مهرجانات وأنشطة

النشرة الخامسة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الخامسة

 

 

 

عرض مسرح الخليج العربي
«العائلة الحزينة».. أسعدت الجمهور


> في ثالث عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي الـ 17، قدمت فرقة مسرح الخليج العربي أمس عرض «العائلة الحزينة» للمؤلف بلانسيلاف نوشيتش وإخراج عبدالعزيز صفر.
يصور النص جشع الناس وتهافتهم على المادة، وتدور الأحداث حول عائلة تتعجل تقسيم ثروة كبيرها بعد وفاته ليأتي دور المخرج صفر في تجسيد الصراع بين أفراد العائلة بطريقة كوميدية وساخرة تثير الضحك والبكاء في الوقت نفسه.
أعقبت العرض ندوة تطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة وتحدث خلالها عدد من ضيوف المهرجان والمسرحيين الكويتيين حول مكونات العمل وأداء الممثلين ورؤية المخرج عبدالعزيز صفر الذي رحب بكل الآراء كاشفا عن تعمده حبس الأنفاس والإيقاع السريع الذي تميز به العرض. (طالع ص 2).
هذا وتتواصل فعاليات المهرجان، حيث تعقد غدا السبت أولى جلسات الندوة الفكرية للمهرجان حول «مسرح الطفل في الكويت» والتي تعقد على مدى يومين وتتناول نشأة هذا النوع من المسرح في البلاد وأهم تجاربه والتحديات التي واجهته، ومدى تأثيره.
قدمتها فرقة مسرح الخليج في ثالث عروض المهرجان

 

«العائلة الحزينة»... أسعدت الجمهور

 

كتب: فادي عبدالله
قدمت فرقة مسرح الخليج العربي أمس العرض الثالث المشارك بالمسابقة الرسمية في مهرجان الكويت المسرحي السابع عشر، تحت عنوان «العائلة الحزينة» للمؤلف برانسيلاف نوشيتش وإخراج عبدالعزيز صفر.
تعتبر فرقة مسرح الخليج من الفرق الأهلية في دولة الكويت، ولها تاريخ عريق ورصيد زاخر بالأعمال المسرحية الراقية.

 

مسرح الخليج
تأسست فرقة مسرح الخليج العربي في 13 مايو 1963، حيث ولدت عن فكرة جماعية للمؤسسين وهم: صقر الرشود، منصور المنصور العرفج، عبدالعزيز الفهد المذن، سالم الفقعان، مكي القلاف، عبدالله خلف، نورة الخميس، يوسف الشراح، سعيد الرفاعي، عبدالله الرومي، حمد المؤمن، جاسم شهاب، مساعد الفوزان، أحمد القطان، وليد الخالد، حياة الفهد.
هذا المسرح كان يضم أسماء مثقفة مسرحيا تمتلك وعيا في الفن والثقافة، وكانت حوارات هؤلاء الفنانين والمسرحيين بمنزلة المدرسة التي يتعلم منها الإنسان الكثير من أمور الحياة، خصوصا ما يتعلق بالمسرح.
وليس بمستغرب أن يقدم مسرح الخليج أعمالا عن نصوص عالمية مترجمة، فقد سبق له أن عرض «المرأة لعبة البيت» عن نص «بيت الدمية» للنرويجي هنريك يوهان إبسن ومسرحية «الغربان».
وفي مرحلة لاحقة قدمت الفرقة مسرحيات لكتّاب عرب منها: «حفلة على الخازوق» لمحفوظ عبد الرحمن عام 1975، إخراج صقر الرشود، إنها إحدى أهم المحطات في تاريخ الحركة المسرحية الكويتية، وتناولت موضوعا جريئا هو فساد بطانة السلطة، وعرضت في الكويت والقاهرة ودمشق. ولا ننسى «عريس لبنت السلطان» التي قدمت عام 1978 وهي أيضا لمحفوظ والرشود، وعرضت في مهرجان دمشق المسرحي السابع.

 

برانسيلاف نوشيتش
برانسيلاف نوشيتش مؤلف كاتب مسرحي يوغسلافي، ولد في بلغراد عام 1864، واشتغل ديبلوماسيّا ومديرا لبعض المسارح، بعد أن حصل على إجازة الحقوق.
في العام 1883 كتب نوشيتش مسرحية كوميدية سياسية ساخرة تحت عنوان «نائب الشعب»، وكانت تحمل نقدا لاذعا غير مباشر للسلطات والحكومة، وتشوبها أيضا سخرية من نواب الشعب وكذلك من طريقة انتخابهم، وعلى الرغم من إجرائه للتعديلات على النص وتخفيفه من حدة السخرية، إلا أن مدير المسرح رفض عرضها في ذلك الوقت، ولم تر النور على خشبة المسرح إلا بعد مرور 48 عاما على كتابتها.
يتميز نوشيتش بغزارة مؤلفاته التي شملت الروايات وأدب الرحلات والقصص والمقالات والمسرحيات، وهو من أكثر كتاب المسرح شعبية في يوغوسلافيا، وشهرته لم تقتصر على مسارح يوغسلافيا، بل تجاوزت حدودها إلى مسارح العالم، ولا يزال حتى اليوم اسمه يتلألأ في سماء الأدب اليوغسلافي عامة وفي المسرح اليوغسلافي خاصة.
كان همه تطهير المجتمع وإقامة الحياة الكريمة فيه، وقد استغل الضحك وموهبة الفكاهة التي يتمتع بها، لكي يسخر من نقائص وعيوب المجتمع في زمنه، في الحقيقة لقد أشار نوشيتش بقلمه اللماح وكوميدياته إلى مواضع الخلل في جسم المجتمع وقتذاك.
ويعتبر نوشيتش كاتب الكوميديا والناقد الأدبي كالطبيب الذي يعمل على تشخيص المرض، وعندما يكتشف أحدهما المكان المصاب بالعلة، فعلى الجراحين الاجتماعيين أن يقوموا بواجبهم لاستئصاله.

