مهرجانات وأنشطة

النشرة الخامسة



الندوة الفكرية ناقشت المسرح والحرب.. البعد العربي والأبعاد الدولية

استعرضت 7 أبحاث في جلستين وشهدت مناقشات ثرية

د. صوفيا عباس: كل الشكر للمجلس الوطني على تنظيم هذه الندوات الفكرية المهمة

د. نادر القنة: الحرب أنتجت أدواتها القتالية وأنتجت كذلك ثقافتها ومسرحها

د. سيد علي: بعد الحرب العالمية ظل المسرح مرتبطًا بآثارها بغية الوعظ والإرشاد

د. صلاح جرار: تأثير الحرب في المسرح امتد إلى ما بعد الحرب الأهلية في إسبانيا أواخر الثلاثينيات

د. عبدالحليم بوشراكي: المسرح عكس بشكل كبير التجربة التاريخية المغاربية في مواجهة المستعمر

كتب: عادل بدوي

افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد صالح العسعوسي أعمال الندوة الفكرية، ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر، والتي جاءت تحت عنوان «المسرح والحرب»، وناقش الباحثون محورين في جلستين: الجلسة الأولى ناقشت محور «المسرح والحرب .. الأبعاد الدولية»، وتمت خلالها مناقشة ثلاثة أبحاث مقدمة من كل من: د. نادر القنة ود. سيد علي ود. صلاح جرار، وتباحثوا حول عنوان «المسرح والحرب في الفكر الإنساني».

وتابعت الندوة أعمالها بجلسة ثانية ناقشت أربعة أبحاث في المحور الثاني «المسرح والحرب .. البعد العربي»، وتحت عنوان «المسرح وحرب التحرير في دول المغرب العربي» قدم الباحثان د. عبدالحليم بوشراكي وعقباوي الشيخ من الجزائر ورقتين بحثيتين، وعن المسرح وحرب تحرير الكويت بحث د. علي العنزي، وعن المسرح العراقي والحرب بحث د. جبار خماط.

الجلسة الأولى

أعربت رئيسة قسم المسرح بجامعة الاسكندرية د. صوفيا عباس التي ترأست الجلسة الأولى للندوة، عن تقديرها للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على إقامة مثل هذه الندوات الفكرية المهمة، لما لها من دور في إثراء الحركة المسرحية العربية، وقدمت الباحثين وكانت البداية مع د. نادر القنة الذي قال في مقدمة بحثه: منذ فجر التاريخ دخلت الحرب الفكر الإنساني وفرضت نفسها على الأدب والفنون والثقافة، بأشكال وصيغ مختلفة. بوصفها إشكالية إنسانية كبرى، محملة بالأسئلة المصيرية الكبرى المتعلقة براهنية الإنسان والإنسانية ومستقبلها. وكانت الدراما، على اختلاف ألوانها وتصنيفاتها، أكثر الفنون القولية والتعبيرية استيعابا ومعالجة ومناقشة للحرب وقضاياها وإفرازاتها، حيث جعل المسرح من صور الحرب موضوعا مركزيا تناوله من زوايا عدة، ربما كان أبرزه ما يتعلق بالجوانب التالية:

- قرار الحرب وأزمة الديموقراطية.

- التشابك في السلطة ما بين السياسي والعسكري.

- تنامي الشخصية الإسبرطية في منظومة السلطة، ما يشير إلى تراجع العقلية المدنية، التواقة إلى المعرفة، وبداية ظهور الشخصية الديكتاتورية.

- القهر الإنساني، وما يترتب على ذلك من كوارث إنسانية تتسم بالبشاعة.

- غياب الضمير الإنساني.

- إلغاء التواصل.

- قطع الحوار.

- تبني مشروع القوة.

- تدمير الاقتصاد.

وبعد بحث مطول من 40 صفحة يخلص الدكتور القنة إلى عدة توصيات، فيما يتعلق بالمهرجان، حيث اقترح أن تعقد الدورة القادمة ندوتها تحت عنوان «المسرح وحقوق الإنسان»، وناشد القائمين على إدارة مهرجان المسرح توثيق أبحاث الندوة في كتاب مطبوع يكون مرجعا للباحثين والدارسين، وفي ورقته البحثية خلص القنة إلى ما أسماه «الإفرازات والظواهر حول مسرح الحرب». ويقول: كما أنتجت الحرب أدواتها القتالية، أنتجت في المقابل أيضا ثقافتها، ومجتمعها، ومسرحها الذي تمثل في عدد من الظواهر والاتجاهات الفنية والفكرية والجمالية، وما صاحبها من ظهور عدد من الكتاب المسرحيين الذين عبروا عن المرحلة تعبيرا فنيا دقيقا... ونرصد هنا بعجالة أهم هذه الظواهر والاتجاهات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل جانب منها يحتاج إلى دراسة تفصيلية أكثر عمقا لتبيان أثرها، وحدودها، وإنتاجها، وماهيتها، وتركيبتها:

1 – بلورة المذهب والاتجاه التعبيري.

2 – ظهور المسرح التعليمي، وهو غير البيداجوجي داخل أُطر المؤسسات التربوية.

3 – ظهور المسرح الملحمي.

