مهرجانات وأنشطة

النشرة الرابعة


الفيلم عُرض بحضور وزير الإعلام والعسعوسي والدويش «الأمريكاني» .. السينما توثِّق مسيرة الوطن

كتب: محمد جمعة

تبرز أهمية السينما كونها أحد أهم أساليب التاريخ الفني للعديد من المراحل والأحداث في مسيرة أي مجتمع، من هذا المنطلق يأتي حرص وزارة الإعلام، ممثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على دعم المبادرات السينمائية تحت مظلة أنشطة المجلس المختلفة على مدار العام.

وجاء عرض فيلم «الأمريكاني»، ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته العاشرة «الكويت مركزا إنسانيا عالميا» الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وذلك في مقر المركز الأمريكاني الثقافي بحضور وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور بدر الدويش، ووكيل وزارة الإعلام المساعد لقطاع التلفزيون الإعلامي يوسف مصطفى، ومنتج الفيلم جاسم الغريب، وعدد من الشخصيات العامة، ولفيف من أعضاء السلك الديبلوماسي.

وفيلم «الأمريكاني» هو إنتاج مشترك بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمركز العربي للإعلام، وهو عرض وثائقي لمسيرة المستشفى الأمريكاني منذ تأسيسه عام 1914 حتى تسليمه إلى وزارة الصحة عام 1967، كونه جزءا من تاريخ الكويت.

وقد ساهم ذلك المستشفى في علاج جرحى معركتي «الجهراء» و«الرقعي»، وكافح العديد من الأوبئة المعدية والأمراض التي كانت تفتك بأهل الكويت على مدى 60 عاما.

والفيلم من إخراج حاتم حسام الدين، والمخرج المنفذ ياسر ملا علي، وكتب السيناريو أسامة الروماني، وشارك في تجسيد المشاهد الدرامية عدد من الفنانين من بينهم عبدالعزيز الحداد وناصر الدوب ويوسف البغلي ونواف القريشي وعصام الكاظمي وعبدالعزيز بهبهاني وأحمد الحليل الذين تم تكريمهم خلال حفل العرض.

 

رسالة إلى المجتمع

وقبل بدء العرض كان الحضور على موعد مع كلمة لمنتج الفيلم الإعلامي جاسم الغريب الذي قال إن هدف فيلم «الأمريكاني» هو توصيل رسالة إلى المجتمع الكويتي للاقتداء بذاك المجتمع قبل مائة عام، المجتمع الذي اتصف بالتسامح والتصالح وتقبل الآخر، والذي لم يتنازل عن قيمه ومبادئه برغم الحملة التبشيرية التي أتت بها الإرسالية الأمريكية.

وأضاف الغريب أن الفيلم يوضح دور المجتمع الكويتي في تحول دول الحملة التبشيرية للإرسالية الأمريكية إلى حملة طبية جليلة تقدم خدمات إنسانية، متمنيا أن تصل رسالة هذا الفيلم إلى جيل الشباب للتعرف على كيفية تعايش أجيال آبائهم وأجدادهم مع ثقافة وديانة جديدة وافدة اليهم.

وذكر أن فريق العمل واجه العديد من الصعوبات والتحديات لإنجاز الفيلم لا سيما أن المواد الفنية المتعلقة بالفيلم شحيحة جدا، إلى جانب الإكسسوارات وملابس الحقبة الزمنية المتعلقة بها، والتي تم الحصول عليها من المزادات العالمية، أما المعلومات فقد تم الحصول عليها من «مركز البحوث والدراسات الكويتية».

من جانبه ثمَّن وكيل وزارة الإعلام المساعد لقطاع التلفزيون يوسف مصطفى «الثمرة الأولى التي قطفتها الشركة المنتجة وكانت من غرس وزارة الإعلام، وتحديدا تلفزيون الكويت، وذلك بتوجيهات من معالي وزير الإعلام الذي دعم فكرة الفيلم، وحرص على توفير الدعم الإعلامي والمادي للعمل، بدءا من لجنة المنتج المنفذ حتى وصل إلى الشراء المميز. وقدمت الوزارة كل أشكال الدعم، واليوم نرى هذا العمل على أرض الواقع في تجسيد للمجتمع والثقافة والعادات والتضافر الكويتي، وهذا يؤكد دعم وزارة الإعلام هذه الأفكار والمبادرات التي تغرس على هذه الأرض الطيبة».

