النشرة السادسة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة السادسة

 

 

الحلقة النقاشية .. العلاقة التكاملية بين المبدع والناقد
بمشاركة نخبة من كبار النقاد والمسرحيين العرب
المبدع والناقد... لا يلتقيان

 

 

بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش ونخبة من أهم النقاد والمسرحيين العرب، شهدت قاعة الندوات تنظيم الندوة الفكرية في محورها الأول والذي جاء تحت عنوان «العلاقة التكاملية بين المبدع والناقد»، شارك فيها كل من يوسف الحمدان متحدثا رئيسيا، والمعقبون من الكتَّاب والمخرجين إنعام سعود وفهد الحارثي وتغريد الداود وسامي بلال، وأدار الندوة الدكتور فيصل القحطاني.
استهل مدير الندوة الدكتور فيصل القحطاني مؤكدا السعي إلى إيجاد الخطوط التي يمكن أن تشكل خارطة طريق لاستعادة العلاقة بين الناقد والمبدع، مضيفا أن الندوة لن تغير الحالة الإبداعية أو النقدية، ولكنها ستضيف الخطوط العريضة التي يمكن أن تطور هذه العلاقة وتعمل على تنميتها مستقبلا.
وانطلق المحور الثاني من الحلقة النقاشية «تكاملية العلاقة بين المبدع والناقد» والتي عقدت في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، وقدمها الدكتور فيصل القحطاني الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وشارك فيها الدكتور محمد زعيمة مؤطرا، وكلا من المخرجين الإماراتي حسن رجب، والكويتيين فيصل العميري، نصار النصار، ويوسف الحشاش معقبين، وحضرها حشد كبير من الجمهور وضيوف المهرجان والمحبين للمسرح، كان في مقدمتهم مدير مهرجان الكويت المسرحي التاسع عشر ومدير إدارة المسرح بالمعهد العالي للفنون المسرحية أحمد التتان.
بين الحرية والتنظير
استهل الحديث المؤطر الدكتور محمد زعيمة، قائلا إن هناك ثلاث جماعات ذات مصلحة مشتركة في الوصول إلى مستوى أفضل سواء كان ذلك عن وعي أو غير وعي، وهي جماعات الفنانين والنقاد ومعهم الفلاسفة والمنظرين والعلماء من أجل تحقيق الخبرة الجمالية، لأن الفن حرية والنقد تنظير ومن المفترض أن التنظير يأتي لاحقا، وأفلاطون شخّص الفن حسب رؤيته في نظرية المحاكاة.
وألمح إلى الخلاف النظري بين أرسطو وأفلاطون ففي حين يرى أفلاطون من خلال نظريته ان الفنان كاذب، يذهب ارسطو إلى أن المحاكاة تكون من الواقع لكن الفنان يعتمد على خياله في المحاكاة، ولذلك هناك خلاف بين أفلاطون وأرسطو، مشيرا إلى أن رأي أرسطو هو الذي مازال مستمرا لأنه أتاح للفنان حريته في التعبير، والفنان سواء كان مخرجا أو ممثلا أو مؤلفا مبدع ينطلق من عالمه مستخدما الخيال.
التفاصيل ص 4
الورشة المسرحية (10)
«استطلاع» منتسبو الورش (12)
من ذاكرة المسرح (15)

 


الندوة الرئيسية لمهرجان الكويت المسرحي أكدت أن العلاقة بينهما اشتباك وليست تكاملاً

 

المبدع والناقد...
الشرق شرق والغرب غرب لا يلتقيان

 

 

يوسف الحمدان: علاقة الناقد والمبدع تشابكية وليست تكاملية
إنعام سعود:
استهوتني الكتابة المسرحية والناقد يمكن الاستغناء عنه
فهد الحارثي: الناقد المبدع يضيف للنص وعمله الإبداعي موازٍ للمؤلف

 

تغريد الداود: نتطلع
إلى النقد البناء الذي يضيء الطريق للمبدع
سامي بلال: الفنان كائن متمرد وهناك فجوة
بين المبدع والناقد
فيصل القحطاني: ندوة مهرجان الكويت لن تغير لكننا نسعى إلى أن تكون خارطة طريق

 

كتب: عماد جمعة
بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش ونخبة من أهم النقاد والمسرحيين العرب، شهدت قاعة الندوات تنظيم الندوة الفكرية في محورها الأول والذي جاء تحت عنوان «العلاقة التكاملية بين المبدع والناقد»، شارك فيها كل من يوسف الحمدان متحدثا رئيسيا، والمعقبون من الكتَّاب والمخرجين إنعام سعود وفهد الحارثي وتغريد الداود وسامي بلال، وأدار الندوة الدكتور فيصل القحطاني.
استهل مدير الندوة الدكتور فيصل القحطاني مؤكدا السعي إلى إيجاد الخطوط التي يمكن أن تشكل خارطة طريق لاستعادة العلاقة بين الناقد والمبدع، مضيفا أن الندوة لن تغير الحالة الإبداعية أو النقدية، ولكنها ستضيف الخطوط العريضة التي يمكن أن تطور هذه العلاقة وتعمل على تنميتها مستقبلا.

 

إشكالية الناقد والمؤلف
في البداية تحدث المسرحي والناقد يوسف الحمدان مقترحا العنوان التالي «الناقد والمؤلف علاقة إبداعية تشابكية» بدلا من تكاملية، متفاديا بذلك العنوان الوقوف عند مصطلح أو مفهوم التكاملية، كون المسرح بوابة مشرعة على آفاق أسئلة شائكة وإشكالية، تكاملها قد يلغي انفتاحها على المغاير والمتجدد، ويسهم في تأطيرها ضمن دائرة مغلقة في الغالب، ومتفاديا أيضا تهميش الناقد في زاوية أو خانة ضيقة بوصفه كائنا غير مبدع.
وقال الحمدان: في هذا المحور الإشكالي تتعدد أوجه العلاقة بين الناقد والمؤلف، فهناك المؤلف الناقد والعكس وهناك الناقد للمؤلف من خارج دائرة المؤلف الناقد أو العكس، وهناك المؤلف المخرج الذي يكتب نصه على فضاء عرضه المسرحي، وهناك المؤلف الناقد الذي يرتجل نصه وفق الموقف اللحظي، وتتعدد أوجه العلاقات إلى حد الالتباس بين الناقد والمؤلف.

