في إطار زيارتها الكويت للاطلاع على المشهد الثقافي وحضور فعاليات مهرجان القرين الثقافي، التقى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري، قرينة رئيس جمهورية أرمينيا السيدة نونه ساركيسيان بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل وسفير جمهورية أرمينيا لدى دولة الكويت سارمين باغدا ساريان.
وتم بحث مجالات التعاون المشترك في إقامة فعاليات وأسابيع ثقافية بين البلدين الصديقين في المستقبل.
وقدمت السيدة الأولى في جمهورية أرمينيا خلال اللقاء الدعوة لوزير الإعلام لزيارة أرمينيا مع وفد يمثل قطاعات الإعلام والسياحة والثقافة والفنون والشباب.
وتمنى الجبري للسيدة الأولى في جمهورية أرمينيا التوفيق خلال زيارتها لأنشطة القرين الثقافي والمنشآت الثقافية في دولة الكويت.
وتعتبر السيدة ساركيسيان من أشهر المؤلفين في أدب الطفل ولها إصدارات عديدة تحاكي ثقافة الطفل وسلوكه.
هذا واستمتــع أطفال المركز الثقافي الأمريكاني بسماعهـم قصة «نوني وماوسي» والسيـدة ساركيسيــان ترويهــا بكل حب وقرب وتفاعل مع الأطفال.
وكانت السيدة نونه ساركيسيان قد صلت إلى الكويت يوم الخميس الماضي والتقت أبناء الجالية الأرمينية يوم الجمعة في مقر سفارة بلادها، ثم زارت مجموعة الصباح الأثرية في مركز اليرموك الثقافي.
وفي اليوم التالي (السبت الماضي) زارت المركز الثقافي الأمريكاني وقرأت قصصا للأطفال في المكتبة، ثم زارت مركز الكويت للتوحد وقامت بجولة في سوق المباركية.
وأقيم الأحد حفل غداء على شرفها بدعوة من الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ثم زارت مركز عبدالله السالم الثقافي، وحضرت افتتاح معرض القرين التشكيلي الشامل، ثم غادرت البلاد الاثنين الماضي.
في ليلة المحبة والوفاء كرّم وزير الإعلام وزير الدولة للشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد ناصر الجبري شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين الأديب والشاعر عبدالعزيز سعود البابطين... كما قام الوزير، يرافقه الأمين العام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل عبدالجليل، بتوزيع جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية على الفائزين بها للعام 2019.
أقيم الاحتفال في مسرح عبد الحسين عبد الرضا، حيث صدح النشيد الوطني، قبل أن يلقي وزير الإعلام كلمته التي أشاد خلالها بالدور المؤثر لشخصية المهرجان في الحياة الثقافية، وأضاف الجبري: يسرني الترحيب بكم نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد راعي مهرجان القرين.
وأكد اهتمام القيادة العليا، ممثلة في صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح ـ حفظه الله ورعاه ـ وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد برعاية كل فكر وإبداع وطني، واهتمام دولة الكويت الدائم بتكريم المبدعين.
وأضاف الجبري: استمرارا لتكريم المبدعين يسرنا أن نحتفل اليوم بشخصية مهرجان القرين الأديب والشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، وإذ نهنئ ونبارك له هذا الاختيار والتقدير فإننا نهنئ أنفسنا بشخصه الكريم وجهوده المخلصة في مجالات الفنون والآداب وإثراء حوار الحضارات.
كما هنأ الوزير في كلمته المبدعين الذين نالوا جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، وأشاد بما حققوه وما قدموه من إسهامات رفعت اسم دولة الكويت، متمنيا أن يكون إنجازهم حافزا لأبناء الوطن. وختم بتوجيه الشكر إلى أعضاء لجنة تقييم جوائز الدولة.
بدوره كان للأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل كلمة عفوية قال خلالها: يسر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والأمانة العامة تكريم شخصية كويتية قدمت الكثير لدولة الكويت، وكانت لها إنجازات عظيمة في الثقافة والأدب والإنسانية. هذه الرسالة العظيمة التي كرسها الإنسان عبدالعزيز سعود البابطين إنما تعكس الوجه الحضاري لدولة الكويت، فشكرا من القلب لكل ما قدمه طوال رحلته المديدة.
كما وجه العبدالجليل الشكر لجميع الفائزين بجوائز الدولة من خيرة المبدعين والمثقفين، مشيدا بما قدموه من إبداعات رائعة استوجبت التكريم.
وتضمن الاحتفال عرض فيلم وثائقي عن شخصية المهرجان، بإشراف مديرة المهرجان فوزية العلي، وتعليق الإعلامي يوسف جوهر، وإخراج عبدالله دهان.
تناول الفيديو مسيرة البابطين الثقافية وإنشاء مؤسسة تحمل اسمه تفرعت ما بين مجالات الشعر والمكتبة وإصدار الكتب وحوار الأديان والثقافات وإنشاء العديد من الكراسي في الجامعات العالمية خاصة بالثقافة العربية.
كما تحدث البابطين، خلال الفيديو، عن علاقته بالشعر وكيف نظم قصيدته الأولى وهو دون الخامسة عشرة، وتشجيع والده، وكذلك تشجيع أخيه عبداللطيف له. عقب ذلك قام وزير الإعلام والأمين العام للمجلس والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة
د. عيسى الأنصاري، ومدير مهرجان القرين بتكريم الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين وإهدائه مجسما لمدرسة المباركية التي تعد أولى مدارس دولة الكويت.
وبهذه المناسبة ألقى الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين كلمة قال فيها: أتقدم بالشكر لأعضاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وعلى رأسهم معالي الوزير، وكذلك الأمين العام والأمين العام المساعد د. عيسى الأنصاري، ومديرة مهرجان القرين فوزية العلي بالشكر الجزيل على اختياري شخصية المهرجان.
وأضاف: لقد أصبح مهرجان القرين ظاهرة ثقافية بارزة ونشاطا سنويا لافتا يضم فعاليات متميزة، ويلتقي فيه جميع غفير من المبدعين ورموز الثقافة حيث يقدمون أنشطة ينتظرها الكثيرون.
وتابع البابطين: أود في كلمتي أن أطلعكم على أهم إنجازات مؤسسة البابطين الثقافية، بعد واحد وثلاثين عاما على انطلاقها، وهي تدور في ثلاثة مجالات:
المجال الأول الشعر: أقمنا 14 دورة لجوائز الإبداع الشعري في عواصم عدة، وأقمنا 12 ربيعا للشعر، إضافة إلى إصدار العديد من المعاجم، منها معجم البابطين للشعراء، ومعجم شعراء القرنين التاسع عشر والعشرين.