4 – ظهور المسرح الوثائقي/ التسجيلي.

5 – ظهور المسرح العسكري بوظائفيته المتعددة.

6 – ظهور مسرح الكباريه السياسي.

7 – ظهور المسرح الثوري اليساري.

8 – ظهور المسرح البرجوازي الاستهلاكي نقيضا للملحمية.

9 – ظهور مسرح الواقعية الجديدة.

10 – ظهور مسرح العبث بعد الحرب العالمية الثانية.

11 – ظهور مسرح حركة التمرد والغضب.

12 – ظهور اتجاه مسرحيات أدب السجون .. المسرحيون الذين وقعوا في الأسر والاعتقال.

13 – ظهور مهرجان مسرح الحرب في المملكة المتحدة في العام 2004م.

14 – ظهور مسرح العصابات .. نشأ عام 1965 على يد سان فرانسيسكو حايم تروب، بإلهام من كتابات تشي جيفارا، حيث يقدم عروضا تلتزم بالتغير الاجتماعي السياسي الثوري، الهدف من ظهورها مناهضة حرب ڤيتنام والرأسمالية وهو مسرح الاحتجاج السياسي.

15 – ظهور مسرح الجبهة.

المسرح المصري نموذجًا

وتحت عنوان «بدايات المسرح في مصر نموذجا» قدم الدكتور سيد علي ورقة بحثية تناول فيها عدة محاور بدأها بإنسانية المسرح لجرحى الحرب، ويقول في مقدمة بحثه: إن أول حرب اهتم بها المسرح في مصر كانت الحرب بين فرنسا وبورسيا (الولايات الألمانية) التي نشبت في يوليو عام 1870، عندما افتتحت الأوبرا الخديوية موسمها الثاني بعرض مسرحية «المحظية».

وتابع: في عام 1886 بدأ المسرح العربي في مصر التعامل مع توظيف الحرب في النصوص المسرحية وعروضها من خلال جورج ميرزا (وهو محرر بجريدة «الاتحاد» بالإسكندرية)، عندما ألف مسرحية «زنوبيا» التي عرضتها فرقة سليمان القرداحي بالأوبرا الخديوية يوم 30 مارس 1886.

وتحت عنوان «العرض الممنوع إنسانيا» يقول د. سيد علي في عام 1897 نشبت الحرب بين اليونانيين والدولة العثمانية بقيادة الفريق أدهم باشا ابن فرهاد الشركسي القائد العام للقوات العثمانية، الذي نجح في هزيمة اليونانيين والاستيلاء على عدة مدن، مما اضطر الدولة اليونانية إلى طلب الصلح، ودفع غرامة كبيرة للدولة العثمانية. وبعد عام من انتهاء هذه الحرب أرادت «جمعية السراج المنير» في الإسكندرية تمثيل مسرحية بعنوان «أدهم باشا»، ومن المعروف أن الجالية اليونانية في الإسكندرية – في تلك الفترة – كانت أكبر جالية أجنبية في الإسكندرية، وتمثيل هذه الأحداث في عرض مسرحي من الأمور غير المستحبة، خشية حدوث ما لا تُحمد عقباه! مما يعني أن المسرح لم يكن موفقا في عرض أحداث هذه الحرب.

الحرب العالمية والمسرح

ويختتم د. علي ورقته البحثية بالقول: هناك بعض العروض المسرحية التي تناولت موضوعات حربية – أثناء نشوب الحرب العالمية الأولى – تحمل أفكارا إنسانية، مثل مسرحية «القضية المشهورة»، التي عرضتها فرقة جورج أبيض في فبراير 1915 بقاعة سينما إيديال بشارع عماد الدين، والتي تدور أحداثها حول محاكمة ضابط عظيم بالأشغال الشاقة المؤبدة، بعد أن شارك في حرب عام 1746 بين فرنسا والبلجيك في عهد لويس الخامس عشر. وقد حُكم عليه بالأشغال الشاقة، لأن ابنته شهدت خطأ بأنه قتل أمها (أي زوجته). فأخذت المحكمة بأقوالها خطأ، فذاق الضابط البريء صنوفا من العذاب، حتى ظهرت الحقيقة بعد سنوات طويلة.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، في أواخر عام 1918، ظل المسرح مرتبطا بآثار هذه الحرب ونتائجها، لاسيما توظفيها في الموضوعات ذات الأفكار الإنسانية، بغية الوعظ والإرشاد واتخاذ العبر من هذه الحرب.

آخر المتحدثين في الجلسة الأولى كان د. صلاح جرار الذي بحث في عنوان «الحرب الأهلية الإسبانية والمسرح»، ويخلص في ورقته إلى الإشارة إلى أن تأثير الحرب الأهلية على الكتابة المسرحية في إسبانيا، في زمن الحرب، لم يتوقف على زمن الحرب، بل امتد إلى ما بعد الحرب بكثير. فهذا الروائي الشهير أنطونيو جالا (مواليد 1930) يضع مسرحية عنوانها «نوفمبر وقليل من العشب» تمثل رؤية فظة للعيوب المستمرة للحرب الأهلية الإسبانية، وتعد واحدة من أهم أعمال دراما الحرب الأهلية.

