مهرجانات وأنشطة

النشرة الرابعة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الرابعة

 

ليلة قتل سامي بلال


> وتتواصل عروض العرس المسرحي لمهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ17، حيث قدمت فرقة المسرح الكويتي مساء أمس عرضا بعنوان «من قال ماذا؟» تأليف وإخراج سامي بلال.
سامي الذي عاد مؤلفا ومخرجا، بعد سنوات من انقطاعه عن المسرح النوعي، في عمل يطرح العديد من التساؤلات حول عبثية القتل، مستندا إلى ما نشاهده يوميا عبر وسائل الإعلام من تفجيرات وحروب وقتل ودمار.
تدور أحداث المسرحية عن شخص أبيض هارب من انتفاضة الزنوج، الذين يثورون على الرجل الأبيض من دون أن يحدد المؤلف المكان، وهو أقرب إلى ثورة العبيد في أميركا، لكن النص يخلو تماما من أي إشارة إلى هذه الثورة، وكل ما يشير إليه هو أن الزنوج يريدون قتل كل إنسان أبيض، وفي ذلك إشارة إلى المجانية التي يشير إليها النص، وربما يمكن أن يكون رمزا لكل مكان يكون فيه قتل مجاني، وحروب فوضوية ورغبة من البعض في قتل الآخر لاختلاف ما، سواء اختلاف في اللون أو الجنس أو الفكر أو الرأي.
النقاد الذين رأوا أن المخرج سامي بلال قتل المؤلف سامي بلال لاعتماده على نص حواري طويل أدى إلى هبوط إيقاع العرض، لم يخفوا إعجابهم بالعديد من جوانب العرض واستخدام بلال الجيد للإضاءة والسينوغرافيا..
طالع رؤية نقدية للعرض ص2


ثاني عروض المهرجان قدمته فرقة المسرح الكويتي

«من قال ماذا؟» .. حوارات فلسفية وأداء متوازن من الحسيني والحليل
سامي بلال يعود مؤلفًا ومخرجًا في نص يطرح كثيرًا من التساؤلات

الإضاءة جاءت بسيطة ومعبرة
بلونيها الأصفر والأزرق

 

كتب: عبدالمحسن الشمري
تتواصل عروض العرس المسرحي لمهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 17، حيث قدمت فرقة المسرح الكويتي مساء أمس عرضا بعنوان «من قال ماذا؟»، تأليف وإخراج سامي بلال، وتمثيل علي الحسيني وأحمد الحليل، وأول ما يمكن الإشارة إليه حول العرض هو أن العمل يعيد ثلاثة أسماء بارزة إلى المسرح بعد غياب سنوات طويلة، وبذلك تؤكد فرقة المسرح الكويتي أنها الحضن الذي يضم أعضاءه في أعماله، العنصر الاول هو الفنان سامي بلال، مؤلفا ومخرجا، بعد سنوات من انقطاعه عن المسرح النوعي، وها هو يعود في عمل يطرح العديد من التساؤلات، والثاني هو الفنان القدير أحمد الحليل الذي عرفناه ممثلا بارعا في عدد من الأعمال قبل أن يتوقف في السنوات الأخيرة، أما العنصر الثالث فهو الفنان علي الحسيني الذي أخذه الإخراج في السنوات الأخيرة وكاد ينسيه التمثيل، لكن فرقة المسرح الكويتي أعادته من جديد، وفي دور مهم جدا، يؤكد أن التمثيل يجري في عروقه.

عمل كويتي
من الأمور التي تجب الإشارة إليها حول العرض الكويتي أنه «لبس الدشداشة» الكويتية، تمثيلا وإخراجا وتأليفا، نقول ذلك لأن الأعمال التي قدمتها الفرقة في السنوات الأخيرة كانت لمؤلفين عرب، حصدت من خلالها جوائز أولى في العديد من المهرجانات المحلية والخليجية والعربية، مثل «صدى الصمت» و«القلعة»، ولا ضير في ذلك أبدا، لكن العودة بعمل من توقيع مؤلف كويتي يعني لنا الكثير، ويؤكد أن الفرقة قادرة على تقديم أعمال لمؤلفين محليين، وها هي تعود بقوة وربما تحصد عنه أكثر من جائزة.

قتل .. موت
الفكرة الأساسية التي يتطرق إليها نص «من قال ماذا؟» هي فكرة فلسفية حول عبثية القتل، وعندما نقول عبثية القتل فإنه يتبادر إلى اذهاننا مئات الصور التي نشاهدها عبر وسائل الإعلام يوميا عن تفجيرات وحروب وقتل ودمار في كل مكان من العالم، عبثية تطرح سؤالا مهما وماذا بعد؟ ولماذا هذا القتل المجاني الذي جعل الحياة على غير مستقرة وحافلة بالتقلبات، في عدد من الأماكن، ولماذا هذا الدم وهذه الحروب؟ ولماذا هؤلاء الضحايا من الأبرياء الذين يتساقطون في كل ساعة، رجالا ونساء وأطفالا، ولا ذنب لهم إطلاقا، غير أنهم ضحايا حروب مجانية.
من الأمور الجميلة والذكية في الوقت نفسه أن المؤلف سامي بلال طرح فكرة عبثية القتل من خلال قصة ربما لم يفكر فيها أحد، نحن في المسرحية امام شخص ابيض هارب من انتفاضة السود أو الزنوج، الذين يثورون على الرجل الأبيض من دون أن يحدد المؤلف المكان، وربما الأمر قريب جدا، وهو أقرب إلى ثورة العبيد في امريكا الذين طالبوا بحقوقهم، لكن النص يخلو تماما من أي إشارة إلى هذه الثورة، وكل ما يشير إليه هو ان الزنوج أو السود يريدون قتل كل إنسان ابيض، وفي ذلك إشارة إلى المجانية التي يشير إليها النص، وربما يمكن أن تكون رمزا لكل مكان يكون فيه قتل مجاني، وحروب فوضوية ورغبة من البعض في قتل الآخر لاختلاف ما، سواء اختلاف في اللون أو الجنس أو الفكر أو الرأي.