 

أهم أعماله
من أبرز أعمال نوشيتش المسرحية «إنسان عادي» و«حرم سعادة الوزير»، والأخيرة قدّمها كل من الفنان سعد الفرج وعبدالأمير التركي في نسخة كويتية جميلة شارك في تجسيدها كوكبة من النجوم الكبار إلى جانب الفرج وأبرزهم خالد النفيسي وحياة الفهد وغانم الصالح.
وله عدة مسرحيات منها: الواسطة، المريب، المرحوم، إنسان عادي، كلام الناس، مستر دولار، الهامسون، الشيطان داخل القرية، رجل من الشعب، اللعبة الخطرة، في عرض البحر، العائلة الحزينة، المتوفى، وغيرها، وكانت آخر مسرحية كتبها هي «السلطة»، لكنه لم يستطع إكمالها، فقد عاجله الموت، وتوفي عام 1938.
نص العرض
يصوّر النص جشع الناس وتهافتهم على المادة، إذ تتناول أحداثه موضوع عائلة تتعجل تقسيم ثروة كبيرها بعد وفاته، ويبدع في تصوير الصراع بين أفراد هذه العائلة بطريقة كوميدية ساخرة، يبرز فيها من نقائص هؤلاء الأفراد، ما يثير الضحك والبكاء في وقت واحد.
تنوع الأداء
استعان مخرج العمل بمصمم كوريغرافي، ربما هذه المسرحية الثانية في تاريخ المسرح في الكويت التي يستعين بها سيد العمل بكوريغرافي بعد مسرحية «شيطان الحب» للمخرج جابر المحمدي، فهو المسؤول عن التنظيم العام للحركة في العرض، وحركات المجاميع، حيث كان البعد الكوريغرافي لعرض «العائلة الحزينة» يتشكل من خلال العلامات الحركية التي تنتج عن تنوعات شكل الأداء، وعن حركة جسد الممثلين على الخشبة، وكذلك وضعه في الفضاء المسرحي، عن التجانس أو التعارض بين الكلام والحركة.

 

تناغم رائع
لقد وفق المخرج في إيجاد معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، ولمسنا ذلك التناغم الأدائي الرائع بين الممثلين، إلى جانب توظيف الديكور والأزياء والكسارات بطريقة متقنة مع الإضاءة ودلالاتها.

 

التمثيل
أجاد كل ممثل وممثلة أداء دوره، وبلياقة عالية في التشكيلات الحركية، ويبقى هناك تميز كوميدي لافت للممثلين الرائعين خالد المظفر وإبراهيم الشيخلي.
يبقى أن نقول إن نجاح أي عمل مسرحي يعتمد في الأساس على انتقاء النص الجيد، وفي هذا العرض أحسن المخرج عبدالعزيز صفر اختيار النص المناسب، والممثلين المتميزين... شكرا لفرقة مسرح الخليج العربي بقيادتها الشبابية متمثلة برئيس مجلس إدارتها الفنان ميثم بدر على هذا العرض الممتع الذي يليق بتاريخ واسم الفرقة، والذي يستحق أن يقدم لأكثر من مرة.
طاقم «العائلة الحزينة»
تأليف: برانسيلاف نوشيتش. إخراج عبدالعزيز صفر. تمثيل: فاطمة الصفي، ميثم بدر، إبراهيم الشيخلي، خالد المظفر، عبدالعزيز بهبهاني، سارة رشاد، مريم حسن، علي بولند. مصمم الديكور والأزياء: فاطمة القامس. مكياج: عبدالعزيز الجريب. مصمم الإضاءة: فهد الفلاح. كوريغراف: فرقة شياب. تدريب على المبارزة بالسيوف: يوسف بوشهري. موسيقى ومؤثرات: بدر سالمين. تقنيات: مسعود السعيد. إدارة مسرحية: عبدالله البصيري. مساعد مخرج: صالح الدرع. مخرج مساعد: محمد محب. إشراف عام: حمد العماني.


في الندوة التطبيقية لمسرحية «العائلة الحزينة»

 

إتقان في جماليات العرض... وجدل في سرعة الإيقاع

 

عبدالعزيز صفر: أردت حبس الأنفاس بسرعة الإيقاع لتقديم عرض نخبوي وجماهيري

 

د. سعاد يوسف: تناغم العرض في الصورة المبهجة للسينوغرافيا والأداء على المسرح

 

