النشرة الرابعة


إضغط هنا لتحميل النشرة الرابعة

 

العرض الثاني ضمن عروض المسابقة الرسمية للمهرجان

«عربة مليئة بالقطن» لفرقة المسرح العربي... عرض متكامل

رؤيةإخراجية حققت المعادلة الإيقاعية السليمة لعناصر العرض

سماح فجَّرت طاقتها وقدمت حالة من الإبداع التمثيلي والاحترافي

 

كتب: فادي عبدالله

قدمت فرقة المسرح العربي العرض الثاني في المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي السادس عشر، تحت عنوان «عربة مليئة بالقطن» للكاتب الأميركي تينسي وليامز وإخراج أحمد الشطي.

قبل الولوج إلى العرض المسرحي، لا بد من التوقف قليلا عند المؤلف تينسي وليامز أعظم كاتب مسرحي ظهر في القرن العشرين الماضي، المولود في مدينة كولمبوس بولاية ميسيسبي الأميركية في العام 1911 وتوفي في نيويورك العام 1983. تينسي اسمه المستعار، أما الحقيقي فهو ثوماس، انطلقت شهرته مع مسرحيتين كتبهما ببراعة، هما «حديقة الحيوانات الزجاجية» (1944)، و«عربة اسمها الرغبة» (1947)، وقد حولتهما هوليوود إلى فيلمين سينمائيين. كتب تينسي 25 مسرحية وروايتين ورواية قصيرة و60 قصة قصيرة وأكثر من 100 قصيدة، وكتاب «سيرة ذاتية واحدة»، ونال العديد من الجوائز، لعل أهمها جائزة بولتزر للمسرح في العام 1948 عن مسرحية «عربة اسمها الرغبة».

27 عربة

نأتي إلى عرض فرقة المسرح العربي، وعنوانه الأصلي «سبع وعشرون عربة مليئة بالقطن»، والذي تدور أحداثه حول جيك وزوجته الساذجة فلورا، حيث يطل جيك عليها مترنحا وبعدم اكتراث، التي سرعان ما تنفجر غضبا عليه، لأنه تركها وحيدة وقد تملكها صداع قوي، ولم يوف بوعده في اصطحابها إلى المدينة حيث كانت في انتظاره عندما ذهب ليشاهد انفجارا، فيحاول جيك أن يملي عليها بقسوة ما يريد أن تقوله أمام الآخرين، بأنه كان موجودا معها أثناء العشاء. وبعد قسوته عليها، يداعب جيك فلورا بكلمات جميلة.

يلتقي جيك بجاره أو عدوه سيلفا فيكارو الذي احترق محلجه، ويفتخر جيك أمامه بأنه متزوج من امرأة كالدمية، ثم يطلب منها أن تهتم براحة السيد فيكارو، إلى أن ينتهي من إحلاج 27 عربة من القطن، مذكرا أنها سياسة حسن الجوار «تنفعني انفعك».

تسرد فلورا ببلادة بعض مغامراتها الطائشة قبل الزواج مع أولاد عائلة بيترسون، أما فيكارو فيستدرجها بذكائه إلى الاعتراف، فتتفوه بموضوع محلج القطن، ما يثير الشكوك عند فيكارو حول زوجها جيك أنه من وقف خلف حريق محلجه متعمدا.

ودون أن تدري فلورا تكشف عن السر الذي طلب جيك أن تخفيه عن الآخرين، ودون إدراك تسرد ما حصل بالفعل، عندما ذهب جيك في تلك الليلة وتركها وحيدة، وبدلا من أن يأخذها إلى المدينة كما وعدها ألح أن يرى محلج فيكارو المحترق، يستدرجها فيكارو ببعض الألفاظ ليعثر على الحقيقة ألا وهي جريمة إشعال الحريق عمدا، فيقرر فيكارو تطبيق فكرة سياسة حسن الجوار كانتقام بشع من جيك، بعملية اغتصاب ثأرية، ويرحل بعد اتمامها في كوخها. يعود زوجها جيك متعبا بعد أن حلج 27 عربة مليئة بالقطن، معتقدا أنه قد تفوق على فيكارو في الذكاء، ولم ينتبه إلى كلام زوجته جيدا أن فيكارو قد يعود بسبع وعشرين عربة أخرى مليئة بالقطن.

في العرض الذي قدم حكاية اغتصاب رجل تعتمل في صدره رغبة الانتقام لامرأة كبيرة الجسد تتصرف كالأطفال ذات زوج بلغ من الغباء بحيث لم ير ما كان يدور حوله، استطاع المخرج أن يقدم معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، وسينوغرافيا معبرة عن كل حالة على حدة مثل مشهد الاغتصاب باستخدام خيال الظل، ولقاء مرتكب جريمة الحريق والمجني عليه.

