخراجية. وعليه أن يعمل كثيراً على فك الرموز والدلالات».
أما رضا بلعادي فقال: «أشكر كاتبة النص لأنها مدرسة لماهية الكتابة المسرحية واستخدمت تقنية المسرح داخل المسرح، وكان أداء الممثلين مقبولا جداً من حيث تحولات الشخصية خاصة حسن إبراهيم».
أمل الدباس: «تحية للجهد المبذول في هذا العرض المسرحي».
رانيا فتح الله: «كل عناصر العرض نجحت في الأداء».
خالد الشطي: «ناصر الشطي يستحق التحية وأطالبه بالاستمرار في الإخراج».
صالح الحمر: «الفنان ناصر البلوشي متجاوب في مجال الإخراج، وله العديد من التجارب في القطاع الخاص، وقد نجح في تقديم صور مؤثرة وهو مخرج اشتغل على النص وعلى كل شخصية خاصة فيما يتعلق بتجسيد الحالات النفسية».
من جانبها قالت مؤلفة العرض فطامي العطار: «أشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وإدارة المهرجان»، وتابعت: «نحن نعيش في أجواء تؤثر في الكاتب الذي ينظر إلى الهموم تتناثر هنا وهناك، وهناك العديد من المشاكل، وقد حاولت أن أتحدث عن مشاكل كثيرة من خلال النص لأني أعيش هم المسرح».
وقال المخرج ناصر البلوشي: «هذه تجربتي رقم 20 وكل يوم أنا أتعلم وأستفيد من الملاحظات».

 


وللمسرح كاتبات من الكويت..

تقارب في الرؤى وتشابه في الأفكار الجديدة
الداود تفوز بجائزة التأليف المسرحي
في الشارقة

 

كتب: محبوب العبدالله
لأن هؤلاء الكاتبات الكويتيات الجدد في الحالة المسرحية الجديدة في مسيرة الحركة المسرحية الكويتية ينتمين إلى واقع مسرحي يتنوع في مصادره التثقيفية وبالذات من الأفكار والمصادر الحديثة في المسرح الأوروبي والأميركي والاتجاهات الحديثة والباهرة فيهما والتي انتشرت في السنوات عبر المحطات الفضائية العالمية وتوفر كثيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجديدة والتي صارت متوافرة بالمجان لكل من يملك هاتفا محمولا وغيره من الأجهزة الحديثة التي قربت بين الشعوب وذوبت الفوارق بينها حيث تلاقت الثقافات والفنون.
ومن هنا يمكن ملاحظة تقارب وتشابه الأفكار الجديدة لدى كتاب وكاتبات المسرح في الزمن الحالي، وذلك لأنهم يتبعون ويتأثرون بما يقرأون ويشاهدون ويتابعون من نتاجات الفكر والفن من حولهم، وما يحدث له تأثيراته عليهم، وهذا شيء طبيعي، وهو ما يجب أن تتبناه الجهات الرسمية المسؤولة، وخصوصا وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، لأن فنون المسرح والدراما التلفزيونية إذا لم تحظ برعاية ودعم رسميين فإنها تضيع وتفقد أهميتها وقيمتها المادية والأدبية، وتتحول إلى سلعة تجارية من قبل المنتجين التجاريين في القطاع الخاص الذين يسعون أولا إلى الربح المادي على حساب القيمة الثقافية والفنية التي يجب أن تتحلى بها النتاجات الثقافية والفنية المسرحية والتلفزيونية وغيرها من فنون الأداء والتعبير.

 

تغريد الداود
في مهرجان أيام الشارقة المسرحية بدورته السادسة والعشرين هذا العام تم تكريم الكاتبة الكويتية تغريد الداود بعد فوزها في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي هذا العام عن مسرحيتها «قصة عبور» والتي ستُطبع في إمارة الشارقة مع المسرحيات الأخرى الفائزة في هذه المسابقة السنوية التي يتبناها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة خلال مهرجان أيام الشارقة المسرحية.
والكاتبة تغريد عبدالواحد الداود حاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال من كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت.
الخبرات
للكاتبة العديد من النصوص التي شاركت بها في عدة مهرجانات مسرحية، وعُرضت لها عدة أعمال مسرحية داخل وخارج دولة الكويت، وقد ساعدت في الإخراج وعملت كدراماتورج لأكثر من عمل مسرحي، وكذلك شاركت في إدارة العديد من الندوات التطبيقية في أكثر من مهرجان مسرحي، من ضمنها ندوات مهرجان الهيئة العربية للمسرح بدورته الثامنة العام 2016، بالإضافة إلى أنها قدمت دورة مختصة في الكتابة المسرحية لمتدربي مبادرة ستوديو التمثيل التابعة لوزارة الشباب في دولة الكويت العام 2016.

