النشرة السابعة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة السابعة

 

 

عرض قدمته فرقة مسرح الخليج العربي ضمن عروض المهرجان

 

«نكون أو لا نكون» .. شكسبير
في الدسمة!

 

«هاملت» و«فهد» لا يتكاملان ولا يتلاقيان

 

نص بدر محارب يختلف كثيرا من حيث الأحداث عن العرض

 

مشاري المجيبل اجتهد
في حلول ابتعدت عن الهدف

 

الحلول الأحادية تطغى
على أبعاد التجربة

 

كتب: عبدالستار ناجي
يقول المخرج الشاب مشاري المجيبل، في كتيب العرض: «بعيدا عن النقد وبعيدا عن التساؤلات، دعونا نستمتع». ومن منطلق الاستمتاع تأتي هذه المحطة النقدية عن مسرحية «نكون أو لا نكون» لفرقة مسرح الخليج العربي، من تأليف الكاتب بدر محارب ومن إخراج مشاري المجيبل. حيث يأخذنا النص الذي تمكنت من قراءته ويبدو شديد الاختلاف عن العرض، بل إننا ذهبنا إلى متاهات لا يمكن لها أن تتحقق خصوصا في تغيير الأحداث ومسارات الشخصيات التي ظلت في النص تتحرك في مسارين هما حكاية الأمير (هاملت) والشاب فهد.
يبدأ النص والعرض بالمشهد الذي تتم استعادته في نهاية العرض، حيث يلفظ هاملت أنفاسه الأخيرة إلى جوار «وراشيو»، حيث يقول ذلك المنولوج المطول:
الله يغفر لك.. وإني لماض في أثرك
حان حيني يا وراشيو... وداعا أيتها الملكة التعسة
وأنتم يا من شحبت وجوههم
وارتعدت فرائصهم لهذا الخطاب
إنكم بمنزلة النظارة
أو الممثلين الصامتين في هذه المأساة
لو أن لدي فسحة من الوقت – غير أن الموت هو كالشريك الجبار يقبض قبضا لا هوادة فيه لسردت عليكم قصة... ولكن دعونا من هذا يا وراشيو... أدركني الموت وأنت حي ترزق.. فعليك أن تقص قصتي، وتدافع عن قضيتي لدى المنكرين والجاحدين».
هذا المشهد يعود إلينا في نهاية العرض، ولكن ما الرابط بين هذه القصة وقصة فهد. حيث تأتي قصة هاملت من رحم صراع ملوك وعروش، بينما تبدو قصة فهد كأنها قراءة محلية للحدث، ولكن إلى أين تقودنا تلك الحكاية؟ واستدعاؤها أصلا عبر النص، ولاحقا من خلال العرض الذي راح يبتر من أجزاء النص الكثير من الأحداث، فنحن في نص الكاتب بدر محارب أمام 14 مشهدا ومشهد ختام تناثرت وتغيرت مسارات الشخصيات.
تظل حالة الانتقال بين هاملت (وليم شكسبير) وبين قصة فهد اعتبارا من مشهد الحلم إلى عدد من المحطات. وصولا إلى موضوع السفر إلى بومباي، ثم تغيير مسارات الحدث؛ فبدلا من أن يقتل «أبو سعد» على يد فهد، نجد أن الذي يقتل هو «بوعواد» الذي يمثل الذاكرة لذلك الحدث وتلك القضية. مشيرا إلى أن معطيات «بوسعد» (بولونيوس) الذي يظل تلك الشخصية المطيعة التي تلبي الأوامر، بل إن النص الأصلي يذهب إلى ذلك الجانب، ونشاهد لاحقا انتحار ابنته، بينما عرض المخرج مشاري المجيبل يذهب إلى اغتيال بوعواد، وهو حل ذكي في أن شاهين (كلوديوس) يريد أن يلغي الذاكرة والإرث. ولكن هذا الاغتيال رغم ابتعاده عن مسارات الفعل الدرامي بالذات فيما يخص حكاية هاملت وفهد، وأيضا علاقة شاهين وكلوديوس وبقية الأحداث.
شكسبير حينما يحط رحاله في مسرح الدسمة، سواء عبر نص الكاتب بدر محارب أو عرض مشاري المجيبل؛ فإننا معنيون بمعرفة تلك القامة الشامخة ودلالات أعماله وقيمها الكبرى ومعانيها ومضامينها النابضة منذ أكثر من أربعة قرون من الزمان. والأمر ليس بتلك السهولة المفرطة التي يتصورها البعض.
وحينما نتذكر – هاملت – ذلك الأمير الدنماركي الذي يظهر له شبح أبيه ليدعوه إلى الثأر من عمه. حيث صراع العروش والممالك عبر صراع كوني شمولي، وفي المقابل حكاية فهد التي تبدو ضيقة أمام الصراع الضخم التي تعيشه أحداث النص الشكسبيري. فهد القادم بلا تاريخ فيما – هاملت – حينما يحضر تحضر كل القضايا الكبرى بالذات الكينونة... المخرج مشاري المجيبل يجتهد تارة عبر الاشتغال على النص، وعبر حذف كم المشاهد ومزج الحوارات. وهذا ما نلمسه في حذف شخصيات مثل سعد ابن بوسعد الذي يشكل في النص حالة من الصراع. وفيما أن قتل بوعواد يلغي تلك الذاكرة، حيث نص بدر محارب يستعيد شخصية بوعواد في المشهد الأخير ليروي الحكاية. بينما تنتهي الحكاية إلا من استعادة الحلم وهي استعادة غير مبررة.
وضمن تغيير الحوار يأتي الحوار الذي كان على لسان هاملت في مشهد المقبرة على لسان أوفيليا.
شكبير في الدسمة. أو هاملت في الدسمة كنا نتوقع نصا يستلهم هاملت ليمتطي صهوة تلك الشخصية وأحداثها ومضامينها فإذا بنا أمام فعل درامي وحكاية ضيقة حتى مع التغيير في اغتيال بوعواد مكان بوسعد، وحتى مع منح ليلى حوارات إضافية، والتحويل في شخصية «بوسعد» (بولونيوس)؛ لأننا أمام شخصية «كلوديوس» المتورط سلفا والذي اغتال أخاه الملك، وأيضا بوعواد لاحقا.
في العرض هناك شذرات جميلة علينا التوقف أمامها بعيدا عن استحضار هاملت وشكسبير، وربما شيء من الاجتهاد في التعامل مع الأحداث والشخوص عبر إقحام حكاية ظلت تلهث للحاق بموضوع وصراع هاملت وعذاباته؛ لأننا أمام شخصية فهد لم نكن لنحس بذلك الصراع وتلك المواجهات.
وهذا لا يمنع من تحية فرقة مسرح الخليج العربي على هذه التجربة، ومنح الفرصة لحوار بين جيلين هما جيل الكاتب بدر محارب وجيل المخرج مشاري المجيبل، حتى وهو يهمش النقد في كتيب العرض، داعيا إلى الاستمتاع. ونحيي اشتغاله مع فريقه الذي راح كل منه يتحرك عبر قراءات أحادية الجانب. هذه القراءة الأحادية تكاد تكون عنوان التجربة، حيث المخرج يقرأ النص كأنه يتبرأ منه، بل إنه يتبرأ من هاملت وربما شكسبير؛ لأنه يريد كل ذلك لمجرد الذريعة لتقديم تجربة يستحضر بها الفرقة الموسيقية التي نحترم حضورها، ولكن القراءة الأحادية في اشتغالها حيدت البعد الانسانى العالمي إلى الموسيقى والألحان المحلية البحتة حتى رغم احترافية الفرقة وأصواتها إلا أنها ظلت محصورة في المنطقة المحلية الضيقة، فيما راح صوتها في مناطق عدة يعلو على صوت وأداء بعض الممثلين.
على صعيد السينوغرافيا هناك اجتهادات ولكن جزءا كبيرا منها يظل يتحرك في الدائرة الأحادية التي تخلو من الفعل والفكر والحوار الجماعي الذي يستنهض التجربة ويمنحها كثيرا من الألق والتوهج. لذا تأتي الأزياء باهتة ولا تحمل أي دلالات. بل إننا حينما نرى زي فهد وهاملت، والزي ذا الكم الطويل في يد والقصير في اليد الأخرى للتعبير عن حالة الشخصيتين هو بلا أدنى شك حل ضيق، كما هو البقعة الحمراء في زي شاهين (كلوديوس). بينما غابت هذه الدلالة عن زي بوسعد (بولونيوس).
وقبل أن نقلب صفحة السينوغرافيا نشيد باشتغال الفنان د. فهد المذن على صعيد الإضاءة، حيث يشتغل في مناطق تمنح العرض الشمول، وتجعل كوادر العرض من الممثلين تنساب في تلك الفضاءات بأريحية. بينما تظل هناك مجموعة من الأسئلة حول ديكورات الفنان محمد الربيعان في عدد من المشاهد، ودلالات وضرورة تلك الديكورات، مثل مشهد حوار هاملت عن الباب، في وقت كانت الإضاءة كافية لتحقيق معادل الديكور.
هناك حضور يستحق الإشادة على صعيد الأداء. ونخص الفنان حسن إبراهيم، حيث التباين والوضوح في التعامل مع الشخصيتين، وهكذا الأمر مع الفنانة الشابة كفاح الرجيب، بينما ظل مشاري المجيبل منهكا متعبا يلهث وراء الأداء ومحاولة التنويع، خصوصا ونحن أمام شخصية تتطلب أداء أكثر عمقا وأكثر معايشة وتقمصا للحظات الرحلة التي تمر بها الشخصية من الحلم والرؤيا إلى الشبح، وصولا إلى لحظات التفكير في الانتقام. وبعفوية طاغية يطل علينا علي العلي بشخصية بوعواد.
مسرحية «نكون أو لا نكون» تتحدث في الفعل عن الفعل الجمعي. وهنا التفاتة ذكية من النص لتجاوز الكينونة الفردية ولكن ماذا تحقق من العنوان بمرادفاته الجمعية «أكون تحولت إلى نكون»، حيث جملة هاملت الشهيرة هي «أكون أو لا أكون»، فهل كانت الكينونة للشخوص والأحداث؟ بل إننا نذهب إلى ما هو أبعد من كل ذلك، العرض، والكينونة هذا السؤال نتركه للجمهور ونقادنا، وأيضا فريق عرض المسرحية.