المتحدثون طالبوا بإعادة العرض من جديد أمام الجمهور
كتب: مفرح حجاب
عقدت الندوة التطبيقية لمسرحية «العائلة الحزينة» التي قدمتها فرقة مسرح الخليج العربي في قاعة الندوات بمسرح الدسمة بحضور مدير المهرجان وحشد كبير من المسرحيين والجمهور، وكان على المنصة مديرة الندوة أمل الدباس والمعقبة على العرض الدكتورة سعاد يوسف والأستاذ المساعد بجامعة الإسكندرية بالإضافة إلى عبدالعزيز صفر معد ومخرج العرض المسرحي.
استهلت أمل الدباس الحديث مشيدة بالمهرجان والقائمين عليه، وقالت: إن المسرح هو الشرارة نحو الثقافة والتقدم، لأنه يعتمد على حصيلة المعرفة والتأمل والتعجب والإقناع.
الدكتورة سعاد يوسف أوضحت في تعقيبها أن الصورة في عرض «العائلة الحزينة» كانت مفرحة وفيها الكثير من الزخرفة في الصورة والتي كانت فيها شيء من الواقعية التي تم تناولها بشكل فيه جمال من الخيال البصري مثل ميل المسرح وهو ما يؤكد براعة السينوغرافيا والإضاءة الواقعية لدرجة شعور المتلقي بتناغم في الصورة، مشيرة إلى أنها كانت دائما تؤكد مع طلابها على جمال صورة العرض.
وأضافت أن الصورة تجعل المشاهد يفكر جيدا لاسيما عندما تكون هناك إضاءة بهذه الحرفية وكذلك تصميم الأزياء وحالة الثبات والتغيير الذي حدث للفنانة فاطمة الصفي وكذلك صورة المرحوم التي كانت بلا ملامح، لافتة إلى أن البرجوازية عندما تموت يكون الصراع بين العمال، لكن عملية الواقعية والتوازن في الصورة وميل الديكور جعل العرض يشبه أعمال الكرتون رغم عدم التنوع في التمثيل ومحدودية استخدام الألوان بالساعات.
مخرج مبدع
وكان أول المشاركين في القاعة ناصر الحجي الذي قال إن العرض رغم ما فيه من ضجيج وأخطاء لغوية لدى بعض الممثلين إلا أنه كان متميزا، بينما أعرب طالب البلوشي عن سعادته بهذا العرض، وأضاف: أعرف المخرج عبدالعزيز صفر جيدا فنانا مبدعا لكن البطولة في مسرحية كانت لمهندس الديكور والنظر فيه، رغم اكتمال عناصره وأن الإضاءة تحتاج إلى بعض الضبط، متسائلا عن السر وراء قضية الموت التي انتهت بها كل العروض التي قدمت في المهرجان حتى الآن.
تفاصيل
أما شادية زكي فقد أكدت أن النص تميز بوجود شخصيات تتحرك على المسرح وتكونت بلون المسرح وتمكنت من إظهار التفاصيل التي تحدد المكان والزمان من خلال الإضاءة التي لم تكن مجانية، لأن ألوانها واكبت الحدث دراميا فضلا عن الديكور الذي ولد البنية الحسية والإكسسوارات التي شاركت في فعل التمثيل، وهو ما جعل العرض متناغما، موضحة أنها كانت تتمنى ألا يكون هناك خلط بين الديكور في الداخل والخارج.
الفخ والمصيدة
وقال الدكتور سامي الجمعان إن الفخ والمصيدة في عالم النقد هما السر الخفي وخصوصا في هذا العرض وحتى في العروض السابقة، وكان هذا الفخ الحركية فضلا عن العبارات التي تشير الى أن صفر احتفى بالإيقاع وهذا هو نهج معظم من في المسرح كان يركض من أجل البحث وراء الكلمات فلا يعني سرعة إيقاع العرض المسرحي أنه ناجح لأنه حبس أنفاسنا، داعيا إلى تدريب أولادنا على أن الإيقاع هو السر الحقيقي حتى يستطيعوا أن يقدموها دون عبء.
عبء الإيقاع
أما علاء الجابر فقال: لقد استمتعت بالعرض الذي يتنافس فيه الممثل بشكل ممتع لكني أتوقف عند الممثلة سارة التي كانت رائعة وهذا ليس قليلا من الآخرين كما أحببت فاطمة القامس على هذا الجهد في الديكور والأزياء المبهجة، إلا أن الإيقاع كما ذكر الجمعان جعل قلبي يرجف، مشيرا إلى أن سرعة الإيقاع جيدة لكنها تشكل عبئا على الممثل.
واعتبر القطع المباشر من دون تدرج للموسيقى مزعجا بالإضافة إلى مشكلة اللغة التي ظهرت خصوصا لدى الفنان إبراهيم الشيخلي بين حرفي القاف والغين، ملمحا إلى أن العرض كان جميلا والحب كان واضحا بين جميع أفراده.
جهد واضح
في هذا السياق أشاد الفنان عمر غباش بفريق المسرحية، وأضاف: كان جهدا واضحا وحالة من النضج في عدة محاور بالإضافة إلى الجهد الإخراجي وإعداد النص والسينوغرافيا والإضاءة، مبينا أن المخرج استطاع أن يقدم إعدادا شموليا لنص تقليدي، فضلا عن أن السرعة في الإيقاع كانت لمصلحة العمل، ولم يكن فيه حبس أنفاس وهذا كان واضحا في مشهد المخمورين.
حلول المكياج
أما الدكتورة سعداء الدعاس فقد أشادت بالعرض، وكذلك بأداء الفنانة مريم حسين، وكل الممثلين، لكنها انتقدت المكياج وخصوصا الباروكة التي استخدمها الفنان ميثم بدر بشدة، مشيرة إلى وجود حلول أخرى لإظهاره في عمر أكبر من عمره الحقيقي.
وأضافت: هناك تشابه إلى حد كبير بين ما كان في عرض «تاتانيا» وهذا العروض وهو أمر جميل أن يكون للمخرج تشابه، مشددة على أنه في ما يتعلق بإشكالية الحوار المخرج الذكي هو من يستطيع أن يكسرها وعلى المخرج أن يقدم حلولا أخرى.
محمد عبدالرسول أكد أن العرض كان فيه بعض الرتابة حتى في السرعة التي جاءت في بعض الأحيان من دون إحساس، على الرغم من أن الممثلين محترفون، متمنيا أن يشاهد هذا العرض من دون صراخ عالي النبرة.
بينما أعربت الدكتورة رانيا فتح الله عن سعادتها وانبهارها بإيقاع العرض المسرحي، وقالت: دائما نشاهد المخرج في العرض من خلال ما يحدث على الخشبة وشعرت أنه واع وإحساسه بالممثل عال جدا، متسائلة عن استخدام المخرج لقاعة المسرح.
عرض نخبوي
جواد شكرجي اعتبر أن «العائلة الحزينة» هي من منحت جمهور القاعة السعادة من خلال المفردة ولغة المسرحية المتكاملة، لافتا إلى أنه يرى العرض المسرحي في بدايته كالطفل الوليد قد يتشكل وينضج أكثر كلما تم تقدمه.
وتابع: أتمنى من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن يقدم مثل هذه العروض مرة أخرى للجمهور، مشيرا إلى أن صفر استطاع أن يقدم عرضا مسرحيا نخبويا جماهيريا بامتياز، وسرعة الإيقاع وحبس الأنفاس مطلوبان لأن هذا يدل على مدى تركيز الممثل، مشيدا بفريق المسرحية ومهرجان الكويت المسرحي الذي يعد مهرجانا عربيا منذ انطلاقته.
أما يعقوب المحرقي فأكد أن العمل جيد والمخرج استطاع أن يعكس جانب الكوميديا السوداء في حياة العائلة، مشيدا بالتنوع بين الممثلين.
مفاجأة
الفنان عبدالعزيز الحداد قال: لقد استمتعت بالعرض وحالة المفاجأة وليس من السهل أن تستمتع وتتكلم لكن المسرحية قدمت نقلة في الإيقاع، وربما تعودنا على الدراما أكثر في العروض، غير أن سرعة الإيقاع كانت رائعة، وإن كان الحس الدرامي لم يصل بالشكل المطلوب يكون سببه أن هذا هو العرض الأول للمسرحية، لافتا إلى أن قطع الموسيقى كان محسوبا وكان مقصودا للانتقال إلى مشهد آخر.
بينما قال الدكتور فهد الحارثي: إنني مغرم بالمخرج الهادئ عبدالعزيز صفر الذي ينفجر على خشبة المسرح من خلال لعبة الصوتيات، متمنيا تطوير هذا العمل وتفكيك مشاهده بصورة أخرى من أجل الإمتاع.
الإيقاع يشغلني
من جهته علق المخرج عبدالعزيز صفر في نهاية الندوة على العرض قائلا إنني لا أغضب من النقد واعتبر فيه الكثير من النصح، لأنني مؤمن بأنه ليس هناك عرض مسرحي كامل، وزاد: كنت أريد إيقاع العرض أسرع مما جاء به، لأن الإيقاع هو أكثر ما يشغلني سواء في هذه المسرحية أو المسرحيات السابقة، لأنني أعرف الجملة التي يقولها الممثل من بدايتها، فضلا عن أنني أشعر بالملل بسرعة، بالإضافة إلى أن طريقة قطع الموسيقى كانت مقصودة، حتى حبس الأنفاس كان مقصودا. وقد كتبت أوقاتا سعيدة مع العائلة الحزينة في منشور المسرحية، مشيرا الى أن هذا التناقض يحدث على أرض الواقع في العالم الآن.
اختصار النص
وواصل صفر: لقد اختصرت نص المسرحية من 200 ورقة إلى 30 ورقة، لكني أضفت بعض المشاهد مثل مشهد الطعام والخمور والسيوف والتناقض بين الداخل والخارج في الديكور كان مقصودا، مشيرا إلى أنه قدم مسرحية «تاتانيا» في عام 2009 وشاهد «تاتانيا» في أعمال أخرى.
واعتبر أن هذه هويته وقد أراد بالفعل تقديم عمل مسرحي نخبوي جماهيري في هذه المسرحية من خلال وجبة خفيفة، لافتا إلى أنه استخدم الصالة؛ لأنه يحب دائما أن يجعلها ضمن نطاق العرض المسرحي.