 

الجوائز
حازت الكاتبة الداود عددا من الجوائز من بينها جائزة مسابقة الهيئة العامة للشباب والرياضة للنصوص العام 2010، وجائزة الدكتور خالد عبداللطيف رمضان لأفضل مؤلف واعد في مهرجان أيام الشباب المسرحي العام 2012، وجائزة التميز في مهرجان أيام الشباب المسرحي العام 2014، وحازت الكاتبة جائزة أفضل مؤلف على مستوى دول الخليج العربي في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي العام 2016، وتم تكريمها من قبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في مهرجان أيام الشارقة المسرحية في دورته السادسة والعشرين.
وأصدرت الكاتبة تغريد الداود أخيرا كتابا يضم عددا من مسرحياتها سواء التي مثلت على خشبة المسرح في عدد من المهرجانات المسرحية المحلية أو التي لم تمثل بعد.
والكتاب بعنوان «مطلوب مهرجين – نصوص مسرحية» ويضم مسرحيات: «رحلة رقم 50، الربيع المنتظر، مطلوب مهرجين، مخلصوص، كن تمثالا، بلا غطاء».
وتقول تغريد بأن أهم المسرحيات التي قدمت لها على المسرح هي «محطة رقم 50»، و«مخلصوص» في مهرجان أيام المسرح للشباب مع المسرح الجامعي.
وقد حصلت في العام 2012 عن مسرحية «محطة رقم 50» على جائزة الدكتور خالد عبداللطيف رمضان لأفضل مؤلف واعد، وجائزة التميز عن نص مسرحية «مخلصوص» في مهرجان أيام المسرح للشباب العام 2014.
وفي العام 2014 شاركت بمسرحية «الديوانية» في مهرجان الكويت المسرحي.
وفي 2015 قدمت مسرحية «بلا غطاء» في مهرجان الكويت المسرحي السادس عشر من إخراج منال الجار الله مع فرقة مسرح الخليج العربي، وأعيد تقديم المسرحية مرة ثانية برؤية جديدة في مهرجان صيف ثقافي 11 في شهر أغسطس العام 2016.
وعلى أثر حصولها على الجائزة الأخيرة قالت تغريد الداود: «إنني أشعر بالمسؤولية والأهمية هذا العام بعد حصولي على جائزة أفضل مؤلف على مستوى دول الخليج العربي في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي هذا العام، ولم أكتب شيئا، وترددت في الكتابة لشعوري بالمسؤولية ولم أرغب في الكتابة وآثرت أن أفكر، ولم أرغب في الكتابة فقط لمجرد المشاركة خاصة بعد فوزي بالجائزة في مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي من بين 36 مشاركا في هذه المسابقة».
وأضافت: «لذلك تريثت على أن أشارك في السنة المقبلة في أي مهرجان، وأن تكون مشاركتي ليست فقط من أجل المشاركة بل أن أشارك بشيء يقدم قيمة حقيقية لمسار الحركة المسرحية في الكويت، أو أن أنتظر لأعيد حساباتي وأراجع أدواتي لأنني أحتاج إلى أن أطور منها».
وأكملت: «أشير أيضا إلى مشاركتي هذا العام في أولى دورات مهرجان (ليالي كوميدية مسرحية) والذي أقامه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قبل شهور بمسرحية (المزواجي) من إخراج خالد الراشد، وبطولة الفنانين ولد الديرة، انتصار الشراح، زهرة الخرجي وآخرين»، متابعة: «وحصلت المسرحية على قبول الجمهور الذي تابع مسرحيات (ليالي مسرحية كوميدية)، ونتيجة الأصداء التي حصلت عليها المسرحية تلقينا عدة طلبات بإعادة تقديمها جماهيريا، وإن شاء الله نستطيع تحقيق رغبة من طالبوا بإعادة عرضها».


نصير تفوز بجائزة أفضل نص مسرحي في «أيام المسرح للشباب»

 

في مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الحادية عشرة هذا العام، والتي أقيمت في شهر نوفمبر الماضي فازت الكاتبة مريم نصير بجائزة أفضل نص مسرحي قدمته فرقة مسرح الهيئة العامة من خلال مسرحية «ذاكرة في الظل» من إخراج مصطفى محمود.
والكاتبة مريم نصير من خريجات المعهد العالي للفنون المسرحية في العام 2013.
وقد فازت من قبل في المهرجان الأكاديمي المسرحي الثاني الذي يقيمه المعهد العالي للفنون المسرحية بجائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحية «بدون قصد»، وفازت في المهرجان نفسه بجائزة أفضل موسيقى عن مسرحية عرس الدم للكاتب الإسباني لوركا والتي قدمتها الطالبة رنا الوارث.
وفي الدورة الرابعة في المهرجان الأكاديمي المسرحي شاركت بمسرحية «الخروج إلى الداخل» التي رُشحت لجائزة أفضل نص مسرحي في المهرجان، كما قدمت
وقدمت في هذا العام معالجة درامية للمسلسل التلفزيوني «خمس بنات» لمحطة mbc من تأليف مصطفى محرم وإخراج محمود الدوايمة، وشارك فيه أمل العوضي وهنادي الكندري وإبراهيم الحربي.
وفي العام 2015 كتبت مسرحية الأطفال «مملكة الطيور» وقدمتها فرقة مسرح الخليج العربي من إخراج علي بدر، وشارك فيها سحر حسين ونور الغندور ويعقوب عبدالله.
وللكاتبة نصير حاليا في مجال الدراما التلفزيونية مسلسلان الأول بعنوان «العد التنازلي»، والثاني «كلام أصفر» لا يزالان في مرحلة الإعداد.
وتتابع وتشارك مريم نصير المهرجانات المسرحية التي تقام في الكويت ودول الخليج العربية والدول العربية، وكل الندوات والملتقيات الفنية والثقافية للاستفادة وتوسيع دائرة معارفها ومتابعة كل الاتجاهات.