 

تاريخ العلاقة
ثم استعرض الحمدان بدايات تاريخ هذه العلاقة في المسرح الأثيني مستعرضا نماذج حيث مخرج العرض هو مؤلفه وناقده قبل أن يؤطرها أرسطو في كتابه فن الشعر وصولا إلى مسرحنا المعاصر ضاربا الأمثلة بعدد من المبدعين مثل برتولد بريخت فقد كان مؤلفا ومخرجا ومفكرا ومنظرا لمسرحه الملحمي المركب ثم انتونين ارتو واجوستو بوال وغروتوفسكي وماير خولد وبينا باوش وبيتر بروك وغيرهم جميعهم شكلوا اتجاهات نقدية تتماهى مع التجربة الإبداعية وأسهموا في حراكها فكانوا منظرين لها ومبدعين في الآن نفسه.
وتطرق الحمدان على الصعيد العربي لأسماء مهمة في هذا الإطار مثل سعد الله ونوس وتجربته مع بيانات مسرح عربي جديد وعبدالكريم برشيد في المسرح الاحتفالي وعزالدين مدني ومسرحة التراث وإبراهيم غلوم في المسرح الخليجي والدكتور سامح مهران والدكتور محمود سعيد من مصر والدكتور سعيد كريمي من المغرب ومن الكويت الدكاترة مبارك بلال وفيصل القحطاني وعلي العنزي وعلاء الجابر وسعداء الدعاس والسعودي الدكتور سامي الجمعان، هذه التجارب المقدمة اشتباكات وتقاطعات تسعى لردم هوة العلائق الثنائية بين الناقد والمؤلف للنص المكتوب.
وقال الحمدان إن الناقد الذي يعيد النظر في آليات رؤيته النقدية وأفقها كلما اكتشف جديدا مبدعا في النص هو في حد ذاته ناقد يقترح رؤية جديدة على نفسه، من أجل تأسيس وعي جديد على الصعيد النقدي كذلك النصوص التي تكتنز بالوعي الخلاق تنتج مؤلفين خلاقين ونقادا خلاقين أما النصوص التي تأتي خلاف ذلك فلا تنتج مؤلفا ولا ناقدا ولا مسرحا لذا لا ينبغي أن يوضع الناقد خارج دائرة الإبداع.

 

دائرة الابداع
من جانبها، قالت الكاتبة المسرحية إنعام سعود: درست النقد لكنني ذهبت أكثر إلى الكتابة المسرحية التي استهوتني أكثر من السينما والتلفزيون، مؤكدة أن الناقد خارج دائرة الإبداع لكنه محفز عليه، مشيرة إلى أنها كتبت الكثير من النصوص منها «كولاج مسرحي- لمن هم – في أرض الخوف – شوكة وملعقة وسكين – ميلودراما عروس الويكيليكس – خلف الكواليس وغيرها».
وأشارت سعود إلى أن الناقد يمكن الاستغناء عنه فيما لا يمكن ذلك مع المؤلف المبدع، متسائلة ماذا يفعل الناقد إن لم يكن هناك إبداع؟ لافتة الى ان النقد الصحافي يكسر المجاديف ويشتم الفنانين من باب العادات والتقاليد، لكن صاحب الموهبة يتحدى نفسه ويقدم نصوصه، مشيرة إلى تعرضها لواقعة تم اتهامها فيها بسرقة احد النصوص، وجاء الأستاذ العطار واحتجزها في غرفة التوثيق للفرقة لإضافة مشهد لتصعيد الأحداث وعدم رتابتها، وكتبت المشهد وردت عنها الاتهام.

 

علاقة متشابكة
وفي ورقته البحثية، أكد المخرج والكاتب السعودي فهد الحارثي أنه منذ انطلاق الإبداع كان الناقد شريكا في استنطاق العمل الإبداعي، يقرأ ويحلل ويفكك ويعيد ترتيب الأدوات، وكان يستلهم نبضه من نبض المبدع ثم يضيف له ولنصه إبداعا على إبداع، موضحا أن العلاقة بين المؤلف والناقد علاقة متشابكة تذهب نحو الأدبي في حال كونها نصا مكتوبا ونحو الفني في حال كونها نصا منفذا، ثم إنها تتشابك في طبيعة تلقي الناقد لنص المؤلف وتلقي المؤلف لنص الناقد.
ولفت إلى مجموعة من أهم الأسماء مثل سامي خشبة ود.هدى وصفي وأحمد العشري وأحمد عبدالحليم وعبدالرحمن عرنوس ومفيد الحوامدة ويوسف الحمدان ومشهور مصطفى، مؤكدا أنه عندما توقف أمامهم وجد أسماء مبدعة في عملها الإبداعي ثم مبدعة في أدواتها النقدية.
وأكد أنه ليس كل كاتب مبدعا وليس كل ناقد ناقدا، فالنقد فن حقيقي وليس مجرد عملية حسابية، والناقد المبدع يضيف للنص وعمله في شكله الإبداعي مواز للمؤلف، مشيرا إلى أن الناقد المبدع هو الذي يساكن النص ويسكنه ويستمد طاقاته من خلال حالة من التواصل والاتصال بهذا النص، بحيث يتمكن من تحقيق رؤية كاملة يستنطق من خلالها مفردات النص، فيرشد الكاتب إلى مناطق لم يكن يدركها أثناء كتابته، وبالتالي يكون هو المبدع الثاني لنص المبدع.

