مهرجانات وأنشطة

النشرة الثامنة


 

 اضغط هنا لتحميل PDF النشرة الثامنة

 

مواطن» .. عرض الأسئلة المزدحمة

 


 ضمن عروض المهرجان قدمت فرقة مسرح الشباب مسرحية «مواطن» تأليف قاسم مطرود وإخراج عبد العزيز النصار، وكما هو شأن نصوص الكاتب العراقي الراحل قاسم مطرود تأتي مزدحمة بالأسئلة التي تذهب في جميع الاتجاهات عن الكينونة والوجود والبحث عن الذات وسط مصير معتم.نص مسرحية «مواطن» الذي لا تزيد صفحاته عن العشر صفحات يتصدى النصار لإخراجها مقدما مجموعة من الحلول التي تحاول قراءة النص بما يتناسب مع الظروف الموضوعية التي يعيشها الإنسان والمنطقة على حد سواء. نص الراحل قاسم مطرود يمتلك ذلك البعد الإنساني الشمولي، بينما أراد له منطقة تبدو ضيقة أمام الشمول والعمق، لكن مباشرة النصار في تفسير خطاب النص جعله يذهب إلى منطقة ضيقة في وقت نحن أمام دلالات أبعد من حدود تلك الإشارات الضيقة إلى «داعش» أو غيرها. الإشكالية الأساسية التي ظلت تواجه العرض «تكمن في غياب الحلول الإضافية التي تعمل على تثوير النص بدلا من تقييده بالرهان بينما النص أبعد من الراهن والمعاش والظرف..    رؤية نقدية للعرض ص8
وشهد اليوم الثاني من فعاليات الندوة الفكرية المحور الثالث بمشاركة الفنان القدير عبد الرحمن العقل والذي تحدث عن مشواره في مسرح الطفل وما قدمه عبر سنوات طويلة ووصل عدد المسرحيات التي قدمها قرابة العشرين مسرحية كما قدم الدكتور فيصل القحطاني ورقة بحثية بعنوان «مسرح الطفل في دولة الكويت: الواقع ورهانات المستقبل» وأدارت الندوة الدكتورة صوفيا عباس.. تفاصيل الندوة ص 4
وفي المؤتمر الختامي لفعاليات الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية التي امتدت على مدار عام 2016 كاملا، وبحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد صالح العسعوسي ومخرج فريق «إنانا» السورية جهاد مفلح الذي يتولى إخراج حفل الختام 22 الجاري، في المسرح الوطني بمركز جابر الأحمد الثقافي، وجه العسعوسي الشكر لكل من ساهم في نجاح هذا الحدث الكبير الذي استمر طوال عام كامل دون كلل أو ملل ليقدم ما يقارب الـ 800 فعالية، بما يعادل ثلاثة احتفالات يوميا في مختلف المجالات الفنية والثقافية، بما يضع أي عاصمة ثقافية مقبلة في موضع حرج من إمكانية المنافسة في تقديم مثل هذا العدد الضخم من الفعاليات المتنوعة على مدار العام.. تفاصيل أخرى ص2


«إنانا» السورية تحيي حفل الختام في مركز جابر الأحمد الثقافي الخميس المقبل



العسعوسي في مؤتمر ختام «الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية»: كل الشكر لمن أسهم في إنجاح هذا الحدث الثقافي الكبير
الكويت أصبحت حاضنة من حواضن العمل الثقافي على الخريطة العربية والإسلامية
قدمنا 800 فعالية بما يعادل ثلاثة احتفالات يوميًا في مختلف المجالات الفنية والثقافية

 



كتبت: خلود أبوالمجد
عقد صباح أمس المؤتمر الختامي لفعاليات الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية التي امتدت على مدار العام 2016 كاملا، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة محمد صالح العسعوسي ومخرج فريق «إنانا» السورية جهاد مفلح الذي يتولى إخراج حفل الختام 22 الحالي، في المسرح الوطني بمركز جابر الأحمد الثقافي، الذي كان افتتاحه أخيرا واحدا من الفعاليات الموضوعة ضمن جدول «الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية».بدأ العسعوسي حديثه، قائلا: أوجه الشكر لكل من ساهم في نجاح هذا الحــدث الكبير الــذي استمــر طوال عـام كامــل دون كلل أو ملــل ليقـدم مـــا يقـارب الـ 800 فعالية، بما يعادل ثلاثة احتفالات يوميا في مختلف المجالات الفنية والثقافية، بما يضع أي عاصمة ثقافية مقبلة في موضع حرج من إمكانية المنافسة في تقديم مثل هذا العدد الضخم من الفعاليات المتنوعة على مدار العام.
وتابع: تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وبمبادرة من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة تم اختيار الكويت لتكون «عاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2016»، وهذا الاختيار جاء من دور الكويت الثقافي الذي مارسته على مدى سنين طويلة فأصبحت من خلاله حاضنة من حواضن العمل الثقافي على الخريطة العربية والإسلامية بشكل عام، وتلقفت الكويت هذه الفرصة واستطاعت بتضافر كل الجهود في المؤسسات الرسمية في الدولة وأيضا القطاعات الخاصة والفردية أن تقدم جرعة ثقافية كثيفة، فشكلت لجنة عليا برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد وعضوية مجموعة من الوزراء الذين لم يبخلوا بأي شيء لإنجاح هذا الحدث الضخم.وأضاف: لهذا كانت هناك مجموعة من المنطلقات الأساسية التي بدأ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بصفته المنسق العام للاحتفال كان الهدف منها تكريس دور الكويت الثقافي وإظهار اهتمام المؤسسة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص بعامل الثقافة لكونها أحد أهم العوامل التي تسهم في بناء المجتمع الكويتي، وكان من هذه المنطلقات أو الأهداف محاولة استثمار هذا العام لتقديم باقة من الأنشطة والفعاليات التي تنبذ التطرف والغلو وتصحيح صورة الإنسان المسلم بعد أن نالها الكثير من التشويش بربطها بالإرهاب وقضايا التطرف المتعددة.


قبول الآخر
أما المنطلق الثاني فأوضحه العسعوسي، قائلا: كان الهدف الثاني الذي حرصنا على تأكيده من خلال فعاليات «الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية» هو التأكيد على دور الكويت في تبني منهج قبول الآخر والوسطية باعتبارها أساس سياسة الكويت بشكل عام، سواء في المجال الثقافي أو الدبلوماسي وغيرها من المجالات المتعددة الأخرى، وجاء الهدف الثالث باستثمار تسمية الكويت كمركز للعمل الإنساني وتسمية صاحب السمو أمير البلاد بـ«قائد الإنسانية» في الأمم المتحدة، لاسيما أن دور الكويت في هذا المجال كبير ومشهود له، وهو دور لا يميز بين إنسان وآخر لاعتبارات فئوية أو طائفية أو دينية، ولكنه يتعامل مع الإنسان في كل زمان ومكان، وهو أحد جواهر العمل الثقافي الذي تقوم به الكويت في دورها الثقافي المهم.وأكد العسعوسي أن كل الأهداف السابقة كانت كفيلة بتقديم ما يقارب الـ 800 فعالية على مدار عمر هذه العاصمة، ما يعني تقديم أكثر من ثلاثة أنشطة يوميا، وأردف: هذا رقم يشكل سقفا عاليا لأي عاصمة ثقافية ستأتي بعد الكويت، وهذا ما كان سيحدث من دون الدعم الكبير من القيادة السياسية في هذا البلد ووعيهم وادراكهم لأهمية هذا الحدث والمتابعة الحثيثة من قبل وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود الصباح، وتضافر جهود الجهات التي آمنت بهذه الرسالة الثقافية للكويت سواء على المستوى الأهلي أو القطاع الخاص، فقدموا الكثير من الأنشطة التي أغنت الساحة الثقافية خلال هذه العام المهم.وأعلن العسعوسي خلال المؤتمر عن تسمية الكويت مجددا عقب تسميتها الأولى عام 2001 بأن تكون «عاصمة للثقافة العربية عام 2022»، الذي أقره مجلس وزراء الثقافة العرب في اجتماعهم الأخير، وقال: ذلك لحجم النشاط الثقافي الذي تقوم به الكويت وكان آخره في الفترة الماضية افتتاح مركز «جابر الأحمد الثقافي» الذي يعد مصدر فخر للحياة الثقافية في الكويت، والتي ستتوج في الفترة المقبلة أيضا بإطلاق مركز «عبدالله السالم الثقافي» الذي سيضم مجمعا للمتاحف وصالات العرض المختلفة التي ستخدم جوانب ثقافية مهمة، وهذا في إطار البنى التحتية، أما في إطار العلاقات الثقافية الكويتية مع دول العالم فتمكن المجلس الوطني من تقديم جهد مميز باستقبال العديد من الأيام الثقافية من عدد من دول العالم، وايضا إقامة عدد من الأيام الكويتية في عواصم لدول عدة مثل فلسطين وتشيلي وكازاخيستان وغيرها».