أما بشأن الأداء التمثيلي، فقد فجرت الممثلة سماح طاقاتها باقتدرا كبير في استخدام كل أدواتها وإمكاناتها التمثيلية في انتقالها من حالة نفسانية إلى أخرى، بإبداع وإحتراف واضحين، أما الممثلان أوس الشطي وعبدالله القلاف فقد أديا ما يتطلب منهما بشكل جميل.

عرض متكامل

يبقى أن نقول إن المخرج أحمد الشطي نجح في تقديم عرض متكامل، مستغلا أدواته وحلوله الإخراجية بأحسن وجه، وهذا يدل على حالة النضج الفني التي وصل إليها، وهو الآن يمثل المرحلة الرابعة من مسيرة فرقة المسرح العربي، حيث كانت المرحلة الأولى والتأسيس مع المخرج والرائد المسرحي زكي طليمات، والمرحلة الثانية مع المخرج الراحل حسين الصالح الدوسري، والمرحلة الثالثة مع المخرج القدير فؤاد الشطي.

فريق العمل

تصميم الديكور والأزياء: عبدالله عبدالعزيز، مساعد المخرج: نواف البحراني، تنفيذ وإشراف عام على الديكور والإكسسوار: عبدالعزيز بوصخر، الإضاءة: فهد الفلاح، الموسيقى: سالم إسماعيل، مدقق لغوي: عبدالعال رزق، منسق إداري: صالح الغيلاني، مكياج: أنوار الأستاذ.

في الندوة التطبيقية حول العروض المسرحية

«عربة مليئة بالقطن»

أثارت الدهشة وحصدت الإعجاب

د. صوفيا عباس: سماح رائعة وجريئة والعرض تفوق على النص الأصلي

أحمد الشطي: استفدت من كل الملاحظات وشكراً للجميع

كتب: عماد جمعة

تتواصل فعاليات مهرجان المسرح الكويتي في دورته السادسة عشرة، حيث شهدت قاعة الندوات الندوة التطبيقية لثاني العروض المسرحية داخل المسابقة الرسمية وهو عرض «عربة مليئة بالقطن» تأليف تنيسي ويليمز وإخراج أحمد الشطي لفرقة المسرح العربي، بطولة سماح - العائدة بعد اعتزال سنوات طويلة اكتفت فيها بالعمل الإذاعي - وأوس الشطي وعبدالله القلاف، شارك بالحضور جمهور كثيف يتقدمهم مدير المهرجان صالح الحمر ونخبة مميزة من الفنانين والنقاد والمسرحيين العرب، أدار الندوة إبراهيم العسيري وشارك فيها المخرج أحمد الشطي.

في البداية، تحدثت المعقب الرئيسي د. صوفيا عباس مشيرة إلى أن النص يظل ساكنا ويفقد أشياء كثيرة ما لم يعرض على خشبة المسرح، وهي لحظة تحرير النص حين تتحرر شخوصه وتتحرك وتتفاعل وتنبض بالحياة، وهذا ما رأيته اليوم في هذا العرض، وقد نجح في الوصول إلى الهدف الأساسي وهو لحظة الاندهاش، وهذا ما شعرت به والنص من المسرحيات القصيرة لتنيسي ويليمز وهو أحد أعمدة المسرح الأميركي الحديث، وهذا العمل احتوى على العديد من اتجاهات المسرح، فرأينا التعبيرية بكل ما تحويه كما احتوى على لحظات من العبث، وهو لا ينتمي لمسرح العبث لكن روح العبث كانت موجودة. وتستطرد: استطاع المخرج أن يؤكد ما جاء في النص وإن كان العرض تفوق على النص الأصلي عبر الأداء المتميز فالفنانة سماح كانت رائعة وجريئة واستطاعت أن تصنع انتقالات انفعالية، فمثلا انتقلت من فكرة البراءة الكاملة في بداية العرض كما لو كانت طفلة إلى قمة النضج في الحزن والفرح والسقوط والانهيار إلى محاولة تقبل الواقع بكل ما فيه رغم الخوف الشديد من مواجهة عالمها الداخلي.

وحول أداء أوس الشطي، قالت د. عباس: ألوم عليه المبالغة في الأداء، فيما أداء الزوج عبدالله القلاف كان أقل نسبيا أما السينوغرافيا فقد جسدت ملامح الواقع الأميركي في الجنوب بكل ما يحمله من خصائص بيئية واقعية، فنرى الطاحونة وشكل المنزل من الخارج، والإضاءة اعتمدت على الإنارة الكاملة لأن الأحداث تدور في الفضاء الخارجي باستثناء لحظات أظلمت فيها لنرى المشهد عبر الخيال أو السليويت.