 

نص العرض
وأكدت الكاتبة المسرحية تغريد الداود أنه حينما يتم التطرق إلى العلاقة التي قد تربط بين الناقد والمبدع بشكل عام، تواجهنا العديد من الأسئلة عن نوع هذه العلاقة بين السعي إلى أن تكون على قدر من التكامل يصب لمصلحة المنجز الإبداعي، والتوجس من ان تكون تصادمية إلى الحد الذي يؤثر سلبا على المنجز الإبداعي، غير أن أكثر ما يهمنا كما تقول الداود هو ألا تشكل العلاقة بين المبدع والناقد أزمة على المستوى الفكري أو الفني أو الإنساني.
ورأت أن الإشكالية التي تواجهنا في كثير من الأحيان، هي اكتفاء الناقد بتناول ما يطلق عليه «نص العرض» وهو ما يجب أن يعرف بأنه تفسير المخرج للنص من خلال رؤيته، الأمر الذي قد لا يتضمن نقدا سليما للنص الأصلي الذي كتبه المؤلف، لما قد يتعرض له من تغييرات وهذا ليس تنصلا من العرض الذي يقدمه المخرج، ولكنه رغبة في أن يأخذ النص المكتوب حقه من التحليل، ومن ثم يتم مقارنته مع ما تم عرضه على المسرح.

 

النقد البناء
وطرحت الداود تساؤلات عدة، حول ماهية الناقد هل هو من حصل على شهادة في النقد ام الباحث الذي يمارس النقد ام الصحافي الذى لدية خبرة تراكمية، ام المؤرخ أو ربما المتلقي المهتم بالمسرح، موضحة ان هناك من يطلق على نفسه لقب ناقد وهو يكتفي بنقل تفسيره الخاص وآراؤه الانطباعية عن النص والعرض قد لا تكون دقيقة، في حين أن النقد هو منهج الهدف منه إبراز مكامن القوة والضعف وفق أسس نقدية علمية، ونحن كمؤلفين نتطلع إلى النقد البناء الذي يضيء الطريق للمبدع.

 

تمرد الفنان
وأكد المؤلف والمخرج سامي بلال أن هناك فجوة بين المبدع والناقد، تكمن في نزعة الناقد نحو التأطير، ونزعة المبدع نحو التغيير، فالناقد يسعى لتأطير العملية الإبداعية الحالية من خلال مخزون معرفي لتاريخ الفنون وتقاليدها، وفي المقابل يختلف معه الفنان وهو كائن متمرد بطبعه على واقعه وبيئته وبالتبعية على الأعراف والتقاليد الفنية التي يعتبرها تقييدا مرفوضا لحريته، وبيكاسو يقول «تعلم القواعد كمحترف لتكسرها كفنان».
وأضاف أن الفن المسرحي هو فن بصري بالدرجة الأولى وغالبية النصوص المسرحية تكتب لتنتج، فابتعدت عن كونها نصوصا أدبية وأصبحت شكلا فنيا متفردا، يهتم بمجمل تفاصيل العرض المسرحي ككل، بدلا من الحالة الخطابية واللغة البليغة والقواعد الجامدة التي تميز النصوص الادبية.

 

حالة مختلفة
وطرح بلال تساؤلا اذن كيف يتم تقييم جودة النص المسرحي لمؤلف معاصر وفق قواعد نقدية وضعت غالب أسسها قبل أكثر من ألفي عام، فلازلنا عندما نناقش عرضا مسرحيا نتوقف عند مصطلحات كالدراما والصراع والعقدة والذروة في معناها الأرسطي التقليدي، في حين أننا يجب أن نبحث كل عمل كحالة مختلفة ومنفصلة.

 


خلال المحور الثاني من الحلقة النقاشية

 

العلاقة بين الناقد والمبدع متقلبة ومملوءة بالأسرار

 

محمد زعيمة: العلاقة بين الفنان والناقد ليست علاقة سطوة لأحدهما على الآخر

 

نصار النصار: وجود الناقد قبل العرض يفيد كثيرا المخرج والعمل
- فيصل العميري: دور الناقد بالغ الأهمية وهو يضيف بآرائه إلى الإبداع المسرحي
- المخرج القوي هو من يصنع الناقد الجيد الواعي الذي يضيف إلى العمل
- يوسف الحشاش: هل الناقد عدو أم صديق؟ ولماذا لا يحضر البروفة النهائية
- هناك مشكلة في العلاقة والبعض ينتقد من دون أن ينظر إلى ظروف العمل
الفنان في أغلب الأحيان يرى الناقد فاشلا أو متعاليا وهي نظرة غير دقيقة

 

- حسن رجب: النقد لدينا غير موضوعي ويبحث عن الأمور السلبية أكثر
- أغلب النقد انطباعي و«على الهوى» وهناك من يقدمون نظرة متعالية أحيانا
- هناك نقاد يتحدثون في المطبخ والرياضة وبعضهم يطرح أفكارا بعيدة عن العمل
كتب: مفرح حجاب
انطلق المحور الثاني من الحلقة النقاشية «تكاملية العلاقة بين المبدع والناقد» والتي عقدت في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، وقدمها الدكتور فيصل القحطاني الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وشارك فيها الدكتور محمد زعيمة مؤطرا، وكل من المخرجين الإماراتي حسن رجب، والكويتيين فيصل العميري، ونصار النصار، ويوسف الحشاش معقبين، وحضرها حشد كبير من الجمهور وضيوف المهرجان والمحبين للمسرح، كان في مقدمتهم مدير مهرجان الكويت المسرحي التاسع عشر ومدير إدارة المسرح بالمعهد العالي للفنون المسرحية أحمد التتان.

