مهرجانات وأنشطة

النشرة السابعة


 

أضغط هنا لتحميل النشرة

حلم «العربي».. وطن يجمعنا


> بمشاركة واسعة من النقاد والمسرحيين وضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الــ 17، انطلقت فعاليات الندوة الفكرية «مسرح الطفل في الكويت.. النشأة والتجارب»، بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.بدر الدويش، ونخبة كبيرة من المسرحيين العرب ضيوف المهرجان، وشارك في المحور الأول كل من الكاتبة القديرة عواطف البدر والناقد والكاتب المسرحي علاء الجابر وأدارت جلستي اليوم الأول الإعلامية أمل عبد الله.
وأكد الدويش أن الكويت تهتم بالحركة الثقافية والفنية لدورها الفاعل في تشكيل الوعي الجمعي، موضحا أن الكويت تحرص على تنفيذ مقررات الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية. وتختتم الندوة الفكرية أعمالها صباح اليوم لمناقشة المحور الثاني أهم الصعوبات ومدى تأثير مسرح الطفل في الكويت.. تفاصيل الندوة ص2
وضمن عروض المهرجان قدمت فرقة المسرح العربي مساء أمس على مسرح الدسمة عرضا لمسرحيتها «نحلم» تأليف وإخراج الفنان يوسف الحشاش.
تبشر مسرحية «نحلم» بميلاد فنانين جادين من جيل الشباب لن يفرطوا بتاريخ الفرقة أو مكتسباتها التي حصلت في سنوات تميزها.
سبق للحشاش أن أعد أو ألّف الأعمال التي قام بإخراجها، وقد حصل على بعض الجوائز في مهرجانات محلية وعربية، وقدم نصا جميلا مليئا بالرموز وبالقضية التي يطرحها، وهي قضية اللاجئين ومدى المعاناة التي يعيشونها، وحجم الإهانات التي يتعرضون إليها.
تعامل الحشاش مع النص بروح المخرج المتفهم لما يتطلبه النص، وكأن النص هو لمؤلف آخر غيره، وكان إلى حد بعيد أمينا مع روح النص وفكرته، وربما ساعده في ذلك أنه هو المؤلف وهو واضع الفكرة وهو الذي يبحث عن حلول معينة لمفردات النص.
كان بإمكان المخرج اختصار بعض المشاهد خاصة في النهاية، لأن هذه المشاهد جاءت خطابية نوعا ما ولم تضف للحدث الرئيسي الشيء الكثير.. رؤية نقدية للعرض ص8
بمشاركة واسعة من النقاد والمسرحيين وضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الـ 17

 

 

انطلاق فعاليات الندوة الفكرية..
«مسرح الطفل في الكويت» النشأة والتجارب

د. بدر الدويش:
الكويت تهتم بالحركة الثقافية والفنية لدورها الفاعل في تشكيل الوعي الجمعي

عواطف البدر:
أنتجت عشر مسرحيات موجهة للأطفال تناقش جملة من القضايا التربوية والتعليمية

علاء الجابر:
وجود الفرق المسرحية الأهلية حرك دماء الشباب المتعطش للمسرح وأفرز حالة من التنافس

«الدانة» أول عمل مسرحي يقدم في الكويت
أبطاله جميعا من الأطفال

كتب: عماد جمعة
ضمن أنشطة مهرجان الكويت المسرحي في دورته السابعة عشرة انطلقت فعاليات الندوة الفكرية الرئيسة في المهرجان والتي تأتي تحت عنوان «مسرح الطفل في الكويت» ويشارك فيها نخبة من الباحثين والرواد في مجال المسرح ومسرح الطفل، بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، ومدير إدارة المسرح صالح الحمر ومدير المهرجان فالح المطيري ونخبة كبيرة من المسرحيين العرب ضيوف المهرجان، وشارك في المحور الأول كل من الكاتبة القديرة عواطف البدر والناقد والكاتب المسرحي علاء الجابر وأدارت اللقاء الإعلامية القديرة أمل عبد الله.
في البداية ألقى الأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش كلمة بهذه المناسبة جاء فيها: حضرات الإخوة والأخوات، ضيوف مهرجان الكويت المسرحي السابع عشر، أهلا بكم في بلدكم الكويت، بلد الثقافة والمحبة والسلام، عاصمة الثقافة الإسلامية 2016.
إن الكويت تولي جل اهتمامها بالحركة الثقافية والفنية، لما لها من دور فاعل في تشكيل وتكوين الوعي الجمعي لديه، لذا جاءت رغبة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه منذ العام 1958م عندما كان رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية، حيث أوعز للفنان الرائد حمد الرجيب رحمه الله، باستضافة الأستاذ الكبير زكي طليمات، لمشاهدة مظاهر أنشطة الثقافة والفنون في البلاد، بقصد دراستها وتقييمها وإبداء الرأي والمقترحات لتطويرها ولرسم خطوط النهضة المسرحية بالكويت.
وقد نتج عن تلك الزيارة تقرير قيم وتاريخي ومرجع لجميع الخطوات المستقبلية للنهوض بالميدان الفني والثقافي. وبالفعل بدأت الخطوات المباركة لتطوير المسرح المدرسي ودعمه بالخبرات البشرية اللازمة حتى أصبح منارة يستضاء بهديها في المنطقة.
تم تأسيس الفرق المسرحية الأهلية الأربع، والتي قدمت سجلا حافلا بالأعمال المسرحية، ولاتزال مستمرة، بأنشطتها وإبداعاتها، كما تحقق إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية الذي غذى المنطقة بخبرات وطاقات إبداعية شابة، وأصبحت سلسلة «من المسرح العالمي» رافدا ثقافيا ومصدرا ينهل منه جميع الفنانين العرب، ينتظرون إصداراته المتتالية والمستمرة حتى يومنا الحاضر.
وأضاف الدكتور الدويش قائلا: هذا تلخيص وإجمال يحتاج إلى تفصيل بتخصيص جلسات لتسليط الضوء على جميع مفردات النشاط الفني والثقافي.
أما مسرح الطفل، وهو عنوان ندوتنا الفكرية، فكان محل جل اهتمام ورعاية الدولة كونه الرافد الحقيقي للمسرح، والمؤثر على المجتمع في تحقيق الشخصية الاجتماعية المستقرة، ناهيك عن دوره الجمالي والتربوي. كان المسرح المدرسي قد وصل الى أوج ازدهاره ما بين العامين 1978 و1988، مهد الطريق لانتشار عروض مسرح الطفل وخاصة بعد استضافته لمسرحيات الأطفال من خارج البلاد، وعرضت داخل المدارس، بل قام بعض مشرفي المسرح المدرسي بتجسيد عروض قصيرة، ممثلوها من الأطفال، وتم تقديمها لطلبة المرحلة الابتدائية، وقد تم تعميم مشاهدة العروض في العام 1969م – 1970م بشكل أوسع عبر شاشة تلفزيون الكويت «برنامج ماما أنيسة».
وبعدها ظهرت شركات الإنتاج الفني والمسرحي وفي مقدمتها مؤسسة البدر، حيث قدمت مسرحيات جميلة وجاذبة لجمهور الأطفال خارج نطاق المدرسة.
أما المعهد العالي للفنون المسرحية، فقد أفرد عام 1998م مساحة ضمن مناهجه لتدريس مادة «مسرح الطفل» ودعمها بمواد أخرى رافدة لهذا المسرح والعاملين به، وذلك من خلال تخصيص التربية المسرحية وقسم الدراسات الدرامية.


كما أقام ورشا مسرحية برعاية متخصصين من مختلف الدول العربية والأجنبية لمسرح العرائس الخاص بالأطفال، تصنيعا وتحريكا، وتجسيدا، كما قدم المعهد بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تجارب رائدة في هذا المجال منها: «سهرة مع العرائس» في العام 2000م.
وفي عام 2013 شكل المجلس لجنة خاصة بمسرح الطفل، .


وأشار الدكتور الدويش إلى أن هذه اللجنة خرجت بعدة توصيات واقتراحات من أهمها: إقامة المهرجان العربي لمسرح الطفل، الذي باركته الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وسخرت كل الإمكانات لانعقاده في مارس 2013م، ومن ثم وافق مجلس الوزراء على إقامته كل عام ضمن مشاريع التنمية الثقافية، وأصبح المهرجان يشكل انطلاقة متقدمة لصانعي مسرحيات الأطفال في الوطن العربي، وتميز عن غيره من المهرجانات بحضور لافت لجمهور الأطفال وذويهم طوال فترة العروض، كما تميز بحماس المشاركة في الورش المسرحية المتعددة والمتنوعة وبكثرة أعداد الراغبين في الحضور، وإنني وباسم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إذ أشكر لجنة مسرح الطفل على ما بذلته من جهود مثمرة وبناءة، لأتوجه بالتقدير الخاص، للدكتور حسين المسلم الذي احتضن دورات المهرجان الأربع بجهده وعلمه ووقته كمنسق عام للمهرجان.


