النشرة السابعة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة السابعة

 

خلال حفل تكريم عيسى دشتي وحسن أشكناني

اليوحة: الكويت حريصة
على دعم أبنائها المبدعين باعتبارهم مستقبل البلاد وثروتها الحقيقية

 

الأنصاري: نكرم مبدعين كويتيين أفنوا جزءًا كبيرًا
من وقتهم لإحياء المكون الثقافي للزمن الجميل
أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، حرص الكويت على دعم أبنائها من الشباب المبدعين في مختلف صنوف الفكر والثقافة والفنون وتنمية طاقاتهم وإمكاناتهم باعتبارهم مستقبل البلاد وثروتها الحقيقية.
جاء ذلك في كلمة لليوحة خلال حفل تكريم عيسى دشتي والدكتور حسن أشكاني ضمن فعاليات معرض الكويت الدولي الــ43 للكتاب بمناسبة فوز كتبهما التي أصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع الجمعية الكويتية لهواة الطوابع والعملات والحصول على ميداليات باسم الكويت في معرض الشارقة للطوابع مؤخرا.
وقال: إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يعمل دائما على دعم وتنمية طاقات الشباب الإبداعية في شتى المجالات الثقافیة والفنیة والأدبية وتعزيز الجوانب الوطنية والمعنوية لديهم والتي تسهم في الحفاظ على الهوية الكويتية وتراثها.
وأضاف: إن دولة الكویت وكما هي حریصة على تكریم المبدعین من أبنائها في مختلف مجالات الثقافة والفنون والعلوم الاجتماعیة والإنسانية فإنها تخص الشباب لیكونوا قدوة للأجیال القادمة وتشجیعهم على المزید من العطاء بما یغني الحیاة الثقافیة والفنیة في الكویت ویرتقي بها إلى آفاق جدیدة.
وأشار إلى أن المجلس يسعى دائما إلى تقديم الدعم لكل ما هو منتج ثقافي إبداعي، لافتا إلى انه سعى من خلال هذه الإصدارات إلى أن تتحول إلى عمل إبداعي وتتواجد على المواقع الالكترونية لتواكب التطور في كيفية استخدام هذا المنتج للشباب الكويتي.
وقال اليوحة: إن الكثير من الناس لديهم معلومات قيمة ممثلة بالصور أو الوثائق والمخطوطات لذا ارتأى المجلس فتح الباب لتكون هذه القطع النادرة متوافرة ليطلع عليها الجميع من خلال إصدارات خاصة توثقها.
وأوضح أن المجلس أصدر خلال الثماني سنوات الماضية 80 عنوانا من الإصدارات الخاصة التي تعنى بالشأن الكويتي والندوات الفكرية والتراث منها الكتب الثلاثة التي نحتفي بها اليوم ومنها 15 عنوانا تعنى بالآثار الكويتية.
بدوره قال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري في كلمته: دائما ما ندعم العمل الثقافي الكويتي والعربي بما يثري الحياة الثقافية في الكويت.
وقال: إن التكريم اليوم هو لمبدعين كويتيين أفنوا جزءا كبيرا من وقتهم لإحياء بعض من المكون الثقافي للزمن الجميل من خلال هويات جمع الطوابع والعملات وغيرها من الأعمال التي تثري الجوانب الثقافية.
ولفت إلى أن هذا الانجاز يدلل على وجود النفس الثقافي وحب التراث ويؤكد أيضا أهمية الجهد المبذول في هذه المادة العلمية الرصينة التي أثمرت هذا الفوز في معرض خليجي تشارك فيه العديد من الدول.
من جانبه أعرب أستاذ الآثار في جامعة الكويت الدكتور حسن أشكناني عن سعادته بهذا التكريم بعد فوزه في معرض الشارقة للطوابع الذي أقيم برعاية سمو الشيخ سلطان القاسمي. وأشار إلى أنهم شاركوا بثلاثة مؤلفات صادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وفازت جميعها بمراكز متقدمة وحصلت على ميداليات فضية من بين مشاركات من 17 دولة.
ولفت إلى أن كتاب «فيلكا في البطاقات البريدية» هو توثيق لأوجه مختلفة من حياة الكويت التاريخية ويضم العديد من الوثائق النادرة ويضم العديد من المعلومات التاريخية المهمة التي توثق حقبة مهمة من تاريخ الكويت وتراثها.
بدوره أعرب عيسى دشتي صاحب إصدارين توثيقيين عن الطوابع البريدية عن شكره وتقديره للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الدعم الكبير لإصدار الكتب الثلاثة، مثمنا جهود القائمين على المجلس ليرى إنتاجهم الثقافي النور.
ولفت إلى أن هذا الدعم يعطيهم الدافع للبحث أكثر بما يخدم الكويت ثقافيا في مختلف التخصصات.
يذكر أن الكتب الفائزة هي كتاب «جزيرة فيلكا في البطاقات البريدية» وحصل على ميدالية فضية مذهبة، وكتاب «طوابع الزواج الملكي الفضي ١٩٤٨ للملك جورج السادس والملكة إليزابيث» وحصل على ميدالية فضية، وكتاب «طوابع اتحاد البريد الدولي ١٩٤٩»، وحصل على ميدالية فضية.

 

خلال ندوة قدمها الروائي طالب الرفاعي وتمنى على الشباب عدم التسرع في نشر كتابهم الأول

مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.. جسر الرواية بين الإمارات والكويت

عيسى الأنصاري: تقدم الإمارات مكوّنا ثقافيًا عربيًا مهمًا
الروايات التي فازت بالنشر هي «بنت مريم» لجميلة جمعة و«بحر سارة» لموضي الطويل و«بردا وسلاما» ليوسف الجيران

كتب: مدحت علام
تواصلت الفعاليات المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ43، والتي تقام في قاعة الزوار، كي تنظم ندوة «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة جسر الرواية بين الإمارات والكويت»، والتي حاضر فيها الروائي طالب الرفاعي، بحضور الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري.
استهل المحاضر كلمته بالحديث عن معرض الكويت الدولي للكتاب، الذي استأثر على اهتمام القارئ في مختلف البلدان العربية، ويعد تاريخا معرفيا كبيرا في الخليج، وجسر التواصل بين الكاتب والقارئ بفضل ما يتضمنه من أنشطة ثقافية مصاحبة.
كما تطرق إلى سيرة أبي الرواية الكويتية الراحل إسماعيل فهد إسماعيل والفراغ الكبير الذي تركه في الساحة بعد رحيله المفاجئ، وأنه كان امتدادا حقيقيا لأجيال مختلفة، مرحبا بالروائية ليلى العثمان التي تمثل قيمة أدبية كويتية وخليجية مهمة في الكويت والخليج والدول العربية.
ثم أشار الرفاعي إلى تعاونه الإبداعي الثقافي مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ممثلة بـ «برنامج دبي الدولي للكتابة»، من أجل تقديم ورشة إبداعية للرواية في الكويت، استضافتها رابطة الأدباء الكويتيين، وأوضح أن المستشار الثقافي في حكومة دبي وأمين عام جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة الشاعر جمال بن راشد حويرب حضر افتتاح أعمال الورشة في مقر رابطة الأدباء، وأشار في كلمته إلى اهتمام المؤسسة ورعايتها للشباب العربي في مختلف الأقطار العربية، وأنه حث الشباب المشاركين على بذل الجهد والاجتهاد، لتحقيق الطموح الكبير الذي تتوقعه المؤسسة من أعمال إبداعية متميزة.
وأوضح الرفاعي أن أعمال ورشة الكتابة الإبداعية امتدت خلال الفترة من أول فبراير وحتى نهاية يوليو من العام الجاري، تضمنتها دراسة عنوانها «مبادئ الكتابة الإبداعية في القصة والرواية»، وأوضح أن الأعمال الكتابية الروائية جاءت تحت إشرافه وتوجيهاته، كي تختتم الورشة أعمالها بانتهاء الشباب المشاركين من كتابة أعمالهم الإبداعية، وبالتالي أرسلت هذه الكتابات إلى المؤسسة، كي تحوز على استحسان القائمين عليها، ومن ثم يتم نشرها بالتعاون مع دار قنديل، والروايات هي: «بنت مريم» لجميلة جمعة، و«بحر سارة» لموضي الطويل، و«بردا وسلاما» ليوسف الجيران.
وأشاد الرفاعي بالدور الذي تقوم به المؤسسة كجسر تواصل بين الأدباء الإماراتيين والعرب، وبرنامج دبي الدولي للكتاب الذي يختار من كل دولة كاتبا مخضرما ليمثل مجتمعه، وأن البرنامج انطلق في بعض البلدان العربية مثل العراق وتونس والكويت.
وقدم الرفاعي نصائحه للمبدعين الشباب من أجل صقل مواهبهم وتمكنهم من الإبداع الحقيقي، الذي يؤهلهم لتبوؤ مكانتهم المتميزة على الساحة، ومن أهم تلك النصائح أن يكون لديه دراية كافية بالمعرفة، والقراءة المستمرة من دون توقف، لأن الكتابة - وفق قول الرفاعي- علم ومسؤولية فليس كل من يحب الكتابة لديه القدرة أن يكون مبدعا.
وبخصوص كتابة الرواية نوّه إلى أن ذلك يحتاج إلى وعي كامل باختيار الزمان والمكان، وقال: «الرواية تعطي القدرة على تجاوز قوانين الواقع وقول ما لا يقال»، متحدثا عن الحداثة التي لحقت بها، وهي التي كانت في شكلها التقليدي تتمثل في البداية والنهاية وبينهما العقدة، ولكنها الآن أصبحت متداخلة ولا تتبع القوانين التقليدية، التي عاشت فيها لأزمان بعيدة.
ومن النصائح التي قدمها المحاضر للشباب المبدع في فنون الرواية والقصة القصيرة التروي في النشر وعدم الاستعجال، لأن الكتاب الأول - وفق رأيه - هو الذي سيحدد علاقته بالقارئ فإما يقبله ويرغب في كتاباته، وإما ينفر منه ويبتعد عن متابعته، محذرا من الاستعجال في النشر الذي يقع فيه الكثيرون، مما يجعلهم غير قادرين على مواصلة مشوار الإبداع.
كما أكد أهمية اللغة من خلال إتقان قواعد النحو والصرف فيها، وعدم إهمالها، لضرورتها الملحة في جودة أي عمل أدبي يقدم للقارئ.
وترك الرفاعي المجال للروائيين الشباب كي يتحدثوا عن أنفسهم لتشير جميلة جمعة إلى دور والدتها الكبير في دعمها وتشجيعها، وبالتالي قدمت له الشكر على مجهوداتها التي لم تتوقف عند حد، وأشارت إلى الأسباب التي دفعتها إلى كتابة روايتها «بنت مريم»، وهي الإصدار الرابع لها ولكنها تعتبرها انطلاقتها الأولى في عالم الكتابة الروائية، لأنها حظيت بدعم المؤسسة والرفاعي.
وموضي الطويل شكرت كل من ساندها ودعم مشوارها الأدبي وشكرت الرفاعي الذي كان يتابع خطواتها في كتابة روايتها «بحر سال»، وأوضحت أنها لقيت الدعم – كذلك – من أهلها وصديقاتها، واصفة التجربة التي خاضتها بأنها كانت ممتعة ومبهرة.
وكشف يوسف الجيران أنه دخل الورشة وهو يمنيّ نفسه بأن يجد من يؤمن بطاقات الشباب الإبداعية، موضحا أنه تعلم من الرفاعي أساسيات الكتابة الإبداعية، وأكد أن التجربة كانت موفقة وخرج في أفضل ما يكون.
وأبدى الأنصاري سعادته بالجهود التي تقدمها مؤسسة محمد آل مكتوم في المجالات الإبداعية، وما تقدمه الإمارات من مكوّن ثقافي عربي مهم، كما أشاد بالرفاعي الذي يعد قامة أدبية مهمة... وفي ختام الندوة أقيم حفل توقيع للروايات الثلاث.
والرفاعي حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية في كلية الهندسة والبترول - جامعة الكويت، وماجستير «الكتابة الإبداعية» في جامعة كنغستون في لندن، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الآداب عن روايته «رائحة البحر» عام 2002، وجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2013، عن مجمل أعماله الروائية والقصصية، وجائزة الدولة في مجال الآداب عن رواية «في الهنا» عام 2016، وعمل محاضرا زائرا في جامعة «أيوا» الأميركية عام 2012، ومؤسس ومدير الملتقى الثقافي في الكويت، ورئيس جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية التي تأسست بالتعاون مع الجامعة الأميركية في الكويت، وترجمت أعماله القصصية والروائية للغات عدة، وصدر له الكثير من المجموعات القصصية والروائية والدراسات.


