النشرة الخامسة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الخامسة

 

سعيد بالتكريم ويفضل العمل خلف الكواليس

صالح القيلاني: مهرجان الكويت المسرحي يتطور عامًا بعد آخر وشاركت في كثير من لجانه

 

المهرجان يستضيف كوكبة من المبدعين العرب والخليجيين ونتمنى له دوام الازدهار

فرقة المسرح العربي من أعرق الفرق المسرحية وقدمت للساحة الكثير من المواهب المتميزة

حاوره: عماد جمعة
المخرج صالح القيلاني من الفنانين الذين يفضلون العمل في الكواليس بعيدا عن الأضواء، لتقديم إبداعهم سواء في الأعمال المسرحية أو الإذاعية التي أخلص لها عبر مشوار طويل امتد لأكثر من أربعين عاما، قدم خلالها عشرات المسرحيات والبرامج المختلفة التي شكلت وعي جيل كامل من الأطفال والشباب.
وعن تكريمه هذا العام يقول القيلاني «بالطبع أنا سعيد بتكريمي في الدورة التاسعة عشرة من عمر المهرجان، وسط هذه النخبة المتميزة من المبدعين العرب من أجيال مختلفة، وأتوجه بالشكر والتقدير للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وقياداته، التي دأبت على تكريم المبدعين في جميع التخصصات المسرحية وليس الممثلين فقط، فقد كان في السابق يتم تكريم النجوم وهذا حقهم ونسعد ونفاخر بهم، لكن أيضا يجب تكريم المسؤولين عن العناصر المسرحية الأخرى المكملة للعروض المسرحية، فلولاها ما اكتمل العرض بالصورة التي نراه عليها، ولذلك نثمن هذه الخطوة من جانب المجلس الوطني ونشد على أيديهم فيها».
كما توجه القيلاني بالشكر والتقدير إلى فرقة المسرح العربي والتي قامت بترشيحه، مشيرا الى عراقة هذه الفرقة وقياداتها المتوالية والنجوم الكبار الذين خرجوا منها وأثروا الساحة الفنية بإبداعهم، مؤكدا أنه يشرف بتوليه نائب رئيس مجلس الإدارة حاليا، مؤكدا حرص الفرقة على المشاركة في فعاليات المهرجان سنويا بأحد العروض المسرحية، والتفاعل مع المسرحيين العرب من أجل دفع الحركة المسرحية قدما إلى الأمام.
وحول انجازاته في الأعمال المسرحية المختلفة يضيف القيلاني قائلا «شاركت في الكثير من الأعمال المسرحية، سواء عبر الهندسة الصوتية أو المؤثرات الموسيقية، وكذلك عبر الأعمال الإدارية والإنتاجية، وتستطيع أن تقول شاركت في كل العناصر المسرحية باستثناء التمثيل فقط فلم أمثل على خشبة المسرح وان كنت مثلت عبر الدراما الإذاعية».
ويتذكر القيلاني عددا من هذه الأعمال على سبيل المثال لا الحصر ومنها «عشاق حبيبة»، «دار»، «نورة»، «طبيب بالحب» «بو صعرورة» وغيرها من الأعمال.
ونفى القيلاني إقدامه على الإخراج المسرحي، مؤكدا أنه يفضل الوجود في الكواليس بالنسبة للمسرح، لكنه أخرج الكثير من البرامج الإذاعية على مدى أكثر من أربعين عاما، وشارك في تأسيس جيل كامل من الأطفال الذين كانوا يستمتعون ببرامجه ويتابعونها، خاصة عبر تعاونه مع ماما أنيسة وهم الآن من الشباب المبدعين.
وحول انطباعه عن المهرجان ودوراته، يقول القيلاني «لقد عاصرت مهرجان الكويت المسرحي منذ بداياته وشاركت في العديد من لجانه المختلفة، وأرى أنه يتطور عاما بعد آخر ويستضيف كوكبة كبيرة من المسرحيين العرب وهذا هو دور الكويت دائما والذي يحرص عليه المجلس الوطني ونتمنى أن يزداد تألقا وازدهارا».


ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي الـ 19

«حقيبة ذكريات».. لا عودة
لمن ألغى
وجوده!

 