 


مشاري المجيبل: الممثل يعيش الحالة مع الموسيقى.. و«دعونا نستمتع بعيدا عن النقد»

 

محارب: «نكون أو لا نكون» .. عمل أردت
من خلاله أن يكون لدينا هاملت في الكويت

 

د. أيمن الخشاب: كل عمل أدبي كبير صالح لكل زمان ومكان وإلا ما كان ليصمد مئات السنين

 

د. سعداء الدعاس:
حرية إبداء الرأي للجميع واستمتعنا بعرض
مسرحي متميز
علاء الجابر: شاهدنا في «نكون أو لا نكون» عرضا يحترم جمهوره بامتياز
كتب: يوسف غانم
شهدت الندوة النقاشية المصاحبة للعرض المسرحي «نكون أو لا نكون» لمؤلفه بدر محارب ومخرجه الشاب المبدع مشاري المجيبل، والذي يعرض ضمن مهرجان الكويت المسرحي العشرين على مسرح الدسمة، شبه إجماع من الحضور على جودة العمل وتكامل عناصره الفنية من حيث النص والإخراج والديكور والأزياء والإضاءة والموسيقى وأداء الممثلين على خشبة المسرح.
وقد أدار الندوة باقتدار وتميّز الفنان الكبير سامح الصريطي الذي عبر عن سعادته بمتابعة ومشاهدة عرض مسرحي بهذا المستوى لمخرج شاب.
وفي البداية وبأسلوبه المحبب توجه الصريطي بالشكر والتقدير إلى إدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ولمدير المهرجان الأستاذ فالح المطيري وإلى جميع المشاركين والحضور ولكاتب العمل المؤلف بدر محارب وللمخرج مشاري المجيبل، معبرا عن سعادته وتشرّفه بإدارة هذه الندوة، للحديث عن هذا العمل المميز الذي جمع بين الماضي والحاضر، وليحقق كلمة المؤلف ورسالته التي وجهها عبر البروشور التعريفي للعرض «يحكى أن ... في أي حقبة تاريخية.. وعلى أي بقعة جغرافية .. يبقى الإنسان هو الإنسان..»، كما أشكر المخرج الذي لم يرد لنا أن ننشغل بأي أسئلة من خلال جملته الجميلة جدا، وبعيدا عن النقد وبعيدا عن أي أسئلة «دعونا نستمتع»، ونحن نقول له إننا استمتعنا.
ثم قدم الصريطي المعقب على الندوة الدكتور أيمن الخشاب، مقدما نبذة عن سيرته الذاتية، بما تحمله من خبرات أكاديمية وعلمية وتجارب علمية وتنظيمية وكذلك عضويته في العديد من اللجان التحكيمية وغيرها من الخبرات.
وقد بدأ الدكتور والناقد أيمن الخشاب الحديث معبرا عن فخره بأن يكون معقبا على مسرحية من تأليف الكاتب الكبير الأستاذ بدر محارب، ومخرجه مشاري المجيبل، أحد الطلبة الأبناء الذين حاول مع من حاول من المدرسين أن يقدم لهم شيئا والذي كان من المتميزين والموهوبين منذ السنة الأولى وكان الجميع موقنا أنه سيكون متميزا كممثل وكمخرج، مشيرا إلى أنه عند استدعاء الأعمال الكبرى كهاملت أو أوديب أو الكترا وغيرها من الأعمال الأدبية المميزة فمن المؤكد أن هذا العمل الفني عندما يستدعى يأتي لكي يسائل حاضرا معاصرا وواقعا مجتمعيا محددا وهذا التساؤل مطروح على واقع محدد في زمن محدد.
والحقيقة أن الكاتب أو المخرج يكون أمامهما خيار من اثنين، إما أن يستلهم النص الأصلي استلهاما ويقول لنا لا علاقة لكم بهاملت شكسبير، وسأقدم لكم «هاملت» آخر هو هاملت «بدر – مشاري»، أما الخيار الثاني فهو أن يضعنا أمام نسقين الأول النص الأصلي والثاني العرض المقدم، مستشهدا بإحدى الروايات لرواة الأفلام التي قدمت في هذا السياق مع وجود النص الأصلي، موضحا أنه خلال مشاهدتنا لهذا العرض «نكون أو لا نكون» كان هاملت شكسبير حاضرا مع كل متفرج منا في تضاد مع «فهد» وقصته مع «شاهين» في هذا العمل والمجتمع، الأمر الذي اضطرنا لأن نرى الاختلافات في سير الأحداث والتي خالفت النص الشكسبيري والمعروف لدى الغالبية، ثم إن هذه الاختلافات هل ستفتح لنا رؤية جديدة أم كانت في حدود المغايرة فقط، وحقيقة أن الاختلافات كانت كثيرة منها مقتل بولونيوس، حيث ان هاملت لم يقتله وانتحار أوفيليا يأتي مع موت هاملت في نفس التوقيت، هاملت يعرف أن عمه من قتل والده في مفاجأة كبيرة وهي ظهور الشبح، بينما فهد يعرف أن عمه قتل والده من خلال حلم أو رؤية، لكن بعد الحلم يأتي المشهد من خلال الشبح وكـأنها قُدمت مرتين، وهي تكرار لنفس الأمر، وهذا لم يخلق لنا بعدا جديدا أو طرحا جديدا لأنها اختلافات، و«بو سعد» لم يكن رجل فعل بل رجلا أجيرا يتبع سيده القادر على القتل، وحتى في الأزياء لاحظنا أن الوحيد الذي يظهر اللون الأحمر على ذراعه اليسرى بدلالة معينة وهو الذي قَتل بالفعل أمامنا، وأجمل ما بدا أمامنا مسألة قتل «بوعواد» من قبل «شاهين» والتي أرى المسرحية تكمن هنا، لماذا؟! لأن «بوعواد» هو حامل التراث، هو الهوية لهذا الوطن على اتساع دلالته، الراوي الشفهي للسيرة ولعنترة وأبوزيد، والمخرج أكد ذلك بدلالة غاية الذكاء إذ ان دائما يظهر وهو يحمل دفترا، علما أنه على المستوى الواقعي في تأكيد ضمني على أن هذا الشخص هو حامل التراث والمثقف، الذي قتلته السلطة الغاشمة كي لا يكمل قصته، بينما شاهين هو من يقتل التراث لكي لا نعرف الحقيقة، ويكتم صوتها بالسم، لينهي القصة، وهذه المغيرة في الحقيقة كانت مدخلا رائعا لتناول هذا العمل.
وحقيقة وكما قيل الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان، وأرى أن أي عمل أدبي كبير هو صالح لكل زمان ومكان، وإلا لما كان ليصمد مئات السنوات، لكن الاستدعاء الآني قائم، فكل شيء يشترى بالمال، والتاجر «شاهين» يحاول اغتيال الثقافة واغتيال الهوية، وينجح في ذلك، وتلك قضية معاصرة كنا نتمنى التركيز عليها أكثر.
وحول العرض أوضح د. أيمن أن بناء النص فرض ذاته خلال العرض، مع اللغة واختلاف النبرات، وعلى مستوى الحركة أتصور أنه كان لا بد أن تكون هناك مغايرات، كما أن توحيد الملابس لم يوصل الرسالة المرادة، وأتساءل لماذا المكياج الخاص الجامع بين الشخصيات، والموسيقى كان هناك مستويان شرقي وغربي ولكن حبذا لو كان هناك فاصل بين المقاطع.
وأكد د. الخشاب أننا أمام تجربة تستحق أن نتوقف عندها، وهناك الكثير مما يقال في هذه التجربة الغنية.
وكانت الدكتورة سعداء الدعاس أولى المتداخلات، فتوجهت بالتحية إلى فريق العمل وصنّاعه، مشيرة إلى استمتاعها بما شاهدته من مستوى رائع في هذا العمل بافتتاحية العرض، كما استمتعت بالاشتغال على الإضاءة والسينوغرافيا عموما كذلك بالاهتمام اللغوي، موضحة أنها شاهدت عشرات العروض المسرحية أو الرؤى لهاملت، ولم تكن تتوقع أنها ستستمتع بعرض «هاملت» ممزوج باللهجة العامية وبالبيئة المحلية بهذا الشكل المتقن، مقدمة كذلك بعض الملاحظات حول الأداء والمستويات الصوتية، واستعارة أصوات أخرى كمحاولة حسن إبراهيم، أما أداء علي العلي فكان مميزا وانسيابيا، وبالنسبة للأزياء فرأت د. الدعاس أنها كانت معيقة نوعا ما لحركة الممثلين، والمكياج واستخدامه، وكذلك الموسيقى التي غطت على صوت الممثل في أكثر من مشهد، خاصة المشاهد التي يكون فيها الأداء بعمق المسرح.
