النشرة الثامنة


 

إضغط هنا لتحميل النشرة الثامنة

 

 

قدمتها فرقة المسرح الشعبي..

«بلاد أزل» ..
لا عزاء للمضطهدين

نصار النصار يعيد تجربة
الجمع بين التأليف والإخراج

 

 

كتب: عبدالمحسن الشمري
ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي، في دورته السادسة عشرة، قدمت فرقة المسرح الشعبي، مساء امس، على مسرح الدسمة مسرحية «بلاد أزل» التي أعدها نصار النصار عن مسرحية «الإمبراطور جونز»، وأخرجها بمعالجة درامية ركز فيها على المشهد الثاني من المسرحية الأجنبية.                                                  
تبدأ المسرحية بدخول مجموعة من البحارة المضطهدين الذين يدورون حول «أزل» الذي نصَّب نفسه حاكما وملكا على الجزيرة، وبعد دخول شخصية لورنس إلى الخشبة تتكشف الأمور شيئا فشيئا من خلال حوارات بينه وبين أزل في لوحات متعددة، وينتقل المؤلف من لوحة الحاضر التي يحكم فيها أزل إلى لوحات تكشف ماضي هذه الشخصية التي هي في الأساس خادم لدى الكاهن، ثم بمساعدة لورنس، وهو قرصان قديم يتمكن من السيطرة على الامور، وجعل سكان الجزيرة الأصلية كالعبيد يأتمرون بأمر أزل العظيم، ومن البداية تكشف المسرحية عن رغبة الشعب في التغيير، خاصة بعد الظلم الذي تعرضوا له في حياتهم وممتلكاتهم وشؤونهم الأخرى؛ فيشير لورنس إلى ان العديد من البحارة هربوا إلى مكان آخر بحثا عن الأمان، وتتوالى اللوحات التي تكشف عن الطبيعة الدموية لأزل الذي لا يقف في طريقه شيء، فهو قاتل وسفاح ومغتصب، لكنه نصَّب نفسه حاكما وطاغيه لا أحد يرد له أمرا.
من جانبه يحاول لورنس ان يكشف المزيد من الجوانب السيئة في شخصية ازل، لكن ازل يرفض كل ذلك مدعيا انه يستحق كل ذلك، وهو الوحيد الذي يمكن له ان يكون حاكما لأنه الأقوى، خاصة أنه يمتلك الخنجر الذي يرمز إلى القوة في العرض المسرحي.
تتواصل الاحداث في النص المسرحي عندما يحاول البحارة الذين هربوا من ظلم أزل إلى محاولة العودة إلى جزيرتهم، والثأر لكل ما حدث لهم، معتمدين على قوة المشعوذ الذي يستمد قوته من الكاهن وتبرز في المسرحية شخصية القربان التي تتعرض للظلم والاغتصاب.
تتوالى الأحداث بعد ان يجتمع البحارة ويتفقوا على ضرورة ان يعودوا ثانية لأخذ زمام المبادرة بمساعدة لورنس، الشخصية الغريبة جدا، فهو في الأساس قرصان، ثم يصبح مساعدا لأزل، ثم يحرض الشعب على الثورة، واختيار اسم لورنس لتلك الشخصية له العديد من الدلالات التي يمكن تسييرها، والاشارة إلى ان هناك من يحرك الثورة من الخارج، وبعد ان يدخل البحارة للقضاء على أزل يبرز أزل آخر في شخصية لورنس، أي ان حكم الطاغية والدكتاتورية سيتكرر من جديد، وأن الظلم لم يختف، وأن الشعب الذي يمثله البحارة في المسرحية غير قادر على تحديد مصيره.
المسرحية تحمل كثيرا من الدلالات والرموز والصور الجميلة التي عمل عليها المؤلف نصار النصار، وساعده في ذلك المخرج في الوقت نفسه لأنه قادر على فك الرموز وتوظيف كل عناصر العرض لخدمة الفكرة الأساسية، كما ساهمت الحبال المعلقة في توضيح الفكرة الأساسية. أما الدمى المعلقة في أعلى خشبة المسرح فتدل على ان الطاغية هو مجرد دمية تتحرك بأياد خارجية، وهذا ما قاله بوضوح لورنس في المشاهد الأخيرة للعرض المسرحي.

