النشرة الرابعة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الرابعة

 

منصة للتلاقي وتبادل الأفكار حول تطوير المسرح العربي

حضور جماهيري مميز في الدورة الـ 19
لمهرجان الكويت المسرحي

 

تحظى الدورة الـ 19 لمهرجان الكويت المسرحي بإقبال جماهيري مميز، حيث تمتلئ جنبات مسرح الدسمة بالحضور الجماهيري لمتابعة عروض المهرجان والندوات التطبيقية كل ليلة وسط حضور لافت للجمهور من مختلف الفئات والأعمار.
ويضفي الفنانون الكبار على المهرجان نكهة خاصة، حيث تتميز هذه الدورة بحضور لافت لكبار الفنانين والمسرحيين الذين أثروا الفن الكويتي على مدار سنوات طويلة، كما يبدو لافتا حرصهم على التفاعل مع المسرحيين الشباب وحضورهم عروض المهرجان.
أما ضيوف مهرجان الكويت الـ 19 من خارج البلاد فيملأون بحضورهم المميز جنبات المهرجان حيوية، ويشكل حضورهم إضافة كبيرة تميز هذه الدورة من المهرجان، خصوصا حرصهم على المشاركة في الفعاليات وتفاعلهم المؤثر في الندوات التطبيقية والورش وفعاليات المركز الإعلامي للمهرجان.
ويثري هذا الحضور الفاعل لنجوم المسرح الكويتي وشبابه وتفاعلهم مع الحضور من ضيوف الكويت الحوارات في أروقة المهرجان وفعالياته الرسمية، ويفتح الباب أمام تلاقح الأفكار وتبادل الهموم والتعاطي مع كل ما يخص شؤون المسرح العربي والخليجي، ويطرح أفكارا من قبيل التعاون المشترك، وهذا هو جوهر المهرجانات المسرحية العربية التي تمثل منصة مهمة للتواصل والتفاعل وتبادل الأفكار، وفي الطليعة منها مهرجان الكويت المسرحي.

 


ثاني عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي 19
«الجلَّادان»...
إدانة لمجتمع الرفاهية
وجهل الكبار وغياب الوعي

 

المخرج نجح في تقديم عرض مسرحي متناغم وأحسن اختيار عناصره سواء من الممثلين أو الفريق الفني
الموسيقى
كانت عنصراً مؤثراً في اللعبة المسرحية وتجب الإشادة بالثلاثي الذي قاد لعبة الإضاءة وليد سراب وعبدالله الخالدي
وبدر الثويني
الرؤية الإخراجية للدكتور موسى آرتي فسرت النص وحولته إلى لغة بصرية

آرتي حول الديكور الثابت إلى مستويات عدة وهذا أعطى النص والحوار دلالات متعددة

عبدالله النصار تفوّق على نفسه في الإضاءة وكان عنصراً مهماً في العرض المسرحي

مشاركة باسمة حمادة كانت دعماً مهماً للشباب.. وحضور الكبار في الأعمال يُحسب لمهرجان الكويت المسرحي

خالد الثويني قاد فريق التمثيل إلى بر الأمان بحيويته وتألقه على خشبة المسرح
النص من النصوص الصعبة التي تتطلب قراءة واعية لما بين السطور

عودة آرتي إلى أجواء المهرجانات كانت مميزة من خلال عرض حقق المتعة البصرية والفنية معًا

اختيار فرقة المسرح العربي نصاً من تأليف فرناندو أربال خطوة مهمة

كتب: عبدالمحسن الشمري
يعود الدكتور موسى آرتي إلى الإخراج، وإلى أجواء المهرجانات من خلال مسرحية «الجلادان» التي قدمتها فرقة المسرح العربي مساء أمس على مسرح الدسمة وسط حضور كبير، وهي من تأليف الاسباني فرناندو أربال، وبطولة عدد من عناصر التمثيل مثل سليمان المرزوق ومحمد ملك وحسين اشكناني إلى جانب الفنانة باسمة حمادة، ولاشك أن إسهام هذه الفنانة الكبيرة إلى جانب عناصر شابة يشكل دعما مهما لهم لمواصلة عطائهم، وبث الحماس في نفوسهم، والمتابع للأعمال المسرحية المحلية يلحظ أن عددا من الرواد والنجوم يشاركون إلى جانب العناصر الشابة مما يؤكد حالة التعايش بين جيل الرواد وجيل الشباب، وهو أمر يحسب للمهرجانات الفنية والملتقيات المحلية خاصة مهرجان الكويت المسرحي.

قراءة واعية
المسرحية اجتماعية يمكن أن نستشرف منها الكثير من الأمور حول الاستبداد، قد يكون هذا الاستبداد والظلم اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا، ولعل اختيار فرقة المسرح العربي لنص من تأليف فرناندو أربال يشكل خطوة مهمة جدا، واسناد هذا النص الصعب للمخرج الدكتور موسى آرتي الذي قبل إخراجه هو نوع من التحدي.
نتساءل لماذا التحدي؟ وكيف كان تعامل المخرج مع التحدي؟ وإلى أين وصل في نهاية المطاف؟
إدانة مجتمع الرفاهية
النص من النصوص الصعبة التي تتطلب قراءة واعية في مضامين ما وراء الكلمات، فالنص لا يتحدث عن مشكلة أم جاهلة غير واعية، كان سبب جهلها دمار أسرتها والقضاء على أفرادها. صحيح أن هناك جانبا اجتماعيا للنص يتمثل بهذه الأم الجاهلة التي كان كل همها أن تحضر الحفلات وترتدي أغلى الثياب وتبحث عن متعتها الشخصية بالدرجة الأولى، دون أن تلتفت إلى معاناة زوجها، وعذاب ابنيها، وما حصل بعد ذلك كان نتيجة حتمية للحالة التي كانت تعيشها.
إذا سلمنا بذلك فإننا نكون قد قرأنا النص قراءة سطحية، ولن نصل إلى النتيجة التي كان يريدها المؤلف من نصه، ونعتقد أن اربال لم يكتب نصا اجتماعيا بحتا، بل كان وراء كتابته إدانة لمجتمع الرفاهية، وجهل الكبار، وغياب الوعي، وضياع المجتمع والأم التي هي النبتة الأولى في تأسيس الأسرة والمجتمع، إذا فسدت فسد المجتمع وإذا صلحت صلح المجتمع، وهذا يذكرنا بقول الشاعر «الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق».