واختتم الدويش قائلا: «إن ندوتكم هذه نعول عليها بالكثير من الآمال والطموحات في سبيل النهوض بهذا النشاط المسرحي المهم «مسرح الطفل»، وإنني وباسم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أشكركم على تلبيتكم الدعوة للمشاركة واتمنى لكم التوفيق، سائلا الله عز وجل أن يسدد خطاكم.
عوامل النشأة والتجارب
وعقب كلمة الدويش انطلقت اعمال الندوة بالجلسة الأولى، وكانت البداية مع الكاتبة عواطف البدر وتحدثت حول بحثها الذي جاء تحت عنوان «مسرح الطفل في الكويت عوامل النشأة والتجارب» قائلة: أتقدم في البداية إلى الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وإدارة المسرح بالمجلس، بالشكر والتقدير على جهودهم الطيبة والمستمرة في إقامة دورات مهرجان الكويت المسرحي سنويا وبانتظام، وذلك لتأكيد الدور الريادي للحركة المسرحية في الكويت بين دول المنطقة الشقيقة، مقدرين لهم دائما هذا الجهد والمتابعة، خصوصا إقامة ندوة «مسرح الطفل في الكويت» هذا العام، لما لهذا الموضوع، بالذات، من أهمية فنية وثقافية وتربوية، باعتباره الأساس في كل حراك مسرحي.


وأضافت البدر قائلة: وأسست في السبعينيات مؤسسة البدر للإنتاج والتوزيع الفني - إذاعة، تلفزيون، سينما، مسرح – في العام 1972، ثم فرقة مؤسسة البدر لمسرح الأطفال في العام 1976، والتي أنتجت عشر مسرحيات موجهة إلى الأطفال تناقش جملة من القضايا التربوية والتعليمية والسلوكية والطفولية والإنسانية، وهي على النحو التالي: «السندباد البحري- البساط السحري - ألف.. باء.. تاء - العفريت قفص الدجاج – سندريلا- الإنسان الآلي - الطنطل يضحك» وجميع هذه المسرحيات من إخراج الفنان الراحل منصور المنصور، وقامت مصممة الأزياء رجاء البدر بتصميم وتنفيذ جميع أزياء المسرحيات ثم جاءت مسرحية «حلوة يا دنيا» وهي أول مسرحية تقدم للمعاقين ثم مسرحية «الخاروف البهلوان».
عقبات فنية ومعوقات إدارية
وأشارت البدر إلى بعض العقبات التي واجهتها قائلة: واجهتني بعض العقبات الفنية والمعوقات الإدارية خلال مشوارها مع مسرح الطفل في الكويت.
ثم تطرقت البدر إلى مسرحية «الدانة» باكورة الإنتاج لتقديمها في «مهرجان الطفل الثقافي الأول واعتبرت المسرحية أول عمل مسرحي يقدم في الكويت أبطاله جميعا أطفال.

 


عوامل النشأة


ثم تحدث الكاتب والناقد علاء الجابر في ورقته البحثية التي جاءت تحت عنوان «مسرح الطفل عوامل النشأة» قائلا: أولى بدايات المسرح في الكويت، كما اتفق معظم الباحثين في هذا المجال – والتي تتوافر فيها الأسس المسرحية – فقد كانت بين العامين 1938 و1939، من خلال مسرحية «إسلام عمر» التي أخرجها ومثل فيها محمد محمود نجم، وشهدها الشيخ أحمد الجابر أمير دولة الكويت حينذاك، بصحبة مجموعة كبيرة من كبار رجالات الدولة وأعيان الكويت. لتتوالى بعدها المسرحيات التي شكلت دعائم المسرح في تاريخ الكويت الحديث، حيث توالت المسرحيات تباعا كالآتي: مسرحية «فتح مصر» (العام الدراسي 1939/ 1940)، «حرب البسوس» (1944)، «عبد الرحمن الداخل» (1944)، «صلاح الدين الأيوبي» (1944).
وتابع: حرك وجود الفرق المسرحية الأهلية دماء الشباب المتعطش للمسرح، وأفرزت تلك الفرق حالة من التنافس والإنتاج المسرحي المتدفق. هذا النشاط استلزم أن يؤطَّر بشكل علمي أكاديمي، فكانت البداية بإنشاء مركز الدراسات المسرحية في العام 1963 وتحول في العام 1973 من مجرد معهد يمنح الدبلوم، إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، يمنح طلبته شهادة البكالوريوس في النقد والأدب المسرحي، إلى جانب التمثيل والإخراج والديكور.
وأضاف الجابر مؤكدا أن المسارح الأهلية لم تسيطر وحدها على الساحة المسرحية، فقد عرف الفنان الكويتي المسرح الخاص منذ البدايات، وكان أول من فكر في إنشاء فرقة مسرحية خاصة الكاتب الراحل عبد الأمير التركي، في العام 1974، وتبعته مجموعة كبيرة من الفنانين الذين استقالوا من المسارح الأهلية، أو لم يلتحقوا بها أصلا، ليكونوا فرقهم الخاصة من خلال شركات الإنتاج الفني ومن رحم الشركات الخاصة، انطلق مسرح الطفل ليمثل خطا مسرحيا موازيا لمسرح الكبار، ومكملا لمسيرة المسرح في الكويت، وعلى الرغم من بداياته البسيطة فإن العروض المسرحية المقدمة للأطفال توالت بسرعة كبيرة حتى تجاوزت عدد ما قدم من مسرحيات الكبار، رغم الفارق الزمني الكبير وأسبقية مسرح الكبار.
تلك هي البداية
ثم قال الجابر: قد تكون المصادفة مستبعدة ومرفوضة في العمل الدرامي، لكن الواقع يؤكد أن المصادفة وحدها كانت السبب في انطلاق مسرح الطفل في الكويت، فوجود المؤلف محفوظ عبدالرحمن في الكويت، رقيبا للأعمال العربية في وزارة الإعلام، وعمل السيدة عواطف البدر رقيبة أيضا في مراقبة التمثيليات المحلية، واجتماعهما في مكان واحد بشكل يومي، ساعد محفوظ – وهو الذي سبق أن قدم للمسرح الكويتي عدة أعمال مسرحية قبل ذلك– في أن يعرض فكرة تقديم عمل مسرحي للأطفال على البدر التي لم تكن تمتلك حينذاك رخصة إنتاج فني ولم تفكر في ذلك، لكن الفكرة لاقت هوى في نفسها، فاستخرجت رخصة فنية باسم مؤسسة البدر. بعد تشجيع البدر كان لا بد للمحرك الأصلي للمشروع أن يطرح ما لديه من مادة مسرحية، فقدم للبدر مجموعة من الوريقات حملت مسرحية «السندباد البحري»، وكان التفكير يتجه بشكل عملي إلى المخرج الذي سيقوم بإنجاز العمل، وكان من الطبيعي أن يرشح محفوظ صديقه المخرج صقر الرشود الذي سبق أن أخرج له كل أعماله المسرحية في الكويت، ليتولى مهمة إخراج تلك المسرحية، غير أن الرشود اعتذر واقترح اسم زميله المخرج منصور المنصور.
وأضاف الجابر: وفي السادس من نوفمبر من العام 1978، شاهد أطفال الكويت باكورة إنتاج مؤسسة البدر، في أول عرض مسرحي بشري هو «السندباد البحري» تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج منصور المنصور ولاقى العمل نجاحا جماهيريا. هذا النجاح شجع البدر على الاستمرار فقدمت مسرحية «البساط السحري»، تأليف: مهدي الصايغ اخراج منصور المنصور، مع الحفاظ على عناصر الفريق ذاته تقريبا والبقاء في زاوية العمل الذي يستلهم موضوعه من التراث.


