مهرجانات وأنشطة

النشرة الثانية


الفعالية أقامتها مكتبة الكويت الوطنية بالتعاون مع مكتب الشهيد

«الكويت تُوحِّدنا»... تفتح صفحات مهمة من تاريخ الوطن

 

العسعوسي: المهرجان يقدم زادا ثقافيا لكل الشرائح العمرية

كتب: مدحت علام
تأكيدا للدور الذي تقوم به الوحدة الوطنية والالتفاف الشعبي بكل أطيافه حول الوطن، تعاونت مكتبة الكويت الوطنية مع مكتب الشهيد في الديوان الأميري في تنظيم احتفالية «الكويت توحدنا»، في إطار فعاليات وأنشطة مهرجان «صيفي ثقافي» في نسخته العاشرة.
والفعالية التي افتتحها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي، وفي حضور المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية بالإنابة الشيخة رشا نايف الجابر، ومدير عام مكتب الشهيد فاطمة الأمير، جاءت تزامنا مع ذكرى مرور 25 عاما على العدوان العراقي الغاشم على دولة الكويت، ومساهمة فعالة من مكتبة الكويت الوطنية ومكتب الشهيد في إحياء هذه الذكرى والتضحيات التي قدمها شهداء الكويت الأبطال، وما سطروه من ملاحم خالدة تؤكد حبهم لوطنهم وبذلهم لأرواحهم في سبيل أن تبقى الكويت حرة عصية على الغاشمين.
وبالتالي تعاونت مكتبة الكويت الوطنية مع مكتب الشهيد للتواصل مع كل الجهات والمؤسسات لإبراز هذه البطولات التي قام بها أبناء الكويت الأبرار، في سبيل عزة الوطن، وذلك لتعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن في نفوس الأجيال الصاعدة، وجموع المواطنين الكويتيين بصفة عامة، من أجل تحقيق مقومات الوحدة الوطنية.
والفعالية تضمنت - في محاورها - عرضا لمقتنيات شهداء الكويت أمام الجمهور، إلى جانب عرض لصور الشهداء وإصدارات مختلفة لمكتب الشهيد، وعرض لثلاثة أفلام وثائقية هي: «عمي عبدالله»، و«الشهيد تخليد ورعاية»، و«من أجل الوطن» وهو فيلم كارتوني.
وتستذكر الفعالية شهداء الكويت قديما وحديثا وصولا إلى الأحداث المأساوية الأخيرة التي حاول من خلالها الإرهاب زعزعة أمن البلاد وتهديد أمن وسلامة المواطنين، والمحاولة الفاشلة للنيل من الوحدة الوطنية، إلا أنه بفضل القيادة الحكيمة للبلاد تحت مظلة حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده الأمين حفظه الله ويقظة الأجهزة الأمنية الكويتية والحكومة الرشيدة خرجت الكويت أكثر قوة ووحدة لكل أفراد شعبها.
ومن الأهداف المهمة التي تعكسها فعالية «الكويت توحدنا» إلقاء الضوء على شهداء الكويت، من أجل التعريف بدورهم الوطني في الدفاع عن الوطن، تخليدا لتضحياتهم النادرة في تاريخ الكويت الحديث.
ومن الأهداف أيضا توثيق هذه الإحداث من خلال الصور والأفلام الوثائقية والدراسات، وإتاحة الفرصة أمام الباحثين والمؤلفين والكتاب للتعرف من كثب على تاريخ الكويت في أيامه المفصلية والمهمة.
وفي سياق افتتاح الفعالية، أكدت المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية بالإنابة الشيخة رشا نايف الجابر أن المعرض يساهم في تعريف الجيل الواعد بصفحات مشرقة من تاريخ وطنه وشهدائه وبطولاتهم وكفاحهم الوطني، موضحة أن المعرض أقيم بتعاون مكتبة الكويت الوطنية مع مكتب الشهيد في إطار فعاليات المهرجان الصيفي الثقافي في دورته العاشرة، بتنظيم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وأضافت: إن المعرض جاء تزامنا مع مرور 25 عاما على العدوان العراقي الغاشم على الكويت وانطلاقا من دور مكتبة الكويت الوطنية في إحياء الذكرى من خلال إبراز تضحيات شهداء الكويت الأبطال وما كتب عنهم في ملاحم الفداء الوطني.
الكويت مركز إنساني عالمي
من جانبه، أوضح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون بالإنابة محمد العسعوسي أن هذا المهرجان يعد محطة جديدة من خلال التعاون مع مكتب الشهيد ورابطة الأدباء الكويتيين والمجمعات التجارية التي ستقام  فيها مجموعة من المعارض والكتب التي ستقدم زادا معرفيا خلال فترة الصيف، وأشار إلى أن هذه الفعالية جاءت لتخليد الشهداء من خلال استعراض الأنشطة والصور والأفلام والمحاضرات التي تؤكد على دور الشهيد، ذاهبا إلى أن هذا المهرجان اتخذ شعار «الكويت مركز إنساني عالمي» بالتزامن مع ذكرى اختيار الكويت مركز العمل الإنساني وتسمية صاحب السمو قائدا للعمل الإنساني، ويحتوي المهرجان على أنشطة منتقاة تغطي مختلف النواحي الثقافية من عروض سينمائية ومسرح ومحاضرات وأمسيات.
من ناحيتها، أشارت مدير عام مكتب الشهيد فاطمة الأمير إلى التعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في هذا الأسبوع الذي يحتوي على كل إصدارات مكتب الشهيد المرئية والمقروءة وقصص للشهداء من خلال كتيبات أو سيديهات ستوزع مجانا للحضور وأفلام وثائقية وجدارية تتحدث عن مسيرة الشهداء، وتؤسس الفعالية للكثير من المفاهيم التي تصب في معانٍ كثيرة، ذات أبعاد وطنية ملهمة، كما تعبر عن الروح الكويتية الأصيلة قديما وحديثا، بفضل ما تضمنته من محاور فاعلة ومتفاعلة مع الشأن الوطني بكل تحدياته وأشكاله، فالمتابع للفعالية سيشاهد أفلاما وثائقية ذات تقنيات عالية تشير إلى بعض ملامح الشخصية الكويتية، التي تظهر فيها جليا التضحية والفداء من أجل الوطن والعروبة، والحب الذي يتملك المشاعر إلى درجة بذل الأرواح رخيصة، في سبيل أن يظل الوطن مرفوع الهامة.
وتعاون في تنظيم فعالية «الكويت توحدنا» جهتان مهمتان هما: مكتب الشهيد في الديوان الأميري، والمكتبة الوطنية، وهو تعاون تختلط فيه الوطنية مع الثقافة والمعرفة، مما يعطي الفعالية قيمتها وأهميتها، ومضامينها، التي بالفعل تحققت من خلال الإشادة التي  حظيت بها من قبل الجمهور المتابع، ثم شاهد الجمهور بعض المقتنيات الشخصية لبعض شهداء الكويت، من كتب وملابس وأغراض شخصية أخرى، ودلالة هذه المقتنيات تشير إلى طبيعة هذا الشهيد الذي تربى على المعرفة وحب الوطن، ومن ثم لم يكن غريبا أن يقدم روحه في سبيل كرامة الوطن.