 

بين الحرية والتنظير
استهل الحديث المؤطر الدكتور محمد زعيمة، قائلا إن هناك ثلاث جماعات ذات مصلحة مشتركة في الوصول إلى مستوى أفضل سواء كان ذلك عن وعي أو غير وعي، وهي جماعات الفنانين والنقاد ومعهم الفلاسفة والمنظرين والعلماء من أجل تحقيق الخبرة الجمالية، لأن الفن حرية والنقد تنظير ومن المفترض أن التنظير يأتي لاحقا، وأفلاطون شخّص الفن حسب رؤيته في نظرية المحاكاة.
وألمح إلى الخلاف النظري بين أرسطو وأفلاطون ففي حين يرى أفلاطون من خلال نظريته ان الفنان كاذب، يذهب ارسطو إلى أن المحاكاة تكون من الواقع لكن الفنان يعتمد على خياله في المحاكاة، ولذلك هناك خلاف بين أفلاطون وأرسطو، مشيرا إلى أن رأي أرسطو هو الذي مازال مستمرا لأنه أتاح للفنان حريته في التعبير، والفنان سواء كان مخرجا أو ممثلا أو مؤلفا مبدع ينطلق من عالمه مستخدما الخيال.

 

الفن موقف
واعتبر أن المؤلف لا ينقل المصدر في التراث إلا من خلال وسيط بمفهومه الشامل، والعرض نص ولكنه ليس نصا أدبيا يخضع للنقد، والمخرج هو صانع العرض ومبدعه الأول شأنه شأن المؤلف لكنه يتوارى خلف وسطاء كالممثل وغيره، لافتا إلى أن المخرج غايته جمالية، لأن الفن موقف وتعبير يفضي إلى نتائج نسبية.
وأضاف أن منهج النص يفرض على المخرج أساليب الإخراج وليس هناك قاعدة مما يتيح حرية في التعبير، والدليل أن هناك عروضا فيها الكثير من التهكم لأنها تتعامل مع عناصر الصورة والفن التشكيلي والصوت وإيقاعات مرئية ومسموعة والحدث الدرامي، وتتعامل مع مجموعة كبيرة من العناصر في سبيل الوصول إلى هرموني لخلق حدث جمالي، منوها إلى أن دور الناقد يبدأ بعد نهاية العمل وهي عملية عكسية للعملية الإبداعية، تهدف إلى تحليل العمل وليس الهدف الوصول إلى حكمة قيمة وهو ما نجده عند العديد ممن يمارسون النقد.
النقد الموضوعي
وأوضح الدكتور زعيمة أن دور النقد هو تقييم المنتجات الفنية، حيث ظل النقد يبحث عن الموضوعية عن طريق الشرح والتحليل والتفسير ومن ثم الحكم في ظل النظريات المتعددة، لأن العلاقة بين الفنان والناقد ليست علاقة سطوة أحدهما على الآخر، مشيرا إلى أن هناك إشكالية في ظل أن الفنان يحظى بمنزلة تقدير وانبهار، وغالبا ما يتصور أن الناقد هو الشخص البغيض الذي يكرهه لاعتقاده أنه ينظر إلى أعماله نظرة متعالية، بل ويرى الفنان أن الناقد إنسان فاشل وهي نظرة تخلو من الدقة، لأن الناقد المسرحي ليس هدفه الإبداع لأن عمله النقدي له قوانينه وقراءته الواعية المتفحصة دون الوصاية على المخرج، لذا عندما يصل الناقد إلى القوانين الداخلية للعمل ويتتبع العلاقات القائمة بين عناصره ستصبح العلاقة هي علاقة تكامل ويصبح الناقد هو عين الفنان ووسيطه لدى الجمهور.

 

المخرج المفسر
من جانبه، أكد المخرج الإماراتي حسن رجب أن المخرج هو صاحب مهمة تفسير وتحويل النص إلى صورة سواء كانت ناقصة أو متكاملة، وأغلب النقد هو نقد انطباعي وعلى الهوى، بل وفيه تعالٍ أحيانا، وأصبحنا نجد بعض النقاد يتحدث في المطبخ والرياضة، مشيرا إلى أن بعض النقاد يتحدث عن نقاط بعيدة عن العمل ويطرح أسئلة فلسفية القصد منها عدم إضعافه.
ودعا إلى الابتعاد عن المصطلحات النقدية حتى يستطيع النقاد أن يفيدوا العمل الفني، لأن البعض لا يبحثون عن نقاط الضوء بل عن السلبيات، ملمحا إلى أن النقد لدينا غير موضوعي.

 

فن لحظي
بينما دافع المخرج والفنان فيصل العميري عن أهمية دور الناقد، وقال إن المخرج الواعي والقوي هو من يخلق الناقد الجيد لأن الكلام حينها سيكون قليلا، مشددا على أهمية أن يكون هناك ناقد واع لأن فن المسرح هو فن مباشر لحظي.
ولفت إلى أن الناقد يضيف بآرائه إلى الإبداع والجمال في العرض، ولا ينتقد فقط لمجرد الانتقاد، مبينا أن النص له أساليبه وأسسه الموضوعية.

 

النقد المسبق
أما المخرج نصار النصار فأكد أنه تعلم من الرواد في المسرح أمثال المخرج عبدالله عبد الرسول، وكثيرا ما يحصل على النقد قبل بداية العرض.
وقال إن فكرة وجود الناقد قبل العرض تفيد كثيرا المخرج والعمل بشكل عام، لاسيما أن الناقد متذوق ويملك أدوات ومن شأنه أن يقدم رأيا صحيحا، متسائلا عن عدم وجود المتخصصين في النقد أو الذين يريدون أن يكون لهم موطئ قدم في النقد في القاعة، مثل طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية وغيرهم.

 

عدو أم صديق؟
بدوره، تساءل المخرج يوسف الحشاش قائلا: هل الناقد عدو أم صديق؟، ولماذا يتحدث بعد العمل ولا يأتي في العرض الجنرال حتى يشاهد البروفة الأخيرة؟، لافتا إلى أن البعض ينتقد ولا يعرف أن العرض قد مر بظروف معينة.
وأضاف الحشاش أن المخرج يحتاج أن يكون على علاقة دائمة مع الناقد، لكن بداخله دائما أن هذا الناقد سيتحدث عن أشياء سلبية، منوها إلى أن النقد بعد العرض مهم جدا، لكن علاقة المخرج والناقد فيها مشكلة.