من هو الجلاد الحقيقي؟
ربما من المهم أن نتوقف عند كلمة «جلاد»، فما هو المقصود من الكلمة؟ ومن هو الجلاد الحقيقي في النص الذي قصده المؤلف؟ هل هما الرجلان اللذان يمارسان القسوة وتعذيب الأب؟ أم هي الأم التي يرى ابنها أنها قديسة لكنها توحي للآخرين أنها مظلومة وبريئة؟ وأنها تعمل من أجل مصلحة ابنيها؟ أم هو أحد الشقيقين؟
الجلاد الظاهر للعيان هو ما يقدمه النص في حالة تعذيب الأب من قبل «جلادين» يمارسان أقسى انواع العذاب عليه، ولكن هناك جلادا آخر، نعتقد أنه الأم التي كانت وراء الوشاية التي أوصلت الأب إلى غرفة التعذيب، وكانت تتلذذ مع كل تيه ينطق به، أو صرخة من الأب أثناء تعذيبه.
وماذا عن الشقيقين؟ هل هما مذنبان، أم انهما ضحية؟ نعتقد أن الابنين هما ضحية الأم، فاحدهما خائف غير قادر على التعبير، غير قادر على النطق الصحيح، والآخر معاق لكنه يحاول أن يقف إلى جانب أبيه، ويوجه أصابع الاتهام لأمه لكنه غير قادر على الفعل.

قراءة إخراجية
كان المخرج الدكتور موسى آرتي مدركا جدا لصعوبة هذا النص، ولو أنه اعتمد على قراءة سطحية له لأضاع كل شيء خاصة أن الديكور شبه الثابت يمكن أن يكون عقبة في طريقه، لكن تحول الديكور الثابت إلى مستويات عدة، منها مستوى الحوار بين الشقيقين، ومنها مستوى غرفة تعذيب الأم، وجعل حركة الام في أكثر من مستوى، وهذا أعطى النص والحوار دلالات عدة، كما أنه فعل من اللغة البصرية له، وهذا وعي مهم أدركه المخرج وعمل عليه، وبذلك حول جمود الحوار إلى لغة بصرية من خلال حركة الممثلين.
واستفاد المخرج من الإضاءة التي كانت برأينا نجما مهما في العرض، وذلك ليس غريبا على الفنان عبدالله النصار الذي يمتلك خبرة ووعيا من خلال العديد من مشاركاته في المسرح، وقد كانت الإضاءة أحد العناصر التي فسرت النص بانسيابية ومن دون مبالغة.

عرض متناغم
المخرج نجح في تقديم عرض مسرحي متناغم من خلال حسن اختياره لعناصر العرض سواء من الممثلين أو الفريق الفني الذي عمل معه.
أما الموسيقى التي كان وراءها ثلاثي فكانت عنصرا مؤثرا في اللعبة المسرحية، وهنا لا بد أن نشير إلى تميز هذا الثلاثي الذي قاد لعبة الإضاءة كما هو مذكور في كتيب العرض وهم وليد سراب وعبدالله الخالدي وبدر الثويني.
كما لا بد من الإشارة إلى الأداء المتميز للفنان خالد الثويني الذي تفوق على نفسه وكان النجم المميز، كما لا بد من الإشارة إلى فريق التمثيل المكون من باسمة حمادة وسليمان المرزوق وحسين أشكناني.

متعة بصرية
وبعد نحن أمام عمل مسرحي متناغم قدمته فرقة المسرح العربي وحققت من خلاله المتعة البصرية والرؤية الفنية، وقد نجح المشرف العام للعرض الفنان أحمد الشطي رهانه، ونعتقد أنه حصد الكثير من النجاح، مما يؤكد أن فرقة المسرح العربي ما تزال وفية لرمزها ومخرجها الراحل الكبير الفنان فؤاد الشطي.

كتب: عبدالمحسن الشمري
يعود الدكتور موسى آرتي إلى الإخراج، وإلى أجواء المهرجانات من خلال مسرحية «الجلادان» التي قدمتها فرقة المسرح العربي مساء أمس على مسرح الدسمة وسط حضور كبير، وهي من تأليف الاسباني فرناندو أربال، وبطولة عدد من عناصر التمثيل مثل سليمان المرزوق ومحمد ملك وحسين اشكناني إلى جانب الفنانة باسمة حمادة، ولاشك أن إسهام هذه الفنانة الكبيرة إلى جانب عناصر شابة يشكل دعما مهما لهم لمواصلة عطائهم، وبث الحماس في نفوسهم، والمتابع للأعمال المسرحية المحلية يلحظ أن عددا من الرواد والنجوم يشاركون إلى جانب العناصر الشابة مما يؤكد حالة التعايش بين جيل الرواد وجيل الشباب، وهو أمر يحسب للمهرجانات الفنية والملتقيات المحلية خاصة مهرجان الكويت المسرحي.