أما المجال الثاني فهو حوار الحضارات والتعايش بين الأديان، حيث أقمنا ثمانية أنشطة كبرى ما بين ملتقيات ومؤتمرات في عدد من المدن الأوروبية.
وثالث مجال يتعلق بثقافة السلام فبعد صدور كتابي «تأملات من أجل السلام»، والذي تحدثت فيه عن السلام العادل، وكذلك أهمية التربية والتعليم. عرضنا على الأمم المتحدة أفكارنا مرتين، في العامين 2017 و2018، وتم اعتماد رؤيتنا بالإجماع، ثم تقدمت المؤسسة نحو مرحلة مفصلية في تاريخها عبر إعداد 17 منهجا لثقافة السلام من الحضانة إلى الجامعة، وتعاقدنا مع نحو مائتي جامعة عبر العالم بهذا الصدد.
وأشار البابطين، في كلمته، إلى أن هذه المناهج تعبر عن مبادرة كويتية وعربية وقد شارك في وضعها رؤساء جمهوريات وحكومات وخبراء من أكثر من عشرين دولة من مختلف الثقافات.
كما تطرق إلى تعاون المؤسسة مع العديد من الهيئات الدولية كالأمم المتحدة ومحكمة العدل والصليب الأحمر والهلال الأحمر، لإقامة المنتدى العالمي الأول لثقافة السلام، والذي أقيم في مقر محكمة العدل الدولية نفسها، حيث تم توقيع اتفاقية لاحتضان الملتقى لعشر سنوات قادمة، مشيرا إلى تركيز المنتدى الأول على اليمن والعراق وإفريقيا الوسطى.
وختم المحتفى به كلمته بالتنويه بعشرات الكراسي التي تم إنشاؤها في العديد من الجامعات العالمية لتدريس الثقافة العربية، إضافة إلى بعثة البابطين في محكمة العدل الدولية، وهذا شرف لم تحظ به أي مؤسسة من قبل، حيث تم الاتفاق مع أحد المحامين الناشطين لتمثيلها.
ثم كان الجزء الثاني من الحفل والمخصص لتوزيع جوائز الدولة، حيث ألقى الفنان القدير محمد المنصور كلمة الفائزين، وقال: هذا التكريم هو نهج الكويت مع أبنائها المبدعين، فحفظ الله الكويت، وحفظ صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد، وسمو رئيس مجلس الوزراء، وشكرا لكم.
بعدها عرض فيلم قصير للتعريف بالفائزين، تحدث فيه الشاعر القدير بدر بورسلي الذي وجه الشكر لكل من تعاون معه في مجالات الموسيقى والغناء والإعلام طوال مسيرته.
كما وجه الشكر لأفراد عائلته ولوزير الإعلام والمجلس الوطني وأضاف: شكرا لبني وطني.. أنت الزاد والزواد.. وشكرا للكويت.
بدوره أيضا وجه الفنان القدير محمد المنصور خلال كلمته في الفيديو الشكر للكويت وللمجلس الوطني وحرص على إهداء الجائزة لإخوته الراحلين: منصور وعبدالعزيز وعيسى، وكذلك لأخيه الفنان حسين المنصور.
وعقب الفيلم صعد وزير الإعلام محمد الجبري برفقة الأمين العام للمجلس كامل العبد الجليل، لتوزيع الدروع على الفائزين بجوائز الدولة التقديرية، وهم الشاعر الكبير بدر بورسلي، وتسلمها نجله نيابة عنه في مجال الآداب، وكذلك الفنان القدير محمد المنصور في مجال المسرح، ود. فتوح الخترش في العلوم الاجتماعية.
أما جوائز الدولة التشجيعية، في الفنون التشكيلية، ففاز بها مناصفة كل من: سعد حمدان عن عمله «الحداثة والواقعية»، وفواز الدويش عن عمله «الحرية»، وفي التمثيل المسرحي فاز بها مناصفة عبدالله التركماني عن مسرحية «صدى الصمت»، وأحمد الحليل عن مسرحية «من قال ماذا؟»، وفي الإخراج التلفزيوني راقية المتعب عن «روح الكويت»، وفي الإخراج الإذاعي خالد المفيدي عن «إمبراطورية الشمس».
وفي مجال الآداب فاز في القصة القصيرة فيصل الحبيني عن «أبناء الأزمنة الأخيرة»، وفي أدب الطفل محمد الباذر عن «صغار على الحرب»، وفي الترجمة إلى العربية د. نجمة إدريس عن «الجلطة التي أنارت بصيرتي».
أما في مجال العلوم الاجتماعية، ففاز في الدراسات التاريخية د. عايد الجريد عن عمله «الكويت ومقاطعة الكيان الصهيوني»، وفي العلوم السياسية علي العوضي عن «الحركة الوطنية في الكويت والعدوان الثلاثي على مصر».
أقيم في مكتبة الكويت الوطنية محاضرة ومعرض صور «كاظمة على قائمة التراث العالمي الإسلامي - الايسيسكو» للدكتور سلطان الدويش ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـسادسة والعشرين، والمحاضرة تهدف الى تعريف الجمهور بأهمية موقعها كونها من أهم المناطق الاثرية في الكويت.
في البداية قدم مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
د. سلطان الدويش عرضا مرئيا بعنوان «كاظمة البحور والشواهد الأثرية خلال القرن الأول الهجري » معرفا منطقة كاظمة التي تعتبر هي الاسم القديم للكويت منذ القرن الخامس الميلادي حتى القرن السابع عشر الميلادي، وكانت هذه الأرض بحدود الكويت السياسية تعرف باسم كاظمة أو كاظمة البحور، وتقع على الجزء الغربي من جون الكويت، وهي عبارة عن مجموعة من التلال المطلة على ساحل البحر ويحدها من الجنوب الجون ومن الشمال الغربي منطقة ميادين ومرتفعات جبال الزور، كما أطلق اسم كاظمة البحور في العصرين الجاهلي والإسلامي؛ وهى تسمية يرى الجغرافيون العرب أنها جزء من إقليم البحرين، الذي يمتد من شط العرب شمالا إلى عمان جنوبا.
ولفت الدويش الى أن «كاظمة ذكرت في العديد من المصادر التاريخية والأدبية، كما ذكرها الكثيرون من المؤرخين الكويتيين، كان أول ظهور لها في العام 1652 في خريطة رسمها الفرنسي نيكولاس سانوس وخريطة الاخوان اوتنز، ولكنها لم تكن معروفة حتى العام 2002 عندما اكتشف هذا الموقع الاثري فريق من إدارة الآثار والمتاحف منهم الشيخة فرح الصباح والدكتور وليد السيف والاستاذة فجر الحداد والاستاذة رويضة المطيري.
وذكر الدويش انه قد سكن أرض كاظمة العديد من القبائل العربية ومنها بنو دارم، وهـوازن، والعوازم فرع من هوازن، وبكر بن وائل من كبريات القبائل العربية.