نـص القـلاف يحمل مفردات الإدانة لمن لا يعون سبب حياتهم

صرخات الرفض راحت تصدح ضد من سقط في لعبة الذاتية المفرطة

بدر القلاف يخوض تجربته الإخراجية الأولى مبشرًا بميلاد مخرج متميز

اعتمد القلاف في حلوله
على كوادر فنية شابة

الهامش المعدم أو العدم المهمش محور الشخصية الأساسية

كتب: عبدالستار ناجي
ضمن مشاركات القطاع الخاص في مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 19، قدمت شركة سينك للإنتاج الفنى والمسرحي مسرحية «حقيبة ذكريات»، تأليف وإخراج د. بدر القلاف، والتي جاءت بمنزلة الصرخة ضد تلك الفئة التى تعيش بيننا ولا تعرف لماذا تعيش، وتعمل على تهميش وجودها وذاتها رغم مساحة الاختيارات وسقف الحريات وفضاء التعاطي مع الحياة بمضامين متجددة، إلا أنهم ينزلقون إلى هاوية التهميش عبر ممارسات سلبية تارة وأخطاء فادحة أقلها نسيان الآخرين والتفكير الأحادي الجانب بالذات على حساب كل من يحيط به.
يبدأ العمل مع أصوات قطرات ماء في غرفة مظلمة ذهبت إليها تلك الشخصية التي تحاول استعادة الذكريات فإذ بها مع كل لحظة مدانة وتذهب إلى أبعاد سحيقة من التهميش والعدم... كل ذلك يأتي على حساب كم من الشخوص التي أحاطت به، اعتبارا من أمه وصولا إلى والده وزوجته وحتى طفله الذي فقده في لحظات اللهو والانشغال في الرغبات الذاتية المسعورة التي راح ينزلق إليها مدمرا ذاته قبل الآخرين.
انزلاق محموم لذاكرة مدمرة كلما استدعى إحدى صورها أو جزءا من ذلك الفيلم الطويل الذي كان يصوره من وجهة نظره، ومن زاويته الخاصة نجد أنه ذلك الشخص المدان والمتورط لأنه أحال نفسه إلى هامش معدوم أو عدم مهمش.
عبر ذلك المحور راح الكاتب د. بدر القلاف يصيغ معطيات شخصيته المحورية وتفاعله مع مجموعة الشخوص التي راحت تحيط به، ليعمل على تدميرها وسحقها فإذ بها حين تعود من تلك الهوة السحيقة التى ذهب إليها تحاسبه وتعريه وتكشف أخطاءه وظلمه الأرعن لنفسه وللآخرين.
فكيف تكون الذاكرة والذكريات؟ وكيف يكون الحساب والمكاشفة مع شخصية ظلت لا تعرف أسباب وجودها وحيثيات بقائها وطبيعة العلاقات التي كانت تحيط به على صعيد الأسرة والعمل والمجتمع.
شخصية مشوهة، معدمة، سلبية، لا ترى الأمور والحياة إلا عبر رؤية أحادية بغيضة لا تلتفت إلى هموم الآخرين وقضاياهم ونبضهم، حتى أقرب المقربين إليه وبالذات زوجته التي تظل تردد: أما زلت هنا؟ وحينما يجيب «كنت هنا دائما» وهو حوار يكاد يتكرر مع جميع الشخصيات بمن فيهم والده وأمه وزوجته وصديقه وغيرهم.
إنه شخصية ترى الأمور بعينها التي تنبض مصلحة ومنفعة حتى حينما يقول «ذكريات الأسرة تنتهي دائما بالحزن» وكأنه لا يريد لحياته هذا الحزن القادم لفقدان أب أو أم أو حتى طفل انشغل عنه في نزواته المجنونة.
المشاهد الثلاثة الأولى للنص والعرض اختصرت كل شيء وباحت بمكنونات العرض، لتأتي بعدها مشهديات اختلطت فيها اللغة العربية بالعامية وتلك العامية بمتاهات غياب الخبرة عن عدد من الكوادر الشابة رغم الجهد الذي بذله المخرج د. بدر القلاف مع طلبة في المعهد العالي للفنون المسرحية.
وتنتهي تلك المشاهد الثلاثة المحورية عبر مشهد الاستعادة الذي نفذ بعناية وإيجابية، ونشير هنا إلى أن هنالك العديد من التجارب المسرحية التي قدمت مثل هذا الحل من قبل آخرها تجربة المخرج الجزائري محمد شرشل في مهرجان المسرح العربي في دورته الاخيرة التى استضافتها الجمهورية التونسية، ومن قبلها كم من التجارب في المسرحين السويدي والدنماركي وأيضا الفرنسي.
المشاهد التالية مثل مشهد الرشوة والرحلة والفتيات وغيرها تبدو مستعادة ومكررة وذات دلالة عانت من إشكالية اللهجة المحلية التي ضيقت البعد الشمولي للشخصية والقضية إلى بعد محلي بحت بينما طروحات النص ومضامين الشخصية هما أبعد من ذلك الإطار الضيق.
لا عودة لمن أضاع وألغى وجوده بأنانيته وغطرسته ونرجسيته وعناده الذي أضاع منه معنى الوجود والحياة وبالتالي ذلك الكم من العلاقات التي كانت تحيط به وتمنحه اختيارات ومضامين أعمق وأبعد وأرحب... انزلاق تام إلى قيعان سحيقة جدباء من الذاتية والأنانية المقيتة والمكروهة التي أطرت تلك الشخصية حتى حينما جاءت لحظة استعادة الذكريات فإذ بها ذكريات صادمة قاسية، عاشتها تلك الشخصية على حساب عذابات الآخرين وعلى كل الأصعدة بحيث لا عودة له بعد أن طفح الكيل وفقد البوصلة إلى معاني وقيم الحياة.
نص شديد الذكاء في جزئه الأول وهكذا الحلول التى قدمها العرض مع المشاهد الثلاثة الأولى ومشهد الاستعادة المنفذ بذكاء واحترافية عالية المستوى، ولكن ما تلا ذلك هو استعادة لحالات وأحداث وحوارات راح العرض يستعديها عبر حلول كتابية وإخراجية مشاهدة ومستعادة بل ومكررة.
على الصعيد الإخراجي يمتلك المخرج د. بدر القلاف مسطرة أكاديمية راح يشتغل عليها وهذا ما لمسناه في المشاهد الثلاثة المحورية لهذا العرض، ولكن ما تلا ذلك هو مساحات من الاستعانة والذهاب إلى المناطق السهلة بعض الشيء، ولكن هذا لا يمنع من أن نؤكد أننا أمام تجربة تجعلنا نقول إننا أمام ميلاد مخرج استطاع أن يظهر مجموعة من الحلول لنص كتبه وظل أسيرا له وهكذا هو الامر في معادلة التمثيل حيث جل الشخوص ظلت أسيرة أسلوب المخرج في الأداء والتشخيص.
ونعود من جديد إلى تلك الشخصية التي تقول «أنا لم أحب نفسي حتى أحب الآخرين»، شخصية لا تعرف الحب ولم تعشه ولم تمارسه، فكيف لها أن تعطي وتمنح وتتفاعل؟
من خلال تلك الجملة تبدو كل الجمل والأفعال اللاحقة مستعادة كما في مشهد وفاة الابن وجملة «تركت زوجتك وطفلك علشانهم»، ويقصد الأب هؤلاء الفتيات اللواتي كان يلتقيهن خلال رحلاته الماجنة.
إنها الذاكرة النتنة لشخص لا يعلم سبب وجوده وألغى ذاته عبر رغباته ولذاته وهوسه وغطرسته التي أعمته عن رؤية الحقيقة وكل ما يحيط به وحينما فتح حقيبة الذكريات فاح عفن الأيام والممارسات التي جعلت الجميع لا يريد عودته حتى عبر الذكرى.
د. بدر القلاف يمتلك أدواته ومفرداته وأيضا قضيته على صعيد الكتابة وإن كان بحاجة إلى قراءات إضافية للنص، وهو حينما يذهب للتجربة كمخرج فإنه يظل رهين ذلك النص الذي يحتاج قراءات إضافية تتجاوز ما قدم من حلول بالذات ما بعد المشاهد الثلاثة المحورية الأولى والتي تم خلالها استثمار كل مفردات العرض من ديكورات لم تستثمر كليا أو إضاءة خذلته في مناطق متعددة أو حتى عناصر التجربة كممثلين لا يزالون في مراحل التكوين الأولية والذين ظلوا يتحركون في إطار أداء تقليدي بات من إرث سنوات خلت من تاريخ العرض المسرحي محليا على أقل تقدير.
ذلك الفيلم المستعاد من الأحداث والشخصيات في ذاكرة الشخصية المحورية ظلت تطرح كم الأسئلة الصادمة التي تتوجه للجميع كأنها تورطنا في لعبة الاتهام لذواتنا ومن هنا أهمية هذا النص وهذه التجربة التي تبشر بميلاد مخرج سيكون له حضوره إذا ما توافر له الفريق الفني العالي الكعب الذي يشتغل معه على كل مفردات التفكيك والتحليل وطرح الحلول، فالمسرح يظل دائما يبحث عن الحلول عبر الشخصيات والحوارات والأسئلة التي يطرحها.
وهنا علينا أن نتوقف بكثير من التقدير للجهد المبذول من فريق العمل متجاوزين الكثير من الملاحظات والهنات لأننا أمام تجربة جادة رصينة قدمها القطاع الخاص كمشاركة أساسية ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي في دورته التاسعة عشرة... وعلى المحبة نلتقي.