مؤسسة البدر


وأضاف الجابر: على النسق ذاته، استمرت مؤسسة البدر وحيدة في الساحة في التصدي لهذا المجال، مسرحيات الأطفال، فقدمت في العام 1980 عملها المسرحي الثالث للأطفال «ألف باء تاء»، مع تغيير جديد في سياستها المتمثلة في الركون إلى التراث، حيث استعانت بكاتب جديد هو خالد الخشان الذي قدم لها نصا حديثا لا يستند إلى التراث، وإن استعانت – تقريبا – بفريقها السابق مع إدخال عنصرين جديدين في مجال تأليف الأغاني والتلحين وفي العام الرابع من بدء ظهور مسرح الطفل، بدأت مرحلة جديدة بدخول مؤسسة أخرى منافسة لمؤسسة البدر، متمثلة في مسرح السور الذي قدم للأطفال عمله الأول في 20 يونيو 1981، وهو العمل الرابع على مستوى المسرحيات المقدمة للأطفال في الكويت، حيث استعان خليفة خليفوه بفريق عمل جديد كليا – تقريبا – على الساحة الفنية، مستندا إلى نص كتبه بالفصحى د. فائق الحكيم.
وأشار الجابر إلى عدد من التوصيات فى نهاية بحثه، الذي بلغ 59 صفحة فيما تناولت الورقة المطبوعة 20 صفحة فقط، تتعلق بتقصير وزارة الإعلام في شراء مسرحيات الأطفال وعدم تجهيز المسارح بما يتناسب ومسارح الأطفال ومبالغة النجوم في أسعارهم مطالبا الجهات المسؤولة بإقامة ورش للأطفال بمعايير علمية بعيدا عن العلاقات الشخصية وعلى المعهد الاهتمام بمسرح الطفل وموصيا بضرورة دعم القنوات الفضائية لمسرح الطفل.


المداخلات


وقد قدم عدد من الضيوف بعض المداخلات ردا على الأوراق البحثية التي قدمت في الندوة حيث تطرق محمد عبد الرسول إلى أن مسارح الأطفال اليوم لا تهتم إلا بمخاطبة جيوب العائلات وليس ثقافة الطفل.
كما أشارت أمل الدباس من الأردن الى عدم اطلاعها على التجربة المسرحية لمسرح الطفل في الكويت لكنى كنت محظوظة لمشاهدة عرض «الدم العربي» للمخرج نصار النصار والذي أسهم في توجيه الطفل الى القراءة والثقافة.
ولفت الدكتور محمد زعيمة الى وجود بداية عرائسية لمسرح الطفل لكنها لم تستمر لعدم وجود تقنيين وانه بعد السندباد البحري قدم عرضين لم يلقوا النجاح لانهما كانا خارج نطاق التراث الشعبي، مطالبا المجلس الوطني بضرورة التوثيق وتكليف الباحثين بتحليل هذه التجارب.
أما الدكتورة سعداء الدعاس فقالت: إن المدرس أو الموجه يفرض رؤيته على الطفل مسبقا ويحرمه من إعادة قراءة العمل بعين نقدية بعيدا عن إرث الماضي مشيرة إلى أن جامعة اكسفورد قامت بطباعة أعمال شكسبير ولم يقل أحد إن هذا تاريخ وأعادوا قراءة النصوص بحيادية ونحن نحتاج لإعادة قراءة مهرجان مسرح الطفل.
وقال علي عليان من الأردن: ذكرت الكاتبة عواطف البدر في بحثها أن الراحل صقر الرشود رفض التصدي لإخراج مسرحية للأطفال بخبرته المسرحية الكبيرة واليوم نجد المخرجين يستسهلون إخراج مثل هذه المسرحيات فأصبحت مسارح الأطفال للارتزاق.
وطالب الدكتور أحمد صقر الكاتبة عواطف البدر بطباعة نصوصها المخطوطة لحمايتها وتوثيقها للتاريخ.
وتساءلت زهراء المنصور من البحرين حول إمكانية تحديد الفئة العمرية لمشاهدة العروض المسرحية.
وشهدت الندوة عددا من المداخلات الأخرى للدكتور سامي الجمعان ومنيرة سالمين والدكتور سيد على إسماعيل.

 

الاستراتيجية العربية
للتنمية المسرحية

 

تحدث الامين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش حول الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية والتي تبنتها الهيئة العربية للمسرح بالشارقة وعرضتها على مؤتمر الوزراء العرب المسئولين عن الشؤون الثقافية في دورته التاسعة عشرة في الرياض عام 2015 وتطرقت إلى كيفية دعم الحركة المسرحية في الوطن العربي بكل عناصره وجزئياته وقد قامت الكويت من خلال اللجنة العليا للمسرح برئاسة وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود الصباح بترجمة هذه القرارات والتوجهات إلى عمل على أرض الواقع على النحو التالي:
1- استضافت الكويت الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح في يناير 2016 وحصدت مسرحية «صدى الصمت» الجائزة الكبرى كأفضل عرض مسرحي متكامل لفرقة المسرح الكويتي.
2- فعلت فكرة إعادة طباعة المسرحيات الكويتية الهادفة والتي كان بعضها مطبوعا سابقا بينما البعض الآخر مسجل على شرائط الفيديو فتم تفريغ هذه الشرائط والعمل على طباعتها كعمل مكتوب.
3- تنظيم مسابقة التأليف المسرحي عبر لائحة تم رفعها لمجلس الوزراء هذه اللائحة هي ترجمه للقرارات التي اتخذت في مؤتمر الوزراء والمسؤولين عن الشأن الثقافي في الوطن العربي.
4 – الاهتمام بالمسرح المدرسي وتفعيله لأبرز العناصر والمواهب الفنية المتميزة لإمداد الحركة المسرحية بدماء جديدة تثري الفن المسرحي في جميع عناصره.

 

 

في المحور الثاني من محاور الندوة الفكرية

خلود الرشيدي: مسرح الأطفال إحدى الوسائط الفاعلة في تنمية النشىء عقلياً وعاطفياً وجمالياً ولغوياً
للكويت ريادة
في مسرح الطفل
تقترب من 40 عاماً
ولها السبق في فنونه بمنطقة الخليج العربي
في المحور الثاني من محاور الندوة الفكرية لمسرح الطفل في الكويت، قدمت الدكتورة خلود الرشيدي ورقة بحثية تحت عنوان «أهم التجارب» وكانت الاعلامية أمل عبد الله هي عريفة الندوة حيث قرأت السيرة الذاتية للرشيدي ثم أعطتها الكلمة.
وقالت الرشيدي: «العمل المسرحي شكل من أشكال الأدب لما يستعين به من فنون وآداب يقدمها جميعا بطريقة متناغمة على خشبة المسرح، ويرتبط العرض المسرحي بإمكانيات متعددة معتمدا على النص ومجموعة المبدعين من مخرج وسينوغرافي، وكذلك على الممثلين كوسيط يقع وجوده بين النص ورؤية الإخراج وكذلك العناصر الداعمة للعرض من موسيقى وغناء وغيرها، مع العنصر الجوهري وهو الجمهور. وتتضح هذه الإمكانيات من خلال الصور الفكرية والفنية التي تجعل المتلقي أمام عالم ينبض بالحياة من خلال العرض من كلمة وحركة ومن خلال المناظر والأزياء والإضاءة».
مسرح الأطفال هو إحدى الوسائط الفاعلة في تنمية الأطفال عقليا وعاطفيا وجماليا ولغويا وثقافيا. ويتطلب من القائمين على العروض الخاصة بمسرح الطفل علاوة على ثقافتهم ووعيهم وخيالهم وأهدافهم الإيجابية المختلفة أن يراعوا مفهوم الاستيعاب لدى جمهور الأطفال تبعا لتقسيمات المراحل العمرية واختلافها بين الذكور والإناث واختلاف الشعوب والحضارات والبيئة الاجتماعية المحيطة به والتي جاء تقسيمها تربويا من خلال العلم إلى عدة مراحل هي:


أ- مرحلة الواقعية والخيال المحدود:
وتشمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات وفى هذه المرحلة فإن الطفل يستخدم حواسه للتعرف على البيئة المحدودة المحيطة به من خلال الخيال الإيهامي فقد تتكلم الحيوانات وكذلك الجماد دون أن نغرق في الخيال، ويجب تنقية الخيال من النواحي المفزعة كما أن الطفل لا يدرك التسلسل الزمنى للأحداث التاريخية فمدى الانتباه للأفكار المعقدة محدود لأن تفكير الطفل حي وحيوي ويرتبط بالصور كثيراً، كما أن لديه القدرة على أن يعبر عن التفكير المعنوي المجرد.
ب- مرحلة الطفولة المتوسطة أو الخيال المنطلق:
تشتمل على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات تقريباً حيث قوة الخيال الحر. فالطفل يتجه إلى عوالم أخرى غير واقعية أو منطقية تعيش فيها الجنيات والحوريات والساحرات والعمالقة والأقزام والحيوانات. يتقبلها وهى تتكلم (فالطفل يبتعد عن الخيال الإيهامى، ويتجه إلى مزيد من الواقعية في معاملة الحيوان التعرف إليه. كما يزداد اتصال الطفل بالمجتمع واحتكاكه بأفراده، وتكون رغبته قوية لاستطلاع الحياة المحيطة به، والتعرف على نظمها وتقاليدها).
جـ- مرحلة البطولة أو مرحلة الطفولة المتأخرة:
وتشمل هذه المرحلة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة (يزداد إدراك الطفل للأمور الواقعية، ويتجه للإعجاب بالبطولات والمغامرات. وعادة تصل البطولة إلى ذروتها في نحو الثانية عشرة من العمر، كذلك أهمية الدوافع النبيلة والقيم الشريفة والانطباعات السليمة، والميل إلى الإعجاب وظهور القدرة على تغيير العلاقات بين الأشياء والميل إلى حب الظهور.
د – المرحلة المثالية:
وتشتمل على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة، حيث يتجاوز الطفل حياة الطفولة (ينتقل من مرحلة تتصف بالاستقرار العاطفي النسبي إلى مرحلة دقيقة شديدة الحساسية تحصل فيها تغيرات واضحة مصاحبة لفترة البلوغ، ففي بدايات هذه المرحلة تزداد رغبته في الاستقلال، وكذلك ينصرف عما كان يستمتع به كطفل صغير من اصطحاب الأسرة له أو اختيار ملابسه مثلا، فيتمرد على كل ما كان يختاره له والداه ويجعله تابعاً لهما.
من خلال ما سبق نستعرض بعض التجارب المقدمة لمسرح الطفل في الكويت في عدة سنوات مختلفة وكان لها دور واضح ومميز في التطور الملحوظ لمسرح الطفل من خلال فنانين آمنوا بدور هذا النوع من المسارح في رفع مستوى الثقافة والفن بين جيل يتعلم أول اساسيات المسرح من تمثيل وحوار ولغة بصرية من خلال الديكور والازياء ومناقشة تجربة مسرح الطفل بالكويت بمراحل عديدة تتعلق بتلك الأنواع السابق ذكرها، للكويت ريادة في مسرح الطفل تقترب من 40 عاما ولها الريادة في منطقة الخليج العربي لفنون مسرح الطفل، وأبرز مميزات فنون المسرح الكويتية هي التي تُعنى بالطفولة وتتوجه في خطاباتها ولغتها إلى الأطفال لتنمي قيم الاعتزاز بالوطن وشعور الانتماء إليه وتنشئته على فضيلة الأخلاق وتربيه على سلوك المواطنة المندمجة في سيرورة الحياة الاجتماعية لبيئته ومحيطه السوي.
ويرجع الفضل للرعيل الأول من رواد المسرح الذين أثمروا جيلاً جديداً من الفنانين المبدعين الذين يساهمون في نهضة الكويت المسرحية الحديثة. كما في مسرح الطفل وهذا ما أكدته الوثائق التسجيلية لعدد من مسرحيات الأطفال لتوضح أهمية كل ما تم تقديمه لهذا النوع من المسرح بعناصر السينوغرافيا والإخراج والنص المسرحي مثل الأعمال المسرحية الراسخة في الذاكرة كمسرحية «السندباد البحري» من تأليف الكاتب محفوظ عبدالرحمن وإخراج منصور المنصور وديكور وهيب الحسيني. ومسرحية «قفص الدجاج»، ومسرحية «سندريلا» ومسرحية «ألف باء تاء» وجميعها من اخراج منصور المنصور ففي مسرحية «السندباد البحري» للكاتب المصري محفوظ عبدالرحمن والتي عرضت في العام 1978 وتعتبر من التجارب الأولى في مسرح الطفل في دولة الكويت وحدد من خلالها اتجاها جديدا في الحركة المسرحية ويعتبر مخرج العمل منصور المنصور أول من وضع الخطوط والتصورات لحجر الأساس لنشأة مسرح الطفل الى جانب عواطف البدر في الكويت فلقد تحمسا لقضية الطفل وعروضه المسرحية وظهر العمل لكي يناقش أعمال مسرحية تخاطب النشء وتسعى إلى تشكيل منظور فكري ومنهج سلوكي في المجتمع من خلال أدوات درامية مثيرة وممتعة، فالكاتب في هذه المسرحية يتناول قضية من أهم القضايا تختص بتشكيل بناء الشخصية عند الطفل كبداية لمشوار بعيد يحتاج الى التزود بالقيم.
كما قدمت عروضا عديدة خلال السنوات السابقة منها ما تميز من خلال القصة والديكور والأزياء ومحاولة إدماج الطفل في عالم من المتعة البصرية وعلى سبيل المثال مسرحية «ليلى والذيب» المقدمة عام 1988 وتتضح من خلال المشاهد المختلفة للغابة ومنزل الجدة وشكل تغيير الديكور ومن خلال الازياء القريبة للطفل بألوانها المبهجة. ومسرحية «أبطال السلاحف» عام 1991، ومسرحية «السندباد» عام 2002، وعروض عديدة لفنانين شباب أمثال المخرج محمد الحملي وعبدالمحسن العمر ومسرحيات متطورة جدا من حيث الامكانيات المسرحية من سينوغرافيا وأزياء كمسرحيات زين البحار وعالم زين وجميعها أعمال فنية مقدمة لعدة مراحل عمرية للطفل منها ما هو مميز ومنها ما هو مأخوذ عن قصص أجنبية وتم تعديلها لتتناسب مع البيئة الكويتية ظهر من خلالها لوحات بصرية مفعمة بالألوان والبهجة لتقدم للطفل عالما جميلا مليئا بالقيم والعادات الجيدة والمفيدة له.
المداخلات
في بداية المداخلات تمنت الدكتورة صوفيا عباس أن تستعرض الورقة البحثية العروض الجديدة وما يكون عليه الديكور والألوان، مؤكدة أنها حاولت أن تعيش مع الباحثة خيالها الافتراضي لما تقوله مطالبة الدكتورة خلود بتدارك هذا الامر مستقبلا.
وقال الدكتور سامي الجمعان: كنت أتمنى وجود مقارنة بين التجارب الاولى والبدايات والتجارب الحالية الآن وما نتج من تغيرات بعد الغزو الفضائي والالكتروني لأن هناك الكثير من التغيرات قد حدثت.
ورأت الفنانة عبير عيسى أننا نحمل المسرحيين المسؤولية الكبيرة في الوقت الذي نغفل فيه دور الاهل وتوجيههم للأطفال إلى أين يذهبون وماذا سيتلقون من أفكار في العروض التي يذهبون اليها لان الاهل هم المسؤولون الاوائل عن الطفل.
وتساءل محمد عبد الرسول عن الديكورات الحديثة التي يمكن استخدامها في عروض الاطفال.
ووجهت الكاتبة عواطف البدر سؤالا للدكتورة خلود حول رأيها في السوشيال ميديا وعالم التواصل الاجتماعي وهل هذه العوالم ألغت عالم الطفولة لأن هناك من يتعامل بها على خشبة المسرح.
وتساءل الكاتب والناقد المسرحي علاء الجابر: لقد ترك لنا المجلس الوطني حرية الكتابة عبر العنوان الكبير مسرح الطفل في الكويت ولم يحدد وكنت أتوقع أن تتحدثي عن دور السينوغرافيا في مسرح الطفل بتوسع لكنك لامست الموضوع فقط وأتمنى أن تخرجي من نطاق الملامسة والدخول بعمق في هذا المجال خاصة أنني أعرف قدراتك.
وتحدث الملحق الثقافي بالسفارة المصرية الدكتور نبيل بهجت متسائلا ما هو وضع مسرح الطفل في ظل الوسائط الحديثة مشيرا الى أنه يرى تخوف البعض من هذه الوسائط، مؤكدا أن الفن يرتبط بقدرة المبدع على الابداع الفني وادهاش المتفرج واذا كانت الوسائط تدهشنا الان فهذه الدهشة سوف تزول مع الوقت وان صدق الفنان وإبداعه أقوى من أي وسائط لأنها لن تستمر.
وتساءل الفنان عدنان الصالح: هل الابهار الزائد في الديكور يشتت ذهن الطفل عن متابعة العرض؟
وقد ردت الدكتورة خلود على بعض هذه التساؤلات مؤكدة ان دور الاهل مهم وأن الحيل المسرحية موجودة ويمكن تطويرها عبر الديكورات وأن السوشيال ميديا مهمة لكن يجب تطويعها لمصلحتنا وأن البهرجة الزائدة ترتبط بالمخرج، فلو كان العرض كرنفاليا فبالتأكيد سيكون هناك بهرجة في الديكور.
تأليف وإخراج يوسف الحشاش وتقديم فرقة المسرح العربي

 