 

صور الشهداء... وإصدارات مكتب الشهيد

تضمنت الفعالية عرضا لصور شهداء الكويت، قديما وحديثا، فهناك شهداء الواجب، وشهداء العمليات الحربية، وشهداء الكوارث الاستثنائية، وشهداء قبل العدوان، وغيرها من صور الاستشهاد التي وقعت على أرض الكويت، بالإضافة إلى صور الاستشهاد لأبناء الكويت خلال الحروب التي خاضتها الكويت من أجل  العروبة.
وتضمنت هذه الصور شهداء من الكويت ومختلف الدول العربية، كما وزع مكتب الشهيد على الجمهور إصداراته من الكتب مثل كتاب حول الشهيد جاسم محمد عبدالله المطوع، بقلم فوزية السالم وعنوانه «القلب الجسور».
والكتاب يحكي قصة استشهاد جاسم المطوع بأسلوب قصصي مؤثر، إلى جانب كتاب «المهمة المستحيلة» تأليف ألطاف سعد المطيري، ضمن سلسلة قصص الأطفال، والكتاب يضم صورا توضيحية، تساعد الطفل على قراءة القصة، التي تتحدث عن الفداء وحب الوطن.

 

أفلام وثائقية تخلِّد تضحيات كويتية

تضمنــــت احتفـــاليـــة «الكويــت توحدنــا» ثلاثة أفـــلام، الأول  عنوانـــــه «عمي عبدالله» وهو فيلم وثائقي قام ببطولته الفنان الراحل أحمد الصالح  في دور «الجد»، ويحكي قصة الطفل «عبدالله» الذي يطالع صورة عمه الراحل «عبدالله» في الزي العسكري، ويسأل جده عن كيفية وفاته، ليروي له الجد الفنان أحمد الصالح أنه استشهد في حرب أكتوبر المجيدة في العام 1973، حيث قدم حياته دفاعا عن إخوانه المصريين والسوريين، موضحا له أن الجيش الكويتي أرسله للدفاع عن الدولتين العربيتين، وقدم «عمي عبدالله» رسالة واضحة وهي أن الكويت بلد التضحيات وهي بلد مسالم لا يعادي أي أحد، كما يعكس الفيلم حب كل كويتي للدفاع عن هذه الأرض الطيبة.
والفيلم الثاني «الشهيد تخليد ورعاية» تضمن صورة بانورامية لشهداء الواجب العربي والكويتي في كل من قناة السويس ومركز الصامتة وشهداء حرب أكتوبر وشهداء موكب صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيب الله ثراه، وشهداء المقاهي الشعبية، وشهداء اختطاف طائرة الجابرية، وشهداء الغزو العراقي الغاشم، وشهداء الأعمال الإرهابية. والفيلم الثالث كرتوني عنوانه «من أجل الوطن» ويخاطب شريحة الأطفال والناشئة.