بينما نموت
روح بن أسماء الرب (رواية)

 

المؤلف: أدهم العبودي
الناشر: دار أجيال


كل رجل له بنت حبلى، جهزها وظلوا يبكون فوق أجسام بناتهم، سيوهبن طوعا لملعون لا يرحم، اليوم يوم بكاء الرجال، ونواح النساء، يوم نفض بكارة كل بنت عن غير حيلة ولا شريعة، الشريعة شريعة الشر اليوم، عرف اللعنة، الرجال سيعرفون أن الإثم له ألف وجه، تتجدد الوجوه على مر الأزمان وتقلب الشرائع والضمائر، والإثم سيبقى، كما سيبقى معه مذلة الرجال، وهوان النساء، واستباحة البنات البريئات.
البنات جاهزات، تماما كالعرائس التي يخلقها «غبري»، البنات جاهزات، والرجال جاهزون للعار الأبدي.
و«غبري» يلملم بقايا الأحشاء، لغرض غير معلوم ينتهي من كل من البنات في عشية هذ اليوم، انكسرت رؤوس الرجال، وكتمت النساء استفساراتهن الملحة، ولكن البنات كن راضيات هذا الرضا الذي يداخله عجب ويداخله نزوع نحو تجربة تحرر الروح نفسها، فمع كل مواقعة، كان الأمر مدهشا، كان الأمر كأن سرا أزليا انطلق في أجسادهن، كأنها اسئلة لا تبحث عن إجابات، وقفت البنات على حواف الدهشة، وحواف الغواية، ستغربل أرواحهن وتصفى، وسيعرفن معنى مثول الجسد لصرخات الاشتهاء.
أدهم العبودي: روائي مصري، صدر له مجموعة قصصية بعنوان جلباب النبي، وروايات: باب العبد ومتاهة الأولياء والطيبيون وخطايا الآلهة والخاتن وحارس العشق الإلهي التي تصدرت قوائم الأعلى مبيعا منذ صدورها، حصل على العديد من الجوائز العربية منها: جائزة الشارقة في الرواية ودبي الثقافية وإحسان عبد القدوس وجائزة اتحاد الكتاب، ترجمت رواياته للعديد من اللغات منها: الفارسية والهندية والألمانية والكردية.


كيف تحافظ على عقلك متقدا؟

المؤلف: هنري إيمونز - ديفيد ألتر
ترجمة: ابتسام محمد الخضراء
الناشر: العبيكان للنشر

هذا الكتاب هو ثمرة عمل استغرق إعداده وإخراجه وقتا طويلا، ومثل – في بداية الأمر – أفكارا تمكنت من وصفها بعد جهد جهيد. وبعبارة أُخرى، فهذا الكتاب ليس تعبيرا محسوسا عما تعلمته من الحياة فحسب، بل يُمثل مجموع الأفكار التي أُكن لها التقدير كله؛ فقد كانت الكتابة بالنسبة إلي أشبه بتجميع عشرة آلاف قطعة من لعبة اللغز puzzle، لما بدا أنها تجارب حياتية منفصلة، ثم اتضح لاحقا أنها صورة متماسكة، وقد لاحظت وجود عدة قطع رئيسة لهذه اللعبة تعين عليّ الإشارة إليها تحديدا. عملت جانيس فاليلي Janis Vallely وميشيل هاوري Michelle Howry على رعاية هذا المشروع منذ بدايته حتى اكتماله، وقد تقدم العمل به خطوة خطوة بفضل أياديهما البيضاء التي أُكن لها الاحترام كله، ولا يفوتني هنا أن أُقدم الشكر الجزيل للمحررة الموهوبة زوجة أخي على الجهد الذي بذلته، وطول الأناة التي تحلت بها لتحسين طريقة العرض، وإثراء المحتوى، وجعل الكتاب قيما شائقا ممتعا للجمهور. وأشكر أيضا ميندي ورنر Mindy Werner. والشكر موصول لجدي وجدتي ووالدي الذين أُدين لهم بإيقاد إحساسي وشعلة الفضول لديّ، وإعلاء قيمة التعلم والاكتشاف في داخلي. ولا أنسى إخوتي الذين بفضلهم أدركت أهمية التواصل واللعب، فلشقيقتي الرائعة وأشقائي الأعزاء عظيم الامتنان والتقدير. أقدم أمتناني أيضا لأنسبائي الذين أعدهم امتدادا لأسرتي، والذين أمدوني – طوال خمسة وثلاثين عاما – بطاقة متجددة وتبصر عميق تجلت آثارهما في هذا العمل. لا شك أن مؤازرة الأصدقاء والنصائح التي أسدوها إلي قد أسهمت في تذليل الصعوبات التي واجهتها في أثناء مرحلة التأليف. لقد كانوا محط ثقتي في أحلك الظروف، ومثلوا – بالنسبة إلي – القادة المشجعين والمدربين الذين ما فتئوا يحثونني على الصمود في الأوقات العصيبة، وأسهموا بسخريتهم اللاذعة وصفاء سريرتهم في إعادتي إلى جادة الصواب عندما كنت أحيد عنها، فضلا عن ضحكنا معا كلما فاجأتنا الحياة بإحدى حقائقها الهزلية. وأخص بالشكر جيل مان Gil Mann الذي منحني الكثير من وقته وحكمته المتمثلة في أن ليس كل ما يلمع ذهبا.


نقد الفكر السياسي
في الغرب

 


المؤلف: عادل ضاهر
الناشر: بيسان للنشر

يتابع المؤلف في هذا العمل نقده للفلسفة الغربية الذي ابتدأه بـ «الأخلاق والعقل» وتابعه في «الفلسفة والمسألة الدينية».
يتركز التحليل النقدي في هذا العمل على أهم القضايا التي أثارها بعض كبار الفلاسفة الغربيين في مجال الفكر السياسي، كقضية الأساس الأخلاقي للإلزام السياسي وحدود السلطة السياسية وارتباط هذا بالديموقراطية، وقضية الحرية والحقوق الفردية، وقضية العدالة والمساواة، وقضية علاقة الفرد بالمجتمع، وقضية العلمانية وما يترتب عليها بخصوص تحديد دور الدين في المجال العام.
يستأثر الفكر الليبرالي بالنصيب الأكبر من هذا التحليل النقدي، كونه الفكر السائد في الغرب، دون أن يعني هذا إهمال نقاد الفكر الليبرالي من أصحاب التوجه الماركسي وأصحاب النظرة الاجتماعية – المتحدية.
يستفيد المؤلف من نقد الأخيرين لليبرالية، مع تحفظه على بعض جوانب هذا النقد، ليخلص إلى تبني موقف يحتفظ بأهم ما يقدمه الفكر الليبرالي بخصوص تقليص مجال السلطة السياسية وبأهم ما يقدمه نقاد هذا الفكر بخصوص توسيع مجال المساواة.
ما يبرز من خلال تطويره لهذا الموقف هو أن التوتر المزعوم بين الحرية والمساواة يقوم على فهم الليبرالي الضيق للحرية الذي يستنفد مفهومها في معناه السلبي.
يطور المؤلف تصورا إيجابيا للحرية يقضي بأن يكون الشخص الحر هو الذي يمتلك القدرات الضرورية لتحقيق غاياته المفضلة بالطرق المفضلة بمنأى عن تدخل الآخرين، ما يترتب على هذا التصور هو لزوم خضوع القوة السياسية والقوة الاقتصادية على حد سواء للقوة الاجتماعية، إذ بهذا وحده تصبح الحرية قرينة المساواة.