مسرحية
«حقيبة الذكريات»

- تقديم: شركة سينك للإنتاج الفني والمسرحي
- تأليف وإخراج: د. بدر القلاف
- إشراف عام: محمد الشريدة
- إشراف فني: عبدالعزيز صفر
- مخرج منفذ: عبدالعزيز الصراف
- مساعد مخرج: بدر مطر
- مساعدة مخرج وتدقيق لغوي: فرح الحجلي
- موسيقى تصويرية: مبارك مبارك
- متابعة وتنسيق: محمد جمال الشطي
- تقنيات وخدع مسرحية: د. سند راشد – حسن المطرود
- تصميم ديكور: محمد جواد الشطي
- إشراف ديكور: حسين بهبهاني
- تصميم إضاءة: مشعل الحربان
- مهندس صوت: منتظر الزاير
- مدير إدارة إنتاج: مهدي فتح الله
- مدير الإدراة المالية: براك المطوع
- تمثيل: ناصر حبيب – موسى بارون – مشاري السعيدان – محمد بوشهري – مشعل العيدان – جراح مال الله – مهدي فتح الله – فرح الجيليل – نورهان طالب

في الندوة التطبيقية لعرض «حقيبة ذكريات»

جميلة الزقاي: العرض تراجيكوميدي
والمخرج استخدم التقنيات السينمائية

 

شاهدنا مسرحًا عبثيًا
أو كوميديًا يبرز المخاطر والتمرد على الواقع
موسى زينل: الأداء كان طبيعيًا والتعامل مع اللغة كان جيدًا
طالب البلوشي: القلاف أخرج النص على الورق أكثر من الخشبة