واشتهرت كميناء ومحطة لاستقبال الحجاج والتجار وجرت على ارضها في السنة الثانية عشرة للهجرة معركة ذات السلاسل والتي اعتبرت مقدمة للفتوحات الاسلامية لبلاد فارس والرافدين، واستمرت المنطقة تعرف بكاظمة حتى أواخر القرن السابع عشر الميلادي.
وحول قصة الاكتشاف أوضح الدويش أن إدارة الآثار والمتاحف نفذت العديد من البعثات الأثرية للبحث عن كاظمة، ولكنهم لم يوفقوا، وعمل كثير من علماء الآثار في حملات استكشافية للبحث عن الموقع، ووفقنا لأننا عملنا كثيرا في هذا الموقع، وركزنا على موارد المياه، والآبار القديمة، واستطعنا أن نحدد هذه الآبار القديمة، مشيرا الى أن تلك الخطة كانت سببا لاكتشاف هذا الموقع الأثري المهم للغاية بالنسبة لدولة الكويت.
وعن موقع كاظمة الجغرافي أوضح الدويش أنها تقع على الجزء الغربي من جون الكويت، وهي مجموعة من التلال المطلة على ساحل البحر، وحدها من جنوب جون الكويت، ومن الشرق منتزه الكويت الوطني، ومن الغرب منطقة تسمى الكويكب، ومن الشمال والشمال الغربي منطقة ميادين ومرتفعات جبال الزور.
كما تعد كاظمة واحدة من محطات طريق الحج والتجارة من البصرة باتجاه الحجاز، فصارت نقطة التقاء للذاهبين والعائدين بين كاظمة ومكة واليمامة وغيرها من الأماكن القريبة منها.
ولفت الدويش الى أن موقع كاظمة يتميز بأنه على ملتقى طرق برية وبحرية وأهمها طريق الدو ويعتبر من الطرق المهمة المتجهة من أرض الكويت إلى وسط الجزيرة العربية، وطريق المنكدر باتجاه البصرة، الطريق البحري الساحلي، والطريق من البصرة إلى مكة.
واستعرض الدويش الكثير من الشواهد الأدبية عن كاظمة فقد أكثر الشعراء من ذكر كاظمة كأنها إلهام لشاعريتهم وخواطرهم، ومن أكثر الشعراء الذين ذكروا كاظمة هو الفرزدق، كما ذكر المكان الذي دفن فيه والده «غالب بن صعصعة» في جبل المقر في وسط كاظمة، كما ذكرها محمد بن سعيد البوصيري في مطلع قصيدة في مدح الرسول «ص»، بالإضافة الى امرئ القيس، والبعيث، والبحتري، وجرير، وذي الرمة، ومهيار الديلمي، وبديع الزمان الهمذاني، وغيرهم.
وأشار الدويش إلى أن الإسلام انتشر في كاظمة في القرن الثامن الهجري عندما أوفد النبي أحد صحابته، وهو العلاء بن الحضرمي، ليدعو أهلها إلى الدخول إلى الإسلام. وفي عام الوفود، أي في السنة التاسعة للهجرة قدمت الوفود المختلفة من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدخلوا في الإسلام، كما وجدت اسماء من وطئت أقدامهم أرض كاظمة من الصحابة ومن وجدت اثارهم على ارض كاظمة البحور، ووجد في جهة الغرب عشرات الصخور المتناثرة التي توضح أنها ربما تكون عشرات القبور التي توضح حدود المقابر المتجهة الى القبلة ونرجح ان بعض هذه المقابر ترجع لشهداء «معركة ذات السلاسل» التي وقعت سنة 12 للهجرة في كاظمة وهي واحدة من أكبر المعارك الإسلامية على أرض الكويت عرفت باسم ذات السلاسل، وعرفت كذلك باسم يوم كاظمة.
وعلق الدويش بأنه خلال عمليات المسح الاثري استطعنا أن نحدد العشرات من المواقع الأثرية ومنها آبار كاظمة، حيث تحدثت المصادر التاريخية عن آبار كاظمة، ووصفتها بأن ماءها شروب واستسقاءها ظاهر، فقد ظهر من خلال المسح الأثري أن المستوطنة تشرف على عيون ماء تسمى في الوقت الحاضر «عين الخرفشي وعين غضي» ولا يتعدى عمق الآبار في كاظمة 3 - 5 أمتار وقد بنيت غالبيتها بالحجارة وبعضها نحت في الصخور الصلبة في هذه المنطقة، ولاتزال المنطقة غنية بمصادر المياه حيث تتوافر بعض آبار المياه العذبة التي يطفو ماؤها على السطح.
أما من ناحية العملات الإسلامية فقد عثر على مجموعة من العملات المعدنية لعل أقدمها عملة إسلامية تعود إلى الأيام الأخيرة لدولة بني أمية في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وعثر ايضا على نصف درهم من الفضة في منطقة أم العيش تعود إلى العصر العباسي، مشيرا الى أن أم العيش تعتبر أحد المنازل على طريق القوافل المسمى «المنكدر» بين البصرة وكاظمة. كما عثر في جزيرة عكاز القريبة من الساحل على مجموعة من العملات النحاسية بلغ عددها خمس عشرة قطعة ضرب عليها مدينة السلام 157 هـ.
وأشار الدويش الى أنه عثر في كاظمة على كسر من الحجر الصابوني منتشرة على السطح، غالبيتها كسر غير مزخرفة ما عدا قطعة واحدة على سطحها الخارجي والبدن حزوز على شكل خطين متوازيين وأسفلها مربعات رسم بدخلها شكل زهرة، والأخرى رسم لحيوان من المحتمل أن يكون وعلا له قرن يمتد على شكل قوس.
واختتم الدويش مؤكدا أن كاظمة البحور أخذت بعدا جديدا من خلال إضافة الجانب الأثري وأهم خطوطه هو معرفة حدود كاظمة التي لم تكن موقعا بل منطقة كاملة تمتد من الخويسات إلى رأس الصبية وتتكون من مجموعة قرى وتجمعات سكنية على أطراف طريق القوافل التجاري الساحلي، وكذلك التحقق من أسماء بعض المناطق التي وردت في كتب التاريخ الإسلامي من خلال ربطها بالشواهد الأثرية المكتشفة خلال أعمال المسح والتنقيب الأثري في المنطقة، بالإضافة إلى رصد أسماء الصحابة الذين كانت لهم علاقة مباشرة بأن وطئت أقدامهم أرضها أو من وصلت بعض آثارهم إلى أرض كاظمة، كما دعا إلى مزيد من الاهتمام بالمواقع الأثرية، واصطحب الحضور لمشاهدة وتقديم الشرح لعدد من الصور المقدمة خلال المعرض المصاحب للمحاضرة والذى يقدم صورا لمناطق أثرية في كاظمة وصور لبعض المكتشفات والآثار التي وجدت في كاظمة.