نقيب الفنانين المصريين أشاد بعروض المهرجان وثمَّن دعم المجلس الوطني

 

أشرف زكي: شاهدتُ أجيالاً جديدة تبشر بالأمل..
وحراكاً مسرحياً فاعلاً ونشطاً

 

حريص على إعادة تحديث البنية المعمارية وتصوير وتوثيق الأعمال المسرحية

 

عدد أعضاء النقابة 3 آلاف..
وغير الأعضاء لا يمكنهم التمثيل
بلا تصريح
الفنان أشبه بخيل الحكومة.. ينتظر رصاصة الرحمة
في نهاية حياته
كنت أتمنى من غرفة صناعة السينما حل مشكلة أحمد الفيشاوي بهدوء

 

أوقفت محمد رمضان وحنان ترك عاماً عن التمثيل.. وشعبان عبد الرحيم ليس عضواً في النقابة

 

الدولة رفعت يدها تماماً ولم تعد تدعم
الأعمال التاريخية

 

طوَّرنا المعهد العالي للفنون المسرحية

 

الوزارة عُرضت عليّ مرتين.. ورفضتُها

 

كتب: حسين خليل
ضمن أنشطة مهرجان الكويت المسرحي الـ 17 استضاف المركز الإعلامي أمس نقيب الفنانين في مصر، وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر الدكتور أشرف زكي، وذلك في قاعة «الصالحية» بفندق جي دبليو ماريوت، فيما أدار المؤتمر الزميل مفرح الشمري.
تحدث الدكتور أشرف زكي حول انطباعه عن المهرجان الكويت المسرحي قائلا: أنا شاهدت أجيالا جديدة تبشر بأمل وحراكا مسرحيا فاعلا ونشطا، مشيدا بالمجلس الوطني الذي بجهوده يظل صامدا للدورة الـ 17، وهذا إنجاز عظيم جدا، رغم ما واجهه من صعوبات وتحديات، وتحسب لهم هذه الاستمرارية، متابعا أن هناك أجيالا ومحطات قدمت من الدورة الأولى، فشكرا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والقائمين على هذا المهرجان.
وكشف زكي عن أن هناك ضوابط للذين يريدون التمثيل في مصر، أهمها أن يكون عضوا في النقابة، لأن هناك على الدخلاء الذين يدخلون للفن وهم أساسا ليسوا بفنانين، وأيدني الكثير في هذا القرار
تعاون مشترك
وحول التعاون بين نقابتي الفنانين المصرية والكويتية، أوضح زكي، بأن النقابة المصرية مفتوحة لكل الدول العربية، فكون المعهد الكويتي امتدادا للمعهد المصري من أساتذة ودكاترة، فلذلك ستكون المعاملة للفنانين الكويتيين هي نفسها لفناني مصر.
وأكد زكي أن النقابة في مصر على الأقل تقوم بحفظ كرامة الفنان وخاصة في خريف عمره من علاج وأمور عدة أخرى، موضحا أن الفنان بشكل عام «أشبه بخيل الحكومة»، ومشيرا إلى أن النقابة إمكاناتها ضعيفة جدا وبها 11 شعبة، والدولة لا تساهم بأي نصيب، فيما يبلع عدد الأعضاء 3 آلاف عضو، مؤكدا أن النقابة تأخذ 2% من كل أجر يتقاضاه فنان من أي عمل.
وقال زكي: إننا تجاوزنا في مصر 95 % من الأزمات، فيكفي أنك تنام آمنا أنت وأسرتك، مستذكرا أيام عهد الرئيس حسني مبارك كان أيضا هناك تفجيرات، فلله الحمد مصر آمنة.
وحول وقف الفنان أحمد الفيشاوي عاما كاملا من قبل غرفة صناعة السينما، بسبب عدم التزامه في الحضور للتصوير مع المنتجين، أوضح زكي أنه كان من المفترض أن تحل المشكلة بهدوء، عندما يتصل بي رئيس صناعة السينما فاروق صبري ونحل مشكلة الفيشاوي بهدوء، مؤكدا أن هذا دورنا كنقابة أن نمنعه عن التمثيل.
وعن عدد الفنانين الذين عاقبهم من أعضاء النقابة، قال زكي: أي شخص يغلط يجب معاقبته، فلذلك عاقبت الفنان محمد رمضان والفنانة حنان ترك بالوقف عاما عن المشاركة في التمثيل، كاشفا أن الفنان شعبان عبد الرحيم ليس عضوا في النقابة.
ظروف صعبة
وكشف زكي خلال المؤتمر الصحافي أنه ترك النقابة عام 2011 وعاد إليها من جديد عام 2015، مشيرا إلى أنه خلال هذه الفترة مر بظروف غاية الصعوبة، كما عُرضت عليه الوزارة مرتين، خلال هذه الفترة، وأنه اشتغل كل عام خمسة أعمال وهو خارج النقابة بحيث تفرغ تفرغا كاملا، مضيفا: «وعندما عدتُ للنقابة عام 2015 صورت عملت واحدا بعنوان القيصر، وشاركت ضيف شرف بخمس حلقات بمسلسل الميزان، كما أنني اعتذرت عن عدم المشاركة في مسلسل ليالي الحلمية».
وتابع أشرف زكي: «أنا دائما حريص على خدمة الناس بصدق، فلذلك خلال دخولي النقابة منذ عام 2015، سيكون دار المسنين للفنانين جاهزا بعد شهرين، وكذلك هناك مشروع إسكاني للشباب ومقره في مدينة 6 أكتوبر، كما أنني حريص على إعادة تحديث البنية المعمارية والمسارح التي تهالكت، وتصوير وتوثيق الأعمال المسرحية».
تطوير معهد المسرح
وذكر زكي أنه عمل على تطوير المعهد العالي للفنون المسرحية وتوجه للبنك الأهلي المصري وقدم لهم مشروعه وشرح لهم مدى أهميته، ووافقوا على دعمه لتطوير المسرح، مضيفا: «أنا لا أبالغ إذا قلت إن الصالة في المعهد حتى الحيوان لم يكن يستطيع العيش بها، والآن أصبحت خمسة نجوم والمسرح عمل مشرف للطلبة، وقمت بهذه المناسبة بعمل حفلة كبيرة وقام بإحيائها الفنان تامر حسني».
وحول افتقاد مصر الأعمال التاريخية، أوضح زكي: يعود ذلك إلى الدولة التي رفعت يدها عن الدعم، مؤكدا: عندما كانت هناك هذه الأعمال التاريخية لم يكن يوجد لدينا فتنة طائفية.
وعن أزمة النصوص، تابع زكي: «لدينا بالفعل أزمة كبيرة في كتاب النصوص الجيدة». وختم أشرف زكي حديثه بكلمات جميلة للطاقات الشبابية الكويتية التي تطل عبر هذه المهرجانات.