كما فازت رواية ليدي سيلفاير الإسبانية الأصل «لا بكاء» بجائزة الغونكور الفرنسية سنة 2014، وهي من أشهر الجوائز في فرنسا، وهذه الرواية عن الحرب الأهلية الإسبانية. وقد كان والد ليدي سيلفاير وأمها من الذين هربوا من نظام فرانكو.

ولئن كان معظم من اشتهر من الأدباء خلال الحرب الأهلية الإسبانية يدافعون عن الجمهوريين، إلا أن منهم من وقف الى جانب فرانكو، ومن هؤلاء كاميلو خوسيه ثيلا (1916 – 2002)، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1989، فقد وقف إلى جانب فرانشيسكو فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، ولكنه أصبح أحد منتقديه فيما بعد.

الجلسة الثانية

في الجلسة الثانية للندوة التي ناقشت الأبعاد الدولية بعنوان «المسرح والحرب» والتي أدارها حسام عبدالهادي تمت مناقشة أربعة أبحاث خلال هذه الجلسة بدأها د. عبدالحليم بوشراكي من الجزائر بورقة بحثية بعنوان «المسرح المغاربي في مواجهة الاستعمار»، وبعد استعراض مطول يخلص بوشراكي إلى أن المسرح المغربي العربي الكبير بين تونس والمغرب والجزائر قد تشابهت التجارب فيه في عمومها، ويقول إن ثقافة شرق المغرب تذوب في ثقافة غرب الجزائر، والأمر سيان... فإن ثقافة الشرق الجزائري لا تكاد تختلف عن ثقافة الغرب التونسي، وللمجتمعات الثلاثة أصول واحدة وظروف تاريخية واجتماعية وسياسية تكاد تتطابق.

ويضيف بوشراكي: وكبقية ضروب الحياة فإن المسرح، باعتباره شكل التعبير الإنساني الصافي، قد عكس وبكل تلقائية التجربة التاريخية للمغرب الكبير في مواجهته للمستعمر، فقد حمل لواء الذود عن قلاع الثقافة بكل ما استطاع استنادا إلى فلسفة أخلاقية وجمالية يمكن إيجازها في النقاط التالية:

- المسرح في المغرب الكبير لم يلق الاهتمام ذاته حينما قدم به المستعمر لكن الشعب المغاربي ارتمى في أحضانه حينما قدمته الفرق العربية.

- المسرح في المغرب الكبير كان لسان حال الناس لهمومهم وتطلعاتهم عبر حقب الزمن المتتالية، يساير التحولات والمتغيرات كيفما كانت، لقد تأسس ربيرتوار المسرح المغربي بالعودة إلى كل ما ارتبط بالتراث العربي الإسلامي، مستلهما بطولاته وباعثا لحمية العروبة والإسلام.

- كما كان للغة العربية مكانها المرموق في تاريخ المسرح المغاربي، إذا استطاعت، عبر كتاب المسرح في البلدان الثلاثة، أن تواجه كل معالم محاولات الطمس بكل شراسة، فكانت تلك المسرحيات شاهدا على وجود القيم الإنسانية العربية والإسلامية.

- وربما الأهم هو الرغبة الملحة التي انتابت كل كتاب المسرح ومخرجيه وممثليه في الأهداف التربوية والإصلاحية والوطنية التي كانت تذكي روح العروبة وفكر التحرر في نفس كل مغاربي أبي.والأهم في هذا كله أن المسرح في المغرب العربي لا يأخذ قيمته بكم الأعمال المقدمة ولا بفضاءات تأثيرها، بل الأهم أننا حينما نشرع في كتابة بحث في تاريخ المغرب العربي نجد الكثير من الأسماء المسرحية التي ستتجاذب وبكل عنف مع قلم أي باحث يصدق في بحثه عن أعلام تاريخ المسرح وتركة ما خلفوه للفكر العربي والإنساني.

حرب التحرير .. الجزائر نموذجًا

المتحدث الثاني كان الأستاذ عقباوي الشيخ الذي قدم ورقة بحثية حول «المسرح العربي وحرب التحرير .. الجزائر نموذجا»، واستعرض في ورقته نشأة المسرح الجزائري، وخصوصيته، واتجاهات المسرح الجزائري في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وخلص في خاتمة بحثه إلى النقاط التالية: عرفت الجزائر المسرح بعد قرابة قرن من وجود الاحتلال الفرنسي، وبعد تجربة بسيطة لم تتجاوز العقود استطاع هذا المسرح أن يجابه أعتى قوة استعمارية في التاريخ الحديث، واستطاع أن يكون في مستوى تطلعات ثورة تحريرية كبرى، وواكبها ورافقها إلى أن حققت كل أهدافها التي قامت لأجلها، وإذا كان المسرحي الإنجليزي الشهير ويليام شكسبير قد قال: أعطني مسرحا أعطك شعبا عظيما» أقول أنا: «أعطني ثورة أعطك مسرحا عظيما».