 

بمناسبة تكريمه في مهرجان الكويت المسرحي الــ17 

د. سيد علي إسماعيل يكتب عن عبد الستار ناجي.. الناقد المسرحي الموضوعي

 

قلمه الجريء وكتاباته الموضوعية تجعل منه معارضاً فنياً ومسرحياً يسعى إلى دفع الحركة المسرحية إلى الأمام
مقالاته المنشورة في باب «وجهة نظر» في أوائل ثمانينيات القرن الماضي.. تصلح للنشر كما هي الآن!
تحسب له مطالبته الدائمة بإقامة اتحاد للمسرحيين الكويتيين أسوة باتحاد المسرحيين العرب

 


على رغم أن المكرمين في مهرجان الكويت المسرحي السابع عشر وصل عددهم إلى عشرة، ونال كل واحد منهم التصفيق الحار عندما صعد إلى خشبة مسرح الدسمة، إلا أن صعود عبد الستار ناجي، كان مميزاً عند الجمهور، حيث نال عبد الستار التصفيق المستمر طوال لحظات تكريمه، حتى شعر الجمهور بعبراته المخنوقة في مقلتيه!! هذا التصفيق ليست له إلا دلالة واحدة، تتمثل في قلمه الحر وكتاباته الموضوعية!
عبد الستار ليس ممثلا ولا مخرجاً ولا مبدعاً مسرحياً.. بل هو ناقد مسرحي، لا يملك سوى قلمه الحر، وكتاباته الموضوعية، ولهذا نال مكافأته اليوم من تصفيق الجمهور، الذي غطي على أهمية التكريم!!
وبهذه المناسبة، أكتب هذه الكلمة تقديراً لجهود عبد الستار ناجي النقدية في مجال المسرح الكويتي؛ حيث يُعدّ عبد الستار أحد أهم النقاد المتميزين في الكويت وفي بلدان الخليج العربية بقلمه الحر الجريء، وكتاباته الموضوعية، التي تجعل منه معارضاً فنياً ومسرحياً، يسعى إلى دفع الحركة المسرحية إلى الأمام، حتى لو كان قاسياً في انتقاداته ومهاجماً لبعض مسؤولي المسرح؛ وذلك من فرط حبه وإخلاصه للحركة المسرحية في الكويت.
وفي كلمتي هذه، لن أتحدث عن الناقد عبد الستار ناجي، الذي كان يُشرح العروض المسرحية بمشرط الجراح، ولن أتحدث عنه بوصفه مؤرخاً للحركة المسرحية، بل سأتحدث عنه بوصفه معارضاً ومقيماً للحركة المسرحية الكويتية، بما فيها من إيجابيات وسلبيات، وذلك من خلال عموده الشهير، أو مقالته الشهيرة، التي حملت عنواناً ثابتاً، وهو «وجهة نظر»!! وهذا العمود استمر نشره في جريدة الأنباء سنوات طوالا، وسأنتقي بعض مقالاته الأولى – والتي تُمثل بداياته النقدية - للدلالة على موضوعيته في كتاباته المعارضة من أجل تقييم وتقويم الحركة المسرحية في الكويت، منذ أن بدأ في الكتابة النقدية، تأكيداً على أنه صاحب مبدأ لا يحيد عنه منذ أن بدأ في الكتابة.
سلبيات المسرح
بدأ عبد الستار كتاباته النقدية المعارضة لسلبيات المسرح في الكويت عبر جريدة «الرأي العام» في أواخر سبعينيات القرن الماضي، من خلال بابه المعروف بـ«شيء فني»! وأول مقالة وجدناها كانت بعنوان «مسرحنا.. مجرد خشبة ميتة؟» ونشرت يوم 13 مارس 1979، وفيها هاجم عبد الستار عروض الفرق الأهلية المسرحية؛ لأنها انفصلت عن الواقع، وقدمت عروضاً لا تحمل هموم الإنسان العربي وقضاياه، ومارست لعبة تملق الجمهور بتقديم عروض سخيفة، يتم طرحها باعتباط من أجل القول بأن في الكويت مسرحاً!
والجدير بالذكر إن عبد الستار لا يعرض المشكلة فقط، أو يصدر الإحباط إلى قرائه، بل كان يثير الأسئلة ويظهر الحقيقة أمام المسؤولين عارية من أي تجميل، حتى يتحرك المسؤول وينقذ الموقف، لذلك اختتم عبد الستار مقالته، قائلاً: «وحتى لا نتهم بالتشاؤم، ندعو إلى تأمل واقع المسرح، حيث حالة التنافر الرهيبة بين الخشبة والجماهير.. وهنا نقطة الارتكاز.. فلا يعقل أن يكون ذلك الإحجام قد جاء اعتباطاً.. إنما هو وليد عدة إحباطات وتنازلات قام بها المسرح حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.. حيث الركود والصمت والخشبة الميتة». وفي مقالة أخرى – في بابه «شيء فني» بجريدة «الرأي العام» يوم 3 مايو 1980 – نشر مقالة بعنوان «المسرح والإعلام» هاجم فيها الاهتمام الإعلامي بالفنون الشعبية والتشكيلية والتلفزيونية على حساب المسرح، الذي يلعب الدور القيادي!!
إلى «الأنباء»
انتقل قلم عبد الستار من جريدة «الرأي العام» إلى جريدة «الأنباء» في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وأصبح عنوان مقالاته – بدلاً من «شيء فني» – «وجهة نظر»، حيث سار في طريقه النقدي؛ بوصفه معارضاً مسرحياً – رغم اختلاف الجريدة وسياساتها – مما يعني أنه يسير في طريقه المرسوم من دون أن يتأثر بتغيير المكان أو الجريدة!!
أول مقالة وجدناها في باب «وجهة نظر»، كانت بعنوان «قرار»، ونشرتها جريدة «الأنباء» يوم 2 فبراير 1982، وفيها كشف عبد الستار النقاب عن دراسة ميدانية تم رفعها إلى مجلس الوزراء للمصادقة عليها من أجل إعادة تنظيم الحركة المسرحية في الكويت، وطالب عبد الستار – في مقالته - بسرعة إصدار القرار، مبرراً مطالبته بقوله: «وتأتي مطالبتنا بضرورة صدور مثل هذا القرار، بعد حالة التردي التي وصلت إليها الحركة المسرحية، حيث انعدام المنهجية، والمتابعة، والتخطيط السليم.... حتى أن بعض الفرق، تجاوزت الهدف الأساسي من وجودها، فتحولت إلى مجموعة مسارح، وفرق أهلية وشركات خاصة، داخل الفرقة الأم». وانتقاد عبد الستار للفرق تابعه في باب وجهة نظر من خلال مقالة أخرى بعنوان «مسرحنا لمن» نشرتها «الأنباء» يوم 25 فبراير 1982، وفيها يقول: «مسرحنا لا يزال في طريق انعدام الهوية، أو منهجية التفكير، فحتى اللحظة، لا تستطع أي فرقة مسرحية أهلية أو خاصة أن تعلن عن منهاجها المسرحي، وخطتها لموسم مسرحي واحد، أو حتى الإعلان عن عرضها المسرحي المقبل».