تكريم

وحرص وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح على تكريم من ساهم في صناعة هذا العمل الفني ذي الحس الوطني، وهم المنتج جاسم الغريب، ومدير التصوير مشاري الخوالد، والمخرج حاتم حسام الدين، والفنان سليمان الياسين الذي تولى مهمة التعليق الصوتي، ومؤلف الموسيقى التصويرية للفيلم أحمد القلاف، وصلاح الحاتم من الدعم اللوجستي الفني.

العرض

وما هي إلا دقائق، بعد مراسم الافتتاح، حتى بدأ عرض الفيلم الذي يسرد قصة بعثة الكنيسة الإصلاحية الأمريكية التي جاءت إلى الكويت بدعوة من حاكم الكويت في ذلك الوقت الشيخ مبارك الصباح لمعالجة المرضى الكويتيين، وأوعز ببناء المستشفى - كما يذكر الفيلم - أسماء رجال الكويت الذين ساهموا في تطوير الرعاية الصحية في الكويت، وعلى الصعيد الفني اهتم مخرج العمل بأدق التفاصيل والإكسسوارات المستخدمة في تلك الحقبة، وأيضا الأزياء، حيث دمج بين مشاهد تمثيلية وأخرى من الأرشيف، ولعل أغلب المشاهد القديمة تلك المستوحاة من واقع الحياة اليومية في الكويت قديما، حملت عبق الماضي ورصدت أهم ما ميز تلك الحقبة من مظاهر اجتماعية عدة، وعبرت عن نمط الحياة حينها من داخل المنازل أو بالأسواق الشعبية. وكان للموسيقى التصويرية والمؤثرات وقع السحر على من يتابع العمل، إذ ساهمت في تخطى عائق الملل والرتابة الذي قد يتسلل عنوة إلى من يتابع عملا ذا طابع توثيقي.

وبالعودة إلى مسار الأحداث بالفيلم نجد أنه استعرض، خلال الدقائق الأولى، المبنى وخلفيات تشييده، ومن ثم تاريخ دخول الرعاية الصحية إلى الكويت، وكيف لجأ الكويتيون إلى العلاج الشعبي سابقا، في ظل الخيارات المحدودة والفئات التي مارست التطبيب، أئمة المساجد والحلاقين والعطارين والطب الشعبي. وسجل الفيلم لقاءات مع شخوص هم ذاكرة الكويت، مثل الدكتور صالح العجيري وتطرق الفيلم إلى بدء تأسيس الصيدليات بنهاية العام 1919، الصيدلية الاسلامية لعلاج وبيع الأدوية، ثم وصول الإرسالية البريطانية الطبية عام 1904 في بيت ديكسون، والتي سبقت المستشفى الأمريكاني في تأسيس الطب بصورته الحديثة.

وكان ذلك بأمر من الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت آن ذاك، حيث كان حريصا على توفير الرعاية الصحية للكويتيين.

وانتقل العمل إلى مرحلة اندماج الأطباء وأسرهم في المجتمع الكويتي، عندما وصلوا إلى الكويت مطلع العام 1920 لتدشين الرعاية الطبية الخاصة، لدرجة أنهم أطلقوا على أبنائهم أسماء عربية، وتوقف الفيلم عند تشييد المستشفى الأمريكاني بأوامر من حاكم الكويت حينها الشيخ مبارك الصباح، وبسواعد كويتية تحت إشراف مهندسين أمريكيين.

ويعد المستشفى هو أول مبنى في الكويت الذي يؤسس بالخرسانة، كما تطرق الفيلم إلى تخوف الناس من التعامل مع أطباء الإرسالية الأمريكية لعلاقتهم بالكنيسة، غير أن الشيخ مبارك شجع الشعب على التعاون معهم. محطات ولم يفوت الفيلم التطرق إلى لأمراض الشائعة في مجتمعات عدة بسبب غياب الوعي ودور المستشفى في توثيق الحالة الصحية، وفق التقارير اليومية وموقف المستشفى التاريخي في معركة الجهراء التي شهدت جرحى وقتلى.

وكان للفيلم وقفات مع الدور الذي لعبه المستشفى في محطات عدة وأحداث تاريخية، مثل انتشار مرض الجدري وصولا إلى الاستعانة بكوادر كويتية، مثل حيدر خليفة، وأيضا تنظيم دورات تدريبية في وقت لاحق، ومن ثم إجراء تحسينات على المبنى وافتتاح أقسام جديدة في الأربعينيات، وأخيرا إنشاء مستشفى جديد عرف باسم مستشفى الرجال، افتتحه الشيخ عبدالله الصباح في العام 1955، إذ صممت المباني على طراز الحياة الأسرية بالكويت.