 

ماذا لو اختفى الناقد وهل تتواصل العملية الإبداعية؟

 

قد شارك العديد من الحضور في مداخلات من بينهم الزميلة والناقدة ليلى أحمد، التي أكدت أن العلاقة الأعنف تكون بين الناقد والمؤلف، متسائلة عن سبب عدم حضور الناقد قبل العرض ليبدي رأيه في حين انه مر بنفس مراحل الدراسة للمخرج.
بينما شدد الفنان عبدالكريم الهاجري على أهمية أن يدلي الناقد بوجهة نظره، لأن هذا من حقه دون ان يكون هناك حساسية، داعيا إلى النظر بموضوعية إلى دور الناقد.
أما عبدالله ملك فقال إننا أصبحنا لا نجد العديد من المخرجين يأخذون كلام النقاد على محمل الجد، وكذلك بعض النقاد ينتقدون فقط العرض الذي لا يحمل أسماء كبيرة.

 

حاسة معرفية
في حين أكد الناقد يوسف الحمدان أن المخرج في الكثير من الدول يعتبر مفكرا، ولا بد أن تكون لديه رؤية لأن الإخراج ليس سهلا، بينما الناقد أيضا تكون بداخله أسئلة مشظية، لافتا إلى أن النقد حاسة معرفية.
ورأى الدكتور محمد سعيد أن من حق المخرج أن يجرب ويقدم رؤيته، كما أن من حق الناقد أن يستثمر كل مناهج النقد.
وأوضح الدكتور سيد علي أن الحديث في الحلقة يدور عما يحدث في الندوات التطبيقية في مهرجان الكويت المسرحي منذ تأسيسه، داعيا إلى طباعة الندوات التطبيقية في المهرجانات ومشاركات الفرق وتوزيعها عليهم.

 

اختفاء النقد
أما زهراء المنصور فتساءلت ماذا لو اختفى الناقد وهل تستمر العملية الإبداعية، مؤكدة أن المخرجين لا يهتمون بكلام النقاد.
ودعا الدكتور سعيد كريمي إلى مواكبة العرض المسرحي قبل تقديمه للجمهور من أجل ابداء الناقد رأيه، في حين أكد الزميل محمد عبد الرسول أن المخرج هو من وضع حاجزا بينه وبين الناقد، لدرجة ان بعض النقاد اصبح لديهم انطباع بعدم جدوى الحديث مع المخرجين.
أما فرح الحجلي فأكد أن العلاقة بين الناقد والمخرج مبتورة، وفي الغالب الناقد يتمسك برأيه والمخرج كذلك، مشيرا إلى أن المخرج يرى أن الناقد يقلل من شأنه وشأن العمل، على الرغم من أن النقد وجد لزيادة مساحة الجمال.

 

 

 

قدّم ورشة «التمثيل للمبتدئين» ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي
دانيال أربازيويسكي: المسرح دوره المتعة وليس مكانا لاكتشاف المواهب فقط

 

 

- قدمتُ دورات تدريبية في بلدان عربية عدة وسعيد بزيارتي الأولى إلى الكويت

 

- يجب أن نضع القواعد المسرحية بالطريقة التي تتناسب مع المكان والناس

 

تصنيف المتدربين والتعرف على رؤيتهم ووضعهم
أمام التحديات قضايا مهمة للوصول إلى نتائج جيدة

 

- القدرة على نقل تفاصيل الحياة اليومية إلى خشبة المسرح أهم ما يمكن أن يتعلمه المتدرب

 

- الاستفادة من كل التفاصيل المحيطة خطوة مهمة للمبتدئين حتى يكونوا مبدعين أكثر

 

كتبت: سماح جمال

 

تتواصل فعاليات الورش التدريبية «مهرجان صناعة المسرح» المرافقة لمهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 19 في مسرح الشامية، حيث انتظم المتدربون في ورشة «التمثيل للمبتدئين» مع المدرب دانيال أربازيويسكي، الذي جمع بين الجانب النظري والتدريبات على خشبة المسرح.
وطلب أربازيويسكي من المتدربين تقديم مشاهد من الحياة اليومية كجزء من نشاط الورشة، حيث طالبهم بالحديث أثناء تقديمهم الأداء التمثيلي مرة، وفي مرة أخرى فضّل أن يكون أداؤهم لها بطريقة صامتة.
نشرة المهرجان تابعت جانبا من الورشة، وحاورت المدرب دانيال أربازيويسكي، وفيما يلي التفاصيل:
كيف وجدت زيارتك إلى الكويت؟
- بالتأكيد أنا سعيد بهذه الزيارة، وصحيح أن هذه هي زيارتي الأولى إلى الكويت، ولكن سبق أن قدمت عددا من الدورات في بلدان عربية أخرى مثل الأردن وغيره.

 