قوافل النور
أما المخرج جهاد مفلح فأكد أنه سعيد بأن يكون لفرقة «إنانا» السورية شرف تقديم حفل ختام فعالية «الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية» والتي بدأ التحضير لها منذ عام تقريبا تحت مسمى «قوافل النور»، وقال: بدأ التنسيق بشكل مباشر على تفاصيل كل العمل مع العسعوسي، وجاءت الفكرة من تسمية اليونسكو لعام 2015 بعام الضوء تكريما للعالم ابن الهيثم، وبمناسبة مرور ألف عام على كتاب البصريات، وبالتزامن مع هذا التكريم كان تسمية وتقليد صاحب السمو أمير البلاد قلادة ولقب «أمير الإنسانية»، ومن خلال هذا بدأ التحضير للعمل الذي سيضم شخصيات إسلامية كثيرة ممن أثروا الحياة الإنسانية وقدموا لها العديد من الانجازات مثل «المعري والمتنبي والفارابي وابن سينا» وصولا لشخصيات معاصرة في الكويت قدمت اسهامات كبيرة للعلم في جميع المجالات، والتي سيقدمها عدد من الفنانين من الكويت ومن مختلف أنحاء الوطن العربي مثل الفنان عبدالعزيز مخيون من مصر، وإبراهيم الزدجالي من سلطنة عمان، ومحمد مفتاح من المغرب وجاسم النبهان وحمد القطان من الكويت، والعمل سيكون بصريا وفنيا وفكريا مناسبا لهذا الحدث الضخم الذي نقدمه. وتابع مفلح: سيقدم حفل الختام برفقة هؤلاء الفنانين أكثر من 50 فنانا وفنانة من فرقة «إنانا» سيقدمون مجموعة من اللوحات التعبيرية برفقة المشاهد الفنية الدرامية المنطلقة من الشخصية التاريخية المقدمة والدراما الفنية لهذا العمل، والتي من خلالها سنظهر حقيقة الإنسان المسلم الذي ألصقت به تهمة الإرهاب سواء بقصد أو بغير قصد جراء الأحداث الإرهابية التي تحدث في جميع أنحاء العالم، والتي هي واحد من أهداف «الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية».

 




في المحور الثالث للندوة الفكرية «مسرح الطفل في الكويت.. الواقع ورهانات المستقبل»

 

 


عبد الرحمن العقل: ماذا أقدم للطفل؟..
قضية شغلتني طوال مسيرتي لأن الأمر خطير جدًا شهد مسرح الطفل في الكويت الكثير من التأرجح وعدم الثبات
محمد زعيمة: لا يمكن إنكار جهود القطاع الخاص في مسرح الطفل لكننا طموحون لمزيد من الجودة
العقل: حصلت على تكريميات وشهادات تقديرية خاصة من وزارة التربية بعد تقديمي مسرحية «a-b-c-d»
 القحطاني: تشكيل مجلس أعلى لمسرح الطفل يمنح كامل الصلاحيات في التخطيط والإشراف والتنفيذ
علاء الجابر: نحن نقول الآن ما قيل عام 1983 و العاملون في مسرح الطفل غير موجودين
صالح الحمر: لا بد أن نعرف أن بدايات مسرح الطفل كانت عن طريق القطاع الخاص
نبيل بهجت: إذا كنا في بعض الدول نشتكي من السلطة فلماذا نطلب استعادتها
كاملة العياد: المنتج صاحب الرسالة يعمل ألف حساب لكل عنصر من عناصر العرض المسرحي

كتب: عماد جمعة
شهد اليوم الثاني من فعاليات الندوة الفكرية المحور الثالث بمشاركة الفنان القدير عبد الرحمن العقل والذي تحدث عن مشواره في مسرح الطفل وما قدمه عبر سنوات طويلة ووصل عدد المسرحيات التي قدمها قرابة العشرين مسرحية كما قدم الدكتور فيصل القحطاني ورقة بحثية بعنوان «مسرح الطفل في دولة الكويت: الواقع ورهانات المستقبل» وأدارت الندوة الدكتورة صوفيا عباس وفيما يلي نستعرض بالتفصيل ما دار في هذا المحور:
في البداية تحدث الفنان القدير عبد الرحمن العقل مستعرضا تجربته الثرية في هذا المجال والبدايات التي تعاون فيها مع الكاتبة عواطف البدر خاصة أن مسرح الطفل في هذا التوقيت كان قد اختفى من مصر وكثير من الدول العربية فكانت الفرصة متاحة بشكل كبير لتقديم أعمال مسرحية خاصة بالطفل في هذا التوقيت بالذات وتطرق العقل إلى تقديمه مسرحية «السندباد البحري» والتي كانت بداية انطلاقته في هذا المجال حيث نجح في دخول قلوب الأطفال بالكلمة والأداء والاهتمام الكبير وتعلمنا كيف ننزل إلى الطفل لكي نخاطبه باللغة التي يفهمها فكان الإقبال كبيرا والنجاح متوقعا لتتوالى الأعمال بعد ذلك مع عواطف البدر فعشقت هذا المسرح ولعبت أعمالا كثيرة وسافرنا إلى ليبيا ودول الخليج العربي وحصلت على تكريمات وشهادات تقديرية خاصة من وزارة التربية بعد تقديمي لمسرحية «a-b-c-d» كوني موجها عاما في وزارة التربية.ويضيف العقل: أن هذا النجاح الكبير حملني مسؤولية كبيرة تجاه مسرح الطفل وماذا أقدم له، هذه القضية ظلت تشغلني طوال مسيرتي لأن الأمر خطير جدا فيجب أن نتحرى الدقة في كل ما نقدم للطفل لأن الطفل يقلد ما يراه دائما فاتجهت للإنتاج وقمت بكتابة مسرحيات حتى الاغاني كتبتها وهي عملية مرهقة جدا فعلى سبيل المثال قدمت الزرزور والشاطر حسن وabcd وهاي فايف جزئيين ووصل عدد مسرحياتي إلى ما يقرب من عشرين عملا.وتطرق العقل إلى الرقابة في حديثه مشيرا إلى أن شريط (السي دي) للمسرحية الذي نراه يوميا يجعل الممثل لا يبدع حتى لو كان لديه كلمة فيها ابداع لا يستطيع اضافتها وأقول انه يوجد مخلصون في مسرح الطفل لا يسمحون بتجاوز الخطوط الحمراء فنجد الرقابة تجيز أو لا تجيز النص والمطلوب أن تناقشنا او تقول فيه ملاحظات معينة ونتحاور حولها.
ويضيف العقل مؤكدا أنه لا توجد إمكانيات فنية أو أياد فنية متخصصة للإضاءة والصوت النقي والديكور وهل النص يتحمل الالوان ام لا هذه كلها امور تحتاج لمخرجين وفنانين لان هناك مخرجين لا يفرقون بين الإخراج لمسرح الطفل والكبار وبين الزين والشين. وحول التأليف يقول العقل يفترض أن تكون الكتابة دقيقة جدا فلا ندخل السياسة في مسرح الطفل كذلك الممثل لا بد أن يعرف الأداء التمثيلي الخاص بالطفل وكيفية توصيل المعلومة.وأكد العقل أن المجلس الوطني لديه طاقات شبابية في الإخراج والتمثيل والإضاءة والسينوغرافيا وكل عناصر العرض المسرحي فلماذا لا يتم الإرسال هؤلاء الشباب في دورات تخصصية في الخارج ايطاليا أو أمريكا حتى يتعلموا ويدرسوا ليعودوا إلى الديرة محملين بهذه الخبرات المسرحية وسيشكلون ثروة حقيقية تدفع بالحركة المسرحية إلى الأمام.