 

زوايا المسرح
قامات مسرحية
يحل بيننا هذه الأيام عدد متميز من ضيوف مهرجان الكويت المسرحي، وهم بلا أدنى شك يمثلون قامات مسرحية عالية وشامخة.
وحينما يكون الحديث عن الضيوف، فإننا أمام بعدين، أولهما تقديم أهم النتاجات المسرحية، التي تعكس التطور الكبير الذي بلغه المسرح في كويتنا الغالية.
أما البعد الثاني، وهو لا يقل عن الأول، من حيث أهميته في أن تتاح الفرصة الحقيقية للضيوف للاستماع إليهم والاستفادة من تجاربهم وتحليلاتهم وأفكارهم المسرحية المتجددة.
الأمر يتجاوز تلك الدقائق التي تتاح لعدد من الضيوف في الندوات التطبيقية إلى فضاء موسع من الحوار، لأننا أمام قيم وقامات وأسماء نجلها، استطاعت أن تزرع بصمتها في ذاكرة المسرح العربي بشكل عام، وبات من باب أولى أن نشرع الأبواب أمامها للحديث والإسهاب حيث المستفيد أولا وأخيرا هم أجيال المسرح عندنا.
لقد استطاع مهرجان الكويت المسرحي، وعبر دوراته الست عشرة الماضية، أن يجعلنا نقترب من أكبر عدد من الأسماء المسرحية البارزة، وفي هذه الدورة هنالك قائمة جديدة نحن في أمس الحاجة إلى مساحات أكبر من التواصل والحوار معها، ونحن هنا إذ نثمن مبادرات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وإدارة المسرح فإننا في الحين ذاته نتطلع إلى فضاء أكبر من الاستفادة والإفادة من أسماء ومبدعين يحطون الرحال بيننا، وقد لا يتكرر هذا اللقاء إلا بعد حين، وهي دعوة إلى الاستفادة.
وعلى المحبة نلتقي.

 


أصدره مركز البحوث والدراسات الكويتية .. ويناقش على هامش مهرجان الكويت المسرحي

 

سيد علي إسماعيل يوثِّق تاريخ الحركة المسرحية الكويتية.. في كتاب

 

 

