مهرجانات وأنشطة

النشرة الثانية



شهد تكريم عبد الحسين وعبد الأمير والمسلم والرومي والحداد والبسام «الوهم» يفتتح مهرجان الكويت المسرحي الـ 15 في مسرح السالمية
   
العسعوسي: النجاح في استمرارية المهرجان يعكس مدى اهتمام الكويت بأهمية المسرح

إبداعات رواد الحركة المسرحية أوجدت البيئة المناسبة التي نشأ فيها المهرجان

كتب: عماد جمعة

وسط أجواء احتفالية وتحت رعاية وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وبحضور شهاب عبدالحميد شهاب الأمين العام للمجلس الوطني بالإنابة ومحمد العسعوسي الأمين العام المساعد لقطاع المسرح ومدير المهرجان حمد الرقعي ونخبة من المسرحيين العرب ضيوف المهرجان وكوكبة من الفنانين والاعلاميين والقنوات الفضائية، انطلقت فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي على خشبة مسرح السالمية والذي تتواصل فعالياته حتى 20 الجاري.

بدأ حفل الافتتاح الذي قدمته المذيعة سودابة علي بأسلوبها الرصين والمتميز وأخرجه أستاذ قسم التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية هاني النصار بمشهد تمثيلى استغرق ما يقرب من الدقيقة ونصف الدقيقة وكان بمنزلة تمهيد للعرض الكلاسيكي الذي قدم بعد مراسم الافتتاح.

ثم ألقى الأمين العام المساعد لقطاع المسرح محمد العسعوسي كلمة بهذه المناسبة قال فيها : يسعدني أن أنوب عن معالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في افتتاح الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي التي تنطلق بدعم ورعاية كريمة من معاليه... كما يطيب لي أن أرحب بكم وبضيوف الكويت من فنانين ومبدعين من الخليج والوطن العربي،

وأن أذكر لكم بالشكر والعرفان استجابتكم لدعوتنا وتلبيتها بالحضور، متمنيا للإخوة الضيوف طيب الإقامة في بلدهم الثاني الكويت. وتابع: «أربع عشرة دورة» مضت من عمر هذا المهرجان، ولايزال قادرا على الاستمرار والعطاء ومواكبة المتغيرات الاجتماعية والثقافية؛ بفضل العناية الدائمة والدعم المستمر الذي تقدمه الدولة للثقافة والفن والفكر.

«أربع عشرة دورة» من التلاقي المسرحي، تحولت فيها الأماني والرغبات إلى خطوات فعلية على أرض الواقع – بكل ثقة واقتدار – من مرحلة تطويرية إلى أخرى، سواء كان ذلك على مستوى الطاقات الإبداعية البشرية، أو على مستوى الكيانات المسرحية، أو على مستوى إنشاء دور العرض المسرحي، وما يرتبط بها من مستلزمات تقنية وأدوات تشغيلية. «أربع عشرة دورة» مضت من عمر المهرجان، ومازال قادرا على التأكيد أن الثقافة هي الجامع الحقيقي لأبناء الخليج والوطن العربي في جو يسوده الفن والإبداع، مثلما يسوده المحبة والخير والسلام.

رسالة المسرح وأكد العسعوسي أن النجاح في استمرارية هذا المهرجان يعكس مدى اهتمام دولة الكويت برسالة المسرح، ويشير في الوقت نفسه إلى الدور الريادي للحركة المسرحية الكويتية، في حركة الوعي والتنوير والارتقاء بواقع الإبداع الفني كإحدى دعائم التنمية الثقافية الشاملة.

لقد أصبح مهرجان الكويت المسرحي حدثا منتظرا في الساحة الفنية، محليا وخليجيا وعربيا، ولاسيما بعد نجاحه منذ انطلاقته في تشجيع المواهب الفنية، والتنافس على تقديم الأفضل، وحث المبدعين على التطوير الدائم للعمل المسرحي، وتكريـم الأعمـال المتميزة، إضافة إلى مناقشة قضايا تهم المسرحيين العرب، سواء في التأليف أو التمثيل، أو من حيث التقنيات والإمكانات، وعلى الرغم من انطلاقته الحديثة نسيبا، مقارنة بالمهرجانات الخارجية المعروفة، برز المهرجان كواحدة من أبرز التظاهرات التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتشهدها الكويت ومنطقة الخليج عموما، حتى أصبح خلال بضع سنوات إنجازا مميزا يضاف إلى رصيد إنجازات الكويت في مجالات الثقافة والفنون الهادفة.