فريق العمل

الإعداد والإخراج: نصار النصار
الإشراف العام والمالي: خالد أمين ماتقي
الدراماتوج: محمد محب
زهراء المنصور
الديكور: د. عنبر وليد
الأزياء: د. ابتسام الحمادي
الموسيقى: نصار النصار
الإضاءة: عبدالله النصار
التمثيل: عثمان الصفي، ومحمد عبدالعزيز، وميثم الحسيني، ونسرين سروري، وحسين العوض، وماجد البلوشي، وعبدالرحمن الفهد، وعبدالله الحمود، وبشار عبدالله.
التدقيق اللغوي: خالد المفيدي

زوايا المسرح
زوايا المسرح
تواصل الأجيال في المهرجان


تتميز الدورة السادسة عشرة من مهرجان الكويت المسرحي التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بظاهرة مهمة جديرة بالتوقف عندها طويلا. وهي التواصل الواضح بين مختلف الأجيال المسرحية من رواد المسرح الكبار مرورا بجيل الوسط والجيل الشاب. هذه الظاهرة لم تخص المشاركين في الأعمال داخل المسابقة الرسمية، بل في عرض الافتتاح أيضا، وتخص المشاركين أيضا في الندوات وحضور المهرجان.
وبداية، لا بد من الإشارة إلى أن عرض الافتتاح «الطمبور» يمثل التواصل بين مختلف الأجيال، حيث يؤدي بطولته الفنان الكبير سعد الفرج. الذي يعود إلى المسرح بعد غياب قرابة عشرين عاما. زرعته مجموعة من العناصر الشابة من الجنسين مثل ملاك وغدير صفر وعبدالله بهمن ومجموعة من الوجوه الواعدة التي بدأت في أخذ مكانها بالساحة الفنية.
ولعل حضور الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا بعض العروض هو خير دليل على التواصل الجميل بين الأجيال. وقد شهدت عروض المهرجان حضور عدد من رواد الحركة المسرحية جاسم النبهان ومحمد المنصور وأمل عبدالله وعبدالله غلوم وعدد من الأسماء التي لم تكتف بالحضور بل كانت لها مشاركة مهمة في إثراء الندوات التطبيقية التي أعقبت العروض.
أما على صعيد الأعمال المشاركة، فإن الدورة السادسة عشرة من المهرجان شهدت مشاركة عدد من الرواد ليس على صعيد التمثيل بل في مجال التأليف أيضا فرض «المنطاد» لفرقة الجيل الواعي، وهي للكاتب حسين المسلم أحد رواد المسرح وتصدى لإخراجها الفنان علي العلي أحد العناصر الشابة. وشاركت في بطولتها الفنانة أحلام حسن إحدى أبرز نجمات جيل الوسط، وشارك فيها عدد من الوجوه الشابة.
أما في مسرحية «عربة مليئة بالقطن» لفرقة المسرح العربي فشهدت عودة الفنانة سماح إلى المهرجانات وهي من جيل الوسط التي أدت دورا من أهم أدوارها على الإطلاق بمشاركة عناصر شابة.
والحال نفسه ينطبق على مسرحية «القلعة» لفرقة المسرح الكويتي التي شهدت عودة الفنان أحمد السلمان، وهو من جيل الوسط في الحركة المسرحية الذي يعود إلى الخشبة بعد قرابة عشرين عاما، والذي عمل تحت إدارة مخرج شاب هو علي الحسيني.
كما شهدت مسرحية «ثاني أكسيد المنجنيق» عودة اثنين من الفنانين الذين كانت لهما إسهامات في دورات سابقة من المهرجانات المسرحية هما المخرج أحمد الجليل والكاتب سامي بلال.
هذا الحضور الواضح لعدد من الأسماء الرائدة والمخضرمين وجيل الشباب يدعو إلى التفاؤل بمزيد من التواصل ومد الجسور بين مختلف أطياف المسرح في الكويت، ويبشر بمزيد من التواصل بين أجيال الحركة المسرحية، ما يدعم المسرح في الكويت ويجدد الدماء ويقرب بين فنانيه.
عبدالمحسن الشمري
في ندوة تطبيقية أعقبت العرض