الواقع ورهانات المستقبل
وتحدث الدكتور فيصل القحطاني أستاذ الدراما بالمعهد العالي للفنون المسرحية في ورقة بحثية جاءت تحت عنوان «مسرح الطفل في دولة الكويت: الواقع ورهانات المستقبل» حيث يقول القحطاني: لقد شهد مسرح الطفل في الكويت الكثير من التأرجح وعدم الثبات، كما ذكرنا آنفا، وقد كانت هناك محاولات من بعض الأكاديميين لتصحيح الوضع من خلال تقديم دراسات معمقة في حال وشأن مسرح الطفل في دولة الكويت، وهذه الدراسات حاولت رصد المثالب الموجودة وتقديم الحلول المقترحة لتفادي وقوعها في المستقبل، بما يسهم من تقديم مسرح جاد للطفل بعيدا عن الانغماس في التقليد الأعمى ومحاولة محاكاة النماذج الغربية، وخاصة أفلام والت ديزني، حيث مازالت هناك مسرحيات تتكئ في موضوعاتها على الأفلام الكارتونية العالمية كوسيلة لجذب الأطفال من دون أي مراعاة لمضمونها الفكري، ناهيك عن التعدي الصارخ على حقوق الملكية الفكرية لهذه الأفلام.ويضيف القحطاني: إن الرهان لمستقبل أفضل للحركة المسرحية الخاصة بالطفل في دولة الكويت، يقوم على تلك الشراكة بين مؤسسات الدولة الثقافية والفنية وبين جيل المسرحيين الأكاديميين المتخصصين من جانب، والواعين من جانب آخر بأهمية مسرح الطفل، ولعل جوائز التأليف لمسرح الطفل التي أقرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في شهر مايو من هذا العام خير دليل على الالتفات الجاد لتطوير مسرح الطفل، ورغم أنها خطوة متأخرة، فإنها ستصب بالتأكيد في رفع الحس الكتابي لمسرح الطفل ليس في الكويت فحسب بل على مستوى الوطن العربي، حيث قررت الجوائز للوطن العربي، والمأمول هو أن يباشر المجلس أكثر في طرح مثل هذه المشاريع للارتقاء بمسرح الطفل، فالمهرجان العربي لمسرح الطفل، والذي يقيمه المجلس حاليا لا يعزز روح التنافسية بين شركات الإنتاج المتحكمة في الحراك المسرحي الخاص بالطفل، فلا بد من إيجاد صيغ أخرى تساعد على استقطاب تلك الشركات المسيطرة والمتحكمة في ثقافة الطفل في دولة الكويت.


الواقع والطموحات
ويقول القحطاني: إيمانا من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت – ممثلا في إدارة المسرح - بأهمية تطوير وتوثيق حركة مسرح الطفل في دول مجلس التعاون، وبناء على ما أفرزته الندوة النقاشية «مسرح الطفل في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية... الواقع والطموح» والتي عقدت في الكويت بتاريخ 15 – 16 يوليو 2012 ضمن مهرجان « صيفي ثقافي 7»، فقد رأت إدارة المسرح وبعد أخذ الموافقة المبدئية من خالد بن سالم الغساني الأمين المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية في الأمانة العامة لمجلس التعاون، تشكيل لجنة للتوصيات ولرصد واقع مسرح الطفل في دول المجلس، مستهلة أعمالها بالندوة التي أقيمت في الكويت، خصوصا أن هذه الندوة تأتي بعد انقطاع قارب الثلاثين عاما عن أول ندوة عقدت في الكويت لمسرح الطفل في العام 1983.
وعلى ذلك تم إعلان أسماء أعضاء هذه اللجنة مع ختام الحلقة النقاشية في يوم 16 يوليو 2012، تحت اسم «لجنة التوصيات والرصد» وهم:
- محمد النهاري مدير الثقافة بصلالة، سلطنة عمان.
- عبدالقادر عقيل مدير الثقافة بمملكة البحرين.
- د. سامي الجمعان أستاذ النقد والدراما بجامعة الملك فيصل، عضو اللجنة الدائمة لمهرجان الفرق الأهلية لدول مجلس التعاون الخليجي، المملكة العربية السعودية.
- د. فيصل القحطاني أستاذ الدراما والالقاء بالمعهد العالي للفنون المسرحية، دولة الكويت.
- كاملة العياد مدير إدارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عضو اللجنة الدائمة لمهرجان الفرق الأهلية لدول مجلس التعاون الخليجي، دولة الكويت.
وعليه فقد اجتمعت اللجنة بتاريخ 16 يوليو 2012 لتحديد المهام المناطة باللجنة ووضع التوصيات العامة لمسرح الطفل في دول المجلس والتوصيات الخاصة بالحلقة النقاشية التي أقيمت في الكويت بتاريخ 15 - 16 يوليو 2012، على اعتبار أن هذه الندوة هي اللبنة الأولى للأعمال القادمة لهذه اللجنة، وقد توافقت اللجنة على التالي:

أولا: المهام المناطة باللجنة
1 - متابعة انشاء قاعدة بيانات تضم كل ما يتعلق بمسرح الطفل، بحيث تسهم في إنشائه كل دول المجلس.
2 - التأكيد على العمل الخليجي المشترك من خلال عقد الندوات وورش العمل والدورات التدريبية في مجال مسرح الطفل.
3 - دعم الحضور الخليجي في المشاركات العربية والعالمية التي تقام لمسرح الطفل.
4 - دعم الأقسام والإدارات المعنية بمسرح الطفل في الوزارات والهيئات بدول المجلس.
5 - تفعيل المقترح الريادي القائم على فكرة تنظيم مهرجان مسرحي خاص للطفل تشارك فيه دول مجلس التعاون ليكون مكملا للمهرجانين القائمين حاليا (مهرجان الشباب ومهرجان الفرق الأهلية)، وبذلك تكتمل صور المسرح الخليجي من خلال مواكبة العمر الزمني المتحول من مرحلة إلى أخرى بحيث يشمل الطفولة والشباب والكبار.
6 - العمل على تحفيز الهيئات والمؤسسات المعنية بمسرح الطفل على العمل المشترك وتبادل الخبرات سواء في الدولة ذاتها أو بين دول المجلس.

ثانيا: توصيات اللجنة
1 - جعل مسرح الطفل رافدا من روافد تربية الطفل على حب الوطن والعمل الإيجابي.
2 - التأكيد على الدور الرقابي للأعمال المسرحية المقدمة للطفل الخليجي وذلك ليس في مرحلة كتابة النص فقط، بل استمرار الدور الرقابي حتى إنجاز العمل وتنفيذه بشكل كامل.
3 - التأكيد على أهمية كتابة أو إعداد النص المسرحي بشكل متقن ومخصص لمخاطبة الطفل.
4 - أهمية احترام العادات والتقاليد المكتسبة من الموروث والمتوافقة مع تعاليم ديننا الحنيف.
5 - زيادة الاهتمام بمسرح الطفل في دول المجلس من خلال دعم المسرح المدرسي باعتباره اللبنة الأولى في تكوين مسرح الطفل.
6 - كتابة النصوص باللغة العربية المبسطة والتي يفهمها الطفل حتى تُقوِّم وتحسن مفردات الطفل الخليجي.