أصبــح اسم الأستــاذ الدكتور سيـــد علي إسماعيــل ملتصقــا بالاكتشافات المسرحية، التي تغير المفاهيم وتهز الثوابت وتحرك الساكن دائما، وأبلغ دليل على ذلك كتابه الجديد الذي أصدره مركز البحوث والدراسات الكويتية بعنوان «قراءة في تاريخ المسرح الكويتي من خلال وثائق غير منشورة: من 1961 إلى 1971».
ويوم الإثنين الموافق التاسع عشر من ديسمبر الساعة الثانية عشرة ظهرا، سيقيم الدكتور نبيل بهجت الملحق الثقافي المصري، وتحت رعاية وحضور سفير مصر ياسر عاطف ندوة لمناقشة الكتاب في المكتب الثقافي المصري بالجابرية؛ حيث سيعرض الكتاب مؤلفه، وسيناقشه الدكتور فيصل القحطاني الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، والأستاذة الناقدة زهراء المنصور مديرة تحرير مجلة البحرين الثقافية، وسيحضر الندوة ضيوف مهرجان الكويت المسرحي.
وبتصفحنا للكتاب، لاحظنا اشتماله على مئات الوثائق المسرحية الكويتية المصورة بالألوان من أصولها.
أما التصدير فجاء موفقا ومطابقا لأهمية الكتاب ولقيمة مؤلفه، وكتبه رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية الأستاذ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم، قائلا فيه: «إن التأريخ الموثق لكافة الأنشطة المجتمعية في الكويت منذ نشأتها مما يقع في دائرة اهتمامات مركز البحوث والدراسات الكويتية ومن بين أهدافه، وخاصة إذا كانت مثل هذه الدراسات التاريخية من ذلك النوع الرصين الذي يعتمد التوثيق منهجا ويتوخى الموضوعية وسيلة للوصول إلى الحقائق ورصد تطورات الأحداث في مجالاتها وغاياتها. وهذا الكتاب الذي يؤرخ فيه مؤلفه – وهو أستاذ أكاديمي مختص – لبدايات النهضة المسرحية في الكويت (1961 – 1971) بموضوعية وتجرد وسعي مشكور إلى استنطاق الوثائق في هذه الفترة الزمنية المهمة، جدير بأن يكون بين أيدي القراء والمهتمين والمختصين بالثقافة بعامة وبالمسرح في الكويت بخاصة. ومركز البحوث والدراسات الكويتية إذ يشكر للمؤلف الأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل حرصه واهتمامه بتجلية حقائق هذه الفترة الزمنية المهمة الخاصة بالنهضة المسرحية، وإذ يقدر المركز له ما بذله من جهود في تجميع الوثائق المتصلة بها؛ مخطوطة ومطبوعة، ليأمل أن يكون هذا العمل حافزا للمهتمين بالأنشطة الثقافية وبدايات نشأتها وتطورها في الكويت من الباحثين والدارسين والأكاديميين لتقديم المزيد في هذا المجال».
أما إهداء الكتاب فكتبه الدكتور سيد لروح المرحوم جابر العنزي، قائلا: «أخي الحبيب جابر.. أهدي إلى روحك الطاهرة هذا الكتاب، الذي كنت سببا في ظهوره! وعذرا لأنني لم أرد لك الجميل في حياتك، وها أنا أحاول أن أرده إليك بعد مماتك بإهداء هذا الكتاب إلى اسمك الكريم، ليظل باقيا بين أصدقائك وأحبابك! رحمك الله رحمة واسعة.. يا فقيد المسرح الكويتي».
ثم تأتي مقدمة الكتاب في سبع صفحات، نقتبس منها هذه الفقرة التشويقية، ويقول فيها المؤلف: «سيظن القارئ عندما يقرأ عنوان هذا الكتاب، إنني سأكتب عن المسرح في الكويت؛ معتمدا على المراجع والكُتب المنشورة، وبالتالي سأكرر ما هو معروف عنه!! والحقيقة غير ذلك؛ لأنني سأكتب عن المسرح في الكويت من خلال مجموعة من الوثائق غير المنشورة.. في الفترة من عام 1961 إلى 1971م، وهي الفترة التي نفذ فيها الأستاذ (زكي طليمات 1894 - 1982) مشروعه في إقامة نهضة مسرحية في الكويت! وهو مشروع تبناه زكي طليمات ونفذه في مصر، وتونس، والكويت، وكان ينوي تنفيذه في ليبيا، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة».
والكتاب يتكون من أحد عشر فصلا، الأول جاء بعنوان «مشروع النهضة المسرحية وبدايات المسرح في الكويت»، وهو ينقسم إلى قسمين: الأول «مشروع النهضة المسرحية»، وفيه تتبع تاريخي وفني لنشاط زكي طليمات المسرحي في مصر من خلال انضمامه إلى جماعة أنصار التمثيل، وصداقته للرائد محمود مراد، وبعثته الفنية إلى فرنسا، وخطواته في إنشاء نهضة مسرحية في مصر، ثم في تونس.
أما القسم الثاني لهذا الفصل فكان بعنوان «بدايات المسرح في الكويت»، وفيه تتبع المؤلف العروض المسرحية المدرسية منذ عام 1939 في الكويت، ثم عرج إلى عروض الطلاب في بيت الكويت بالقاهرة، ثم عاد إلى عروض نادي المعلمين في الكويت. كما تطرق أيضا إلى المقالات والنصوص المسرحية المنشورة في بداية النشاط المسرحي في الكويت... إلخ، حتى وصل المؤلف إلى لحظة وصول زكي طليمات إلى الكويت أول مرة عام 1958، وتقديمه لاستعراض (مهرجان العروبة) أو (الوحدة الكبرى) ضمن فعاليات الموسم الثقافي، وكذلك قام بتقديم تقريره عن مظاهر النشاط الفني بالكويت.
أما الفصل الثاني فكان بعنوان «تشكيل فرقة التمثيل العربي 1961»، وفيه تم نشر وثيقة تشكيل الفرقة، وكيفية اختيار أعضائها، ومراحل اختباراتهم وكيفية تحويلهم من هواة إلى محترفين!!
والفصل الثالث جاء بعنوان «صقر قريش وتنمية النشاط المسرحي»، وفيه تناول المؤلف دور زكي طليمات في تثبيت تشكيل فرقة المسرح العربي، واختيار مكانها، وتدريب أعضائها، واختيار أول نص لها، وذلك من خلال الوثائق، التي تناولت أيضا مصير فرقة المسرح الشعبي في الكويت، ومسرح التنمية الاجتماعية، وضرورة إنشاء مؤسسة لفن التمثيل. ثم جاء الحديث المستفيض عن أول عرض حكومي لفرقة المسرح العربي وهو مسرحية «صقر قريش» لمحمود تيمور، ومدى النجاح الذي أحرزته عندما عرضت عام 1962. وتحت عنوان «صقر الرشود الأسبق» سيتعجب القارئ من مفاجأة غير متوقعة تخالف حقيقة تاريخية مغلوطة كنا نعتقد في صحتها تتعلق بالمرحوم الفنان صقر الرشود!! وبالمنطق نفسه سنكتشف أن زكي طليمات كان يعمل على تكويت المسرح!!
أما الفصـــل الرابـــع فجـــاء بعنـــوان «الشـــروط الخاصــة باستقــدام الفــرق»، وفيه سجل توثيقي لجميــع الفرق المسرحية التي جــاءت من خارج الكويت، وعرضــت مسرحياتهـــا على أرض الكويت في فترة الكتاب الزمنية. مع نشر وثيقة محضر اجتماع تم في مكتب وكيل الوزارة المساعد، وفيه وضعت الشروط الخاصة باستقدام الفرق الأجنبية!! ثم جاء في الكتاب توثيق شامل لجميع الفرق العربية التي زارت الكويت وعرضت مسرحياتها في الكويت في فترة الكتاب الزمنية! ثم تناول المؤلف وثائق تتعلق بالفنان سعد الفرج مؤلفا مسرحيا، ثم نجد عنوانا يتعلق بمريم الغضبان.
الفصــل الخامــس بعنــوان «المجلــس الأعلى لرعايــة الفنون والآداب»، ووثائق هذا الفصل في غاية الأهمية، لأنها تتعلق بنشأة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، حيث إن زكي طليمات كان أول من قدّم مقترح إنشائه تحت اسم المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، على غرار التجربة المصرية. كما تناول هذا الفصل المسرح العسكري في الكويت.
والفصل السادس جاء بعنوان «تطوير النشاط المسرحي بالكويت»، وأهمية هذا الفصل أنه يشتمل على وثائق تقييم دور زكي طليمات وفرقته المسرحية. كما يشتمل الفصل على وثائق تتعلق بالفنانة طيبة الفرج، وتكويت المسرح إداريا وفنيا من خلال الفنان حسين الصالح بوصفه نموذجا، وأسلوب ضيفات الشرف، والمسرح المعدني المتنقل.
والفصل السابع جاء بعنوان «تخطيط جديد»، وفيه وثائق متنوعة لعدة مشاريع جديدة تتعلق بالجمهور، والفنون الشعبية، والموسيقى، وإنشاء مركز لتعليم المسرح وآخر للموسيقى وثالث للفنون الشعبية. وتحت عنوان «رجم المسرح بالحجارة» جاء الحديث عن موقف التيار الديني المتشدد تجاه المسرح في الكويت مع أسرار مجهولة في هذا الشأن. وأخيرا جاء الحديث عن كيفية تحويل الفرقة الحكومية إلى فرقة أهلية.
الفصل الثامن بعنوان «أول بعثة استكشافية»، وفيه نتعرف على أول فوج مسرحي يزور مصر في بعثة استكشافية مسرحية، ومنهم: مريم الصالح ومريم الغضبان؛ خالد النفيسي، وعبدالحسين عبدالرضا، وعبدالرحمن الضويحي، جعفر المؤمن، حسين الصالح؛ صقر الرشود. وفي هذا الفصل نجد وثيقة بخط يد زكي طليمات بها تفاصيل التفاصيل لكل يوم من أيام هذه البعثة. ومن أهم موضوعات هذا الفصل ما يتعلق باستفادة صقر الرشود من البعثة في مجال الإخراج المسرحي، وما يتعلق بالطالب بلال عبدالله بلال الذي كان يُهيأ ليكون صورة ممتدة لحمد الرجيب.
وجاء الفصل التاسع بعنوان «مباريات التأليف المسرحي»، وفيه وثائق تتعلق بثلاث مسابقات مسرحية أُقيمت في الكويت، وهذه الوثائق ستغير كثيرا من الأحكام التاريخية.
والفصل العاشر جاء بعنوان «تطوير المسرح الكويتي»، وهو يتحدث عن مرحلة جديدة من تطوير المسرح الكويتي، ومنها استكمال الدراسة العليا في مركز الدراسات المسرحية، وإصدار مؤلفات ومترجمات في فنون المسرح، وإنشاء فرقة قومية، وإنشاء دار للأوبرا.
الفصل الحادي عشر والأخير، وهو الخاتمة: وفيها نتتبع آخر سنوات زكي طليمات في الكويت، والتفكير في إعادة التجربة في دولة الإمارات.
أعمدة المسرح الكويتي (1 من 5)