بلاد أزل.. الإمبراطور جونز يحكم العالم

محمد زعيمة: هناك علاقة واضحة بين النص المجتمع العربي الكبير                                                      

نصار النصار: العرض المسرحي عبارة
عن تجربة وليس نتيجة

كتب: الحسيني البجلاتي
في ندوة أدارتها مريم زيمان بحضور نصار النصار مؤلف ومخرج عرض «بلاد أزل» التي قدمتها فرقة المسرح الشعبي ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي أمس الاثنين، تحدث الناقد وأستاذ النقد المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية د. محمد زعيمة عن رؤيته النقدية للعرض، مشيدا بمخرجه ومؤلفه واصفا إياه بأن «لديه الجديد دائما ليقدمه».
بدأ د. زعيمة تقديم رؤيته بقوله: «نبدأ من مشهد البداية ولا بد من الإشارة إلى أنه معالجة للمشهد الثاني من مسرحية «الإمبراطور جونز»، وأخد النصار لحظة الثورة على هذا الامبراطور المستبد الذي صعد إلى السلطة على أجسام الآخرين ليحكمهم بالقهر، موضحا «أنه قدم فكرته عبر تقنية المشاهد الماضية والحاضرة ومزج بينهما لنرى كيف صعد الإمبراطور جونز إلى سدة الحكم، محييا النصار لالتزامه وأمانته لإشارته إلى المصدر الذي أخذ منه، لكنه قدم قراءة تخصه هو، مشيرا إلى وجود علاقة بين النص وبين المجتمع العربي الكبير، وقدم فكرته من خلال فكرة البديل حيث استخدم الخنجر العربي كبديل عن الرصاصة الفضية في الإمبراطور جونز، ليقدم رؤيته بأن طعنة الخنجر أقوى في تأثيرها من الرصاصة».
وتابع زعيمة: نتوقف عند الرؤية المسرحية التي قدمها النصار، حيث لخص العرض منذ مشهد البداية بمشهد صامت تعرفنا من خلاله على بقية أحداث العرض، وهو الأمر الذي تفقد العرض التشويق، مبينا أن العرض عبارة عن متتاليات من القتل والاغتصاب على كل المستويات في المعبد وفي الحياة، «مؤكدا أن المشهد الافتتاحي لخص العرض ويحسب له استخدام الشكل الطقسي واستخدام الموسيقى الشعبية وخاصة قرع الطبول»، موضحا ان النصار قدم صورة مسرحية لها طبيعتها الخاصة، ولكن عليها ملاحظات عدة، أولها: ان الأحبال الموضوعة فوق الخشبة لم يكن لها مغزى واضح، وقال: «الحقيقة لم يتم استغلالها وتوظيفها داخل العرض». ثانيا: الجزء الأوسط من خشبة المسرح تم استخدامها مرتين عن طريق الإضاءة الحمراء عبر مشاهد القتل والاغتصاب، وعن طريق الإضاءة الجانبية، وهذا خلق مشكلة في حالة وجود أكثر من شخصين على المسرح تعطي إظلاما على وجه أحد الشخصين الموجودين على الخشبة». ثالثا: قيمة وصورة الكرسي الذي رمز إلى العرش الذي دمر المجتمع، وحتى عندما يعود «أزل» فعندما يعود يظل الكرسي.
وقال: على مستوى الأداء الحركي لم يكن مشبعا ففقد جماليات الحركة، مشيدا باستخدام الملابس التي مزجت بين الماضي والحاضر، ونلاحظ ذلك عند خلع السترة العليا وارتداء الملابس الفقيرة، لكن استخدام الدرجات اللونية نفسها مع ثبات الإضاءة لم يظهر ثراء الملابس لهذا الرجل الذي صعد إلى السلطة، كما حيا مجموعة الممثلين، موضحا أن عملية الانتقال الزمني في العرض مع ثبات الصورة أدت إلى حدوث مشكلة في عملية الانتقال الزمني.
مداخلات
كانت بداية المداخلات مع د. محمد الحبسي مؤكدا أن النصار أراد أن يبعدنا عن الواقع ولكنه أسقطنا في الواقع بكل معاناته، متسائلا: هل شخصيات العرض المسرحي من خيال المؤلف أم أنها شخصيات واقعية؟ موجها تحية لفريق العمل، وأشاد بحركة الممثلين وبالإضاءة والموسيقى، وأوضح أن أهم عنصر من عناصر العرض المسرحي وكان هناك نجاح في الاشتغال على جسد الممثل، وكنا نتمنى أن يشتغل على أداء الممثلين أكثر.