توصيات
وفي الختام يقول الدكتور فيصل القحطاني: بعد ما تم استعراضه حول واقع مسرح الطفل في الكويت وما يشوبه من معوقات تعطل من تطوره بما يعود بالنفع على تنمية الطفل الكويتي بالقيم البيداغوجية والفنية والجمالية، فإننا نوصي بما يلي:
- تشكيل مجلس أعلى لمسرح الطفل في الكويت، ويمنح كامل الصلاحيات في التخطيط والإشراف والتنفيذ، على أن يكون أعضاؤه من ذوي الاختصاص في مجالات المسرح وعلم النفس التربوي والموسيقى، وتكون مهام المجلس كالآتي:
1 - تشكيل لجنة متخصصة لوضع المعايير والضوابط لمسرح الطفل، غير تلك الضوابط الموجودة حاليا في المجلس الوطني، وتكون تلك الضوابط واضحة وفي متناول يد العاملين في مسرح الطفل.
2 - تشكيل لجنة مهمتها إجازة النصوص المسرحية للطفل فقط، ومن ضمن مهامها الأساسية تحديد الفئة العمرية لكل نص يجاز.
3 - تشكيل لجنة لمتابعة توصيات المجلس الأعلى ولجنة المعايير ولجنة إجازة النص، كما تشرف على رقابة مسرح الطفل وترصد حركة مسرح الطفل وتقدم تقريرها للمجلس.

 



المداخلات

 


قال صالح الحمر: لا بد أن نعرف أن بدايات مسرح الطفل كانت عن طريق القطاع الخاص وقدم العقل وهدى حسين أعمالا مميزة على سبيل المثال فالمسرح الخاص ساهم بشكل كبير في ازدهار مسرح الطفل فلو قدم عشرين مسرحية وجدنا منها اربعا متميزة فهذا جيد لان قضية الابداع نسبية وهذا هو واقع الحال واللوائح والقوانين لا يمكن أن تضبط ذلك، ولا يعقل أن من بلغ عمره سبعين أو ثمانين سنة هو من سيضع التصورات لمسرح الطفل.وتساءل الحمر لقد شكلت لجنة عليا للمسرح وانبثقت منها لجان فرعية فهل ساهمت في ازدهار المسرح بصراحة انا راض كل الرضا عن الحركة المسرحية في الكويت وخاصة مسرح الطفل حيث قدمت اعمالا خالدة ومميزة وأولادنا للان يرونها فمحمد الحملي له تجارب مميزة في مسرح الطفل تحمل المتعة والشو والاستعراض والفرجة والتكنيك أيضا لدينا في الكويت اكبر جمهور يحضر مسرحيات الاطفال على مستوى الوطن العربي فلدينا مسارح تتسع لـ 1500 كرسي وتقدم عدة عروض في اليوم الواحد ومع ذلك نجد لافتة كامل العدد فهذا يدل على أن الحركة المسرحية جميلة وبخير ومسرح الطفل مميز.  وقالت كاملة العياد: نتذكر جميعا إلى اليوم مسرحية «السندباد البحري» لما فيها من قوة وجمال فلماذا عاشت بينما وذهبت غيرها أدراج الرياح لأن المنتج لا يهمه سوى المكسب وتحقيق الأرباح، فالمنتج صاحب الرسالة يعمل ألف حساب لكل عنصر من عناصر العرض المسرحي وكل مفردة وبدون هذا الاهتمام لا ينجح العمل فلا بد من وضع الامور في نصابها الصحيح.وقال الناقد علاء الجابر: الفنان عبد الرحمن العقل قدم تجربة كبيرة لها ما لها وعليها ما عليها وورقة الدكتور فيصل مهمة لكن دعونا نتساءل: ما الجدوى من هذه الندوات والاجتماعات إذا كانت أوراقنا تذهب أدراج الرياح، فالمجلس الوطني لدية ندوة منذ عام 1983 تتحدث عن مسرح الطفل ونحن نقول الآن ما قيل عام 1983 ولمن نتكلم اذا كان العاملون في مسرح الطفل غير موجودين ولا المسؤولين فلابد من وجود الاخلاص وبدونه لا فائدة.وقال فهد الحارثي: من خلال مشاهداتي لمسرح الطفل أرى أن المشكلة واحدة وهناك نقاط يجب أن نفكر فيها مليا فطفل اليوم يتعامل مع التكنولوجيا أفضل منا، فكيف سنتعامل معه في المسرح خاصة اننا لا نحدد فئة عمرية فمسرح الطفل لدينا لكل الأعمار حتى الاطفال الرضع لديهم مسرح خاص بهم في فرنسا، فالطفل تحول إلى سلعة ونقوم باستنزافه ماديا.وقال د. حسن رشيد: تجربتي امتدت من السبعينيات وحتى الآن فهل عندنا كاتب يعرف كيفية مخاطبة عقليات الأطفال في الوطن العربي فتوم وجيري تخضع لآراء مستشارين وأطفالنا وأحفادنا يملكون ذاكرة أفضل ويتعاملون مع الأجهزة الذكية فمتى نستطيع مخاطبة الطفل بعقليتهم فهم جيل مختلف.وقال د. نبيل بهجت: إذا كنا في بعض الدول نشتكي من السلطة فلماذا نطلب استعادتها، ونحن كأكاديميين ماذا قدمنا من ورش عمل تخرج لنا أجيالا جديدة، وما هو مستوى تدريس مسرح الطفل في الأكاديميات ما هي مناهج تدريس مسرح الطفل، العيب فينا نحن فليس لدينا سوق للثقافة في الوطن العربي لكننا نعول كثيرا على المسرح الخاص.ورأى عبد الله العابر، أن هناك تجنيا على مسرح الطفل من خلال مشاهداتي خلال العامين الماضيين فقط فهناك تطور كبير خاصة في القطاع الخاص الذي وصل إلى مرحلة متطورة جدا من ناحية الدراما والاخراج والإنتاج، وأغلب المسرحيات (بلاي باك) وناجحة فمسرح الطفل في الكويت يتطور فلا تهدموه.وقال د. محمد زعيمة: لا يمكن انكار جهود القطاع الخاص في مسرح الطفل لكننا طموحون لمزيد من الجودة لكن (البلاي باك) من دون شك أفقد حضور الممثل والتفاعل مع الاطفال لكنه اتاح الفرصة للكوميديا والحركة، وأتساءل لماذا لا توجد فرقة حكومية ولماذا يغيب الفنانون والمتخصصون عن مثل هذه الندوات وهناك عجز ايضا في الحركة النقدية لمسرح الطفل.وقالت عبير عيسى: اندهش عندما يقال إن الفنان هنا يقدم ثمانية عروض في اليوم، أنا صعقت كيف ذلك لكن المفارقة أن هذا يعني أن هناك اقبالا بينما الاستبيان الذي ذكر في البحث يقول عكس ذلك.

 



قدمتها فرقة مسرح الشباب تأليف قاسم مطرود وإخراج عبدالعزيز النصار
مسرحية «مواطن» عاصفة سوداء وبالون أبيض!