مرحلة الجيل الأول
وفي مقالته «أجيال» – المنشورة في «الأنباء» يوم 23 مارس 1982 – تعرض عبد الستار لقضية خطيرة، وهي محاولة البعض شطب مرحلة لا يمكن تجاهلها، والمقصود بها مرحلة الجيل الأول من المسرحيين الكويتيين، حيث إن الجيل التالي لهم تعمد تهميشهم، بدلاً من الاستفادة من تجاربهم!! ويختتم عبد الستار مقالته هذه بقوله: «بدلاً من المشاحنات والتصريحات عديمة الجدوى، يفترض شيء من التلاحم والتواصل والعمل الفاعل لخدمة الحركة المسرحية، فالحاضر لا يمكن أن يكون إلا امتداداً للماضي، ونربأ بأن يكون في الحركة المسرحية من يمكن أن يكون عاقاً». واستكمل عبد الستار هذا الموضوع في مقالة أخرى بعنوان «تجمع»، استطاع أن يعالج هذه الإشكالية بذكاء كبير، عندما نادى بضرورة وجود تجمع مسرحي يضم الفرق الأهلية الأربع لتقديم عمل مسرحي واحد يجمع بين أجيال هذه الفرق!! ويذكر عبدالستار سبب فكرته، قائلاً: «الحديث هنا حول دعوة البعض لتقديم عمل مسرحي مشترك، أقرته الفرق الأهلية الأربع، وتم اختيار الفنان فؤاد الشطي لقيادة التجربة». ويختتم عبد الستار مقالته بنظرة تشاؤمية – كان محقاً فيها – عندما قال: «قلوبنا مع الشطي في هذه المهمة شبه المستحيلة، خصوصاً في ظل اللجان التي ستتكون، وما أكثرها... وما أشطرنا في تكوين اللجان»!!
أمل عبدالله
أما مقالته «خريج» - المنشورة في «وجهة نظر» بــ«الأنباء» يوم 28 يوليو 1982 – فقد خصصها للحديث عن الإعلامية أمل عبد الله بوصفها ظاهرة فردية استطاعت أن تشق طريقها بنجاح بعد تخرجها في قسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بوصفها مساعدة مراقبة الأعمال الدرامية! وهنا يتساءل عبد الستار عن بقية الخريجين، قائلاً: «ولكنها ظاهرة فردية –يقصد أمل عبد الله – والسؤال هنا أين بقية الخريجين؟ الكل انزووا خلف روتين الوظيفة وبيروقراطيتها ليمارس الترهل بشتى أنواعه الفكري والجسدي».
وفي مقالة «بناء» – المنشورة يوم 14 أغسطس 1982 – كشف عبد الستار عن تجربة نادرة قامت بها فرقة المسرح العربي، عندما أقامت مختبراً للارتقاء بمستوى قدرات العناصر المسرحية الشابة، والمعروفة الآن باسم «الورش المسرحية»!
والجميل في الأمر أن هذه الورش كانت رائدة في زمنها، وعبر عبد الستار عن ذلك بقوله: «وقد أعدت الفرقة منهاجاً كاملاً، للتمرينات الجسدية والقراءة والمناقشة، في ظل وجود مجموعة كبيرة من الوجوه المسرحية الشابة! ولكن أين هذه التجربة الآن؟ لماذا لم تستمر؟ وما موقف بقية الفرق الأهلية من هذه التجربة الرائدة على مستوى الفرق الأهلية في منطقة الخليج».
قرار
وفي 28 أبريـــل 1984 نشــر عبد الستار ناجي مقالته «قرار»، وفيها تعرض لقرار المعهد العالي للفنون المسرحية بحرمان مجموعة من الطلبة والطالبات بسبب الغياب. وهنا لم يناقش عبد الستار قوانين المعهد، بل ناقش سلوك إدارة المعهد عندما تكيل بمكيالين فتفصل مجموعة من الطلاب بسبب نسبة الغياب، ولا تطبق المعيار نفسه على آخرين فاقت نسبة غيابهم أكثر من نسبة غياب الطلاب المفصولين!!
وإذا تتبعنا مقالات عبد الستار ناجي في باب «وجهة نظر» بجريدة «الأنباء» بعد ذلك، فسنلاحظ مقالته «اتحاد» المنشورة في أكتوبر 1985، وفيها تحدث عن إقامة اتحاد للمسرحيين الكويتيين، أسوة باتحاد المسرحيين العرب.
كما تحدث في مقالته «جائزة» المنشورة في أكتوبر 1987 عن فوز شباب الكويت بالجائزة الذهبية لمسابقة شباب دول مجلس التعاون الخليجي، ومن خلال هذا الفوز ينبه عبد الستار إلى أهمية الحفاظ على هذه الكوادر الشابة، التي تمثل الصف الثاني، ووجوب رعايتها وتطوير أدواتها. وفي مقالته «مهرجانات» المنشورة في نوفمبر 1987 ينادي عبد الستار بوجوب التنسيق في مواعيد إقامة المهرجانات الفنية، لأن مواعيدها تتضارب وتتداخل بصورة تجعل المهرجانات تفقد أهميتها، فضلا عن استحالة متابعتها.
الغريب في أمر ما تعرضنا له من مقالات عبد الستار ناجي المنشورة في باب «وجهة نظر» في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، أي منذ أربعين سنة.. أنها تصلح للنشر كما هي الآن!
فلو أعاد عبد الستار نشرها في أي جريدة اليوم.. فلن يشعر القارئ بأنها مقالات كُتبت منذ أربعة عقود!! مما يعني أن عبد الستار كان موضوعياً في كتاباته، والأجمل أنها مقالات صالحة للنشر بعد كتابتها بأربعين سنة؛ مما يعني أن إيجابيات أو سلبيات المسرح الكويتي.. هي هي منذ أربعين سنة!!