وإذا كانت إبداعات رواد حركتنا المسرحية والتجارب التي غرسوها في تربة المسرح قد أوجدت البيئة المناسبة التي نشأ فيها المهرجان وترعرع، فإن فعاليات المهرجان لم تكن لتعرف النجاح لولا حماس ذوي الخبرات وتعاون رموز المسرح الكويتي، من أجل إبراز الطاقات والمواهب، بما يحفظ مقام «أبي الفنون» وقيمته في حياتنا الثقافية والاجتماعية، وذلك من دون أن ننسى الحضور الدائم للمسرحيين الخليجيين والعرب، في دورات المهرجان كافة، حيث كان لتفاعلهم مع الحركة المسرحية المحلية دور حاسم في تحقيق ما وصل إليه من شهرة ومستوى رفيع... وبهذه المناسبة يسعدني توجيه التحية والتقدير لجميع من شارك في الدورات السابقة من المسرحيين الكويتيين والخليجيين والعرب.

تكريم المبدعين وقال العسعوسي: لقد دأبت دولة الكويت، في كل دورة من دورات هذا المهرجان، أن تكرم ثلة من الفنانين الذين ساهموا في بناء النهضة المسرحية، ويأتي في مقدمة فعاليات المهرجان تكريم كوكبة من رواد العمل المسرحي في الكويت، عرفانا بما قدمته أياديهم البيضاء لخدمة هذا الفن الراقي... هذا بالإضافة إلى مشاهدة أحدث أعمال الفرق المسرحية في الكويت على مدار عشرة أيام، والهدف هنا ليس فقط الحصول على الجوائز، وإنما من أجل التنافس الشريف وتبادل الخبرات ودعم تطلعات شباب الحركة المسرحية... وهنا لا بد من توجيه تحية وتقدير لجميع الفرق المسرحية المشاركة في أنشطة عروض الدورة الحالية، متمنيا لهم كل التوفيق والنجاح وللحركة المسرحية مزيدا من التقدم والإبداع.

ولا يفوتني أن أكرر التهنئة لكل الرواد الذين كُرموا في هذه الدورة وفي الدورات السابقة من عمر هذا المهرجان. واختتم العسعوسي بقوله: أتوجه بالشكر لمعالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعمه المتواصل ورعايته واهتمامه بالقضايا الثقافية والفنية... والشكر موصول لأعضاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لجهودهم الكريمة في سبيل إقامة هذه التظاهرة المسرحية.

وأخيــر أسـال المـولى عز وجل أن يحفظ هذا الوطن من كل سوء، وأن يوفقنا إلى ما فيه الخير لهذه البلاد تحت قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم.

لجنة التحكيم تم الإعلان عن أسماء لجنة التحكيم والتي ضمت كلا من الدكتور خالد عبداللطيف رمضان من الكويت وعلى مهدي الأمين العام للهيئة العالمية للمسرح من السودان وارتسام صوف رئيسة فرقة العنقاء للفن المسرحي بتونس والدكتور حسين علي طارق مسرحي وإعلامي من العراق والدكتور سعيد كريمي أستاذ المسرح بجامعة المولى إسماعيل في المغرب والمخرج والفنان خالد الطريفي من الأردن والكاتب المسرحي فهد الحارثي من السعودية وحيت الجماهير أعضاء اللجنة فى الصالة والذين لم يصعدوا على خشبة المسرح في تقليد جديد مختلف عما اعتدناه فى السنوات السابقة. المكرمون وفي فقرة فيلمية عن المكرمين جرى عرض فيلم قصير تضمن جوانب من أعمال المكرمين المسرحية والتي أعادت للحضور ذكريات أعمال جميلة لاتزال محفورة في ذاكرة الفن الكويتي والخليجي.