شخصيتان متناقضتان
الشخصية الأولى هي لرجل أبيض هارب لجأ إلى أحد الأماكن بحثا عن مأمن من الموت الذي ينتظره، وقبل دخوله المكان يتصل بابنته ليخبرها بأنه هارب وسيعود إليها قريبا، والبنت التي لا تظهر من خلال أحداث المسرحية ربما يهدف من ورائها المؤلف إلى الامل المنتظر، وعندما يصل الشخص، من دون أن تحدد المسرحية اسمه، إلى مكان يعتقد انه آمن يجد مذياعا قديما يحاول العبث بأزراره لعله يستمع إلى اخبار سارة، لكن حلمه يتبدد.
الشخصية الأخرى هي لعالم لا تذكر المسرحية أسمه أيضا، أسود البشرة، مما يدخل الرعب في قلب الرجل الأبيض، لكن ومن خلال الحوارات بينهما يتبدد خوف الرجل الأبيض شيئا فشيئا، لكنه لا يشعر بالأمان، تدور حوارات بين الشخصيتين، فلسفية وعبثية، حول القتل والموت والخوف والأمان والإنسان والأحلام وسواها، لا يقطع حواراتهما سوى مشاهد تظهر من الشاشة الخلفية لصيحات السود الذين يطالبون بقتل الرجال البيض.
مع اقتراب المسرحية من نهايتها يحدث أمر دراماتيكي خطير، فالرجل الأسود، وهو عالم الاجتماع، يثور على الرجل الابيض ويقضي عليه، وتذهب أحلام الرجل الأبيض في الأمان هباء، إذ يكون مصيره الموت الذي كان طوال العرض خائفا منه، وهنا يتبادر إلى الذهن لماذا هذه النهاية؟ قد يكون الجواب أن فكرة العمل تتحدث عن القتل المجاني والعنف الذي يسود كثيرا من بقاع الأرض، ومن الطبيعي أن تكون النهاية عبثية تتسق مع الفكرة التي يطرحها النص.

أداء متميز
نجح الفنان علي الحسيني في تقديم شخصية الرجل الأبيض الخائف من مصيره، وقد تقمص الشخصية إلى حد جعلنا نتعاطف معه، أما الفنان أحمد الحليل (في دور العالم الأسود) فقد تميز بأدائه العفوي وقدرته على إدارة الحوار كيفما شاء، فنان متميز، ولا نكشف سرا إن قلنا إن الثنائي الحسيني والحليل كانا في الموعد ونجحا في شد الجميع لعفويتهما وتناغمهما على خشبة المسرح.
ومن الأمور الجميلة في العرض الإضاءة البسيطة والمعبرة بلونيها الأصفر والأزرق، وكذلك الديكور المتحرك السهل في حركته، وكانت المفاجأة في الإضاءة التي غلبت على قطع الديكور، وهي تطرح سؤالا عن مغزاها الأساسي، وما الذي أراده المخرج منها.

فريق العمل
جدير بالذكر أن العرض المسرحي الذي قدمته فرقة المسرح الكويتي مساء أمس على مسرح الدسمة، ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة من مهرجان الكويت المسرحي، بحضور عدد كبير من ضيوف المهرجان والجمهور، ساهم فيه عدد من الأسماء وراء الكواليس إلى جانب نجمي العرض علي الحسيني وأحمد الحليل والمخرج سامي بلال، ومن هؤلاء مهدي السلمان، وعادل عبدالغفار، وفاضل السلمان، وشيخان الدابي، إلى جانب مصمم السينوغرافيا الفنان فيصل العبيد الذي أجاد إلى حد كبير في تقديم رؤية بصرية جميلة، موسيقى محمد الزنكوي، وتقنيات محمد الرباح وعدد من الأسماء، ومساعد المخرج الفنان عبدالله التركماني.


في ثاني الندوات التطبيقية لمهرجان الكويت المسرحي الـ 17

«من قال ماذا؟» تستفز النقاد بمشهد القتل الأخير .. وبلال يؤكد أنها في طور التطوير

بلال تمكن من استخدام الأدوات التي تعكس الصراع الأبدي بين الخير والشر

 

 

حماد: الحوار داخل النص حمل الكثير من الدلالات الفكرية والذهنية والفلسفية

زكي: شعرتُ في بعض الأحيان بأن الإيقاع يفلت مني

الدعاس: كان لزامًا على الممثلين المساهمة في إنقاذ الإيقاع من السقوط

كتبت: خلود أبوالمجد
ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الــ17 أقيمت مساء أمس ثاني ندوات المهرجان التطبيقية لعرض فرقة المسرح الكويتي «من قال ماذا؟» تأليف وإخراج الفنان سامي بلال، وبطولة أحمد الحليل وعلي الحسيني، بينما وضع لها السينوغرافيا المهندس فيصل العبيد، وساعد في الإخراج الفنان عبد الله التركماني.
أدار الندوة نايف البقمي من المملكة العربية السعودية، وعقب على العرض الدكتور جمال حماد من جمهورية مصر العربية، حيث استهل تعقيبه قائلا «قدم نص العرض الكيفية التي نبحث فيها عن ماذا وماذا يريد مؤلفه، فهو يتميز بكونه يعبر عن فكرة أو ذهنية، وفيه مساحات للحديث عن تكثيف هذا الحدث في فصل واحد، وتقليص الشخصيات جميعها الموجودة في العمل إلى شخصيتين، فأحد الممثلين شعرنا به داخل النص كما لو كان يتحدث لشخص آخر في الغيب، وهذا هو شأن سامي بلال الذي وضعنا في مكان غامض يجعلنا نقلق ونفكر».
وأضاف حماد «كان الممثلان المميزان في رأيي يشكلان رمزين يتصارعان، وفي طبيعة أي نص فكري تذكرنا هذه النصوص والرؤى بعملاق المسرح العربي توفيق الحكيم، خصوصا في نصوصه الذهنية حيث تتصارع الأفكار وليس الإنسان مقابل الآخر، وهنا الفكرتان اللتان وجدناهما تتصارعان هما الخير والشر، ونجدهما في النهاية يتعادلان، فأحدهما كان قويا في يوم من الأيام واعتلى قمة الدائرة ثم ضعف، في حين كان الضعيف في أسفل الدائرة يطغى ثم يصعد، فيتحول الضعيف لقوي ويتحول القوي لضعيف، وهذا ما يوجد التعادل بينهما، وسامي بلال من خلال الحوار والأحداث كان يؤجل انتصار الضعيف الأسود في مقابل الأبيض».
وأكمل: «الحوار داخل النص حمل الكثير من الدلالات الفكرية والذهنية والفلسفية، علاوة على أن هناك الكثير من الأشياء التي خدمت هذا النص، فالصراع بين الممثلين هو ما خلق هذه الدلالات، فالشخص الأبيض الذي قدم شخصيته الفنان علي الحسيني كان يمثل السلطة والمال والجاه والشدة والسلاح، ولكنه في النهاية يتنازل عن بقاياه للشخص الأسود الخطير بالنسبة له، وينتصر الأخير من خلال ثورته على الشخص الأبيض فينحيه عن طريقه بما يحمل هو من أفكار، مثل القوة والمال والسلاح والسلطة وغيرها، ليتوجها بكلمته الشهيرة بأنه مؤسس إحدى جمعيات حقوق الإنسان».
وقال :« تمكن بلال من استخدام الأدوات التي تعكس هذا الصراع فكان من بينها الإضاءة التي تتنوع بين الظلمة والنور وقليل من اللون الأخضر الذي كان يدخل في هذا، وتدخل الموسيقى التي كانت تظهر إما لتكمل حوارا أو لتكون مصدرا لرد الفعل، وعلينا أن نلاحظ في حركة الممثلين أن كلا منهما يفهم الآخر وكيف يتعامل معه، وفي النصف الأول نلاحظ قوة الشخص الأسود وهو واقف أو جالس في حين الأبيض يظل واقفا أو جاثيا على الأرض، ليعكسوا الشموخ في شخصية الأسود، وفي النصف الثاني من العرض لاحظنا أن الأبيض حاول الوقوف منتصبا ليس على الأرض فحسب بل على الكرسي الذي يجلس عليه هذا الانسان الذي سيفوز على الأبيض».
وفي النهاية أكد الدكتور جمال حماد أن النص الذي قدمه سامي بلال مميز وهناك الكثير من الأشياء التي يمكن الحديث عنها فيه».