حدثنا عن ورشتك التدريبة ضمن مهرجان الكويت المسرحي الـ 19 وكيف تتوقع أن يكون تأثيرها على الشباب المتدربين المشاركين فيها؟
- في البداية نحاول بالطبع أن نتعرف على ما الذي يؤثر في الشباب المتدربين وكيف يمكن لنا أن نقوم بتصنيفهم، وما التحديات التي يمكن ان نضعهم فيها، ونناقشهم لنتعرف منهم ماذا يريدون من المسرح، وهذه أمور مهمة للوصول إلى نتائج جيدة معهم.
وفي كل مكان في العالم يجب أن نضع القواعد بالطريقة التي تتناسب مع المكان والناس مع الاحترام التام لعاداتهم وتقاليدهم، خصوصا أن المسرح ليس مكانا فقط لاكتشاف المواهب التمثيلية، بل في بعض الأحيان يكون مكانا ليرتاح الشخص من ضغوط الحياة اليومية أو لإيجاد السعادة التي يبحث عنها، ولهذا لا نحاول أن نطلب منهم أمورا مستحيلة أو خارجة عن قدراتهم، بقدر ما تكون التدريبات فرصة ليعبروا عما بداخلهم ويكتشفوا نقاط القوة والضعف فيها، وربما يكون ضيق الوقت هو عدونا لأننا لا نمتلك الوقت الكافي حتى نجلس مع المتدربين ونتعرف عليهم أكثر، وشخصيا أعمل على أن أوظف كل ما لدي لإيصالهم إلى أهدافهم.
ما أهم النقاط التي حرصت على تعليمها لهم من خلال ورشتك التدريبة؟
- أن تكون لديهم القدرة على نقل تفاصيل الحياة اليومية إلى الخشبة، وفي الوقت نفسه أن يستفيدوا من طاقة الممثلين الموجودين معهم على الخشبة، والتركيز على المسرح مع زملائهم.
/ طلبت من الطلاب خلال التدريبات ألا يتحدثوا ويعتمدوا على الاداء التمثيلي، لماذا؟
- هذا صحيح، لأنني أؤمن بأن الكلام سيسهل عليهم ايصال الرسالة أو ما يريدون ايصاله، في حين لو انهم اعتمدوا فقط على الاداء ستكون الفرصة أمامهم أكبر لاستخراج طاقاتهم الكامنة، وليتعلموا الاستفادة من كل التفاصيل المحيطة بهم، وهذه خطوة مهمة للمبتدئين حتى يكونوا مبدعين أكثر.

 


المتدربون في ورش «مهرجان صناعة المسرح» أكدوا أنهم استفادوا الكثير

 

مهرجان الكويت المسرحي الـ 19
يفتح نوافذ الإبداع أمام المواهب الشابة

 

 

- عباس حسين: الأفكار في الورش كانت مبتكرة ومختلفة عن السائد

 

- نور الصانع: كنا نتمنى دعما إعلاميا أكبر للورش حتى تعم الاستفادة

 

- زينب شري: عرفت عن الورش من خلال «إنستغرام» وتعلمت منها الكثير

 

- محمد الصايغ: تعلمنا كيفية التحكم في الجسد وتوصيل الرسالة أو القصة

 

كتبت: سماح جمال

 

فتحت الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي نوافذ الابداع أمام المواهب الشابة ومنحتهم الفرصة لتفجير الطاقات الكامنة بداخلهم، كما فتحت الطريق أمام خطواتهم الأولى لتحقيق حلمهم بالوقوف على خشبة المسرح.
ومن خلال مهرجان مواز بكل ما تحمله الكلمة من معنى هو «مهرجان صناعة المسرح»، الذي يستهدف تعميم الاستفادة العملية لغير المشاركين في العروض، وجد الشباب من يأخذ بأيديهم باتجاه خطواتهم الاحترافية الأولى.
وحول أهمية الورش التدريبية التي شهدتها هذه الدورة، التقت نشرة المهرجان عددا من المتدربين لمعرفة انطباعهم عن المدربين والورش المتنوعة التي تواجدوا فيها، واستطلاع آراءهم كيف كانت هذه الورش ومدى الاستفادة التي تحققت بالنسبة لهم منها، وفيها يلي التفاصيل:
في البداية تقول المتدربة نور الصانع: «علمت بوجود الورش التي ينظمها المهرجان من خلال إحدى صديقاتي التي تعلم حبي وشغفي بالتمثيل، وأعجبت بالأسماء المشاركة وكنت متيقنة أنني سأستفيد من خبرتهم الكبيرة».

 

دعم إعلامي
وعن انطباعها بعد الالتحاق بالورش التدريبية ومدى استفادتها منها، تضيف نور: لا شك أنني استفدت الكثير من الدكتور جمال ياقوت الذي كسب احترام وتقدير الجميع، من خلال تواضعه الكبير برغم معرفته وخبرته الواسعة، أما المدربة مهيلا فقد كانت مدرستها مختلفة، وتعلمنا منها كيف نأخذ نفسا عميقا قبل أن نصعد على خشبة المسرح، كما علمتنا كيف نفرغ كل الجنون قبل الوقوف على الخشبة، ونضع كل تركيزنا ونحن على الخشبة على العمل وعلى الجمهور في نفس الوقت، وكيف نربط بين العنصرين في الوقت نفسه.
واستطردت الصانع قائلة: كنت أتمنى لو كان هناك دعم إعلامي أكبر لهذا النوع من الورش لتعميم الاستفادة منه أكثر، وفتح الباب أمام المبتدئين أو حتى المحترفين الذي يبحثون عن هذا النوع من الورش المهم للغاية في خطواتهم المستقبلية.

 

الاسترخاء والتواصل
من جانبها، قالت المتدربة زينب شري: عرفت عن الورش من خلال «الانستغرام»، واستفدت كثيرا من مهيلا من خلال التدريبات على الاسترخاء قبل الصعود على خشبة المسرح، اما الدكتور جمال فعلمنا كيفية التعبير عن انفسنا بالأرقام او الإشارات وليس فقط الكلام، أما دانيال فتعلمنا منه أهمية تواصل بعضنا مع بعض.

 

فكرة مختلفة
ومن ناحيته، قال المتدرب عباس حسين محمد: استفدت كثيرا من الدورة، فـقد كانت مهيلا تركز في التدريبات على النفس وكيف نقوم بضبطه، أما جمال ياقوت فكانت ورشته ترتكز على ايصال القصة من خلال الأرقام وليس الكلام، وهي فكرة مبتكرة وجديدة ومختلفة عن السائد، أما دانيال فاعتمد في ورشته على التواصل مع الممثل الموجود معي وهذا يوجد حالة من التكامل بين الممثلين.

 

التحكم في الجسد
أما محمد الصايغ، فقال: عرفت عن الورشة من خلال «انستغرام» المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتشجعت للمشاركة على الفور، والاستفادة كانت متنوعة فـمهيلا ركزت في دورتها على تعليمنا كيفية الاستفادة من طاقتنا وتدريبنا على تنظيم النفس، أما جمال ياقوت فكانت دورته ترتكز على التركيز على الأداء لتوصيل الرسالة أو القصة حتى لو كان من خلال استخدام الأرقام وليس الكلمات، أما دانيال فالتدريبات معه ارتكزت على عنصر التركيز مع عامل التحكم في الجسد والمحيطين بنا.