قراءة واعية
المسرحية اجتماعية يمكن أن نستشرف منها الكثير من الأمور حول الاستبداد، قد يكون هذا الاستبداد والظلم اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا، ولعل اختيار فرقة المسرح العربي لنص من تأليف فرناندو أربال يشكل خطوة مهمة جدا، واسناد هذا النص الصعب للمخرج الدكتور موسى آرتي الذي قبل إخراجه هو نوع من التحدي.
نتساءل لماذا التحدي؟ وكيف كان تعامل المخرج مع التحدي؟ وإلى أين وصل في نهاية المطاف؟
إدانة مجتمع الرفاهية
النص من النصوص الصعبة التي تتطلب قراءة واعية في مضامين ما وراء الكلمات، فالنص لا يتحدث عن مشكلة أم جاهلة غير واعية، كان سبب جهلها دمار أسرتها والقضاء على أفرادها. صحيح أن هناك جانبا اجتماعيا للنص يتمثل بهذه الأم الجاهلة التي كان كل همها أن تحضر الحفلات وترتدي أغلى الثياب وتبحث عن متعتها الشخصية بالدرجة الأولى، دون أن تلتفت إلى معاناة زوجها، وعذاب ابنيها، وما حصل بعد ذلك كان نتيجة حتمية للحالة التي كانت تعيشها.
إذا سلمنا بذلك فإننا نكون قد قرأنا النص قراءة سطحية، ولن نصل إلى النتيجة التي كان يريدها المؤلف من نصه، ونعتقد أن اربال لم يكتب نصا اجتماعيا بحتا، بل كان وراء كتابته إدانة لمجتمع الرفاهية، وجهل الكبار، وغياب الوعي، وضياع المجتمع والأم التي هي النبتة الأولى في تأسيس الأسرة والمجتمع، إذا فسدت فسد المجتمع وإذا صلحت صلح المجتمع، وهذا يذكرنا بقول الشاعر «الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق».

من هو الجلاد الحقيقي؟
ربما من المهم أن نتوقف عند كلمة «جلاد»، فما هو المقصود من الكلمة؟ ومن هو الجلاد الحقيقي في النص الذي قصده المؤلف؟ هل هما الرجلان اللذان يمارسان القسوة وتعذيب الأب؟ أم هي الأم التي يرى ابنها أنها قديسة لكنها توحي للآخرين أنها مظلومة وبريئة؟ وأنها تعمل من أجل مصلحة ابنيها؟ أم هو أحد الشقيقين؟
الجلاد الظاهر للعيان هو ما يقدمه النص في حالة تعذيب الأب من قبل «جلادين» يمارسان أقسى انواع العذاب عليه، ولكن هناك جلادا آخر، نعتقد أنه الأم التي كانت وراء الوشاية التي أوصلت الأب إلى غرفة التعذيب، وكانت تتلذذ مع كل تيه ينطق به، أو صرخة من الأب أثناء تعذيبه.
وماذا عن الشقيقين؟ هل هما مذنبان، أم انهما ضحية؟ نعتقد أن الابنين هما ضحية الأم، فاحدهما خائف غير قادر على التعبير، غير قادر على النطق الصحيح، والآخر معاق لكنه يحاول أن يقف إلى جانب أبيه، ويوجه أصابع الاتهام لأمه لكنه غير قادر على الفعل.

قراءة إخراجية
كان المخرج الدكتور موسى آرتي مدركا جدا لصعوبة هذا النص، ولو أنه اعتمد على قراءة سطحية له لأضاع كل شيء خاصة أن الديكور شبه الثابت يمكن أن يكون عقبة في طريقه، لكن تحول الديكور الثابت إلى مستويات عدة، منها مستوى الحوار بين الشقيقين، ومنها مستوى غرفة تعذيب الأم، وجعل حركة الام في أكثر من مستوى، وهذا أعطى النص والحوار دلالات عدة، كما أنه فعل من اللغة البصرية له، وهذا وعي مهم أدركه المخرج وعمل عليه، وبذلك حول جمود الحوار إلى لغة بصرية من خلال حركة الممثلين.
واستفاد المخرج من الإضاءة التي كانت برأينا نجما مهما في العرض، وذلك ليس غريبا على الفنان عبدالله النصار الذي يمتلك خبرة ووعيا من خلال العديد من مشاركاته في المسرح، وقد كانت الإضاءة أحد العناصر التي فسرت النص بانسيابية ومن دون مبالغة.

عرض متناغم
المخرج نجح في تقديم عرض مسرحي متناغم من خلال حسن اختياره لعناصر العرض سواء من الممثلين أو الفريق الفني الذي عمل معه.
أما الموسيقى التي كان وراءها ثلاثي فكانت عنصرا مؤثرا في اللعبة المسرحية، وهنا لا بد أن نشير إلى تميز هذا الثلاثي الذي قاد لعبة الإضاءة كما هو مذكور في كتيب العرض وهم وليد سراب وعبدالله الخالدي وبدر الثويني.
كما لا بد من الإشارة إلى الأداء المتميز للفنان خالد الثويني الذي تفوق على نفسه وكان النجم المميز، كما لا بد من الإشارة إلى فريق التمثيل المكون من باسمة حمادة وسليمان المرزوق وحسين أشكناني.

متعة بصرية
وبعد نحن أمام عمل مسرحي متناغم قدمته فرقة المسرح العربي وحققت من خلاله المتعة البصرية والرؤية الفنية، وقد نجح المشرف العام للعرض الفنان أحمد الشطي رهانه، ونعتقد أنه حصد الكثير من النجاح، مما يؤكد أن فرقة المسرح العربي ما تزال وفية لرمزها ومخرجها الراحل الكبير الفنان فؤاد الشطي.