كتب وإصدارات توثِّق تاريخ الشهداء

في جناح آخر، شاهد الحضور كتبا وإصدارات متنوعة، تتحدث في صفحاتها عن تاريخ المقاومة الكويتية، وتلقي الضوء على شهداء الكويت، وذلك من خلال الدراسات أو البحوث أو المجموعات القصصية أو الرواية أو الشعر.
ومن هذه الكتب «البرهان» لمؤلفه عادل عيس اليوسف، و«المباهلة» للدكتور إبراهيم بهبهاني، وكتاب «المقاومة الكويتية من خلال الوثائق العراقية»، و«حتى لا ننسى جريمة العصر» من إعداد محمد البرجس، والكتاب الأدبي القيم «يوميات الصبر والمُر» لمؤلفته الروائية ليلى العثمان، وكتاب «رسالة حب لأهل الكويت» من تأليف الكاتب يوسف حجي، و«انتصار الإرادة الكويتية» تأليف غازي الخلف، و«الشاهد والشهيد» لمؤلفه خليل ابراهيم، و«تاريخ شهداء الكويت».
بالإضافة إلى إصدارات الكاتبة نورية السداني عن شهداء وشهيدات الكويت مثل كتب «بطل الأبطال الشهيد أحمد قبازرد»، و«سناء الفودري»، و«أسرار القبندي».

 

في محاضرة ضِمن فعالية «الكويت توحدنا»


الوهيب: الكويت تتميز بالتعددية ووحدة المواطنة


ألقى أستاذ الفلسفة في جامعة الكويت الدكتور محمد الوهيب محاضرة تحدث فيها عن «المواطنة»، وذلك ضمن فعالية «الكويت توحدنا»، التي تقيمها مكتبة الكويت الوطنية بالتعاون مع مكتب الشهيد في الديوان الأميري، وأدار المحاضرة الدكتور أحمد بوهادي.
وأشار الوهيب في استهلاله للمحاضرة إلى أنه عمل على موضوع «المواطنة» مع هيئة الشباب والرياضة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لأكثر من خمس سنوات نظرا إلى أهميتها، ومن أجل توحيد الأفكار على مفاهيم القيم والتسامح ونبذ العنف.
وأضاف أنه منذ ستة أشهر ألقى في مكتبة الكويت الوطنية محاضرة حول المواطنة في دول الخليج، مشيرا إلى بداية قيام الدولة العربية المعاصرة، ومن ثم أوضح أن الدولة العثمانية حينما كانت مسيطرة على المنطقة، لم تكن للمواطنة حدود معينة ولكنها كانت مترامية الأطراف، وحينما انهارت الدولة العثمانية وحلّ الاستعمار محلها، ظهرت الحدود والدولة القُطرية التي لم يتعودها العرب.
ثم عرج المحاضر في حديثه على تاريخ المواطنة، وأن أقدم من تكلم عنها هم اليونانيون، وكانوا يصفون المواطن الحقيقي بأنه الرجل المولود في أثينا والحر الذي يمتلك بيتا، بينما كانت المرأة تجلس في البيت وتشتغل في الاقتصاد المنزلي، وليست لها علاقة البتة بالجانب السياسي.
أما في الدولة الرومانية، التي كانت تتميز بالنزعة التوسعية، فكانت المواطنة تُمنح حتى لأبناء الدول الخاضعة لسيطرتها، ولكنها كانت تنزع عنهم حق ممارسة السياسة.
وأكمل أنه بعد ذلك ظهرت الدولة الرومانية المسيحية، التي جعلت المواطنة مقتصرة على من يدينون بالمسيحية، ثم مرت أوروبا بفترة الدولة القومية، التي وجدت ضالتها في الروابط العرقية، لذا فإنها كانت فجة لأنها وضعت العرق أساس كل توجه سياسي... ثم ظهرت الدولة الليبرالية الحديثة وهي دولة حقوق الإنسان.
وذهب الوهيب إلى أن ذلك كان يحدث في الغرب بينما كان العرب يتابعون، كي تظهر الفكرة القومية في وجود جمال عبد الناصر وحافظ الأسد، وحينما انتهت هذه الفكرة القومية ظهر البديل في الدولة القطرية التي نراها اليوم.
وطرح المحاضر سؤالا حول ماهية المواطنة ليجيب بأنها ارتباط الشخص بالأرض التي يعيش عليها، وهذا الارتباط يصبح قانونيا من خلال الجنسية.
وأشار المحاضر إلى أن الكويت تتميز بالتعددية، وأن ما يوحدها صفة المواطنة، التي صنعها الإنسان، وعاش في وحدتها، كما تحدث المحاضر عن الخير الخاص الذي يشمل الأهل والجيران والقريبين منا، والخير العام الذي يعم الوطن، وهو الخير المتفق عليه من دون اختلاف.
وقال: «من يختلف على أمن الكويت فهو خائن لا ينتمي إلى هذه الأرض»، مشددا على أهمية الحديث عن المواطنة في ظل الظروف الأخيرة التي تمر بها الكويت، بدلا من الحديث عن القبيلة أو المذهب الديني، مؤكدا أنه من دون الهوية لن تكون للشخص قيمة أو أهمية.
وفي مداخلات الحضور طرح ناصر القبندي من مكتب الشهيد سؤالا يتعلق بتعزيز الهوية والمواطنة لدى الشباب، كي يؤكد الوهيب أن الشباب هم الوحيدون القادرون على التغيير، مشيرا إلى ضرورة عدم ترك الشباب من دون القدرة على التحليل والتفكير، وقال: «إن لم تكن لدى الشباب القدرة على التفكير المنطقي، نكون قد فشلنا في توجيههم الوجهة الصحيحة»، مشددا على ضرورة أن يكون التعليم مكرسا لتعزيز قيم الانتماء للوطن.
وطرحت المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية بالإنابة الشيخة رشا نايف الجابر سؤالا يتعلق بعلاقة الجنسية بالولاء، ليؤكد الوهيب أن الجنسية لم تكن في يوم من الأيام علامة مميزة للولاء، وأن المسألة لها جانبان أيديولوجي وإنساني، والأفضل أن ننتصر للجانب الإنساني.