المداخلات

كانت الفنانة شمعة محمد أول المتحدثين، وقالت: أتحدث كفنانة فلست ناقدة، لذلك أقف احتراما وتقديرا للفنانة سماح ولوجودها على خشبة المسرح، فهي فنانة تملك أدواتها الفنية ونجحت في تقمص الشخصية باقتدار، فقد عشت معها انفعالاتها وتمنيت لو كنت على المسرح وأؤدي هذا الأداء، كذلك أوس الشطي وعبدالله القلاف كانا رائعين ويستحقان كل تقدير.

المخرج محمد دشتي قال: استمتعنا حقيقة بالعرض ونجح فريق العمل في أن يجذبنا إلى الحوار المسرحي والذي كان يتحول إلى حوار إذاعي في بعض المواقف السمعية.

وقال الكاتب والناقد محمود اسماعيل إن تنيسي ويليمز يلعب في معظم أعماله على تيمة الجسد أو الجنس وتأثير ذلك الأثر السيئ على المجتمع، مشيدا بالصورة المشهدية الجميلة، ومؤكدا أن الملابس أعطتنا طبيعة المكان والسينوغرافيا شكلت الملامح العامة للصورة، فالبطلة كانت تسعى للكمال لكن يتحول الجنس إلى معادل موضوعي للحياة، فتسقط البطلة تدريجيا في براثن الرجل الآخر.

واختتم إسماعيل مداخلته محييا فريق العمل، لافتا إلى غياب الأسماء وأدوارها من البامفلت حتى يتم التعر ف على الممثلين وأدوارهم.

أما المسرحي يوسف الحمدان فقال: هذا العرض مدهش، فالمسرح اختزال ورؤية وهذا ما وجدته في هذا العرض، وهناك اجتهاد واضح من قبل المخرج أحمد الشطي لأن هذا النص صعب جدا ويحمل دلالات، فالعنوان نفسه مليء بالدلالات، وأضاف: أنا أرى أن سماح كانت فعلا هي العربة المليئة بالقطن، فيمكن أن تستثمر مشاعرها، ولعبت الدور بكل تفاصيله بشكل احترافي كامل وسيطرت على الانفعالات في الحزن والفرح والبكاء ولها حضور طاغ، فقد حدث اشتغال عليها كممثلة، وهذا لا يقلل من أداء أوس الشطي أو عبدالله القلاف.

ويقول الحمدان حول الإخراج إنه مدروس بهدوء والإسقاطات غير مباشرة، لكن الديكور كان كبير الحجم والتهم المسرح وكان يحتاج لخشبة فيها عمق أكبر رغم جمالية الديكور، وأضاف: وجدت الزمن في أداء الممثلة، فهناك اشتغال على الزمن الداخلي وليس الخارجي فالممثل هو العنصر الرئيسي في العمل. الفنان الكبير عبدالله غلوم وجه الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ولفرقة المسرح العربي، معبرا عن سعادته بالعرض، حيث شعر بأنه أمام عرض أكاديمي بكل المقاييس، مشيدا بأداء سماح، مؤكدا حبه للممثل الذي يخلص لخشبة المسرح.

الكاتب والناقد حسام عبدالهادي قال إن المسرح الذي شاهدناه هو من نوعية السيكودراما، وهو من أصعب أنواع الأداء ويصاحبه اضطراب، وهذه ميزة وليست عيبا ومن يؤديه بهذا الشكل فهو متمرس، كما شاهدنا البطلة سماح، فالعمل يقوم على الاضطراب النفسي والعاطفي مع الجنوب الأميركي واستخدام البيانو كآلة غربية تتوافق مع الأحداث.

الفنان والناقد أحمد الهذيل عبر عن رأيه في سماح مشيدا بأدائها القوي والمتميز وانفعالاتها المنضبطة وحضورها المسرحي الكبير على خشبة المسرح. وفي نهاية المداخلات، تحدث مدير المهرجان صالح الحمر موجها شكره للفنان الكبير عبدالله غلوم لكونه عضو مجلس إدارة في فرقة منافسة ويتحدث بهذه الروح الجميلة، مطالبا من الجميع أن يحذو حذوه لأن نجاح أي فنان مفخرة للجميع.

وعقّب المخرج أحمد الشطي في نهاية الندوة موجها شكره لفريق العمل وللفنان عبدالله غلوم على مشاعرة النبيلة، مؤكدا أنهم في حاجة للتعلم من الكبار وبوعيس كبير في المقام وليس فى السن، شاكرا لكل المداخلات على أمل الاستفادة منها جميعا.