«نحلم».. البحث عن وطن يجمعنا

مهمشون ولاجئون يبحثون عن أمل يخلصهم من معاناتهم

نص مليء بالرموز والقضية المحورية
معاناة اللاجئين والمهمشون في الأرض
كتب: عبدالمحسن الشمري
ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته السابعة عشرة قدمت فرقة المسرح العربي مساء أمس الأول على مسرح الدسمة وضمن المسابقة الرسمية للمهرجان عرضا لمسرحيتها «نحلم» تأليف وإخراج الفنان يوسف الحشاش، وبطولة مجموعة من الأسماء التي سبق لها المشاركة في عدد من المهرجانات إلى جانب بعض الأسماء الشابة التي تحاول إثبات نفسها، ولتناول العرض المسرحي علينا ان نشير إلى بعض الصور أو الحكايات التي تشكل في مجملها حصيلة العرض الذي شاهدناه على خشبة المسرح.
الصورة الأولى: نجوم
في مطالعتنا الأولى لأسماء المشاركين في العرض المسرحي يجب أن نتوقف عند بعض الملاحظات المهمة حول تشكيلة الفنانين المشاركين في عرض «نحلم»، ولعل أهم ملاحظة في هذا الخصوص هي مشاركة أسماء بارزة لا تغامر أبدا، وهي أساسا لا تحتاج إلى أن تغامر، لأن أكثر ما يعنيها هو أن تحافظ على سمعتها الفنية وتاريخها من الاعمال الملتزمة.
وعندما يشارك مثل هؤلاء الفنانين في عمل «نحلم» فإن ذلك مؤشر على أن العمل يحترم عقلية المشاهد، ويحترم الاسماء المشاركة فيه، وليس فيه اي أمر من الممكن أن يشوه صورة هؤلاء الفنانين، مما يدفعنا إلى التفاؤل بمشاهدة عرض جميل، وهذا مدخل أساسي لمشاهدة المسرحية بروح التفاؤل والأمل، ولم يخذلنا المشاركون في العرض، بل قدموا لنا متعة بصرية وفكرية ثرية، تطرح من خلال مشاهد العرض العديد من الصور الجميلة حول قضايا مهمة يعاني منها الإنسان في أكثر من مكان، خاصة ما يتعلق بأزمة اللاجئين في بعض البلدان، وكيفية تناول هذه القضية الشائكة، وتصوير الذين يعانون والذين يستغلون والذين يستفيدون منها.
الصورة الثانية: وفاء
من المعروف أن فرقة المسرح العربي من الفرق الملتزمة في عطائها، وهذه هي المسرحية الأولى التي تقدمها الفرقة بعد رحيل الفنان الكبير ورائد الفرقة وعراب المسرح في الكويت الراحل الكبير فؤاد الشطي، وأعتقد أن الفرقة كانت وفية جدا لفنانها الراحل، مؤكدة انها تسير على خطاه وتلتزم بتعاليمه الأبوية، ولن تحيد عنها، وفي المسرحية رسالة مفادها أن جيل الشباب سائر على طريق الالتزام، وأنه لا خوف عليهم فالقيادة الشابة التي يتولاها الفنان أحمد الشطي تشير في طريق البحث عن أعمال جادة ولن تحيد عن هذا الخط.
لذا تأتي مسرحية «حلم» لتبشر بميلاد فنانين جادين من جيل الشباب لن يفرطوا بتاريخ الفرقة أو مكتسباتها التي حصلت في سنوات تميزها، إنه نوع من الوفاء لا مثيل له في عصرنا الحالي.
الصورة الثالثة: تأليف وإخراج
سبق للفنان يوسف الحشاش أن أعد أو ألّف الأعمال التي قام بإخراجها، وقد حصل على بعض الجوائز في مهرجانات محلية وعربية، على الرغم من أن جمعه للتأليف والإخراج مرة واحدة هو مغامرة في حد ذاته، فإنه كان في الموعد وقدم نصا جميلا إلى حد كبير، نص مليء بالرموز وبالقضية التي يطرحها، وهي قضية اللاجئين ومدى المعاناة التي يعيشونها، والظروف الصعبة التي تحيط بهم، وحجم الإهانات التي يتعرضون إليها، خاصة ان هناك بعض من يحاول سلبهم إنسانيتهم، وتحطيم الأمل الموجود لديهم، والحشاش في مسرحيته قدم لنا صورا ونماذج وحكايات لللاجئين في مكان ما، الذين يتحولون إلى شحاذين وإلى مهمشين تداس كرامتهم، وأنهم يبحثون عن وطن جديد يلم شملهم ويمنحهم الحضن الدافئ، ولكن هيهات لهم ذلك، كما أن الحشاش يقدم صورة لبعض العسكريين الذين يخونون وطنهم ويحاربون أهلهم ويحطمون أحلام هؤلاء الباحثين عن أمل.
وعلى صعيد آخر تعامل المخرج الحشاش مع النص بروح المخرج المتفهم لما يتطلبه النص، وكأن النص هو لمؤلف آخر غيره، وكان إلى حد بعيد امينا مع روح النص وفكرته، وربما ساعده في ذلك أنه هو المؤلف وهو واضع الفكرة وهو الذي يبحث عن حلول معينة لمفردات النص. ربما لو أن مخرجا آخر قام بالتصدي للعمل لشاهدنا عملا آخر مختلفا، قد يكون أفضل وربما أقل مستوى مما قدمه الحشاش، لكن الحشاش هو بالأساس مخرج وله رؤية معينة يحاول تقديمها عبر النصوص التي يخرجها.
الصورة الرابعة: منافسة
في عرض مسرحية «نحلم» لفرقة المسرح العربي نحن أمام عدد من الأسماء البارزة التي تصدت لتجسيد شخصيات العمل المسرحي، ربما البعض من هؤلاء الفنانين لم يلتفت أساسا إلى حجم أو مساحة الدور الذي يجسده بقدر بحثه عما تطرحه الشخصية من فكر، وهذا يضعنا أمام الإيثار والتضحية من أسماء كبيرة لها وزنها على خشبة المسرح ولها مكانتها في الحركة المسرحية، هذه الاسماء اجتمعت لتقدم فرجة مسرحية تطرح فكرا راقيا، وتضع نصب أعينها مصلحة الجماعة وليس مصلحة الفرد، إنها صورة من أجمل الصور أن تجد الفنان الكبير الدكتور فهد العبدالمحسن يقبل بدور يظهر في مشاهد عدة منه لكنه مؤثر جدا، فهذا الفن نعلم أنه يبحث عن الدور وليس المساحة، وهو
لا يقبل أي دور، والأمر ذاته ينطبق على الفنانة والمخرجة منال الجارالله التي ظهرت في مشاهد قليلة لكنها قالت أنا هنا، فنانة لا يهمها مساحة الدور بقدر تأثيره على المشاهد، والصور تتكرر مع عدد من الأسماء التي قدمت أدوارا معينة في عرض مسرحي مختلف، ليس فيه للنمطية مكان، ليس فيه للتكرار مكان، عمل يقدم صرخة قوية ضد منتهكي حقوق الإنسان، والذين يستغلون اللاجئين لأغراض دنيئة، ومنهم ذلك العسكري الذي تقدمه المسرحية ببشاعته وقد أثبت الفنان أسامة المزيعل أنه نجم كبير قادر على تقمص أي دور بعفوية ومن دون تشنج.
وما دمنا نتحدث عن الأداء التمثيلي فإنه من المهم الإشارة إلى الفنانة عبير يحيى التي أدت شخصيتها باحتراف.
وأعتقد أن النجمة الأولى في هذا العرض هي الفنانة هبة العيدان تعود إلى المسرح بعد سنوات طويلة لتقدم دور العجوز التي تبحث عن حلمها الضائع سنوات طويلة، وكانت في قمة أدائها ونجوميتها في كل مشهد تظهر به.
بقي القول إن المخرج كان بإمكانه اختصار بعض المشاهد خاصة في النهاية، لأن هذه المشاهد جاءت خطابية نوعا ما ولم تضف للحدث الرئيسي الشيء الكثير.
الصورة الخامسة: مشاركون
شارك في العرض المسرحي وبأدوار مختلفة أيضا كل من علي الششتري، مشاري المجيبل، علي الشقيح، أحد بن حسين، ماجد العنزي، علي السدرة، دعيج الشايع، علي بو جندل، بسام الصميعي، عبدالعزيز السعدون. والعازفون جاسم العبدالسلام، باسم نبيل، مساعد المخرج عبدالله الشطي، حسين عبدالحميد الرفاعي، مصمم الديكور والأزياء عبدالله عبدالعزيز عبدالله، إشراف عام عبدالله القلاف، ماكياج عبدالعزيز الجريب، مصمم ومنفذ الإضاءة أيمن عبدالسلام.
أعمدة المسرح الكويتي (3 من 5)