أيضا لم يفوت كاتب العمل حقبة الأربعينيات، حيث تم استقدام الأطباء العرب، حيث أصدر أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر أول قانون لتنظيم الصحة العامة.

وتوقف صناع العمل عند استكمال بناء المستشفى الأميري في العام ١٩٤٩، بعد الحرب العالمية الثانية، وقيام الشيخ عبدالله السالم بافتتاحه، ثم انضمام الكويت إلى منظمة الصحة العالمية، ثم توالى افتتاح المستشفيات في مناطق عدة بالكويت، وصولا إلى قرار إنهاء خدمات الإرسالية الطبية بالكويت عام ١٩٦٧ بناء على قرار من مجلس إدارتها، عقب الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة الكويتية، ويمكن القول إن المخرج استطاع أن يتغلب بذكاء على رتابة وتقليدية الأفلام التسجيلية، بالمزج بين لقاءات قديمة أرشيفية وأخرى حديثة ومشاهد تمثيلية، والاعتماد على موسيقى ومؤثرات.

 

وزير الإعلام: الفيلم سرد لتاريخ الرعاية الطبية في الكويت

قال وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح إن فيلم «المستشفى الأمريكاني» أرخ حقبة زمنية مهمة من تاريخ نشأة دولة الكويت، ودور العلاقات الدولية والترابط الإنساني في تقديم الدعم الطبي للعالم.

وأضاف الشيخ سلمان الحمود، في تصريح للصحافيين عقب العرض الاول لفيلم «المستشفى الأمريكاني»، في «المركز الأمريكاني الثقافي»، إن الفيلم سرد تاريخ الرعاية الطبية في الكويت وتطورها بما يقارب قرنا من الزمن، إلى جانب تسليط الضوء على دور الإرسالية الأمريكية الإنساني التي تؤكد دور الشعوب والمجتمعات في تحقيق الإنسانية فيما بينها.

وذكر أن هذا هو الدور الذي أخذته الكويت على عاتقها، فأصبحت رسالتها هي المبادرة إلى الوقوف مع دول العالم وهو الدور الذي استحقت به لقب «الكويت مركزا للإنسانية»، وأُطلق على صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لقب «قائد للعمل الإنساني»، في العام الماضي.

وأشاد بالقيم والعبر التي تضمنها الفيلم لجيل الشباب للتعرف على قساوة وصعوبة الحياة التي عاشها آباؤهم وأجدادهم منذ تأسيس الكويت، وما مر عليها من ظروف، وسعيهم إلى المحافظة عليها، مما يؤكد طيب الشعب الكويتي وتكاتفه وتماسكه في مواجهة الظروف.

 

الأمسية احتضنتها رابطة الأدباء الكويتيين ضمن مهرجان «صيفي ثقافي10»

شعراء خليجيون... أنشدوا قصائد شيمتها الحب

كتب: مدحت علام

أحيا أربعة شعراء من الخليج أمسية شعرية توهجت فيها المشاعر بأكبر قدر من المعاني والخيالات، تلك التي طافت في مضامين كثيرة، بعضها خيالي والآخر واقعي، إلا أن المحصلة كانت ليلة شاعرية مزدانة بالتألق والحضور.

الأمسية أقيمت في رابطة الأدباء الكويتيين، ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان «صيفي ثقافي» في دورته العاشرة، وشارك فيها الشعراء عبدالكريم معتوق من الإمارات، والدكتورة أشجان هندي من السعودية، واشرف العاصي من عمان، ورجا القحطاني من الكويت.

وأدارها الشاعر إبراهيم الخالدي الذي أعطى موجزا مختصرا عن كل شاعر قبل إلقائه.

ومن ثم استهلت الأمسية بإنشاد الشاعر الإماراتي عبدالكريم معتوق لقصائده التي اتسمت بالدخول إلى مناطق شعرية غاية في الرقي والجمال ليقول في قصيدة «تبقى الكويت: هذي الكويت وبحر الجود لامسها فعاد منها بماء الجود يغترف سل القرون التي مرت على فمها كانت من العدل كالميزان يقتطف منارة الفن والإحساس ديدنها إن الحضارة كل ما بها نتف مدت يمينا إلى من مد نظرته بالجود كلتا يديها ليس تختلف ومعتوق عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وأصدر العديد من الدواوين الشعرية، والحاصل على لقب أمير الشعراء في العام 2007، ويكتب القصيدة في أنساق حسية تعبر عن الإنسان بكل أحلامه وتطلعاته. يقول في قصيدة «قسطرة»:

رأيت الموت فامتدت

يدي تستأخر الموتا

لدىّ قصيدة أخرى

زرعت حروفها صمتا

فيا موت انتظر بالباب

لا تخمد لنا صوتا

وتضمنت قصائد الشاعر العماني أشرف العاصي مفردات رشيقة نابعة من إحساس قريب جدا من الحياة، ومن ثم جاء إنشاده الشعري متفاعلا مع تداعيات شعرية متقنة ليقول في قصيدة «ما لم تعرفه نايات عاشق»:

زرعت ليلي بحبات الظلام فلم

تنبت سوى شجرة الأوهام والسهد كلي زويت على كلي... وها زمني

طاحونة خبزت من قمحها جلدي

أطوف حول رحاها هائما كلفا

سبعا وما في خلايا الروح من أحد

والعاصي رئيس جماعة الخليل للأدب في جامعة السلطان قابوس، وحصل على العديد من الجوائز الشعرية، وأحيا الكثير من الأمسيات الشعرية، وتبدو قصائده مفعمة بالحيوية والتألق الوجداني. يقول في قصيدة «احتراق»:

عابث والماء في جفني احترق

مركب الأحلام هيّا للغرق

ما شربت الغيم روّاني دمي

هل ترى الشريان بالمنفى شرق؟!

من سحاب ما اعتلى أرواحنا

أو سراب في دجى الليل خفق غسق...

اهذي وكلي تلف هكذا يا صاحبي يرجى الغسق

واتسمت قصيدة «وكنت أنت هناك»، بالمدلولات الشعرية المتواصلة مع الكثير من الإسقاطات التي استشرفها من التراث، يقول: وتسيل كفك بالعطايا للذي كانت تؤم فيوضه يمناك ورأيت سيفك لم تلطخه الدما كل التناقض كان في رؤياك

وجاء دور الشاعر الكويتي رجا القحطاني، والذي أنشد الشعر في سياقه الجمالي المعبر عن الحياة بأكبر قدر من التجديد، وبمفردات رشيقة في معانيها، يقول في قصيدة «جمرات البوح»:

دعابة أن يحب المرء في زمن

يؤطر الحب في غيبوبة الثمن

قالت تأمل ردائي لونه عجب

فقلت همسا: رأت لونا ولم ترني

يئست أفهمت تحيا انطفاء دم

تحكي بلا لغة تصغي بلا أذن

والقحطاني شارك في العديد من المهرجانات الشعرية، ولديه ديوان «من وحي المتنبي»، ويكتب الشعر من خلال بوحه الإنساني الشفاف، يقول في قصيدة «أماني الأمس»:

أنسى المواعيد إلا الموعد الداني

يا غفوة الحلم في أفياء وجداني

شاب المدى وأماني الأمس ممطرة

واعشوشب الشوق في روض الهوى الحاني

فيما عبرت قصيدة «مدن على خطاك»

عن المعاني الشعرية المتأصلة في النفس الإنسانية فيقول:

بوح إذا رفرفت أصداؤه اتسقا

فمن يؤلق صمتي إذا انطفأ

تسلقت قصتي معراج ذاكرتي

فطوحت بي إلى أعماقها قلقا

يعاقر الألم الكوني نبض دمي فيرجف النبض في «شباتها» نزقا

فيما اختتمت الشاعرة السعودية د. أشجان الهندي الأمسية بقصائدها، تلك التي توهجت فيها الرؤى بقدر من التكثيف، تقول في قصيدة «سلا»:

أيها السائل عن قتل الظبا

بسهام سلها من قتلا إن تصديت لحكم في الهوى

فسل القاتل لا من قُتلا أسر الظبي خبير في الهوى

حاكم لكنه ما عدلا

والهندي تعمل أستاذا مساعدا في الأدب العربي الحديث في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، ونشرت عدة أبحاث في الشعر، وحصلت على العديد من الجوائز، كما أصدرت الكثير من الدواوين الشعرية. تقول في قصيدة «خانوا جمالك»: ماذا يقول الشعر في زمن الدمار؟ ماذا يقول؟ إذا علا صوت المدافع كأنما صوت الحوار واتسمت قصيدة «لك المجد»، باللغة الشعرية ذات المضامين المتجددة فتقول: أيا وطن الصحراء أتقنت حبها فأعلنت الصحراء حبك سيدا دنت وانحنت غيماتها ثم صفقت ومالت فسالت فوق رمل توحدا توحده حب، ووحدته هوى وواحده جمع يعانق مفردا وفي ختام الأمسية التي تواصلت مع الهموم الإنسانية عبر لغة شعرية متفاعلة مع الحياة كُرّم الشعراء المشاركون فيها، في حضور الديبلوماسي الكويتي المعروف سليمان ماجد الشاهين ونخبة من أدباء وشعراء الكويت.