بدر القلاف: أشكر جميع المداخلات والقادم أفضل

سعداء الدعاس: العرض تم بناؤه على شتات الأفكار
ليلى أحمد: العمل كئيب والنص ذهني يحتاج إلى مخرج عبقري
فاطمة العطار: العرض
ليس عبثيًا لكنه
يحمل بعض
ملامح العبث

كتب: عماد جمعة
وتتواصل ليالي مهرجان الكويت المسرحي في دورته التاسعة عشرة، حيث عقدت الندوة التطبيقية لمسرحية «حقيبة ذكريات» لشركة سينك للإنتاج الفني والمسرحي تأليف وإخراج الدكتور بدر القلاف، وذلك في قاعة الندوات بمسرح الدسمة، بطولة ناصر حبيب، موسى بارون، مشاري السعيدان، محمد بوشهري، مشعل العيدان، جراح مال الله، مهدي فتح الله، فرج الحجلي، نورهان طالب.

كوميديا المخاطر
بدأت الندوة التي شارك فيها المخرج القلاف والدكتورة جميلة الزقاي وأدارها يوسف بوهلول، بالترحيب بالحضور وقراءة السير الذاتية للضيوف لتقدم الدكتورة جميلة الزقاي تعقيبها حول العرض، موجهة شكرها إلى الفرقة والمخرج لما قدموه من مشاهد شيقة في «حقيبة الذكريات»، مؤكدة أننا أمام مسرح عبثي أو كوميديا المخاطر والتمرد على الواقع، حيث تتأزم حياة الفرد الذي يفقد الثقة في الآخرين، مؤثرا العزلة على الاندماج في الجماعة في ظل سوداوية نظرته إلى الحياة. وأشارت إلى أن النص قدم مشاهد استرجاعية، ليس بهدف التوثيق ولكن لمحاكمة الشخصية النرجسية التي بنت كينونتها على تعاسة الآخرين، ولم تعرف حقيقتها إلا بعد تقدمها في العمر.
ولفتت الزقاي إلى أن المخرج لم يتقيد بالنص الذي كتبه وتجاسر عليه، لافتة إلى عدم وجود عقدة تقليدية وانعدام الحل ومحدودية الزمكنة إلى جانب اللعب على الماضي والمضارع.

إثارة الخيال
وقالت إن هناك إثارة للخيال بلغة درامية تلتزم بتكرار المفردات تكرارا عبثيا وليس شعريا، وهناك مدلولات كثيرة تشي بالحالة النفسية التي وصلت حد الهوس والجنون، وبقي مكبلا بذكرياته الموجعة المريضة وعدم القدرة على مواجهة الواقع.
وأشارت الزقاي إلى استخدام المخرج للتقنيات السينمائية على عدة مستويات، مثل غرفة تحميض الصور واسترجاعها والبرجكتور وماضوية الأحداث، وتأنيث المذكر من خلال وجود الشخصية مع النسوة، مؤكدة أن الموسيقى خدمت العبث وجاءت من لحمة العمل فهي موسيقى حزينة، وموسيقى (افتح يا سمسم) لاستدعاء الماضي وتمنى العودة إلى الطفولة، والمؤثرات الصوتية المتمثلة في قطرات الماء التي تدل على القلق النفسي، والإضاءة كانت ثنائية ومنتشرة بشكل وظيفي، مختتمة تعقيبها بأن العرض جمع بين فنون التراجيكوميدي وجاء ذلك موفقا إلى درجة كبيرة.

تميز طاغ
وكان أول المتحدثين المسرحي موسى زينل الذي حيا فريق العمل والمخرج على ما بذلوه من جهد طيب في هذا العرض، مؤكدا أنهم امتعوا الجمهور بحضورهم وتميزهم الطاغي وأدائهم الجميل الذي ابتعد عن اتخاذ الكركترات، وكان أداؤهم شبه طبيعي وتعاملهم مع اللغة العربية بمنتهى الثقة، بعكس بعض المسرحيات التي نشاهدها وتتعامل مع اللغة كأنها لغة غريبة.
واستدرك زينل بالقول: «لكن الدكتور القلاف المؤلف المخرج افترض فينا الغباء من خلال شريط ذكريات الرجل، ليلقي علينا مقولة في النهاية» موجها إليه التساؤل: ألم يكن لديك حلول مسرحية لإنهاء هذا العمل، مختتما مداخلته بأنه عمل جماهيري جميل.

شخصيات ليست حقيقية
وأكد الدكتور أيمن الخشاب أن كل ما رأيناه على المسرح هو كما يراه البطل الفرد ليست شخصيات حقيقية، نحن نشاهد شريط ذكرياته بالكامل، موضحا أن الأداء التمثيلي الطبيعي هو مجرد أسلوب من الأساليب ليس شرطا أن يكون موجودا على المسرح، ومشيرا إلى أن أسلوب المخرج كان موفقا لأن هذه الشخصيات ليس لها وجود واقعي، وأن أداء المجموعة كأنها فرد واحد كان مميزا وسيطر المخرج عليهم فتحركوا ككتلة واحدة.