 

عبدالرحمن الضويحي.. صانع ماهر للعبة المسرحية بأفق إبداعي متطور ومن منظور شعبي

طور النص المسرحي الواقعي وحرره كثيرًا من مساحات الارتجال وجعله واقعيًا


كتب: د. نادر القنّة
من ناحية عملية يعتبر الفنان عبدالرحمن الضويحي هو الامتداد الطبيعي للفنان محمد النشمي، وأهم وريث شرعي لمشروع المسرح الشعبي، فهو رجل مسرح بحق، بكل ما يعكسه هذا المصطلح من دلالات علمية وعملية. فكما النشمي بالضبط تعددت مهارات الفنان الضويحي بين: التمثيل، والتأليف، والإخراج، والتقنيات، والإدارة. الأمر الذي جعله يلم بتفاصيل اللعبة المسرحية ويعرف أسرار تكوينها.
فما كاد محمد النشمي يترك فرقة المسرح الشعبي، ليذهب مع بعض رفاقه في اتجاه آخر نحو تأسيس فرقة المسرح الكويتي، في ضوء الخلاف الذي وقع بينه وبين الجيل التالي من أعضاء فرقة المسرح الشعبي، حتى جاءت الفرصة مواتية للفنان عبدالرحمن الضويحي لإظهار مواهبه الفنية المتعددة في المسرح، وقد ساعدته على ذلك فطنته العالية، وقدرته على الاختيار والتصور، ونظرته الجادة والموضوعية في تقييم الأشياء، علاوة على ثقافته المسرحية المتميزة، لذلك لم يشعر الشعبيون بأن مكان النشمي في فرقتهم صار شاغرا، فلقد كان الضويحي قادرا على أن يملأ هذا الفراغ، ولو تدريجيا. الأمر الذي جعل أعضاء الفرقة يشعرون بالراحة النفسية في اشتغالاتهم المسرحية، وراحوا يتعاونون مع الضويحي في إعادة هيكلة الفرقة إداريا وفنيا وإنتاجيا بروح فلسفية جديدة تحمل تطلعات جيل جديد من المسرحيين الشعبيين.
هذا التلاقي والتقاطع في الأفكار، والطموحات والتوجهات بين أبناء الجيل الواحد، والمرحلة الجديدة، دفعت الضويحي إلى أن يدرس الإمكانات الفنية – فيزيائيا وكيميائيا – لكل عضو من أعضاء فرقة المسرح الشعبي، فبحسه الفني المتميز، أدرك أبعاد كل طاقة من الطاقات الفنية، وكيفية استثمارها وتوظيفها في كل عرض مسرحي، لذلك فلا عجب أن نقول: إن الضويحي حينما كان يكتب مسرحياته لفرقة المسرح الشعبي، كانت كل شخصية من الشخصيات الدرامية في النص محددة لممثل معين، مستفيدا من خصوصية وإمكانات هذا الممثل، وأبعاده الجسمانية.
صحيح أن الكتابة المسرحية عنده تذهب، وفق المصطلح الشائع باتجاه «التفصيل». ولكنه «تفصيل» فني، فيه الكثير من الفنية والحرفية والإبداع، جاء بثماره، وحسناته على نحو إيجابي، ساهم في تطوير مستوى الإنتاج المسرحي في فرقة المسرح الشعبي، علاوة على تكريس حرفية الممثل الشعبي.
كان الضويحي يجيد استثمار إمكانات أعضاء فرقته، ويعرف جيدا كيف يوظفهم في عروضه المسرحية، فالنص يكتبه مباشرة للخشبة، والنص عنده يُكتب دوما محملا بالرؤية الإخراجية، والممثلون عنده لا يرهقون أنفسهم في دراسة، وتمحيص الشخصيات الدرامية.. لأنها غالبا تعبر عنهم، وتتوافق مع أمزجتهم.
نسبيا، قام الضويحي بتطوير النص المسرحي الواقعي، وحرره كثيرا من مساحات الارتجال لأنه وضع فيه كل ما في ذهن الممثل، وجعله نصا واقعيا، يلامس الروح الواقعية من غير تقتير أو غلو، أو مبالغة، والأهم من ذلك كله أكسبه مقارنة بنصوص سلفه بعدا جماليا تمثل بفنية الحوار وواقعيته، وهو ما انعكس ايجابيا، على بلورة النص الكوميدي الشعبي، وشيوع نص كوميديا الموقف. ومن جانب آخر نذكر للضويحي جهوده الفنية في بناء العرض المسرحي الكوميدي المستلهمة مادته من الموروث الشعبي، وعلى نحو آخر رؤيته الفكرية في معالجة قضايا الواقع، فهو في النهاية ابن بيئته، ومسرحه نتاج إشكالات بيئته.
نشير هنا إلى بعض الأعمال التي قدمها الفنان عبدالرحمن الضويحي، سواء في إطار التأليف أو الإخراج: سكانه مرته، غلط يا ناس، الجنون فنون، اصبر وتشوف، يمهل ولا يهمل، كازينو أم عنبر، انتخبوني، حرامي آخر موديل، رزنامة، كاوبوي في الدبدبة، إبراهيم الثالث، ضعنا بالطوشة، محكمة الفنانين، صخنا الماي وطار الديك، ورطة خريج. وفي مجال التكويت عمل على تكويت النصين: المهرج لمحمد الماغوط، وحكمت محكمة السلطان.

سواء في نصوصه المسرحية المؤلفة، أو في عروضه المسرحية المخرجة، فإن عبدالرحمن الضويحي حافظ على بعض الجوانب الفنية من مسرحيات وعروض سلفه محمد النشمي.


يوسف الحشاش أكد استمراره في درب المؤلف المخرج ويرى أن الإبداع لا قاعدة له
المتحدثون في ندوة «نحلم» أجمعوا
على إنسانية الموضوع واجتهاد الممثلين
عبير العيسى: أحيي شباباً في هذا العمر ويتمتع بهذا الوعي تجاه قضايا الوطن العربي
الحشاش: لكي نتطور يجب أن نفكر بطريقة تواكب طموحنا
سامي الجمعان: الإضاءة والموسيقى التصويرية من أبطال هذا العمل
أحمد فؤاد الشطي: أتمنى أن تقام الدورة الـ 18 من «الكويت المسرحي» في مركز جابر الأحمد الثقافي


كتب: محمد جمعة
أجمع المتحدثون في الندوة التطبيقية التي أعقبت عرض «نحلم» لفرقة المسرح العربي على ثراء التجربة وأهمية الموضوع الذي طرحه كاتب العمل ومخرجه يوسف الحشاش غير أنهم توقفوا عند بعض النقاط التي فندها الحشاش لاحقا. أدار الندوة الفنان طالب البلوشي وعقب على العمل الأكاديمي السعودي الدكتور سامي الجمعان بينما تواجد على المنصة المؤلف والمخرج يوسف الحشاش ممثلا عن فريق العمل.
استهل مدير الندوة المخرج طالب البلوشي مستعرضا السيرة الذاتية للمعقب الرئيسي قبل أن يفسح المجال أمام الدكتور سامي الجمعان ليقدم رؤيته تجاه المسرحية حيث أوجزها في عدة نقاط، إذ انطلق من التوجه بالشكر إلى الكويت ممثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على حسن الضيافة والحرص على انتظام المهرجان حتى وصل الى دورته الـ 17 وقال: «لابد أن أشير بداية إلى أن المعقب يواجه دائما ورطة كبيرة لأنه مطلوب منه إبداء رأيه تجاه عمل بعد انتهائه بدقائق في خضم اختلاف وجهات النظر بينما يجب على المعقب ان يلتزم الحياد».
وأضاف الجمعان: «أي عمل مسرحي ندخل من خلاله عبر العتبة الأولى وهي العنوان ويجب ألا نستهين بالعناوين لأنها المدخل الرئيسي لأي عمل، وأرى ان «نحلم» عنوان جميل وحالم وطموح لأنه الحلم مشروع لكل إنسان، ونحن أيضا كمشاهدين من حقنا ان نحلم بعرض جيد يروي شغفنا تجاه المسرح وحاجتنا الى المتعة في العرض المسرحي».
واستطرد الدكتور سامي «الفكرة تنطوي على بعد إنساني عظيم للغاية أن تتناول قضية اللاجئين الذين بدأوا يملأون الأرض حولنا وأرى ان النص انقسم إلى قضيتين اللاجئين والمعني بها أي إنسان يبعد عن وطنه خوفا وقد يصنف اللاجئ سياسيا أو دينيا أو إنسانيا، وفي حالتنا تلك كان النموذج هو اللاجئ الإنساني. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا إذا كان لدينا لاجئ وسلطة تمارس القهر هل هناك نوع من التناظر بين قوة القضية المطروحة وأدوات الكاتب يوسف الحشاش، لاسيما أننا نواجه الإشكالية التي سبق أن تحدثنا عنها وهي الكاتب المخرج، فهل استطاع يوسف أن يوفق ككاتب ومخرج، خصوصا أنني عندما قرأت النص لمست أن من الارشادات المسرحية التي صاغها الحشاش انه سيكون مخرج العمل.
وأشاد الجمعان بالموسيقى والمؤثرات، وأكد أنها كانت أنيقة وجميلة ومعبرة ولم تكن عبئا على العمل. وقال: إنها كانت من التجليات الرائعة في المسرحية، وتطرق إلى الأداء التمثيلي، وأشار إلى اجتهاد الممثلين على قدر إمكاناتهم. وأضاف: «لكن هذا لا يعني ان التمثيل اقترب من الدرجة المطلوبة بسبب بعض التشنجات، أيضا هزلية بعض المشاهد لاسيما الأقوى والذي أطل فيه رمز السلطة ممسكا بالسلاح في مواجهة اللاجئين غير أنه تحول إلى الأداء الهزلي».