 

 



يمتلك المخرج أدواته على صعيد تحريك الممثلين والمحافظة على الإيقاع ولكنه مدعو لأن يعيش حالة من التأمل والتحليل والتفسير حلول السينوغرافيا جاءت متفاوتة المستوى من إشارات ودلالات البالونات
كتب: عبدالستار ناجي
كما هو شأن جملة نصوص الكاتب العراقي الراحل قاسم مطرود تأتي مزدحمة بالأسئلة التي تذهب في جميع الاتجاهات عن الكينونة والوجود والبحث عن الذات وسط مصير معتم.أسئلة تحرض المشاهد في نص مسرحية «مواطن» الذي لا تزيد صفحاته عن العشر صفحات يتصدى المخرج الشاب عبدالعزيز النصار لاخراجها مقدما مجموعة من الحلول التي تحاول قراءة نص قاسم مطرود بما يتناسب من الظروف الموضوعية التي يعيشها الانسان والمنطقة على حد سواء. ومن خلال استهلالة ذكية يختصر النصار كافة المقولات اللاحقة حول تلك الشخوص التي يتم اغتيالها ليظهر البالون الاحمر اللون. وهو كما أشرنا استهلالة ذكية. وان ظل ينقصها مساحات من العمق بالذات على صعيد النظرة التحليلية للحوار المتسارع التي تقذف به تلك الشخصيات عبر حوار يعتمد على الاسئلة المركبة على طريقة:
ما اسمك؟
لا أعرفه!
أين أنا؟
ثم. اقتله
كيف اقتله؟
ولعل هذا السؤال يذهب بنا إلى مجموعة الشخصيات التي تآمرت على اغتيال البشرية والإنسان والمنطقة.فنحن أمام كاتب استغل قلمه وفكره ليدمر كل شيء ويشوه كل شيء، وثان تم مسخه وتحويله إلى فكر متطرف وثالث وهكذا شخصيات تم تشويهها. فهذا لم يتعود حب وطنه كما كانت امه تحب وطنه وذاك تم تحويله الى عصا للدين والتسلط وغيرها.
وفي كل مرة يأتي الامر.. اقتله. ويأتي السؤال. كيف أقتله؟
والجواب يأخذنا إلى كم من الحوارات والتي تنتهي الى تعرية تلك الشخصيات وكشف خيوطها وملابساتها وظروفها. ولكن النصار يذهب الى حد التعرية التامة والذهاب الى مساحة من المباشرة في كشف الدلالات والرموز تارة عبر الأزياء وأخرى من خلال الحوار الذي يذهب به إلى ترسيخ مضامين «العاصفة السوداء» التي اجتاحت كل شيء ودمرت كل شيء. أمام مواطن ظل يحاول المحافظة على البالون الأبيض وسط تلك المتاهات من الممارسات والأسئلة والعنف الأرعن. مباشرة النصار في تفسير خطاب النص جعله يذهب إلى منطقة ضيقة في وقت نحن أمام دلالات أبعد من حدود تلك الإشارات الضيقة إلى «داعش» أو غيرها. نص الراحل قاسم مطرود يمتلك ذلك البعد الإنساني الشمولي. بينما أراد له المخرج الشاب عبدالعزيز النصار منطقة تبدو ضيقة أمام الشمول والعمق.وتمضي الأسئلة على طريقة الاستفهام عن المواطنة والانسانية والحفاظ على الوجود في مقابل شخصيات مشوهة راحت تعكس تشوهاتها وامراضها واحقادها ونقصها ممارسات عدوانية الرعناء. ويفسر احدهم تلك الممارسات بقوله:
أن اكون قويا على الضعفاء والفقراء.
وكان حصاد ذلك التشويه هو ان تكون قويا وعنيفا على الآخرين.
دمار يورث دمارا... وتشوية يخلف تشويها في ذاكرة الانسان والمجتمع والأمة.
ومع كل محطة استفهامية يطرحها النص يأتي العرض ليعمل على تأطيرها. فبدلا من البعد الشمولي نرى الشخوص الضيقة. وقد يكون ذلك جزءا من الحل والتفسير وهو جزء مشروع ولكنه يحمل النص الى منطقة وكأنه يسحبه الى حل يؤطره ولا يفجره، حل تضيق به المعاني وتضمحل أمامه الدلالات وتتلاشى معه النظرة التي تمنح النص والعرض بعدا شموليا أبعد وأرحب وأعمق. وهي قراءة لنص رغم قلة عدد صفحاته إلا أنه وبما يحمل من شخوص وأسئلة يظل يدور في فضاءات فلسفية وإنسانية عميقة ولكن النصار يسحبه الى منطقة انانية ضيقة تجاوزها النص منذ سنوات ولربما عقود.وهنا تأتي أهمية القراءة المتأنية والفكر العميق لهكذا نصوص كلما اعدت قراءتها اكتشفت مضامين ودلالات تذهب بك إلى مناطق جديدة. ولكن القراءة ظلت أحادية الجانب مما حول النص إلى مجرد ذريعة كي يمرر المخرج النصار مجموعة الحلول البصرية التي قدمها، ومحاولة استثمار السينوغرافيا إلى تعاون في تقديمها مجموعة من العناصر الفنية ومنها الديكوريست محمد الرباح ومصمم الأزياء فهد المذن ومصمم الإضاءة عبدالله النصار، وفي هذا الاطار نشير الى ان كلا منهم ذهب الى تعميق ذات النقطة التي يفكر بها المخرج وليس النص. حيث جاءت أزياء المهندس فهد المذن لترسخ دلالات «داعش» وهكذا عتمة وظلمة عبدالله النصار الذي غابت عنه أهمية دراسة مساقط الإضاءة واتجاهاتها التي لم تكن تذهب إلى دلالات معمقة بقدر ما هي بقع ضوئية تتابع حركة الممثلين ولا تثري البناء الدرامي. حلول السينوغرافيا جاءت متفاوتة المستوى من إشارات ودلالات البالونات ذلك الحل الركيك عبر استخدام الغصن في سحب البلونة. وهو حل يشكل علامة استفهام حول جدواه وقيمته وأيضا حالة الاستعجال في القراءة التي انعكست على كل شيء. في العرض أيضا أداء متفاوت المستوى بين الرتابة وبين التنامي بالذات في الشخصية التي قدمها الفنان علي الششتري الذي استطاع ان يمسك بزمام الشخصية رغم محدوديتها إلا أنه اشتغل عليها كثيرا، مشيرين إلى مشاركته في عمل آخر ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي من خلال مسرحية «نحلم» مع فرقة المسرح العربي. بقية العناصر كانت متفاوتة المستوى، وان كان الفنان عبدالله الحمود مطالب بمزيد من الاشتغال على شخصية «المواطن» بالذات على صعيد التحرك بين الحيرة والقلق والبحث عن تلك الاسئلة التي كانت تحاصره وهذا لا يعني التقليل من الجهد الذي بذله ولكنه مطالب بالذهاب إلى مناطق جديدة واضافية في التعبير عن الحالات الدرامية التي تسير بها الشخصية من الغفلة إلى اليقظة. الاشكالية الأساسية التي ظلت تواجه عرض مسرحية «مواطن» لفرقة مسرح الشباب تكمن في غياب الحلول الاضافية التي تعمل على تثوير النص بدلا من تقييده بالرهان بينما النص ابعد من الرهان والمعاش والظرف. نص يتجاوز كل ذلك اراد له المخرج عبدالعزيز النصار ان تظل تفسيراته في تلك الدائرة الضيقة ولهذا بدا العرض في نهايته وكأنه اوبريت وليس عرضا مسرحيا يشارك في مهرجان الكويت ويتنافس على جوائزه ويمثل فرقة لها تاريخها ومكانتها.وكلمة نهمس بها في أذن المخرج الشاب عبدالعزيز النصار بان هذه التجربة تؤكد اننا أمام مخرج يمتلك أدواته على صعيد تحريك الممثلين والمحافظة على الايقاع، ولكن في الحين ذاته هو مدعو لان يعيش حالة من التأمل والتحليل والتفسير لكل مفردة ودلالة وجملة وإشارة، عندها ستبدو التجربة اكثر نضجا بالذات على صعيد تجاوز النظرة الضيقة لنص مفتوح على جميع الاحتمالات الكبرى. وتحت مفردة «الكبرى» نضع عدة خطوط. خصوصا ونحن أمام عرض لم يذهب إلى التجربة بفكر منفتح على الاحتمالات الكبرى.
ويبقى ان نقول:
مسرحية «مواطن» كانت تنقصها القراءة المعمقة لنص يمثل منصة للتحليق بعيدا أبعد من حدود الحلول التي قدمها المخرج عبدالعزيز النصار وفريقه.
فريق العمل
تقديم: مسرح الشباب – الهيئة العامة للشباب
تأليف: قاسم مطرود
إخراج: عبدالعزيز النصار
تمثيل: عبدالله الحمود – علي الششتري – محمد فايق – حسين الحداد
مؤثرات موسيقية: هاني عبدالصمد
ديكور: محمد الرباح
أزياء: فهد المذن
اضاءة: عبدالله النصار
مساعد مخرج: موسى كاظم – يعقوب بولند
مدير الخشبة: يوسف النجادة
إدارة مسرحية: فاضل النصار – عبدالرسول القلاف
كلارنيــت: عبــدالرحمن البلوشي – شيلو: باسم