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي 26 وبحضور الأمين العام المساعد بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لقطاع الثقافة د.عيسى الأنصاري ومديرة مهرجان القرين فوزية العلي، استضافت مكتبة الكويت الوطنية محاضرة «أفق الترجمة بين مصر والكويت» التي أدارها فيصل الحبشان وتحدث فيها كل من الباحثين المصريين تاميران محمود وعصام جميل عن دور الترجمة وأهم معوقاتها على الصعيد العربي.
في بداية المحاضرة أشار مدير الجلسة فيصل الحبشان إلى أهمية الترجمة كعنصر من عناصر التطور الحضاري، مشيرا إلى دور مصر الرائد في الترجمة منذ أيام تجربة محمد علي في بناء الدولة الحديثة، ثم تحدثت تاميران محمود عن التجربة المصرية مع الترجمة مع مشروع محمد علي في بناء الدولة الحديثة، حيث أشارت إلى مشروع الترجمة الذي اشرف عليه رفاعة الطهطاوي ترجم عددا كبيرا من الكتب في لغات مختلفة مثل الإنجليزية والفارسية واليونانية والفرنسية، وأن هذا المشروع ساهم في تطور بناء الدولة المصرية، وكان من بين أهم إنجازات هذا المشروع ترجمة القانون الفرنسي إلى العربية. كما تحدثت تاميران محمود عن مشروع الألف كتاب الأول الذي اشرف عليه رفاعة الطهطاوي وهو المشروع الذي ترجم العديد من الكتب لكنها كانت كتبا موجهة لرؤية بناء الدولة ولم يكتمل المشروع، بينما مشروع الألف كتاب الثانية الذي أشرف عليه طه حسين كان أكثر تكاملا ولم يكن يخدم أهدافا سياسية مثل سابقه.
وأشارت تاميران محمود إلى فترة الخمسينيات كانت فترة المشروعات الكبرى للترجمة في مصر، ثم في العام 1996 وضع د. جابر عصفور حجر الأساس لمشروع «المركز القومي للترجمة» والذي نجح في ترجمة 1000 كتاب في 10 سنوات في 35 لغة، وأن المركز حتى الآن استطاع ترجمة 4 آلاف كتاب في 37 لغة تغطي جميع المجالات العلمية.
وتعرضت تاميران محمود الى بعض المعوقات التي تحد من مشروعات الترجمة في مصر والعالم العربي، حيث أشارت إلى أن أهم هذه المعوقات تكمن في قلة الترجمة في مجال العلوم مقابل كثرة الترجمة في مجال الآداب والإنسانيات، وهو ما تعاني منه أيضا «سلسلة عالم المعرفة» التي تعتبر مشروعا رائدا لدولة الكويت على حد قول محمود، كما أشارت إلى قلة تمويل الترجمة والمترجم وندرة وجود المترجم العلمي على المستوى العربي، كما نوهت إلى قلة ترجمة القواميس والمعاجم والموسوعات، وكذلك قرصنة الكتب المترجمة وهو ما طالبت معه بتدخل قانوني من الدول العربية لحماية حقوق الكتب المترجمة.
من جهته تحدث عصام جميل عن أهمية الترجمة التي تسهم في النهضة العلمية لأي بلد، ومشيرا إلى أن الترجمة كانت هي خط البداية للنهضة الإسلامية منذ العصر العباسي، وانها ساهمت في ادخال الكثير من التغييرات الإيجابية على اللغة العربية، ولعبت دورا كبيرا في تنوير العالم العربي.
وتحدث جميل عن التجربة الكويتية في مجال الترجمة والتي مثلها بالعديد من الإصدارات المهمة التي دخلت كل الأقطار العربية مثل عالم المعرفة، سلسلة المسرح العالمي، عالم الفكر، مجلة الثقافة العالمية، مجلة العربي، كما أشار إلى العديد من المؤسسات الكويتية المهتمة بالترجمة مثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية.
الأنصاري: مشروعات الترجمة الكويتية جاءت بعقول مصرية
في مداخلة للأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري أعرب عن سعادته مما سمعه من الباحثين تاميران محمود وعصام جميل، وأكد الأنصاري أن ما سمعه من هذه العقول النيرة يؤكد حسن اختيار المجلس الوطني للأسماء المشاركة في مهرجان القرين، وقال الأنصاري إن تجربة مشروعات الترجمة الكويتية والتي جسدت وقتها مثل عالم المعرفة جاءت بتضافر الجهود بين العقول المصرية وزملائهم من الكويتيين ممن تعلموا في جامعات مصر. كما أعرب الأنصاري على موافقته على مشروع عصام جميل على أن تبدأ مخاطبة المسؤولين في مصر والكويت فورا من أجل تنفيذ هذا المشروع المهم وبتضافر الجهود بين مصر والكويت، لأن هذه المشروعات التي تمثل التعاون وتبادل الخبرات بين الدول العربية هي السبيل للنهضة العلمية والثقافية.
ضمن مهرجان القرين في دورته الـ 26، قدمت مسرحية «الماثولي»، في عرضين على خشبة مسرح الدسمة، من إعداد وإخراج محمد جمال الشطي، تمثيل: مساعد الفرحان، وجراح مال الله، وسعاد الحسيني، وأحمد الرفاعي، وعلي الريس، وعثمان الشطي. تصميم أزياء علي الريس، ديكور يوسف مضر، مكياج استقلال مال الله، وإضاءة علي الفضلي.
وسبق للمسرحية الفوز بعدد من الجوائز في مهرجان مسرح بلا إنتاج، كما قدم العمل في مهرجان المسرح الأكاديمي.
اعتمد العرض على حبكة تقليدية عن مواجهة بين أبناء «الوطن» و«الثعالب»، حيث أجواء القتل في المشهد الاستهلالي، تعقبه صيحات أمه عن اختفاء طفلها. ثم تدور حوارات كثيرة، من دون تغيير يذكر في السينوغرافيا، أو قدرة على تطوير الفعل الدرامي على نحوٍ مقنع.
لقد ظلت المقولات على ألسنة الشخصيات عالية جدا، وعاطفية أحيانا، كأن المقصد هو إقناع الجمهور بتلك الجمل وغرسها في رأسه بأي ثمن، أكثر من إمتاعه بعرض درامي قادر على النمو واستغلال الصراع بين قوتين هما: الشعب، والثعالب.