وكانت عظمة المسرح الجزائري، برغم بساطته، في صدقه وإيمانه بقضية وجوده وأحقية وجوده، وترجم تطلعات وآمال الشعب الجزائري، وكان وفيا لثورته وهويته وانتمائه ،ولم يكن اعتباطا استقاء مواضيعه من زخمه التاريخي العربي والإسلامي والأفريقي، وأظن أن الجزائر كرمت هذا المسرح واعترفت له بالجميل الذي كان في الحقيقة واجبا، حيث إن أول مؤسسة أممت بعد الاستقلال هي مؤسسة المسرح الوطني الجزائري في 8 يناير 1963، وذلك حتى قبل عصب الاقتصاد النفطي الذي أمم لاحقا، وهذه الرمزية محل فخر واعتزاز لدى كل المسرحيين الجزائريين إلى يومنا هذا.

المسرح وحرب تحرير الكويت

تحت عنوان “المسرح وحرب تحرير الكويت” تحدث د. علي العنزي عضو هيـئة التدريس بقسم النقد والأدب بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتناول علاقة المسرح بالحرب من زاوية كويتية.

وقال العنزي: إن مسألة المسرح والحرب، ومسألة ارتباط الأدب بالسياسة، أحاط بها نوع من التمويه النقدي، حيث يتمثل هذا التمويه في حياد الأدب عامة والمسرح خاصة، ونتيجة لهذا الالتباس أعرض الفنان الكويتي عموما عن المسرح السياسي الفكري، الذي ساد المسرح الكويتي منذ نهضته في الستينيات وحتى الثمانينيات، معللا ذلك بميل الأدباء والكتَّاب الكويتيين صوب القضايا الكونية الأزلية، مثل الموت والحياة وغيرهما من المواضيع، وابتعادهم عن المسرح السياسي الذي يتناول فكرة تغيير الواقع.

ومضى العنزي يقول: عندما جاء الاحتلال الصدامي، واستيقظ الفنان الكويتي على الرعب، وجاءت مأساة الاحتلال العنيفة، واهتزت الأرض والقيم من تحت أقدامنا وقيل الكثير عن صمودنا، وعن مقاومتنا العظيمة، وعن شعبنا العظيم، وتحملنا بشجاعة مواجهة القوة الإمبريالية الصدامية الأولى في الجزيرة العربية، وامتزجت شؤوننا اليومية برائحة البارود والمدفعية والطائرة والموت من دون انحناء، نزفنا ولم يزدنا النزف إلا وعيا بعدالة قضيتنا، وإصرارنا على النضال... أقول – والكلام للعنزي – لم يكن المسرح على الدرجة ذاتها من الوعي البطولي الشعبي الذي تألق خلال فترة مقاومة الاحتلال.

المسرح والعراق والحرب

آخر المتحدثين كان د. جبار خماط الذي قدم ورقة بحثية بعنوان «المسرح العراقي وتحديات الحرب والعنف»، واستنتج في نهاية بحثه أن الحرب وتناولها مسرحيا أعطيا تأثيرا عمليا لانعكاسات الحرب ونتائجها وأسباب حدوثها والنقد المباشر أو غير المباشر للسلطة، وأوجز خماط استنتاجاته في النقاط الآتية:

- تصدع منظومة القيم والثروات والسيادة وإحساس المواطن بالعجز.

- تعوده على الجاهز من المفاهيم الأحادية التي لا يدخلها الباطل في زمن صدام قبل 2003 أو زراعة مفاهيم التشويش لدى المواطن ما بعد 2003.

- أفرز واقعا مشوشا يعيش حالة أشبه بصراع القط والفأر ولي ذراع تكاد تكون يومية! والرابح الأكبر هو صانع العنف أو الإرهابي لأنه يرى في أزمات المؤسسات التنفيذية والتشريعية وقودا لعمله اليومي، في حين نجد ان الخاسر الأكبر هو المواطن المسكين الذي يعيش دوامة الواقع الاقتصادي الصعب فضلا عن ضعف الخدمات.

- السياسي بعد 2003 اغفل دوره التنويري في ايجاد بيئة اجتماعية - اقتصادية تساعد على شيوع الروح الايجابية لدى المواطن، فضلا عن زيادة منسوب الانتماء لديه والذي يمثل اساسا موضوعيا لمفهوم المواطنة، بل نجد أن الأرض السياسية الرخوة أوجدت مناسبة طيعة للإرهاب للدخول باستراتيجية شيوع الروح الطائفية بديلا عن الروح الوطنية التي معيارها الانتماء لحدود الوطن الواحد الذي يجمع بناءه بعيدا عن مفاهيم الطائفية والمناطقية والحزبية الضيقة. هناك عروض تناولت دراما الحرب لا تصح أن تنفرد بطريقة او بمعالجة إخراجية واحدة أو منهج إخراجي واحد.

- أخذت المعالجات الإخراجية بمضمونها الدرامي مساحة فكرية وجمالية كبيرة ومؤثرة في عروض الحرب، لتناول المخرجين هذا الموضوع من جوانب عدة خارج النسق الوظيفي التقليدي، على وفق “انتقاء المخرجين للقراءات الجديدة للنص الدرامي حق وإن لم يكرس في كتابته للحرب”.

- حققت المعالجات الإخراجية صدقها في تجسيد عروض الحرب، وكان لزاما أن يرافقها أو يوازيها فعل الإبداع الفني والجمالي شكلا ومضمونا من قبل المخرجين العراقيين. - إن المعالجة الإخراجية لعروض دراما الحرب في هذه المرحلة اتسمت بالبساطة وقلة تكاليف الإنتاج؛ انسجاما مع ظرف الحصار وتأثيره على البنية التحتية للبلد.
    