واستطرد المعقب الرئيسي في السياق نفسه «كانت هناك نبرة خطابية أتمنى لو تعلل وأن يتم الاستعاضة عنها مستقبلا بأداء هادئ» واستغرب الجمعان الاداء الميلودرامي الذي نتج عنه تشنجات مفاجئة لا يتضح توقيت حدوثها.
وتوقف الدكتور سامي عند السينوغرافيا وقال «استعاض مصمم السينوغرافيا بخشبة أعلى المسرح وكنت أتمنى أن تستغل هذه الفكرة الأنيقة بصورة أفضل وبشكل كبير وفي أماكن أهم «لافتا الى ان استخدام الشبك ضمن الديكور برر في المشاهد الاخيرة» وتساءل اذا كانت بعض المشاهد الحركية المصطنعة اذا كان هذا عن قصد او لقلة التدريب، مشيرا إلى التركيز على بؤرة المسرح، وتوجه بالشكر إلى مصمم لإضاءة لأنها والموسيقى التصويرية من أبطال العمل.
وأشار الجمعان إلى أن إيقاع العمل كان جميلا في النصف الاول وقال «خصوصا أن الموسيقى التصويرية أعطتني إيحاء بالانطلاق ولكن في النصف الثاني من العرض اختل الايقاع» وانتهى الجمعان الى ثلاث توصيات تقدم بها الى صناع المسرح الشباب بشكل عام وهي ان يعرض المخرج الكاتب نصه على مؤلف مختص في صياغة الحوارات وأوصى الممثلين بالابتعاد عن الاساليب التقليدية في التمثيل.
من ثم فتح مدير الندوة البلوشي باب المداخلات امام الحضور وكانت البداية مع الناقد محمد عبد الرسول الذي اشاد بمخرجات المسرح العربي وقال اذا كان المخرج القدير فؤاد الشطي قد فارق عالمنا فإنه ترك خلفه إرثا متمثلا في أبناء الفرقة الذين قدموا اليوم عملا مميزا منتقدا تعدد النهايات في المسرحية.
بينما أشاد الدكتور خالد الشطي بنجومية الفنان فهد العبد المحسن وقال «أسامة المزيعل أيضا فنان قدير ويوسف الحشاش مخرج مبدع استطاع ان يقدم عملا راقيا».
اما رضا بولعاب من جمهورية تونس فقال «أشكر الممثلين على المجهود الذي بذلوه اليوم على المسرح وقدرتهم على تصوير أزمة الانسان العربي خاصة وما يعيشه من انتهاكات وأنا من محبذي مسرح الصور وعرض اليوم قائم على بعض الصور وكانت بالفعل جميلة، بينما كان الاداء التمثيلي متفاوتا جدا وشخصية الشرطي برزت كتلقائية غير أن الاشتغال على المسرح الواقعي يسقطنا في بعض الاحيان في المباشرة مع الجمهور وتكلف الاداء».


الفنان التشكيلي عدنان الصالح تساءل عن سبب استخدام الشباك بديلا عن الأسلاك الشائكة والتي تعبر بصورة أوقع عن اللاجئين ومعاناتهم.
بينما قال المخرج عمر غباش «لدي بعض التساؤلات او الملاحظات وهي أنني لم أجد ضرورة للمرتفع الموجود على المسرح، أيضا الاضاءة الجانبية لم تصب في مصلحة العرض وإنما كشفت الكواليس وشاهدنا الممثلين يتحدثون في الجوانب» مشيدا بتناسق الازياء.
من جانها قالت نقيب الفنانين اللبنانيين شادية زيتون ان مصمم الديكور نجح في المزج بين فكرة النص والعرض وتمنت لو كان مصدر الورد الذي سقط على الممثلين من النافذة بديلا من سقف المسرح.
الفنانة عبير عيسى قالت «احيي شبابا بهذا العمر يتلمس مشكلات في واقعنا العربي»، ومن جانبه قال المخرج عبد الناصر الزاير: أحيي المخرج يوسف الحشاش على هذا المجهود في الكتابة والتنقلات الذكية وكان تسلسل الاحداث منطقيا ومزيجا بين المسرح والسينما.
بدوره قال رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي المخرج احمد فؤاد الشطي «أتوجه بالشكر الى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد امير البلاد المفدى الذي أسعد قلوبنا بصرح مركز جابر الاحمد الثقافي وأتطلع ان تكون الدورة الـ 18 من مهرجان الكويت المسرحي على مسرح المركز، واحيي الفنان يوسف الحشاش لتفانيه وإخلاصه على رغم رحيل والدة زوجته منذ ساعات غير أنه اصر على الوجود اليوم لقيادة فريق عمله.
وفي ختام الندوة توجه الكاتب والمخرج يوسف الحشاش بالشكر إلى جميع من عقب على العمل وقال «لدي مقياس للفن وهو الاتقان ولا اعترف بأي قواعد ولا الصح أو الخطأ في الفن لأني اعتبر ذلك من المدارس القديمة ولنتطور يجب أن نفكر بطريقة تواكب طموحنا» معتبرا ان كل انسان لديه وجهة نظر تجاه اي قضية في الحياة وقد تتباين وجهات النظر تجاه حدث واحد ولكل إنسان وجهة نظر خاصة به.
وأكد الحشاش أنه ناقش 3 مؤلفين حول الفكرة التي يريد تقديمها غير أنه لم يجد تجاوب من أي منهم، لذا قرر أن يكتب نصه واعتبر ان مسرحية «نحلم» هي الأقرب اليه من جميع تجارب التأليف التي خاضها، مشيرا الى انه كتب كل كلمة في هذا النص من دون أن يفكر فيها لذا جاءت الجمل تلقائية.
وشدد يوسف في ختام حديثه على أنه سوف يستمر في الجمع بين التأليف والإخراج وقال «عمري 32 عاما وما المانع ان أصل إلى الـ 50 وفي جعبتي الكثير من الأعمال التي كتبتها وأخرجتها».
نقيب الفنانين المحترفين في لبنان ومصممة السينوغرافيا تحدثت عن هموم المسرح


شادية زيتون: المسرحيون الكويتيون
يشكلون بيئة خصبة للابتكار
كما حدث لبيروت التي ضاع طابعها التراثي
ذهب مسرح بيروت مع الريح
المهرجانات تمنح النشاط المسرحي
زخماً وتسهم في التبادل الفكري

كتب: فادي عبدالله
ضمن فعاليات وأنشطة مهرجان الكويت المسرحي السابع عشر، عُقد في المركز الإعلامي بمقر إقامة الضيوف مؤتمر صحافي لنقيب الفنانين المحترفين في لبنان ومصممة السينوغرافيا شادية زيتون، أداره الزميل مفرح الشمري.