أعمدة المسرح الكويتي (2 من 5)

 

كتب: د. نادر القنّة
مع منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، يكون المسرح الكويتي قد تخطى حاجز ثلاثة أرباع القرن الأول في مسيرته التاريخية، التي تخللها الكثير من الإنجازات، والانتصارات، والتمرحلات، والقليل من الإخفاقات.. فما كان له أن يحقق ما حققه من منجزات إبداعية وثقافية وفنية وإدارية وإنتاجية وتكوينية، دون حصوله على هذا الدعم اللوجستي، وهذه الرعاية الخاصة من قبل الدولة ومؤسساتها الحكومية، وشبه الحكومية إضافة إلى دعم ومساندة مؤسسات المجتمع المدني.
ففي خـــلال هـــذه المســيرة التاريخية الطويلة، التي قاربت اليوم قرنها الأول، أسهمت أسماء وأسماء إبداعية مسرحية كويتية كثيرة، في بناء وتركيب المسار الكرنولوجي للحركة المسرحية الكويتية.. أسماء ناشطة في الفن والثقافة والشؤون التربوية، والاجتماعية، وذلك بدءا من مرحلة التأسيس، ومرورا بمرحلة التطوير والتشكيل والاكتشاف والانتشار، وصولا إلى مرحلة النهضة والتنوير وصياغة الهوية، سنتوقف عند بعضها من عصر الآباء.
ويجب هنا أن نشير إلى أن الأسماء في هذه الدراسة ليست هي الكل، وليست حصرية، بل جاء اختيارها نتيجة للأسبقية التاريخية، ونتيجة لحجم التحولات والتغييرات التي أحدثتها في مركب الحركة المسرحية الكويتية.

 

محمد النشمي.. «ريحاني» التجربة المسرحية الكويتية بعروضه الشعبية

 

في القاهرة عقد النية على تكوين فرقة مسرحية كويتية تؤسس على غرار منهج الريحاني

 

بعثته لم تستمر أكثر من ثلاثة أشهر غير أنه راح يجوب مسارح القاهرة ويرصد ويدوّن ويتعلم

 

مسرحيته «مدير فاشل» مهدت لمرحلة فنية جديدة في صياغة النص المسرحي الكويتي

 