مداخلات
وعقب انتهائه من التعقيب على العرض فتح باب المناقشة حيث كانت البداية برفقة شادية زيتون حيث قالت «سأتحدث عن السينوغرافيا على الرغم من أنني حزينة لأنه ليس هناك جائزة لها، فالعنصر الأساس الذي تنطلق وتتأسس عليه هو الديكور، فإن تم تحديده بإطار مكاني لخص بيئة الأحداث بسواد احتل الفضاء، هذه البيئة أنتجت علاقة تفاعلية بين الممثل وبين المكان وفي نفس الوقت ما بين المتلقي والمكان، والحقيقة على الرغم من أن مصمم الديكور عمل بشكل جميل جدا وجهد كبير، ولكني شعرت بأن هناك إقحاما للكتل، وكان يفضل أن تظل هذه الكتل على المسرح لتتراكم، لكي لا يكون هناك إقحام مفتعل على الرغم من أنه حاول أن تكون هناك سهولة في دخولها وخروجها للمحافظة على إيقاع العرض، ولكنه مع الأسف أخفق في هذا، أما الإضاءة فتجلت وامتلكت حركة جمالية على الرغم من ثباتها بالفضاء ودللت على الحدث والشخصية المعنية، إلا أنها لم تتمازج مع الموسيقى لتلعب الدور المنوط بها، لكنها كانت مدروسة بإتقان فدللت على نفسية الشخصيات».
وأضافت زيتون «كنت أتمنى ألا يكون المؤلف هو نفسه المخرج، ليشعر الجمهور بأن هناك قراءة مختلفة، ففي العرض شعرنا بأن الإخراج جسد النص، ولكن من الأفضل أن يتم الفصل بين التأليف والإخراج».
تحية
وقدم نقيب الفنانين المصريين الدكتور أشرف زكي التحية لكل من قدموا عرض «من قال ماذا؟» الذي أكد في بداية حديثه بأنه أمتعه شخصيا، فالممثلين كانوا مميزين جدا، وأوضح بأنه يوجه تعليقه لسامي بلال كمؤلف للعرض فبدأ بالمقارنة بينه وبين أحد الكتاب الأميركيين المهمومين بالكتابة عن مشكلات السود وقدم العديد من المسرحيات التي تناقش نفس القضية التي قدمها بلال في عرضه «من قال ماذا؟» متسائلا: هل مجتمعنا في حاجة لمناقشة مثل هذه القضايا؟ خاصة وهو واحد من المهمومين جدا بمثل هذه القضايا، مؤكدا أنه قام بإخراج وترجمة مسرحيتين لهذا الكاتب الأمريكي، وعلى الرغم من هذا قدما العرضين لأشرف زكي روحا لم يجدها للأسف في نص «من قال ماذا؟».
وأكمل «رغم إعجابي بالفكرة وأداء الممثلين واتفق لحد كبير مع ملاحظات السينوغرافيا، إلا أنني شعرت بعدم وجود النبض والحياة في هذا العمل، لذلك كنت أشعر في بعض الأحيان بأن الإيقاع يفلت مني، وأتمنى أن يتم اختصار المسرحية قليلا، وإقحام عناصر أخرى للعرض تضفي الحياة والنبض على النص».
وظيفة الفن
وقدم الفنان جواد الشكرجي الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذا الدعم الذي يقدمه للشباب المسرحي الكويتي المستمر لمدة 17 عاما بنجاح وتألق خلق شبابا فنيا وجميلا نراهم اليوم على خشبة المسرح الكويتي، لان للفن وظيفة كبيرة جدا في زرع وتنظيم وإنضاج الوعي في المجتمع، والمسرح ابن لهذه البيئة».
وأوضح أنه مختلف مع تساؤل الدكتور أشرف زكي حول أهمية طرح هذه القضايا في مجتمعاتنا، فالمقصود من وجهة نظره ليس الشخص الأسود الزنجي، وإنما الفكرة في الأساس تكمن في التضاد بين الأبيض والأسود، فنحن في المنطقة العربية نعيش صراعا رهيبا في القوميات وفي الأديان والمذاهب، لهذا أحيي الإضاءة واللون الأسود الذي تواجد على المسرح، التي سلطت الضوء على الحزن والعزلة الضوئية المحددة للأداء».
السينوغرافيا
فيما قالت الدكتورة سعاد يوسف إن السينوغرافيا في هذا العرض كان ينتظر منها أكثر من ذلك، فكانت هي شخصيا تتعامل معها على أنها ممثل، وكان المشهد الرائع في هذا العمل هو مشهد « مسح الحذاء» وكيف تم فصل هذا المشهد وترديده كقرين يعكس الألم الداخلي، فلم يترك الفضاء المسرحي فارغا، والسواد الذي تلونت به عناصر الديكور جعلته بالنسبة لي غير متواجد».
عرض حواري
بينما قالت الدكتورة سعداء الدعاس «عندما نكون أمام عرض حواري من هذا النوع لابد للمخرج أن ينتبه لعدة نقاط حتى يستطيع إنقاذ الحوار، لأنه من المؤكد سقوط الإيقاع في العروض الحوارية، وبالفعل حاول سامي بلال ذلك من خلال دخول وخروج عناصر السينوغرافيا في العرض، ولكن حينما يتم استخدام أحد عناصرها لمفاجأة الجمهور يجب عدم استخدامها مرة أخرى لتجنب تسرب الملل لإيقاع العرض، وكان لزاما على الممثلين المساهمة في إنقاذ الإيقاع من السقوط، لكن هذا لم يحدث فأحدهما كان يفقد صوته والآخر فقد أداءه».
عبء على الممثلين
فيما أوضح الناقد علاء الجابر أن «النص كان يشكل عبئا على المثلين بشكل كبير، فمن يقدم مثل هذا العمل يجب أن يكون لديه قدرة كبيرة، ولكن الممثلين للأسف في العرض لم يقدموا سوى حوارات، واعتمدوا على الهدوء الذي كان أحيانا يمثل قتلا للعمل، فـ«تون» الصوت في بعض الحوارات كان واحدا على الرغم من التنافس والاجتهاد بين الحليل والحسيني، لكن الهدوء كان يزيد من حدة الهبوط في الإيقاع والملل الذي كان يزيد مع تطور الأحداث، فظهر العرض كأنه كشف للشخصيات ولا يحمل تطورا دراميا».
قتل المؤلف
وعقب الزميل والناقد محمد عبد الرسول قائلا: «من قرأ نص العمل المسرحي الذي قدم سيجد أن المخرج سامي بلال قتل المؤلف سامي بلال، فالنص حواري طال زيادة عن اللزوم، يلزمه بعض التقصير، وفيصل العبيد تمكن من عكس فكرة العمل لكن الجميع يعلم أن استلام المسرح قبل موعد العرض بيوم واحد يقلل من إمكانية إتقان العمل بشكل كبير».
وأكدت الدكتورة رانيا عبد اللطيف «أن المؤلف سامي بلال تمكن من التفوق وتحمل فكرة رائعة تعد واحدة من أصعب المسرحيات التي يمكن إخراجها، لأنها تندرج تحت بند مسرحيات الأفكار، لذا كنت أتمنى بالفعل أن المؤلف ينفصل عن المخرج، ويقوم شخص آخر بخلاف بلال بإخراجها».
واعترضت الفنانة عبير عيسى على مشهد القتل الأخير في العرض متسائلة «كيف تقبل في النهاية أن يقتل؟ أين هي رسالتك كفنان كاتب ومخرج ومبدع على المسرح يقدم الأمل؟ فهو إن قتل في النهاية فهو يقتل فكرته الأساسية في العرض وهي الاختلاف في قدرته على قبول الآخر، كما أرجو الانتباه أن الموسيقى في العروض التي تقدم أعلى من صوت الممثلين».
وأكدت الفنانة أمل الدباس «أن الإيقاع سقط في العرض المسرحي بالفعل، لكن أنقذه التناغم الموسيقي والفكرة المطروحة، فكمتلقي ذهبت لأبعد من فكرة التمييز العنصري».
تعقيب المخرج
وفتح المجال لمخرج ومؤلف العمل الفنان سامي بلال فيما بعد للرد على التساؤلات فقال «الإنسانية كلمة فضفاضة نتحدث عنها كثيرا لكن لا يعرفها ويلمسها الكثير، فهناك كميات من الحروب في العالم كله نتيجة لهذا الاختلاف الذي نعيشه، ولكننا سنظل ننادي بالإنسانية، ولكن هل إن كانت تتعارض مع ما ترغبه نفسي فسأختار نفسي، والعرض في طور التطوير، وسآخذ جميع الملاحظات التي قدمت لي بعين الاعتبار شاكرا لكم كل ما قدمتموه لي».