 



أعمدة المسرح الكويتي (4 من 5)

 



عبدالعزيز السريع.. شغلته القضية الاجتماعية فحلّق بالنص المسرحي الكويتي في فضاءات فنية عالية , انشغل السريع بقضية واحدة  لم يحد عنها طوال حياته.. وهي الدراما الاجتماعية ,اهتم في مسرحه بكوميديا الموقف واستند في صياغته إلى مهارة فنية عالية في بناء الحبكة الدرامية
كتب: د. نادر القنة
منذ البدء، وبذكاء شديد انشغل عبدالعزيز السريع بقضية واحدة، لم يحد عنها طوال حياته.. وهي دراما الأسرة الكويتية؛ وبمعنى أدق الدراما الاجتماعية.. حيث راح يخلق تنويعات مسرحية لقضية واحدة، وازن فيها بين المتطلبات الفنية، والمتطلبات الفكرية، من دون أن تُسيطر إحداهما على الأخرى فتفقد التجربة وجودها... مستمدا مادته من الهموم الاجتماعية الآنية.. ومنطلقا من الحاضر، إلى المستقبل... فكتب للمسرح منفردا المسرحيات التالية:
1 – الأسرة الضائعة 1963م.. وعلى خلفية خلاف مع اللجنة الثقافية في المسرح نتيجة تدخلها المباشر في تعديل النص، عن طريق الحذف والإضافة، أدار السريع ظهره للنص، وقرر إعادة صياغته فيما بعد بشكل جديد، واسم جديد.
2 – الجوع، 1964م.
3 – عنده شهادة 1965م.
4 – لمن القرار 1968م.
5 – فلوس ونفوس، وهي صياغة جديدة لمسرحية الأسرة الضائعة، 1970م.
6 – الدرجة الرابعة، وهي صياغة جديدة لمسرحية «لمن القرار»، 1972م.
7 – ضاع الديك 1972م.
كما كتب مشاركا زميل دربه صقر الرشود المسرحيات التالية:
1 – (1، 2، 3، 4 بم) 1972م.
2 – شياطين ليلة الجمعة، 1973م.
3 – بحمدون المحطة، 1974 – 1975م.
هذا التركيز المتعمد في الجانب التأليفي؛ ساعد عبدالعزيز السريع كثيرا على أن يطرح نفسه في المسرح كمؤلف فقط، بالإضافة إلى إمكانية تطوير أدواته الفنية في الكتابة، فلم تتشتت جهوده هنا وهناك.
في جميع كتاباته المسرحية.. كانت تشغله القضية الاجتماعية الإنسانية، فلم ينبهر يوما ما في حكاية مسرحية.. لذا، فإن مسرحه مشبع بالقضايا الاجتماعية القابلة للنقاش.. (رغم أنه كاتب قصة جيد).. ومع ذلك، كانت القضية تلح عليه في التجربة الدرامية منذ البدء وحتى النهاية.. الأمر الذي جعله من الناحية الفنية يسيطر على حكايته وشخصياته، والتفريعات المشهدية للأحداث الدرامية، وارتباطها بالمحور الدرامي الرئيسي.مــن هنا، كان الإحساس في مسرحه عنيفا عاليا، بلا حدود، واجتماعيا، يُبشر بنهضة جديدة، وعالم جديد، وفكر جديد... فالشخصيات قريبة، بل قريبة جدا من الناس.. إن لم يكن الناس هم أنفسهم فوق خشبة المسرح.لم ينشغل عبدالعزيز السريع، مثلما انشغل معظم أبناء الجيلين الثاني والثالث من كتّاب الدراما في البحث عن صياغات كوميدية لفظية، ولم ينسحب وراء كوميديا الشخصية، وكوميديا التصنع، ولم تغره كوميديا التهريج Slapstick Comedy، أو الكوميديا الهابطة Low Comedy في شيء... وهي الألوان الكوميدية التي سيطرت على معظم نتاجات الحركة المسرحية الكويتية وصبغتها بلونها الخادع... بل اهتم في مسرحه – وبشكل أساسي – بكوميديا الموقف Comedy of Situation، وهـــــو الذي يستنــــد في صياغتـــــــه إلى مهـــــارة فنيــة عاليــة في بنـــاء الحبكــة الدراميـة – حيــث ينصــب اهتمام الكاتب في المفارقات الدرامية الناشئة عن حتمية تفاعلات الشخصية الدرامية في هذا الموقف أو ذاك.. من دون تصنع، أو كسر للبناء والمعنى.وفي الوقت نفسه لم تكن الأجواء الكوميديــة لـــدى السريــع بعيـدة عـن الأطــر الاجتماعيــة والمرجعية الاجتماعيـة التي صـاغ مسرحه عليها بل كانت نابعـة من ذات البيئة فكرا، وسلوكـا، شكـــلا، ومضمونــا.

 


أشادوا باجتهاداتهم في الندوة التطبيقية لمسرحية «مواطن»
نقاد: الشباب في الكويت أثبتوا أنهم جيل يؤتمن على رسالة المسرح

 



عبد العزيز النصار: أنا مؤمن بأن المخرج هو من يصنع العرض وهذا النص رفضته ثلاث فرق
 د. حسن رشيد: المخرج جعل كل عناصر العرض تشارك في إنجاحه
كتب: مفرح حجاب
أقيمت الندوة التطبيقية لمسرحية «مواطن» التي قدمتها فرقة مسرح الشباب في قاعة الندوات بمسرح الدسمة عقب العرض مباشرة، بحضور مدير المهرجان فالح المطيري وحشد كبير من المسرحيين والجمهور، وكان على منصة الندوة مقدمها علي عليان، والمعقب على العرض د. حسن رشيد والمخرج معد النص عبد العزيز خالد النصار. استهل الحديث في البداية علي عليان الذي قدم الشكر الى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والقائمين على المهرجان، وقال لقد عشنا ليلة شبابية بامتياز من خلال نص للمؤلف العراقي الراحل قاسم مطرود، والذي أعده وأخرجه عبد العزيز النصار وقدمه فريق متميز من الشباب، لكن يظل هذا العرض يطرح العديد من الاسئلة مثل: هل يعبر عن واقع سياسي يعيشه المواطن العربي؟ وهل كل الفرقاء يحميهم حب الوطن؟ وهل ما جاء في مضمون النص واكب الأداء التمثيلي في العرض؟
المعقب على العرض المسرحي والباحث القطري د. حسن رشيد أعرب عن سعادته بالعرض والفريق الذي قدمه والمخرج عبد العزيز النصار، والذي قام أمام حضور الندوة بتقبيله، وقال هذا الجيل يؤتمن الآن على المسرح والكويت تحديدا فيها عائلات حملت المسرح على عاتقها من بينها عائلة الشطي والسريع والمنصور والآن عائلة النصار وغيرها من العوائل التي تحب المسرح، مشيرا إلى أن المؤلف قاسم مطرود حمل هموم الوطن، وفي هذه الدورة من مهرجان الكويت المسرحي قد شاهدت الكثير من العروض يقدمها «المخرج المعد» وعندما شاهدت عنوان مسرحية «مواطن» تساءلت كيف يغوص المخرج في اللوحات إلا أنه وجد النصار قام بتوصيل الرسالة بشكل رائع.