استهلت الأستاذة شادية زيتون المؤتمر بالقول: «أوجه تحية إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وإدارة المهرجان، على استضافتي، وأصبحت حاضرة ومتابعة لمعظم دورات المهرجان، والكويت عزيزة على قلوبنا، وإن شاء الله يكتب لها استمرارية هذا الصخب الفني الجميل».
وتابعت حديثها حول مدى الاستفادة من المهرجانات المسرحية بقولها: «المهرجانات تمنح النشاط المسرحي زخما، وتسهم في التبادل الفكري وخلق مناخ من التنافس الحميمي بين المسرحيين، إضافة إلى أنها تعكس الوجه الحضاري للوطن، ومن يتابع تجربة المسرح الكويتي يدرك تماما أن المسرحيين الكويتيين يشكلون بيئة خصبة للابتكار».
ثم تناولت بعض العروض التي تابعتها في المهرجان قائلة: عرض «كمبوشة» للمخرج الديناميكي نصار النصار يلخص الخوف في تغييب المسرح الذي يعتبره الوافد الفكري للمجتمع، والإشكالية الكبيرة بين المؤلف والمخرج، وجسد الديكور المسرحي داخل المسرح بأماكن، وكان يفضل أن يحمل التجريد مع التجسيد، فلم تكن مريحة للرؤية البصرية ولم يتم استغلال الكواليس كما ينبغي، كما أن الإضاءة أخفقت في إظهار ملامح الممثلين، لكن تقنياتها كانت لها دلالاتها التعبيرية، وطغت الموسيقى على صوت الممثلين، باختصار كان ينقص العرض مصمم السينوغرافيا لابتكار إيقاع متناغم في مفرداته وحذف ما كان يجب أن يتم حذفه أو ترميمه وتحديدا فيما يخص الديكور».

من قال ماذا؟
وعن عرض «من قال ماذا؟»: قالت زيتون إنها مسرحية لخصت عبثية العقل، والديكور تحدد بإطار مكاني لخص بيئة الأحداث التي جرت عبر سواد احتل الفضاء بكامله، وهذا انعكس إيجابا بالعلاقة التفاعلية التي نتجت بين الممثل والمكان وبين المتلقي والمكان أيضا، وما رمى إليه مصمم الديكور من تحريك القطع حمل بعدا دراميا وفكريا عنى به تحريك القوى الخارجية لها، وعلى الرغم من جمالية التقنية التي اتبعها في إدخال القطع وإخراجها كانت لتأتي أفضل له وجاءت جميعها على المسرح ومن ثم يعمل على إخراجها وإدخالها مصمم الديكور يتميز بمخيلة جميلة تساعده في الابتكار، أما الإضاءة فقد تجلت بحركتها الثابتة والمتغيرة من وقت لآخر، حملت دلالات جمالية تعبيرية، دلت على الحدث وعلى الشخصية المعنيـــة، وألوانها جاءت مدروسة وفقـــا للحالة النفسية للشخصيــــات، ووفقا لما يتطلبه مناخ المشهد، غير أنها أخفقــــت في بعض الأحيان في تفاعلهـــا مع الموسيقى التي لعبت دورا دراميا في الدلالة على خاصية الإيقاع بين النور والظلام وبين السكون والحركة، وعلى صعيد الأزياء جاءت متلائمة بما يخدم الشخصية ونفسية الممثل ولكن كان يفترض مراعاة ألوانها وفقا للون الديكور وانعكاس علاقتها بالإضاءة، والشريط السينمائي جاء مشاركا في الحدث، ويفترض أن يكون مكثفا أكثر، والجميل لدى مصمم السينوغرافيا أنه اعتمد الوحدة في التنوع وكانت حاضرة عبر ضبطها لعميلة التواصل والتناغم الحركي إلى حد ما بين مختلف عناصرها، تميزت بجمعها بين المضمون الفكري والشكل الفني».

العائلة الحزينة
وقالت زيتون عن «العائلة الحزينة»: «مراعاة دراسة الألوان في الديكور مهمة، كي تأتي مريحة للنظر، فالأسود والأبيض كانت لهما دلالتهما التعبيرية في الرمادية المرتبكة، ما يدل على أن فاطمة القامس قد عملت على الموضوع بدراسة حيث إن مزج اللونين سيعطينا اللون الرمادي، وكان يفضل أن يكون تقطيع حجر الجدار كبيرا، يحمل الرمزية ولا يؤثر في زيغ النظر مع الأثاث الذي حمل أيضـــا ذات الألــــوان بنقــوش مختلفة، والجدار هنا يمثل كيان المجتمع، جاء مائلا للدلالة على انحدار المجتمع، أما الاكسسوارات فكان لها اشتراكها الفعلي مع الممثل، واستخـــدام المؤثــــرات جاء من ضمن منظومة العمل، والساعات لها دلالة جميلة كان يجب أن تكون هي المحور».

زنابيل تل الطين
ثم انتقلت إلى «زنابيل تل الطين» قائلة: «مثّل الديكور جوهر مكان يعكس المجتمع والثقافة بحيث احتدم داخله الوجود والعدم والتأويل، وعبر فضاء تتشكل بشراع أفضى إلى فضاء اجتمع فيه الخيال والواقع معا، والشراع يرمز إلى المجتمع الهش الذي تهاوى، وكانت للإضاءة خصائصها في المناخ المشهدي، وفي إيقاعها المرتكز على الزمن الموسيقي وفق الإطار الموضوعي، وحملت الموسيقى الكثير من الدلالات التعبيرية، كالتعبير الانفعالي وكيفية التواصل بتحوله، والمؤثرات جاء توظيفها ناجحا والأزياء متجانسة بألوانها وبما يخدم شخصية الممثل، وانطلقت السينوغرافيا من حس تشكيلي في فهم النص الدرامي فجاء تشكيلها بعيدا عن المبالغة في التوظيف، وساهمت في تحفيز خيال المتلقي في النقاش إلى ما ترمي إليه السينوغرافيا».

السينوغرافيا
ثم عرفت شادية زيتون السينوغرافيا بالقول: «رؤية بصرية مضافة على روح النص، أي أنها تنطلق من قراءة النص، ويفترض من مصمم السينوغرافيا ألا يجسد النص كما هو وينتج ديكورا كلاسيكيا، بل رؤية بصرية مضافة، فالسينوغرافيا فن متجدد يرتكز على أسس علمية ترتبط بالتطور التكنولوجي، فن يبحث في ماهية كل ما هو قائم على خشبة وفضاء المسرح، والإيقاع التناغمي ما بين عنصر الديكور والإضاءة والموسيقى والإكسسوارات والأزياء والمكياج، ويجب أن يكون المصمم دارسا للتصميم الداخلي والحرف المهنية، حتى يكــــون ملما بالمقاسات الرياضيــة، وبالحــس التشكيـلي.

مسرح بيروت
وردا على المداخلات الصحافية قالت شادية زيتون عن مسرح بيروت: «المبنى انتهى لأن المالك استرده، ومثل ما حدث لبيروت التي ضاع طابعها التراثي، إن هذا المسرح صاحب التاريخ الكبير ذهب مع الريح، وكذلك التياترو الكبير في وسط البلد الذي قدم على خشبته يوسف وهبي أعماله وكبار المسرحيين العرب، وغنى فيه محمد عبدالوهاب، مع الأسف ليس هناك أي دعم، وما يقدم حاليا بجهود فردية، والحركة ليست بمستــوى الطموح، على رغم وجود مهارات كبيرة جـــدا والتاريـــــخ يشهـــد على ذلـــك».
وعن تجربة زياد الرحباني قالت: «حوّلت أعماله المسرحية إلى السينما لأنها طاغية، مثل التلفزيون، والموضوع أخذ منحى التجارة أكثر من الفن، ومن لم ير العرض المسرحي لزياد في الثمانينيات، سيشاهده عبر فيلم، لأنه ليس على استعداد لإعادة عرضه على الخشبة، ولو عرضه فسيأكل الجــــو وسيستقطــــب الجمهور بلا أدنى شك».

نقابة الفنانين
تضم نقابة الفنانين المحترفين في لبنان جميع الفنون المشهدية، مثل قطاع التمثيل، قطاع الإخراج، قطاع الموسيقى، قطاع السينوغرافيا، قطاع الفنيين، قطاع الرقص (الكوريغرافيا)، والنقابة تمتلك قانون تنظيم المهن الفنية، حصلنا عليه بعد نضال طويل، تمكنا من الحصول عليه والنقابة ترعى أبناءها وحاضنة لأكثر من 800 عضو في مختلف القطاعات، إلى جانب لجنة لكل قطاع التي تفعل قطاعها وتنظر إلى قضايا وشؤون وشجون أعضائها، ومن ثم ترفع تقريرها إلى المجلس لتتم مناقشته، كما تساعد النقابة اعضاءها ماديا ضمن الإمكانيات المتاحة، وحل المشاكل، والارتقاء بالمستوى الفني». وعن تعاون نقابة الفنانين في لبنان مع نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين، كشفت زيتون: لقد التقيت بنائب رئيس النقابـة الكويتيــة د. نبيــل الفيلكـــاوي، وسنوقـــع قريبـــــا بروتوكول تعـــاون وتوأمـــــــة بـين النقــــابتـــين.

Happy Wheels