وعبرت د. الدعاس عن فخرها بجهود الشباب وأبناء المعهد العالي للفنون المسرحية، مؤكدة حرية الرأي وعدم الحق لأي كان في الحجر على آراء الآخرين وحرية الجميع في الحديث ضمن النظام والمعقول وضرورة احترام الرأي الآخر، وكل ما يقال خلال الندوات والنقاش مجرد آراء تحترم.
أما الدكتورة سارة بولند فحيّت أسرة مسرح الخليج العربي وفريق العمل على هذا الأداء الرائع، وفي مقدمتهم الأستاذ بدر محارب والمخرج مشاري المجيبل الذي لعب دور البطولة «هاملت مع فهد» في نفس الوقت، مشيدة بما رأته من أن اللعبة المسرحية قامت على أساس التناص فالقضية لا تختصر على مكان معين أو زمان معين، إنما يمكن أن تحدث في أي مكان وزمان، والتناغم كان قائما بين النص الغائب والنص الحاضر، والهارموني كان واضحا ما بين اللغة العربية واللهجة الكويتية والتوافق الجميل بينهما، إضافة إلى أن التفاعل في أداء الممثلين كان واضحا جدا، والأداء التمثيلي كان عاليا والإضاءة كانت فيها حالة انسجام خاصة مع أداء الممثلين، والديكور كان بسيطا لدرجة أن الممثل يستطيع أن يتحرك ويؤدي بشكل كبير ومريح وهادئ على خشبة المسرح ولم تكن هناك أي إعاقة للحركة، والصوت كان في بعض المراحل عاليا، أما الأزياء فكانت متناسقة.
وتمنت د. بولند التوفيق لجميع المشاركين بهذا العمل المسرحي المميز.
بدوره وصف الأستاذ علاء الجابر العرض بالدقيق، وكان عنوانه الدقة جدا ولم تكن فيه أي أخطاء فالوقت كان منضبطا وكذلك حركة الممثلين والأكسسوار واللون والإضاءة، وهذا يدل على امتلاك المخرج للخبرات المطلوبة في كيفية تحريك الممثل وتحريك الاكسسوار وجزء من نجاح العمل أن يكون دقيقا.
ثم توجه الجابر بتساؤلات وجهها للمؤلف، لماذا هاملت إذا ظننت سآتي بقصة مشابهة لها بالكويتي؟، وماذا أسمي هذا العرض هل هو تأليف أم اقتناص أم اقتباس؟، ولماذا الخلط بين الفصحى والعامية، خصوصا أن تناول شكسبير خطير جدا، فبقدر سهولته بقدر ما وراءه من مشاكل، فالانتقال بين اللغات قد يصبح عائقا، وهناك بعض الاشكاليات في العرض، ولحظة إقدام هاملت على قتل الملك وكان يصلي صلاة إسلامية، بينما اللباس لـ«هاملت» (اللباس، اللهجة، الأهازيج، الأغاني) وهنا تحديد جغرافي، مع تغريب الزي، والمؤلف سماه «نكون» اتجاه نحو الكويتي، أما الموسيقى رغم أنها محبوبة فيجب أن تكون في أماكنها وألا تكون أشبه بالتصويرية، وبالنسبة للدلالات فالألوان كان موفقا فيها والظل أيضا والديكور لم يكن مزدحما بل كان مريحا للحركة وللمشاهد، وحقيقة كنا أمام عرض يحترم جمهوره.
كذلك عبرت الأستاذة زهراء المنصور عن إعجابها بالعرض وبما يتسم به من الرشاقة والحركة على خشبة المسرح، مشيدة بالاستخدام الجيد للموسيقى وتأثيرها على العرض، كذلك التوظيف الرائع للأزياء والإضاءة والألوان.
وجاء دور الدكتور أحمد صقر بأسلوبه الشيق ليتطرق إلى ناحية التناص، حيث عُمل لشكسبير حوالي خمسمائة وثمانين عنوانا، الأداء التمثيلي وفي حال القراءة الدقيقة للنص قد أختلف مع البعض، لإيماني بثنائية الأداء، وكنت أرى وكأنه يرتدي الزي الخليجي، الاداء كان يدل على وعي غير عادي عند فريق العمل كما أن الإضاءة كانت عاملا مساعدا جدا.
د. أحمد مجاهد، توجه بالشكر الجزيل لفريق العمل، متطرقا لشخصية «بوعواد» واستكمال المؤلف لحياته، في تأكيد على أن الحقيقة لا تموت، والموسيقى والأداء كانا رائعين، مشيرا إلى استخدام الظل، وكذلك حجم المركب ومكانه المنخفض أمام المتفرج، وكذلك نجاح العرض بالمزج بين التراث العالمي والتراث العربي، وكان المخرج يحفزنا طوال فترة العرض، فالمسألة ليس صراعا بين الفناء والحياء، إنما مسألة صراع وجود.
بدوره قال مالك القلاف إنه استمتع بالعرض، موضحا أنه غالبا عندما يكون المخرج ممثلا في ذات الوقت فقد يسقط في أحدهما لكن مشاري أبدع وكسر هذه المقولة، إضافة إلى الإضاءة والديكور والأزياء، والأداء الرائع لفريق المسرح.
أما علي مهدي فقال إن لديه إشارة أولية تؤكد أن حركة الفنون الأدائية في الكويت تسير في طريقها الصحيح، معبرا عن سعادته بهذا العرض المليء بالصور، والتقاطعات بين الألوان ومكونات الصور بألوانها، حيث انه وكما قال بن عربي «كل فكرة لا تتحول إلى صورة لا قيمة لها» وشاهدنا اليوم مفهوم التشخيص الذي يؤكد أهمية التلاقي بين الأجيال.
أما الإعلامية ليلى أحمد فأوضحت أن العمل رائع والإضاءة لعبت دورا جميلا وغناء محمد مقصيد كان أيضا رائعا، والمجيبل أمتعنا بأن عشنا النص الذي لم نقرأه، وللتناسق المميز والأداء الجميل من الجميع.
بعد كل ذلك جاء دور مؤلف المسرحية بدر محارب، الذي ردّ على تساؤلات المشاركين، بادئا بالشكر للجميع على حضورهم العرض والندوة، مشيرا إلى احترامه وتقديره لجميع الآراء والطروحات، مجيبا عن تساؤل لماذا هاملت، موضحا أنه تم عمله كجندي وكزعيم قبيلة وغير ذلك، وقلت لماذا ليس هناك «هاملت» كويتي، وبدأت عملها بعد إبداء رغبة مشاري بأن أتم العمل، وأنا قصدت الكويت ووضعت الأهازيج والأغاني الكويتية، وحول إذا ما كانت تأليفا أم إعدادا أليس هناك من استعان بالتراث كألف ليلة وليلة، وغيرها، مشيرا إلى أن هناك بعض الأمور التي من الممكن تلافيها كون هذا العرض هو الأول للمسرحية.
وفي الختام قدم الفنان الصريطي مخرج العمل المبدع الشاب مشاري المجيبل، مشيرا إلى سيرته الذاتية بما تحمله من خبرات علمية وعملية وفنية.
وقال المجيبل، إن المسرح مختلف فهناك أشخاص مبدعون ويقدمون على المغامرة، وفي 2016 كنت أنوي عمل أوركسترا كاملة، وكل خطأ في عين الناس أراه نجاحا، وبالنسبة للمؤثرات الموسيقية أحببت ان يكون هناك تغيير في ذلك، وهنا كان الحرص على إدخال الموسيقى واستعنت بالفنان محمد مقصيد ليعطينا فنا نعيش من خلاله الحالة التمثيلية ويعطي أداء مختلفا عبر الأهازيج والأغاني الشعبية، لأن الموسيقى تأثيرها كبير وتحرك الممثل.
وعندما رأيت النص عند الأستاذ بدر محارب وأردنا أن تكون النهايات مختلفة ولنقدم شيئا مختلفا، متوجها بالشكر إلى فرقة مسرح الخليج العربي ولجميع أعضائها والمشاركين بهذا العمل.
وفي الختام قام مدير المهرجان الأستاذ فالح المطيري بتكريم الدكتور أيمن الخشاب، تقديرا لمشاركته في الندوة وفي المهرجان وفعالياته بشكل عام.