وقال د. محمود سعيد: «أرهقني المخرج في حركة الدول والخروج لكنه كان إرهاقا جميلا»، وبين ان الأداء كان زاعقا وأقرب إلى الخطابية، مؤكدا أن النصار نجح في مسرحة النص.
بدورها قالت البحرينية زهراء المنصور: سعدت جدا بالعمل مع الفنان هاني النصار، وأبديت ملاحظات كثيرة على النص، وكنت أفضل أن يكون اسم المسرحية «أزل» فقط وليس بلاد أزل، حتى لا نفتح باب التاويل، مؤكدة انها رأت دموية ريتشارد الثالث وجزء من عقدة أوديب وليس الإمبراطور جونز فقط، موضحة أن المشهد الختامي كشف كل الأسرار مثله مثل المشهد الأول.
وتساءل عدنان الصالح عن مغزى وجود الصلبان في العرض؟، وقال: هل لها بعد ديني أم ترمز إلى الدكتاتورية؟ وأوضح ان اسم «أزل» له معان كثيرة، مفضلا ان يكون للعرض اسم آخر.
وقال محمد عبدالرسول: إن «النصار استغل كل خبراته ووظفها على خشية المسرح من خلال تشكيلات جميلة وتعبير حركي واندماج في الأداء بيت جموع الممثلين، متسائلا عن مغزى استخدام الموسيقى الكويتية في العرض؟
وحيا الفنان الإماراتي عمر غباشي فريق أداء العرض وفرقة المسرح الشعبي، وقال: «أبدأ من مشهد نهاية العرض لأنه مفتاح العمل كله، فـ “أزل” الذي قتل هو أزل الذي بقي»، وتابع: «واضح من الإسقاط باستخدام الدمى، هذه البلاد بلاد أزل كلها دمى ومسيرة من قبل أشخاص معينين، وأسماء العرض أجنبية وبالتالي فإن الإسقاط واضح، وهي أن العرض يتحدث عن كل البلاد الموجود فيها أزل»، وأكد أن العرض به جهد واضح في الإضاءة والملابس والاكسسوارات والأداء التمثيلي، واختتم بقوله: «كان لي شرف تقديم الامبراطور جونز مرتين الأولى كممثل والثانية كمخرج، ولم أجد نسخا للفكرة بل استلهاما لها».
واختتم المداخلات الفنان طارق العلي، محييا المهرجان والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومرحبا بضيوف الكويت، وقال: «أشبه النصار بفريق كاظمة الرياضي حيث يصل إلى النهائي لكنه لا ينال البطولة»، مؤكدا أن النصار صاحب فكر ومبدع ومثابر، وتابع: «لن أتحدث عن العرض وتقنياته، لكنني سأتحدث عن طاقتنا الشبابية الذين نفرزهم من خلال المهرجانات، ونحن اليوم نفخر بوجود طاقات شبابية رهيبة».
تعقيب
وفي نهاية الندوة عقب الفنان نصار النصار على الآراء التي قيلت، مؤكدا أن العرض المسرحي عبارة عن تجربة وليست نتيجة، وبالتالي سوف يستفيد من كل الآراء عند اعادة تقديم العرض بصورة مختلفة عن العرض الأول، مبينا أنه يود توضيح عدة أمور أهمها انه لم يقصد بلدا بعينه عند الحديث عن أزلية السلطة أو ديكتاتورية الحاكم، مشيرا إلى «أن الموسيقى المستخدمة ليست كويتية لكنها بحرينية، حتى قرع الطبول يستخدمها النهام في البحر ويستخدمها أهالي زنجبار وإندونيسيا وعمان فهي موسيقى عامة لا تخص دولة بعينها وذلك كان مقصودا لتعميم الفكرة»، مكملا أنه جرى اختيار اسم المسرحية بعد تفكير عميق، وكذلك استغرقت عملية اختيار الموسيقى وقتا طويلا، ومبينا أن الديكور والاضاءة يحملان رؤى مختلفة، مختتما حديثه بتوجيه تحية لفريق العمل التمثيلي، ومؤكدا انهم مع التدريب والتمكين سيكونون أفضل، وقال: «هذا مهرجان للمحترفين، وأنا تعاملت مع فريقي التمثيلي من الشباب باعتبارهم محترفين».