 

الجنس والسياسة
التدبير السياسي للجسد في الإسلام

 

المؤلف: حسن إغلان
الناشر: المركز الثقافي العربي
أصبح موضوع الجنس كما موضوع الجسد يأخذ حيزا مهما في الدراسات الفلسفية الأدبية والنفسية منذ زمن ليس بالقصير. وتحول الاهتمام بالجسد من مجرد آلة لتحويل العالم (العمل) وآلة للإنجاب إلى الجسد كطاقة ليبيدية تلعب دورا مهما في حياة الفرد. لم يكن المجتمع يعير اعتبارا للجسد، وخصوصا جسد المرأة إلا لكونه آلة من الآلات التي تجلب المتعة للرجل الذي يستعملها لنفسه أولا كما يمكنه أن يبتاعها ويبيعها أو يكتريها أو يستلفها. ويصدق هذا على الأنثى كما على الذكر وإن كان القانون لم يشرع لاستعمال جسد الذكر إلا فيما تعلق بالعمل. فالمثلية الجنسية وإن كانت منتشرة في الثقافة العربية الإسلامية بشكل أثار انتباه الباحثين، فإنها لم تكن تمارس إلا كتمرد على القوانين والشرائع. هذا في الوقت الذي حدد فيه الفقه ضوابط استعمال جسد الأنثى وفق وضعها الاعتباري والاجتماعي.
منذ أن اكتشف فرويد أن للاشعور الدور الحاسم في حياة وقرارات الفرد الإنسان، وأن اللاشعور بنية مستقلة تؤثر في الحياة الواعية للإنسان تحول الاهتمام بالجسد من الشكل الذي رأيناه عليه أعلاه إلى موضوع للمتعة والمتخيل والإبداع. هذه الطاقة الليبيدية توجد لدى الرجل والمرأة على السواء.
تحول الجسد إذن من مجرد موضوع للطب والقانون إلى موضوع للبحث النفسي والاجتماعي والأدبي والفني والإيروتيكي... والسياسي.
لكن المجتمعات التقليدية السابقة على الثورة الصناعية الكبرى التي نشأت في أوروبا تعاملت مع الجسد والجنس بشكل مرتبط مع مستوى تطورها الثقافي والحضاري والاجتماعي.
يستمد موضوع الجنس إذن أهميته المباشرة في المجتمعات التقليدية من الرأسمال المنوي وكيفية تدبيره. فالمني رأسمال القبيلة ولذا فهي تحاصره وتوجهه وتحميه. وبما أن المرأة هي حاضنة هذا الرأسمال فإن القبيلة اعتبرت أنه من اللازم ضبطها حتى لا تعبث بهذا الكنز الثمين. فالمني يتحول بفعل الرحم إلى سلالة تحافظ على النسل واستمرار الاسم. كما أنه يضبط انتقال الجاه والمال والسلطة حتى لا تنفلت من إمرة وسلطة القبيلة وشيوخها.
وبما أن الأمر يتعلق بالمني وبالآلة التي تنتجه، أي العضو الذكري، فإن الرجل تماهى مع هذه الآلة حتى لم يعد يفرق بينها وبين نفسه. فهو هي، وهي هو. أي أن الرجل أصبح ذكرا (قضيبا) متجولا وكل ما يمس هذا الذكر (القضيب) يمسه. فإن عجز القضيب عن الإيلاج أو عجز عن القذف فإن مخيال الرجل ولا شعوره يترجمان هذا الحادث كعجز كلي. وكان لا بد للرجل / الذكر أن يجد كل الوسائل التي تحميه من العجز، وبالخصوص تحميه من أن يعرف الآخرون هذا العجز. العجز في القذف أو الانتصاب أو الإيلاج هو عجز في القيام بمهمة استمرار النسل.
ثم إن هناك ميلا عاما يعبر عن نفسه شعوريا أو لا شعوريا، ومفاده أن للمرأة ميل غريزي إلى خيانة العلاقة الزوجية. وإن عقل المرأة في فرجها، يقول هذا الرأي، لذا هي تبحث بالأساس عمن يشبعها جنسيا. هذا الخوف يجعل الرجل يخاف من المقارنة مع هذا المنافس، أي الذي يوجد في استيهامه. وما روايات ألف ليلة وليلة إلا دليل على ذلك. فمنطلق الحكاية أن نساء السلطان شهريار كن يتصيدن فرصة خروجه للصيد أو لزيارة الولايات البعيدة لكي يضعن أنفسهن بين ذراعي العبيد. العبد هو العدو اللدود للسيد إذ إنه أقوى منه جسديا وأكثر منه قدرة على الباه. لذا تصبح المرأة والعبد في وضعية واحدة، وعدوان للسلطة.

جيمس بالدوين
أعلِنوا مولده فوق الجبل


ترجمة: هاني حلمي حنفي
الناشر: روايات للنشر

تجري الأحداث خلال يوم ميلاد المراهق جون، يوم سبت من عام 1935، حين يصحو صباحا فيجد صدره وقد ثقُل فجأة مما اقترف من خطايا، ضميره الديني يؤنبه، فيشرع في التساؤل عن هويته الدينية والجنسية والاجتماعية والعرقية، وعن حقيقة مشاعره، ومن هو في هذه الحياة، وفي الحياة الآخرة. ينتقل السرد في الزمن ماضيا وحاضرا ليشكل صورة متكاملة عن جون نفسه من خلال ذاكرة عمته، ووالدته، ووالده. يقف كل واحد منهم في الكنيسة للصلاة، فينفتح السرد من القلب تماما، تتدفق الآثام وتنسكب الاعترافات والشكوك ويختل ميزان الزمن. كل ذلك بلغة دينية تختلف باختلاف الشخصيات: تثقل وتغدو توراتية (العهد القديم) على لسان الأب، وتخف وتتجدد فتُمسي إنجيلية (العهد الجديد) على لسان الصبي.
لكل إنسان شخصية، ويسعى بالدوين إلى الوصول للشخص الكامن خلف الشخصية، تلك المادة البشرية الخام، إذ يؤمن أنه إذا أردت معرفة شخص ما، وما الذي يحدد ردود فعله تجاه بيئته ومجرياتها، فلا بد من معرفة الأحداث الكبيرة التي شكلت حياته. في هذا الكتاب طبق بالدوين ذلك إلى درجة أنه قال، مشيرا إلى نتاجه الأدبي الغزير: «لو كان لي أن أكتب كتابا واحدا في حياتي، لما كتبت سواه».ولد جيمس بالدوين في هارلم بمدينة نيويورك عام 1924، ونشأ في بيئة شديدة الفقر. ولأنه كان ابنا غير شرعي، فهو لم يعرف والده الحقيقي قط. اشتُهر برواياته التي تبحث في مواضيع الجنس وهواجس الهوية الضائعة أو المحاصرة أو المخنوقة. كما عرف بمقالاته الحادة اللهجة حول الصراع المتعلق بحقوق الإنسان. إضافة إلى رواياته الكثيرة، صدر لبالدوين ثلاث مسرحيات، وقصة للأطفال، ومجموعة قصصية واحدة. وقد نال شهرته عقب إصدار رواياته الأولى «أعلنوا مولده فوق الجبل» (1953) والتي تتحدث عن معاص خفية، وآثام وعذابات دينية.
عام 1983 عمل بالدوين أستاذا في قسم الدراسات الأفرو - أمريكية في جامعة ماسوشيستس في أمهيرست. وقضى سنواته الأخيرة في سان بول دو فانس في الريفييرا، في فرنسا، حيث مات هناك بعد إصابته بسرطان المعدة في 30 نوفمبر عام 1987.


مفاتيح الزواج السعيد
خطوات واقعية لتسعدي بزواجك

المؤلف: نجلاء محفوظ
الناشر: المجموعة الدولية للنشر والتوزيع

لا توجد حياة بلا مشكلات، هذه حقيقة نعرفها جميعا، وقد اهتم هذا الكتاب بمشكلات البنات التي تتراوح بين المشكلات العاطفية والخوف من الفشل في الحب والرغبة في الفوز بزواج سعيد، ومشكلات اجتماعية خاصة بالتعامل مع الأهل والصديقات وأخرى نفسية تهتم بالبحث عن التوصل إلى خطوات عملية وواقعية للتخلص من المعوقات المختلفة التي تقف أمام استمتاعها بالحياة والتعامل الإيجابي مع المواقف المختلفة للانتصار على نقاط الضعف وتحويلها إلى أسباب القوة.