العسعوسي: سنصدر الندوة الفكرية في كتاب

كتب: محبوب العبدالله

طلب الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي الكلمة ليرد على ما تناوله المتحدثون في المحور الأول، وخصوصا الاقتراحات والتوصيات التي تقدموها بها ومن بينها طباعة بحوث ومناقشات الندوة في كتاب، وتخصيص ندوة المهرجان المسرحي في العام المقبل حول «المسرح وحقوق الإنسان»، فقال: إننا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مهتمون وعازمون على طباعة الندوة الفكرية للمهرجان حول «المسرح والحرب» بكل محاورها وبحوثها ومناقشاتها وذلك لما تتمتع به هذه الندوة من أهمية كبيرة وما تتضمنه من بحوث وأوراق علمية قيمة.

وتابع: أما المقترح الآخر حول أن تكون الندوة القادمة للمهرجان المسرحي حول «المسرح وحقوق الإنسان»، وهو كما قال المتحدث في هذه الندوة الدكتور جبار خماط حسن (من العراق)، وأكد في تعقيبه أن موضوع «المسرح وحقوق الإنسان» هو موضوع جدير بالاهتمام، وسيكون استكمالا لما نوقش في ندوة المهرجان هذا العام حول «المسرح والحرب» وأبعاد حقوق الإنسان والتي تمثل جزئية مهمة وأصبحت سمة من سمات العالم المتحضر والسلوك الحضاري للأمم، وبالتالي فإننا نعد بدراسة موضوع «المسرح وحقوق الإنسان»، وأن نعقد ندوة حول هذا الموضوع في الأيام المقبلة.

وأضاف الأمين العام المساعد لقطاع الفنون: بودي كذلك أن أُشير وأُثمن إلى ما ذكرته وطرحته مديرة إدارة المسرح زميلتنا كاملة العياد حول طرحها ضرورة إصدار دليل المسرحيات التي تناولت موضوع الحرب، ومثل هذا سيكون بحق مكملا لما طُرح من أوراق عمل في ندوة المهرجان هذا العام حول «المسرح والحرب»، وأعدكم بأننا سنعمل على تنفيذه، وأطلب من إدارة المسرح في المجلس استكمال هذا الجانب والقيام بهذه المهمة ليكون هذا الدليل مكملا لكل الأبحاث والأوراق التي قدمت في هذه الندوة.
    

في كلمة ألقاها العسعوسي نيابة عنه في افتتاح الندوة الفكرية للمهرجان

اليوحة: المسرحيون مُطالَبون بتقديم عروض هادفة ترسِّخ الوعي بالهوية الوطنية

عزا الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة اختيار عنوان «المسرح والحرب»، لندوة المهرجان الرئيسية، إلى «الرغبة الصادقة في الإمساك بطرف خيط الأزمات الراهنة التي تمر بها أوطاننا».

وأمل، في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون محمد العسعوسي، أن تخلص الندوة إلى أفكار جديدة.

وقال: لعله من اللافت أن تعقد هذه الندوة تحت عنوان «المسرح والحرب» في وقت يحيط بمنطقتنا الخليجية، بصفة خاصة والعربية بصفة عامة، أجواء يشوبها التوتر والقلق، وفي زمن تدافقت فيه الفتن والأفكار المتطرفة، واشتدت الخصومة، وكثرت ظواهر العنف والمناوشات، ولاحت في الأفق أشباح الحروب، حتى أن النفس البشرية أصبحت في أشد الاحتياج إلى الشعور بالأمن والأمان والسلام... ولعل هذه الأجواء هي ما أوحت إلينا بفكرة عقد هذه الندوة التي تسلط الضوء على دور المسرح في تنمية الوعي بكل قضايا الحياة المختلفة.

وتابع: لقد كان اختيار موضوع «المسرح والحرب» عنوانا لندوتكم الفكرية تعبيرا صادقا عن رغبة حقيقة في الإمساك بطرف خيط الأزمات الراهنة التي تمر بها أوطاننا، فلا يخفى على احد ما شهدته أخيرا بعض الدول الخليجية والعربية من ظواهر سلبية غير مقبولة، ولا تتماشى مع ثوابتنا العربية، ومن بث لبذور الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد، وهي مخاطر تكاد تكون أسبابا لنشوب حروب لا فائدة لنا من ورائها غير استنزاف ثروات منطقة الخليج والوطن العربي، لذا برزت الحاجة إلى مواجهة التحديدات والتهديدات التي تزعزع أمن أوطاننا... وهنا يأتي الدور المرجو من المسرح (أبو الفنون) بوصفه يمثل جزءا مهما من أنواع التوعية الثقافية، وهو القادر على إيجاد صيغة للحوار والتواصل مع كل شرائح المجتمع، ومن هنا تنبع أهمية المسؤولية التي تقع على عاتقه في التصدي للفكر المتطرف والدعاوى الهدامة لتفتيت وحدة الأوطان.