 


استعرض جانبا من تاريخه المسرحي

 

محمد الخضر: تكريمي وسام على صدري
والمجلس الوطني راعي الثقافة والفنون

 

 


أسستُ مسرح الطالب وقمت بمسرحة المناهج الدراسية والمسرح المدرسي مهم
كتب: عماد جمعة
الفنان محمد الخضر من أوائل المسرحيين الذين خدموا الحركة المسرحية خاصة في فرقة المسرح العربي مع زكي طليمات وفؤاد الشطي، وشارك إخراجيا وإداريا في الكثير من الأعمال المسرحية، وأخيرا نظّم مهرجان الكويت، مركز عربي للنص المسرحي لتكريم الرواد المجلس الوطني، الخضر في هذه الدورة، حيث عبر عن سعادته واستعرض جوانب من مسيرته المسرحية.
الدويش الرجل الوطني
في البداية، يقول الخضر: أتقدم بجزيل شكري وعظيم امتناني إلى الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش على وقوفه معنا دائما لدعم مهرجان الكويت مركز عربي للنص المسرحي عبر منحنا مركز عبدالعزيز حسين بمشرف لإقامة فعاليات المهرجان وطباعة الكتيبات على مدى ثلاث دورات، وحقيقة لولا هذا الرجل الشهم الوطني للأمانة ما استطعنا إنجاز هذا المهرجان، فهو شريك أساسي معنا في التأسيس والاستمرارية.
التكريم
ويضيف الخضر: ثم جاء تكريمي وسط كوكبة من المبدعين في الدورة الـ 19 لمهرجان الكويت المسرحي، مما أسعدني وأثلج صدري واعتبره وساما على صدري، فمن الجميل أن يُكرَّم الفنان والمبدع في حياته، وبعد مشوار من العطاء استمر عدة عقود، ضاربين المثل بذلك على أصالة الكويت ومؤسساتها الثقافية والفنية وعلى رأسها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في رعاية المبدعين سواء كانوا من الأجيال السابقة أو جيل الشباب، فكل إنسان قدم إبداعه لهذا الوطن العزيز يجب أن يكرَّم حتى تتحمس الأجيال الجديدة للبذل والعطاء من أجل رفعة كويتنا الحبيبة والتقدم بها نحو آفاق رحبة.
المبدعون العرب
وأعرب الخضر عن سعادته باستضافة نخبة من المبدعين والمتخصصين العرب في فن المسرح، فقد كانت الكويت دائما حاضنة لكل المبدعين في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن هذا التلاقي والتلاقح الفكري والثقافي وتبادل الآراء يصب في مصلحة الجميع ويرتقي بالفنون عامة والمسرح خاصة، وليس أدل على ذلك من إقامة الندوة الفكرية التي يحرص المجلس الوطني على إقامتها في كل دورة وتقدم فيها الأوراق البحثية وتدور المناقشات والتي تؤتي ثمارها مستقبلا من دون شك.
مع زكي طليمات
وتطرق الخضر في حديثه إلى بداياته المسرحية وعشقه لفن المسرح وكيف التقى بالمسرحيين الكبار من المصريين الذين جاءوا إلى الكويت تباعا بداية من الراحل زكي طليمات الذي أسس فرقة المسرح العربي مع نخبة من رواد الكويت وكيف استفاد منه مسرحيا وعمل معه مساعد مخرج وكذلك التقى الفنانين سعد أردش وأحمد عبدالحليم ومحمد توفيق وجلال الشرقاوي وكرم مطاوع الذين توافدوا على الكويت أساتذة زائرين.
رؤية إخراجية مغايرة
وتطرق الخضر إلى المنحة الدراسية التي ذهب على أثرها إلى لندن لدراسة المسرح هناك في العام 1973 وقدم مشروع التخرج حول مسرحية «الأم» لهارولد بنتر الذي يمتاز مسرحة بالغموض والرمزية والتحدث عن الواقعية الإنسانية بجرأة، وأشار إلى تقديم رؤية إخراجية مغايرة للرواية التي كانت تنتهي بانتظار عودة الابن الذي لا يعود من الحرب لكنه غيرها إلى عودة الابن مما جعله يتخوف من اللجنة المشرفة على المشروع غير أن اللجنة أشادت بالعمل وبرؤيته الجديدة.
المسرح المدرسي
وانتقل الخضر في حديثه إلى أهمية المسرح المدرسي وكيف ساهم في تطويره بالكويت ومسرحة المناهج الدراسية وتأسيس مسرح الطالب، متطرقا إلى تأسيسه لمهرجان الكويت مركز عربي للنص المسرحي لتكريم الرواد الكبار من المسرحيين خاصة الذين رحلوا عن دنيانا تقديرا ووفاء لعطائهم الزاخر، مشيرا إلى الدورات الثلاث التي قدمها حتى الآن بداية من دورة الراحل د. حسن يعقوب العلي ومرورا بدورة النجم الراحل خالد النفيسي وأخيرا دورة النجم الراحل غانم الصالح، مؤكدا أن العمل جار الآن استعدادا للدورة الرابعة من المهرجان والتي ستحمل اسم نجم كبير سيعلن عنه في الأيام المقبلة.