يخلق حالة من الحراك الفني والإنساني

النجوم الشباب: المهرجان منصة حقيقية

للتواصل مع المبدعين العرب

الصبر: اختيار مسرحية «الطمبور» فخر لي

الغندور: مشاركتي في المسرحية حلم تحقق

العلي: المهرجان محطة للتواصل بين المسرحيين

تحقيق: عبدالستار ناجي

أكد عدد مرموق من الكوادر المسرحية الكويتية الشابة أهمية ودور مهرجان الكويت المسرحية، وأيضا الآمال المعقودة على هكذا ملتقيات فى خلق حالة من الحراك الفني والمسرحي على وجه الخصوص. واتفق الجميع على أن المهرجان يمثل منصة حقيقية للتواصل مع المبدعين العرب وتسليط الضوء على نتاجات أجيال المسرح فى الكويت.

مسرح جماهيري

وفي هذا الإطار صرح الفنان المخرج عبدالعزيز الصبر قائلا: إن اختيار مسرحية «الطمبور» كان بمنزلة الوسام الحقيقي الذي سأظل أعتز به وأفخر، خصوصا أنها التجربة الأولى في تقديم عمل مسرحي جماهيري فى افتتاح مهرجان الكويت المسرحي الذي تظل بوصلته تتجه دائما صوب المسرح النوعي، وهي فرصة حقيقية للتعرف على جوانب جديدة من نتاجات المسرح فى الكويت، حيث يحتل المسرح الجماهيري ونجومه حيزا كبيرا من نتاجات المسرح فى الكويت، كما أن أهمية هذه التجربة تأتي من خلال حضور قامة مسرحية شامخة متمثلة بالنجم القدير سعد الفرج، وأعود لأقول إن مهرجان الكويت كان بمنزلة المنصة للتواصل مع المبدعين العرب من صناع المسرح والذين سعدنا بملاحظاتهم وإشادتهم ودعمهم.

إبداعات شبابية

من جانبها، قالت الفنانة الشابة نور الغندور: فيما يخص مشاركتي فى مهرجان الكويت، فقد كان ذلك حلما وأملا كبيرا، وقد جاءت التجربة مع قامة شامخة ومبدع حقيقي ألا وهو الفنان المخرج هاني النصار ومن خلال مسرحية «العرس» التي قدمت تحت مظلة المعهد العالي للفنون المسرحية، وأنا هنا أُثمن الدعم الذي حظي به العرض وفريقه من لدن قيادات المعهد وعلى رأسها العميد د. فهد الهاجري، وأعود للحديث عن المهرجان الذي يمكن اختصاره بأنه النافذة المشرعة على إبداعات شباب الكويت الذين يكملون المسيرة فى حوار وتنافس من أجل مسرح كويتي وخليجي وعربي متميز.

فيما قال الفنان المخرج أحمد الحليل: يفتح مهرجان الكويت المسرحي في هذه التجربة أبوابه للمسرح الخاص الذي يشتغل على المسرح النوعي المقرون بالبحث والاشتغال على المضامين الفكرية والإبداعية، ونقدم في المهرجان من خلال «شركة ليدرز برو للإنتاج الفني» مسرحية «ثاني أكسيد المنجنيق» عن نص للكاتب سامي بلال. وفي هذا الإطار، نظل نسعى لمزيد من المشاركات ليتسنى للباحثين وأهل المسرح في المنطقة والعالم العربي التعرف على نماذج وتجارب مسرحية تشكل إضافات جديدة لرصيد المسرح في الكويت والمنطقة.

مسيرة إنجازات

بدوره، تحدث المخرج الفنان علي العلي: سيبقى مهرجان الكويت المسرحي إحدى المنارات الأساسية ومحطة للتواصل مع إبداع المسرحيين الشباب على وجه الخصوص والذين باتوا المحرك والمفعل الأساسي للمسرح اليوم في الكويت، وتأتي تجربتنا هذا العام من خلال فرقة الجيل الواعي ومسرحية «المنطاد»، مشيرا إلى أن الجيل الواعي لطالما كانت عنوانا أساسيا للبحث والتفرد عبر مسيرة حافلة بالإنجازات بقيادة د. حسين المسلم الذي نستلهم منه الفكر والتجربة والتوجيه، وسيظل مهرجان الكويت المسرحي محطة إشعاع تثري مهرجانات العالم العربي عبر حصاد وافر من النتاجات المسرحية التي رسخت اسم الكويت كواحدة من ينابيع المسرح في المنطقة والعالم العربي.