إخراج على الورق
وثمّن المسرحي طالب البلوشي دور الممثلين وأثنى عليهم لأدائهم الجميل، لافتا إلى أنه كان يتمنى أن يشتغل المؤلف على نصه لأنه أخرج النص على الورق أكثر مما أخرجه على خشبة المسرح.

شتات الأفكار
وقالت الدكتورة سعداء الدعاس إن «العرض مبني على شتات الأفكار، ومجموعة مشاهد تمت تعبئتها في فكرة مستحيلة وكان في إمكاني أن اكتفي بكوبليه واحد، فالعرض تورط في الوقت ومشهد النساء كان يمكن التعبير عنه بجملة.
وأضافت أن الصور على المستوى الجمالي جميلة لكن لابد من توظيفها دراميا، مؤكدة أنه كان بالإمكان الاستغناء عن كل هذه البراويز، مشيرة إلى أن العرض ليس عبثيا بل خط تعبيري مشتت وفيه إشكالية تريد أن تسوق ما بداخل العقل فلم يلمسني هذا الأداء، مختتمة مداخلتها بان الفكرة جميلة لكن كان يجب معالجتها بشكل أفضل.

عرض بسيط
وأكد الدكتور سيد علي إسماعيل أنه شاهد عرضا بسيطا ومباشرا بكل معنى الكلمة، قائلا «كنت أتوقع النهاية بمفاجأة أن الرجل كان يحلم بعكس ما رأيناه، إنسان اقترف أخطاء عادية وليست مأساوية ما هو الجديد هل هي وعظ وإرشاد»، لافتا إلى أن التمثيل كان جيدا والإضاءة رائعة.

جمال الفكرة
وأبدى عبدالله ملك إعجابه بفريق العمل، مشيدا بجمال الفكرة، مؤكدا أن هناك جهودا إخراجية واضحة وأداء متمكنا للشخصيات، والإضاءة كانت مريحة للعين.
لكن استدرك أن العرض في النهاية لم يبهره وعانى من الرتابة، وانه لم يرى عبثية أو تعبيرية شخص عرض حكايته برتابة، والأصوات كانت مكتومة والجمل غير واضحة، لكن العمل جماعي وأعجبته الروح الحلوة بين فريق العمل.

نص ذهني
ووصفت الإعلامية والناقدة ليلي أحمد العمل بأنه في غاية الكآبة، فالنص ذهني على غرار أعمال توفيق الحكيم تقرأ ولا تجسد على خشبة المسرح، لأنها تحتاج إلى مخرج عبقري يستطيع تحويلها الى فعل حركي، والنص يحتاج إلى النضوج والديكور فيه عزلة، والعمل فقير جدا في كل عناصره.

ملامح العبث
واتفقت فاطمة العطار مع أن العمل ليس عبثيا لكنه يحمل ملامح العبث في التكرار أو الخوف، وفي شخصية المستبد الذي جنى على نفسه واستخدامه للسلطة بشكل سيئ من خلال قتله لابنه بإهماله، والتنقلات كانت طويلة.
وفي نهاية الندوة، قال المؤلف المخرج بدر القلاف: أشكر جميع المتداخلين على ملاحظاتهم، وقد استفدت منهم جميعا وسوف أضعها في عين الاعتبار، والقادم أفضل.


مهرجان الكويت الــ 19 يواصل اشتباكه مع قضايا «أبو الفنون»

المختصون يكشفون سبب اختفاء المواسم المسرحية

 

- جميلة زقاي: الأزمة الاقتصادية وراء اختفاء المواسم المسرحية

- سيد علي: التلفزيون العدو الأول للمسرح والحل
بعودة الأسرة

عبدالعزيز السريع: المسرح يمرض ولا يموت وبعد الركود يعود ويتوهج

- سامي بلال: المواسم المسرحية يجب أن تكون مشروع دولة وكسل الفنانين وراء اختفائها

- عبدالله ملك: المواسم موجودة والآليات
هي التي تغيّرت

كتب: مشاري حامد

واصل مهرجان الكويت المسرحي التاسع عشر اشتباكه مع قضايا وهموم المسرح الخليجي والعربي، وفي هذا الإطار أقام المركز الإعلامي لقاءه الثاني تحت عنوان «اختفاء المواسم المسرحية في الوطن العربي... مسؤولية من؟» وذلك بمقر المركز في فندق كراون بلازا بقاعة البستان، بمشاركة العديد من المسرحيين الخليجيين والعرب من ضيوف المهرجان، وإدارة رئيس المركز الإعلامي الزميل مفرح الشمري، الذي استهل اللقاء بالترحيب بالحضور ومن ثم تطرق إلى عنوان الحلقة النقاشية وتأثيره في الكويت خصوصا والوطن العربي عموما وتقسيم المواسم المسرحية إلى أقسام مختلفة.