لوحة فنية
وأضاف رشيد انه من الصعب عندما تشاهد عملا متميزا أن تفكك اللوحة الفنية ببعض الجمل النقدية إلا ان كل ما نقوله أن هذا الجيل سيحمل رسالتنا ويحمل معها أحلامه عن المسرح خصوصا بعدما شاهدنا هذا العمل الذي يحمل قضية واضحة وصريحة، مشيرا الى ان كل عناصر العرض المسرحي ساهمت في توصيل الرسالة رغم بعض الهنات التي رافقته سواء في اللغة أو غيرها الا ان ذلك من باب حماس الشباب.
ولفت إلى ان اللوحة كانت مكتملة وقد شاهدنا القلم تحول إلى أداة للقتل وكذلك رغيف الخبز، ملمحا الى انه لم يشعر بفجوة بين النص والعرض، فالكل قدم دوره في هذه المسرحية كما ينبغي وهو ما يؤكد اننا كنا أمام جيل جديد يحمل هم الإنسان في العمق بعيدا عن التهريج وسيكون شاهدا على عصره من داخله، متمنيا التوفيق لهذا الفريق وكل الشباب الذين قدموا اعمالا متميزة.



المداخلات
وكان أول المتحدثين من جمهور الندوة حسين عبد المنعم الذي قال إن المسرحية تتحدث عن القوة الثلاثية وهي قوة القلم والخبز والمال، فضلا عن الملابس التي اظهرت الإنسان كأنه سجين إلا ان المخرج عزز فكرة الإحساس من خلال اشياء كثيرة من بينها البلون ودور الأم وانهى العرض بالأمل والأطفال، متسائلا: لماذا لم يكمل المخرج القوة الثلاثية.بينما يرى عدنان الصالح أنه كان يتخيل ان القلم يواجه الفكر، لكن اللوحات كانت رائعة والعرض يطرح تساؤلات كثيرة، في حين أثنى الفنان والمسرحي طالب البلوشي على العرض والفريق الذي قدمه وقال كانت هناك عناصر فعالة ومهمة ساهمت بشكل كبير في خروجه بهذا الشكل من بينها الإخراج والإضاءة والموسيقى وغيرها.وناشد ناصر الحجي المجلس الوطني والقائمين على المهرجان ضرورة التركيز على اللغة العربية من خلال رقيب أو مدقق، متمنيا ان يخرج من بين توصيات لجنة التحكيم الاهتمام باللغة العربية.وأشاد أحمد البلوشي بالمخرج النصار، وقال لقد مرت علينا نصوص كثيرة للكاتب قاسم مطرود لكن هذا افضل إعداد شاهدته، حيث استطاع المخرج دمج أربع لوحات في لوحة واحدة فيها الكثير من التناغم ولم يترك شيئا، وكان مبهرا من خلال السينوغرافيا والثلاث شجرات التي لم تفترق حتى نهاية العرض، مشددا على ان النصار قدم السهل الممتنع في الإخراج ولم «يتفلسف» ولذلك دخل قلوب من شاهدوه.

 


السينوغرافيا بطل العرض
أما شادية زيتون فقد اعتبرت ان السينوغرافيا ضمن أبطال العرض، وأعربت عن سعادتها بما شاهدته، واضافت أن المخرج يملك حسا تشكيليا رائعا، كما حيت مصمم الديكور محمد الرباح ومصمم الإضاءة عبد الله النصار ومصمم الأزياء فهد المزن، والتي قدمت جميعها دلالات درامية مع الهيكل العظمي، مشددة على ان هكذا يكون المسرح.وأعرب الزميل محمد عبد الرسول عن سعادته وفخره بهذا العرض، وقال انا ككويتي اتشرف بهذا العرض واشفق على لجنة التحكيم في توزيع الجوائز في ظل هذه العروض القوية التي قدمت من قبل بالإضافة إلى هذا العرض، مشيرا إلى انه وجد عند المخرج النصار ابداعا فكريا.
وأبدت أمل الدباس اعجابها بالعرض، وقالت كان هناك عمق وفكر وطرح فكرة الإنسان وحالة التطرف التي اصبحت مثل الفخ الذي يقع فيه الكثير من الناس، بينما رأى رضا بألعاب ان الأداء على المسرح ظهر بشكل عبثي فضلا عن بعض الحوارات المتكررة.في حين أشاد د. فهد الشطي بالمجلس الوطني الذي استطاع ان يقدم هذه الأعمال واشاد كذلك بالعرض والممثلين، وقال للمخرج النصار أنا فخور بك وسأحضر لك أي عرض في المستقبل وفخور بك كشخص كويتي وانت القادم وارفع رأسك فوق، بينما اكدت د. رانيا فتح الله أننا كنا في احتفال مسرحي، وشكرت مدير مسرح الشباب وكل مدراء الفرق التي تقدم أعمالا مميزة، مشيرة الى انها شاهدت الأدوات اصبحت شخوصا في هذا العرض، فضلا عن إدراك الممثلين لقطع الديكور ودقة الأطفال المبدعين وهذا يدل على احساس المخرج العالي.وفي الختام قدم مخرج ومعد العرض عبدالعزيز خالد النصار الشكر للجميع ولكل المتحدثين، وقال بالتأكيد سأضع كل ما تم الحديث عنه في هذه الندوة بعين الاعتبار، وهذا النص ذهبت به الى ثلاث فرق مسرحية كانت ترفضه لأنه 9 صفحات فقط مع أنه ظهر على المسرح في خلال 45 دقيقة وهو ما يؤكد إيماني ان المخرج هو من يصنع العمل المسرحي، مشيدا بكل من عمل معه في هذه المسرحية وكل من وقف معه ودعمه.وأضاف أنني أنتهز هذه الفرصة واشكر والدتي ووالدي اللذين يحضران دائما عروضي ويدعمانني وأشكرهما اكثر أنهما علماني حب الوطن، لأن حب الوطن ليس مجرد تقديم شيء وانما حب الوطن ايضا هو التربية الجيدة، كما اتقدم بالشكر ايضا الى استاذي ومعلمي هاني النصار وكم تمنيت ان يكون موجودا معي اليوم ليشاهد جهوده التي بذلها معي وتربيته لي.

 



دعا إلى دعم الفرق الأهلية حتى تستطيع تقديم أعمالها
عبدالله العتيبي: أشعر بالفخر لتكريمي في مهرجان الكويت المسرحي أمام كبار المسرحيين العرب
أتمنى أن تزيد المعونة السنوية التي تقدم للفرق والتي لا تتعدى 16 ألف دينار

 

 


هناك تواصل أجيال في فرقة الخليج العربي.. الأمر الذي أسهم في تطور الفرقة
كتب مفرح حجاب
أعرب الفنان عبدالله العتيبي، عضو مجلس إدارة فرقة الخليج العربي عن سعادته لاختياره ضمن الفنانين المكرمين في الدورة السابعة عشرة من مهرجان الكويت المسرحي، وقال: هذا التكريم قد جاء بعد جهد وعطاء دام أربعين عاما، وهو يعد تقديرا كبيرا ولفتة طيبة من الدولة ومن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب  أن أُكرم وأنا على قيد الحياة، مشيدا بوزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش، وفالح المطيري مدير المهرجان، وصالح الحمر، وكل من عمل في إنجاح هذه التظاهرة المسرحية الكويتية التي تعد هي مصدر الإلهام المسرحي في هذه المنطقة من العالم.ولفت العتيبي إلى أنه كان متوقعا أن يكرم في أي لحظة لكنه نظرا لتاريخه ومشواره مع فرقة الخليج العربي، إلا أنه كان يضع في الاعتبار أن هناك روادا وفنانين كبارا كانت لهم الأولوية خلال السنوات الماضية، وأن مكانه محفوظ إلى أن يحين الوقت، منوها بأن هذا التكريم قد شرح صدره وأدخل إلى نفسه البهجة والسرور وزملائه في الفرقة.