 

شارك فيه 30 فناناً وفنانة قدَّموا 80 عملاً ضمتها قاعتا الفنون وأحمد العدواني

معرض التصوير الفوتوغرافي .. الرسم بالضوء والظل

العسعوسي: نستهدف فئة الشباب لفتح قنوات تحتضن إبداعاتهم وأعمالهم الفنية

انطلقت «فلاشات» كاميرات 30 شابا وشابا ليسجلوا 80 «تحفة فنية» احتضنتها قاعتا الفنون وأحمد العدواني بضاحية عبدالله السالم، تجمعت في معرض افتتحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي مساء الأربعاء ضمن فعاليات مهرجان «صيف ثقافي 10».

ابتداء من لقطات نادرة تجود بها الطبيعة، وانتهاء إلى تخليد أماكن أثرية وسياحية، مرورا بتسجيل لقطات إنسانية معبرة، تنوعت أعمال المعرض الذي شارك فيه كل من: إبراهيم العرادي وأنوار أحمد وباسل بوحمد وبخيت الدوسري وبدر الراجحي وبشاير القطان وجاسم الصفار وشريفة دشتي وصادق هاشم وصقر العطار وطارق العبيد وطاهر الشمالي وعبدالرزاق أبوسيدو وعبدالله العلي وعبدالله زمان وعبدالله بوحمد وعدنان الموسوي وعلي الأربش وعلي القزويني وعلي جواد وفاطمة الشواف وفاطمة الراجحي وفواز العنزي ولطيفة القلاف ومحمد الحسيني ومحمد ميرزا ومحمود المكيمي ومرتضى القزويني ونجاح النسيم ونورة العلوي وهاشم تقي.

وجاء في مقدمة الكتاب التعريفي بالمعرض والمشاركين فيه: «لقد بات التصوير باختلاف استخداماته وتعدد أنواعه، يشكل ضرورة حتمية في الحياة، بما حققه من جملة من المنجزات لا تعد ولا تحصى خدمت البشرية، وأسهم التصوير في تطوير العديد من المجالات، خاصة بعد مرادفته للوسائل التكنولوجية وتطورات التقنية الحديثة»، وأضاف: إن «تشجيع ودعم التصوير الفوتوغرافي أو الرسم بالضوء، أصبح رسالة أخرى مضافة إلى اهتمامات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. ويأتي المعرض الفوتوغرافي، تقليدا سنويا يضم عددا من المصورين الهواة والمحترفين المنخرطين بكثافة وحماسة في ذلك المجال».

واختتم الكتاب التعريفي بالقول: «إن الهدف القريب لتلك الصور الأخاذة هو التعبير عن شعور وإحساس بصري يتقاسمه المتلقي مع الفنان المصور، وتعتبر حالة مبدعة في المجتمع وليست فقط حالة تسجيلية».

تقليد سنوي

من جانبه، قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي في تصريح للصحافيين عقب الافتتاح: «إن هذا المعرض أصبح تقليدا سنويا يقيمه المجلس للهواة المشاركين بكثافة وحماسة في مجال التصوير الفوتوغرافي».

وأشار العسعوسي إلى أن التصوير باختلاف استخداماته وتعدد أنواعه بات يشكل ضرورة حتمية في الحياة لما حققه من جملة من المنجزات في خدمة البشرية، وأسهم به في تطوير العديد من المجالات، خصوصا بعد مرادفته للوسائل التكنولوجية والتطورات التقنية الحديثة، وأضاف: «إن الأعمال المشاركة تنوعت ما بين أعمال بالأبيض والأسود، وأعمال تم تصويرها محليا أو خارجيا ذات مستوى فني رفيع جعلت من الصور لوحات ناطقة ومعبرة بشكل كبير عن المشاهد الملتقطة».

وذكر العسعوسي أن المشاركين في المعرض ينتمون في أغلبيتهم إلى شريحة الشباب، وهي الشريحة المستهدفة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في محاولة منه لفتح قنوات لتقديم إبداعاتهم وأعمالهم الفنية والتواصل مع الجمهور المحلي، وحث الشباب المبدع على تعزيز التواصل مع فعاليات المجلس الوطني، كما حث الجمهور على التواصل مع هذا الإنتاج الفني الراقي لفناني التصوير الفوتوغرافي والتعرف على تجاربهم المتطورة.