وأدى ميل النص إلى الخطابية، والشعارات، إلى لجوء الممثلين الشباب إلى الصوت العالي وتشنج الأداء. ولم تساعدهم السينوغرافيا شبه الثابتة في أي شيء، فهي كانت أقرب إلى الحياد، كأنها فضاء لكهف موحش تظلله العناكب، بلا هوية محددة. ربما للإشارة إلى أزلية الصراع منذ القدم، بين أبناء الوطن و«الثعالب»، ولكل متلق أن يفسر ماهية الثعالب بما يشاء، فهم قد يكونون الاحتلال والغزو الخارجي، وقد يكونون من الفاسدين والمفسدين في الداخل.
وجاءت الأزياء الخاصة بهم لإظهار وحشية وبدائية هؤلاء الثعالب، مثلما نرى في مسرح الطفل عموما.
أما عنوان «الماثولي» فهو يشير إلى شخصية أسطورية يتكرر ظهورها عبر الأزمنة، هو ذلك الذي يدعي أنه من بني جلدتنا، ومهموم لأمرنا، ويقدم نفسه على أنه منقذ الديار من الأشرار ثم يتضح أنه ليس أكثر من متعاون مع العدو الخارجي، مجرد أداة في يد الثعالب للاستيلاء على الوطن، فهو محرك الفتنة الذي يدفع أبناء الوطن للاقتتال كي ينتصر العدو الذي حاول المخرج عن طريق الأزياء إظهار وحشية ملابسه وأقنعته، وتضخيم حضوره على خشبة المسرح.
واعتمد العرض في تجسيد أجواء الرعب والتحذير على موسيقى صاخبة ومرتفعة، والتلوين المستمر عن طريق الإضاءة، خصوصا اللون الأحمر.
بصفة عامة، يحسب للشباب حماسهم في تجربة أولى، لتقديم وجهة نظر اجتماعية وسياسية، في إطار رمزي بسيط إلى حد كبير، وفي إيقاع سريع نسبيا، حيث لم يتجاوز وقت العرض نصف الساعة.
اجتمعت أعمال نخبة من الفنانين التشكيليين الكويتيين تحت سقف واحد في معرض «القرين» التشكيلي الشامل، والذي يأتي ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في نسخته الـ 26، وذلك في سياق الاحتفاء بالفنون التشكيلية الكويتية، والتعريف بما تتضمنه من تنوع في الأساليب والمدارس والرؤى.
والمعرض افتتحه - في قاعتي الفنون في ضاحية عبدالله السالم - الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، في حضور قرينة رئيس جمهورية أرمينيا السيدة نونة ساركيسيان الأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش، والأمين العام المساعد لقطاع الشؤون المالية والإدارية تهاني العدواني، ومديرة إدارة الفنون التشكيلية ضياء البحر، وحشد من الجمهور المتابع للحركة التشكيلية الكويتية، وذلك للاطلاع على ما أنتجه المبدعون من أعمال فنية تتواصل مع الأصالة والحداثة.
وما يميز المعرض الشامل أنه يضم أعمالا فنية لفنانين كبار وشباب، بالإضافة إلى التنوع في الأشكال بين التصوير والنحت والخزف والأعمال المركبة، إلى جانب مسابقة الفنان عيسى صقر التي تقام احتفالية توزيع جوائزها على هامش المعرض، تلك التي يتم اختيار الفائزين فيها من خلال لجنة تضم كبار الفنانين والنقاد التشكيليين، من خلال أسس ومفاهيم موضوعة.
وأشاد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل بالأعمال الفنية المشاركة التي تعبر عن تطور الفنون التشكيلية في الكويت، كما أشار إلى أن المعرض يضم مشاركات من فنانين كبار وأخرى للشباب، في تنوع بانودرامي متميز. يكشف عن الأهمية التي توليها الكويت للفنون التشكيلية، وما تمثله من قيمة في الوجدان العام.
وقال العبدالجليل: إن «المعرض يعكس مختلف الاتجاهات والأساليب الفنية التي تطرأ على ساحة الإبداع التشكيلي في الكويت عاما بعد عام، ويلتقي فيه جميع الفنانين التشكيليين الكويتيين بمختلف أعمارهم وأجيالهم ليصبح بانوراما حقيقية شاملة يطلع عليها المهتمون من متذوقي الفن ونقاده».
وأشار العبدالجليل إلى أنه تأكيدا على سياسة رعاية الثقافة والفنون والاحتفاء بالمبدعين الجادين خصصت لهذه المسابقة الفنية جوائز أدبية ومادية لتشجيع الفنانين، وقد نجح هذا المعرض وثبَّت أقدامه وأصبح معرضا مهما يحرص الفنان التشكيلي على المشاركة فيه.
وأوضح أن المشاركة اقتصرت على الفنانين التشكيليين الكويتيين لمن هم أكبر من 30 عاما، وفي مجالات الرسم والخزف والنحت والجرافيك، لأعمال لم يسبق لها الفوز في معارض أخرى، أو مضى عليها أكثر من سنتين، فضلا على عدم مشاركة الأعمال المنسوخة.
وأضاف العبدالجليل: «إن معرض القرين التشكيلي يستوعب العديد من الرؤى والتجارب الإبداعية المتنوعة للفنانين الكويتيين في مختلف الفنون التشكيلية، دعما للمواهب المبدعة من التشكيليين الكويتيين ورعايتهم وترشيح أعمالهم للمهرجانات الفنية الخارجية».
وأضاف: «المعرض يشارك فيه 52 فنانا وفنانة من أبناء الكويت، وأتمنى أن يحقق النجاحات المرجوة، وأن يحوز على إقبال واسع وتقدير من المحبين للفن»، لافتا إلى تشكيل لجنة من رواد الحركة التشكيلية والفنانين لاختيار الأعمال العشرة الفائزة بجائزة «عيسى صفر» الإبداعية.
وقال إن المجلس وهو يقيم الدورة الـ 26 للمهرجان يفخر بتقديم كوكبة من الفنانين التشكيليين للجمهور تنفيذا لسياساته الداعمة لهذا المجال الفني الرئيس في المشهد الثقافي العام، ويسعى إلى عرض الجديد من إنتاج فنانين سعوا دوما إلى توظيف أعمالهم لخدمة الجمال والهوية والتقاليد بأساليب إبداعية مبتكرة.
وكشف العبدالجليل عن أن المعرض يتضمن 79 لوحة تشكيلية وأعمال نحت، وأن هذا الحدث الفني المتميز يعكس جميع الاتجاهات والطرق الفنية التي تطرأ على ساحة الفن التشكيلي.
وقالت عضوة لجنة التحكيم لاختيار الأعمال العشرة الفائزة الفنانة التشكيلية شيخة سنان إن لجنة التحكيم تشكلت من أفضل الأسماء، وأنها درست الأعمال الفنية المشاركة، واختارت الأعمال الفائزة اعتمادا على المعايير التي وضعت بعناية ودقة.