 

أول كادر مسرحي وطني يؤكد ذاته الابداعية في الممارسة المسرحية
حمد الرجيب.. «أسخيلوس المسرح الكويتي»


كان يؤمن بأن التقدم في حقل الحركة المسرحية من الصعوبة بمكان أن يتحقق من دون دراسة علوم المسرح

 

في القاهرة أشرف على نشاط التمثيل لـ «بيت الكويت» حيث كان يقدم الطلبة المبتعثون العديد من «الإسكتشات» التمثيلية

 

في العام 1940 تأسست في الكويت أربع فرق مسرحية مدرسية وكان يشرف على فريق التمثيل في المدرسة الأحمدية

 

كتب: د. نادر القنّة
مع منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، يكون المسرح الكويتي قد تخطى حاجز ثلاثة أرباع القرن الأول في مسيرته التاريخية، التي تخللها الكثير من الإنجازات، والانتصارات، والتمرحلات، والقليل من الإخفاقات.. فما كان له أن يحقق ما حققه من منجزات إبداعية وثقافية وفنية وإدارية وإنتاجية وتكوينية، دون حصوله على هذا الدعم اللوجستي، وهذه الرعاية الخاصة من قبل الدولة ومؤسساتها الحكومية، وشبه الحكومية إضافة إلى دعم ومساندة مؤسسات المجتمع المدني.
ففي خـــلال هـــذه المســيرة التاريخية الطويلة، التي قاربت اليوم قرنها الأول، أسهمت أسماء وأسماء إبداعية مسرحية كويتية كثيرة، في بناء وتركيب المسار الكرنولوجي للحركة المسرحية الكويتية.. أسماء ناشطة في الفن والثقافة والشؤون التربوية، والاجتماعية، وذلك بدءا من مرحلة التأسيس، ومرورا بمرحلة التطوير والتشكيل والاكتشاف والانتشار، وصولا إلى مرحلة النهضة والتنوير وصياغة الهوية، سنتوقف عند بعضها من عصر الآباء.
ويجب هنا أن نشير إلى أن الأسماء في هذه الدراسة ليست هي الكل، وليست حصرية، بل جاء اختيارها نتيجة للأسبقية التاريخية، ونتيجة لحجم التحولات والتغييرات التي أحدثتها في مركب الحركة المسرحية الكويتية.
بالمعنى التاريخي، القائم على التشبيه المقارب والاستدلال، فإن حمد الرجيب هو بحق اسخيلوس الدراما الكويتية. إذ يعد أول كادر مسرحي وطني تلقف فكرة المسرح من البعثة التعليمية الفلسطينية، وراح يعمل على رعايتها ضمن الأطر البيداغوجية، هاجسه في ذلك تكريس الممارسة المسرحية في البلاد، عبر تحفيز طلبة المدارس للانتساب إلى هذا النشاط الوليد.
كل ما كان يملكه الرجيب في تلك المرحلة التأسيسية: عشقه لفن التمثيل، وذاكرة فطنة، وحساسية فنية جمالية، وهمة عالية، ووعي مبكر بأهمية الفن، والتمثيل، وقدرة على الالتقاط والتخزين المعلوماتي. وهو ما عبر عنه بداية بالقول تبعا لما أورده خالد سعود الزيد، بأنهم «كانوا يستمعون إلى التمثيل من إذاعة بغداد وبودهم لو يحاكونه ويقلدونه». ويقول: «كانوا يتشوقون إلى سماع الروايات التاريخية التي تمجد البطولة وتقدم نماذج لقيم وأخلاق يعشقها المستمعون والمشاهدون». ويضيف خالد سعود الزيد: «لقد كان ما يستمعون إليه من إذاعة بغداد وما يشاهدونه حين يرحلون إلى بغداد والبصرة حديث دواوينهم ومجالسهم».
التقطت ذاكرة الرجيب كل هذه التجارب المبكرة، قبل أن يبدأ المسرح، ومع عرض مسرحية «عمر بن الخطاب في الجاهلية والإسلام» للمدرسة المباركية، التي قدمها عضو البعثة التعليمية الفلسطينية الأستاذ محمد محمود نجم مدرس اللغة العربية، امتص الرجيب خبرة أستاذه، وخزنها في ذاكرته خاصة أنه شارك في هذه المسرحية تمثيلا بدورين، الأول جسد فيه مكرها شخصية نسائية، وهي «فاطمة» شقيقة عمر بن الخطاب، ولرفع الحرج عنه أمام المنظومة الاجتماعية المحكومة بالتقاليد المتوارثة، والتي لا خبر لها في هذا النوع من الفنون سابقا، أسند إليه المخرج الدور الثاني في المسرحية، ليجسد شخصية رجل.
في العام 1940 تأسست في الكويت أربع فرق مسرحية مدرسية في المدارس الأربع وقتذاك: المباركية والأحمدية، والشرقية، والقبلية. وكان مــن نصيــب حمد الرجيـب أن يشرف على فريـــق التمثيل في المدرسة الأحمدية وكان من مهامه اختيار النص واختيار فريق التمثيل وتدريبه، وتكوين العرض المسرحي إنتاجيا وفق معايير تلك المرحلة.
العمل في هذا الإطار زاده خبرة مسرحية تطبيقية إضافية، علاوة على ما اكتسبه من خبرات مسرحية سابقة من أعضاء البعثة التعليمية الفلسطينية. في مرحلة الأربعينيات قدم حمد الرجيب العديد من الأعمال المسرحية لفرق التمثيل في المدارس، كان من أبرزها عرض مسرحية «وفاء»، الذي تم تقديمه عام 1945 في ساحة المدرسة الأحمدية.
كان الرجيب يؤمن بأن التقدم في حقل الحركة المسرحية من الصعوبة بمكان أن يتحقق من دون دراسة علوم المسرح.. فالعلم هو البوابة الحقيقية لصناعة فن ناجز. لذلك سرعان ما استثمر وقته وجهده في دراسة فن التمثيل في مصر، حيث التحق بالمعهد العالي لفن التمثيل، حينما ذهب لمصر لاستكمال دراسته التربوية الاجتماعيـــة في معهـــد المعلمــين بالقاهرة.
وأثنـــاء دراسته لعلوم المسرح «ربطته صداقة وثيقة بأستاذه زكي طليمات واستفاد منه كثيرا»، وفق تعبير خالد سعود الزيد.
في القاهرة أشرف حمد الرجيب على نشاط التمثيل (لبيت الكويت) حيث كان يقدم الطلبة المبتعثون العديد من الاسكتشات التمثيلية، والمسرحيات القصيرة خلال احتفالاتهم في مناسبات عدة، وجلها من إخراج حمد الرجيب، واختياراته، من أبرزها: أضرار التبغ للروسي تشيكوف، ومهزلة في مهزلة التي نظمها شعرا أحمد العدواني، والمروءة المقنعة، خلاف نشره لمسرحيته «من الجاني؟» في مجلة البعثة عام 1947، ثم «خروف نيام نيام» عام 1949، ثم «مهزلة في مهزلة» عام 1948.
وحينما عاد الرجيب إلى الكويت عام 1949، ليتولى مسؤوليات وظائفية عدة في إدارات الدولة ظل المسرح يرافقه ويستقطبه من حين إلى آخر. وما إن أتيحت له الفرصة لتقديم مقترح حول تطوير الفنون في البلاد، سرعان ما وجد الحل في استقطاب عميد المسرح العربي زكي طليمات ليضع هذا الأخير في نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات خطته المعروفة لإرساء دعائم حركة مسرحية كويتية تقوم على التنظيم والهيكلة، وفق أسس علمية، وقد كان له ما أراد فخيرا فعل الرجيب في استقطابه لطليمات، لينتقل المسرح في الكويت من حال إلى حال، بل من واقع إلى واقع مغاير تظلله مفاهيم النهضة والتطوير والتنوير. ولو لم يفعل الرجيب غير ذلك لكفاه ما فعله هذا فخرا، وإنجازا في مسار الحركة المسرحية الكويتية، ليغدو واحدا من أهم أعمدة البناء والتكوين في مسرح بلاده.