التنبؤ بالغيب عند مفكري الإسلام


المؤلف: د. توفيق الطويل
الناشر: المركز الأكاديمي للأبحاث

ظهر الميل عند البشر إلى اكتشاف الغيب والمحجوب منذ وجدوا على ظهر الأرض، لأن مرد هذا الميل إلى طبيعة البشر النزاعة بفطرتها إلى معرفة المجهول، وهي معرفة تراد لذاتها أصلا وإن جرت العادة باتخاذها أداة لبلوغ غايات ما، ومن هنا كان التنبؤ بالغيب مثار افتتان الشعوب في كل زمان ومكان. وليس ينفي هذا ما يلحظ من أثر انتشار «العلم» في إضعاف هذا الميل عند الناس، إذ ليس العلم في كل صوره إلا محاولة ترمي إلى اكتشاف المجهول، فلا يغير اختلاف المناهج وتباين المقاصد من هذه الحقيقة كثيرا.
وقد أدى تشارك البشر في فطرية النزوع نحو إدراك الغيب إلى تشابه كثير، واشترك في وضع هذه المادة سبعة عشر علما، تناول كل واحد منها الحديث عن التنبؤ عند الشعب الذي تخصص في دراسته، وتزود هذه المصادر من يريد التوسع في هذا الموضوع بكثير من المراجع في أساليب التنبؤ عند الشعوب في مختلف العصور؛ وقد خدعت هذه الظاهرة بعضا من الناس، فقرروا أن هذا التشابه يعود في كل حالاته إلى نقل اللاحق عن السابق، وإلى عدوى الثقافات وتزاوج الفكر، واستندوا في هذا إلى انتقال الحضارات والثقافات من شعوب الشرق في ماضيه السحيق إلى شعوب اليونان والرومان، ثم انحدار الثقافات والفكر من هؤلاء وانتقال تراثهم إلى العالم الإسلامي.. والرأي عندنا أنه إذا كان لهذا التبادل العقلي بين الشرق والغرب تأثير في وجوه التشابه في بعض من فنون التنبؤ، فإن الراجح أن الكثير من وجوهه الأخرى مردها إلى وحدة العقل البشري وتشابه استجاباته – مع اختلاف الزمان والمكان – كلما تشابهت المؤثرات، وهذا ما يفسر لجمهرة المحدثين من علماء الاجتماع الكثير من مظاهر التشابه في الحضارات البدائية، حتى في بعض من الحالات التي ثبت فيها الاتصال بين هذه الشعوب..
وحسبنا الآن أن نقول: إننا نحاول في هذا الكتيب أن نؤرخ وجهات النظر الإسلامية في أكثر أساليب التنبؤ شهرة، وأن نتتبع أصولها في القرآن الكريم والتراث الإسلامي على وجه الإجمال، وقد أدى بنا هذا إلى الإشارة إلى ما يشبه هذه الآراء في تراث القدامى من الغربيين والشرقيين على السواء.
وإذا كان ضيق المقام قد اضطرنا في كل حال إلى الإيجاز. حتى فيما يتطلب الإسهاب. فحسبنا أن نثير في أذهان القراء هذه الوجوه من النظر العقلي، كما تضمنها تراثنا الإسلامي.


القيامة أرضية أم كونية وقضايا أخرى


المؤلف: د. محمد صالح العاني
الناشر: عصير الكتب

(أفلا يتدبرون القرآن).. هذه مجرد تأملات ورؤى خطرت على بالي أثناء قراءتي للقرآن الكريم أو استماعي لقراءات منه حيث أعتبر أن قسما منها يمثل محاولة جديدة في النظر للقرآن الكريم بالاستعانة بالعلم الحديث.
هذه الرؤى تجمعت خلال سنوات عديدة على شكل قصاصات ورقية، أو أنها علقت في الذاكرة خلال السنين، أعدت التأمل فيها وجمعتها، ثم قمت بتبويبها حسب الموضوع الذي تتحدث عنه الآية، فجمعتها على أبواب متعددة.
ولعل أكثر ما استرعى ملاحظتي، وشد انتباهي في البداية هو الآيات التي تتحدث عن الساعة وأحداثها وأهوالها وكل ما هو مشمول بها.
هذه كانت البداية؛ ثم حثني التفكير والتأمل إلى إعادة قراءة القرآن الكريم أو سماعه مجدداً والتأمل في كل آية تتحدث عن «القيامة» فموضوع الكتاب متمحور حول هذه النقطة بالذات.
بعدها؛ وجدت نفسي أميل إلى الاعتقاد بأن هذه الأحداث ربما ستشمل الكرة الأرضية ومن عليها بالدرجة الأولى، وستتأثر تبعا لذلك المجموعة الشمسية، ولكنها قد لا تشمل الكون كله؛ فقررت أن أجمع الرؤى والتأملات التي تؤيد وجهة نظري هذه، وأضعها أمام القارئ الكريم ليتأمل في معانيها، ويرويها في نفسه، متأملاً فيها، مقلبا بصره في أبعادها، وقد يضيف إليها أشياء أخرى يفتح الله له بها حول هذا الموضوع فيتفق الرأي على الرأي، وتتقوى الحجة.
إن مفهوم الكون والسماوات والأرض عند أغلب علماء المسلمين القدامى على جلال قدرهم رحمهم الله وجزاهم الله عما قدموه خيرا، كان محصورا ومبنيا على أن الأرض أساس الكون ومركزه، وهي التي عليها الخلق، وكل ما في السماوات من أجرام هي توابع للأرض تخدم سكانها أو تكون للزينة أو للدلالة أحيانا من دون أن يعلموا البعد الحقيقي والحجم الحقيقي لهذه الأجرام (بناء على ما توافر لديهم من معلومات علمية في وقتهم) مما جعلهم يبنون تصوراتهم للساعة وأحداثها وفق معلوماتهم عن الكون فهم يرون أن «الأرض ستتعرض لأحداث الساعة» ومن البديهي أن توابع الأرض وغلافها والسماوات وما فيها من نجوم وكواكب هي مشمولة بالطبع بهذا الحدث.


المنطق الأرسطي - المشائي
بين الغزالي وابن تيمية


المؤلف: عبدالعزيز العماري
الناشر: جداول للنشر


تناول الكتاب موقف علمين كبيرين في التراث العربي الإسلامي من مسألة الأخذ بعلوم الآخر وأخصها المنطق الأرسطي – المشائي، الذي تباينت الردود والمواقف بشأنه بين رافض، ومؤيد بقيد، ومؤيد بإطلاق. وهما أبو حامد الغزالي وتقي الدين أحمد بن تيمية اللذين لا زالا إلى اليوم يشكلان سلطتين مرجعيتين متباينتين: الأول فقيه أشعري ، والثاني فقيه حنبلي. الأول من أهل «الرأي»، والثاني من أهل الحديث والظاهر. ولئن كان ابن تيمية قد اختلف مع الغزالي في العديد من المسائل الكلامية والمنطقية والإلهية، حتى أنه وجه له نقدا قويا في «الفتاوى»، وفي «الدرء»، و«الرد على المنطقيين»، و«نقض المنطق»، بمبرر نزوعه نحو الفلسفة في بعض كتبه، فإنه مع ذلك يعترف له، أي يعترف للغزالي، بأنه قد جمع من العلم بالفقه والتصوف والكلام والأصول، مع الزهد والعبادة وحسن القصد ما جعله أفضل من غيره... وبالرغم مما عرف عن الرجل من تشدده، فإنه لم يعمد إلى تكفير أبي حامد الغزالي، ورميه بالكفر، والطعن في إيمانه، وإنما اعتبر إيمانه إيمانا مجملا. وهو وإن كان قد نزع نحو الفلسفة وغير عباراتها، فقد كان القصد من ذلك تعزيز وترسيخ الإيمان لا العمل على هزه وزعزعته. وبذلك يكون ابن تيمية قد تجاوز عما رآه وسجله من مزالق وكبوات وهفوات عند الغزالي بمبرر «حسن القصد».


حول العالم
في ثمانين يوماً

المؤلف: جول ڤيرن
الناشر: دار الألف كتاب للنشر والتوزيع

حل نجاح فيرن الكبير في 1863 مع روايته «خمسة أسابيع في بالون». ولأنه كان مهتما بإمكانيات السفر الجديدة، كتب في السابق عن فرص لاستكشاف أفريقيا في بالون هواء ساخن. وقد نُصح بأن يستعمل هذه الفكرة كأساس لقصة مغامرات خيالية. وبيع الكتاب الناتج بيعا جيدا إلى حد مفرط وجلب لفيرن النجاح والثروة. وجد طريقة شعبية في الكتابة عن مواضيع أثارت اهتمامه وكتب في السنين التالية قصص مغامرات كثيرة أخرى، أشهرها: رحلة إلى مركز الأرض (1864)، عشرون ألف فرسخ تحت البحر (1870) وحول العالم في ثمانين يوما (1873). خلال القرن التاسع عشر، كانت أنظمة النقل في جميع أنحاء العالم تتطور بسرعة. وأصبح البخار مهما كوسيلة لإمداد القطارات والسفن بالطاقة، وأدى هذا إلى تغييرات عظيمة في طرق سفر الناس.
بحلول 1860، بُنيت آلاف أميال من سكك الحديد عابرة أوروبا وأمريكا، وخطط لخطوط رئيسية في آسيا وأفريقيا. وقد أثير المسافرون من الإمكانيات التي فتحت لهم بهذه الطرق الجديدة من النقل. شارك فيرن في هذه الاستثارة ونقلها بنجاح لقرائه. وكان لديه أيضا مقدرة عظيمة للنظر في المستقبل ورؤية أي إمكانيات قد يجلبها العلم. حين ننظر إلى الخلف الآن عما كتب، يمكننا أن نرى أن كثيرا من أحلامه عن المستقبل قد أصبحت حقيقة. كتب عن آلات طائرة يمكنها أن تسافر إلى النجوم، وطائرات بواسطة شفرات دوّارة، وسفن تنتقل تحت الماء. إن حول العالم في ثمانين يوما هي أحب كتبه لدى القراء. فيها التركيب الساحر لمغامرة في أماكن غريبة بعيدة، والاكتشاف العلمي والفكاهة. وقد ظهر الكتاب في أجزاء في جريدة «باريس لـُ تمب». وفيما القصة تتكشف، سبب إثارة عظيمة بين القراء، إلى درجة أن الناس صدقوا أن الرهان والرحلة الموصوفتين في القصة كانتا حقيقيتين. منذ أن ظهرت رواية حول العالم في ثمانين يوما، استثير الناس من الكتاب حتى أنهم حاولوا تقليد رحلة فلياس فوج في الحياة الحقيقية.