هوية المسرح الكويتي

بينما تحدث الفنان المخرج علي الحسيني قائلا: في كل عام ننتظر هذا اللقاء والحدث والعرس المسرحي، ونستطيع القول إن مهرجان الكويت المسرحي بات الحاضنة الأساسية لإبداعات المسرحيين الشباب فى الكويت والذين يستعدون له لأكثر من عام كامل من التحضير ضمن تنافس يهدف أولا وأخيرا لتقديم الهوية والبصمة الحقيقية للمسرح فى الكويت، وستكون مشاركتي هذا العام من خلال مسرحية «القلعة» تأليف الكاتب القدير عبدالأمير شمخي الذي كنت قد تعاملت من ذي قبل مع نتاجاته وإبداعاته عبر نص ثري بالمضامين عامر بالقيم والتحديات المتفجرة، وأيضا دعم فرقة المسرح الكويتي التي تراهن دائما على دعم الشباب.

انتقد ندرة النصوص وعدم الاهتمام باللغة

عمر غباش: المسرح كالخبز.. ضرورة توفيره للإنسان

الحركة المسرحية الإماراتية تتصدر المهرجانات الخليجية المسرح في الإمارات قفز قفزات هائلة خلال السنوات الماضية

كتبت: فرح الشمالي

أشاد الفنان عمر غباش بالدورة السادسة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي، وأكد أنها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها، وقال: مهرجان الكويت المسرحي يمثل لي مرحلة مهمة في مسيرتي في مجال المسرح من خلال مشاركات كثيرة في دوراته السابقة، سواء في الندوة الفكرية أو كضيف للمهرجان، وهي فرصة رائعة للالتقاء بزملائي الفنانين والمسرحيين من جميع الدول العربية.

وحول تقييمه للحركة المسرحية الإماراتية، ذكر غباش أنها وصلت في فترة من الفترات لمرحلة متقدمة، وقفزت قفزات كبيرة مهمة على مستوى الخليج لعدة أسباب، أولا لتوافر عدد كبير من المؤلفين المسرحيين الإماراتيين، ولوجود مخرجين إماراتيين مبدعين، ولوجود عدد كبير من الفنانين والفنانات الذين تميزوا في المسرح، وكل ذلك نتيجة لاهتمام الجهات المعنية بالمسرح والثقافة بشكل عام، وبذلك أصبحت الحركة المسرحية الإماراتية متصدرة في المهرجانات الخليج وتقدم تجارب نالت الثقة والإعجاب وحازت على عدة جوائز، لكن في الفترة الأخيرة ما يقارب الخمس أو الست السنوات أصبح هناك تذبذب في الإنتاج المسرحي على الرغم من أنه ما زالت هناك أنشطة مسرحية متميزة في الإمارات مثل عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب ومهرجان الفجيرة للمونودراما، إلا أن بعض المهرجانات الأخرى أصبحت ضعيفة وليست كما ينبغي أن تكون، مما أثر على مسيرة المسرح الإماراتي بشكل غير إيجابي، وأتمنى تجاوز هذه المشكلة في الفترة المقبلة.

المسرح التجريبي

وأضاف غباش: المسرح الإماراتي مسرح تجريبي جاد ولا يقدم عروضا جماهيرية كما في الكويت وقطر والبحرين ومصر، إلا في حدود ضيقة جدا وبشكل موسمي وليس مستمرا وبفترات متباعدة لأسباب عديدة، منها أن المسرحيين أنفسهم غير مؤمنين بالمسرح التجاري الذي قد يكون مسرحا مبتذلا، وهذا برأيي نقطة إيجابية للمحافظة على الذائقة الفنية لدى الجمهور.

وعن النصوص المسرحية في الخليج، قال: هناك ندرة في كتاب النصوص المسرحية، لكن في الإمارات هناك مجموعة كبيرة من المؤلفين أغنوا الساحة المسرحية من أهمهم: جمال مطر، ناجي الحاي، جمال سالم، إسماعيل عبدالله، مرعي الحليان، عبدالله صالح والراحل سالم حتاو المعروف إنه غزير في الإنتاج، وهؤلاء يعتبرون الجيل المسرحي الثاني، وحاليا هناك مجموعة كبيرة من جيل الشباب.

وأشار إلى أن الدراما التلفزيونية الإماراتية حققت تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة، فهناك جهات كثيرة منتجة للدراما منها مؤسسة دبي للإعلام (تلفزيون دبي) وشركة أبوظبي للإعلام (تلفزيون أبوظبي) مما حقق إنتاج أعمال درامية متميزة خليجيا.