فاطمة الأمير: لمكتب الشهيد رسالة هادفة إلى تنمية الروح الوطنية وحب العطاء

كتبت: فرح الشمالي
تحدثت مديرة مكتب الشهيد فاطمة الامير لنشرة مهرجان «صيفي ثقافي 10» عن سعادتها بتعاون مكتب الشهيد مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في إقامة معرض «الكويت توحدنا»، ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 10» الذي يهدف إلى تعزيز الحس الوطني، وتعريف جميع أطياف المجتمع، من المواطنين والمقيمين، بشهدائنا الأبرار فقالت: حاولنا أن نشارك بكل الأدوات الموجودة في مكتب الشهيد، سواء كانت مقروءة أو مرئية، من خلال مجموعة من القصص الموجودة توزع بالمجان، ومجموعة من الأفلام التي تعرض على فترات صباحية ومسائية أنتجها مكتب الشهيد، ليبين دور الشهداء وعطاءاتهم في سبيل الوطن.
وأضافت: يتضمن المعرض لوحتين جداريتين كبيرتين، واحدة منهما تبين أعداد الشهداء وتوزيعهم وفق مواقع الاستشهاد. واللوحة الثانية تناولت جنسيات الشهداء حيث يغفل الجميع عن أن مكتب الشهيد يقوم على رعاية أربع عشرة جنسية غير الجنسية الكويتية.
وتابعت: في هذا المعرض أيضا يتم عرض مقتنيات الشهداء، وهذا أكثر ما يجذب الناشئة للتعرف على الشهداء أكثر من خلال وظائفهم ومقتنياتهم لعل وعسى أن تصل رسالة هادفة وفعالة والشعور بالفخر لكل كويتي.
وعن دور مكتب الشهيد حاليا، في ظل الأحداث الراهنة ومواجهة الكويت الإرهاب قالت الأمير: بلا شك لمكتب الشهيد دور كبير في تنمية الروح الوطنية والعطاء للوطن، إضافة إلى رسالتنا في تخليد ذكرى الشهداء من خلال هذه البرامج والفعاليات التي يقيمها مكتب الشهيد، وكان آخرهم شهداء مسجد الصادق، حيث تم التنسيق بين مكتب الشهيد ومجلس الوزراء في سبيل إلحاق أسمائهم واعتمادها من مجلس الأمناء، وتم التواصل مع أسرهم لتقديم الرعاية.
وذكرت أن لمكتب الشهيد مشاركات خارجية لإبراز إنسانية سمو الأمير في إقامة جهة مختصة برعاية أسر الشهداء في الكويت مدى الحياة، وهي تجربة رائدة وفريدة من نوعها لم تقم في دول أخرى إلى الآن، كما نفذت الكثير من المشاريع بأسماء شهداء الكويت في بعض الدول، مثل مصر والسودان والهند وإندونيسيا، مثل مراكز ثقافية وملاجئ للأيتام، ومدارس، ومساجد... وفق حاجة هذه الدول.

 