زوايا المسرح
ضيوف المهرجان

استضاف مهرجان الكويت المسرحي عبر دوراته المتعاقبة عشرات المسرحيين والفنانين الخليجيين والعرب، كان لبعضهم دور مميز في إثراء الندوات التطبيقية والندوة المركزية الرئيسية من خلال أبحاثهم وتعقيباتهم ومداخلاتهم القيمة التي استفاد منها المشاركون والحاضرون، لاسيما العاملين في الساحة المسرحية المحلية من فنانين ونقاد، ومع ذلك فإن بعض الضيوف لم يكن لوجودهم أي أثر يذكر، بل إننا لم نر البعض خلال العروض المسرحية ولا الندوات، وهو أمر لا ينطبق على ضيوف المهرجان المحلي فحسب، بل ظاهرة عربية وخليجية برزت في السنوات الأخيرة، وابتليت بها معظم الملتقيات.
اليوم تستضيف الكويت مجموعة من الفنانين والباحثين والدارسين والنقاد، جاءوا من مختلف أقطار الوطن العربي وهم يستحقون التكريم والضيافة والترحيب وأهلا بهم على أرض الكويت، التي دأبت على فتح ابوابها لكل الأشقاء العرب على مر الايام، ولم تتوان ذات يوم في فتح أذرعها وقلبها لهم، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان.
نتمنى أن يكون لضيوف الكويت الكرام إسهام في إثراء المهرجان المسرحي بآرائهم ومداخلاتهم ومشاركاتهم المميزة، ولا شك في أن من بين الضيوف أساتذة اجلاء لهم مكانتهم في المسرح العربي، ولهم اسهاماتهم ودراساتهم، ونتمنى ألا يبخلوا بالرأي الصريح المفيد الذي يعزز مكانة المهرجان بين المهرجانات العربية، وكلنا أمل أن تكون الندوات التطبيقية والندوة الرئيسية منابر لتلاقح الآراء بين الحضور، ولتكن الشفافية والمصداقية والصراحة هي ما يميز ندوات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الحالية.

ثلاثة من رموز المملكة تحدثوا عن هموم «أبو الفنون»

مسرحيون بحرينيون: المهرجانات المسرحية الخليجية أصبحت منارة ثقافية وإبداعية

 

يعقوب المحرقي: أتمنى أن يتوجه الفنان
إلى القطاع الخاص لتخفيف العبء عن الدولة
كلثوم أمين: الورش المسرحية مهمة لصقل موهبة الممثل وتحسين أدائه
زهراء المنصور: أؤيد حجب الجوائز لأنه من غير المعقول مكافأة غير المجتهد ومنحه ما لا يستحق