أشادت بفعاليات المهرجان وأبدت إعجابها بالجيل المسرحي الحالي

شمعة محمد: المسرح الخليجي
يتقدم ... ويمتلك وعيًا مستقبليًا

المسرح الأكاديمي الجاد يتفوق على المسرح التجاري

هناك عوائق تواجه المسرح الخليجي أهمها ندرة وجود مؤلفين

كتبت: فرح الشمالي

عبرت الفنانة العمانية شمعة محمد، عن سعادتها للمشاركة في فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي، موجهة الشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذه الدعوة الكريمة، وقالت: «هذه ليست المرة الأولى التي أحل بها ضيفة على المهرجان فأنا أحب دائما أن أكون من المشاركين فيه والاطلاع على عروضه لما فيه من تطور جميل للمسرح واهتمام الفنانين الشباب بالمسرح، وأشعر كأنني أحضر دورة تدريبية عند وجودي في المهرجان، تساعدني لاحقا في الورش التي أقدمها للشباب»
وأشادت شمعة في حوار لــ «نشرة المهرجان» بالحركة المسرحية في الخليج حيث قالت: المسرح الخليجي يتقدم وفي تطور دائم، وأنا أطلع دائما على عروض مسرحية في الكويت والشارقة وعروض الهيئة العربية للمسرح الخليجي، وأشعر فيها بأن الشباب يتعايشون مع المواقف التي تحدث في العالم العربي وهم يمتلكون وعيا ثقافيا ويبدعون في تقديم كل ما هو جديد سواء في التأليف أو في الإخراج أو في التقنيات والسينوغرافيا حتى أصبحوا يواكبون المسارح العالمية في تقديم عروضهم.
وأبدت شمعة إعجابها بالجيل المسرحي الحالي لما يبذلونه من جهد بالاهتمام والنهوض بالمسرح، وقالت: إن الشباب عندهم حماس في تقديم الأفضل ولديهم معرفة بالفكر المسرحي وثقافته والأهم توصيل رسالتهم، وما في الساحة الخليجية والعربية من هموم ومشاكل من خلال المسرح الجاد في المهرجانات.
وأكدت أن المسرح الأكاديمي الجاد يتفوق على المسرح التجاري الجماهيري وله جمهوره العاشق لعروضه، مضيفة أنني شخصيا أقدم أعمالا مسرحية تجارية منذ سنوات آخرها مسرحية «في بيتنا» وقدمتها في السعودية مع الفنانتين شيماء سبت وشيخة زويد، ومسرحية «صرقعة وبرقعة» وقدمتها في مهرجان خريف صلالة، ولكن بداخلي أعشق المسرح النخبوي والعروض الأكاديمية في المهرجانات لما بها من تقنية واحترافية وفكر فلسفي، وأعشق التواجد والأداء فوق خشبة المسرح النخبوي الذي شاركت به بعدة أعمال في المهرجانات العمانية.

عوائق مسرحية
وذكرت شمعة أنه بالرغم من التطور الذي يشهده المسرح الخليجي مازالت هناك عوائق تواجهه إلى الآن أهمها ندرة وجود مؤلفين للنصوص المسرحية بالرغم من وجود كُتاب شباب محترفين في الكتابة للمسرح ولكن عددهم لا يكفي لإثراء الحركة المسرحية، كما أن هناك الكثير من المواضيع لم تطرح، صحيح أن هناك طرحا تراثيا، وسياسيا، وفكريا ولكن أتمنى أن يكون هناك طرح أقوى ومتنوع في مجالاته. وتابعت: نتيجة لما يحدث في وطننا العربي من أزمات أصبح الطرح السياسي هو الأغلب في المسرح وهو الأكثر انفتاحا والأكثر وصولا، وعلينا أن نقول لا للسياسة لا للطائفية لا للارهاب من دون سوداوية بالطرح، بل نتمنى أن تكون هناك نظرة تفاؤلية بحيث نوصل الحب والسلام والأمن.
وأضافت أنه يجب الاهتمام بالجانب الاجتماعي، وهناك مواضيع اجتماعية عدة غفل عنها الطرح المسرحي منها العنوسة، والمخدرات، وحوادث السير، ورسائل الأسرة والطفولة والكثير من القضايا الاجتماعية الموجودة في الخليج والوطن العربي.