ثم جاءت بعد ذلك لحظة الوفاء والتكريم لنخبة من فناني المسرح الذين أثروا الفن المسرحي بإبداعاتهم المتميزة على مدى سنوات طويلة وحملوا مشاعل الفكر والتنوير في لفتة جميلة ليتم تكريم كل من الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا وتسلم شهادة تكريمه حسن السلمان لوجوده خارج البلاد، كما تسلم جمال التركي شهادة تكريم المبدع عبد الأمير التركي لظروفه الصحية، ثم يتم تكريم المؤسس والمنسق العام لمهرجان مسرح الطفل الدكتور حسين المسلم والدكتورة نورية الرومي والفنان القدير عبدالعزيز الحداد والمخرج سليمان البسام ليلتقط الجميع صورة تذكارية بهذه المناسبة. عرض الوهم يبدو أن المخرج هاني النصار أراد أن يكون مختلفا في رؤيته الإخراجية لحفل الافتتاح فابتعد عن الشو المسرحي والاستعراضات والإبهار وهي الأمور التي اتسمت بها غالبية العروض المسرحية في افتتاح الدورات السابقة ليقدم لنا عرضا مسرحيا كلاسيكيا رصينا خارج المسابقة الرسمية لفرقة «تياترو» بعنوان «الوهم» تأليف حمد الرقعي وشارك في بطولته نخبة من الممثلين الشباب وهم عصام الكاظمي وعبدالله الحمود ومحمد أكبر وسارة التمتامي وسالي فراج ويوسف الحربي وهاني الهزاع وسط سينوغرافيا تستدعي المسرح الأغريقي. العرض جمع بين بساطة الشكل وعمق المضمون في بانوراما فنية تسجيلية لأشهر الشخصيات المسرحية في المسرح العالمي والتي رسخت في وجدان المسرحيين عبر العصور المختلفة هذه الشخصيات التي تم استدعاؤها في لعبة مسرحية انطلقت من الجملة المحورية «يحق للمسرح ما لا يحق لغيره والتي كررها الراوي «عصام الكاظمي» ليربط بين مقتطفات من أهم الأعمال في تاريخ المسرح فنشاهد هاملت وماكبث والكترا وأوديب وروميو وجولييت وقيس في مزاوجات تتجاوز الأطر التقليدية ونهايات رسمها المؤلف لهذه الشخصيات. قدم المخرج هاني النصار رؤيته في قالب كلاسيكي معتمدا على الأداء الرصين لشخصياته وسط البقع الضوئية والتشكيلات الحركية وموسيقى هادرة مختتما بمقولة العرض أنه يحق للمسرح ما لا يحق لغيره، كم غير وبدل أحوال شخصيات عظيمة! كم تحكم في مصيرها ورسم لها طريق الخلود! صبرا أيها الخالدون سيأتي بعدكم من سيخلده المسرح ويرسم له عوالم أخرى فلا تظلموه فأنتم من أكد لنا أنه يحق للمسرح ما لا يحق لغيره. وناقش العديد من القضايا الاجتماعية والفنية التي يعاني منها الوطن العربي كما تضمن الحفل بانوراما مسجلة لدورات المهرجان السابقة مع استعراض للفرق المسرحية المشاركة في دورة المهرجان الجديدة. شهد حفل الافتتاح تكريم كوكبة من النجوم هم الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا ود.حسين المسلم والمؤلف القدير عبد الأمير التركي ود. نورية الرومي والفنان القدير عبدالعزيز الحداد والمخرج سليمان البسام.
    

وعد بمفاجأة في حفل الختام من خلال «من يا شهرزاد»
هاني النصار: «الوهم» يخاطب الفكر الإنساني بعيدًا عن التقليدية

كتب: محمد جمعة

أعرب عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية، مخرج حفل الافتتاح هاني النصار، عن سعادته بردود الأفعال الواسعة التي أعقبت رفع الستار عن فعاليات اليوم الأول من مهرجان الكويت المسرحي في دورته الخامسة عشرة. وثمن النصار تفاعل الحضور من ضيوف المهرجان وأعضاء الفرق المشاركة والجمهور مع عرض الافتتاح الذي حمل عنوان «الوهم» من إخراج هاني النصار، ومن تأليف حمد الرقعي، وبطولة عصام الكاظمي، عبدالله الحمود، محمد أكبر، سارة التميمي، سالي فراج، يوسف الحربي، وهاني الهزاع.