المركبات الذاتية القيادة
التحديات القانونية والتقنية

 

المؤلف: ميشال مطران
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر

لافت جدا أن يختار ميشال مطران، الضابط في قوى الأمن الداخلي والخبير في شؤون السلامة المرورية، موضوعا يخرج عن نطاق السير بمعناه القمعي للمخالفات ويدخل في صلب السلامة المرورية. واللافت أيضا وأيضا هو خروج للمؤلف – على عادته – من الطرقات المعبدة إلى مسالك تستكشف حديثا، ملقيا على كاهله، طائعا مختارا، تحديا بحجم فراغ المكتبة العربية من مراجع تتناول الموضوع، على الرغم من بعض ما كُتب عالميا حوله.
وبالفعل، بين عربات الأحصنة وعربات المحركات، ثمة حيز من التصنيع والتطوير والتشريع والمسؤوليات وتحديات الانتقال من حال إلى أخرى. هكذا هو واقع اليوم الذي قد يستغربه أحفاد الغد عندما يقرأون ميشال مطران بعد بضعة عقود (ربما تعاد بأصابع اليد الواحدة). واقع آخذ بالتطور بوتيرة مرتفعة، تحكمه اعتبارات عديدة، تبدأ بالتقنيات وتحدياتها وتمر بالمنافع ومداها، ومعايير النجاح وسلامة المرور، ولا تنتهي بالمسؤوليات والبيئة القانونية الحاضنة لتجربة لاتزال في بدايات «كيلومتراتها». والحال، أن المعنيين بالموضوع كثر، من السائق الذي لا يعود سائقا، إلى مستخدمي الطرق وسلامتهم الأولوية، إلى المصنعين وتطور التكنولوجيا المرورية والمنافسة بين الشركات، وفي كل ذلك، أدوار للدولة تشريعا وتنظيما ومواكبة.قد يقول قائل إن الموضوع لايزال في بداياته، وإن المؤلف غاص في بحر من الأسئلة التي لا جواب شافيا كاملا ونهائيا عنها. ربما... ومن هنا أهمية الكتاب وجدواه، إذ هو، بمقاربته الموضوع اليوم، إنما يواكب المستقبل ويحاكيه، وهذا هو بالذات جوهر البحث العلمي الرصين الذي يبحث عن أجوبة غائبة، ولا يكتفي بتوثيق أجوبة جاهزة. حسنا فعل ميشال مطران عندما قبل التحدي وراح يبحث في تجارب العالم، مبينا في فصول كتابه المنافع والمعايير والتجارب والتشريع والمسؤولية القانونية في إطار السلامة المرورية. طبعا، ساعده في ذلك إلمامه العميق بهذه الأخيرة، وهي تبقى الهدف والمآل، وحسبه أنه أغنى المكتبة العربية وليس فقط اللبنانية بوافر المعلومات والتحليل والإحاطة بالموضوع من مختلف جوانبه. حسبه أنه تخطى صعوبات جمة في البحث والتأليف ونأى بنفسه، كما على الدوام، عن أسهل الطرق، فسلك تلك التي لا يتجاوز مطباتها إلا من يتقن مادته، بل يعشقها، وهو كذلك.

 

مكران. عمان. وزنجبار
ممر وثلاث محطات ثقافية في غرب المحيط الهندي (1799 – 1856)


المؤلف: بياتريس نيكوليني
الناشر: جداول للنشر
تأخذنا مؤلفة هذا الكتاب، البروفيسورة الإيطالية بياتريس نيكوليني، في رحلة تاريخية وجغرافية شيقة بين عمان ومكران وزنجبار. هذه المراكز الحضارية الثلاثة التي كان لها دور حيوي في التطورات التجارية والسياسية والثقافية لسلطنة عُمان وسواحل شرقي أفريقيا والمحيط الهندي.
تهتم الكاتبة خاصة بدور العرب المسلمين في سلطنة عُمان في تلك التطورات. إذ كان سلطان عُمان سيد بن سلطان آل بو سعيد (1806 – 1856) الذي أنجب ما لا يقل عن المائة وعشرين ولدا، يتكلم اللغات العربية والهندية والفارسية والسواحيلية. وفي عهده أدخلت زراعة القرنفل إلى جزيرة زنجبار الاستوائية، فازدهرت وكانت هذه أكبر الخطوات الكبرى على طريق الاهتمام العالمي بالتوابل وتجارتها.
تروي الكاتبة دور القوى الأوروبية، وشركة الهند الشرقية، وعلاقتها بإلغاء العبودية، وتجارة الأسلحة، وزراعة التوابل، واقتتال الأوروبيين للظفر بالاحتكارات التجارية في هذا الشرق الغني بثروات أرضه وبحاره وإمكانيات شعوبه.
الكتاب غني بمشاهدات ونوادر عن التقاليد وطقوس المس الروحي التي تمارسها تلك الشعوب، والدور الذي تلعبه المرأة فيها، من خلال راقصات «الكيبوكي» مثلا. وتلتقط الكاتبة مجموعة من التشابهات والاختلافات والتمازجات بين هذه الثقافات. والذي أنتج ظواهر مثل «إسلام البانتو» مثلا. وتسرد الكاتبة بعض الحكايات العجيبة والمشوقة عن الطقوس السحرية للشعب السواحيلي، الذين يطلقون أسماء عربية على الأرواح الشريرة أو الخيرة، مثل «جني» أو «شيطاني». وتلاحظ الكاتبة أيضا الأثر المقابل في بعض الأمثال الشعبية العمانية إذ يقال مثلا «إذا ماتت نعجة في مكران ما يغلى السمن في عمان».
ورغم أن المادة الأساسية لهذه الدراسة تعود إلى العام 2004، إلا أن الكاتبة حاولت استدراك ما حدّثته في بحثها، وضمنت ذلك في مقدمة الطبعة العربية من الكتاب.


رئيس اتحاد الناشرين العرب: معرض الكويت
من المعارض المهمة في الإعداد والتنظيم
رشاد في الكويت قارئ واعٍ
يعرف كيف يختار الكتاب
دخول الشباب الكويتي عالم النشر خطوة جيدة ونتمنى إنشاء اتحاد الناشرين الكويتيين

كتب: محمود حربي
تحدث الأستاذ محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب ورئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية إلى مجلة المعرض ودار حوار حول مجموعة من القضايا الثقافية ومشاكل الكتاب العربي، وأشاد خلال الحوار بدور الكويت الثقافي في محيطها العربي وأكد إعجاب الناشرين العرب بدخول الناشرين الكويتيين الشباب إلى سوق النشر مشيدا بتنظيم معرض الكويت للكتاب، معتبرا أنه من أفضل المعارض العربية التي يحرص الناشرون العرب على المشاركة فيه سنويا.
وإلى تفاصيل الحوار:
الكويت منارة ثقافية
> رئيس اتحاد الناشرين العرب كيف ترى دور الكويت الثقافي؟
- الكويت لها منزلة خاصة في عقل وقلب كل مثقف عربي ويعرف الجميع إسهامات الكويت الكبيرة منذ الستينيات فدعم المؤسسات الثقافية العربية والإصدارات الثقافية الرصينة التي تصدرها الكويت وفي المقدمة مجلة العربي سفيرة الكويت الثقافية لامتها العربية واصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب مثل عالم المعرفة وعالم الفكر والمسرح العالمي وإصدارات المؤسسات الاخرى التي تجذب القارئ العربي.
> كيف ينظر الناشر العربي بشكل عام إلى معرض الكويت للكتاب؟
- دعني أتحدث بصراحة مستغلا سقف الحرية العالي في الكويت معرض الكويت من المعارض المهمة التي يحرص الناشرون العرب على المشاركة فيه فهو يتميز بحسن الإعداد وحسن المعاملة واستضافة الناشرين العرب وتتميز الكويت بوجود قارئ واعٍ يعرف كيف يختار الكتاب، لكن في السنوات الأخيرة لاحظنا أن هناك معايير غير محددة للرقابة على الكتب وكانت هناك شكاوى كثيرة من الناشرين من تدخل الرقيب بشكل كبير، مما سبب خسائر كثيرة للناشرين الحريصين على المشاركة في معرض الكويت ويحرم القارئ الكويتي من إصدارات كثيرة ومتنوعة، وتمت مناقشة الأمر في اجتماعات اتحاد الناشرين العرب باعتباره أحد الموضوعات المهمة من خلال حرصنا على استمرارية دور الكويت الثقافي المميز، وبالفعل خاطبنا معالي وزير الإعلام قبل المعرض بفترة، مع التأكيد على احترام قوانين دولة الكويت والأنظمة المعمول بها والتمني بإعادة النظر في معايير الرقابة لأن الرقابة التقليدية أصبحت عديمة الفائدة في ظل تطور تكنولوجيا الاتصالات والتي تمكن أي قارئ من اقتناء أي كتاب.
أين اتحاد الناشرين الكويتيين؟
> ما لفت نظرك في معرض هذا العام عن الأعوام السابقة؟
- دخول عدد كبير من الشباب الكويتي عالم النشر من خلال هذا العدد الكبير من دور النشر التي يديرها الشباب الكويتي وعددهم لا يتناسب مع عدد السكان، ونتمنى انشاء اتحاد الناشرين الكويتيين لينضم إلى اتحاد الناشرين العرب، لأن الكويت ممثلة في الاتحاد بشخص الأخ سعود المنصور مدير ذات السلاسل ونتمنى أن يكون تمثيل الكويت بشكل مؤسسي من خلال الاتحاد.
مشاكل الكتاب العربي
> نريد الحديث عن مشاكل الكتاب العربي بشكل عام؟
- صناعة النشر تهددها في الفترة الاخيرة العديد من المخاطر تؤدي الى انهيارها على المستوى العربي فهم يحملون فكر وابداع المفكرين الى المجتمعات، ومن أبرز المشاكل:
- عزوف كبير عن القراءة ومحدودية تداول الكتاب.
- لم يترسخ في ضمير المواطن العربي حقوق الملكية الفكرية لذا تواجهنا ظاهرة تزوير الكتب وتنشر في أكثر من بلد عربي وأصبحت عابرة للحدود.
- الكتاب العربي يقابل أكثر من 20 رقيبا مما يؤدي إلى الحد من توزيعه ويؤدي بالتالي إلى محدودية الكميات المطبوعة والتي تؤثر في سعر الكتاب.
- ارتفاع ومغالاة بعض إدارات المعارض العربية في القيمة الإيجارية والذي يشكل عبئا كبيرا على الناشر نظرا إلى ارتفاع تكاليف السفر والشحن والإقامة مما يؤدي إلى إحجام بعض الناشرين عن المشاركة في بعض المعارض.
ولمواجهة هذه المشاكل عقد اجتماع مشترك بين الناشرين العرب ومديري معارض الكتب العربية في مكتبة الاسكندرية في سبتمبر الماضي وخرج الاجتماع بمجموعة من القرارات منها:
- وضع معايير واضحة لمشاركة الناشرين العرب في المعارض.
- التنسيق ودعوة المؤسسات والجامعات والمدارس لزيارة المعرض لاقتناء احتياجاتهم منه.
- إيجاد آليات جديدة للحد من الرقابة المفرطة على الكتب.
- التطبيق الحازم لمكافحة الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية.
وتم اعتماد مجموعة من التوصيات منها:
- تخفيض رسوم الاشتراك في المعارض.
- مشاركة اتحاد الناشرين العرب في اللجان المنظمة للمعارض.
- الغاء رسوم التوكيلات.
- النظر في اعفاء الناشرين من رسوم التخليص كما كان في الماضي.