شهداء الكويت... ومقتنياتهم

تضمنت فعالية «الكويت توحدنا» عرضا شيقا لمقتنيات بعض شهداء الكويت، وهي التي توضح اهتمامات هؤلاء الشهداء الأبطال، والأشياء القريبة منهم في حياتهم، وبالتالي جسدت هذه المقتنيات شخصياتهم وأشارت إلى الأسباب الحقيقية وراء إقدامهم على التضحية والفداء من أجل الوطن.
ومن هؤلاء الشهداء:
> الشهيد علي حمد محمد سعيد، ومن أهم الأعمال التي قام بها الاشتراك في خلايا مسلحة والقيام بعمليات بطولية والخدمة المدنية.
> الشهيد وليد علي حمد أحمد المنصور، ومن أهم أعماله حيازة السلاح الذي كان يدافع به عن الوطن.
> الشهيد بدر أحمد الكندري، قام بالمشاركة في المقاومة الكويتية المسلحة ونقل الأسلحة وتخزينها.
> الشهيد بدر مرزوق سطام مرزوق العازمي، الذي سقط في أحد المناهيل أثناء محاولته لإنقاذ عامل.
> الشهيد محمد صنهات منير العصيمي، وكان من أسباب استشهاده قصور في الرعاية الطبية أدت إلى وفاته.
> الشهيد نايف مجلعد محمد مقبول العجمي، والذي قام بأعمال الخطابة والإمامة في مساجد عدة وحث الناس على الصمود من خلال ارتياده للديوانيات والمجالس.
> الشهيد عبدالحميد عبدالرحمن سليمان البلهان، ومن بطولاته الالتحاق بالعمل في مركز حسين مكي جمعة، وإخفاء الأجهزة الطبية عن العدو.
> الشهيد محمد علي عبد الله علي بو رحمة، والذي أسس خلايا المقاومة المسلحة، والعمل مع اللجان التطوعية المختلفة.
> الشهيد سالم مسير خلف العنزي، وكانت بطولاته متمثلة في مقاومة القوات العراقية الغازية حتى الاستشهاد.
> الشهيد مصحب مروي شافي مطلق، والذي قاوم الغزاة حتى الاستشهاد، والتحق بمجموعة من العسكريين في قصر دسمان.
> الشهيد إسماعيل ماجد سلطان مرزوق السيد أحمد، ومن بطولاته الاشتراك في المقاومة المسلحة، والعمل في الجمعيات ومحطة الوقود.

 

في مستهل الورشة التي تقام على مدار 6 أيام

فيصل القحطاني: فن الكتابة المسرحية إبداع وليس عملية حسابية

كتب: محمد جمعة
دشن عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فيصل القحطاني ورشة فن الكتابة المسرحية التي تقام تحت مظلة مهرجان «صيفي ثقافي 10» بمسرح الدسمة، وذلك بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي ومراقب الخدمات الإنتاجية بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإدارة المسرح صالح الحمر.
واستهل الدكتور فيصل حديثه قائلا «تأتي ورشة فن الكتابة المسرحية ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته العاشرة الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال الفترة من 17 إلى 30 من أغسطس الجاري تحت شعار «الكويت مركزا إنسانيا عالميا»، وجاء التنسيق من قبل إدارة المسرح قبل انطلاق المهرجان بفترة، وتم الاستقرار على أن تحمل الورشة عنوان «فن الكتابة المسرحية»، وهي ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها مع المجلس الوطني في هذا الشأن، وسبق أن قدمت ورش عدة في الكتابة المسرحية والدرامية داخل الكويت وخارجها، ومدة الورشة 6 أيام بواقع ساعتين يوميا بمسرح الدسمة وبمشاركة جيدة».


محاور الورشة
وحول أهم المحاور التي تتضمنها الورشة، أوضح القحطاني أنه «لا بد أن يعرف المنتسب أننا نتعامل مع إبداع وليس عملية حسابية وإنما موهبة تفرز مخيلة وقدرة على صياغة الأحداث والشخصيات والحبكة، لذا لا بد أن  يمتلك المنتسب الأرضية السليمة والأساس الذي نُشيّد عليه دعائم التميز».
وفيما يخص محتوى الورشة، أضاف عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية: «سوف ننطلق من النواة الأولى في الكتابة المسرحية، وهي الفكرة وأهميتها وهل كل الأفكار صالحة لأن تصبح عملا مسرحيا وما هي المصادر التي يستقي منها الكاتب أفكاره وكيف يميز بين الفكرة الجيدة وغيرها من الأنماط الاستهلاكية».
وأضاف: «من ثم ننتقل إلى الشخصيات المشاركة في الأحداث وأبعادها وأسلوب حياتها وأنماطها من خلال التعرف على الشخصية الدرامية التي تبلغ 11 نوعا وكيف يمكن لكاتب الدراما أن يرسم شخصية تؤدي الغرض، فلا وجود لأدوار مجانية حتى تلك الشخصيات الفرعية لها فعل درامي».
وقال القحطاني إن المرحلة الثالثة في ورشته هي الحبكة، موضحا: «الحبكة وأهميتها وأنواعها وكيفية صياغة الأحداث داخل تلك الحبكة التي تعتبر منظما لجميع الخطوط الدرامية والشخصيات ضمن الإطار العامل للعمل، فالكاتب يحتاج إلى نوعية حبكة تتصل بالفكرة، وقد تكون تلقائية تأتي ضمن السياق الدرامي، ولكن لا بد أيضا من التعرف عليها، ثم ننتقل إلى الصراع وأنواعه وأقسامه وأشكاله».