 

 

 

مهرجان الكويت المسرحي يفتح آفاقًا إقليمية ودولية

 

السفير علي مهدي
الأمين العام للهيئة الدولية للمسرح ITI
عدت يا سادتي إلى المدينة التي منها انطلقت مشاركاتي في أوساط فنون الأداء بين مدن العالم حضورا منها الكويت التي أحب وأعشق، خرجت أضواء فيلم «عرس الزين» لسيدي الطيب صالح قدس الله سره، وللمخرج الكويتي العالمي خالد الصديق.
في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي جئتها أشهد افتتاح عروض الفيلم الأولى، كنت في صحبة سيدي وشيخي ملون العصر إبراهيم الصلحي، والسيدة الفضلي تحية زروق، ثم ما انقطعت عنها مشاركا في أكثر من دورة من دورات مهرجانها للمسرح، أول مرة قدمت فيها ورقتي (شهادتي في شأن الحق والجمال)، تلك كانت تجربة طيبة، أن يتاح لصناع الفرجة التمثيلية تقديم شهادات تستعرض التجارب في تعددها وتنوعها، ثم هذه الأيام أنا الأسعد بالمشاركة في الدورة العشرين لمهرجانها المسرحي بفعالياته المتعددة والمتجددة، والتي أصبحت واحدة من أهم محطات المشهد الثقافي العربي، إقليميا ودوليا، بحرصهم على هذا الحضور النوعي والمشاركات في برامج المهرجان، كنت قد لاحظت في المعرض جيد الصنع عن تواريخ المهرجان المجيدة، أنني شاركت عضوا في لجنة التحكيم أكثر من دورة، وقدمت ورقة في واحدة من أهم الملتقيات الفكرية (المسرح والديموقراطية)، ورقتي كانت في شأن التوثيق لتجربتنا (المسرح في مناطق النزاع .. استخدامات الفنون الأدائية في تعزيز السلام).
زيارتي هذه كعادتها تتيح لي أوسع الفرص للتعرف على الترقية والتطوير في المشهد التمثيلي الكويتي، ولقاء الأحباب.
كل عام والكويت في خيرها وبركتها، وفنونها تذهب نحو تحقيق أهدافها.
هذه الدورة تحققت فيها فتوحات كلها تشير إلى أن المهرجان أصبح الفرصة الأوسع للاطلاع على مدى تقدم حركة المسرح الكويتي، فيها لاحظنا هذا الحوار البناء بين أجيال صناع الفرجة الكويتية، وتبدل صائب للأفكار وتداخل من دون فصل للمراحل، وهي عندي من إشارات النجاعة والصواب، وأن المهرجان الآن هو الفضاء الأكثر تأثيرا على منح الحركة المسرحية الكويتية أفضل فرصها لتحقيق أشواقها في الترقية والتطوير، كما أنها الدورة الأهم عندي بهذا الحضور العربي، والإسهام الأهم في الجوانب الفكرية والعلمية عبر أوراق العمل في الملتقى الفكري وجلسات النقد للعروض اليومية.
التحيات العطرات لسعادة الأمين العام رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأستاذ كامل العبدالجليل، وللصديق المبدع مدير المهرجان الحبيب الأستاذ فالح المطيري، وللأحباب أهل المهرجان؛ لكثير جهدهم المقدر، والذي أثمر نتائج طيبة تنتظر المستقبل الأفضل للمسرح الكويتي والخليجي والعربي؛ ليبني جسور الحوار مع الآخر، إقليميا ودوليا.

 

صالح القيلاني:
الفائز هو الجمهور

 

كتب: عماد جمعة
عبر نائب رئيس فرقة المسرح العربي المخرج صالح القيلاني عن سعادته بهذه الحشود الكبيرة من الجماهير خاصة الشباب الذين يتفاعلون مع أعمال الدورة العشرين من مهرجان الكويت المسرحي بما يجعله تظاهرة فنية وعرسا ثقافيا وفنيا كويتيا يتجدد كل عام، وهو يؤكد أن الكويت ماضية في تحقيق تفوقها الفني واستعادة ريادتها في منطقة الخليج التي بدأتها منذ عقود عدة في السينما والتلفزيون والمسرح. وقال القيلاني: أهم ما يسعدني في هذه التظاهرة هو التنافس الشبابي الشريف بين الفرق الأهلية والخاصة ومخرجات المعهد العالي للفنون المسرحية، فهؤلاء الشباب قدموا أعمالا أثارت الجدل وحركت المياه الراكدة بما يؤكد أن الكويت ولادة جيلا بعد جيل فكل جيل له بصمته، وأن الشباب أصبحوا في طليعة المشهد المسرحي ونشد على أيديهم. وأكد القيلاني أن الفائز الحقيقي هو الجمهور الذي استمتع بهذا العرس وشارك فيه كما أنني اعتبر كل الفرق المتنافسة فائزة، وعلينا جميعا أن ندرك ذلك فهذا هو مكسبنا الحقيقي التنافس في ظل أجواء فنية صحية، لكن في النهاية كلنا فائزون. أما الذين يفوزون بجوائز لجنة التحكيم فهذه هي طبيعة المهرجانات والمسابقات لا بد من وجود عناصر ترى لجنة التحكيم جدارتها بالفوز وهم جميعا من الأكاديميين المتخصصين الذين نثق بأحكامهم ومهنيتهم وعلمهم، وعلينا أن نحترم قراراتهم جميعا ونهنئ الفائزين فهم زملاؤنا وإخواننا وكما يقولون لكل مجتهد نصيب، وأرى أن الكل اجتهد وقدم ما لديه من خلال ما رأيته من عروض حتى الآن. ووجه القيلاني الشكر للمجلس الوطني وإدارة المهرجان على التنظيم الجيد وتوفير كافة الإمكانيات المتاحة للشباب، والتي نأمل مستقبلا تطويرها لكي نرتقي بالحركة المسرحية والعروض المقدمة على خشبة المسرح. مختتما كلماته بتمني التوفيق للجميع واستمرار هذه التظاهرة الفنية التي باتت تجمع كل المسرحيين والنجوم العرب والأكاديميين والإعلاميين من الخليج والدول العربية فمرحبا بهم جميعا على أرض الكويت.

 

 

 

شاركت في الندوة الفكرية ببحث «أفق التوقعات»

 

د. سارة بولند:
مهرجان الكويت
يثري الحركة المسرحية

 

مواقع التواصل الاجتماعي أفادت الحركة المسرحية .. والعمل المسرحي الجيد قادر على جذب الجمهور
المهرجان يسهم في تنشيط الحركة المسرحية وفي بزوغ أجيال شابة جديدة من المسرحيين
أزمة النقد سببها المجاملات والبعد عن الشفافية والموضوعية في نقد العمل المسرحي

 