وعلى هامش الحفل قال المخرج النصار: «إن العمل يحمل رسالة عميقة مُفادها أن المسرح الكويتي مازال بخير، وكان واجبا علينا أن نقدم هذه الجرعة التمثيلية لضيوفنا العرب في 15 دقيقة، لنظر إمكانات المسرح الكويتي من التمثيل والإخراج والتأليف، وأردت أن أسبح مع الزملاء خارج الصندوق، لنكسر قاعدة أن عرض الافتتاح لا يتجاوز كونه فكرة كوميدية خفيفة، لنخاطب من خلال (الوهم) الفكر الإنساني، من خلال جملة عريضة (يحق للمسرح ما لا يحق لغيره)، لذا استدعينا مجموعة من الشخصيات التاريخية، كي نلعب معهم تلك اللعبة التي شاهدها الجمهور في العرض».

وثمن النصار اختياره من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، لإخراج حفلي الافتتاح والختام، قائلا: «شرف كبير لفرقة تياترو التي أُمثلها، وما قدمناه إنجاز كبير للفرقة، وسيذكر التاريخ أننا أول فرقة مسرحية تقدم عملا على خشبة مسرح السالمية الجديدة، في هذا الحدث الضخم الذي شهد أيضا تكريم نخبة من المبدعين، وعلى رأسهم العملاق الكويتي القدير الفنان عبد الحسين عبد الرضا، وأنا أعتبر هذا الحدث تكريم خاص لي». وأكد المخرج الأكاديمي أن المسرح مميز من حيث الشكل، وتمنى أن يتم تلافي بعض أوجه القصور في المسرح، موضحا أن هذا الكيان الضخم يُعد صورةً مشرفة للكويت، ولافتا إلى أنه استخدم في مجموعة من الشاشات في الديكور لتلافي بعض العقبات.

وبسؤاله عن اعتماده سياسة الباب المفتوح، من خلال الاستعانة بأسماء من خارج فرقة تياترو، لتشارك في الأعمال التي تقدمها الفرقة، أفاد: «نحن مسرح بلا حدود، فنحن منذ أسست فرقة تياترو نعتمد على التوأمة بين الفرق الخاصة في ظل العزلة التي تعيشها الفرق الأهلية، ونحن كفرقة تياترو كيان مسرحي غير ربحي هدفه الحضور بفاعلية في مختلف الأنشطة العربية، ونتطلع لدعم أكبر من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب».

أما عن الفكرة التي سيقدمها في حفل الختام فقال النصار: «سنعرض عملا كوميديا ضخما بعنوان (من يا شهرزاد)، من تأليفي وإخراجي، ومن بطولة نخبة من النجوم، إذ يحاول شهريار إرضاء شهرزاد الحزينة لتكمل له الحكاية، فماذا سيحدث؟ هذا هو السؤال الذي ستكشف الأحداث عن إجابته في حفل الختام»، مشيرا إلى أن العمل من بطولة الفنانين عبدالعزيز النصار، خالد السجاري، سالي فراج، عصام الكاظمي، عبدالله الحمود، محمد أكبر، سارة التميمي، يوسف الحربي، وهاني الهزاع.
    

د. حسين المسلم: سعيد بتكريمي واعتبره منطلقا لتجديد العطاء
المجلس الوطني أفضل مكان لتبني مشروعي لمنتدى المسرح

كتب: عماد جمعة

أبدى الدكتور حسين المسلم سعادته بتكريمه ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي، في دورته الخامسة عشرة، واعتبره «منطلقا لتجديد العطاء»، وأيد المسلم، في حواره مع «نشرة المهرجان»، وجود لجنة مختصة لتقييم العروض قبل مشاركتها الفعلية في المهرجان، مطالبا بتفعيل قرار انشاء الفرقة الوطنية للمسرح.. وهنا نص الحوار:

.كيف ترى تكريمك في مهرجان الكويت المسرحي بعد سنوات طويلة من العطاء وهل جاء متأخرا؟

لا أشعر بشكل عام أن تكريمي تأخر لأنني أعتقد أن تكريمي بدأ منذ أكثر من 25 عاما وهذا ما اعتبره التكريم الحقيقي فقد بدأت حياتي معلما ومدربا ومثقفا للمسرح والمسرحيين وبالتالي أبنائي ممن تعلموا على يدي أصبحوا نجوما ولهم مكانة متميزة في منطقة الخليج عموما وليس الكويت فقط فعندما أراهم نشطين ومؤثرين ويكنون لي كل الاحترام والامتنان والتقدير أينما أذهب سواء في داخل بلدي الكويت أو في أي دولة خليجية فأنا كرمت من هؤلاء بشكل واضح وقوي وتكريمي في مهرجان الكويت المسرحي يأتي كتتويج لهذه التكريمات المتواصلة خلال مشواري المسرحي.