هو أولا التلميذ النجيب والابن البار لحمد الرجيب، أما على المستوى المسرحي الكويتي، فقد خلعت عليه الحركة النقدية العديد من الألقاب والمسميات، يعكس جميعها عبقرية هذا الفنان المسرحي، وطبيعة وحجم إنجازاته المسرحية خلال مسيرته الفنية، من هذه الألقاب: رائد المسرح المرتجل، رائد المسرح الشعبي، ريحاني الكويت (نسبة إلى السمات الفنية لعروض نجيب الريحاني، وتأثره بهذه العروض) وغيرها من الألقاب التي تدور في فلك هذه الصياغات.
تشير السيرة الذاتية للفنان محمد النشمي إلى أن أول مسرحية – مدرسية – أسهم فيها كممثل هي مسرحية «الحي الميت» من تأليف محمد لبيب أبو السعود، ومن إخراج حمد الرجيب، وذلك في عام 1943، حيث أدى محمد النشمي دور حسان بن ثابت.
وقد تم عرض هذه المسرحية في ساحة المدرسة الأحمدية، وأثناء فترة الاستراحة أسهمت الفرقة – ذاتها – بتقديم مشهد مسرحي قصير باسم «أم عنبر»، من تأليف وإخراج حمد الرجيب، وهي أول مسرحية كويتية محلية. وفي الفترة من عام 1943 وحتى عام 1948، السنة التي أوفد فيها الرجيب إلى القاهرة لدراسة فنون المسرح بمعهد الدراسات المسرحية، نشطت الحركة المسرحية المدرسية في الكويت، وقدمت مجموعة من الأعمال المسرحية ذات الطابع التعليمي والتاريخي، إذ كانت هذه التجارب تترجم بعض القيم التربوية الغائرة في عمق الأحداث، وبطبيعة الحال كانت اللغة العربية هي اللغة السائدة والقائمة في البرنامج المسرحي المطروح.
من هنا نقول إن تجربة أم عنبر على درجة عالية من الأهمية، في تاريخ الحركة المسرحية الكويتية، إذ حققت خطوة إيجابية في منحى كسر رتابة الشكل المسرحي داخل أطر المدارس، وذلك، ليس لكونها أول مسرحية محلية «صرفة»... إنما لأنها كانت بمنزلة الترمومتر الدرامي والحقيقي الذي كشف عن طبيعة العلاقة بين الجمهور والنص المسرحي المحلي من جهة، وبين الجمهور ذاته، وعلاقته بالنص العربي أو العالمي، التعليمي، التي تجاوزت طروحاته دائرة محيط البيئة، والمتجاوز في الأصل لإشكاليات الفرد والجماعة من جهة ثانية. تعتبر السنوات الممتدة من عام 1943 وحتى 1950 سنوات تدريب وإسهامات مسرحية من جانب النشمي، إذ كان يسهم مع زملائه أعضاء المدرسة الأحمدية في تقديم العروض المسرحية ونتيجة لهذا التراكم، ولهذا الاستمرار في العطاء، فإن عشق المسرح كان يتنامى عند النشمي. حتى إذا ما أرسل في بعثة إلى القاهرة للمشاركة في أعمال فريق الكشافة، ليتعرف إلى الحركة الكشفية هناك استثمر وجوده في العاصمة المصرية واتجه اتجاها مسرحيا.
إن بعثته لم تستمر أكثر من ثلاثة أشهر غير أنه استفاد منها بصورة إيجابية، فراح يجوب مسارح القاهرة، يرصد ويدون، ويتعلم، ويضيف إلى معلوماته كل ما ينقصه من معرفة، ومشاهدة تطبيقية.
ولكنه أمام مسرح الريحاني توقف كثيرا، وبدأ بحسه الفني، وبوعيه المسرحي يستعرض النماذج التي يقدمها هذا المسرح والأسلوب المسرحي الذي يستند إليه، والمعالجة الكوميدية التي ينتهجها.
من هذا المنطلق، ومن خلال هذه المؤثرات بدأ محمد النشمي يعيد ترتيب أفكاره، ومعلوماته، ويدرس نشاطه الماضوي، ويضاهيه بنظراته المستقبلية المتطلعة إلى وجود فن مسرحي في الكويت، وحينما عقد مقارنة ذاتية بين توجهاته كفنان قادم من المشرق العربي، وصل النشمي إلى صيغة واحدة وهي «أن هناك نسبة كبيرة من التطابق والتشاكل بين عروض الريحاني، وبين الأفكار والطموحات التي يعتنقها، بالإضافة إلى ما يساندها من نزعات فنية مغروسة في أعماقه، ذهنيا ووجدانيا».
وفي القاهرة عقد النشمي النية على تكوين فرقة مسرحية كويتية محلية، تؤسس على غرار منهج الريحاني، حيث عاد إلى الكويت عام 1950، بنفس العام الذي عاد فيه الرجيب من القاهرة بعد أن انتهى من بعثته الدراسية. وهكذا تشاء الظروف أن يعود الاثنان في وقت واحد، الأول محملا بأفكار الدراما الشعبية، والثاني مسلحا بالنظرية العلمية المسرحية، وبالتقاليد المسرحية السائدة.
في عام 1954 أعلن محمد النشمي عن تكوين «فرقة الكشاف الوطني»، التي تعتبر أول تنظيم مسرحي يجمع هواة المسرح ومحبي التمثيل، وفي عام 1955 قدمت الفرقة أول عرض لها بعنوان «مدير فاشل» وهي أول تجربة للنشمي في مجال التأليف المسرحي.
لا شك أن فرقة الكشاف الوطني على بساطة هيكليتها، قد أكسبت الفنان محمد النشمي خبرة إضافية بجانب خبرته الفنية، في حرفية تكوين الفرق المسرحية، حيث سينجح فيما بعد في تأسيس وإدارة: فرقة المسرح الشعبي 1956م، ثم فرقة المسرح الكويتي 1964، خلاف شركته الإنتاجية الخاصة التي أنشأها في أواخر حياته.

 

مرحلة جديدة
عبر مسرحية «مدير فاشل» مهد النشمي لمرحلة فنية جديدة في صياغة النص المسرحي الكويتي، الذي سيولد في العام 1955 داخل بوتقة الفرقة المسرحية الوليدة، وضمن الجهود الجماعية المشتركة، وسيكون قائد هذه المرحلة، وصاحب الصياغة النصية الجديدة، ومسؤولا عنه مسؤولية أدبية وفنية وإنتاجية وإدارية كاملة هو محمد النشمي ذاته.
ويؤكد محمد النشمي هذا المعنى في مذكراته ويقول: «في أوائل عام 1955... استطعنا أن نحدد شخصية ودور كل ممثل، وذلك لعرض أول مسرحية في تاريخ المسرح الكويتي، وهي مسرحية «مدير فاشل»، من فصلين فقط، والمسرحية من تأليفي، وكانت المحاولة الأولى في حياتي، وليس غريبا أن أقول بصراحة: إن التأليف في ذاك الوقت لم يكن معروفا لدينا بمعناه ومفهومه الحالي، وإنما كان عبارة عن عدد من الجمل ننظمها للفنانين المشتركين في المسرحية، حتى لا يخرج الممثل عن نطاق الموضوع وهو على خشبة المسرح».
ومن جانب ثان، فإن نجاح مسرحية «مدير فاشل» نجاحا جماهيريا غير متوقع، واستقبالها استقبالا حسنا من قبل الناس وأهل المسرح، كان الدافع الأساسي في فتح شهية محمد النشمي للكتابة المسرحية، لتشهد الفترة التالية تقديم اثنتين وعشرين مسرحية، جميعها من دون استثناء تحمل اسم محمد النشمي منفردا في التأليف والإخراج، وجميعها من دون استثناء – أيضا – ذات لغة انتقادية اجتماعية ساخرة تخاطب مجتمع الخمسينيات، ومجتمع النصف الأول من الستينيات... وقد جاءت المسرحيات على النحو التالي:
1 – عجوز المشاكل.
2 – مطر صيف.
3 – بلاوي الناس.
4 – قرعة وصلبوخ.
5 – قرعة وصلبوخ في باريس.
6 – ضاع الأمل.
7 – مَنْ المسؤول؟
8 – صاروخ شراكة.
9 – شرباكة.
10 – أمك طراز ليلة.
11 – ليلة عرسه نام على السيف.
12 – على أمه نذر.
13 – خبير اسكت
14 – تاليها
15 – من الماضي
16 – كل سنة عيدين... وهذا العيد الثالث
17 – جني وعطبة
18 – مدرسة ملا صقر.
19 – فرصة العودة.
20 – غرام بوطبيلة.
21 – حظها يكسر الصخر (قدمها لصالح فرقة المسرح الكويتي 1964).
22 – بغيتها طرب صارت نشب (قدمها لمصلحة فرقة المسرح الكويتي 1965).