كتب: محمد أنور
الباحثة الكويتية د. سارة خالد بولند حاصلة على دكتوراه في الفلسفة من جامعة الإسكندرية في تخصص الدراما والنقد المعاصر، بولند شاركت في الندوة الفكرية بورقة بحثية عن «أفق التوقعات والتغذية المرتجعة ودورهما في تلقي خطاب»، وقد اختارت الأكاديمي والمسرحي الكويتي عبدالله العابر أنموذجا.
نشرة مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 20 التقت بولند، وحاورتها حول العديد من الموضوعات المتعلقة بالمسرح والنقد.
كيف تنظرين إلى دور مهرجان الكويت المسرحي في تنشيط الساحة المسرحية؟
مهرجان الكويت المسرحي من أهم المهرجانات المسرحية في منطقة الخليج والمنطقة العربية، وهو مهرجان عريق وعبر تاريخه ساهم، ومازال يسهم، في تنشيط وإثراء الحركة المسرحية، ويسهم في بزوغ أجيال شابة جديدة من المسرحيين، سواء على مستوى التأليف المسرحي أو التمثيل أو الإخراج، وكل العناصر المتعلقة بفن المسرح، هناك طاقات شبابية تظهر من خلال المهرجان، وهم من يحملون مشاعل التقدم المسرحي في المستقبل، كما أن المهرجان يكرم أسماء لامعة من الرواد ممن وضعوا اللبنات الأولى للمسرح.
هل تسهم مهرجانات المسرح في الحد من الأزمة التي يمر بها المسرح في السنوات الأخيرة؟
لا أعتقد أن هناك أزمة كبرى يعانيها المسرح، بالنسبة إلى الجمهور لا أعتقد أن ثمة أزمة تشكلها قلة الجمهور، خلال أيام المهرجان وجدت جمهورا كبيرا يتابع الأعمال المسرحية التي يقدمها المهرجان، وعلى مستوى النصوص والإخراج شاهدت بالمهرجان أعمالا جيدة وراقية تبشر بالخير، هناك جيل شاب جديد يحمل رؤية مبشرة لمستقبل المسرح في الكويت والخليج والعالم العربي، شاهدت مسرحية أحمد العوضي ولم أكن أعرفه، وقد انبهرت بالعمل، وخرجت بعد العمل لدي تفاؤل بالأجيال المسرحية الشابة في الكويت، وأعتقد أن هذه الأجيال الشابة قادرة ولديها وعي ورؤية لتطوير فن المسرح.
شاركت في الندوة الفكرية المصاحبة لأنشطة مهرجان الكويت المسرحي بورقة بحثية وقد اخترت الأكاديمي والمسرحي الكويتي عبدالله العابر نموذجا فلماذا؟
أشارك في الندوة الفكرية المصاحبة لأنشطة مهرجان الكويت المسرحي في دورته الــ 20 ببحث بعنوان «عنصرا أفق التوقعات والتغذية المرتجعة ودورهما في تلقي خطاب العرض المسرحي الخليجي .. عبدالله العابر أنموذجا» ضمن محور لغة الخطاب في المسرح الخليجي، حيث أتناول بعض المباحث المتعلقة بلغة الخطاب في المسرح الخليجي، من خلال دراسة أكاديمية قمت بها، أما عن سبب اختياري للفنان والأكاديمي الكويتي عبدالله للعابر أنموذجا، لأن العابر يعد من مخرجي المسرح الخليجي عامة والكويتي خاصة من الذين اهتموا بتقديم التراث الشعبي الخليجي، وهذا يتضح من خلال عناوين عروضه المسرحية، مثال البوشية، وغفار الزلة والصبخة، وله أعمال ناجحة وحققت رواجا بين الجمهور، بالإضافة إلى أن العابر يجمع بين العمل الأكاديمي، وفي الوقت نفسه فهو محترف مسرح.
هل يحد العمل الأكاديمي من تفرغ الفنان للعمل المسرحي أم أن هذا العمل الأكاديمي يساعده في تطوير أدواته المسرحية؟
لا أجد مشكلة في أن يجمع المسرحي بين عمله كفنان وبين دوره الأكاديمي، الأمر يبدو مثل الموهبة والدراسة، بالطبع الموهبة مطلوبة في الفنان المسرحي، لكن عندما تتوافر الدراسة الأكاديمية فهذا عامل مهم وإضافي يصقل أدواته المسرحية، الإطار الأكاديمي يجعل الفنان ملما بالأطر والنظريات والمعايير النظرية التي يطبقها في عمله بالمسرح، بحيث يجمع بين النظرية والتطبيق، الكثير من الأكاديميين قدموا أعمالا رائعة للمسرح، ولذا اخترت عبدالله العابر نموذجا لورقتي البحثية الذي اعتبره الفنان المسرحي الذي يجمع بين الموهبة الفنية والدراسة الأكاديمية.
أزمة النقد كانت موضوع المحور الأول من الندوة الفكرية التي تشاركين فيها، كيف ترين معالم أزمة النقد في المسرح العربي؟
بالطبع هناك أزمة نقد يعانيها المسرح العربي، رغم أن كثيرا من الكليات والمعاهد المسرحية تخرج كل عام عددا كبيرا من النقاد المسرحيين سنويا، لكني أعتقد أن المشكلة التي يعانيها النقد في المسرح تكمن في وجود المجاملات التي تطغى على النقد الموضوعي، عدم توافر الجانب الموضوعي في نقد الأعمال المسرحية يؤدي إلى التعامل بخفة مع العمل المسرحي، ولا يبين مواطن الضوء والضعف فيه، النقد الحقيقي الذي يسهم في دفع الحركة المسرحية يجب أن يقف بعيدا عن المصالح الشخصية والمجاملات وأن يتمتع بموضوعية وشفافية لكي يقدم إضاءات حقيقية للعرض المسرحي بما يفيد العاملين فيه في العمل القادم.
هل خطفت الدراما ومواقع التواصل الاجتماعي الجمهور من المسرح؟
لا أعتقد أن أي وسيلة تكنولوجية قادرة على سحب الجمهور من المسرح، كذلك للدراما جمهورها وللمسرح جمهوره الوفي، العمل المسرحي الجيد يجذب جمهوره، وعلى المسرحيين ألا يخشوا من وسائل التقنيات الحديثة، بل أنا أعتقد أن هذه المواقع الحديثة أصبحت وسيلة جيدة وفعالة للدعاية للمسرح والأعمال المسرحية الجديدة والجيدة، على سبيل المثال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت منذ أسابيع طويلة وهو يعلن عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي عن أنشطة وفعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الــ 20، وهو ما شكل حالة من ترقب الجمهور للمهرجان وأعماله، عندما تقدم عملا جيدا سيترك الجمهور كل هذه الأجهزة ويذهب للمسرح، المهم أن تقدم للجمهور عملا جديرا بالمشاهدة لا يجعل المتلقي يندم بعد مشاهدته.
ما رأيك في الندوة الفكرية المصاحبة لأنشطة المهرجان المسرحي في دورته الــ 20؟
بالطبع هذه واحدة من مميزات مهرجان الكويت المسرحي، وأعتقد أن القائمين على المهرجان أحسنوا باختيار محوري الندوة، الأول عن النقد والثاني عن لغة الحوار في المسرح الخليجي، هذه الندوات تثري المهرجان، وتقدم بجانب العروض المسرحية المشاركة فيه جرعة وكمية هائلة من المعلومات النظرية، التي لن تحقق فائدة كبيرة للمسرحي المتخصص فقط وإنما للجمهور العادي، ثم إن مثل هذه الندوات تجمع باقة من المتخصصين في المسرح من كل الدول العربية، ويتبادلون خبراتهم وتجاربهم المسرحية، وهذا شكل ثراء للمهرجان وللحركة المسرحية بصفة عامة.

 


أعيدوا
لنا النقد

 

لا يكاد أي من مهرجاناتنا المسرحية العربية يخلو من الجلسات النقدية التي تلي العروض المسرحية، وبالطبع الهدف من هذه الندوات أو الجلسات هو تسليط الضوء على مفردات العرض وتفكيكه وتحليله، وإبراز مكامن الجمال فيه، وتحديد جوانب الخلل لكي يقف عليها القائمون على العرض، ولكن مجمل ما يحدث لدينا في هذه الندوات خلاف ذلك، فنجد تعقيبات تجعلك في حالة ذهول كأن هذا المُعقِّب أو المتداخل لم يشاهد هذا العرض نهائيا، ويتحدث عن عرض آخر! وتعقيبات أخرى تحمل كما هائلا من المصطلحات المسرحية التي يستخدمها صاحبها لفرد العضلات من دون أن يكون لها داعٍ أو علاقة بما تم في العرض! ومتداخل آخر يسرف في المدح، وآخر يسهب في القدح لمجرد القدح، معتقدا أن هذا هو النقد، وفئة لديها شهوة الكلام تتحدث لتقول إنها حاضرة وموجودة.
في ظل هذا الكم من الفوضى أفرزت لنا هذه الندوات المطبل والمُجرِّح وغاب الناقد، بل إن بعض النقاد سلك طريق التطبيل حتى لا يصبح في القائمة السوداء عند البعض.
وبطبيعة الحال ما ذكرته آنفا لا يمكن تعميمه ولكنه الأكثر.
أعيدوا لنا الناقد الذي يتعامل مع العرض المسرحي بحب، ويحلله ويفككه ويقدم قراءة تفتح نوافذ أخرى للإبداع.
نايف البقمي

 

 

 

ثمَّن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دعم الحركة المسرحية

 

عبدالله العابر: مهرجان الكويت المسرحي يصنع «خلطة» مسرحية ذات مذاق خاص

 

أهم ما يميز عروض المهرجان هو التنافسية الشريفة بين الجميع

 

بذلنا جهدا كبيرا على مدار شهرين لإخراج العرض «سهد» بالشكل اللائق

 

نطمح كمسرحيين دائما إلى زيادة مساحة الحرية والمشاركات الخارجية

 

وجود النقاد وتقييم الأعمال يثري العروض المسرحية ويجوِّدها

 

مسرحية «سهد» أسلوب جديد في الشكل والمضمون وتجربة أولى لصُناعها

 