فرناندو أربال والمسرح

فرناندو أربال كاتب وسينمائي إسباني ولد في مدينة مليلية في 11 أغسطس 1932. يقيم في فرنسا منذ 1955. تعلم القراءة والكتابة في سيوداد رودريجو، وقد فاز بالجائزة الوطنية سوبردوتادوا للموهوبين في سن العاشرة وقد أكمل دراسته الجامعية في مدريد، له عشرات الأعمال الروائية والشعرية والفنية.
كتب فرناندو أربال للمسرح عددا كبيرا من الأعمال بدأها في العام 1952 بمسرحية «النزهة»، ثم توالت أعماله ومنها «الدراجة الثلاثية»، «فاندو وليز»، «جيرنيكا»، «دراجة الملعون»، «الاحتفالية الكبرى»، «المهندس المعماري وإمبراطور اشور»، «حديقة الملذات»، «المتاهة»، «الغزل المثير»، «مقبرة السيارات»، «شباب اليوم الهمجي»، «ووضعوا أصفاداً للزهور»، «جولة بابل»، «محاكم التفتيش»، «خطاب الحب»، «الليل أيضاً شمس»، «ملذات اللحم».

موسى آرتي والإخراج

الدكتور موسى آرتي وضع السينوغرافيا لعدد كبير من الأعمال، وحصد العديد من الجوائز على صعيد الديكور، كما له العديد من الأعمال على صعيد الإخراج ومنها «عالم الألعاب، عنق الزجاجة، دهاء دمية، بين المطرقة والإنسان، البيت بيتك».
أخرج آرتي مسرحية «الشجرة المقدسة» التي عرضت في الدورة الثانية من مهرجان الخرافي للإبداع المسرحي ونالت عدة جوائز رئيسية منها أفضل عرض متكامل، وأفضل إخراج لموسى آرتي، وافضل ممثلة أحلام حسن، وافضل ممثل فيصل العميري، وافضل سينوغرافيا لموسى آرتي.

فريق المسرحية

«الجلادان» تقديم فرقة المسرح العربي، تأليف فرناندو أربال، إخراج موسى آرتي، ترجمة صدقي عبدالله حطاب، الإشراف العام أحمد الشطي، مساعد المخرج شيماء عماد، المشاركة في الصياغة الدكتور نادية القناعي، مصممة أزياء رزان خليل، ماكياج منيرة الحساوي، مساعد تصميم أزياء فجر الفضلي، صوت وليد ساب وعبدالله الخالدي وبدر الثويني، إضاءة عبدالله النصار، مدير الإنتاج حسن القلاف.


حصاد الندوة التطبيقية التي أقيمت في قاعة مسرح الدسمة

«الجلادان» عرض أوفى للمؤلف...
والسينوغرافيا أضافت جماليات ملهمة

 

موسى آرتي كان وفيًا للنص الذي كتبه أربال ولم يبتعد عنه كثيراً

موسى آرتي: استوحيت الفكرة من الفنان الهولندي ريمبرون
سعيد كريمي: العرض أعطى انطباعاً معبراً حافلاً بالرهبة والذعر
المخرج استطاع توظيف السينوغرافيا بشكل جيد وكان موفقاً في اختيار الموسيقى المعبرة
كاملة العياد: فرقة المسرح العربي دائما تنتقي الأعمال الصعبة والعرض قدم فهماً عميقاً أدهش الحضور
سيد علي إسماعيل: شاهدنا «جلادين» حقيقيين وصوت الكرباج كان مزعجاً
محمد سعيد: السينوغرافيا تفوقت على الإخراج ولم نشاهد رؤية مختلفة للمخرج
أحمد الشطي: أنا سعيد أن يتسبب العرض في هذا النقاش الجاد ويثير كل هذه التساؤلات
جمال حماد: المخرج قدم عرضا مستفزا يحتاج إلى المشاهدة مرات عدة
علاء الجابر: هناك جماليات مهمة في العرض وعمليات التفكيك كانت متميزة
مصطفى عطية: المخرج أضاف إلى النص وقدم في العرض اشتباكا بين أشكال الديكتاتورية
ليلى أحمد: المسرح العربي شهد نهضة كبيرة قبل حرب أكتوبر 73 لكنه تراجع بعد تفتت المنطقة

كتب: مفرح حجاب
عقدت الندوة التطبيقية لمسرحية «الجلادان» التي قدمتها فرقة المسرح العربي في قاعة الندوات بمسرح الدسمة عقب الانتهاء من العرض مباشرة، وهي من تأليف فرناندو أربال وإخراج موسى آرتي، وبطولة باسمة حمادة، خالد الثويني، سليمان مرزوق، محمد ملك، حسين أشكناني.
أدارت الندوة المسرحية التونسية سارة الحلاوي وشارك فيها معقبا على العرض الدكتور سعيد كريمي، إضافة إلى مخرج العرض مخرج موسى آرتي، وشهدا حضورا كبيرا من الجمهور وضيوف المهرجان والمهتمين بالمسرح.
استهلت الندوة سارة الحلاوي مرحبة بالحضور ومقدمة الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعوتها لحضور المهرجان.