كتب: محمد جمعة
استضاف المركز الإعلامي التابع لمهرجان الكويت المسرحي في دورته
الــ 17 الوفد البحريني المشارك في فعاليات المهرجان بلقاء مفتوح مع وسائل الإعلام المحلية، أدار اللقاء الزميل مفرح الشمري، وشارك فيه كل من د. كلثوم أمين، والإعلامية زهراء المنصور، والمخرج يعقوب المحرقي.
كانت البداية عند الدكتورة كلثوم أمين، ورأيها في المهرجانات المسرحية، حيث قالت: «تطورت المهرجانات المسرحية على مستوى دول الخليج، حيث أصبحت منارة للمسرحيين الخليجيين يستقون منها كل ما هو ممتع وجميل ومفيد على مستوى العروض أو الندوات، ولعل النقطة الأهم هي اللقاءات الدورية بين المبدعين».
وأشارت أمين إلى ان المهرجانات الخليجية تطورت من ناحية الندوات والورش؛ ما أفسح في المجال أمام الطلاب للاستفادة، مؤكدة أهمية الورش للممثلين بشكل عام، في ظل وجود معهد الكويت المسرحي فقط على مستوى الخليج. وقالت: «الورش خلال فترة المهرجان مؤقتة وليست طويلة الأمد، غير أنها تمهد الطريق أمام الشباب لتحسين الأداء عبر هذه الورش».
وأضافت أمين: «الورش المسرحية أصبحت ضرورة للممثلين على مستوى العالم، لأن وجود الورشة في أي مكان بالنسبة إلى الممثلين يتيح لهم تلقي معلومات عدة تفيدهم في عملهم، أسست الورشة الدائمة لتأهيل الممثل في البحرين منذ العام 1999، ومازالت مستمرة، وساهمت في تخريج العديد من الممثلين على مستوى الخليج. والورشة كانت ومازالت تطوعية، ولا أتسلم أي دعم من أي جهة، الورشة كذلك انفتحت على محيطها العربي، حيث استدعيت كأستاذ زائر في جامعة الأردن».
وأكدت كلثوم ان المتدرب في الورشة الدائمة لتأهيل الممثل يستفيد من تدريبات اخرى مثل اليوجا، كما انها تقدم شهادات معترفا بها على مستوى وزارة الثقافة، كما تعاونت الورشة مع اسماء من دول اجنبية، لاسيما فرنسا، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة في البحرين .
وشددت على انها لم تصرح بأن المعهد العالي للفنون المسرحية الكويتية متخلف عّن المدارس المسرحية المتطورة. وقالت: «كان اجتهادا في غير محله من احد الصحافيين، والمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت منبر مهم وساهم في تقديم كوادر عدة على مدار سنوات في منطقة الخليج، وخدم جميع الدول الخليجية».
وطالبت أمين بألا تكون الجوائز فقط مادية، وأنه يجب على الممثل ان يفخر بذكر اسمه والاشارة الى مجهوده، وأن الجائزة المادية مجرد إشارة من المسؤول في الدولة للممثل بأننا نعلم انك تعمل.
مكسب للمسرحيين
بدورها، أكدت زهراء المنصور ان المهرجانات في اي دولة خليجية مكسب كبير للمسرحيين الخليجيين، مشيرة الى تجربتها من خلال انتسابها إلى لجنة تحكيم بمهرجان «الدن» بسلطنة عمان، والذي يقوم على جهود أشخاص دون دعم من أي جهة .
وأشارت المنصور إلى ان الحركة الفنية بالخليج تعول على المعاهد المسرحية في تقديم كوادر متميزة، لافتة إلى ان كل لجنة تحكيم تكلف بأن تشهد تنوعا على مستوى الخبرات، فضلا على الاتفاق على الآلية المتبعة، ومشددة على ان لكل لجنة تحكيم ذائقة، كاشفة عن انها تؤيد حجب الجوائز لأنه من غير المعقول مكافأة غير المجتهد ومنحه ما لا يستحق... ولتحفيز المتنافسين لتطوير تجربتهم مستقبلا.
وأكدت زهراء ان تجربة مهرجان الدن جديرة بالاحترام كونها قائمة على جهود شباب. وأضافت: «كنّا بصدد ثلاثة مهرجانات في قالب واحد».
وأشارت المنصور إلى ان إقامة مهرجانات دون جوائز مادية سيحد كثيرا من الانتقادات والاعتراضات على نتائج اللجنة، وأكدت انه لا يجوز حجب جائزة يمنحها الجمهور، كونه جهة مستقلة للتقييم.
تطور المهرجان
بينما قال المخرج يعقوب المحرقي: ان هناك تطورا كبيرا في مهرجان الكويت المسرحي. مشيرا الى أهمية وجود معهد المسرح، وعرج المحرقي على أهمية دعم الشباب.
وأضاف: «دعم الدولة ممثل في وزارات الثقافة والإعلام والهيئات التابعة لها، ونرى الآن تنوعا اكبر على مستوى الانشطة وحجم الدعم المقدم للفرق المسرحية والموسيقية ما يخلق حراكا ويفرز إنتاجات مهمة».
وتوجه يعقوب إلى الفنانين بدعوتهم إلى اللجوء الى القطاع الخاص لطلب الدعم ما يخفف من اعباء الوزارات، ويجعلها توجه دعمها إلى أنشطة أخرى.
زوايا المسرح
واقع المسرح العربي..!

في بهو الفندق، أو عبر أي تجمع يضم كوكبة من المنتمين إلى الحراك المسرحي، لا يثار سوى موضوع أحادي الجانب... واقع المسرح العربي، سواء في العواصم الكبرى التي تحملت عبء رسالة المسرح، أو حتى عبر بعض القرى التي نسمع فيها عن بعض الفعاليات، والمؤسف أن هذه الفعاليات لا تخلق إطارا تكامليا مع الواقع المعيش... والمؤسف أن الأطروحات حول الخروج من أزمة المسرح العربي ذات وشائج بين كل المجتمعات، ولكن الحل ترنيمات يعزف عليها الجميع... غياب كذا وكذا... الرقابة... تأثير الوسائط الأخرى الحديثة والأكثر انتشارا من النجوم في مسايرة اللعبة.
السؤال المهم: هل هذا الإطار المهمش عربيا جزء من واقع المسرح في كــــل أقطار العالم؟ أم أن الآخر قد تغـلب على كل المعوقات وأزاح كل السدود؟
أعرف جيدا أن الواقع العربي المعيش يحمل كثيرا وكثيرا جدا من معاناة الإنسان، في ظل الظروف السياسية والاقتصادية، وأن الفكر قد يكبل بقيود، وأن للمجتمع دوره، وإن للآخر تأثيره! ولكن هل هناك أمل يتمثل في منح الجيل الجديد الفرصة في التعبير عن الذات، الأحلام، الطموحات، وألا نكون أوصياء على أحلامهم، وألا نكبل تطلعاتهم.
من المؤسف أننا مازلنا نعيش في الماضي، ولا نمنح هذا الجيل فرصة التعبير عن الذات والأحلام... لذا فإننا مع الأسف جزء من أزمة المسرح الحقيقي!