الجانب العملي

وأكد محاضر ورشة الكتابة توافر الجانب العملي من خلال عمل بعض التدريبات العملية للمنتسبين مثل كتابة مشاهد قصيرة أو تفريغ أفكار، لافتا إلى أن الهدف من الورشة هو وضع اللبنة الأولى للراغبين في الكتابة، ويتبقى على المنتسب جهد في صقل موهبته وإثراء تجربته بالقراءة والتدريب المستمر، مشددا على أن كل من يشارك بالورشة سوف يكتسب خبرة التذوق المسرحي وتقييم ما يشاهده من أعمال.
ولفت القحطاني إلى أن الكويت تعاني من نقص في كتاب الدراما، موضحا «لدينا بعض الأسماء البارزة تحصى على أصابع اليد الواحدة أما الباقي فأعتبرهم كتاب العمل الواحد الذي قد ينجح بضربة حظ ثم لا نجد له حضورا مؤثرا على الساحة من المفترض أن يكون تواجد الكاتب تصاعديا».
وبسؤاله عن انتشار الأعمال المسروقة، أوضح الدكتور فيصل «نعم هناك بعض الهواة ممن يحاولون إعادة كتابة نصوص سابقة بطريقة أو بأخرى دون هدف واضح، فإذا أردت أن تكتب يجب أن تعبر عن ذاتك، لماذا تذهب إلى البناء فوق أفكار الآخرين، لماذا لا تشيد صروحك بساعدك، لاسيما أن لكل مجتمع طبيعة في التذوق على سبيل المثال ما يصلح للخليج قد لا يستساغ في دولة أخرى والعكس صحيح، ويبقى أن أي محاولة او تجربة لا بد أن تكون مسبوقة بتنظير لنفهم ماذا يريد الكاتب أن يقول».

العسعوسي: الورشة تسهم في تغطية النقص بالساحة المسرحية

أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد العسعوسي، خلال متابعته للفعاليات، حرص المجلس الوطني من خلال الدورة العاشرة لمهرجان صيفي ثقافي على تقديم العديد من الورش التدريبية المتنوعة، وقال «كان من الملاحظ الإقبال على الورش التي قدمت في الدورات السابقة مثل ورشة السينوغرافيا، ومن  خلال الدورة الحالية من المهرجان لا سيما عبر  فن الكتابة المسرحية نسعى إلى تغطية النقص على مستوى الساحة المسرحية، والعمل على إثرائها بشكل أكاديمي تحليلي من خلال مشاركة د. فيصل القحطاني، والعمل على خلق مجال إبداعي مسرحي في الكويت».

الحمر: نسبة المشاركة تدفعنا لزيادة الأنشطة

أعرب مراقب الخدمات الإنتاجية بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإدارة المسرح المخرج صالح الحمر عن سعادته لمشاركة شباب محب للتعلم واكتساب المعرفة، وقال: «هذا العدد من المنتسبين للورشة يجعلنا في المجلس الوطني حريصين على تقديم العديد من هذه الورش، والتي لاقت النجاح في الدورات السابقة مثل دورات إعداد الممثل والسينوغرافيا وورشة فن الكتابة».
وأضاف: «الشباب هم وقود هذه الورش لما لديهم من حافز للتعلم واكتساب الخبرات على يد أساتذة مختصين، وبدورنا بالمجلس حرصنا على توفير كل الإمكانات لتقديم كل ما هو هادف».

 

قدَّم دورة «الكتابة الإملائية السليمة» ضمن فعاليات مهرجان «صيف ثقافي 10»