مسرح العبث
وبدأ الدكتور سعيد كريمي تعقيبه بتوجيه الشكر إلى فرقة المسرح العربي، مؤكدا أن المؤلف فرناندو أريال هو من كبار الكتاب الذين يشار لهم بالبنان في مسرح العبث، وهو أيضا أحد عمالقة الفكر الثوري المتجذر، حيث ان الكثير من أعماله تشي بالقلق الوجودي والفكري، لأنه عاش في حقبة الاضطهاد واختار أن ينتقل للعيش في فرنسا إلى جانب بيكاسو.
وقال كريمي إن المخرج موسى أرتي كان وفيا للنص الذي كتبه أربال لمسرحية «الجلادان» ولم يبتعد عنه كثيرا، موضحا أن المخرج استطاع توظيف السينوغرافيا في نفس السياق الذي طغت عليه السوداوية التي عكستها الإضاءة والأزياء ومجريات الحبكة الدرامية، لافتا إلى أن العرض كان شموليا بديكور واقعي تخللته بعض اللمسات الفنية التي تشي بالمرجعية التي تحكم المخرج الذي حرص على أن يضع بصمته ونجح في ذلك.

الرهبة والذعر
ونوه كريمي إلى أن آرتي كان موفقا أيضا في اختياراته للموسيقى والتي أعطت انطباعا بالرهبة والذعر، والتي أطلقها المؤلف نفسه على المسرحية، لاسيما في إقحام الموسيقى الدينية والترانيم المسيحية، فضلا عن اشتغاله على الممثل وإدارته على الخشبة بشكل جيد بمستويات مختلفة، لافتا إلى انه كان وفيا للفلسفة والخلفية الفكرية التي تحكم المؤلف، سواء الصراع السياسي أو الديني والقيمي إلى عملية التطهير الروحي الناتج عن الخوف والذعر والقسوة.

محاكمة الأم
وبعد انتهاء الدكتور سعيد كريمي من تعقيبه، شارك العديد من الحضور في طرح الأسئلة من خلال مداخلات ثرية، كان في مقدمتهم الدكتور سيد علي إسماعيل، والذي قال لقد شاهدنا «جلادين» حقيقيين ولكن صوت الكرباج كان مزعجا، لكن الجميل هي فكرة المبالغة لدرجة أننا أصبحنا نتساءل هل الجلادان هما من كانا يقومان بالضرب أم الأبناء، حيث لا نعلم لماذا تضرب الأم، لكن الفكرة هي محاكمة الأم، فضلا عن الفكرة الموجودة لدى الابن الذي يظن أن الأم ظالمة، لكن الأم نجدها غالبا على النقيض، فالمشكلة قد تكون الابن وليس الأم، مبينا أن الأم نجدها في نهاية العرض بين الشقيقين في لقاء حميمي أي بين السندين.

تفوق السينوغرافيا
بينما أكد الدكتور محمد سعيد أنه لم يشاهد رؤية للمؤلف في العرض، بعدما تحول كل معنى إنساني فيه إلى معنى ملتبس، متسائلا عما إذا كانت الشخصيات اختلفت في توجهاتها أم أنها مختلقة من الأساس، لأن الممثل ارتكز على عكاز أفضل، مشيرا إلى أن السينوغرافيا تفوقت على الإخراج.

عرض مستفز
في حين شدد الدكتور جمال حماد على أنه لا يهمه اسم المؤلف، بقدر ما يهمه المخرج الذي قدم عرضا مستفزا يحتاج إلى المشاهدة مرات عدة، حتى تتم معرفة ما كتبه المخرج نفسه، منوها إلى انه تحقق من واقعنا الذي نعيشه والدليل هو استسلام العرض لكل الشخصيات.
وقال الدكتور أيمن الخشاب في مداخلته إن شخصية الأب لم تكن موجودة في النص ولابد أن نتساءل لماذا جاء بها المخرج، فالابن يظل متلعثما إلى أن يموت الأب ثم يعود طبيعيا، وهذا الأمر ليس طبيعيا ويجعلنا نتساءل، لأن هذا يذكرني بلمحة شعرية تقول:
يا قاتلي غفرت لك في الفترة التي استحرت مني واستحرت منك.

جماليات مهمة
بينما شدد علاء الجابر على أن المؤلف فرناندو أربال لا ينتمي إلى مسرح العبث وهو بعيد عن ذلك تماما، لكن هناك جماليات مهمة في العرض مثل التصاميم والمثلثات، فضلا عن عملية التفكيك التي كانت متميزة، منوها إلى ان هناك خلطا واضحا في الموسيقى والآلات الموسيقية الشرقية والغربية، فضلا عن الكاركترات الصوتية، وهذا أيضا يطرح التساؤلات، مشيدا في الوقت نفسه بالإضاءة التي قدمها عبدالله النصار.

انضباط مسرحي
أما مديرة إدارة المسرح السابقة كاملة العياد فقد أشادت بالأعمال التي تقدمها فرقة المسرح العربي، وقالت إن هذه الفرقة تنتقي دائما الأعمال الصعبة، مضيفة أنه برغم أن نص مسرحية «الجلادان» ينتمي إلى منطقة أوروبا إلا انه قدم فهما عميقا للمسرح أدهش الحضور، لافتة إلى أن عملية الانضباط في كل ما تم تقديمه على المسرح يعطي انعكاسا عن صورة الجلاد وتنوعه، سواء كان هذا الجلد سياسيا أو حتى جلدا للذات، أو غيره.

إضافة للنص
وأوضح الدكتور مصطفى عطية أن المخرج أضاف للنص، وجعل هناك تشابكا جميلا في العرض بين الديكتاتورية بكل قسوتها التي يقدمها المؤلف اربال وبين الأم التي ترفع شعار الخير ثم تمارس القهر، متسائلا عن استيقاظ الأب بعد سيطرة الأم لسنوات.