أشاد بمعرض الكويت للكتاب ووصف زواره بالمثقفين ومتذوقي العلم والمعرفة
رئيس اتحاد الناشرين العراقيين عبد الوهاب الراضي: معارض الكتاب الفرصة المثالية لتسويق الإصدارات

كتبت: جويس شماس
اعتبر رئيس اتحاد الناشرين العراقيين ورئيس دار الكتــب العلميــة - بغـــداد والنــاشر العـــراقي عبد الوهاب الراضي، معرض الكويت للكتاب من أهم المعارض في الوطن العربي، لأسباب عديدة، فهو منصة ثقافية بامتياز بالنسبة إلى الناشرين الذين يرغبون في تسويق إصداراتهم وكتبهم، كما أن الكادر المنظم دقيق ومتفان من أجل إنجاحه، وعلى رأسه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والجهات الرسمية المختصة المعنية، كما أن الجمهور الكويتي متذوق للثقافة والقراءة ويطلع بحيوية على كل ما هو جديد ومفيد في هذا المجال.
وعن أهمية معرض الكويت الدولي للكتاب ومميزات المشاركة فيه، يقول «من دون شك يعد هذا المعرض من أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي، والذي ينتظره الناشر والقارئ المثقف على حد سواء سنويا، وقد يكون الأبرز على خريطة المعارض الثقافية في المنطقة»، خصوصا أن دار الكتب العلمية حريصة على التواجد فيها كلها، مثل الشارقة والقاهرة وبيروت والدوحة، في ظل عدم الإمكانية لحضور المعارض الأجنبية، ويقول «نختار أهم الإصدارات والعناوين المتنوعة التي تتناول مواضيع مهمة تشمل الأذواق والاحتياجات المختلفة من كتب مترجمة وروايات وإصدارات تشمل تعريف الأدب واللغة وتنميتها والعلم والأديان والنفط والاجتماع، وموسوعات عن العمارة في بغداد، بالإضافة إلى أكثر من ٥٠ عنوانا تتكلم عن تاريخ العراق وحضارته وتاريخه صدرت عندما اختيرت بغداد كعاصمة للثقافة».
شاملة ومتنوعة
ويؤكد أن الكتب والإصدارات الموجودة في جناحه شاملة ومتنوعة، حتى تلك الأدبية والثقافية الخاصة بالأطفال التي تصدر عن دار الفراشات التابعة له، وتقدم في المراحل الابتدائية، ليجمع بين «الكتب العلمية» و«الفراشات» كل ما يحتاجه زوار معرض الكويت للكتاب، كبارا وصغارا.
ويرى الناشر العراقي أن زوار معرض الكويت للكتاب جمهور انتقائي بكل ما للكلمة من معنى، يختار ما يحتاج إليه فقط، ويقول «وفقا لمشاهداتي، أؤكد أن هذا الجمهور انتقائي وباحث عن الكتاب أو الإصدار المفيد والجديد، ويهوى شراء الإصدار الذي يقدم له إضافة ثقافية وعلمية، ويبتعد عن الخيارات العشوائية، حتى إن فئة منهم تطلب أو تسأل عن عناوين غير متوافرة معنا أو عندنا، غير أن الأمر يعد إيجابيا كونه يحمل في طياته الكثير من العمق ويدل على الوعي العلمي والذوق الثقافي العالي، والاهم من ذلك، يعكس حب القراءة والمعرفة وطلب العلم في زمن سيطرة التكنولوجيا والألواح الرقمية».
وفي ظل تراجع الطلب على الكتاب الورقي في العالم العربي، يشير إلى أن الوسائل الحديثة أثرت بشكل كبير على الإصدار الورقي أو الكتاب في كل مكان، ولا ينحصر الأمر في المنطقة العربية فقط، غير انه لايزال الأهم بالنسبة إلى محبي القراءة والثقافة، ويوضح «اعتقد أن الكتاب الورقي والإلكتروني يسهمان معا في زيادة المعرفة لدى الإنسان، غير أن الوسيلة المفضلة تختلف بين شخص وآخر، ولكنني شخصيا أفضل النسخة الورقية لما تحمل في تفاصيلها من لذة ومتعة»، والدليل على ذلك ارتفاع نسبة زوار معرض الكويت للكتاب وأمثاله.
الحركة الثقافية
وفي ما يخص الحركة الثقافية في العراق، يشدد على ضرورة الفصل بين الوضع السياسي والمجتمع، فالمشاكل السياسية لا تعكس الحركة الثقافية في العراق، لأنه متحرك وحيوي يبحث عن كل جديد ويحاول تطوير ذاته، ويرى أنها حركة متطورة وناهضة تسير بخطوات ثابتة، على الرغم من غياب الدعم الحكومي المطلوب، ربما بسبب الأوضاع الراهنة وما مر به العراق خلال السنوات الماضية وعدم اهتمام المعنيين بالحالة الثقافية، لكنه يقول «بالتأكيد يسعى المجتمع لتطوير نفسه، لان الثقافة المرتكز الأساسي الذي ينهض بالشعوب ويغذي العقول بالأفكار النيرة والمفيدة وينشر الوعي والمعرفة والعلم، وبمعنى آخر للثقافة دور رئيسي في بناء المجتمع عامة، والإنسان خاصة».
ومن ناحيته، كناشر ورئيس اتحاد الناشرين في العراق، يحاول توفير الإصدارات والإنتاجات العلمية والأكاديمية التي تفيد المجتمع وتثري معرفته من جوانب عديدة، كما يركز على الثقافة العامة التي تؤسس لمجتمع متآخ ومتسامح يبني تعاملاته على أساس الشفافية، ويشدد على انه يحمل رسالة إنسانية واجتماعية وثقافية تتداخل مع بعضها لتوفير الأفضل لهم، ويقول «احمل رسالة مهمة وتسعى لتأديتها على أكمل وجه»، مثل المجلس الثقافي الشهري الذي يقيمه في منزله ويجمع نخبة من المثقفين والأكاديميين الذين يناقشون أهم المواضيع الثقافية الآنية ويطرحونها في ما بينهم، كما يشارك شخصيا في مداخلات ومحاضرات وأنشطة وندوات عامة مختلفة مرتبطة بالحركة الثقافية في بغداد والعراق.

 

أكدوا أن معرض الكتاب تظاهرة أدبية ثقافية تهدف إلى تنوير المجتمع

مديرو دور النشر الكويتية: إبداعات الكتب
تهدف إلى الارتقاء بالفنون والآداب
السريع: «مكتبة ضحى» تركز على إصدار كتب «الجيب»
الجوهر: «Dream book» استقطب مجموعة كبيرة
من الكتّاب الكبار
بن شافي: نحن لا ننشر إلا ما يستحق النشر
الحيدر: «دار بلاتينيوم بوك» تشجع الكتّاب الشباب

الدوسري: مشاركة «دار مدى» متميزة في هذا المحفل الثقافي الجميل
العيسى: الكتب الخاصة بتطوير وتنمية الذات الأكثر مبيعًا في «سما»
العمر: أول مشاركة لدار «خطوة» في المعرض
البدر: دار «نوفا بلس» مكتشفة المواهب

كتبة: فضة المعيلي
في دورة معرض الكويت للكتاب الـ 43 شاركت العديد من دور النشر الكويتية التي أجمعت على أهمية معرض الكويت الدولي للكتاب كمناسبة أدبية ثقافية متميزة خليجيا وعربيا تهدف إلى تنوير المجتمع وترتقي بالفنون والآداب وتضيف الكثير من المعرفة للشباب والناشئة.
«النشرة» جالت في المعرض والتقت أصحاب دور النشر الكويتية وكانت البداية مع نائب المدير العام ومؤسس شريك لمكتبة ضحى، ضحى السريع والتي قالت إن المكتبة تركز على كتب الجيب، حيث ان القراء يقتنون هذه الكتب لأنها بسيطة وإصدارات المكتبة تتنوع ما بين التنمية، والتنمية الذاتية، والمواضيع الأسرية حتى تزيد الوعي، وتزيد من تنظيم الأسرة. وأضافت السريع أن بداية التوسع والانتشار للمكتبة كانت في عام 2014، حيث أطلقت المكتبة متجرا إلكترونيا لبيع قرطاسية «ضحى» بعد أن تحولت الفكرة إلى شركة عائلية، لافتة الى أنه في عام 2018 حدث تطور كبير في المكتبة وتم إطلاق ثلاثة فروع، وتطبيق إلكتروني، وأكثر من 25 موزعا داخل الكويت وخارجها وأكثر من 350 منتجا، وأضفنا للقرطاسية كتبا، فلقد أصبحنا دار نشر أيضا. وبينت السريع أنهم يؤمنون بأن «الحاجة أم الاختراع» لذا يتم تصميم منتجات لتلبي الاحتياجات المختلفة بكل حب وجمال وإبداع وبلغة عربية وهوية إسلامية.