شخصية العام

وعن منحه جائزة شخصية العام المسرحية في الدورة السابعة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، قال: سعيد جدا بالطبع وأشعر بالفخر للإنجازات في عملي منذ مدة طويلة في المسرح الإماراتي كممثل ما يقارب الأربعين سنة، واتجهت لدراسة المسرح في الولايات المتحدة الأمريكية العام ١٩٨١ وعملت في وزارة الثقافة والإعلام كمخرج مسرحي أول وعضو لجنة إجازة النصوص وقدمت الكثير من الدورات التدريبية للشباب المسرحيين، وساهمت في تأسيس جمعية المسرحيين الإماراتيين، وتأسيس مسرح دبي الأهلي، وتأسيس صندوق التكافل الاجتماعي للمسرحيين، بالإضافة إلى الكثير من النشاطات الموجودة في الساحة المسرحية الإماراتية من بنات أفكاري، منها مجلة «كواليس» المسرحية ومسابقة التأليف المسرحي والدراسات والبحوث التي تقيمها جمعية المسرحيين، وإنشاء مهرجان دبي لمسرح الشباب كانت فكرتي شاركني فيها ياسر القلقاوي وسالم اليوحة، كذلك مهرجان المسرح المحلي الذي لم يستمر سوى لأربع دورات فقط وكثير من الأمور التي قدمت فكرتها ونفذت وكانت إضافة جيدة وداعمة للمسرح الإماراتي، كما قدمت الكثير من الأعمال المسرحية والدرامية كممثل ومخرج ومؤلف.

بدايات المسرح

وتحدث غباش عن بداياته في المسرح العام ١٩٧٤ والتي حدثت بالصدفة عندما كان يقدم فقرة قراءة آيات قرآنية لافتتاح حفل العرض المسرحي «و/ ق»، عندها فوجئ فريق العمل باعتذار أحد الممثلين مما اضطر غباش إلى أن يؤدي دوره في المسرحية لينطلق بعدها في عالم المسرح بعدة أعمال كممثل ومؤلف. كما تحدث عن تجربته في تأسيس «فرقة مسرح دبي التجريبي» والذي تغير الاسم إلى «مسرح دبي الأهلي»، وقال: قمت بتأليف باكورة الأعمال المسرحية للفرقة اسمها «أغنياء ولكن» والتي تناولت أهم القضايا الاجتماعية في ذلك الوقت وهي تأثير المادة على النفوس البشرية مما تسبب في مشاكل عائلية. وأكد على أهمية الدراسة الأكاديمية للمسرح والورش المسرحية، حيث قال: المعهد العالي للفنون المسرحية وجوده ضروري جدا، ففي النهاية يتخرج فيه عناصر وإن كانت ليست بالجودة المطلوبة ولا بالعدد الذي يغني الساحة الفنية حاليا، وهذا له أسباب عديدة منها إن التعليم بشكل عام في الوطن العربي والخليج أصبح خاليا من الانضباط والحزم وأن يكون هناك منهج يدرسونه بتمعن وحرفية ورغبة حقيقية في التعلم.

المسرح ضرورة

وللاسف الشديد أصبح التعليم بالنسبة للجيل الحالي مجرد رفاهية من أجل الحصول على المادة وليس حاجة ملحة، فالتعليم في السابق كان حاجة ملحة لتحقيق التنمية الثقافية والبشرية والمجتمعية وفنية ورفعه إلى مستويات أعلى، والسبب الثاني هي الفكرة الشائعة الآن بعدم أهمية المسرح مثلما كان في السابق، ففي فترة من الفترات كان المسرح مثل الخبز توافره ضرورة للإنسان مثلما يحصل على لقمة العيش يحصل على جرعة ثقافية مسرحية، ومنطقة الخليج والدول العربية أكثر المتضررين بهذا الفكر من الدول الأوروبية، لأن أوروبا لديها تراكم سنوات عديدة من مئات السنين، ولكن عمر المسرح في الوطن العربي لم يصل لـ ١٥٠ عاما فقط، والسبب الأهم أن هناك وسائل أخرى أتيحت للجمهور أكثر سهولة ورفاهية وهي الإعلام الجديد مثل اليوتيوب وبرامج السوشيال ميديا.

مسرحنا يحفر وسط صخر لإثبات وجوده الوفد

السعودي: عدم صعود المرأة على خشبة المسرح مرهون بالحالة الاجتماعية

كتبت: غادة عبدالمنعم

عقد المركز الإعلامي مؤتمرا صحافيا للوفد السعودي بحضور د. سامي الجمعان ود. فهد الحارثي ومدير الهيئة الدولية للمسرح في السعودية إبراهيم عسيري ورئيس جمعية المسرحيين السعوديين أحمد الهذيل.في البداية، تحدث فهد الحارثي حول انطباعه عن حفل الافتتاح قائلا: «تعد استمرارية مثل هذه المهرجانات أمرا مهما من حيث الانتظام عاما بعد عام، وفي هذه الدورة كانت هناك إضافة جديدة من خلال حفل الافتتاح والعرض المسرحي الذي قدم وكان بمنزلة شرارة الانطلاق».