والمسرح من وجهة نظري هو فكر فعال وقيمة وهدف وفرجة في ذات الوقت ومنذ أن بدأ دوري من خلال المسرح المدرسي في تدريب الناس أو المسرحيين على مدى 15 سنة ثم واصلت المسيرة مع مسرح الشباب ما يقرب من 10 سنوات ثم توليت عمادة المعهد العالي للفنون المسرحية فساهمت في تخريج أجيال من الشباب المسرحي الواعي وأعتقد أن دوري في كل هذه المراحل هو دور تأسيسي حتى في دولة الإمارات قدمت الورش وقمت بتدريب وتعليم أجيال من الشباب وهؤلاء اراهم اليوم في الإذاعة والتلفزيون والمسرح فأشعر بسعادة غامرة لأنني أحصد ثمرة جهدي وعملي وكما قلت يسعدني تكريم مهرجان الكويت المسرحي واعتبره منطلق لتجديد العطاء وتفعيل قدراتي الشخصية لكى أواصل واستمر وأتوجه بالشكر لمن كانوا سببا في تكريمي بداية من مدير المهرجان حمد الرقعي والأمين العام المساعد لقطاع الفنون ورئيس المهرجان محمد العسعوسي والأمين العام للمجلس المهندس علي اليوحة فلهم كل الشكر والتقدير على هذه اللفتة الكريمة كما أشكر اليوحة لاهتمامه المتزايد بالحركة المسرحية والثقافية في الكويت فقد لمسنا في عهده نحن الفنانين دعمه للنشاط المسرحي في الكويت كما أتوجه بالشكر الخاص لمعالي وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني الشيخ سلمان الحمود فلولا وقوفه ودعمه وتشجيعه ما كان لهذه الأنشطة أن تزدهر واعد الجميع أن هذا التكريم هو بداية فتح طريق جديد نحو الإبداع والابتكار والتفاعل.

بعد كل هذه السنوات من تنظيم مهرجان الكويت المسرحي ما هو تقييمك للمهرجان وهل تراه في تطور أم مجرد تظاهرة مسرحية لعدة أيام ثم تنفض؟

مهرجان الكويت المسرحي يشبه كل المهرجانات المسرحية في الوطن العربي ولذلك أتمنى أن يبادر المجلس الوطني باعتماد منهجية التقييم التي نفتقدها في مهرجانات الدول الاخرى لأن مرحلة التقييم تعنى بداية سلسلة من التطوير المتواصل ويمكن الاستفادة من آراء المتخصصين والفاعلين في الحركة المسرحية.

ظهرت بعض العروض في دورات سابقة بمستوى لا يليق بسمعة المهرجان فهل تؤيد وجود لجنة مشاهدة لتصفية مثل هذه العروض والارتقاء بمستوى المهرجان والمشاركين فيه؟ بالطبع اؤيد وبشدة وجود لجنة مشاهدة من المتخصصين وطبقنا هذا في مهرجان مسرح الطفل واللجنة كانت جادة فعلا واستبعدت بعض العروض القادمة من الوطن العربي وتفهموا ذلك وطلبوا المشاركة فى الدورة المقبلة وسيكون مستواهم افضل ولا أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة في خضوع المؤسسات الرسمية للتقييم لأن هدفنا جميعا التطوير والارتقاء بالذائقة الجماهيرية.