 

خمس تجارب مميزة لقضايا مختلفة وبمعالجات متنوعة في «صيفي ثقافي 10»

أمسية سينمائية كويتية بروح شابة ورؤية واعدة في «ليلى غاليري»

كتب: محمد جمعة

في ظل سعي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى توفير مناخ سينمائي إيجابي، وفي محاولة لبث الروح في الجسد السينمائي بالكويت للنهوض بالفن السابع الذي كانت للكويت الأسبقية في طرق أبوابه خليجيا وتقديم تجارب مميزة، أقيمت مساء الأحد الماضي أمسية سينمائية كويتية، ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 10» الذي يقام هذا العام تحت شعار «الكويت مركزا إنسانيا عالميا»، وتستمر فعاليته حتى آخر الشهر الجاري، حيث احتضنت سينما «ليلى غاليري» تجارب سينمائية مشرقة بحضور لفيف من المهتمين بالفن السابع، تقدمهم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش، فضلا عن المشاركين في صناعة هذه الافلام.

ملاصق لأمي كانت البداية مع فيلم «ملاصق لأمي» من إخراج عثمان الجعفر، وهو فيلم روائي قصير تدور أحداثه حول حماية الأوطان وأنها واجب على كل إنسان، فحماية أمن وسلامة الوطن هي امتداد لأمن وسلامة المواطن، مع ضرورة الدفاع عن كيان هذا الوطن، ويقارب المخرج من خلال عمله عوالم الرعب.

واشتغل مخرج العمل على أجواء الرعب، مستخدما تقنيات حديثة لتطوير الصورة المشهدية ليثري العمل ويقدم أفكاره في قالب مشوق استطاع بواسطته أن يستحوذ على انتباه المتفرج ويحضه على التفكير والتدبر.

البداية

أما الفيلم القصير «البداية» فمن بطولة محمد قاسم ومن تأليف وإخراج بدر الحسينان، وإنتاج شركة أفلام الكويت، ويتناول قصة خيالية تشجع على المبادرة الفردية التي ستنعكس على المجتمع، والعمل المستمر حتى الوصول وتحقيق الهدف، حتى لو كان الإنسان وحيدا، فالتغيير يبدأ من الذات، حتى يتغير العام والمجتمع.

يحكي الفيلم عن شاب في صحراء يبحث عن المعطيات الموجودة في وسط الرمال.

بين السطور أما الفيلم الثالث فهو «ما بين السطور»، من بطولة حسين الفارس ومن إخراج محمد المحيطيب وإنتاج مجموعة كويت سينما 2015 ومدته لا تتجاوز الدقيقتين، ويحمل فكرا عميقا ورسالة هادفة تؤكد أهمية وقيمة القراءة، ويدور الفيلم حول قصة شاب من الجيل الجديد، وهو يزيل الكتب من إحدى الغرف القديمة ويجمعها في صناديق استعدادا لرميها، ليفاجأ بوجود ميزان قديم بين الكتب، ويستغرب ذلك، وفي أثناء حمله للكتب يجرب الميزان على نفسه ليكتشف أن وزنه أقل من حزمة الكتب، وأن هذا الميزان القديم يقيس مدى ثقافتك وليس الوزن المعتاد، لتصل الرسالة إلى الشاب ويثمن قيمة الكتب، وأن القراءة هي ميزان العقل.

أما الفيلم القصير «الممر» فمن بطولة عبدالله التركماني وتأليف وإخراج بدر الحسينان، ومن إنتاج شركة أفلام الكويت، وقصة الفيلم خيالية للمخرج الحسينان الذي استطاع أن يترجمها بصرية بذكاء وحرفية عالية، وأن يختزل من خلال الكاميرا العديد من المعان الإنسانية السامية، وتعبر قصة الفيلم عن أهمية اندماج الإنسان في الواقع، من أجل تحقيق الطموح والتمسك بالأمل، ويحكي عن شاب محبوس في ممر طويل، ويحاول جاهدا الخروج منه.

المحفظة وكان مسك ختام الأمسية مع «المحفظة»، وهو فيلم سينمائي روائي قصير مدته 8 دقائق، قدم في مركز شباب الدعية، قصة الروائي عبدالوهاب السيد، وسيناريو محمد المحيطيب، وإخراج أحمد الخضري ومساعد مخرج ثامر الخالدي وتمثيل كل من يوسف النصر، محمد أسد، وأحمد دندور.