تغير الآليات
وفي البداية تحدث الفنان عبدالله ملك حيث شكر المهرجان على دوره الفعال في الحركة المسرحية الخليجية والعربية، وقال: «المواسم المسرحية موجودة بشكل مختلف عن ذي قبل، حيث إنها لا تكون بشروط المسرحيين كما كانت من قبل بمشاركة فعالة من قبل المسارح الأهلية»، مضيفا أن الآلية تغيرت، وأصبحت هناك مواسم مسرحية بشروط الموسم نفسه، والمؤسسات الخاصة التي تدعم العروض المسرحية.
وأوضح أن الاعمال لم تتأثر بالنمط التجاري ولكن بمسيرة وشروط المهرجانات، خاصة أن هناك في الوقت الحالي أعمالا مسرحية تجارية ومسرحا مفضلا للمهرجانات. وأشار ملك إلى أنه «كان هناك مسرح تجريبي في البحرين ويوجد عليه إقبال من الجمهور، وعرفنا ذلك من خلال مهرجان المسرح التجريبي في مصر، كما كانت أغلب العروض في البحرين نابعة من هاجس الجمهور، حيث إن أغلب الكتَّاب من البحرينيين ويوجد إقبال، والآن تغير الهدف من المسرحيات التي تعتبر مرآة المجتمع، حيث أصبح هدفها إرضاء لجان التحكيم وحصد الجوائز، وإذا تم تقديم عمل مسرحي مثل المواسم القديمة، فإنه يعتبر تقليديا خاصة أن المسرحي أصبح هو الملام وليس المسؤول.

الأزمة الاقتصادية
أما د. جميلة زقاي فقالت إنه «لا يوجد مسمى موسم مسرحي في الجزائر كما لا يوجد مثل هذا المسمى في المغرب العربي عموما، ونعاني كثيرا من اختفاء هذه الأعمال المسرحية والسبب المباشر هو الأزمة الاقتصادية، والمعاناة مع بعض المسؤولين الذين لا يتواصلون في استكمال مسيرة من كان قبلهم، حيث يأتي كل قيادي جديد بأمور مستجدة ولا يتم إنجاز الأمور القديمة، خاصة أن المسارح تحتاج إلى دعم مادي، لأن المسرحي لا يجب أن يتوقف ويكون في عطلة.
وتساءلت زقاي عن كيفية المحافظة على فكرة المواسم المسرحية، والتفكير في استراتيجية عربية لتنمية المسرح بمشاركة جميع الدول العربية، وإقامة مواسم دولية يقوم عليها أهل الاختصاص، معبرة عن الأرق من أنه لا توجد بنية تحتية في مجال المسرح. وأكدت أن المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت له إسهامات كبيرة، وكذلك أكاديمية الفنون في القاهرة، وهذا ما نحتاج إليه، مشيرة إلى أنها وضعت بعض الاقتراحات عبر الحلول والبدائل لاختفاء المواسم المسرحية.

كسل الفنانين
من جانبه، أكد المخرج والمؤلف سامي بلال أن المواسم المسرحية يجب أن تكون مشروع دولة، قائلا «لا نستطيع أن نفصل ذلك عن الحالة الثقافية، خاصة أن المسارح الأهلية تتحجج بالميزانية».
واعتبر أن هناك حالة من الكسل من جانب الفنان، الذي يجب عليه أن يسعى بما يتوافر لديه من امكانيات، وعندها تكون هناك استمرارية في المواسم المسرحية، مشددا على ضرورة ألا ينحصر دور الفرق المسرحية في المهرجانات فقط، حيث يفترض أن تؤدي دورها وتمتد عروضها على مدار العام.

توصيات التحكيم
بدوره، نوه د. محمود سعيد إلى أن هناك جهات مسرحية مختصة في مصر، كما توجد الأرض الخصبة لإقامة مثل تلك الفعاليات، فضلا عن توافر أعداد كبيرة من الكوادر والمخرجات الفنية على اختلاف مسمياتها.
وأشار إلى وجود مهرجان في كل جامعة حيث إنه من الممكن أن يتم اختيار عمل ذي اهتمام بسيط وطرحه على الجمهور، وتساءل خلال الندوة: هل العرض المسرحي يخدم المهرجان أو العكس خاصة أن توصيات لجان التحكيم لا يتم العمل عليها حتى إن كان مهرجان بعده فإنه تتم إقامته ولا يتم تنفيذ تلك التوصيات.

عروض النخبة
أما الإعلامي وائل الدمنهوري فقد تساءل: هل الموسم المسرحي مرتبط بالعمل المسرحي أو الجمهور؟ خاصة أنه لا ينقصنا وجود النص أو الممثل ولكن الظروف السياسية حتمت وأثرت على المواسم المسرحية ولا يعتقد أيضا أن المهرجانات قامت بإرجاع الجمهور إلى المسرح لأنه يخاطب النخبة فقط.

المسرح للترفيه
كما كانت هناك مشاركة من قبل د. سيد علي الذي أوضح أن المسرحيات كانت وسيلة الترفيه الوحيدة في البداية، وكان الانفتاح على المسرح من خلال العمل المسرحي «المجنون» للفنان يوسف وهبي، وبدأت من بعده المواسم وتأثر الموسم بظهور عدة عوامل، ومنها التلفزيون وهو العدو الأول للمسرح، حيث استطاع وهبي أن يحول المسرحيات إلى أفلام على الشاشة، وأكد أن الحلول موجودة ويمكن أن نبدأ بها من الأسرة نفسها في تخصيص يوم للمسرح.