 


مسرح الطفل.. من الكويت البداية والانتشار
السندباد البحري.. أول مسرحية للأطفال بمقاييس فنية وأهداف تربوية

 

 

كتب: محبوب العبدالله
كان لوجود الكاتب المبدع الراحل محفوظ عبدالرحمن أثر كبير في الحركة المسرحية في الكويت، وقد مرت الذكرى السنوية الأولى لرحيله في 19 أغسطس 2018، وتذكرها بوفاء صادق الكاتب عبدالعزيز السريع، الذي أصدر عنه كتابا بعنوان «وفاءً لمحفوظ عبدالرحمن» شارك في كتابته كل من عرفه وعايشه خلال وجوده في الكويت على مدى ثلاث سنوات. وكل من عايش عبدالرحمن وتعامل معه في المسرح والتلفزيون بين الكويت والقاهرة.
يعرف أن لهذا المبدع دورا فاعلا ومؤثرا في الحياة الثقافية والفنية خلال فترة وجوده في الكويت التي قال عنها في مجلة مهرجان الكويت المسرحي الثالث – العدد 7 العام 1999:
«عشت في الكويت لمدة ثلاث سنوات، وانتهز الفرصة هنا، وأسجل ملاحظاتي على الذين سافروا إلى الخارج، هم يفتقدون أرضهم، ويفقدون التواصل مع المهنة ومع الكتابة، فالذين يسافرون لم يكتبوا سوى مقالات أو إبداع أقل من المستوى.
ومن جهتي كنت حريصا على ألا يحدث هذا لي، وقررت أن أبدأ بمشاريعي كلها وأنا في الكويت. ومنذ اليوم الأول الذي وطئت فيه قدماي هذه الأرض العامرة بناسها وشعبها العربي الطيب، وأنا أقسم حياتي ما بين العمل الوظيفي والعمل الإبداعي.
وقبل أن توجد لي الشقة التي سوف أسكن بها بدأت الكتابة على الفور ولم أضيع دقيقة واحدة».
السندباد البحري
ومسرحيات الأطفال في الكويت قديمة كما في الدول العربية الأخرى، كانت تقدم من خلال الحفلات المدرسية السنوية، أو في المناسبات الدينية، وحتى في مناسبات أخرى من خلال شركات إنتاج أو أفراد أرادوا أن يقدموا هذا النوع من المسرحيات للأطفال والعائلات، وقد انتشرت هذه المسرحيات لفترة غير قصيرة في الكويت وبقية دول الخليج العربية.
ولكن البداية الحقيقية لنوعية مسرحيات الأطفال الحقيقية بمفاهيم تربوية وفنية واجتماعية كانت مع تقديم مسرحية «السندباد البحري» للكاتب محفوظ عبدالرحمن، وإنتاج مؤسسة البدر لمسرح الطفل وإخراج الفنان منصور المنصور.
وهذه البداية لمسيرة مسرح الطفل في الكويت كانت بدايتها في مراقبة التمثيليات في تلفزيون الكويت بين الكاتب محفوظ عبدالرحمن والكاتبة المنتجة عواطف البدر حيث كانا يعملان في مراقبة التمثيليات في تلفزيون الكويت في فترة السبعينيات من القرن الماضي. وخلال تلك الفترة عرض محفوظ عبدالرحمن على عواطف البدر، وكانت تمتلك شركة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، فكرة تكوين فرقة مسرحية خاصة بمسرحيات الأطفال، مخبرا إياها بأن لديه نصا جاهزا يمكن تنفيذه وتقديمه على المسرح.
وبعد مناقشات بينهما حول الفكرة وأهدافها، وماذا ستقدم مستقبلا من مسرحيات للأطفال، اقتنعت بالفكرة وكونت فرقة «مسرح البدر للأطفال». وبدأت عواطف البدر في البحث عن مخرج لهذه المسرحية، واتصلت بالمخرج صقر الرشود الذي اعتذر منها، ورشح لها الفنان منصور المنصور.
وكانت البداية في العام 1978 بمسرحية «السندباد البحري» من تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج منصور المنصور، والتي كانت جديدة بالنسبة إلى جمهور المسرح وخاصة الأطفال، لأن هذا النوع من المسرح يتميز بصوره الفنية، كما يحمل مضامين وأهدافا تربوية واجتماعية، وحققت المسرحية نجاحا كبيرا بواقع عرضين كل يوم، كما عرضت في بعض دول الخليج العربية بنجاح وإقبال منقطع النظير.
وهذا ما دفع عواطف البدر كمنتجة إلى أن تقدم عدة مسرحيات للأطفال لكتَّاب من الكويت والبحرين والعراق وعدة دول أخرى على مدى عشر سنوات، والتي فتحت الباب فيما بعد أمام وجود مسرح للطفل في الكويت وبقية دول الخليج العربي على أسس وقواعد فنية صحيحة.
وفي أكثر من ندوة ومناسبة أشارت البدر إلى تجربتها في تقديم عشر مسرحيات للأطفال عرضت بعضها في دول الخليج العربي، كما شاركت بإحدى هذه المسرحيات في مهرجان للأطفال في ليبيا بدعوة رسمية.
ويُذكر أن الفرقة الوطنية لمسرح الطفل، وهي تتبع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كان وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب آنذاك المرحوم الشيخ سعود ناصر الصباح أصدر في شهر أكتوبر من العام 1992 قرارا وزاريا بتكوينها على أن تختص بتقديم العروض المسرحية الخاصة بالأطفال والتي تنسجم مع الأهداف التربوية وترتقي بذوق الطفل وتنمي مداركه وثقافته. وفي اليوم نفسه أصدر الوزير قرارا وزاريا بإنشاء «الفرقة الوطنية لمسرح الكبار» والتي كانت ستختص بتقديم العروض المسرحية الخاصة بالكبار، لكن مع الأسف لم يتم تفعيل دور هاتين الفرقتين حتى الآن.
أول وآخر إنتاج
وقدمت الفرقة الوطنية لمسرح الطفل على مسرح الدسمة بتاريخ 24 أبريل 1996 أول وآخر إنتاج لها مسرحية «الدانة»، من تأليف عواطف البدر وإخراج الدكتور حسن خليل، وهي مسرحية تربوية استعراضية، وأول عمل مسرحي يقدم في الكويت جميع أبطاله من الأطفال، وشاركت مصممة الأزياء الفنانة رجاء البدر في تصميم وتنفيذ أزياء جميع هذه المسرحيات.

 

Happy Wheels