وتناول الفيلم قصة شاب يمارس الرياضة في أحد الأماكن لكنه يصطدم مصادفة بشخص آخر لا يعرفه ويسقط على الأرض، موقف عابر قد يتعرض له أي منا، لكن هذا الشاب عندما يقصد أحد المتاجر لابتياع بعض الأشياء لا يجد حافظة نقوده، وسرعان ما يتبادر إلى ذهنه أن الشخص الذي اصطدم به هو من سرقها منه، فيسارع للبحث عنه، وحينما يجده من دون تفكير يدخل معه في صراع وشجار فيرديه أرضا لدرجة أن تسيل منه الدماء، الشاب الذي أعمى الغضب بصيرته وتسرع في إصدار حكم مسبق يستشعر خطأه، ويسارع إلى نقل الشخص المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، وبعد أن يدلي بأقواله أمام المحقق في هذه الواقعة يذهب إلى سيارته ليتفاجأ بوجود محفظته، فيتذكر أنه كان قد تركها منذ البداية في السيارة، ويختار المخرج اختزال ما ترتب على هذا الأمر بمشهد للشاب والشخص الآخر الذي كان في المستشفى وهما يسيران معا بعد أن أصبحا صديقين.

أراد المؤلف عبدالوهاب السيد أن يقدم لنا مجموعة من القيم التي قد نغفل عنها في ظل عصر تسوده العصبية في التعامل على كل الصعد، ومن هذه القيم ضرورة أن يفكر الإنسان جيدا قبل أن يتخذ أي قرار قد يندم عليه مستقبلا، وأن سوء الظن عواقبه وخيمة.

وأعتقد أن المخرج الخضري، وهو حديث التجربة في السينما، استطاع أن يعالج هذه الفكرة البسيطة بعمق من خلال التركيز على الصورة واختزال كثير من الحوارات، خصوصا أن السينما لغة صورة في الأساس، فقدم لنا مجموعة من المشاهد المتسارعة بخلفية موسيقية اضافت عنصري التشويق والإثارة على العمل الذي ينبئ بشباب لديهم رؤية ومشروع سينمائي يستحق الدعم برغم الإمكانات البسيطة التي اشتغلوا بها.

ومن ناحية اختيار الممثلين كان المخرج من الذكاء، حيث اختار اثنين من الشباب، وهما يوسف النصر ومحمد أسد، ليجسدا دور البطولة، فكانت مقوماتهما الجسدية ملائمة لطبيعة شخصية كل منهما، واتسم أداؤهما بالعفوية والتلقائية.

تكريم حرص الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش على تكريم الشباب المشاركين في هذه الأفلام تقديرا من إدارة المهرجان على الجهد المبذول في تلك الأعمال، وحرصهم على إذكاء روح التنافس السينمائي. من جانبهم أكد الشباب شكرهم للمجلس الوطني لدعمه وتوفير قنوات عرض من خلال مختلف أنشطته لأعمالهم لتعريف الجمهور بها.

 

خلال دورة تدريبية في مكتبة الكويت الوطنية

سعدية مفرح: أهمية المقالة لا تكمن في عدد كلماتها ولكن في طرحها وأسلوبها

الصحافة صناعة غربية والعرب عرفوها باسم الرسائل

بداية الكتابة الصحافية لا ترتبط بسن محددة .. «ابدأ حيث وكيف ومتى شئت»!

معظم الكُتَّاب الصحافيين الناجحين هم الذين لم يدرسوا الصحافة

كتب: مدحت علام

على مدى ثلاثة أيام متتالية قدمت الشاعرة الزميلة سعدية مفرح دورة تدريبية حول فن كتابة المقالة الصحافية، «كيف تكتب مقالا؟»، ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته العاشرة، في مكتبة الكويت الوطنية.

وحرصت مفرح على أن تكون دورتها في سياق عملي متواصل مع لغة العصر، ومتناسب مع المتدربين، الذين تتنوع ثقافاتهم ورؤاهم وتطلعاتهم... وكذلك أعمارهم.

وتهتم الدورة بفن كتابة المقالة بأنواعها المختلفة، لمن لديه الحد الأدنى من القدرة على الكتابة، علاوة على الذين يمارسون كتابة المقالات فعليا، ولديهم الرغبة في تحسين مستوياتهم الكتابية، ومن ثم تعلم تقنيات جديدة في كتابة المقالة الصحافية، وأيسر السبل لنشرها.