وأوضحت سنان أن المعرض يشكل واجهة الحركة التشكيلية في الكويت، لذا لا بد من أن يكون على مستوى متقدم، لافتة إلى أنه تم رفض بعض الأعمال لأنها كانت دون المستوى المطلوب وفقا للاعتبارات التي ارتأتها اللجنة.
وقالت السنان: «إن اللجنة اختارت الأعمال بموضوعية، متمنية التطور للحركة الفنية التشكيلية في الكويت، مثمنة دور فناني الكويت في رفع رايتها في العديد من المحافل الفنية التشكيلية على مستوى العالم، والتي انعكست إيجابا على حركة الفن التشكيلي محليا.
وتتنافس الأعمال فيما بينها على الإتيان بأفكار جادة تدور في فلك الحياة، وتتحاور مع الإنسان والطبيعة، وتبحث عن الجمال، وذلك من خلال ما تحتويه من أفكار مزدانة بالتوهج والحضور، ومتفاعلة مع كثير من الأحاسيس والمشاعر التي تخص الواقع والخيال.
شهد حفل افتتاح المعرض، على هامشه، الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة «عيسى صفر» الإبداعية وتكريمهم، من خلال احتفالية قدمها مراقب الفنون التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الفنان هاشم الشماع الذي قال: «يعد معرض القرين التشكيلي الشامل ثاني أكبر تظاهرة فنية برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعد معرض الربيع السنوي الذي بدأ في الخمسينيات من القرن الماضي، ولايزال مستمرا». وأضاف: «اعتُمد أسلوب جديد في هذه الدورة في التحكيم من خلال اتباع آلية جديدة، وهي التحكيم الإلكتروني التي تتيح للمحكم الإدلاء برأيه بشكل فردي من دون تأثير في آراء زملائه في اللجنة».
وتشكلت لجنة التحكيم من الفنانة شيخة سنان وعبدالعزيز آرتي وفواز الدويش وبدر حياتي، وأسفرت النتائج عن فوز الفنانين الآتية أسماؤهم: جاسم العمر، ومحمد الشيباني، وعباس غلوم، وعبدالله العتيبي، وجعفر الحمر، ونوف المطيري، وهبة جاسم، وعبد الرضا باقر، ويعقوب يوسف، وعبدالعزيز الخباز.
إيمانا من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بتطوير ثقافة المشاركين ورفع مستواهم العلمي، احتضن مهرجان القرين في نسخته الـ 26 ورشة «المكتبة الالكترونيـة»، الـتـي اسـتـمرت فعالياتها لمدة ثلاثة أيام في مكتبة عبدالعزيز حسين في مشرف، وقدمتها إسراء الحمدان التي أفادت بان الورشة تنظم وتستهدف عددا من الموظفين من اجل رفع كفاءتهم الوظيفية كما تتناول أساسيات برنامج معالج النصوص «ورد 365» وتهدف الورشة إلى التعرف على واجهة برنامج وورد وهو يعد من احدث البرامج المتخصصة في إنشاء وتخزين وطباعة الوثائق المكتوبة، وأحد أكثر البرامج استخداما على أجهزة الحاسوب عادة، وهو برنامج منسق للنصوص يستخدم في الأعمال المكتبية مثل كتابة المستندات والرسائل والأبحاث وكتابة الكتب وإجراء كل عمليات التنسيق على المستند من تغيير في الحجم والنوع وإجراء كل عمليات النسخ واللصق وتنسيق الهوامش والمسافات البادئة وتهيئة المستند للطباعة والإرسال، وتشمل الورشة تعليم المشاركين استخدام وتشغيل برنامج وورد وإعداد مستند جديد، معرفة كيفية الكتابة باستخدام وورد، فتح وإغلاق مستند، معرفة ما يحويه شريط القوائم في وورد إجراء التنسيقات على النصوص المكتوبة والفقرات، إدراج الصور والمخططات والأعداد والرموز، وإجراء جميع التنسيقات، والإدراجات واستخدام تقنية الجداول في وورد وطباعة الصفحة. واشتملت الورشة على الجانبين النظري والتطبيقي حيث حرصت الحمدان على أن يقوم المشاركون بتطبيق البرامج والخطوات التي تم تقديمها في الجانب النظري حتى يستفيد المشاركون ويجيدون كافة الخطوات.
يحرص مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ26، على تزويد أفراد المجتمع بالمعلومات حول مختلف المجالات، ومن هذا المنطلق قدم د. برنارد أوكين محاضرة باللغة الانجليزية بعنوان «النجوم والتناظر: اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في النقوش المعمارية»، في مركز اليرموك الثقافي، وقد حضرها أصدقاء الدار، وجمع من المهتمين والمثقفين.
في البداية أوضح د. أوكين أن اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم واسع الاستخدام في النقوش المعمارية في المجتمعات الإسلامية. وتضم هذه النقوش بعضا من أروع إنجازات فنون الخط والتصميم العربية، وذلك في سياقات متعددة. وخلال المحاضرة اصطحب د. أوكين الحضور في رحلة شيقة عبر عرض مجموعة من النماذج المتنوعة.
وطرحت المحاضرة، من خلال استخدام نماذج لنقوش من القرن 11 حتى القرن 16، السؤال عن سبب شعبية هذه الأشكال خلال هذه الفترة، خاصة النقوش المتماثلة التي تتخذ شكل النجمة. وأيضا سلطت الضوء على استكشاف التصميمات، والمواد، والنقوش المختلفة لاسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الهندسة المعمارية للمباني التي أنشئت خلال الفترة الممتدة بين القرنين الحادي عشر والسادس عشر الميلاديين في المنطقة.
الجدير بالذكر أن الدكتور برنارد أوكين أستاذ الفن الإسلامي والهندسة المعمارية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث يدرس منذ عام 1980. كما كان أستاذا زائرا في جامعة هارفارد، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وهو مؤلف العديد من الكتب بما في ذلك كتاب بعنوان «المساجد في مصر».
قدم الفنان محمد السلمان ورشة الديكور المسرحي على مسرح الشامية، ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26، واستمرت لمدة خمسة أيام. وقال: تعتبر الورشة ورشة متقدمة في مجال فن الديكور المسرحي، تتناسب مع جميع هواة المسرح والتصميم، وتعتمد على الموهبة في الرسم والتصميم، حيث قدم للمشتركين مشهدا من العرض المسرحي العالمي «الجلادين» ليطلق العنان لخيال المشتركين في تصميم وتنفيذ الديكور الملائم للمشهد على المسرح، ليتم بعدها نقاش بين المدرب والمشتركين لتوضيح رؤيتهم في تصميماتهم لعناصر الديكور من إكسسوارات وإضاءة وألوان.