ظلم المرأة
بينما أوضحت الناقدة ليلى أحمد أن المسرح العربي شهد نهضة كبيرة مع بقية الفنون قبل حرب 1973 لاسيما في مصر وسورية بعد الوحدة بينهما، لكن بعد الحرب تم تفتيت العالم العربي مما ساهم في تراجع المسرح والفنون وأصبح لا يستطيع احد أن يعارض أي سلطة، مشيرة إلى أن الفنان الراحل فؤاد الشطي عاش هذه المرحلة وأن مثل هذه الأعمال يتأثر بها ومن الواضح أن احمد الشطي متأثر بوالده، متسائلة في الوقت نفسه عن ظلم المرأة بهذا الشكل، وخصوصا أنها مظلومة في العالم العربي.

نقاش جاد
وقدم المخرج احمد الشطي رئيس فرقة المسرح العربي الشكر لمخرج العرض الدكتور موسى آرتي على ما قدمه في هذا العرض رغم الظروف التي مر بها، كما قدم الشكر لفريق العمل، وقال أنا سعيد أن يتسبب هذا العرض في النقاش الجاد وطرح التساؤلات لأن هذا جمال العرض المسرحي، مثنيا في الوقت نفسه على الفنانة باسمة حمادة وعودتها إلى فرقة المسرح العربي.

بقعة ضوء
وفي الختام قدم المخرج موسى آرتي الشكل للحضور ولفرقة المسرح العربي وفريق عمل المسرحية، وقال إن الفكرة استوحيتها من الفنان الهولندي ريمبرون، حيث ان لوحاته تعتمد على بقعة الضوء، وأنا قدمت ذلك في مهرجان الخرافي من قبل وحصلت على 8 من أصل 9 في السينوغرافيا.

 

زيارتها الأولى للكويت فاقت توقعاتها لدرجة أنها ترغب في العيش فيها

ميهيلا ميهات: الطلاب المشاركون يحملون موهبة كبيرة داخلهم

 


لا يهم عدد سنوات الخبرة.. والجمهور يعيد الفنان إلى البدايات
كتبت: سماح جمال

بدأت الورش المرافقة لجدول أنشطة مهرجان الكويت المسرحي بدورته التاسعة عشرة بفعالياتها في مسرح الشامية أمس الأول، وجاءت الانطلاقة مع المدربة ميهيلا ميهات بورشتها بعنوان «طريقة ميهات من ستانسلافسكي الى سترازبراج اليك»، وورشة مع الدكتور جمال ياقوت بعنوان «مسرحة الحكايات»، وفي البداية قامت ميهيلا بعمل بعض التمارين للمشاركين في الورشة لتدفعهم لكسر حاجز الخجل والتعبير عن أنفسهم اكثر من خلال طلبها منهم القيام بالمشي مرة بالطريقة التي يراهم فيها الناس وتارة أخرى بالطريقة التي يتمنون لو أنهم يقدرون السير والتجول بها، هذا وقد التقت نشرة المهرجان
بـ المدربة ميهيلا ميهات والتي عبرت عن سعادتها البالغة بزيارتها الأولى الى الكويت، خاصة ان ما رأته كان مختلفا عن توقعاتها، لدرجة انها تفكر بالانتقال للعيش في الكويت نظرا للقيم والأخلاق والرقي الذي وجدته في كل الناس الذين تعاملت معهم. وعن ورشتها، قالت: لا يهم عدد سنوات خبرتك بالعمل كممثل بعد ان تقف على الخشبة اما الجمهور فيعيد الفنان الى نقطة البداية مجددا ويشعر بالخوف والقلق، وفي حال أخبرني أحد الممثلين أنه غير قلق أطلب منه أن يبحث عن مجال عمل آخر لأنه لم يعد لديه الشغف المطلوب.
ولفتت الى ان الطلاب المشاركين في الورشة يحملون موهبة كبيرة في داخلهم برغم الخجل الذي لديهم، وقالت: ارى ان الخجل عامل قوي للممثل لأنه يعني انه قادر على تقمص الشخصيات المختلفة.
وحول اختيارها لاسم الورشة قالت: ستانسلافسكي كان أول مخرج وممثل قام بوضع قواعد لتمثيل أشبه بكتاب إرشادي للممثل يستطيع الرجوع حتى يكون أداؤه على نفس المستوى بعيدا عن عدد مرات العرض التي قد يقدمها الممثل للعرض على الخشبة، أما سترازبراج فهو من عمل على نقل نظرية ستانسلافسكي إلى الولايات المتحدة ونقلها باللغة الإنجليزية، وقام بتأسيس الاستديو الخاص بالممثلين والموجود لليوم وساهم في اكتشاف قامات فنية أمثال آل باتشينو، مارلن براندو، مارين مانرو... وأشعر بالفخر انني من أعضاء هذا الاستديو العريق الذي يضم نخبة من الفنانين.
وفي الختام تقدمت بالشكر للدكتور جمال ياقوت الذي تواصل معها وقدم لها دعوة للمشاركة في المهرجان والقائمين على المهرجان.

خبرات متنوعة
هذا ويتخذ المهرجان هذا العام منهجا مختلفا فيما يخص الورش المسرحية المواكبة للدورة الــ 19، حيث تقام جميعها تحت مسمى «مهرجان صناعة المسرح»، وهو نسخة مصغرة من مهرجان صناعة المسرح الذي ابتكره السيد إيفدوكيموس تسولاكيدس مؤسس ومدير مدرسة مسرح التغيير في أثينا باليونان، ويهتم المهرجان بتقديم مجموعة من الورش التدريبية في مجال التمثيل المسرحي.