تطور مسرحي
وعن تقييمها للحركة المسرحية العمانية قالت شمعة: حاليا نشهد مهرجان المسرح المحلي العماني التابع لوزارة التراث والثقافة في منطقة نزوة عاصمة الثقافة العمانية، وغالبا يتضمن عروضا مسرحية رائعة، والمسرح العماني شهد في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا لشبابنا برزوا من خلال مهرجانات المسرح الطلابي على مستوى الجامعات وكليات التقنية ومهرجان المسرح الشبابي، مما يعني أن هناك توجها كبيرا نحو الاهتمام بالمسرح وتنمية الحركة المسرحية في سلطنة عمان.

زوايا المسرح
المسرح الخليجي .. هوية أم هويات؟ (2ـ 4)

دراماتيكية الواقع ..

يوسف الحمدان
باحث وكاتب مسرحي بحريني
الآن، عندما نلقي نظرة سريعة على واقع وحال مسرحنا الخليجي، ولا أستثني المسرح العربي منه، نلحظ أن قوى الظلام والإرهاب، تمكنت من أن تتسيد على المشهد العربي برمته، بل أصبحت حالة مسرحية مثيرة تتجسد على أرض الواقع دون حتى كتابة نصوص أو ممثلين أو سينوغرافيا أو حتى مخرج، إذ الحدث الواقعي أصبح أكثر دراماتيكية من المسرحيات التي تعرض الآن في الخليج العربي، فالجرائم اليومية التي ترتكبها قوى الإرهاب الظلامية، أصبحت مادة مثيرة لأباطرة الأكشن في هوليوود، والمسرح عنها للأسف غائب، بل عاجز، تارك المجال واسعا لاتساع رقعة هوية الظلام في المشهد العربي والخليجي.
للأسف الشديد، أصبح الحدث الواقعي يدعوك للترقب، أما أحداث مسرحياتنا فتعرف نتائجها من عنوانها أو حتى قبل أن تبدأ، والأكشن الهوليوودي أصبح طاغيا على الحدث الواقعي وقادرا على الإثارة، لذا أصبحنا قادرين على التعرف على هوية الحدث الواقعي، بينما تغيب الهوية عن المسرح، فعل الدراما والتنوير.
إن أحداث الإرهاب تثير العالم كله، بينما أحداث المسرح لا تثير سوى جمهور الصالة وأحيانا تنفره منها..
إن قدرة الحدث الواقعي على صناعة وإثارة المخيلة لدى المتلقي، أصبحت أكثر قدرة وتأثيرا من المسرح، لاحظوا المفارقة، وكما لو أننا نتحدث عن الواقع بوصفه مسرح المخيلة والتأثير والهوية، بينما المسرح أصبح هو الواقع في مادته الخام!
هناك فرق شاسع بين من يتبنى التنوير بوصفه هوية وبين من يتبنى الإرهاب بوصفه هوية أيضا، إنها رؤية الظلام الصادرة عن قوى الظلام ذاته.
بل أن بعض العروض المسرحية التقليدية أصبحت وصارت أكثر قدرة على تبني هويتها من التجارب المسرحية الحديثة الطارئة وغير المراكمة وغير الباحثة، كما أن هذه الأفكار التقليدية القديمة أصبحت مرجعية وهوية يتبناها بعض المخرجين وبعض الفرق في مسرحنا العربي والخليجي.
والهوية طبعا لا تتشكل ولا تتنامى ولا تقوى وتتجذر وتتأصل إلا بتراكم طردي خلاق للعروض المسرحية التي تنتمي وتتبنى التنوير هوية، ولا تصبح ذات تأثير وفاعلية إلا بإيمانها أولا وأخيرا أن تكون مؤسسة تنويرية تنتمي للحراك المدني المستنير في المجتمع، فهل توجد مثل هذه الفرقة ذات الهم التنويري في خليجنا؟
الواقع مؤلم ومفجع وفادح، فأغلب فرقنا المسرحية، بدلا من أن تستقل برؤيتها، وتكون على تماس ساخن مع ما يحدث في الأرض، وما يتمتع به الإرهاب من حرية توشك أن تكون مطلقة في الفتك والوأد، للأسف الشديد تتجه نحو مذهبة وطئفنة الهوية في المسرح، ولا أريد أن أطرح أمثلة، إذ قد تجلى ذلك بوضوح في بعض مسرحياتنا الخليجية والعربية، والمهرجانات نموذج فاضح فاقع لما أذهب إليه، بل أن بعض المسرحيين الخليجيين باتوا ينظمون مهرجانات خاصة للفنانين ولأهل الطائفة فقط، مسرحيات تنفث بسمومها العفنة على الهوية التنويرية التي سخر المسرح لها نفسه منذ بزوغ فجر الظاهرة المسرحية في التاريخ.
إن لهذه السموم تأثيرها السلبي على الهوية، فبدل أن يتسع مجالها التنويري والإنساني، يضيق وينحصر في هموم الطائفة وتطلعاتها التوسعية الضيقة، وكل هدفها ومسعاها، أن تنتقل سعة الهوية التنويرية، إلى ضيق الهوية الطائفية فتتسع بها وعبرها.
إنها هوية إقصائية بامتياز، فبدلا من أن يكون المسرح بوسمه الإنساني والتنويري هو بؤرة التأثير، يصبح العكس، إذ الهوية الطائفية بأشكال وأنواع معتقداتها ومذاهبها ومآربها، هي التي تقود المسرح، وتلك الطامة الكبرى!