وللمسرح كاتبات من الكويت ..
يمثلن جيلاً جديداً في الحراك المسرحي.. من خريجات الجامعات والمعاهد الفنية العليا

فطامي العطار ونادية القناعي .. خطوات ثابتة


كتب محبوب العبدالله
من قبل ومنذ بداية الحراك المسرحي في الكويت في فترة الخمسينيات من القرن الماضي لم يكن للمرأة دور في المسرحيات المرتجلة التي كانت تقدم على خشبة المسرح، بل كان الرجال هم الذين يقومون بدور المرأة.
وظلت الحال كما هي حتى فترة الستينيات من القرن الماضي ومع اهتمام أجهزة الدولة الرسمية بالحركة المسرحية وتشجيعها إشهار الفرق المسرحية بعد الاستقلال، شهدت الساحــة المسرحيــة انضمام عـــدد من الفتيـــات الكويتيــات كممثلات.
ومع مرور السنين وانتشار وزيادة الفرق المسرحية وتعددها، بين الفرق المسرحية الأهلية الأربعة والتي تبعت رسميا وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في البداية ولعدة سنوات لأنها تكونت أولا بموجب قانون جمعيات النفع العام، ثم انتقلت إلى وزارة الإعلام وبعدها إلى تبعية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعد تكوينه في أوائل السبعينيات من القرن الماضي.
واتسعت دائرة الفرق المسرحية بعد الترخيص بانشاء فرق مسرحية خاصة وفق القانون التجاري تكون تابعة لأفراد أو شركات إنتاج فني مسرحي وإذاعي وتلفزيوني مما فتح المجال واسعا أمام مشاركة المرأة كاتبة وممثلة ومخرجة في الدراما التلفزيونية التي حققت انتشارا واسعا عبر الفضائيات التلفزيونية، بينما ظلت مشاركة المرأة في المسرح كاتبة أولا ومخرجة ثانيا محدودة.
ولكن وبعد أن بدأت مخرجات المعهد العالي للفنون المسرحية، ومخرجات الجامعات الأخرى، تؤتي ثمارها في الساحة الفنية في عدة مجالات في الحياة الفنية كان للمسرح نصيب منها في مجال التأليف والكتابة والإعداد.
وبرزت كاتبات من خريجات المعهد العالي للفنون المسرحية أثبتن جدارتهن وموهبتهن في مجال التأليف المسرحي، وقدمن من خلال مسرحياتهن أفكارا جديدة تؤكد موهبتهن وتفاعلهن مع ما يدور في الحياة حولهن.
وفي هذا الاستطلاع بعض منهن موجودات حاليا ويساهمن في الحراك المسرحي بجدارة وثقة ستؤكدها الأيام والسنوات المقبلة في مسيرة الحركة المسرحية في الكويت.
وبعد أن تجاوزت الحركة المسرحية في الكويت الحدود إلى الافاق العربية وصار لها وجودها المنافس في المهرجانات المسرحية العربية من المشرق إلى المغرب، وحينما دخل التاريخ المسرحي في القرن الحادي والعشرين برزت على الساحة المسرحية الكويتية الكاتبة فطامي العطار.
وقدمت فرقة المسرح الشعبي في العام 2001 للكاتبة فطامي زيد العطار مسرحية «طار برزقه».
وبعدها تابعت الكاتبة أعمالها المسرحية من خلال مسرحيات: «صندوق أمينة»، و«إعدام أحلام عبدالسلام» و«في قلب القنديل»، و«حفرة إنبيش» وحققت لها مكانة متقدمة بين الكاتبات الكويتيات واستطاعت ان تثبت وجودها في المجال المسرحي.
وقد أصدرت أخيرا مجموعة مسرحياتها في كتاب حمل عنوان إحدى مسرحياتها وهي «ليلة ربيع عين وقمرة»، ومن يتابع أفكارها وطروحاتها من خلال شخصيات وموضوعات مسرحياتها يلاحظ ارتباطها بالتراث الذي هو مصدر لديها لتبدع من خلالها لونا جديدا في مسيرة المسرح في الكويت.
وقد فازت مسرحيتها «طار برزقه» بجائزة أفضل مؤلفة في مهرجان الكويت المسرحي الخامس لعام 2001، ونالت عن مسرحيتها «صندوق أمينة» جائزة أفضل تأليف في مهرجان الخليج لمسرح الشباب الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة في العام 2002.
وقدمت في مهرجان الخرافي للإبداع المسرحي في العام 2007 مسرحية «تميمة وحمدان وكتاب الزمان»، ولها مشاركة في الدورة الحالية السابعة عشرة هذا العام لمهرجان الكويت المسرحي بمسرحية «زنابيل تل الطين» من إنتاج شركة المهندز للإنتاج الفني.
ومن يقرأ ويتابع أفكار واهتمامات الكاتبة فطامي العطار يلاحظ أنها كاتبة تمتلك وعيا وقدرات فنية، ولغة مسرحية تستطيع من خلالها أن تعبر عن موقفها بصياغة فنية تمثل إضافة حقيقية لمسيرة الحركة المسرحية في الكويت، وتعبر عن وجه جديد يمثل جيله ويعبر عنه بوعي وإدراك..
ومن الكاتبات الجدد في مسيرة الحركة المسرحية في الكويت
نادية سليمان القناعي
الشهادات العلمية
بكالوريوس علوم طبية، جامعة الخليج العربي، مملكة البحرين.
دكتوراه في الطب البشري MD، جامعة الخليج العربي، مملكة البحرين.
المؤلفات الأدبية
كتاب «هنا كان الفراق»، دار نوفا بلس. «مجموعة نصوص ومقالات حول موضوعات مختلفة – 2014 – الكويت.
رواية «عندما خرست الموسيقى»، الدار العربية للعلوم – 2015 – بيروت.
رواية «ابنة نوح»، دار نوفا بلس – 2015 – الكويت.

مؤلفات مسرحية
- كتاب «النعش»، نصوص مسرحية – 2016.
- عدة نصوص مسرحية غير منشورة.

الأنشطة الصحافية
كاتبة مقالات في جريدة الجريدة 2013.
كاتبة في جريدة القبس الكويتية.

أنشطة فنية (مسرحية)
إعداد مسرحي لمسرحية «امرأة استثنائية» عن مسرحية «كارهة الرجال» للكاتب البلغاري ست كوستوف، قدمت ضمن مهرجان ليالي مسرحية كوميدية 2016، الكويت، مع فرقة المسرح العربي.