فيض المشاعر
وأضاف، يعجر اللسان عن الكلمات بسبب فيض المشاعر الطيبة التي شعرت بها من الجميع بعد هذا التكريم سواء من الفنانين أو الإعلاميين أو الجمهور، حيث انهالت عليّ التبريكات من كل حدب وصوب، مشددا على أنه قد شعر بالفخر الكبير لتكريمه في هذه الدورة وأمام نخبة كبيرة من كبار المسرحيين العرب والزملاء في الكويت.وأشار العتيبي إلى أن هذا التكريم سيكون له دافع من أجل العمل وتحقيق نتائج في المستقبل أفضل من الذي حققها في الماضي من خلال دعم الشباب كما هو حاصل الآن من أجل أن يحصلوا على المكانة التي تليق بتاريخ فرقة مسرح الخليج العربي، مشيرا إلى أن هناك جيلا مهما يعمل في الفرقة والدليل هي النتائج الطيبة التي يقدمها للكويت وللحركة المسرحية الكويتية.ودعا العتيبي إلى زيادة عدد المكرمين إلى خمسة عشر مكرما بدلا من عشرة فقط في الدورة السنوية للمهرجان، لاسيما وأن الفرق المسرحية والفنانين المحترفين والهواة تزخر بهم الفرق المسرحية والساحة الفنية، وكذلك حتى يتم وضع دور الشباب في الاعتبار، متمنيا أن يحصل على جائزة الدولة التشجيعية خلال الفترة القادمة.


دعم الفرق
وعن أمنياته خلال المرحلة المقبلة قال العتيبي: كل المنتسبين إلى الفرقة الأهلية يتمنون أن تزيد المعونة السنوية التي تقدم لهذه الفرق والتي لا تتعدى 16 ألف دينار، حيث لم تعد تكفي ميزانية للفرقة طوال العام من أجل أن تفي هذه المؤسسات بالتزاماتها ومشاركتها في الفعاليات الفنية، أو يجري دعمها بطريقة أو بأخرى عن طريق المجلس بأن يخصص لهم جزء داخل الميزانية أو بإعطائهم عملا دراميا من قبل تلفزيون الكويت على طريقة المنتج المنفذ، ملمحا إلى أن المجلس الوطني يبذل مع هذه الفرق جهودا كبيرة جدا ويدعمها بما يملك من أجل أن تعمل في الساحة وتمثل الكويت خير تمثيل.الجدير بالذكر أن الفنان عبدالله العتيبي قد انضم إلى الجمعية العمومية في فرقة مسرح الخليج عام 2001 ويشغل حاليا منصب أمين السر، حيث بدأ حياته الفنية مبكرا من خلال مسرح السور عام 1979، وقدم العديد من الأعمال الفنية من بينها مسرحية «العودة، عالم يا صحافة، السنافر، بشار، الدمية المفقودة، وعاد الأمل، الأميرة والأقزام»، فضلا عن تقديمه عددا من الأعمال المسرحية الوطنية مثل «دكوش يغزو وادي القمر، فرسان المناخ مع عبد الحسين عبد الرضا، فرحة أمه». وكانت له بصمات واضحة مع مسرح الجزيرة وشارك في العديد من الأعمال والإدارة مع الكاتب والمنتج الراحل محمد الرشود وقدم مع هذا المسرح مسرحيات سواء في الإخراج أو التمثيل منها «الكرة مدورة، لولاكي في كل أجزائها، انتخبوا أم علي، لن أعيش في جلباب زوجتي»، وغيرها، وقدم مع الفرق الأهلية العديد من الأعمال المسرحية من بينها، «جحا باع حماره، حكمة محكمة السلطان، ليلى والذيب»، وغيرها وشارك في العديد من المهرجانات العربية وقدم العديد من الأعمال التلفزيونية الدرامية من بينها «السيف المفقود، صغيرات على الحب، مصنع الرجال، عيال الفقر، رحلة شقا، السجينة، حريم بوسلطان، غلطة عمر»، وغيرها، فضلا عن مشاركته في العديد من الأعمال التلفزيونية.



زوايا المسرح

 


إنها دورة الممثل..
في المسرح الممثل هو سيد اللعبة.. قد يحتفظ لنا التاريخ باسم المؤلف.. وقد يتذكر أحدهم من كان وراء اللعبة. ولكن سيد اللعبة دائما هو الممثل.. ذلك أننا من دون هذا العنصر الأهم والأميز لا يمكن أن نجد الأحداث أو نطرح مأساة الإنسان.. أو نستحضر خيوط اللعبة في أي اطار كان.. في هذه الدورة والتي تحمل رقم (17) لمهرجان قدم خلال جل دوراته نماذج عدة.. تأليفا وإخراجا وتجسيدا فوق الخشبة. إلا أن هذه الدورة دورة الممثل.. كيف لا.. ومنذ العرض الأول لفرقة المسرح الشعبي تبارى الجميع في إيصال الفكرة.. إلى المتلقي، هنا كنا إزاء مجموعة متجانسة من المؤدين فوق خشبة المسرح، نعم هناك تفاوت بين هذا وذاك، ولكن متى ما وجد الحب.. والإيثار.. والعمل ضمن الفريق الواحد، فإن كل ما يشكل هنات في العناصر الأخرى لا يبقى كثيرا في الذاكرة، نعم كان أحدهم يتلعثم وإن كان في بعض الأحيان يسهو عن العلة.. إلا أنه كان عنصر جذب بحق، كان الجميع يشكلون لحمة فنية للعرض المسمى «كمبوشة» في العرض الثاني «من قال ماذا» لفرقة المسرح الكويتي.. كنا أمام مباراة حقيقية في الأداء عبر كلا النجمين.. وحصدنا نحن الاستمتاع إلى أقصى درجة.. في عرض فرقة مسرح الخليج العربي وعبر قيادة المخرج واستحضار النموذج من الآخر.. كان اللاعبون هم بؤرة الإضاءة بدءا بالفنانة القديرة فاطمة الصفي.. ونجم قادم الأيام إبراهيم الشيخلي وميثم بدر وسارة ومريم وكل من تحمل وزر أداء الشخصيات.. في زنابيل بمقدور من أن ينسى تألق حسن إبراهيم وهذا ليس انتقاصا من الآخرين، إذا عندما نقول إن هذه الدورة دورة «الممثل» فإننا نؤكد بالدليل القاطع أن سيد اللعبة هو الممثل.. وعذرا إذا اقتصر الأمر على بعض الأعمال ولكن النموذج يشمل كل من وقف فوق خشبة المسرح.. وأخيرا أكرر الشكر فقد استمتعنا بحق. وتأكدنا جميعا أن الحراك المسرحي هنا بألف ألف خير.

د. حسن رشيد
ناقد وباحث قطري



نحو مسرح يحمل هوية

 



عندما نتحدث عن المسرح، يجدر بنا أن نتذكر أن هناك طرفين أساسيين يرتبطان بالموضوع، الفنان من جهة، والمتلقي من جهة أخرى، ومعادلة نجاح المسرح في أي وطن، هي وجود المتلقي المثقف الذي يقوم بدور الرقيب على الفنان، فكل المجتمعات التي ينتشر فيها المسرح بإتقان، هي تلك المجتمعات التي أدركت أهمية التربية الفنية في التعليم، والإعلام، وفي مجالات أخرى عديدة.على مر التاريخ لعب المسرح دورا مهما في صياغة المجتمع، ولكن كي يتمكن الفنان من أن يكون فاعلا في مجتمعه، يجب أن تتبنى مؤسسات رسمية قضاياه، تسهم معه، وتدعم توجهه التصحيحي، خصوصا أننا نعيش اليوم ضمن حصار يشوبه شيوع الإسفاف، والتفاهة، وفساد الذوق، والكثير من القيم الهابطة، حصار يفرضه ويتحكم فيه أفراد ومستثمرون دخلاء جعلوا الفن مجرد تهريج وتسلية ووسيلة لاستغلال الغرائز والأهواء.إزاء كل هذه السلبيات أصبح لزاما علينا إيلاء أهمية العمل في المسرح على الابتكار والتجديد، انطلاقا من الإمساك بالعصب الخامس لكيان المجتمع، كي يتسنى لنا أن نجيز تأسيسا يضمن بقاء المسرح الذي يرتبط بأصحاب فكر مبدع يؤسسون لمسرح يحمل هوية تخوله تحدي كل المعوقات من أجل البقاء.
عشتم وعاش المسرح
شادية زيتون
نقيبة الفنانين المحترفين في لبنان.. ومصممة سينوغرافيا

Happy Wheels