حاوره: محمد شوقي
الدكتور عبدالله العابر، مخرج عرض «سهد» المسرحي، هو أحد الرموز المسرحية الكويتية الذين أسهموا من خلال أعمالهم في تطوير وتحديث الحركة المسرحية ليس على مستوى الكويت فقط، بل على المستويين الخليجي والعربي، وهو عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية ومخرج وممثل ومؤلف مسرحي ومعد ومخرج في التليفزيون، ورئيس قسم التمثيل والإخراج من العام 2013 حتى 2018، وعضو فرقة الخليج العربي وعضو فرقة مسرح الشباب، وعضو لجنة التحكيم في العديد من المهرجانات وعضو مؤسس المسرح التجريبي بالكويت. حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الإخراج، كما أشرف على العديد من الورش الفنية المسرحية. أجرينا هذا اللقاء معه لإلقاء مزيد من الضوء حول تجربته المسرحية «سهد» وعدد من القضايا الفنية والمسرحية الأخرى التي تتناولها السطور التالية.
كيف تقيمون مهرجان الكويت المسرحي العشرين كتجربة مسرحية وتظاهرة تقام بصفة دورية سنوية؟
في البداية أشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعمه لنا ووقوفه إلى جانبنا كفرق مسرحية وطنية من خلال الأنشطة والفعاليات التي ينظمها بصفة دورية لاسيما مهرجان الكويت المسرحي الذي يؤكد اهتمام المجلس وحرصه على دعم وتنمية الحركة المسرحية الكويتية والعاملين في هذا المجال الثقافي المهم من ممثلين ومخرجين ومؤلفين إلى جانب باقي الاختصاصات ذات العلاقة بالعمل المسرحي من عاملين بالإضاءة والمكياج والملابس والصوت وغيرها من العوامل المهمة في العمل المسرحي، فمثل هذه المهرجانات من شأنها إظهار وإبراز الفرق المسرحية في أبهى حللها وصورها التي تعكس مدى ما وصلنا إليه من نضج وتقدم وتطور في مجال العمل المسرحي.
مهنية عالية
هل الأكاديميون العرب المدعوون للمشاركة في المهرجان على مستوى الحدث والفعاليات التي يزخر بها المهرجان؟
دعوة المجلس لكوكبة من النقاد والأساتذة والخبراء في مجال المسرح تتم بمهنية عالية، لذا يعد عملا مؤسسيا بمعنى الكلمة لاسيما أن هؤلاء من الأسماء اللامعة والمشار إليها بالخبرة والدراية الكاملة بمجال المسرح، الأمر الذي يثري العمل المسرحي ويدعم مسيرته إلى الأمام دائما، لاسيما أن هؤلاء المختصين في المسرح من كل الدول العربية الشقيقة الذين يقومون بتقييم التجارب المسرحية والعروض، فهذا التقييم من شأنه أن يُحدث - كما أسلفنا - تطوير وتنمية الحركة المسرحية الكويتية التي لها تاريخ على خريطة المسرح الخليجي والعربي وبشهادة الجميع، فالمسرح الكويتي منذ عقود يزخر بالكوادر والأسماء المسرحية الكبيرة.
كما أن مهرجان الكويت المسرحي في دورته العشرين أو الدورات اللاحقة أو المقبلة هو سلسلة تجارب مسرحية كويتية تقام بشكل دوري وسنوي من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.. فأن تقوم كوكبة ونخبة من المتخصصين والأكاديميين بتقييم هذه التجربة هو عمل احترافي ومهني من قِبل المجلس ويؤكد أن التجربة لا تقام سنويا فقط من أجل الإقامة أو كنشاط يسجَّل في سجلات المجلس كإنجاز أو عمل أو نشاط، لكن الحراك المصاحب لهذه المهرجانات يؤكد جدية المجلس وجدية الأجهزة المسؤولة في دعم وتنمية الحركة المسرحية الكويتية وخلق المناخ الملائم لها لمزيد من الإبداعات والأطروحات التي تخدم القضايا الاجتماعية والحياتية بشكل عام.
نريد إلقاء الضوء على العرض المسرحي «سهد».. الفكرة والتناول؟
مسرحية سهد تحكي حالة مجموعة من الأشخاص يعانون الأرق الناتج عن ارتكابهم لجرائم. هذه الجرائم تحول دون قدرتهم على النوم وبحثهم عن السلطان كرمزية للنوم وليس كرمزية للسلطة استخدمنا في ذلك أدوات معينة داخل المسرحية منها الصوت والسينوغرافيا على المسرح وغيرها من العوامل الأخرى، فهؤلاء الأشخاص يبحثون عن النوم طوال العمل المسرحي لكن جرائمهم الكبرى حالت دون ذلك، كما أن مدة العمل استغرقت شهرين، وهذا أمر طبيعي أن نعمل لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر في عمل يتخلله فترة انقطاعات، ولقد عانينا خلاله من بعض التحديات، لكن بحمد الله في النهاية تجربة جميلة جدا، وأنا سعيد بها وقد اعددنا التجربة من اجل المشاركة بها في المهرجان هذا العام.
معايير الاختيار
ما المعايير التي بناء عليها تم اختيار أبطال العمل من الممثلين؟
تم اختيار الممثلين لمسرحية سهد بعناية فائقة ممن لديهم القدرة والموهبة التمثيلية المسرحية المتميزة، وهذا ما ظهر جليا في العرض المسرحي الذي لاقى استحسان وإشادة الجماهير والنقاد لا سيما الممثل يوسف البغلي وحنان المهدي وعبدالعزيز بهبهاني وخالد ثويني ود. فهد المذن وكل عناصر العمل الرئيسة من ديكور وأزياء وإكسسوارات عبدالله النصار وإضاءة محمد الزنكوي وموسيقى المؤثرات د فيصل القحطاني وتسجيل صوتي فهد الأحمد ومدير الخشبة عبدالله البدر، فلقد أحبوا فكرة المسرحية كما أحبوا خوض التجربة، فهي تعتبر تجربة أولى من ناحية الشكل والأداء والأسلوب، فالمسرح دائما متجدد ومتنوع ويجب ألا يضع الممثل نفسه في قالب واحد، كما أن الاستعدادات للعمل كانت جيدةً ومخدومة، وتعبنا عليها سواء في الصوت والمؤثرات والإضاءة والسينوغرافيا.. بشكل عام الجميع أسهموا إسهاما كبيرا في إنجاح العمل لأن هناك رضى من الجميع منذ البداية لخوض التجربة.
هل هناك تحديات معينة واجهتكم خلال الاستعداد للعمل؟
نحن المسرحيين دائما نكون طموحين، ونحب العمل في المسرح فلا بد من الدعم المناسب، ولا نبحث عن الدعم اللامحدود أو المفتوح. فالدعم الذي نبحث عنه يكفي لكي نقول كلمتنا ونقدّم عملنا المسرحي في سقف مرتفع من الحريات والمشاركات الخارجية.. فالكويت عندما تشترك في عمل خارجي فالكل ينتظر باهتمام ما ستقدمه الكويت، وهذا شيء يجعلنا في جو تنافسي ومسؤولية لنعمل ونعرض ونخطئ ونصيب، لكن التحدي المهم أو المشكلة التي تواجهنا هي أن عرضا مثل سهد الذي تعبنا عليه 3 أشهر يُعرَض مرة واحدة، ممكن خلال هذه الفترة التي يتوقف فيها أن يحدث خلل معين من الصعب تداركه لكن أن يعرض عرضا ثانيا وثالثا يجعل العمل أكثر جودة وأكثر مهنية من خلال تدارك الأخطاء والأخذ بعين الاعتبارات كل الآراء التي من شأنها إثراء العرض سواء من النقاد أو المهتمين والأكاديميين في مجال المسرح.. فمن غير المنطقي أن نعمل لمدة ثلاثة أشهر من أجل عرض يوم واحد، لكننا نريد المزيد من العروض للعمل الواحد من أجل المزيد من المتعة المسرحية.
من وجهة نظرك إلى أي مدى تسهم مهرجانات المسرح في إثراء الحركة المسرحية؟
المهرجانات الثقافية، ومن بينها مهرجان الكويت المسرحي السنوي، من شأنها إثراء الحركة المسرحية في مشاهدها المختلفة من تمثيل وإخراج وتأليف وكل عناصر السينوغرافيا، كما تجدد الطاقة وتخلق أجيالا جديدة، فاليوم لدينا جيل مسرحي جديد، وكان في السابق جيل آخر، وهناك جيل سيأتي بفضل هذه المهرجانات، كما لدينا اليوم خلطة جميلة في العمل الواحد، إذ تجد الممثل الشاب مع المؤلف أو المخرج الأكاديمي، هذه الخلطة من شأنها خلق أجيال مسرحية واعية ومهنية، كما أن المهرجانات تخلق حالة تنافسية شريفة وأخوية، فنحن نستمع ونعرف إلى أين وصلت تجاربنا من خلال المهرجانات التي علمتنا أشياء كثيرة.
إقبال كبير
هل ترون العمل المسرحي الآن جاذبا أم طاردا للشباب؟
هناك إقبال كبير على المسرح، ونعلم أن الكويت بها إقبال من الجماهير وإقبال من الشباب للعمل كممثلين، ربما تكون هناك بعض التحديات، منها منافسة الدراما التلفزيونية للمسرح، لكن المسرح يبقى هو الأساس خاصة في مثل هذه الأوقات التي لا تكون الدراما التلفزيونية في ذروتها... فمتى يكون الوقت والمناخ مناسبين فسوف نجد إقبالا كبيرا من قبل الممثلين والجماهير، إذ مهما كانت انشغالات نجوم الفنانين فإنهم يحنون إلى المسرح لتجديد أفكارهم وأدائهم.
إلى أي مدى يسهم المعهد العالي للفنون المسرحية في تفريخ الكوادر الشبابية المسرحية؟
المعهد العالي للفنون المسرحية خرَّج أجيالا ليس فقط على مستوى الكويت، بل على مستوى الخليج والوطن العربي، وهذه التجارب واضحة على المستويين، وهؤلاء النجوم في المسرح أو الدراما من نتاج المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت. وفي نهاية حديثي أشكر القائمين على هذه التظاهرة، وأشكر كل من حضر، وإن شاء الله نكون على قدر المسؤولية، ونكون قدمنا عرضا يثري الحركة المسرحية.