دريم
من جانبه قال مدير «Dream book» للطباعة والنشر مشاري الجوهر: مضى على تأسيس الدار ثلاث سنوات، ولكن في هذه الفترة استطاعت الدار أن تحقق نجاحا كبيرا وتثبت وجودها لتكون في مقدمة دور النشر على مستوى الخليج، وحتى الوطن العربي، لافتا الى أن الدار استقطبت مجموعة كبيرة من الكتاب الكبار الذين استطاعوا أن يحققوا معهم نجاحا كبيرا، مشيرا الى أن ذلك كان مجهودا مشتركا بين الجميع سواء من مسوقين، أو كتاب، أو الدار. وأضاف الجوهر أن الدار شاركت هذا العام في المعرض بـ 52 إصدارا جديدا ما بين الرواية، والقصة، وكتب تنمية وتطوير الذات.
وتابع المشاري: يوجد في الدار كتاب لديهم جماهيرية مثل مشعل حمد، ومحمد الباذر، ود. إيمان العنزي، وهنادي الهاشمي، ود. هديل الفرس وغيرهم من الأسماء.
وعن أكثر الإصدارات مبيعا لديهم رواية «قريبا ستمطر» لمشعل حمد، «رحلتي» للدكتور بدر الخبيزي، «إتكيت الحب» لطيفة اللوغاني، «وأصبحت أما هادئة» للدكتورة هديل الفرس.
المبدأ
بدوره قال صاحب ومؤسس دار «المبدأ» الشاعر والأديب مبارك بن شافي الهاجري: ان دار «المبدأ» أنشئت عام 2011، وقمنا بطباعة 34 كتابا منذ عام 2011، ذلك أن الدار تقوم باختيار الكتب المناسبة للنشر. وعلق قائلا «نحن لا نشر إلا ما يستحق النشر»، مشيرا الى أنه ليس بالأساس أن يحقق مبيعات لكنه يستحق النشر ويبحث عن القارئ الفعلي الذي يبحث عن الثقافة والأدب. وأكد بن شافي أن الدار تنشر قليلا بحيث نستحق أن نسمى أنفسنا «دار المبدأ».
وعن رأيه في معرض الكويت للكتاب يقول بن شافي «ان معرض الكويت للكتاب من أنجح المعارض على المستوى العربي».

بلاتينيوم
أما المدير التنفيذي لشركة «دار بلاتينيوم بوك» يوسف الحيدر فقال إن الدار تعد شبابية، حيث تهتم بالكتّاب الشباب، ونشجعهم على الكتابة، ودائما نحتوي القراء الشباب.
وأضاف الحيدر أن الدار تشتمل على الكثير من الإصدارات والمجالات من رياضية، وسياسية، وروايات، وكتب تختص بتطوير الذات. وشكر الحيدر جهود إدارة معرض الكويت للكتاب.
وأضاف أن الشركة تسعى إلى ربط الأحلام بالواقع، وأن طموحات الشركة تنقسم إلى أكثر من مدى، فعلى المدى القصير تسعى الشركة إلى إثبات أحقيتها في موقع الصدارة لمنافساتها المحلية والعربية، في إطار من التكامل والتعاون مع الجميع بما يخدم الحركتين الثقافية والأدبية في المنطقة. مع تقديم كل ما هو مشوق للقارئ والسعي إلى جذب غير القراء من فئة الشباب إلى هذه الهواية المفيدة، أما على المدى البعيد فإن الشركة تطمح لجعل الكتاب في يد المواطن العربي بأهمية الطعام والشراب، فيتحول كنظيره الغربي إلى قارئ نهم يستغل كل لحظة فراغ في حياته بما يعود عليه بالمنفعة من خلال القراءة والاطلاع.

مدى
وقال مدير عام دار مدى للنشر والتوزيع مبارك فهد الدوسري إن مشاركة الدار هذه السنة مشاركة متميزة، من حيث الإصدارات الجديدة فاقت العشر إصدارات وأبرزها الثلاث كتب للدكتور وليد العلي رحمه الله، وكتب للدكتور عادل المطيرات وهو أستاذ بكلية الشريعة في جامعة دولة الكويت، وأيضا كتاب عبارة عن رسالة ماجستير بعنوان «الحياة علاقة وثيقة بين الإيمان والأخلاق» للأستاذة عيدة العازمي، وحصلت المؤلفة على درجة الامتياز بها.
وأضاف الدوسري أن الدار قامت بطبع ربع مليون نسخة من كتاب مجموعة من الأذكار، وحصن المسلم والعلاج بالرقية للمؤلف الدكتور سعيد القحطاني رحمه الله. وقال الدوسري ان مشاركة الدار متميزة في هذا المحفل الثقافي الجميل، ولا شك أن هذا دعم أولا وأخيرا بعد الله عز وجل وتوفيقه من إدارة معارض الكويت للكتاب، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فهم داعمون للناشر والمؤلف الكويتي، لافتا الى أن معرض الكويت للكتاب هو من أبرز المعارض العربية والكويتية للكتاب والثقافة.

سما
أما مدير عام «سما» للنشر والتوزيع يوسف العيسي فقال: إن دار «سما» تأسست عام 2013، وكل سنة موجودة ومشاركة في معرض الكويت للكتاب، داخل الكويت، وخارج الكويت على مستوى الخليج، مع مشاركتين خارجيا في الجزائر والأردن.
وعن رأيه في معرض الكتاب هذه السنة قال العيسى ان كل سنة هناك تغيرات جذرية في المعرض، مشيرا الى أن هناك إقبالا جماهيريا كبيرا وملحوظا على المعرض.
وعن أكثر الإصدارات مبيعا في الدار أوضح العيسى انها الإصدارات الخاصة بالتنمية وتطوير الذات. أما عند سؤاله عن الكتابة الشبابية في الكويت هل تطورت فقال: «تطورت والدليل أن هناك أسماء لديها بصمة واضحة في المعارض الخليجية، وأن الاقبال على دور النشر الكويتية».

خطوة
وقال الكاتب والروائي وصاحب دار نشر «خطوة» للنشر والتوزيع عمر فيصل العمر ان هذه أول مشاركة للدار في معرض الكويت للكتاب في دورته الـ 43. وعن الكتب الأكثر مبيعا يقول العمر «كتب الدار متنوعة ومنها روايات مختلفة، وكتب في التراث». وعن رأيه في المعرض أشار العمر الى أن الحضور جميل في المعرض. وأوضح العمر أن الدار استقطبت الكتّاب الشباب، فهم بدايتهم تكمن في خطوة، مشيرا الى أن الكثير من الأعمال الشبابية تقدمت للدار ولكن الدار قامت باختيار ناس مبدعين.

نوفا
من جانبه قال مدير العلاقات العامة سعد البدر لدار نوفا بلس ان الدار تأسست في عام 2012، وهي دار مختصة في الأدبيات، مشيرا الى أن الدار تركز على الأعمال التي تخص الشباب، والتي تجذبهم نوعا ما، أكثر الأعمال مطلوبة في الدار هي أدب الغموض والفانتازيا.
أما عن أكثر الكتّاب مبيعا للكتب عندهم فيقول «يتصدر القائمة الأستاذ عبد الوهاب الرفاعي ليس على مستوى الدار فقط ولكن على مستوى المعرض ولدينا أسماء أخرى مثل أحمد الناصر، وجعفر سلمان، وأسماء أخرى، والجميل في نوفا بلس وليس مديحا في الدار هي انها مكتشفة للمواهب، فتقدم كاتبا يمتلك جميع الأدوات الأدبية الفعلية وليس مجرد طباعة كتاب».
وعن رأيه في معرض الكتاب هذا العام يقول البدر: «كانت البداية سيئة بسبب الظروف الجوية، ولكن أحس بتلهف الجمهور الكبير خلال اليومين الماضين، وأتمنى أن يستمر على هذا الحال حتى نهاية المعرض». أما عن رأيه في الكتاب الشباب فوجه البدر نصيحة للكتّاب بأن يقرأوا كثيرا، وأن يثقوا في إمكانيتهم، مشيرا الى أن الموضوع ليس بفتح ملف «ورد»، مضيفا أن هناك أسماء كثيرة ظهرت على الساحة تبشر أن الكويت لازالت وستبقى في صدارة الدول العربية في تصدير الكتّاب الشباب، وحيث انهم أيضا حققوا مراتب في الصدارة على مستوى الخليج.
وأضاف البدر أن الكويت مخولة خلال السنوات القادمة لأن تصبح عاصمة الأدب العربي، ذلك بسبب تنوع دور النشر الموجودة، وهناك دور مختصة بالترجمة، والكتّاب الشباب، ودور متنوعة في الكتب التاريخية وتهتم بالعلوم.
وأضاف البدر أن أغلبية الكتاب في الوطن العربي بشكل عام والخليج بشكل خاص يتمنون أن تستقطبهم الدور الكويتية ، ولمسنا ذلك من خلال مشاركتنا في المعارض الخليجية والعربية.


في أمسية حضرها السفير الزعابي بمعرض الكويت للكتاب
إيمان اليوسف وناصر الظاهري تحدثا عن سيرة الفجر والحب والكتابة