 

اشتُهر بلقب «جبرتي المسرح العربي»

سيد علي إسماعيل: بكيتُ من الفرحة عندما علمت بتكريمي

مهرجان الكويت المسرحي يسير بخطوات ثابتة نحو العالمية

 

أُدين في التكريم لحسين المسلم وفؤاد الشطي وجابر العنزي وفالح المطيري

تخصصت في الأدب المسرحي وقدمت 34 كتابا لم يسبقني إليها أحد

كتب: عماد جمعة

عاش د. سيد علي إسماعيل سنوات قليلة في الكويت مدرسا في المعهد العالي للفنون المسرحية، لكنه عشق المسرح الكويتي وأصدر مجموعة من الكتب النادرة التي توثق لتاريخه، وأصبح حضوره في المهرجانات المسرحية العربية أمرا مهما لشهرته في توثيق الفعاليات والبحث عن المناطق المجهولة والوثائق النادرة اشتهر بلقب جبرتي المسرح العربي.
وعن تكريم مهرجان المسرح الكويتي الـ 19، أكد إسماعيل أنه بكى من الفرحة عندما علم بتكريمه، مضيفا أن مهرجان الكويت المسرحي يسير بخطوات حثيثة نحو العالمية، وكشف أن المرحوم حمد الرقعي هو أول من تنبأ له بهذا التكريم قبل عشر سنوات.
وأكد إسماعيل أن التكريم يعني له الكثير: فهو تتويج لمقولة «لكل مجتهد نصيب»، والحمد لله أنني اجتهدت لأصل إلى ما أنا فيه، كما يعني التكريم أن الكويت ثمنت ما قمت به من أجل توثيق مسرحها وتأريخه، ويعني أن الإخلاص في العمل هو طريق النجاح والتكريم، وبهذه المناسبة، يجب أن أتوجه بالشكر إلى أشخاص، أظن أن لهم الفضل الكبير في هذا التكريم، وهم الأستاذ حسين المسلم، الذي اختارني للعمل في المعهد العالي للفنون المسرحية في العام 1997، ولولا ذلك ما كنت ارتبطت بالمسرح الكويتي، والمرحوم فؤاد الشطي الذي فتح لي أرشيف فرقة المسرح العربي لأنقل منه ما أشاء في معظم كتاباتي وكتبي حول المسرح الكويتي، والمرحوم جابر العنزي الذي رافقني في رحلة إنقاذ الوثائق المسرحية، وفالح المطيري الذي رافق مسيرتي في الكويت ويعلم كل صغيرة وكبيرة عن هذه المسيرة، ثم الدكتور بدر الدويش الأمين العام المساعد الذي اختارني ضمن المكرمين في هذه الدورة، فلهم مني جميعا كل الشكر والتقدير.
التقينا به لنتعرف على مشاعره بعد تكريمه وقصة لقب جبرتي المسرح وتوقعاته لهذه الدورة، فماذا قال؟
يقول الدكتور سيد علي إسماعيل: «لم أتمالك شعوري من الفرحة عندما أبلغني الأستاذ فالح المطيري أنه عَلِم من د. بدر الدويش أن اسمي ضمن المكرمين في هذه الدورة، ولكن هذا الإبلاغ كان بصفة شخصية، مع التنبيه بعدم إعلان الخبر حتى ينعقد المؤتمر الصحافي، وفي يوم المؤتمر تلقيت رسالة على «الواتس أب» من صديقي السعودي فهد الحارثي يخبرني فيها أنني سأكون بعد أيام قليلة ضمن المكرمين في هذه الدورة، حيث إنه تابع المؤتمر الصحافي عبر «إنستغرام» والذي تحدث فيه د. بدر الدويش وأ. أحمد التتان وأ. عبدالكريم الهاجري، وفيه تم إعلان خبر تكريمي في هذه الدورة، وعلى الفور اتصلت بالأستاذ مفرح الشمري فأكد لي الخبر، وبكيت من شدة الفرحة لأن الخبر تأكد رسميا، وأول من جاء في ذهني بعد سماعي الخبر هو «أبو الشطحات» حمد الرقعي لأن الرقعي هو أول من تنبأ لي بهذا التكريم منذ 10 سنوات.
ويضيف إسماعيل: وللموضوع قصة طريفة، ففي دورة المهرجان العام 2008، جاء حمد الرقعي قبل الافتتاح بساعات ومعه ميداليات المكرمين وجلس بجواري، وأخذ رأيي في الميداليات، وبصورة عفوية أمسكت إحدى الميداليات والتقطت لها صورة، فلاحظ الرقعي نظرة إعجابي بالميدالية، فقال لي: بمشيئة الله ستكون من المكرمين في المهرجان يوما ما، هذه العبارة برزت في ذهني فور سماعي بخبر التكريم، وقلت في نفسي: صدق حمد الرقعي.

لكل مجتهد نصيب
ويستطرد «جبرتي المسرح العربي» قائلا: هذا التكريم يعني لي الكثير والكثير، فهو تتويج لمقولة «لكل مجتهد نصيب»، والحمد لله أنني اجتهدت لأصل إلى ما أنا فيه كما يعني التكريم أن الكويت ثمنت ما قمت به من أجل توثيق مسرحها وتأريخه، كما أن التكريم يعني أن الإخلاص في العمل هو طريق النجاح والتكريم، وبهذه المناسبة يجب أن أتوجه بالشكر إلى أشخاص أظن أن لهم الفضل الكبير في هذا التكريم، وهم: الأستاذ حسين المسلم، الذي اختارني للعمل في المعهد العالي للفنون المسرحية في العام 1997، ولولا ذلك ما كنت ارتبطت بالمسرح الكويتي والشخص الثاني المرحوم فؤاد الشطي، الذي فتح لي أرشيف فرقة المسرح العربي لأنقل منه ما أشاء في معظم كتاباتي وكتبي حول المسرح الكويتي، والشخص الثالث المرحوم جابر العنزي، الذي رافقني في رحلة إنقاذ الوثائق المسرحية، وقصة إنقاذ الوثائق ودور جابر العنزي فيها منشورة في مقدمة كتابي «قراءة في تاريخ المسرح الكويتي من خلال وثائق غير منشورة» الصادر في الكويت العام 2015 والشخص الرابع فالح المطيري، الذي رافق مسيرتي في الكويت ويعلم كل صغيرة وكبيرة عن هذه المسيرة ثم د. بدر الدويش الأمين العام المساعد الذي اختارني ضمن المكرمين في هذه الدورة فلهم مني جميعا كل الشكر والتقدير.