مشاري الموسى: هدفنا نشر ثقافة كتابة خالية من الأخطاء الإملائية والنحوية

كتب: الحسيني البجلاتي
في المسافة الفاصلة بين همزتي الوصل والقطع، والتاء المربوطة والتاء المفتوحة، أنهى الدكتور مشاري الموسى دورة «الكتابة الإملائية السليمة» ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 10» والتي استمرت لمدة يومين في المكتبة الوطنية.
الموسى الذي قدم عشرات الدورات المماثلة مع جهات عدة أبدى سعادته البالغة للتعاون للمرة الأولى مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مؤكدا أنها بادرة طيبة جدا من المجلس «لتعميم الكتابة الإملائية السليمة، وإنقاذ اللغة العربية من حالة التدهور التي تعاني منها، وإزالة مخاوف البعض من دراسة أصول وقواعد اللغة العربية نتيجة أوهام شائعة».
مشارى الموسى الحاصل على درجة البكالوريوس من قسم اللغة العربية وآدابها من جامعة الكويت في العام 2001، حصل على درجة الماجستير من قسم الدراسات الشرقية بجامعة إنديانا الأمريكية في العام 2006، وعلى درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها في العام 2010، وكرس وقته منذ ذلك الحين لتدريس اللغة العربية، ونشر قواعد الكتابة الإملائية السليمة.
في لقائه مع «نشرة مهرجان صيفي ثقافي 10»، أكد الموسى أن هدف الدورة الرئيسي هو تنمية المهارات الكتابة لدى المشتركين وتوعيتهم لتجنب الوقوع في أكثر الأخطاء الإملائية شيوعا وانتشارا، المتمثلة في الهمزات في أول الكلمة ووسطها وآخرها والألف المقصورة والممدودة في آخر الكلمة، وقال الموسى: «تناولت الدورة طريقة كتابة الهمزة في أول الكلمة ووسطها وآخرها بالشكل الصحيح حسب قواعد الكتابة العربية، كما تناولت طريقة كتابة الألف في آخر الكلمة، وهي تنقسم إلى ألف مقصورة وألف ممدودة، وبينت الدورة كيفية تحديد النوع الصحيح لكتابة هذه الألف، واختتمت الدورة بعدد من الفوائد الإملائية وتصحيح بعض الأخطاء الإملائية الشائعة».
ووصف الموسى الدورة بـ «المتميزة»، وقال: «سعدت بتقديم هذه الدورة التي ركزت فيها على مفردات عدة لا يستغني عنها أي كاتب باللغة العربية، وفي مقدمتها الهمزات مثل همزتي الوصل والقطع، كما تناولنا الهمزة المتوسطة التي تأتي في وسط الكلمة سواء كانت على واو أو ألف أو ياء أو على سطر، كذلك ركزنا على الهمزة المتطرفة التي تأتي بأشكال عدة».
وتابع: «من مميزات هذه الدورة أنها لا تقتصر على الجانب النظري فقط بل تمتد لتشمل الجانب التطبيقي من خلال تدريبات عملية أشبه ما تكون بورشة العمل، بالإضافة إلى حصول كل مشترك على كتاب به قواعد إملائية بسيطة تبين طرق الكتابة الصحيحة، وبه أيضا تدريبات يقوم بها المشترك ليحسن لغته وطريقة كتابته، موجها الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذه البادرة الطيبة، وتقديم هذا الكتاب في طبعة ملونة ومميزة».
ويؤكد الموسى أن من أهداف الدورة الرئيسة هو نشر ثقافة كتابة جديدة سليمة، لأننا للأسف الشديد نرى الأخطاء الإملائية والنحوية تنتشر بين الطلاب والكتاب حتى المثقفين منهم، موضحا أن الدورة لا تقتصر على من يكتب بالقلم فقط بل تمتد لتشمل لمن يستخدم الكمبيوتر في الكتابة، حيث نوضح له الطرق السليمة لاستخدام علامات الترقيم، وطرق كتابة الأرقام، مؤكدا أن الدورة بشقيها النظري والتطبيقي ستصبح مرجعا لكل من شارك فيها.
ويلفت الموسى إلى وجود تنوع في الشريحة العمرية والوظيفية للمشاركين في الدورة، حيث شارك فيها طلبة وموطفون وهذا يدل على وعي وإدراك مجتمعي بأهمية تعلم طريقة الكتابة السليمة، مؤكدا أن التفاوت العمري والثقافي أثرى النقاش في أثناء الدورة.
واختتم حديثه بتوجيه الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تضمين تلك الدورة في فعاليات مهرجان صيفي تقافي، متمنيا أن تكون قد أفادت المشاركين فيها.

 

متحف شهداء القرين.. ملحمة صمود وقصيدة عشق للكويت

كتبت: فرح الشمالي
ضمن انشطة وفعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 10»، أقيمت على مسرح متحف الكويت الوطني محاضرة حول «متحف شهداء القرين» قدمها د. حسن أشكناني وحاضر فيها د. عمر الدوسري.
بداية، تحدث الدوسري عن المتحف كواجهة حضارية تبرز التاريخ المشرق للدولة, وهو لبنة من اللبنات المجسدة للبعد الحضاري للدولة إلى جانب دوره في تعزيز الانتماء الوطني والوحدة الوطنية، ومن هذا المنطلق جاء أمر من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح - طيب الله ثراه - بتحويل بيت القرين إلى متحف شهداء القرين ليكون صرحا يخلد ذكرى الشهداء الأبرار.
وتابع حديثه: مثلت معركة «بيت القرين» التي وقعت في 24 فبراير 1991 وخاضها شبان المقاومة الكويتية ضد الاحتلال العراقي أبهى صورة للوحدة الوطنية في الكويت, وليظل المتحف شاهدا حيا يروي تفاصيلها لأبناء الكويت جيلا بعد جيل, وجسدت المعركة التي خاضها 19 شابا كويتيا ينتمون إلى «مجموعة المسيلة» قوة الكويت ملحمة وطنية كويتية رائعة ذهب ضحيتها 12 شهيدا وهم: سيد هادي العلوي, عامر فرج العنزي, مبارك صفر، يوسف خضير، عبدالله مندني، محمد الشايع، بدر العيدان، جاسم محمد، خليل خيرالله، إبراهيم علي، حسين علي، وخالد أحمد، قدموا أرواحهم ودماءهم فداء للكويت، وليعطوا العالم صورة واقعية وحية عن صمود الشعب الكويتي ومقاومته للمحتل.
والناجون من هذه المعركة الذين رووا قصة شهداء القرين هم: مشعل المطيري، حازم جابر، أحمد جابر، طلال الهزاع، محمد يوسف، جمال ابراهيم، وسامي سيد هادي.