وأضاف ردا على سؤال عن تكرار الوجوه للضيوف المشاركين: «يظل السؤال قائما ما يستفيد المهرجان من هؤلاء المشاركين والعكس أيضا، ولا بد من مشاركة أشخاص قادرين على إثراء النقاش والحوار في كل هذه المهرجانات».

وأكد أن المسرح السعودي يعد المناضل الأعظم وسط المسارح العربية، فهو يحفر وسط صخر وماء وهواء ﻹثبات وجوده في ظل الكوادر المسرحية المميزة في المملكة من كتاب ومخرجين وممثلين جاهدوا في إثبات تواجدهم، إلا أن المسرح السعودي ينقصه الدعم المادي، موضحا أن قلة العنصر النسائي في المسرح السعودي يعود إلى البنية الاجتماعية حالها حال الدول الأخرى التي تعاني من قلة العنصر النسائي.

دعم مادي

من جانبه، قال أحمد الهذيل: «جاء حفل الافتتاح للمهرجان تقليديا وبسيطا وليس به إضافة مقارنة لما شاهدناه في السابق، فمن وجهة نظري أن عرض الافتتاح حشر في الاحتفالية ولا علاقة له بهوية المهرجان لما قدم من قصقصة النص واختزاله».

وأشار إلى ضرورة غربلة الدعوات الموجهة للضيوف المشاركين من الخارج حتى يتسنى لمثل هذه المهرجانات الارتقاء والتعرف على وجوه مسرحية جديدة وفعالة في الإبداع المسرحي، مشيرا إلى المعاناة من حيث البنية التحتية للمسرح السعودي وعدم توافر دور عرض مناسب لتقديم الكوادر الفنية والتي أيضا ينقصها الدعم المادي الذي يبرزها محليا وخارجيا.

من جهته، أكد د. سامي الجمعان التغيرات الجذرية التي طرأت على المسرح السعودي طوال السنوات الماضية وخروجه من عباءة المسرح السعودي الذي ظل راسخا في الأذهان على عدم تطوره واندثاره، لكن المسرح السعودي منافس قوي في المهرجانات والمسابقات ولديه العروض المنافسة والتي لها الحضور الجماهيري الكبير.

وبين د. الجمعان رأيه حول عدم مشاركة المرأة وصعودها على خشبة المسرح والذي أصبح مرهونا بالحالة الاجتماعية للمجتمع السعودي، مشددا على أن السعودية تعد الأقوى من بين دول الخليج إنتاجا فنيا وداعما للحراك الفني، هذا بالإضافة إلى تبني وزارة الإعلام والثقافة في كل عام للكتاب الشباب وطباعة مؤلفاتهم، داعيا إدارات المهرجانات إلى إعادة النظر من حيث استضافة وفود فعالة وقادرة على الإضافة والتي لا تحل إلا من خلال ارتفاع سقف الوعي.

من جانبه، علق العسيري على حفل الافتتاح، مؤكدا أنه عرض لا داعي من تقديمه في حفل الافتتاح، فإن كانت مثل هذه العروض الجماهيرية التي تقدم في الكويت فيجب إيقافها، متمنيا المزيد من التطور في العروض المقبلة وابتعاد المصالح الشخصية وامتداح النقاد المشاركين في التعليق على العروض المسرحية التي بها بعض الهنات حتى لا ينعكس الأمر سلبا على العرض المسرحي، مطالبا بتقديم عروض خاصة تتفق مع هوية المهرجان.

حوار مع المكرمين

حافز لكل الفنانين والمبدعين في مجالاتهم

عبداللطيف البناي: تكريم الفنان في وطنه لا يوازيه تكريم

كتبت: سماح جمال

«ليلى والذيب»، «البنات والساحر»، «الذئب والعنزات الثلاث»، «ليلى والغابة» وغيرها الكثير من البصمات المسرحية التي حفرت في أذهان الأجيال، صنعها الشاعر القدير عبداللطيف البناي في عقود من الجد والمثابرة توجته عن جدارة كعلم من أعلام الفن والثقافة في الكويت، وجاء اختياره اليوم ضمن المكرمين في مهرجان «الكويت المسرحي بدورته السادسة عشرة»، وفيما يلي يتحدث القدير عبداللطيف البناي عن مشاعر السعادة التي تملكته بتكريمه:

في البداية، أعرب الشاعر القدير عبداللطيف البناي عن سعادته بتكريمه في مهرجان الكويت المسرحي بدورته السادسة عشرة، وقال: «أبلغني الأستاذ صالح الحمر باختياري ضمن المكرمين في دورة المهرجان الحالية، وأعتبر أن هذا التكريم مهم ليّ وأعتز به، شاكرا جدا لكل القائمين على المهرجان، وأخص بالذكر هنا الأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، فهذا الرجل بذل الكثير من الجهد في عمله - وكثر الله من أمثاله – هو والقائمون على الثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، فمن خلال سعيهم الحثيث والدائم يسعون من خلاله لتنمية والارتقاء بالمجتمع».

وتابع قائلا: «فهذا التكريم أعتبره بمنزلة حافز لكل الفنانين والمبدعين في مجالاتهم لكي يبدعوا أكثر وأكثر في عملهم وليبارزوا الأمم بإنتاجهم الفكري والأدبي والفني».

كما شدد البناي على أن تكريم الفنان في وطنه لا يوازيه أي تكريم آخر من دول أخرى، فمن المهم أن تكرم الدولة أولادها في مختلف المجالات، كونه يعزز إحساسه بالتكريم من وطنه وأن أعماله تلاقي التقدير.

وأكد البناي أن إحساسه بتسلم التكريم من المسؤولين ووسط زملائه وحضور الجمهور وذويهم إحساس لا يماثله شيء.

هذا وأثنى البناي على اختيار مسرحية «الطمبور» في عرض الافتتاح، فقال: «المسرحية تلاقي الإشادة والثناء من كل من حضرها لما تتضمنه من مستوى فني راق من حيث الطرح والمضمون، كما أن قامة مثل الفنان القدير سعد الفرج منحت المسرحية ميزة إضافية، فجاء العمل راقيا وخاليا من الشوائب ومتناسبا ليشارك بأول عروض مهرجان الكويت المسرحي السادس عشر».

للاطلاع على المؤسسات والمراكز الثقافية الكويتية

زيارة المشاركين في المهرجان للمكتبة الوطنية ومتحفي التراث الشعبي والآثار

أعدت إدارة المهرجان برنامج زيارات للمشاركين والضيوف إلى المراكز الثقافية والمتاحف وفق برنامج محدد.

وصباح الخميس الماضي، استقبلت مكتبة الكويت الوطنية مجموعة من الضيوف الذين قاموا بزيارة الأجنحة المختلفة في المكتبة ومنها قاعة «كويتنا» المخصصة للمؤلفات والوثائق الكويتية، بالإضافة إلى قاعة المطالعة وزيارة المكتبات الخاصة التي تضمها المكتبة، وتضم مكتبات جيل الرواد من أبناء الكويت.

واطلع الضيوف على نظام العمل في إيداع المؤلفات والرقم المعياري ودور المكتبة في حفظ حقوق المؤلف والمبدع، وتعرفوا على برنامج النشاط الثقافي السنوي الذي تقوم به المكتبة في خدمة المجتمع وتقديم الرعاية للجماعات الثقافية التطوعية وخصوصا الشباب.

كما قام الضيوف بزيارة متحف الكويت الوطني، حيث تجولوا في متحف التراث الشعبي الذي يقدم بانوراما شاملة لحياة المجتمع في الكويت القديمة بأسلوب متميز وإمكانيات فنية عالية.

وشاهد الضيوف ساحة سوق الصفاة ومفردات البيت الكويتي القديم بالغرف المختلفة، وسوق الحرف اليدوية المتعددة في الكويت القديمة والذي يعكس تنوع أشكال الحياة وقيام الآباء والأجداد بممارسة كل الحرف اليدوية مثل الخباز والحداد وسوق السلاح وخياط البشوت، كما شاهد الضيوف نموذجا للسوق القديم بكل مفرداته، خصوصا القهوة الشعبية التي يجتمع فيها أهل السوق.

كما عاش الضيوف لحظات مع حياة البحر وصناعة السفن بمختلف أنواعها ووظيفة رجال البحر في ذلك الزمان.

وقام الضيوف بزيارة معرض آثار الكويت التاريخية الذي يضم مجموعة من المكتشفات الأثرية لبعثات التنقيب المختلفة في جزيرة فيلكا والصبية، وتضم مجموعة كبيرة من الأختام الدلمونية، وأبدى الضيوف إعجابهم بالمكتشفات الأثرية الموجودة في المتحف.

وعقب ذلك قام الضيوف بزيارة القبة السماوية وشاهدوا بعض العروض الفلكية التي تقدمها القبة.

Happy Wheels