وطالب اليوحة المسرحيين بتقديم عروض هادفة وجادة تسهم في ترسيخ الوعي بالهوية الوطنية، وتحث الجميع على أن يكونوا جسرا واحدا لتجسيد الانتماء والولاء واللحمة الوطنية خلف قيادتهم الرشيدة، وتعزز نشر المحبة والتسامح والسلام.

واختتم بقوله: من خلال أوراق الندوة والمناقشات التي تليها نأمل أن نخلص معا إلى أفكار جديدة تساعد على فتح مزيد من الآفاق أمام هذه الظواهر بما يتناسب مع المرحلة التاريخية الراهنة التي تعيشها أوطاننا.
    

قدمتها فرقة مسرح الشباب

«زيارة».. متعة بصرية ورؤية فانتازية تعيد اكتشاف النصار

كتب: عماد جمعة

قدم مسرح الشباب التابع للهيئة العامة للشباب والرياضة ثالث عروض مهرجان الكويت المسرحي في دورته الــ 15 المقامة فعالياته على خشبة مسرح الدسمة وسط حضور لافت من الجماهير خصوصا الشباب، العرض هو «زيارة»، تأليف وإخراج نصار النصار وتمثيل نخبة من الفنانين الشباب.

العمل يعتبر أول عمل إخراجي للنصار مع فرقة مسرح الشباب حيث قدم الكثير من الأعمال كممثل فضلا عن إخراجه لافتتاح مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الأخيرة. العرض من دون شك كان مفاجأة للمتابعين لمسيرة نصار النصار بعد أن غير جلده تماما وابتعد عن الكوميديا والاستعراضات والتشكيلات الحركية التي اعتدناها في أعماله ليقدم نفسه كمخرج استطاع أن يطور أدواته ويتجاوز ما ألفناه.

زيارة

في البداية يفاجئنا بسينوغرافيا جميلة ومبهرة أقرب ما تكون إلى لوحة تشكيلية رغم بساطة مفرداتها وألواح زجاجية شفافة إلى حد ما مكتوب عليها أنت هنا، ومرآة عاكسة في عمق المسرح تظهر عليها الشخصيات مقلوبة ومتكسرة ومشوهة، هذه المفردات تشي بأننا أمام عرض مغاير نجح في براعة الاستهلال وجذب الانتباه لنكتشف أن أحد الأزواج يقوم بزيارة لزوجته التي عشقها وأحبها فيجد معها شخوصا تم احتجازهم أيضا في ذات المكان، فالزوجة «سارة رشاد» تعاتب الزوج «علي الحسيني» وتجتر الذكريات الجميلة وتتعايش مع لحظات الحب والرومانسية وكيف منحت زوجها كل هذا الحب، في حين أن الزوج لم يكن يحبها ويذهب الزوج في حوار جدلي عبثي معها ليثبت لها أنها حبيبته وأنه جاء إلى هذا المكان لكي يمنحها عمره ويفديها لأنه في ظل غيابها تائه، فيما تمارس بقية الشخصيات عملية التطهير والاعتراف بما ارتكبته من آثام وأخطاء في محاسبة للذات، فمنهم من لا تريد الخروج من هذا المكان «سماء العجمي»، فهي قانعة سعيدة بينما أخوها «عثمان الصفي» الذي عاش يرضي الناس يريد العودة لينتقم ممن أهانوا آدميته ويردد، بعد استهلاكنا مصيرنا الهلاك، ويعترف «ميثم الحسيني» بشهوانيته وآثامه يريد أن يكون إنسانا يشعر ويتألم، ويبحث الشاب «حسين العوض» عن أمه والحنين والدفء المفقود، والكل يتجه نحو النور الذي يشعرون به لكنهم لا يرونه ويعتقدون أن الزوج هو المخلص الذي يستطيع إخراجهم من هذا المكان.

الإخراج والسينوغرافيا

إن أول ما يلفت الانتباه إليه في الإخراج هو الفضاء الذي يفرض سطوته على بناء الفعل الدرامي وشخصيتي الزوج والزوجة تحديدا على نحو إبداعي فيه كثير من الاجتهاد والتأويل في البنية المشهدية القائمة على المغامرة في التكوين الفضائي وإيحاءاته الرمزية، فالزوج في زيارة فانتازية وليست واقعية إلى عالم ما وراء الموت، فالبنية المهيمنة هنا هي ثلاثية الحب والحياة والموت بما تكتنزه من محمولات ذهنية ووجودية واجتماعية عمقها الإخراج المبهر ببنيته البصرية ففي المونولوج الأخير للزوج نرى ألواح الزجاج الشفافة تتحول إلى رحم أم يحتضن الأجنة قبل أن تولد ثم تتحول إلى مقبرة تحوي جثامين هذه الشخصيات وتعكس المرآة في عمق المسرح الشخصيات التي تروح وتجيء أمامها وخلفها وكأنها الحياة بشر يذهبون ويأتي آخرون وتظهر الصور مقلوبة حتى تتحول هي أيضا إلى مقبرة للزوج الذي جاء إلى هذا المكان رافضا العودة إلى عالم يشعر فيه بالتيه والضياع بعد فقد الحبيبة. نجح النصار في تحريك ممثليه بشكل متوازن على خشبة المسرح ووظف مفردات السينوغرافيا لخدمة فكرة العرض الفنتازية، فالإضاءة الحمراء نقلتنا إلى عوالم تجريدية وأسهمت المؤثرات الصوتية في تعميق الرؤية الإخراجية وجاء الأداء التمثيلي للشخصيات مميزا خصوصا علي الحسيني وسارة رشاد، ووضح اشتغال المخرج على الأداء وإن تلعثم البعض أحيانا وارتبك في بداية الكلام.