يمرض ولا يموت
أما الكاتب القدير عبدالعزيز السريع فقد شارك في الندوة قائلا: ربما أكون شاهدا على مراحل معينة من ظهور المسرح في الكويت، وقد تكلمنا مسبقا من خلال توصيات كثيرة وقد كان هذا الهاجس موجودا منذ وجود الراحل زكي طليمات، حيث قدم المسرح الشعبي موسما مسرحيا عبر ثلاثة عروض ويعاد بناء على طلب الناس، وكانت خطوة في ذلك الوقت، وبعدها أبدى طليمات ملاحظاته على المسرح الشعبي وعمل محاضرات وأكد على أهمية المسرح المدرسي.
وقال أيضا: لاحظت أننا نشتكي من ظاهرة اختفاء المواسم المسرحية ليس في الوطن العربي فقط بل حتى في دول العالم لأن الجمهور انصرف عن المسرح وأود أن أقول إن «الفنون المسرحية» تقدم مواهب في جميع تقنيات المسرح لكن لا تتم تهيئتهم إلى السوق ومتطلباته.
وقال أيضا: المسرح يمرض ولا يموت لأنه بعد الركود يرجع ويتوهج مرة أخرى بوجود عناصر يكون همها أن يستمر المسرح وأنا لست قلقا من أن المسرح يعيش الركود.

مسؤولية المثقف
أما الناقد محمد عبدالرسول فقد ألمح إلى أن المثقف هو المسؤول الوحيد عن تلك الظاهرة، لأنه يجب أن يبتعد عن الفكرة المادية من وراء المسرح لأن وجود المسرح ليس للمادة فقط.

وسيلة إعلامية
أما د. جمال حماد فقد أكد أن المسرح يعتبر وسيلة إعلامية ويمكن أن تتأثر فعندما تتم سرقة العرض المسرحي وبيعها وهي لم تكمل العرض الثالث فإن ذلك يجلب الخسارة لها وبالتالي تتوقف العروض ولا يتم استكمالها.

وعي الجهور
وأشار الناقد ظافر جلود إلى العقبة التي واجهت المواسم المسرحية في العراق وهي «أدلجة المسرح» وأصبحت ذات رسالة سياسية حيث أكد أن هناك وعيا لدى الجمهور وكان هناك موسم كبير للمسرح في العراق عبر مشاركة جميع الفرق المسرحية، كما أن المسرح أصبح خلال أوقات معينة ينصب لجهة معينة ومن يتعرض أو يخرج عن النطاق يتعرض إلى الاعتقال أو العقاب، وأدت الظروف المتعاقبة على العراق إلى اختفاء المواسم المسرحية حيث كان العراق في السابق كما هو معروف يعيش نهضة مسرحية حقيقية.
وقال أيضا: وخلال وجودي في الإمارات وجدت رجلا حمل على عاتقه هذا الهم وبذل جهده وماله لأن يكون المسرح مستمرا في طريقه وطرح رسالته وهو سمو الشيخ سلطان القاسمي وإقامة الفعاليات في الشارقة عبر المهرجان المسرحي الذي يقام بمختلف تفرعاته في إمارة الشارقة ودعمه اللامحدود للمسرح الإماراتي وأيضا في الوطن العربي عبر الهيئة العربية للمسرح وإقامة الفعاليات المسرحية في مختلف العواصم العربية.

توفير الإمكانيات
أما الناقدة البحرينية زهراء المنصور فأكدت أننا نحتاج إلى توجه عام يتم فيه توفير الامكانيات اللازمة لأن يستمر الحراك المسرحي عبر مواسمه وعلى المسرحيين أن يقوموا بذلك الحراك.

قدم ورشته «مسرحة الحكايات» ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الـ 19

 

جمال ياقوت: أجواء الورش التفاعلية
تكسر الحاجز لدى المتدربين

مسرح الحكايات غير شائع في الخليج لذلك اخترت هذا الموضوع عنوانًا لورشتي
أتمنى أن يكون هناك اهتمام بالورش المسرحية في عالمنا العربي لأهميتها

المسرح بدأ بالحكايات في عهد الإغريق
وفي بعض الدول العربية هناك عروض تقوم على الحكي