 

افتتح معرض بيت لوذان «7» في قاعة العدواني
وزير الإعلام: للفنون والثقافة دور مهم
في تعزيز فكر التسامح

 

 

أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح أهمية دور الثقافة والفنون في تعزيز فكر التسامح في المجتمعات.
جــاء ذلك في تصريــح أدلى به الوزير الحمــود على هامش زيارته لقاعتي «الفنون» و«أحمد العدواني» في منطقة ضاحية عبدالله السالم للاطلاع على معرض الفنان المصري طاهر عبدالعظيم تحت عنوان «رؤية تشكيلية للسيرة النبوية» وافتتاحه معرض الفن التشكيلي للشباب المتدربين في المرسم الحر «معرض لوذان التشكيلي السابع».
وجال الوزير الحمود في معرض الفنان طاهر عبدالعظيم وهو أستاذ في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان المصرية الذي افتتح في الخامس من ديسمبر الجاري في إطار ختام أبرز فعاليات احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 متضمنا لوحات فنية تجسد السيرة النبوية المشرفة.
وعرضـــت اللوحــات بصــورة مشروع بانورامي في مجموعة من اللوحات المتتابعة لتسرد أحداث سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسلسل زمني حيث إن السيرة تعتبر جزءا من السنة النبوية المطهرة ومصدرا لتوجيه الحياة الإسلامية كلها بعد القرآن الكريم.
وشرحت اللوحات قصصا تحدث عنها القرآن الكريم كأصحاب الفيل والطير الأبابيل والعصف المأكول ومكة المكرمة والمولد النبوي وشق الصدر وإعادة بناء الكعبة ونزول الوحي ونزول الآيات على الرسول الكريم والجهر بالدعوة ودار الأرقم وتعذيب الكفار للمسلمين وهجرة الحبشة الأولى.
في سيــاق آخر افتتح الشيخ سلمان الحمـــود معرض الفن التشكيـــلي للشــباب المتــدربين في المرســم الحــر (معرض لوذان التشكيلي السابـــع) مبديا اعجابه بجهود الشباب في الكويت وتميزهم في الفن التشكيلي.
وقال الشيخ سلمان الحمود إنه فخور بافتتاح هذا المعرض الذي يضم أعمال مجموعة من الفنانين الشباب وعددهم 16 فنانا قدموا لوحاتهم بالتعاون مع عدد من كبار الفنانين والأكاديميين خاصة الفنان التشكيلي عبدالله الجيران.


وأكد أهمية ودور الفن التشكيلي والفنون بشكل عام في بناء الوعي لدى الناشئة والشباب، مشيرا الى حرص المجلس الوطني للثقافة والفنــون والآداب على الاهتمــام بالشباب والناشئة وتشجيعهم تنفيذا للتوجيهات السامية من صاحب السمـــو أمير البـــلاد الشيخ صباح الأحمـــد الجابـــر الصباح في تمكين الشباب ودعمهم .
وبين أن الدولـــة مــن خــلال استراتيجيتها في وزارة الدولة لشؤون الشبــاب وضعـت أهم أولوياتهــا تشجيــع الثقافة والفكر والفنون ودعمهم بإيجاد منصات ومساحات اكبر للمبدعين من شباب الكويت بما يصب في مصلحة البلاد.
وأشـــاد بجهــود الأمـــين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي وجميع القائمين على المرسم الحر.
بدوره قال العسعوسي في تصريح للصحافيين على هامش المعرض إنه يضم لوحات لـ 16 فنانا تلقوا دورات تدريب في المرسم الحر تحت اشراف الفنان عبدالله الجيران.
وأضاف العسعوسي أن من أبرز ما يلفت النظر في هذا المعرض هو مشاركة فنانين رواد إلى جانب الفنانين المتدربين الـ 16 الذين تدربوا في ورشة التدريب وخرجوا بنتاجات فنية تغطي مختلف المدارس التشكيلية تشكلت في نحو 66 عمــلا فنيا متنوعا من ناحيــة المضمون والشكـــل والخامـــات المستخدمــة.
واعتبر هذا المعرض إحدى القنوات التي يفتحها المجلس الوطني للثقافة للفنانين التشكيليين من الرواد في هذا المجال أو حتى المتدربين لتقديم إبداعاتهم للجمهور والتعرف على مواطن قوة هذه الاعمال ومدى نجاح المشرفين على الاعمال وتوجيهاتهم.
بدوره قال الفنان التشكيلي عبدالله الجيران منظم المعرض بالتنسيق مع ادارة الفنون في المجلس الوطني للثقافة ان هذا المعرض هو السابع لبيت لوذان والذي يسعى للتميز في كل معرض له للفن التشكيلي.
وأضـــاف الجيـران في تصريـــح للصحـــافيين أن أغلــــب اللوحات المشاركة في المعرض رسمت بالألوان الزيتية لفنانين متدربين وآخرين رواد في مجال الفن التشكيلي.
وأشار إلى أن المرسم الحر أبوابه مفتوحة لكل من يرغب في المشاركة والانتساب لورش التدريب والمعارض، لافتا إلى الدعم الكبير من المجلس الوطني للثقافة والوزير الحمود شخصيا للمرسم.

 

Happy Wheels