متى يصبح للكويت مسرحها القومي الذي يمثلها في الداخل والخارج؟ ناقشنا هذا الموضوع كأعضاء في اللجنة العليا للمسرح منذ فترة طويلة وظهرت فرقة بناء على ذلك تحت مسمى الفرقة الوطنية لكن للأسف لم تفعل هذه الفرقة فنحن نحتاج للفرقة الوطنية للمسرح وفرقة مسرح الطفل وأعتقد أنه صدرت قرارات بذلك من سنين لكن تبقى قضية تفعيلهما. < هل نجحت الورش المسرحية في أداء دورها ورسخت لظهور جيل من المواهب الشبابية؟ معظم الورش المسرحية التي تقدم في الخليج عموما غير مفيدة لأنها غير ممنهجة أو علمية ويشارك فيها أناس غير متخصصين لأنك تحتاج الى خبرات في المجال الفني والتدريبي في نفس الوقت وأنا اقترحت منذ ثماني سنوات مشروع «منتدى للمسرح» وهذا المشروع يرتبط بالناس وأصحاب المواهب من الشباب ومهمته تقديم الدورات الممنهجة المدروسة وفق برامج علمية يستطيع أن يتكيف معها الإنسان العادي وعندما كنت عميدا لمعهد المسرح أسست الدراسات الحرة التي تخرج منها الكثير من المواهب هذا المنتدى يقوم بهذا الدور ولكن بشكل أشمل وأفضل مكان لتبنى هذا المشروع هو المجلس الوطني وهو جاهز بمنهجية متكاملة في مختلف مفردات العرض المسرحي. مشروع منتدى المسرح يحتضن المواهب ويقدم الدورات والورش المسرحية في جميع مفردات العرض المسرحي، وفرقة مسرح الطفل تقدم العروض بنوعيها البشري والعرائس للأطفال، بالإضافة إلى الأنشطة الموازية لهذه العروض على مدى الموسم المسرحي للفرقة.
    

أبدت سعادتها بوجودها ضمن ضيوف المهرجان
زهراء المنصور: استمرارية المهرجانات المسرحية تصل بنا إلى الاحترافية

كتبت: فرح الشمالي

أبدت الناقدة زهراء المنصور من مملكة البحرين سعادتها لتواجدها في دولة الكويت التي تعتبرها بلدها الثاني ومكانها وأن تكون ضمن ضيوف مهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر الذي يتضمن حركة مسرحية متجددة وتقديمه عروضا جديدة يعني ظهور مواهب وطاقات فنية جديدة، كذلك يعتبر دعما للشباب المسرحي من حيث المادة والدعم المعنوي من أجل تقديم عروض تتنافس من أجل الفوز ونيل الجوائز وهذا بالتالي يؤدي إلى انتعاش الحركة المسرحية في المنطقة.

وترى أن أهمية مهرجان الكويت تكمن في أن يكون المهرجان ثابتا سنويا بمكان معين هذا يعطي حركة دوران ويكون منتظرا من قبل الناس سواء الجمهور المحب للأعمال المسرحية والعاملين في المسرح طالما ان هناك موعدا وتاريخا محددا مرعيا من قبل الدولة وهنا تكون جدية أكثر، وينتج عن هذا نشاط وتشجيع الفرق الأهلية لخوض المنافسة الجادة والحقيقية، بناء عليه هناك عروض تتقدم في مستواها الفني من حيث النص أو الإخراج أو الأداء بسبب أن هناك استمرارية فهي تصل للعناصر المسرحية لدرجة الاحترافية.

كما أشادت بكثرة إقامة المهرجانات المسرحية في الخليج باعتبارها حركة صحية وهي تدل على التشجيع الحكومي من خلال المؤسسات الثقافية في الدول الخليجية على الفعل المسرحي وتطويره، من جانب آخر انتقدت المنصور إقامة المهرجانات المسرحية في دول الخليج بالتوقيت نفسه مما ينتج عنه تضارب في المواعيد لبعض الأسماء المسرحية المهمة فاستضافتهم في مهرجان معين وافتقادهم في المهرجان الآخر .

وبسؤالنا عن رأيها في عزوف الفنانين والجمهور عن المسرح النوعي قالت يجب أن ننظر للأمر من الجانب الإيجابي للفنانين والمسرح النوعي، كذلك جمهور المسرح النوعي محدود جدا ولكن الفائدة الكبيرة التي نتطلع إليها أن تكون هناك قيمة معنوية وبالتالي يجب أن لا نتأثر بانتشار المسرح التجاري والإقبال عليه أكثر، وهناك عوامل تسهم في بقاء المسرح النوعي وتطوره وهو المعهد العالي للفنون المسرحية وإقامة مهرجان الكويت المسرحي واستمراريته وهذا يساعد على جذب الفنانين والجمهور ومن ليس له علاقة مباشرة بالمسرح، ولكن بالنسبة للدول الخليجية الأخرى مثل البحرين ليس هناك معهد للفنون المسرحية ولكن تقام العديد من الورش المسرحية من خلال وزارة الثقافة وأيضا هناك مهرجانات مسرحية وهناك إقبال جماهيري على العروض المقدمة.