أنشطة أخرى
عضوة في فرقة المسرح العربي.
وتقول الدكتورة نادية القناعي عن كيفية بدء الكتابة وكيف يستمد الكاتب أفكاره من واقعه أو من واقع شخص آخر حتى لو كان ذلك الآخر يبعد عنه بمسافات، إن الكاتب يتبنى عادة القضايا الإنسانية دون توقف، لأن الكتابة حاجة ملحة للكاتب، فهو يكتب حين يأتي الإلهام، ويكتب حين يشعر أنه يحتاج لمن يسمعه، يكتب ليعيش، يكتب حتى يتحمل عبء الحياة، يكتب ليقول للآخر أنا أشعر بك وبألمك، ويستمد الكاتب أفكاره من واقعه أو من واقع شخص آخر.
وهو يكتب حين يأتي الإلهام، يكتب حين يشعر أنه يحتاج لمن يسمعه، يكتب ليعيش، يكتب حتى يحتمل عبء الحياة.

 

دراسة للدكتورة آمنة الربيع شملت إسماعيل فهد إسماعيل وبدر محارب وحسن يعقوب العلي من الكويت
المسرح الخليجي ... خطوات إلى الأمام

البحث لم يتقيد بإطار زماني محدّد لحداثة التجربة المسرحية في مجتمعات الخليج

الكتاب يركز على جيلين .. الأول شهد البدايات الحضارية .. والآخر ترعرع في مناخ متصاعد بالحراك والقضايا الساخنة

كتب: عماد جمعة
لا شك في أن الدراسات المسرحية الجادة والمستمرة حول المسرح الخليجي تشكل إضاءة قوية لأجيال من الشباب الأكاديمي والدارس لينهل من هذه العلوم والمعارف التي تصقل موهبته، وتساعده على تقديم أفضل ما لديه؛ مما يدفع بالمسرح الخليجي خطوات إلى الإمام، خاصة في ظل التنافس المطرد في المهرجانات المسرحية الخليجية، ومنها مهرجان الكويت المسرحي الذي نشهد دورته السابعة عشرة هذه الأيام، ويستضيف نخبة متميزة من كبار المسرحيين العرب الذين يثرون ولا شك الفعاليات بمداخلاتهم في الندوات التطبيقية ولقاءاتهم في المركز الإعلامي، وسط تنافس شريف للفرق المسرحية المتسابقة التي تضم مجموعة كبيرة من الشباب.
وفي هذا الإطار انتهت الكاتبة الدكتورة العُمانية آمنة الربيع من طباعة كتابها الذي حمل عنوان «الرؤية السياسية في المسرح الخليجي .. دراسة نصية»، والذي صدر عن دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع بسورية 2016م، بعدد صفحات تصل إلى 767 صفحة.
وتحدثت الدكتورة آمنة الربيع عن مضمون كتابها الجديد، مشيرة إلى أن مضمون الكتاب يأتي من خلال العنوان الذي يتحدث عن «الرؤية السياسية في المسرح الخليجي»، والمسرح الخليجي هو عبارة عن تظاهرة ثقافية واجتماعية وسياسية لتجمع ثقافي مسرحي عربي يجري تنظيمه بصفة دورية في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي مرة كل سنتين في فصل الشتاء، وتنظمه ست دول هي: مملكة البحرين، والكويت، والإمارات، وقطر، والسعودية، وعُمان.
المنهج الاجتماعي
وأضافت: «كما يهتدي العنوان منهجيًّا بتجليات مقولات المنهج الاجتماعي في البنيوية التكوينية، المتمثلة في الفهم والشرح، والتفسير، والبنية الدالة، والرؤية للعالم، والوعي القائم والوعي الممكن، والتي أرسى ركائزها الناقد لوسيان جولدمان (1913-1970م)، إضافة إلى أننا قدمنا تعريفًا لمصطلح وأداة نقديين هما: التأويل والتبئير، أسهما في كشف الخصائص العميقة، والتوجه الفكري والحساسية الفنية لدى الكتّاب المسرحيين المنتخبين لهذه الدراسة، وهم: من دولة الكويت إسماعيل فهد إسماعيل، وبدر محارب، وحسن يعقوب العلي، ومن دولة الإمارات العربية المتحدة باسمة يونس، ومرعي الحليان، وإسماعيل عبدالله، وعبدالله صالح، وحبيب غلوم العطار وسالم الحتاوي، ومن دولة قطر عبدالرحمن المناعي، وغانم السليطي، وحمد الرميحي، وأحمد عبدالملك، ومن المملكة العربية السعودية محمد عبدالله العثيم، ومن سلطنة عمان عبدالكريم جواد، وهلال البادي، وعماد محسن الشنفري، ومحمد سعيد الشنفري، ومن مملكة البحرين محمد حميد سلمان، وغيرهم من المسرحيين الخليجيين الذين تمت الإشارة إلى نصوصهم وفق عناوين الفصول والمباحث الموزعة بالكتاب».
وذكرت الكاتبة أن البحث لم يتقيد بإطار زماني محدّد، لحداثة التجربة المسرحية في مجتمعات الخليج، والتي قصرنا بها دلالة المسرح في صورته التي عرفت في أوروبا حتى استوت تنظيراته ومدارسه واتجاهاته، فوجهنا نظرنا عند انتخاب مجتمع وعينة البحث إلى ما اتصل بجهود النخب المتعلمة والمستنيرة التي سعت إلى تأسيس الفرق المسرحية الخليجية.

بين جيلين
وأضافت الدكتورة الربيع بأنه يتعيّن علينا أن نذكر - منذ البداية - أن اختيارنا هؤلاء الكتاب يُمثل الشمولية الرابطة بين جيلين من الكتاب الخليجيين (جيل شهد البدايات الحضارية، وجيل ترعرع حضاريًّا في مناخ متصاعد بالحراك والقضايا الساخنة، كالعولمة والإصلاح الاقتصادي والسياسي والدعوة إلى إحلال مؤسسات المجتمع المدني والديموقراطية محل القبائلية)، وهو الجيل الذي شهد حربيْ الخليج الأولى والثانية، كما شهد انهيار برجي التجارة العالمية في أميركا وغزو العراق، وهو الجيل نفسه الذي شهد الثورات والانتفاضات في تونس ومصر واليمن وليبيا، وحركة الاحتجاجات في البحرين وسورية، والمسيرات في عُمان والأردن.
وإذا كان هذا التحليل لا يجعلهم ينتمون إلى أيديولوجية فكرية معينة، فإن معيار ما تلقوه من معارف (أغلبهم يحمل شهادة جامعية)، وما شاركوا به في المهرجانات الخليجية والعربية من عروض يجعلهم في تقديرنا متزامنين، وغير منقطعين بعضهم عن بعض، ويشكلون جماعة من الكتّاب المتناثرين على رقع الخليج الجغرافية الواسعة والمختلفة.
ويمكن أن نشير هنا إلى المعين الثقافي في المسرح لهؤلاء الكتاب، فأغلبهم، إن لم يكونوا كلهم، تعرّف على بدايات التجربة المسرحية عند جيل الرواد في الكويت والبحرين، وفي رأينا أنه ليس من الخطأ افتراض أنهم قد قرأوا لبعضهم أو تبادلوا الآراء اللازمة تجاه نصوصهم، مما يرجّح الاعتقاد بأنهم يشكلون بؤرًا ثقافية متقاربة، لكنها ليست واحدة.