وقالت الفنانة المسرحية فاطمة العنزي، إحدى المشتركات في الورشة: إن تقييمها للورشة كان جيدا جدا ومستوى متطورا من الورش المسرحية، وخصوصا في مجال الديكور المسرحي؛ كونها سبق لها العمل في العمل المسرحي كفنانة وممثلة في اعمال مسرحية تطوعية، مما أعطاها خلفية بسيطة عن مجال الديكور المسرحي وأهميته في إبراز الفكرة والطرح، وذكرت أن نجاح الورشة كان نتيجة اتقان المدرب وقدرته على تحفيز جميع المشتركين في الورشة لتنمية خيالهم وإبداعهم الفني في الرسم، وتصميم ديكور المشهد المسرحي.
وأضافت: أرى أن خمسة أيام غير كافية لهذه الورشة المهمة والممتعة في الوقت نفسه، وأنا على استعداد تام للاشتراك في دورات مقبلة في هذا المجال، والتي يحرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مشكورا على تـقديـمـها للجمهور.
كما قدم المشترك إبراهيم صلاح الدين الشكر للمجلس الوطني على اهتمامه الدائم بفن المسرح ودعمه، من خلال إقامة الورش الفنية وإعطاء الفرص للجميع لتنمية مواهبهم والاستفادة في مجالات متعددة في الفن والثقافة والأدب، وقال إنه كان اختيارا موفقا للمدرب أ. محمد السلمان، حيث قدم الورشة بأسلوب سلس ومفهوم لجميع المشتركين الذين كانوا شديدي الاهتمام بهذه الورشة والتفاعل فيما بينهم، وأرجو في الدورات القادمة أن يكون الوقت المتاح للدورة أطول لتنفيذ ما تعلمناه في الورشة عمليا.
أحيت فرقة «التخت العربي للموسيقى والغناء العربي» حفلا موسيقيا طربيا بعنوان «بليغيات»، وذلك على خشبة مسرح الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان القرين الثقافي، بحضور جماهيري كبير تقدمه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، وعدد من الشخصيات الديبلوماسية. واستحضرت الفرقة خلال الحفل روائع الطرب العربي الأصيل، مستعيدة الإرث الموسيقي الخالد الزاخر لألحان الموسيقار الكبير الراحل بليغ حمدي، والتي تغنت بأصوات عمالقة الفن العربي أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، بقيادة المايسترو د. ياسر معوض، بمصاحبة مجموعة من العازفين الذين عزفوا الأنغام الموسيقية وسط تفاعل وانسجام من الحضور الجماهيري.
وقبيل انطلاق الحفل قام الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش بتكريم قائد فرقة «التخت العربي للموسيقى والغناء العربي» المايسترو د. ياسر معوض. وقدمت الفرقة روائع «بليغيات» المختارة من الزمن الفني الجميل للموسيقار الكبير الراحل بليغ حمدي على مدى ساعتين متتاليتين، بمقطوعات متناغمة من العزف الذي ألهب تفاعل الحضور، وأطرب الأسماع والقلوب. وتضمن برنامج الحفل على التوالي ١٩ مقطوعة موسيقية خالدة من أجمل وأشهر أغاني الفنانين الكبيرين الراحلين أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وهي: ألف ليلة وليلة، عيون بهية، تخونوه، ليالينا، سيرة الحب، جانا الهوى، بعيد عنك، متى أشوفك، الحب اللي كان، زي الهوا، الهوا هوايا، على حسب وداد قلبي، على رمش عيونها، حب إيه، أنساك، أنا كل ما أقول التوبة، كلمة حلوة وكلمتين، حلوة بلادي السمرا بلادي، يا حبيبتي يا مصر.
من جانبه عبر قائد الفرقة الموسيقية د. ياسر معوض عن سعادته الغامرة بهذه الزيارة لدولة الكويت، والمشاركة في فعاليات مهرجان القرين الثقافي السادس والعشرين، وقال: «لقد تشرفت بأن تكون فرقتنا ضمن فعاليات هذا المهرجان العربي الثقافي العريق»، مقدما الشكر والتقدير للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مثمنا دور وجهد مديرة المهرجان فوزية العلي. وأضاف معوض أن فرقة «التخت العربي للموسيقى والغناء العربي» تعمل جاهدة في المشاركات والحفلات داخل وخارج مصر على إحياء الروائع الطربية والفن الأصيل، وفي هذا الحفل تقدم ألحان متنوعة من مسيرة الموسيقار الكبير الراحل بليغ حمدي، والذي لحن ما يقارب ١٤٧٥ لحنا لكبار المطربين، ويعتبر من أكثر الملحنين في العالم العربي في عدد ألحانه، وبالتالي حاولنا اختيار ألحان محددة في هذا الحفل من أغاني العملاقين أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وقدمنا نماذج متنوعة من ألحان حمدي الخالدة. وتأسست فرقة «التخت العربي للموسيقى والغناء العربي» على يد د. ياسر معوض في العام 1992 بالقاهرة، وتضمن أفضل العناصر الموسيقية التي شاركت بالعزف مع كبار المطربين والملحنين العرب. تعتبر الفرقة من الفرق المتميزة في الموسيقى العربية التي شاركت في حفلات مع كبار المطربين مثل محمد العربي وسعاد محمد وصباح فخري.
شاركت الفرقة في حفلات بدول العالم مثل فرنسا وليبيا والجزائر وموسكو واليونان وغيرها من الدول، واشتركت الفرقة في حفلات لإبراز الوحدة القومية في قضايا القومية العربية، وتتبنى الفرقة أطفال وشباب مصر الموهوبين وهذا دور قومي لخلق أجيال جديدة.
وينتمي د. معوض الحاصل على شهادة الدكتوراه في علوم الموسيقى العربية من المعهد العالي للموسيقى لأسرة فنية، فوالده المحامي حسين معوض كان عازف إيقاع لسيدة الطرب العربي أم كلثوم.
على وقع أنغام الحب وبدغدغة الأوتار الكلاسيكية قدم سبعة موسيقيين حفلا مميزا في مركز اليرموك الثقافي بالتعاون مع سفارة بلغاريا في الكويت حمل عنوان «موسيقى من بلغاريا».
وأبدعت المغنية ميليتزا غلانيشكا بدورها حيث أجادت الغناء والتمثيل كونها تخرجت في أكاديمية للفنون الجميلة وحاصلة على شهادة في التمثيل في مسرح العرائس.
وكان صوت ميليتزا استثنائيا وهذا أمر متوقع كونها غنت لأفلام عدة واستخدم صوتها لمؤثرات صوتية مختلفة.
وكانت لها مشاركة في المجال المسرحي مثل مسرحية «تايتنك» وحصلت على جائزة تمثيل أخرى في حفلة ديميتروفغراد تقديرا لعملها ممثلة ومغنية وملحنة، ولقبت في 2012 بـ «امرأة العام» في مجال التمثيل التلفزيوني.