 

عنوانها «مسرح الطفل في الكويت» ويشارك فيها نخبة من المسرحيين
الندوة الفكرية لمهرجان الكويت المسرحي
الـ 17.. تنطلق اليوم

 

كتب: عماد جمعة
تنطلق اليوم فعاليات الندوة الفكرية ضمن أنشطة الدورة السابعة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي والتي يشارك فيها نخبة من أهم المسرحيين العرب، والذين يشكلون قاطرة المسرح العربي ضيوف المهرجان في دورته الحالية ويمثلون دولا عربية وخليجية عدة، وسوف تقدم مجموعة من الأوراق البحثية تدور حول محور الندوة وهو «مسرح الطفل في الكويت».
وفي هذه العجالة نقدم إطلالة سريعة على ما تتضمنه هذه الأبحاث على أن نتناولها في الأعداد المقبلة بالتفاصيل والمداخلات:

 

«عوامل النشأة وأهم التجارب»
تحت هذا العنوان تقدم الكاتبة عواطف البدر ورقتها البحثية حيث تقول: أتقدم إلى الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وإدارة المسرح بالمجلس، على جهودهم الطيبة والمستمرة في إقامة دورات مهرجان الكويت المسرحي سنويا وبانتظام، وذلك لتأكيد الدور الريادي للحركة المسرحية في الكويت بين دول المنطقة الشقيقة، مقدرين لهم دائما هذا الجهد والمتابعة، خصوصا إقامة ندوة «مسرح الطفل في الكويت» هذا العام، لما لهذا الموضوع، بالذات، من أهمية فنية وثقافية وتربوية، باعتباره الأساس في كل حراك مسرحي.

النشأة والمسارات
يقدم الباحث والكاتب علاء الجابر ورقة بحثية يستعرض فيها بدايات ونشأة المسرح في الكويت، تحت عنوان مسرح الطفل في الكويـــت (النشـــأة والمسارات)، يرصد من خلالها أهم المراحل التي مر بها مسرح الطفل في الكويت.
وأكد الجابر في ورقته أن أولى بدايات المسرح في الكويت، كما اتفق معظم الباحثين في هذا المجال – والتي تتوافر فيها الأسس المسرحية – فقد كانت بين العامين 1938 و1939، من خلال مسرحية «إسلام عمر» التي أخرجها ومثل فيها محمد محمود نجم، وشهدها الشيخ أحمد الجابر أمير دولة الكويت حينذاك، بصحبة مجموعة كبيرة من كبار رجالات الدولة وأعيان الكويت. لتتوالى بعدها المسرحيات التي شكلت دعائم المسرح في تاريخ الكويت الحديث.

 

الواقع ورهانات المستقبل
«مسرح الطفل في دولة الكويــت: الواقـــع ورهــانــات المستقبــل»، هـــذا عنوان ورقــة بحثية يقدمها د. فيصل محسن القحطاني أستــاذ الدراما رئيس قســم التلفزيون بالمعهد العالي للفنون المسرحية، يرصد فيها واقع مسرح الطفل في الوقت الراهن، ويستكشف آفاق مستقبل هذا المسرح.
وقال القحطاني في ورقته: إن مسرح الطفل في دولة الكويت بات اليوم أكثر نشاطا من أي فترة سابقة، خاصة بعد أن شهد العقد الأخير حراكا كبيرا في عدد العروض المقدمة للطفل، حيث بلغ إنتاج المسرحيات المقدمة للطفل أرقاما لم تعهدها الساحة المسرحية الكويتية، وهذا يدعونا إلى التوقف عند هذه الظاهرة ورصد أسبابها ومعرفة قيمة ما يقدم اليوم لأطفالنا.