وتحدثت عن الأثر السلبي للتطور التكنولوجي على المسرح وأنها قدمت بحثا تطرقت من خلاله إلى هذا الجانب فعندما ننظر للخط التصاعدي لما بعد السبعينيات كان في السابق اهتمام كبير في المسرح وحدث التغيير في بداية التسعينيات وفي البحرين كان بسبب ظهور المسرح التجريبي الذي اعتمد على الغموض مما نفر الجمهور منه، وبالإضافة إلى هذا ساعد على وجود التكنولوجيا ولكن بعد ذلك تدارك المسرحيون هذا الأمر وأصبحت هناك تجارب مسرحية بصورة بصرية تجذب المتلقي إلى المسرح وإن كان هناك بعض المخالفات، كذلك سهولة مشاهدة العروض المسرحية عبر الإنترنت والبرامج الإلكترونية ساهم في قلة الإقبال على المسرح، وأنا دائما أنظر للجانب الإيجابي فقد شاهدت العروض المسرحية لمهرجان الهيئة العربية للمسرح من خلال الإنترنت وكتبت عنها أيضا، ومهما كان للتكنولوجيا وبرامجها أثر على الناس كوسيلة للترفيه يبقى للمسرح عشاقه وهذا يعتمد على التوجه نفسه فهناك الكثير ينتظرون مواسم الأعياد لحضور عروض المسرحيات التجارية أو المسرحيات النوعية في المهرجانات وهم صمام الأمان في الحفاظ على المسرح.

وأشارت إلى أن هناك قلة في كتاب النصوص المسرحية بمنطقة الخليج العربي تحديدا، ولكن في التجارب المسرحية نحن لا نعول على النص بقدر ما نعول على الإخراج لأنه في النهاية العمل يكون برؤية المخرج، فمن الممكن النصوص العالمية التي تمثل أن تطبق بطريقة حديثة وتطرح وفق قضايانا المحلية والعربية مثل قضية العنصرية، الطائفية، وأي قضية تشغل المجتمعات العربية حاليا من خلال الرؤية الإخراجية للعرض بأي شكل كان .

وعن مشاركتها في ملتقى «ثقافة الطفل في عالم متغير» في الشارقة قالت: شاركت في المحور الخاص بالمسرح كأداة لتكوين الطفل وعامل لتشكيل الوعي لديه وكيفية تأثيره كوسيلة تربوية تثقيفية في تقوية معارفه ووعيه وكيف تكون العروض المسرحية مناسبة للطفل، وأيضا استعرضت تاريخ المسرح منذ بدايته في أوروبا وتأسيسه في الوطن العربي ومن ثم في الخليج، وكانت هناك بعض المقترحات منها إقرار مادة المسرح في المناهج الدراسية حتى نؤسس جيلا جديدا واعيا يناقش في العملية المسرحية وليس فقط متلقيا للعرض كما هو الجيل الحالي للأسف، وحتى يكون هناك تقبل وإدراك لقيمة المسرح والفن النوعي.
    

خلال المؤتمر الصحافي في المركز الإعلامي
رفيق علي أحمد: المسرح مقدس بمعالجته للقضايا الإنسانية

كتب: مشاري حامد

ضمن فعاليات المركز الإعلامي في مهرجان الكويت المسرحي بدورته الخامسة عشرة، أقيم مؤتمر صحافي للفنان رفيق علي أحمد، وقد أداره الزميل مفرح الشمري وتطرق خلال المؤتمر إلى الشعارات التي تطلق في المهرجانات قائلا: يجب أن يعاد النظر في بعض الشعارات التي تطلق في المهرجانات المسرحية العربية وتفعيلها على مستويات ودائما ما تكون هناك إشكالية في المسرح العربي وتحديثه أو إيجاد مسرح عربي بديل ومازلت أتذكر عندما شاركت في أول مهرجان مسرحي بدمشق وقد تلمست الحضور والشغف عند الناس وقد أدى ذلك إلى وجود الرواد من كل دول العالم العربي وحصل تبادل وحركة ثقافية وكان هاجسهم أن يتم التواصل عبر المسرح وبالنسبة إلى تجربتي منذ عام 1978 حتى الآن أجد شيئا قد تغير في المهرجانات العربية كما أن هناك بعض الدول تستغل هذه المهرجانات الثقافية إلى سياحيا وأعتقد أن على القيمين في المهرجانات العربية أن يتم تفعيلها عبر اختيارات حقيقية للأعمال المسرحية التي تكون لديها علاقة وأحدث علامة وشيء مهم في بلادها وأتت لكي تشارك وأن يتم تحفيز الشباب على العمل وألا يتم تقصير العمل المسرحي على موسم المهرجان فقط، وأتمنى من الجهات الثقافية أن تشجع ذلك في ظل الظروف التي نمر بها، وأن تشجع أيضا على حضور الجمهور، وأعتقد بعد ذلك ستكون هناك نتيجة من المهرجانات العربية.