 


أعرب عن سعادته لتكريمه في المهرجان وثمَّن دور «المجلس الوطني»

 

محمد العجيمي: المسرح صقل موهبتي وثقافتي.. وفخور بما حققته

 

بدأت مع مؤسسي المسرح الجامعي وانتقلت منه إلى الأعمال الجماهيرية

المهرجانات المسرحية مؤشر حقيقي
إلى الحراك الفني
للمسرح شغف كبير لا يدركه إلا من وقف على خشبته

 

قدمت أكثر من 30 مسرحية للكبار و20 مسرحية للأطفال

 

المسرح أبعدني عن الدراما لكن عودتي الموسم الماضي كانت قوية
كتب: مفرح حجاب
أعرب الفنان محمد العجيمي عن سعادته لتكريمه في النسخة العشرين من مهرجان الكويت المسرحي، وقال إنني سعيد وفخور بما حققته في مجال المسرح وأعترف أن المسرح ساهم في صقل موهبتي وزاد من ثقافتي ووضعني على الطريق الصحيح منذ أن كنت في المسرح الجامعي، مشيرا إلى أنه يعد من مؤسسي المسرح الجامعي مع العديد من الفنانين وقدم من خلاله أعمالا كثيرة، وكانت تعرض في الأسابيع الثقافية في العديد من الدول منها السودان والمكسيك والجزائر وتونس وإندونيسيا وغيرها.
ولفت إلى أن حكايته مع المسرح طويلة ومليئة بالأحداث والأعمال والذكريات الجميلة، فبعد أن برز سنوات في المسرح الجامعي حين كان يدرس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية تم اختياره ليشارك في مسرحية «رجل مع وقف التنفيذ» تأليف محمد الرشود وإخراج مبارك السويد، ثم انطلق للمشاركة في المهرجان المسرحي الخليجي للشباب، منوها إلى انه بدأ يطلبه العديد من المنتجين والمخرجين في الأعمال المسرحية وشارك في أهم الأعمال حين ذاك وهي مسرحية «الدكتور صنهاد» مع مشعل السعيد وإخراج مبارك السويد، وضمت مجموعة من النجوم بينهم الراحل غانم الصالح، وعبدالرحمن العقل، وعبدالناصر درويش، وعبير الجندي وغيرهم.

 

مسرح الطفل
واعتبر العجيمي أن مسرحية «الدكتور صنهاد» فتحت له آفاقا جماهيرية كبيرة لأنها باللهجة المحلية البدوية، وقدمت العديد من العروض وكانت في ذاك الوقت من أهم الأعمال، مشيرا إلى انه اقتحم مسرح الطفل من بوابة كبيرة أهمها المشاركة في عدد من الأعمال المهمة منها «ليلى والذيب ـ الذيب والعنزات الثلاثة ـ كابتن ماجد ـ السيف المبتور» وغيرها.
وأضاف أن المسرح له شغف كبير لا يدركه إلا من وقف على خشبته وأعطى من كل قلبه ووجدانه وإحساسه وهذا شعرت به شخصيا، حيث انه بعد النجاح الذي حققته في «الدكتور صنهاد»، قدمت مع المنتج والمؤلف محمد الرشود العديد من الأعمال منها «الكرة مدورة» مع انتصار الشراح وعبدالرحمن العقل وخليل إسماعيل وعبدالناصر درويش، ثم «لولاكي» مع محمد المنصور وولد الديرة، بعدها قدمت «وراهم وراهم» وأثناء أزمة الغزو قدمت في القاهرة مسرحية «أزمة وتعدي»، لافتا إلى انه انطلق في المسرح بعد التحرير بشكل كبير وقدم مجموعة من الأعمال الجماهيرية منها «لولاكي 2 ـ صباح الخير يا كويت ـ لعيونك ـ انتخبوا أم علي ـ بشت المديرـ زوج سعادة الوزيرة ـ أشباح أم علي ـ أشباح أم علي 2 ـ زومبي».

 

جماهير جديدة
وقال العجمي إن العمل في المسرح جعلني أتعرف على جماهير جديدة وكثيرة في العديد من دول الخليج والدول العربية، حيث قدمت العديد من الأعمال في المملكة العربية السعودية سواء في الرياض أو الدمام والمنطقة الشرقية، فضلا عن أنني قدمت في السنوات الأخيرة ينانوة جليعة مع فيفي عبده، ثم «بالغلط» مع انتصار الشراح وولد الديرة، مبينا أنه انتشر بشكل كبير في المسرح بسبب التزامه وعدم الخروج عن المألوف واحترام عقلية الجمهور.
وأضاف: لقد قدمت أكثر من 30 مسرحية للكبار و20 مسرحية للأطفال وعملت في المسرح بشكل كبير وأعطيته من وقتي وجهدي وقد أعطاني الكثير أبرزه حب الناس، مثنيا في الوقت نفسه على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يرصد الساحة بشكل جيد ويدعم ويشجع كل من يبذل جهدا ويرفع من قيمة الفن المسرحي ويقدم للكويت أعمالا في محافل متعددة.
واعتبر العجيمي أن الحراك المسرحي في الكويت هو المؤشر الحقيقي لإثراء الساحة الفنية بكافة أنواع الفنون سواء التلفزيونية أو السينمائية، وكذلك كم الأعمال التي تعرضها الشركات الفنية في المواسم المختلفة، كل ذلك خلق حالة فنية متنوعة وانعكس بشكل كبير على صناعة الفن في الكويت، مشددا على الدور الكبير الذي يقوم به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دعم المهرجانات المسرحية والتي جعلت هناك هوية ثقافية ومسرحية للكويت في كل العالم.
المهرجانات المسرحية
وقال العجيمي: علينا أن نعترف بأن المهرجانات المسرحية وكم الأعمال التي تعرض للجمهور ساهمت باستغلال الطاقات الإيجابية ووظفت الكوادر البشرية التي تخرج من الجامعات والمعاهد وكذلك من الهواة ليسطعوا جميعا كنجوم في سماء الفن وأصبحنا نفخر بهم في الكثير من المحافل، مشيرا إلى أن كل ذلك يؤكد أن المسرح الكويتي بخير ويعد واجهة حضارية مشرفة.
وفيما يتعلق بالجديد لديه هذه الأيام، كشف العجيمي عن انتهائه من تصوير مسلسل «والدي العزيز» مع المخرج علي العلي وحشد من الفنانين بينهم إبراهيم الحربي، ومرام، ومحمد صفر، وغيرهم، وقال إن هذا المسلسل يعد من الأعمال المهمة التي تسلط الضوء على الكثير من المشاكل الاجتماعية والأسرية، حيث إن المؤلف البحريني حسين المهدي وضع صيغة جيدة للعمل من شأنها أن تصل للجمهور بصورة جيدة، فضلا عن جهود المخرج علي العلي المعروفة لاسيما في التكنيك الفني وتوجيه الجميع في اللوكيشن، متمنيا أن يحظى العمل بقبول الجمهور.
وفيما يخص الشخصية التي يقدمها في المسلسل، أوضح العجيمي انه يقدم شخصية الأخ الكبير الذي يحاول لم شمل الأسرة ويحافظ على الروابط بدلا من التفكك، رغم أنه قد يخسر نفسه لخدمة أهله، لافتا إلى أن الدراما أصبحت بحاجة إلى مثل هذه الأعمال لطرح المشاكل بمفهومها الحقـيقـي الآنـي.

 

الدراما التلفزيونية
وألمح إلى أنه سيخوض تصوير أكثر من مسلسل خلال الفترة القادمة أحدها مع المنتج باسم عبدالأمير والآخر مع المنتج محمد المعشرجي يحمل اسم «أغلى من حياتي» تأليف عبدالله سعد وإخراج أحمد المقلة وسيكون معه الفنان جمال الردهان، مشددا على انه لن يفصح أكثر من ذلك عن هذا العمل إلا في الوقت المناسب بعد بدء التصوير.
وفيما يتعلق بغيابه السنوات الماضية عن الدراما، قال العجيمي: أنا أعترف أنني تغيبت عن الدراما بشكل متعمد، حيث كان لدي العديد من الأعمال المسرحية داخل وخارج الكويت واعتذرت عن الكثير من المسلسلات بسبب المسرح، مشيرا إلى أنه قدم الموسم الماضي خمسة أعمال درامية من بينها «مني وفيني» مع صمود ومحمود بوشهري، ثم «حضن الشوك» وكذلك مع سعاد عبدالله في مسلسل «أنا عندي نص» وغيرها.