أحداث الملحمة
مع اقتراب الهجوم البري والبدء في عملية تحرير الكويت، بدأت القوات العراقية في اعتقال الشباب الكويتي من داخل المنازل الخاصة وأخذهم كأسرى حرب, وفي هذه الأثناء كان أفراد المجموعة في وضع استعداد وترقب لأداء الدور الذي طالما حلموا به وتحملوا من أجله الصعاب, ففي 24 فبراير حين أُعلن بدء الهجوم البري طغى الفرح على نفوسهم، فها هو يوم التحرير أتى والكل يترقبون دخول القوات الكويتية وقوات التحالف لتؤدي المجموعة دورها في كشف مواقع العدو وأماكن تمركزهم.
وفي الساعة 8 من صباح هذا اليوم طلب القائد سيد علوي من أفراد مجموعته لبس الزي الخاص بهم الذي أعده بنفسه، وهو عبارة عن قميص أبيض اللون نقش عليه اسم المجموعة وشعارها, وفي غمرة تجهيزهم للسلاح وصلت سيارة استخبارات عراقية كانت تجوب المنطقة بحثا عن الشباب الكويتي يتبعها باص صغير به عدد من الجنود العراقيين المدججين بالسلاح ووقفت أمام منزل القيادة, وترجل أحد الضباط العراقيين من السيارة متوجها نحو المنزل وبدأ بالطرق على الباب فلم يستجب له أحد وكعادتهم في هذه المواقف أمر الضابط أحد الجنود بالقفز من فوق سور البيت واقتحامه لتتسنى لهم سرقة محتوياته.
كان قائد المجموعة وبصحبته أحد أفرادها يراقب الموقف من خلال النافذة المواجهة للشارع فأدرك القائد أن الموقف بلغ نقطة حرجة ولا بد من التصرف، فإما الخضوع للقوات العراقية والاستسلام للأسر فالإعدام المؤكد وأما الدفاع عن النفس والوطن، فكان القرار الذي اتخذ هو الشهادة على أرض الوطن في ظل العلم الآبي, فبادر القائد إلى إطلاق النار على الجندي العراقي، ولكن لسوء الحظ فقد تعطل السلاح بيده ليبادر زميله محمد يوسف الواقف إلى جانبه بإطلاق النار، فكانت البداية لملحمة الصمود والتحدي التي أُصيب على أثرها الضابط الواقف بجانب السيارة، في حين لاذ بقية أفراد القوات الغازية إلى الفرار.
وما هي إلا لحظات حتى وصلت جحافل الغزاة من كل حدب وصوب مدججين بالسلاح، وحاصروا المنزل من جميع الجهات، فأمر قائد المجموعة أفراد مجموعته بعدم التمركز في مكان واحد والتوزع في جميع أنحاء المنزل وفي المنازل المجاورة لتفريق قوة العدو, واستمرت المعركة بين الطرفين حتى الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه حيث استخدم الطغاة كل ما لديهم من أسلحة ثقيلة (دبابات, مدافع, بازوكات, وآر. بي. جي) مقابل كل ذلك كان الشباب الكويتيون مجهزين بالسلاح الذاتي فقط، وهو سلاح خفيف مقارنة بتجهيزات العدو الضخمة, ومع كل ذلك أبلى الشباب الكويتيون بلاء حسنا في هذه المعركة التي انتهت باستشهاد ثلاثة من أبناء الكويت في الحال وأسر تسعة من أفراد المجموعة والذين تم العثور على جثثهم فيما بعد مُلقاة في مكان آخر بعد أن كان جلاوزة صدام قد أذاقوهم التعذيب, وقد كتب الله النجاة لسبعة من أفراد المجموعة، حيث تمكن اثنان من الناجين من الخروج في الساعات الأولى من المعركة إلى المنازل المجاورة.
أما الخمسة الباقون فقد استمروا في المعركة حتى نهايتها بعد أن فشلت القوات العراقية في العثور عليهم وسط الأنقاض والظلام الدامس نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي، فقد نجى الله هؤلاء ليرووا لنا أحداث ملحمة القرين ويسطروها في سجل الخلود أمام الجيش الصدامي الذي مني بشر هزيمة، وفقد المئات من أفراده مخلفا وراءه الخزي والعار, لقد كانت ملحمة القرين إحدى ملاحم البطولة والتضحية وقوة الصمود التي سطرتها مجموعة من أبناء هذه الأرض الطيبة بدمائهم, وقد أظهرت هذه المجموعة على الرغم من بساطة أسلحتها استعدادها للتضحية بكل غال ونفيس في سبيل الصمود والتحدي لقوى البغي والعدوان، ولو أدى ذلك إلى استشهادهم جميعا.
لقد ترك هؤلاء الأبطال على أرض الكويت آثارهم شاهدا للتاريخ على صمود الكويتيين ورفضهم للخضوع للمحتل وليكون رمزا للفخر ويمثل دربا يسير عليه الأبناء والأجيال ويقف شاهدا على الجريمة التي ارتكبها جنود الطغاة الذين سلبوا كل غال ونفيس من المنازل ولم يُخلفوا وراءهم إلا الدمار.

 

Happy Wheels