كتب: شريف صالح
بحضور السفير الإماراتي لدى دولة الكويت رحمة الزعابي، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.عيسى الأنصاري، أقيمت ضمن أنشطة معرض الكتاب الثقافية أمسية بعنوان «شهادات إبداعية في سيرة الفجر والحب والكتابة» قدمتها مريم الموسوي، وتناولت التجربة الإبداعية لكاتبين من دولة الإمارات هما الكاتبة إيمان اليوسف والكاتب ناصر الظاهري.
تحدثت اليوسف عن أهم أعمالها الإبداعية ومنها ثلاث مجاميع قصصية هي: وجوه إنسان، طائر في حوض السمك، وبيض عيون، إضافة إلى روايتها «حارس الشمس» التي فازت بجائزة الإمارات للرواية عام 2016 وقالت إن الرواية تتحدث عن ما حدث في الموصل من تفجيرات وتحطيم الآثار وبطلها شخص لديه حلم يكافح من أجله. وتطرح الرواية سؤال ما الأخلاقي وما هو غير أخلاقي؟ وكيف نرى أنفسنا وكيف يرانا الآخرون!
وذكرت أن البعض تهكم على عنوان «بيض عيون» لكونه يبدو كتابا في الطبخ لكنه مجموعة قصصية سريالية تتحدث عن بداية التكوين والحياة وسؤال الهوية والانتماء.. هل نحن ننتمي إلى أنفسنا أم إلى الوطن؟
كما تطرقت إلى تجربتها مع البرنامج الأدبي لجامعة «آيو» الذي يستضيف كتابا من مختلف أنحاء العالم، وقالت إنها رشحت له من خلال السفارة الأمريكية في الإمارات حيث قضت بموجبه ثلاثة أشهر هناك بصحبة العديد من الكتاب من ثقافات متنوعة وأسعدها رؤية اقتباسات هؤلاء الكتاب معلقة على إشعارات مضاءة داخل المدينة الجامعية.
وردا على سؤال حول ترجمة أعمالها كي تصل إلى قراء آخرين خارج الثقافة العربية قالت إن الغرب لديه تصورات مختلفة عنا والبعض يظن أننا مازلنا نركب الجمال وأنه لا يوجد لدينا أدب. لذلك حاولت في إحدى الندوات تقديم الصورة الحضارية للمرأة العربية في الإمارات ودول الخليج. ولا شك أن الترجمة تلعب دورا مهما في تغيير الصورة وسد هذه الفجوة الكبيرة مع الآخر.. وبالفعل روايتي «حارس الشمس» ترجمت إلى ثلاث لغات. لكن من الصعب على الكاتب أن يتحمل بنفسه تكاليف الترجمة وتوزيع العمل وهناك بالفعل في الإمارات مشروع ترجمة مهم أرجو له أن يتطور.
وعن السؤال الذي يشغلها في أعمالها قالت اليوسف: مهما كتب الكاتب لديه دائما سؤال واحد يحاول الإجابة عنه أو هاجس أساسي يلح عليه. وأعتقد أننا في الحياة في مرحلة اكتشاف بغض النظر عن اختلاف تفاصيلنا.. والسؤال الذي يلح علي هو الانتماء.. انتماء إلى حلم أو قضية أو مكان.
وعن علاقتها بالقارئ رأت أن القراء اليوم أصبحوا نقادا متفاعلين على الفور من خلال منصات التواصل الاجتماعي. على عكس الأمر قبل ذلك لم يكن التواصل سهلا بين الكاتب والقارئ.. وذكرت مدى تأثرها بالكاتب الكبير توفيق الحكيم عندما قرأت له «مصير صرصار» وتلتها بجميع أعماله وكانت تمني النفس بلقائه لكنها فوجئت بوفاته منذ سنوات طويلة! الآن القارئ يكلم الكاتب بشكل مباشر في أي وقت.
يملك الكاتب الإماراتي ناصر الظاهري سجلا مميزا في مجالات شتى فهو حاصل علي البكالوريوس في الإعلام والأدب الفرنسي من جامعة الإمارات عام 1984. درس دراسات عليا في معهد الصحافة العربية جامعة السوربون «باريس». وعمل في الحقل الصحافي والإعلامي، كما عمل مديرا لتحرير جريدة الاتحاد ، ورئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعضو الهيئة الاستشارية لمشروع «كتاب في جريدة» اليونسكو.
تأثر بفقد والده الذي كان سندا له وعرف اليتم منذ طفولته وتحمل المسؤولية وعبء الحياة ومال إلى العزلة والكتابة.
كما شكل الأدبين الفرنسي ثم الروسي نقلة مهمة ومن بعدها أدب أمريكا اللاتينية. وكذلك كتب مشاهداته في أكثر من 22 بلدا في العالم عبر مقالات شهرية تحت عنوان «تذكرة سفر».
وعن تجربته الثرية تلك قال: أعتبر نفسي مثل النسيج المكون من الكتابة والكاميرا وعدسة السينما.. وما لا أقبض عليه عن طريق الكلمة أستطيع توثيقه بالعدسة واعتبر كل صورة هي قصة تحكي.
ردا على سؤال حول الصحافة وكتابة عمود يومي قال الظاهري: كتابة عمود يومي أكسبتني خبرة لاعب السيرك والاستعداد الدائم للكتابة وحاولت مزج الكتابة الصحافية بالأدب.
عن أيهما أقرب إليه قال: دائما أصابعي كثيرة هنا وهناك لكنني أميل إلى القصة أكثر من الرواية وإلى الفوتوغرافيا أكثر من السينما. واعتقد أن القصة فن صعب مقارنة باستسهال البعض الآن لكتابة الرواية.
حول عضويته للعديد من لجان التحكيم علق مازحا: بسبب عضويتي تلك لم أفز بجوائز كثيرة.. واعتبر التحكيم ذائقة ومن خلالها أقوم بنثر فكرة نبيلة وتشجيع عمل إبداعي وفتح النوافذ للكتاب والشعراء.


شهد ورش «الكريجه» و«الطين» و«الرسم بالرمل» و«الكتابة على الأكواب» و«المهفة»
جناح مراقبة ثقافة الطفل يُحيي الألعاب التراثية والأعمال اليدوية


كتبت: سهام فتحي
تواصل مراقبة ثقافة الطفل بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هامش معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 43 تقديم أنشطة للأطفال فضلاً عن جملة من الفعاليات اليومية والعديد من الورش المتنوعة وأركان للرسم والتلوين وأخرى للعب والترفيه. وحرص القائمون على جناح مراقبة الثقافة على إيلاء الطفل اهتماماً كبيراً لإسعاد الأطفال وتشجيعهم على الأعمال اليدوية من أجل إحياء وتعليمهم بعض الأنشطة القديمة ولتعويدهم على الاستفادة من كل ما يحيط بهم وإمكانية إعادة تدوير كل ما يستخدمونه. وشهد جناح ثقافة الطفل إقبالا كبيرا من الزوار وخاصة الأطفال، الذين استمتعوا بالورش التي أقيمت به وهي:
ورشة «الكريجه»
يعشق الأطفال الدمى وتعتبر أقدم الألعاب التي عرفها الإنسان وتعكس جزءاً من ثقافات الشعوب، بما تحمله من موروث وطقوس ميزت حضارة عن سواها، ارتبطت بأنامل الجدات، ومحاولاتهن إسعاد أحفادهن منذ زمن طويل. وبهدف حفظ هذا التراث الرائع المحبب للقلوب، وإحياء لذكريات الطفولة، وتعميق الارتباط بأواصر الماضي الجميل، تنظم ورشه الكريجه بهدف تقوية الارتباط بالموروث التقليدي. و«الكريجه» تعنى الفتاة الجميلة. تقوم المسؤولة عن الورشة منى الخليفي بتعليم صناعة الدمى للمشاركين، وتلقينهن كيفية صنع دمية متكاملة الخطوات، ليحصلن في النهاية على دمية صغيرة ذات خصوصية، لاسيما أنها صنعت بأيديهم.
وتتميز هذه الدمى بكونها ترتدي الأزياء التقليدية، مثل البرقع والشيلة والعباءة المشغولة.
تبدأ صناعة الدمى القديمة والمصنوعة من قماش، بتحضير المواد اللازمة، من بينها قطع من القماش القطني، وحبال وقطن أو صوف وخرز وخيوط وغراء لتثبيت الدمية. وحول طريقة صناعة الدمى أوضحت الخليفي انها سهلة وبسيطة وتبدأ بقص بواقي الأقمشة المتوافرة المزخرفة بحسب الدمية إذا كانت بنتا أو ولدا واستخدام الاعواد الخشبية والغراء. ولعمل الوجه يرسم يدويا أو باستخدام الأزرار والأدوات البسيطة.
ورشة «الطين»
أوضحت مسؤولة الورشة سلوى الشراح أن الطين يصنع من مواد بسيطة سهلة ومتوافرة من خلال مزج الماء الدافيء وصبغة الطعام الملونة الصحية ويضاف لها ملح وزيت نباتي وطحين ويعجنها الطفل، وعقب ذلك تقسم ويمكن استخدامها بشكل آمن وصحي للغاية حيث ان الطین من المواد الطبيعية التي لا تضر الطفل كما أنها تساعده على استخدام حواسه وتزيد من درجات تركيزه وتمكنه من صنع المجسمات والأشكال المختلفة.
وأعربت الشراح عن سعادتھا بالإقبال الملحوظ على الورشة وحماسة الأطفال المتدربین وعزمھم على صقل مھاراتھم الفنیة، وأوضحت أن أعمار الأطفال المشاركين من سبع سنوات فما فوق.
ورشة «الرسم بالرمل»
قالت شوق المسباح مسؤولة الورشة ان الرسم بالرمل فكرة قائمة على إعادة تدوير لملح الطعام مع الطباشير الملون من خلال مزج الطباشير مع الملح مما ينتج عنه رمل ملون ويتم تعبئته في زجاجات صغيرة لصنع قلادات أو ما يشابهها، ويعد من أبسط وأوفر الخبرات الحسية التي يمكن تقديمها لأطفالنا، وتساعد على التجربة وإيجاد أفكار جديدة وتطلق العنان للمخيلات، كما تعطي الطفل ثقة بنفسه عندما يرى إنجازاته وأعماله الصغيرة وقد نالت إعجاب الآخرين وتقديرهم.
ورشة «الطباعة على الأكواب»
أكدت سلوى الشراح المسؤولة عن ورشة الطباعة على الأكواب أن الورشة مبتكرة وتجذب الأطفال كونها فكرة جديدة وسهلة التنفيذ إضافة إلى توافر المواد المستخدمة وسهولة التنفيذ، حيث يمزج الماء مع طلاء الأظافر ويوضع الكوب بشكل سريع ولمرة واحدة في هذا الخليط ليحصل الطفل على كوب مطبوع ومميز ويسعد بشكله المتفرد.
ورشه «المهفة»
«المهفة» هي المروحة اليدوية التي يعشقها الأطفال ويصنعونها لسهولتها ولاستخدامها في اللعب، وتوضح شوق المسباح مسؤولة الورشة ان صنع المهفة الورقية سهل وبسيط، يستخدم الأطفال المشاركون في الورشة ورقا ومجموعة من الأقلام الخشبية الملونة، ويرسمون على الورقة البيضاء ثم تلون بألوان زاهية. ثم يقومون بطي الورقة الملونة من أحد جوانبها، مع الاستمرار بطيها بأبعاد متساوية وتثبيتها بكمية مناسبة من الغراء اللاصق لعدم سقوطها أثناء تحريك المروحة بسرعة.
وتوضح المسباح ان مثل هذه النوعية من الورش تعلم الطفل التفاعل الاجتماعي وتساعده على الاسترخاء والتركيز. كما تعطي إحساسا بالراحة والرضا للطفل.

Happy Wheels