أعتقد أن هذا العرض هو إعادة اكتشاف لنصار النصار الذي أراد أن يضع بصمته مع فرقة مسرح الشباب التي حصدت كثيرا من الجوائز فاجتهد ليقول لست أقل ممن سبقوني، فقدم عرضا فرجويا ممتعا بصريا وإن كان ذهنيا فتحية لفريق العمل ولفرقة مسرح الشباب التي لا تقدم لنا مواهب جديدة فقط وإنما تعيد اكتشاف المواهب من جديد.

فريق العمل

علي الحسيني الذي حاز جائزة الدولة التشجيعية في الإخراج عن مسرحية «طقوس وحشية» وسارة رشاد وعثمان الصفي وميثم الحسيني وسماء العجمي وحسين العوض وإضاءة عبدالله النصار وديكور محمد الرباح وأزياء هبة الصانع وموسيقى ومؤثرات صوتية وليد سراب إلى جانب الفريق الفني والإداري.
    

إشادة بمسرحية «زيارة» لفرقة الشباب

نصار النصار: عروضي تكلف «صفر دينار» وتقدَّم في أغلب الدول العربية

كتب: محمد جمعة

شهدت الندوة التطبيقية التي أعقبت عرض مسرحية «زيارة» لفرقة مسرح الشباب مشاركة واسعة من ضيوف المهرجان والمهتمين بالمسرح، في ظل وجود مخرج ومؤلف العمل الفنان نصار النصار، ليرد على كل الاستفسارات، وقد بدأت الندوة التي قدمها إبراهيم الحارثي باستعراض السيرة الذاتية للمخرج النصار الذي وصفه الحارثي بأنه واحد من أهم الطاقات الشابة في المسرح الكويتي حاليا.

وكانت بداية المداخلات مع عزة القصابي التي قالت إن نوعية العروض بدأت تتغير، حيث شاهد جمهور المهرجان عروضا قريبة ذات طابع شعبي، ونحن اليوم بصدد عرض مختلف من ناحية الإخراج والموضوع المطروح، وهو لون مختلف يحمل رسالة غير مباشرة من حيث الشخصيات الأقرب للعبث، جميع عناصر العرض تسير في خطوط متوازية والشخصيات يكمل بعضها بعضاـ أما السينوغرافيا وجزء منها الديكورات التي كانت متدلية من أعلى المسرح فحملت لمسات جمالية عدة.

من جانبه قال الناقد الصحافي عبدالمحسن الشمري: «تابعت رحلة المخرج نصار النصار منذ خطواته الأولى في المسرح، واليوم أستطيع القول إنه تخلى عن أشياء عدة كان يمارسها ويقدمها في أعماله السابقة بهدف خلق رؤية إخراجية جديدة، وإذا توقفنا عند نص اليوم نجده ذهنيا يحتاج إلى عوامل أخرى لتفسير الحوارات”.

نائب رئيس تحرير روز اليوسف الكاتب الصحافي حسام عبدالهادي قال: «نحن أمام مسرحية عبثية، ولا يعني ذلك أنها تخالف الواقع أو أنها تقدم شيئا غير مفهوم. أما قمة العبث فإنها اقتحمت عالما لا نراه وهو الحياة في البرذخ، إذ أراد النصار أن يوصلنا إلى هذه الحالة التي يكون عليها الإنسان عقب الرحيل، وقد يكون المخرج تصور هذا العامل في الاشتباك الحادث بين الشخصيات”.

عقباوي الشيخ أكد أنه عاش حالة ضياع مع الممثلين، وأوضح قائلا: «حالة التوهان التي عشتها أسعدتني وأشعرتني بالراحة، لدينا في الجزائر كثير من الشباب يشتغلون مسرح العبث، واليوم أجد تجربة مميزة في الكويت، ومن أفضل الممثلين في العرض على المسرح علي الحسيني وسارة محب اللذان لعبا دور الزوج والزوجة”.

الشاعر المسرحي عادل البطوسي سرد مجموعة من الأبيات خطها بيده خلال مشاهدته هذا العرض قال في مطلعها:«تذكرت أمي قبل رحيلها إلى بستان الرب، أبكاني وتذكرت أمي التي صرت بعدها مثل القلعة المكشوفة للريح».

أما الدكتورة سها سالم فقالت: «اليوم شاهدنا عرضا مسرحيا نخبويا على جميع المستويات، النص عبر عن تداعيات النفس البشرية، وهذه التداعيات تحتاج إلى أسلوب في الكتابة، وأجد أن المؤلف نجح في تفكيك النفس البشرية، وأدهشني في البداية الصورة التي ظهرت عليها السينوغرافيا، وكنت أتمنى اداء الممثلين بمستوى ما شاهدته على المسرح، أولا المرآة كنت أتمنى أن تكون القاطع الواصل بين العالم الواقعي والخيال، وتمنيت أن يكون المخرج غير المؤلف أو أن يتصدى للنص مخرج آخر يستغل سينوغرافيا العرض».

عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية هاني النصار قال: «اليوم الإضاءة والسينوغرافيا في اعتقادي كانتا نجم العمل، وجميع عناصر العرض الذي شاهدناه كانت متكاملة، وتسير في خطوط متوازية».

في حين قال عبد الحليم بوشراكي: «سأتوقف عند الأخطاء اللغوية في عرض الليلة، فاللغة هي روح الممثل، واللغة لها روح خاصة تدخل مع الممثل»، وتساءل بوشراكي عن سبب وضع أربعة أعمدة حمراء على المسرح لم تتغير الإضاءة المسلطة عليها طوال العرض، مشيرا إلى أن الأداء الصوتي كان حادا.

صالح العامري أعرب عن سعادته بعرض «زيارة»، وقال: «اليوم وجدت مسرحا وتمثيلا وإضاءة وإخراجا، إنه عمل ذهني ممتع».

من جانبه أثنى طالب البلوشي على الأداء التمثيلي، وعلى إصرار النصار ورؤيته، مشيرا إلى وجود بعض الأخطاء اللغوية، ومنتقدا الصراخ في بعض المواقع، ومشيدا بمصمم الإضاءة.

أما زهراء المنصور فقالت إن نصار النصار منذ بدايته أحدث توازنا بين المضمون والشكل في جميع أعماله، وأضافت: «في هذا العرض خرج النصار من عباءته التي عرفناه بها، وقدم شكلا جديدا».

المخرج فادي راغب أثنى على الأزياء، قائلا: «إنها تماشت مع الجو العام للمسرحية، وعبرت عن اختلاف العصور التي جاء منها كل ممثل».

الدكتور سيد علي أوضح أن العرض جذبه من نقطة تفسير ما يريد أن يقوله المخرج والمؤلف نصار النصار، وتساءل: «هل كنا بصدد زيارة زوج إلى زوجته النزيلة في مستشفى للأمراض النفسية، أم زيارة إلى العالم الآخر».

الناقدة الصحافية ليلى أحمد قالت «إن التمثيل كان فيه تشنج»، مشيدة بأداء الزوجين اللذين كانا يتحركان بتقاطع على المسرح، ما يعبر عن عدم وجود أرضية مشتركة في التفاهم بينهما، لافتة إلى أن النص مكرر وطويل، ولكنه غامض في عرص يحفل بالأحداث الحارقة.

أما الفنان طارق العلي فقال «إن نصار النصار استطاع خلق مزيج من الفنانين الأكاديميين والشباب»، مرجعا وقوع الممثلين في أخطاء لغوية إلى رهبتهم من مواجهة الجمهور خصوصا أن هذا هو عرضهم الأول.

الدكتور جبار أكد أن عرض «زيارة» وراءه مخرج مثقف، مشيدا بتيمة الزيارة التي لعب عليها نصار، ولافتا إلى أنه فسر العمل على أن المرأة تنتظر زوجها الغائب الذي كان يرتدي ملابس أنيقة، ومشيدا باشتغال المخرج على الأزياء، متمنيا لو اختصر النصار الممثلين في أربعة فقط لضبط الإيقاع.

نادرة عمران وصفت النصار بـ «المخرج المهم»، وقالت: «إن عنده ذائقة جمالية استطاع أن يدير أدواته بشكل مسرحي، ولكن كل العناصر كانت منسجمة باستثناء التمثيل الذي كان ركيكا وضعيفا».

بدوره أكد المخرج عادل النصار على أهمية المسرح الأكاديمي في تقديم وجوه جديدة وطاقات شابة تحمل أفكارا خلاقة للمجتمع، متوجها بالتهنئة إلى المخرج.

وعقب انتهاء مداخلات الحضور انتقل الميكروفون إلى مؤلف ومخرج عرض «زيارة» الفنان نصار النصار الذي قال: «أنتهج سياسة منذ سنوات تعتمد على محاربة الرتابة في أي عمل، لذا أستمع إلى جميع الملاحظات ووجهات النظر وأطبقها، ولقد وصلنا كفريق عمل إلى مرحلة أننا نعرف الملاحظات والانتقادات التي قد توجه إلينا».

وأضاف النصار: «ردي دائما يكون في العروض المقبلة لأتلافى أي أخطاء قد نقع فيها، ولكني سأتوقف عند بعض النقاط أولاها أن توهان شخصية الأب يرجع إلى عدم وجود ممثلين في مرحلة عمرية تسمح لهم بتجسيد هذه الشخصية، لذا نلجأ إلى الشباب مع المكياج ونلقنهم أسلوب أداء يتماشى والمرحلة العمرية».

واستطرد: «أما عن الأخطاء اللغوية فأتحملها كمخرج مادمنا وصلنا إلى هذه المرحلة، ولكن أتمنى لو نحاسب المدارس والجامعات التي لا تهتم باللغة العربية»، لافتا إلى أن عروضه تكلف «صفر دينار»، ورغم ذلك هي تعرض في العديد من الدول العربية.

Happy Wheels