وأجابت الدورة عن سؤال: لماذا تريد أن تصبح كاتبا صحافيا؟ ومن ثم انتهت بسؤال: هل أنت مستعد للبدء في الكتابة الآن؟ وفي اليوم الأول من الدورة طرحت مفرح، بأسلوب سهل، دراسة تتعلق بتعريف المقالة وتاريخها وأنواعها وأشهر كتَّابها، بينما تناولت في اليوم الثالث دراسة تطبيقية على كثير من المقالات الصحافية، وتحليلها، وعقد مقارنة بينها، واليوم الثالث والأخير خصصته مفرح للتدريب العملي على الكتابة والمراجعة والنشر.

ومن ثم فقد استهلت مفرح حديثها عن رحلتها مع الصحافة التي تقترب من ربع قرن من الزمان، على الرغم من أنها خريجة أدب عربي، وهو التخصص الذي كان – وقتها - قريبا من الصحافة، حينما لم يكن الإعلام يدّرس في كلية مستقلة في جامعة الكويت، مؤكدة أنها من خلال خبرتها مع الصحافة، رأت أن معظم الكتَّاب الصحافيين الناجحين هم الذين لم يدرسوا الصحافة، كونهم قد استشرفوها من خلال فطرتهم ومواهبهم، وليس من خلال مقاعد الدرس، موضحة أن الصحافة تختلف عن الكتابة الصحافية، كون الصحافة تحتاج إلى تدرج من خلال البحث عن الخبر والتعليق والاستطلاع والتحقيق وهكذا، وصولا إلى كتابة المقال، بينما تحتاج الكتابة الصحافية إلى لياقة دائمة.

وأوضحت مفرح أن دورتها التدريبية تتكون من 6 ساعات موزعة على ثلاثة أيام متتابعة كل يوم ساعتين، وبالتالي طلبت من المتدربين أن يعبر كل واحد منهم، على حدة، عن الأسباب التي دفعته إلى الانضمام إلى الدورة، ومن ثم تباينت الآراء والأجوبة، فمنهم من قال: إن عنوان الدورة لفت انتباهه، ومنهم من أفصح عن أن انتسابه للدورة جاء من خلال حب الاطلاع، والبعض أجاب بأنه يريد أن يحسّن من أدواته الكتابية... وهكذا.

وطرحت مفرح رؤى عدة حول عناوين المقالات المطروحة، ووظائف المقالة وأنواعها، وأشهر الكتاب، وسبل استدراج الفكرة، مؤكدة أن الجملة الأولى هي الأهم في أي مقال؛ لأنها المفتتح الذي يمكن للكاتب الانطلاق منه، والجملة الأخيرة هي الخاتمة ولكنها ليست بأهمية الجملة الأولى.

وحذرت مفرح من القوالب الجاهزة في الكتابة الصحافية، أو في أي كتابة كانت، فيما أوصت بأهمية الترقيم، ونبهت إلى مسألة الاستطراد، التي قد تبعد المقال عن موضوعه وإدخاله في موضوع آخر، بينما أوضحت أن أهمية المقالة لا تكمن في حجمها أو عدد كلماتها، ولكن في طرحها وأسلوبها.

وأشارت إلى أن الاستفادة من الدورة تكمن في الرغبة والشغف والاستعداد والهدف، لافتة إلى أن الدورات لا تخلق كاتبا ناجحا، لأن النجاح يتطلب الموهبة، والدراسة، ومن الممكن أن تساعد الدورات في إنتاج كتاب جيدين.

وكشفت مفرح عن أن بداية الكتابة الصحافية لا ترتبط بسن محددة...

«ابدأ حيث وكيف ومتى شئت»، وقالت: «معظم الكتاب الكبار بدأوا الكتابة الصحافية في سن متأخرة»، وذهبت إلى أن الصحافة بدأت رأيا بسبب بطء نقل الخبر من مكان لآخر نتيجة صعوبة وسائل الاتصالات والتنقل، وتطور إلى الخبر، ثم رجعت إلى الرأي مرة أخرى بسبب سرعة نقل المعلومات عبر الإنترنت.

وأعطت مفرح تعريفا مبسطا للمقالة بأنها قطعة نثرية محددة الطول تتناول موضوعا يهم القارئ، بلغة يفهمها الجميع، ونصحت باستخدام اللغة البسيطة في الكتابة الصحافية من دون تعقيد، فيما عرجت إلى تاريخ الصحافة المرتبطة بالطباعة، وهي صناعة غربية، وهذا لا يعني أن العرب لم يعرفوا الصحافة، فقد كانوا يعرفونها ولكن باسم الرسائل.

 

Happy Wheels