 


أكد أن مهرجان الكويت أطلق العديد من الأسماء المسرحية في الخليج

 

مرعي الحليان: الحركة المسرحية
في الكويت الأقدم والأكثر تطوراً


لا توجد أزمة للمسرح بل أزمة للمسرحيين من أصحاب المسرح الجاد ويجب دعمهم

 

النقد المسرحي ظالم ومظلوم.. فالناقد لا يجد وقتا للتأمل في الأعمال المسرحية.. ومساحة النقد في الصحف تقلصت

 

المسرح الجاد يناقش القضايا الكبرى بينما المسرح الاجتماعي يلعب في منطقة القضايا الاجتماعية البسيطة
كتب: محمد أنور
الممثل والمؤلف الإماراتي مرعي الحليان يُعتبر أحد أبرز الفنانين في منطقة الخليج، عرفه الجهور الخليجي من خلال تألقه في العديد من أدوار الكوميديا والشر، والحليان اسم فاعل في المسرح الإماراتي والخليجي، جاء إلى الكويت للمشاركة في مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 20 حيث شارك في الندوة الفكرية بورقة بحثية عن «لغة الخطاب في المسرح الخليجي».. نشرة مهرجان المسرح التقت الحليان، وكان هذا اللقاء.

 

كيف تنظر إلى أهمية مهرجان الكويت المسرحي والذي يحتفي بدورته الـ 20؟
أنا اعتبر أن أهمية مهرجان الكويت المسرحي تكمن في أنه كان عبر تاريخه ودوراته الحاضنة للكثير من الأسماء والطاقات الشبابية في مجال المسرح، كان المهرجان بالنسبة إليهم المكان الخصب لصقل موهبتهم وتجاربهم، احتكوا بعضهم ببعض وأصبحت لهم خبرة كبيرة، ووجدوا في هذا المهرجان مساحة لتجاربهم وأفكارهم وهوسهم المسرحي، هذه الورشة السنوية مهمة لصقل المواهب وتبادل الخبرات، ثم إنه لولا المهرجانات، مثل مهرجان الكويت ومهرجان الشارقة أو التجريبي في القاهرة، التي تقدم مسرح النخبة والأعمال الجادة، لماتت هذه الأعمال الجادة.

 

ما الذي يميز الحركة المسرحية في الكويت؟
الحركة المسرحية في الكويت أقدم وأكثر تطورا في إطار الحركة المسرحية الخليجية، وما يميز الحركة المسرحية الكويتية وجود معهد عال للفنون المسرحية في الكويت، وهو ما وفر خبرات لهذه الحركة، بالإضافة إلى أن السينوغرافيا وبناء المنظر المسرحي ساعد على أن تكون الحركة المسرحية الكويتية أكثر تطورا من مثيلاتها في دول الخليج.

 

وماذا عن الحركة المسرحية في الإمارات. ما الذي وصلت إليه حاليا؟
الحركة المسرحية في الإمارات تخطو خطوات كبيرة، مهرجان الشارقة المسرحي الذي يدخل عقده الثالث - وأنا اعتبر نفسي ابنا لهذا المهرجان وعرفني الجمهور من خلاله - هذا المهرجان ساهم في تنشيط الفرق المسرحية من خلال دعم سخي من سمو حاكم الشارقة، وهو ما أبقي على أن تكون هذه الفرق فعالة بعد أن كانت تعاني من أزمة ربما كانت ستجعلها تتوقف، هذا الدعم السخي أدى إلى وجود انتعاشة للمسرح الإماراتي، وهو يمثل نافذة للمسرحيين في الإمارات بجانب بعض المهرجانات الأخرى.

 

دعوتَ أنت وزملاؤك منذ سنوات إلى وجود معهد عال للفنون المسرحية في الإمارات، وقد أنشئت أكاديمية الفنون في الشارقة فما أهمية هذه الخطوة؟
هذه الدعوة لها زمن طويل ولم أكن وحدي وإنما هناك العديد من رواد المسرح في الإمارات، وبالفعل تأسست أكاديمية الفنون في الشارقة بدعوة من صاحب السمو حاكم الشارقة، وبدأت الدراسة بها، ونعول على هذه الخطوة في تخريج متخصصين في المسرح، ونعاني في بنائية فرجة المسرح في الإمارات لأنها تحتاج إلى مبدع ومتخصص، وكما قلت لك منذ قليل إن وجود معهد للمسرح كان من أسباب تميز الحركة المسرحية في الكويت، الدراسة الأكاديمية مهمة لدفع الحركة المسرحية إلى الأمام.
كيف تنظر إلى أزمة المسرح العربي؟ أو أنك ترى هذه الأزمة مفتعلة؟
أنا أعتقد أن هناك أزمة للمسرحيين وليس أزمة للمسرح، المسرحيون من أصحاب المسرح الجاد يجدون أنفسهم في مواجهة رياح عاتية للمسرح الأقرب إلى الجمهور، وهو ما أطلق عليه المسرح الاجتماعي وليس التجاري، المسرح الجاد مسرح نخبة وتفكير ورسالة، ويجب أن يُدعَم أصحاب هذا المسرح الجاد من أجل أن تعمم على المجتمع ذائقة مسرحية عالية، وفي حال غياب الدعم يشعر أصحاب هذا المسرح بأن ثمة أزمة تواجههم، أزمة أن عروضهم لا تصل إلى الجماهير لأنها تولد وتموت في المهرجانات.
هذا المسرح الجاد يجب أن يتم دعمه لكي يستمر ويتم الترويج له من أجل مشاهدته لأن الأعمال الجادة لا تأتي بشباك تذاكر، الكثير من الدول تقوم بدعم هذا المسرح من أجل استمراره، وعندما يوجد هذا الدعم لن تكون هناك أزمة.

 

هل هناك صراع بين المسرح الجاد والمسرح الاجتماعي؟
المسرح الاجتماعي موجود وله جمهور وله رواد وأنا لست ضده، هذا المسرح يلعب على القضايا الاجتماعية البسيطة، ولا يمكن أن نرفضه لأنه نوع من مدارس المسرح، الأمر يبدو مثل من يريد سماع أغنية خفيفة ومن يريد سماع أغنية طربية، لكن المسرح الجاد يطرح القضايا الوجودية الكبرى، ينبغي ألا يصل الأمر إلى صراع، فليكن المسرح الاجتماعي موجودا.. لكن يجب دعم المسرح الجاد ليكون موجودا أيضا ويكون موازيا للمسرح الجاد.

 

الندوة الفكرية التي شاركت فيها خُصص محورها الأول لأزمة النقد في المسرح. كيف تنظر إلى هذه الأزمة؟
بالطبع هناك أزمة نقد يعاني منها المسرح، لا توجد نوافذ أمام الناقد ليمارس النقد المسرحي، في المهرجانات حيث تعرض الأعمال الجادة يكون الوقت ضيقا، ومطلوب من النقد ممارسة دوره في نقد العمل دون إعطائه مساحة من التأمل في العمل، وما يخرج هنا من النقد يكون انطباعيا، النقد يحتاج إلى مساحة ووقت وتأمل لكي يسبر أغوار العمل المسرحي، أنا أعتبر أن النقد المسرحي ظالم ومظلوم في الوقت نفسه، كما أن ما أدى إلى تراجع النقد المسرحي أن الصحافة كانت تفتح مساحة للنقد الفني ومنها المسرح وكان يكتبه متخصصون في النقد، كانت هناك مساحة لنقد الشعر والقصة والمسرحية، الآن تقلصت مساحة الثقافة لمصلحة الموضوعات الخفيفة وكان النقد من بين الضحايا.

 

تحدثتَ في الندوة الفكرية عن عدم وجود توثيق للمسرح الخليجي، فلماذا غاب هذا التوثيق؟
بالطبع يعاني المسرح الخليجي من عدم التوثيق، أي باحث يحاول رصد تطورات المسرح الخليجي لن يجد توثيقا كافيا لهذه الحركة المسرحية في الخليج، كل عام يتم عرض ما يقرب من 40 عملا مسرحيا خليجيا، لن تجد توثيقا مطبوعا يوازي هذا الإنتاج السنوي، وأهمية هذا التوثيق أنه يوثق تطور الحالة والحركة المسرحية ورصدها التاريخي وهي خطوة مهمة غائية في المسرح الخليجي.

 

أنت من المهتمين بمسرح العرائس، فلماذا لم يتطور هذا المسرح في منطقة الخليج؟
مسرح العرائس من أهم المدارس المسرحية، وله مكانة في بعض الدولة منها مصر، فهي رائدة في هذا المجال، لكن لم تبذر بذرته في منطقة الخليج، كانت هناك تجارب لبعض الإخوة العرب في الخليج وعملوا في المدارس، لكن لا توجد فرقة خاصة لمسرح العرائس، وهو فن قائم بذاته، صناعة الدمي والكتابة لها وتحريك الدمي تخصصات لا توجد لدينا في الخليج، وأهمية هذا المسرح أنه قريب إلى الطفل لأن له علاقة بالخيال، وهذا هو سر تعلق الأطفال بالدمى، وقد جربته من خلال الخلط بين التمثيل الطبيعي والدمى، في مشاهد الدمى كان تركيز الأطفال أكبر وينصت تماما للدمى، لذا نحن في حاجة إلى تأسيس هذا المسرح في منطقة الخليج.

 

Happy Wheels