 

العرض المسرحي
وتقدم خلود الرشيدي بحثا تتحدث فيه عن العمل المسرحي، مشيرة إلى أنه شكل من أشكال الأدب نظرا إلى ما يستعين به من فنون وآداب يقدمها جميعا بطريقة متناغمة على خشبة المسرح، ويرتبط العرض المسرحي بإمكانيات متعددة معتمدا على النص ومجموعة المبدعين من مخرج وسينوغرافي، وكذلك على الممثلين كوسيط يقع وجوده بين النص ورؤية الإخراج، وكذلك العناصر الداعمة للعرض من موسيقى وغنـــاء وغيرهـــا، مع العنصر الجوهري وهو الجمهور. وتتضح هذه الإمكانيات من خلال الصور الفكرية والفنية التي تجعل المتلقي أمام عالم ينبض بالحياة من خلال العرض من كلمة وحركة ومــــن خلال المناظـــر والأزيـــاء والإضـــاءة.


ضمن أحدث إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

 

أستاذة الأجيال نورية السداني بالصور الوثائقية

 

بتواضع شديد تستمع إليها وهي تروي محطات من رحلة العطاء التي تمتد إلى أكثر من 54 عاما. تأخذك الأفكار إلى البدايات الأولى وولادة الحلم الذي رعته وسهرت عليه إلى أن كبر ونما، واستحقت أن توصف بـ «أستاذة الأجيال»، في الستينيات يوم لم يكن أحد يجرؤ على المطالبة بحقوق المرأة السياسية، خرجت من ديرتها إلى الوطن العربي الفسيح لتلتقي وتناقش القيادات النسائية حينذاك، وهن من الرعيل الأول، تشارك في صنع أحلام جيلها، ليأتي بعدها من يتذوق طعم النجاح، وتظهر المرأة على المسرح السياسي والاجتماعي في الكويت والمحيط الخليجي والعربي، وتتبوأ المناصب القيادية التي حاربت من أجلها.
لم يكن عمرها يتجاوز الثامنة عشرة عندما كانت تنتقل من عاصمة عربية إلى أخرى وهي تنادي بالحقوق والمساواة، انغمست في هموم الوطن والأمة، ونسيت نفسها، في الوقت الذي كان البعض فيه يتجه إلى التجارة، بينما هي ضحت بعمرها لرسالة سامية.
امتلكت رؤية متقدمة على أبناء جيلها، ووضعت خطا لحياتها، آثرت فيه الابتعاد عن التصادم، فاليد التي تؤلمها تصفح عنها، تترفع عن المهاترات، لأن من يبني ويخلق المبادرات لن يكون في مقدوره الإنجاز إذا لم يكن حرا وكريما وصادقا.
نورية السداني، ليست مهمة بشخصها فقط، بل بما زرعته وما خطته يداها تجاه الكويت وأعطته دون منّة أو مقابل.. جالت في هذه الأرض وصنعت للتاريخ ما يوازي عمل الكبـــار وأصحاب الرؤية والمشاريع، صورا وحكايات وإبداعات تروي عطاءات أستاذة الأجيال.
نورية السداني أستاذة الأجيال صانعة التاريخ:
- أسست أول منظمة للأسرة العربية في سبعينيات القرن العشرين.
- نائبة رئيس الاتحاد النسائي العربي العام.
- أول رئيس للاتحاد النسائي الكويتي.
- أول امرأة تنتخب انتخابا عاما لجمعية الروضة التعاونية.
- أول مخرجة تلفزيونية.
- كاتبة للرواية والمقالة الصحافية.
- في الثمانينيات أصدرت مجلة «الربيع العربي» في لندن وجعلتها تخدم وطنها الكويت، وعند الاحتلال أصدرت مجلة «صوت المرأة الكويتية في لندن» حتى العام 1991.
- شاركت في تأسيس أول تجمع نسائي عربي في لندن 1986.
- أقامت أول معرض عن الكويت في لندن 1989.
- قدمت فكرة تأسيس أول مدينة للمعاقين في دولة الإمارات وأشرفت على تأسيسها في العام 1979.
- المنسق العام لثاني بنك للدم في دولة الكويت.
- قدمت وسعت إلى تأسيس المبنى الجديد لمركز الروضة الصحي في العام 2010، وأشرفت على افتتاحه في أبريل 2015 ودعت أول وزيرة مسلمة في بريطانيا البارونة سعيدة وارسي لوضع حجر الأساس.
- كرمت في العام 2006 في واشطن دي سي.
- نالت جائزة الدولة التقديرية في العام 2004.
- أول مستشارة لشؤون المجتمع المدني في حكومة دولة الكويت في العام 2010.
- أول امرأة كويتية يتخذ مجلس الوزراء الكويتي قرارا لتفرغها لعملها في الوطن العربي (1970 – 1980).
- رئيس فريق الشراكة الحكومية المجتمعية في جهاز متابعة الأداء الحكومي بمجلس الوزراء منذ العام 2014.
- التقتها كوندوليزا رايس وتحاورت معها.
- أول من قدم وثيقة تطالب بحقوق المرأة السياسية لأول مرة في تاريخ الكويت وناقش الوثيقة مجلس الأمة عبر ثلاث جلسات تاريخية (1970- 1973).
- اهتمت بالطبقة الوسطى وأبرزتها عبر ورشة عمل، ذلك لأنها تعتبر الطبقة الوسطى صمام الأمان للمجتمع فمنها المدرسون والأطباء والمهندسون والمحامون.
- أشرفت على التفعيل المجتمعي الأول للخطة التنموية لدولة الكويت (2010).
- عضو الوفد الإعلامي لترتيب زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لبريطانيا في فبراير 1990.
- في يونيو 1991 أصدرت مجلة صوت المرأة الكويتية The Voice Of The Kuwait Woman في لندن تحت تسجيل رقم 1755-1SSN0963.
- وفي أثناء الاحتلال أشرفت على مجلة «كويت التحدي» التي أصدرتها اللجنة الكويتية العليا في لندن.

 

Happy Wheels