نحو العالمية
وبسؤاله حول توقعاته بالنسبة لهذه الدورة من عمر المهرجان، قال إسماعيل: أتوقع أن تكون الدورة التاسعة عشرة دورة غير مسبوقة؛ لأنني قرأت أنها تسير نحو العالمية، كما أنني أعلم أن معرضها هذا العام سيكون معرضا مميزا وجديدا ومفاجأة للجميع، لأنه عن وثائق وتاريخ المسرح الكويتي، التي حافظت عليها عشرين سنة، وسلمتها إلى فالح المطيري منذ عدة أشهر وما سيجعلها دورة مميزة مديرها الأستاذ أحمد التتان، حيث التقيت به في يناير الماضي في تونس، وسمعت منه أفكارا جديدة ينوي تطبيقها في هذه الدورة، كما أن ما ناقشني فيه من أمور تتعلق بمهرجان الكويت، يعكس تفكيره البناء لتطوير المهرجان والوصول به إلى آفاق عالمية.

قصة لقب
وبسؤاله حول لقبه جبرتي المسرح ومن أين اكتسبه؟ وما هي قصته؟ يقول إسماعيل: قصة هذا اللقب أو الاسم الذي اشتهرت به منذ أعوام قليلة، وهو «جبرتي المسرح العربي»، يرجع إلى الكاتبة المسرحية والناقدة القديرة، صفاء البيلي لأنها هي من أطلقت عليّ هذا اللقب، ومن ثم نشره الأستاذ حسن سعد في صفحة المسرح بجريدة «الجمهورية» في مانشيت كبير بمناسبة تألقي في مناظرة المسرح التي عقدت في الجزائر من خلال مهرجان المسرح العربي، الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح هناك. ومن وقتها استحسن الجميع اللقب، وأصبح ينشر مع أخباري وكتاباتي، وبالأخص في كتابات أ. يسري حسان ومن ناحيتي، فأنا سعيد بهذا اللقب لوجود تشابه كبير بين المؤرخ العظيم الجبرتي، وبيني بوصفي مؤرخاً مسرحياً، وهذا التشابه يتمثل في التفاصيل، حيث إن الجبرتي كان يهتم بأدق التفاصيل، مثلما أهتم أنا بتفاصيل تاريخ المسرح وملابساته والتي تميز كتاباتي، لا سيما أن كتاباتي أغلبها يدور حول فكرة واحدة ثابتة لا تتغير، وهي أنني لا أكتب شيئا معروفا لأنني أكتب دائما عن أمور مجهولة من خلال الأخبار المنشورة في الدوريات القديمة، مع العديد من الوثائق غير المنشورة، وهذا يجعل كتاباتي وندواتي ومحاضراتي تلقى قبولا واستحسانا عند الجميع؛ لأنهم واثقون بأنهم سيسمعون الجديد والمجهول دائما.

دكتوراه في المسرح
وبسؤاله أن تخصصه في اللغة العربية وكيف اتجه إلى المسرح بعد ذلك معتمدا على الوثائق المجهولة والنادرة وغير المنشورة، رد قائلا: هذا الأسلوب، يعود الفضل فيه إلى أستاذي رحمة الله عليه د. إبراهيم عبدالرحمن الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس، وهو القسم الذي أنتمي إليه وأفتخر به، حيث إنني الأستاذ الوحيد حاليا، الذي تخرج في قسم اللغة العربية، وعمل أستاذا في قسم اللغة العربية، وجميع كتاباته عن «المسرح العربي فقط»، فالماجستير كان بعنوان «دور المرأة في مسرح توفيق الحكيم»، والدكتوراه كانت بعنوان «أثر التراث العربي في المسرح المصري المعاصر»، وهاتان الرسالتان حصلت على درجتيهما من قسم اللغة العربية بآداب عين شمس وعندما حصلت على الدكتوراه، سألت أ. د. إبراهيم عبدالرحمن: أريد أن أستمر في دراسة الأدب المسرحي، وأكون مرموقا فيه؛ لأن الجميع سيتساءل مال هذا المتخصص في اللغة العربية بالمسرح؟ فقال لي: إذا أردت أن تكون أستاذا جامعيا مرموقا في المسرح، فإياك أن تكتب شيئا سبقك إليه أحد، وإياك أن تكتب شيئا أنت غير راض عنه، ودائما ابحث عن الجديد الذي يضيف إلى العلم والحمد لله أنني عملت بنصيحة أستاذي وحققت ما كنت أتمناه، حيث إنني الأستاذ الوحيد في قسم اللغة العربية بآداب حلوان، المتخصص في الأدب المسرحي، والذي كتب 34 كتابا في المسرح، لم يسبقني فيها أحد، ولم أكتب كتابا واحدا متشابها مع أي كتاب سابق، فضلا عن بحوثي ومقالاتي وندواتي ومحاضراتي، التي تُعد – بشهادة الجميع – إضافات علمية وللعلم فنصيحة أستاذي هذه أقوم بتصديرها إلى طلابي، لأن الأستاذ يجب أن يصنع أستاذا... وهذه مقولة أستاذي أيضاً رحمه الله.

Happy Wheels