طارق دهراب وأحمد التتان
دعما فكرة إقامة الورش التدريبية منذ الوهلة الأولى

كتبت: سماح جمال
تتواصل فعاليات الورش التدريبية «مهرجان صناعة المسرح»، ضمن إطار فعاليات مهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ 19 في مسرح الشامية، وكان المتدربون على موعد مع ورشة «مسرحة الحكايات» التي يقدمها د. جمال ياقوت، الذي حرص على إيجاد أجواء مرحة مع الطلاب بالورشة لايصال المعلومة لهم، فطلب منهم أن يقدموا قصة للحضور وفقا لقواعد سرد الحكاية التي شرحها وهي «بداية قوية للجمهور، ونهاية حاسمة من دون قول كلمة النهاية»، المشتركون بالدورة شاركوا قصصهم، وقدمت إحدى المشتركات قصة حقيقية عن تجربة مرت بها في حياتها والتي فقدت فيها والدتها بصورة مفاجئة وكيف استطاعت أن تتغلب على حزنها الكبير وتكمل حياتها وتحقق نجاحات متتالية. هذا وقد التقت النشرة بالدكتور جمال ياقوت، وأجرت معه الحوار التالي:
> كيف جاءت لك فكرة تقديم ورش تدريبية ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي؟
< الفكرة لم تأتِ ليّ من فراغ بل كانت نتيجة مشاركتي منذ 7 سنوات في فعاليات مهرجان صناعة المسرح المقامة في اثينا بصورة متواصلة على مدار 14 سنة، وهو فكرة الممثل والمخرج اليوناني القدير إيفدوكيموس، وهو صاحب مدرسة التغير وهي خاصة بالمسرح ولديه نظرية بأن المسرح يصنع من خلال الورش التدريبية وليس المهرجان، وللعلم سيكون من ضمن المدربين المشاركين بالورشة، فقرر اقامة مهرجان للتدريب يقوم على أساس وجود مدربين يقدمون ورشهم للمتدربين الذين يحضرون هذه الورش، وفي الوقت نفسه يسمح لمدربين بحضور ورش بعضهم البعض لتعم الفائدة على الجميع، خصوصا أن المدربين لديهم تحصيل علمي أكاديمي رفيع المستوى وخبرة بمجال التمثيل ويصل عددهم إلى 16 مدربا، وكنت أنا الوحيد من الشرق الأوسط الذي يشارك فيه، ويوميا تكون فعاليات المهرجان مستمرة على مدار 8 ساعات، وبالتالي تكون جرعة الاستفادة مكثفة للمدربين والمتدربين.
> وكيف وصلت الفكرة للكويت؟
< كنت أحد أعضاء لجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ 18، وتواصلت مع المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أ. طارق دهراب وأ. أحمد تتان ولقيت تشجيعا كبيرا منهما منذ الوهلة الأولى ووجدوا أنها ستكون تجربة مفيدة وثرية، وربما العائق الوحيد كان موعد المهرجان الذي يأتي بنفس فترة أعياد الميلاد في الدول الأوروبية، مما قد يوجد صعوبة في أسماء المشاركين في الورش ولهذا اعتذر الكثيرون، وقد رجعت إلى أيفدوكيموس ليختار معي الأسماء التي ستشارك في المهرجان كونه صاحب فكرة اقامة مهرجان للتدريب.
> هذه المرة الاولى التي يترافق مع انشطة مهرجان الكويت المسرحي هذا النوع من الفعاليات المتصلة؟
< لست متأكدا فيما يخص الفعاليات التي رافقت المهرجان على مدار الـ 19 سنة الماضية، ولكن اعتقد أنها المرة الأولى، وأتمنى أن يكون هناك اهتمام بتطوير هذا المشروع ويكبر أكثر مع الاستفادة من ضيوف المهرجان الحاضرين ومن خبرتهم الكبيرة، فعندما كنا في بداية الطريق كنا نبحث عمن يمد لنا يد المساعدة ويعلمنا، وأشكر القائمين على المهرجان و أ. أحمد تتان وأ. طارق دهراب على تبنيهم للفكرة ودعمهم لها، وأتمنى أن تكبر الفكرة أكثر في السنوات القادمة ويكون لها وقت اطول في التحضير أو حتى في مدة اقامتها.
> طريقة تقديمكم للورش مختلفة عما اعتدنا أن نراه؟
< ليكون المتدربون على راحتهم وبعيدا عن التوتر أو القلق الزائد ويكونوا قادرين على تقديم كل ما لديهم دون خوف أو رهبة، ولهذا حرصت على أن أمزح معهم في البداية لكسر هذا الحاجز لينطلقوا أكثر، وكوننا مازالنا في البداية ولم نجتمع مع باقي المدربين حتى نتفق إذا كان من الأفضل أن تكون أجواء الورش تفاعلية فسيكون مناسبا، خصوصا أن الوقت المتاح أمامنا محدود بعض الشيء.
> تقدم ورشة بعنوان «مسرحة الحكايات»... حدثنا عنها بعض الشيء؟
< المسرح أساسا بدأ بالحكايات مع الكورس في المسرح الإغريقي، وكان في البداية واستمر قويا وفي بعض الدول العربية هناك عروض قائمة على وجود حكاية في كل عرض أو مجموعة تحكي في العروض ولكنه غير شائع في دول الخليج، ولهذا اخترت هذا الموضوع خصوصا أنه موضوع بحث محكم شاركت فيه منذ 3 سنوات ويتحدث عن القواعد الأساسية لتقديم حكاية «من الكتابة الى المسرح» جيدة وهي «روعة الاستهلال» وأن يثير انتباه المستمعين ويكسر التوقع ويشد انتباه المتلقي، وثانيا النهاية يجب أن تكون حاسمة وواضحة للمتلقي أن القصة انتهت، مع الأخذ بعين الاعتبار لغة الجسد والتواصل بالعين، مع المحافظة على الايقاع المتنوع للحكاية، والانتقال من نقطة لأخرى بصورة سلسة ومباشرة للنقطة التي يريد ايصالها. النطق الصحيح، والآخر معاق لكنه يحاول أن يقف إلى جانب أبيه، ويوجه أصابع الاتهام لأمه لكنه غير قادر على الفعل.

Happy Wheels