أما عن عدم رفض الدعوات التي توجه إليه من الكويت، فقال: على الرغم من الظروف التي أكون فيها والتزامي بعمل مسرحي أحضر له حاليا، لا أعرف ما الدافع ، والذي أجهله، في أكون هنا في الكويت ولا أعتذر عن عدم الحضور لأن هناك العديد من الأمور التي تربطنا بها وأيضا في ظل حرية التعبير والنهضة الثقافية وأنا أشكر القائمين على هذا التشجيع عبر وجود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وهذا المهرجان يعد حصيلة تواصل المسارح الأهلية التي تريد أن تعمل وهذا الدعم التي تجده من الدولة خاصة في ظل المشاركة العربية من قبل العاملين في المسرح وكذلك من الممثلين.

وعن المسرح الكويتي، قال: عندما نتكلم عن المسرح الكويتي فإننا نتحدث عن المسرح العربي والمسرح في العالم، والذي يتعرض لأزمات في ظل التطور التكنولوجي عبر وسائل التواصل، التي أسميها «التفاصيل» الاجتماعي، حيث نجد العالم مع بعضه لكن كل شخص لوحده وهذا الأمر سوف يتم تسليط الضوء عليه عبر العمل المسرحي الذي أعمل عليه وأضع جملة «تكنولوجيتنا تدمر إنسانيتنا»، أما في الكويت بسبب الدعم المادي وعلو هاجس الثقافة عند المعنيين بالأمر نجد العدد الكبير من الفرق التي تنتج الأعمال المسرحية والكويت أكثر بلد فيه حركة ثقافية مسرحية ذات علاقة بالجمهور وهذا أمر إيجابي.

كما تطرق إلى واقع المسرح العربي قائلا: المسرح العربي لم يكن موجودا في تاريخنا وتراثنا على الرغم من دخولهم إلى جميع النواحي الثقافية، غير أننا لم نجد أي اتجاه نحو المسرح لأن السبب على ما أعتقد هو أنه كان حراما، خاصة أن المسرح هو حوار والحوار تفعيل العقل المباشر.

وأود أن أشير في ظل الخطوط الحمراء التي يجب ألا يتم تجاوزها وعدم التطرق إلى المواضيع التي تلامسنا وتهمنا فإننا نلجأ إلى مواضيع أخرى فلا يناقش الفكر أو المتدين لأنه محصن والمسرح لا يصبح مقدسا إلا بمعالجته للقضايا الإنسانية وإذا لم ترم حجرا في المياه السياسية والاجتماعية الراكدة فسيصبح المسرح ترفا ولهوا.

وأضاف أيضا: أعتبر نفسي مخضرما لأنني كنت مع الجيل القديم وعملت معهم ومع الجيل الجديد ولكنني اجد حلقة مفرغة فإلى من أريد أن أعطى بحيث يوجد انقطاع تواصل وعندما كنا نعمل مسرح لم تكن هناك إمكانات ويعمل وفق الأمور الموجودة والمتوافرة ويجير الموهبة لقضية حقيقية، ولم أفضل الجيل القديم على الجديد وأنا بينهما إلا عبر الهاجس والشغف والبحث عن القضية وشباب اليوم قضيتهم أن يعملوا مسرحية على الرغم من وجود أبعاد أخرى يجب أن يهتموا بها، ولا أنسى تلك اللحظة عندما شاركت في إحدى الأعراس في قريتنا وعملت إضافة عبر غنائي ومشاركة الحضور، وكان هذا الأمر جديدا واستحسنوا الفكرة وحصلت أول ملامسة مع الجمهور ووضعت في بالي أن أجعل الناس «يتسلون وينبسطون» ضمن الأخلاق والإجراءات الحياتية وهاجسي أن يكون هناك عمل جيد، لذلك تجد أغلب أعمالي درجة النقد تجاهها قليلة.

Happy Wheels