الرؤية السياسية
وأبانت الباحثة أن إشكالية الكتاب أو البحث ومقصديته تتمظهر من العنوان المثبت على ظهر الغلاف، وهو الرؤية السياسية في المسرح الخليجي، فقد احتل هذا المسرح منذ بداياته، وصولا إلى الوقت الراهن، مكانة مميزة في المشهد المسرحي العربي، كتابة وتمثيلا وإخراجًا، شكلّت تجربة المسرح الخليجي ومشاركاته المتتالية في المهرجانات المسرحية والثقافية العربية، حضورًا لافتًا للانتباه، مما حفّز عددًا من الباحثين على دراسته والبحث في خصائصه الإبداعية والدلالية.
وحول الوقت الذي استغرقته الدراسة في البحث والتقصي، ذكرت الدكتورة الربيع بأن «الكتاب يعد دراسة درجة الدكتوراه التي نالتها من جامعة محمد الخامس في العام 2012م». يذكر أن الدكتورة الكاتبة العُمانية آمنة الربيع قد كرمت أخيرًا من قبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة الكويت في مجال المسرح.

أشادت بمهرجان الكويت المسرحي ودوره في تقديم الأعمال النوعية
سميرة أحمد: هناك تهميش
في الكتابة المسرحية للعنصر النسائي

يجب إعطاء المسرح حقه ليكون جهة يستفيد منها الجميع

التلفزيون وقلة النصوص الجيدة
وراء ابتعادي عن المسرح

كتبت فرح الشمالي
أشادت الفنانة الإماراتية سميرة أحمد بالدورة السابعة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي معبرة عن سعادتها بالمشاركة وقالت: سعيدة بوجودي في هذا التجمع الكبير لأهل الفن والمسرح حيث إننا لا نلتقي كثيرا إلا في المهرجانات المسرحية، وهذا برأيي جانب ايجابي وصحي لنا كمسرحيين لتحقيق التواصل وتبادل التجارب والخبرات بيننا والتحاور والمناقشة في آخر الأعمال التي أقيمت، خاصة إنني مقلة في أعمالي المسرحية ولم أمثل على خشبة المسرح منذ مدة طويلة، فعزائي أنني التقي بهم في المهرجان، شيء آخر هو أن استمرارية الاهتمام بالمسرح وبالذات في دولة الكويت لها وقع خاص علينا كفنانين حيث نحرص على الحضور والمشاركة للاطلاع على أعمال المسرح الكويتي.
وعن مشاركاتها في المسرح النخبوي، قالت ان آخرها كان سنة 2003 في الأردن من خلال مسرحية «لحظات منسية» من نوع المونودراما من إعداد وإخراج الدكتور حبيب غلوم والتي حصلت من خلالها على جائزة أفضل تمثيل مناصفة في الأردن، ومن بعدها لم تمثل في المسرح وذلك لاتجاهها للدراما التلفزيونية، وقالت: الأعمال التلفزيونيــة أخذتنــــي مــن المسرح وأيضـــا النصـــوص المسرحيـة ليست بمستوى جيد، وأصبحــت مجـــــرد عناوين ، وحاليا هناك تهميش في الكتابـــة للعنــصر النســـائي ونجــد أنه دائما يكون التركيز في البطولة على الرجل بالرغم من البطولات النسائية في المسرح الخليجي سابقا، وللأسف مع الوقت أخذت هذه البطولات تقل ولا أعرف السبب في ذلك، لذلك أطالب كتاب المسرح بأن يقدموا نصوصا جيدة تعيدني إلى المسرح بعد هذه السنوات، نصوص تهتم بالقضايا العربية وقضايا المرأة لأن قضايا المرأة هي قضايا الأسرة وقضايا الوطن، وبالتالي الاهتمام بها يعود بالنفع والوعي ، فالمسرح الآن مكرر لنفس الأعمال التي قدمت بالسابق متباعدين عن قضايانا ومشاكلنا الحقيقية التي يجب علينا نقلها وتقديمها للعالم فنحن لا نعيش في عالم مختلف وبعيد، وهذا هو الدور الحقيقي للمسرح، فالنص المسرحي هو الإشكالية التي يقف عليها كل العمل.

المسرح الإماراتي
وذكرت أن المسرح الإماراتي لا يختلف كثيرا عن المسرح الخليجي، فقد مر المسرح الإماراتي بفترة حقق فيها قفزة رائعة وإنجازات كبيرة وكان له حضور جميل جدا على مستوى الخليج ولكنه في الفترة الأخيرة بدأ يتراجع لعدة أسباب أهمها أن الأسماء الكثيرة التي كانت قائمة على المسرح خف حضورها ووجودها وصارت تكتفي كل سنتين أو ثلاث سنوات بعمل واحد فقط إذا تصادف وجود النص الجيد مثلا .
وعن دور جمعية المسرحيين الإماراتيين في دعم الفنان الإماراتي والحركة المسرحية الإماراتية بينت إن دورها متذبذب تارة تدعم الفنان المسرحي وتهتم بالمسرح بجميع الجوانب، وتارة أخرى يتم تهميش المسرح وكأن الأمر لا يعنيهم بتاتا، ويكون هناك جهود شخصية من الفرق الأهلية في تطوير وتنشيط الحركة المسرحية، وصار المسرح بالنسبة إليهم مصدر ربح وشيئا تجاريا ضمن العروض التسويقية في المهرجانات. وأتمنى إعطاء المسرح حقه ليكون جهة يستفيد منها الجميع.
كما أشادت سميرة احمد بالكثافة والنشاط في الحركة المسرحية الكويتية حيث قالت: في الكويت محظوظون بوجود المعهد العالي للفنون المسرحية وهي الجهة الأكاديمية المعتمدة لدراسة المسرح، كذلك كثافة الورش المسرحية التي تقدم لهواة الفن المسرحي، وهذه الورش تقام أيضا في الإمارات ولكن يقدمها عدد قليل من الأكاديميين الذين بالفعل يضيفون للمنتسبين إلى هذه الورش.

Happy Wheels