وشاركت ميليتزا في الحفل المغنية آنا كاراديميتروفا والتي تخرجت في أكاديمية للموسيقى في بلغاريا وتدربت في مركز الأوبرا الأوروبي في بريطانيا.
كما قامت آنا بتدريس الموسيقى في مدرسة الكويت الانجليزية وظهرت كعازفة منفردة في حفلات موسيقية محلية في الكويت مثل دار الآثار الإسلامية ومجموعة الأحمدي للموسيقى والان تقوم بتدريس الغناء في الجامعة الأمريكية في الكويت منذ العام 2007.
كما أبدع في الحفل عازف الساكسفون والمزمار بريسلاف بيتكوف الحاصل على الماجستير من أكاديمية للموسيقى في بلغاريا حيث بدأ بتدريس آلة المزمار في المدرسة الوطنية للفنون في بلغاريا. وحصل على درجة الاجازة من الكلية الملكية للموسيقى في بريطانيا وعلى جوائز من مسابقات دولية مختلفة.
وفي العام 2004 انضم بريسلاف إلى المدرسة البريطانية في الكويت لتدريس آلات موسيقية مختلفة كالمزمار والناي والساكسفون، ويعمل حاليا في فريق الأحمدي للموسيقى، ومدرس في مدرسة الكويت الانجليزية.
وشارك في الحفل عازف الجاز ميهيل يوسيفوف وأضاف لمسة خاصة على المقطوعات بأداة البوق التي يعمل عليها حاليا في الأكاديمية الوطنية للموسيقى في بلغاريا.
وقد تخرج ميهيل على ايدي مدرسين موسيقيين مشهورين واستخدمت معزوفاته في أفلام وبرامج تلفزيونية مختلفة.
وقام بعزف موسيقى الجاز في مهرجانات عدة في أوروبا، وحصل على لقب أفضل عازف لموسيقى الجاز في 2009، وعلى جائزة القيثارة الذهبية من الاتحاد البلغاري للموسيقيين والراقصين.
وحكت أنامل عازف البيانو فاسل سباسوف حكاية حب خاصة فكان تميزه منفردا وأظهر تخصصه وتميزه في البيانو وموسيقى الأفلام باعتباره أحد أفضل عازفي موسيقى الجاز في بلغاريا ولديه جـمـهور فـي مـختـلف دول الـعـالـم.
ولولا أوتار عازف الجيتار بوريس تاسليف لما حضرت الروح الكلاسيكية على طابع الحفل حيث تربى بوريس على الجيتار الكلاسيكي منذ عمر 6 سنوات وتخرج في أكاديمية الموسيقى الحكومية في بلغاريا وشارك في عدة مهرجانات وبرامج.
وصدحت آلات وطبول الدكتور سوبيريجون موخامادييف وأضافت طابعا صاخبا للحفل، وهو من أسس فرقة موسيقى الجاز العرقية (فرقة أوروبا وآسيا) والتي حققت نجاحا في أوكرانيا وتركيا وروسيا وفرنسا، ويعمل حاليا مدرسا في المعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت.
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 26، افتتح معرض مبادرة فن وتصميم السدو «سدي 2020» في بيت السدو، بحضور الرئيسة الفخرية لجمعية السدو الحرفية الشيخة ألطاف سالم العلي، ورئيسة جمعية السدو والمشرفة على المبادرة الشيخة بيبي دعيج جابر الصباح، ومديرة مشروع «سدي 2020»، بالإضافة إلى الفنانين المشاركين في المعرض، وهم سالم السالم، وأحمد السالم، ومها العساكر، وحسين البناي، وأحمد جمال.
الشيخة ألطاف سالم العلي أعربت عن سعادتها البالغة بمعرض النسخة الخامسة من المبادرة «سدي 2020»، مشيرة إلى أن المبادرة أطلقت بهدف تشجيع الإبداع والابتكار والتبادل الثقافي في مجال فنون الغزل والنسيج، والمحافظة على موروث حرفة السدو ودمجها مع الفنون المعاصرة، بغية تحقيق الاستدامة والاستمرارية لمرادفاتها.
وأردفت: إن التركيبات والتقنيات المتنوعة والألوان الغنية والرمزية الجريئة تضيف إلى تقديرنا واعترافنا المتزايدين بالمنسوجات كفن معاصر، مبينة أن مبادرة «سدي» تتيح للفنانين إمكان البحث عن الجوانب المختلفة لتراث النسيج في الكويت، وإعادة التفكير في التقاليد وتفسيرها بطريقة معاصرة، حيث لكل من مشاركينا طريقته الخاصة في التفاعل مع النسيج واحتوائه.
بدورها قالت الشيخة بيبي دعيج الصباح إن مبادرة «سدي 2020» تترجم عنوان «إيقاع السدو»، حيث تم تشجيع الفنانين المشاركين لهذا العام على تحويل السدو من حالته المادية إلى الميتافيزيقية من حيث الأنماط والتقنيات، وأبدعوا في التعبير عن إيقاعاته وتكراراته اللونية بالصوت والضوء، مشيرة إلى أن معرض «سدي 2019» والذي تناول موضوع الاستدامة وحرفة السدو كفن صديق للبيئة، تم عرض عدد من أعماله خارج الكويت وتحديدا في دبي، بهدف تشجيع الفنانين المشاركين.
وأضافت، في تصريح خاص على هامش الافتتاح، أن العمل بمبادرة «سدي 2020» بدأ تحديدا في شهر يونيو من العام 2019 الماضي، وتم انخراط الفنانين المشاركين في البرنامج التدريبي الذي يشمل ورشا ومحاضرات خاصة بفن السدو وايقاعاته اللونية والموسيقية منذ شهر سبتمبر وحتى نهاية نوفمبر.
وثمنت الشيخة بيبي دعيج الصباح جهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دعم برنامج سدي منذ انطلاقه منذ خمس سنوات، ماديا ومعنويا، والحرص على افتتاح معرضه السنوي في مهرجان القرين الذي يعد أهم تظاهرة ثقافية في الكويت، وأملت أن تثمر جهود الطرفين تشكيل معرض متنقل لمبادرة سدي، يكون بمنزلة الرمز للفن الكويتي التراثي الأصيل بحرفة السدو، ويتم عرضه بالخارج ليعبر عن مكانتها الثقافية.
مديرة معرض سدي 2020 سحر عبد الرسول قالت: معرض سدي الخامس ينطوي على قدر كبير من التحدي الذي واجهه الفنانون المشاركون لاستكشاف حدة وديناميكية غزل وتموج الصوف وتأرجح خيوطه المنفلتة، إلى ضربات أيدي النساجين على المنساج، والإيقاع الكامن في الأنماط اللونية لنسيج السدو وتكراراتها المتواترة التي تحمل قدرا هائلا من الشغف.