زوايا المسرح
الهوية والتراث في المسرح
د. محمد الحبسي          
سلطنة عمان
[email protected]
المسرح منذ نشأته البدائية القديمة، ثم تطوره عند اليونان، وصولا إلى التطورات والتحولات التي مر بها، فإنه لايزال يبحث عن هويته وخصوصيته، ولقد استطاع المسرح اليوناني أن يحدد جوانب عدة من هويته، من خلال اعتماده على مصادر مختلفة في نصوصه المسرحية، كالأساطير والملاحم والقصص والحكايات الشعبية والمواضيع الأخلاقية وغيرها من المصادر ذات العلاقة بالواقع والمجتمع اليوناني وتراثه وتاريخه. والمسرح العربي باعتباره منذ بداياته، في لبنان وسورية ومصر، حاول توظيف التراث الشعبي بأشكاله المختلفة في النصوص والعروض المختلفة، إدراكا من الأهمية بأن ذلك سيسهم في تذكير الإنسان العربي بأصالته، بجانب مساهمته في جذب الجمهور لمشاهدة جزء من هويته وتراثه وتاريخه، من خلال المسرح ولغاته المختلفة، وهذا ما أدركه مارون النقاش بعد تجربته الأولى لمسرحية البخيل، ثم المسرح الغنائي والشعبي عند أبي خليل القباني، ثم تجارب يعقوب صنوع المسرحية، بالرغم من أن كثيرا من هذه التجارب تأثرت بالشكل الأوروبي، لكنها أدركت أهمية توظيف التراث والتاريخ الشعبي والعربي بكل مضامينه في مثل هذه المسرحيات، خاصة في المراحل العمرية الأولى من ولادة المسرح العربي.
بطبيعة الحال تنوعت التجارب المسرحية الخليجية منذ بداية ظهور كل تجربة في المسرح المدرسي، وصولا إلى التطور الذي وصل إليه المسرح الخليجي، من خلال التجارب المتنوعة التي ضمت - في كثير من جوانبها - توظيف التراث الخليجي والعربي، بجانب الإعداد والاقتباس من المسرحيات العربية والعالمية، والتي تعالج في اغلبها القضايا العربية عامة. ولعل أغلب الظواهر المسرحية الأخيرة غلب عليها طابع ما يمكن أن نسميه التجريب والعبثية والسوداوية وما شابهها على الوتيرة نفسها، وبجانب الأهمية من الاستفادة من مثل هذه التجارب، بهدف التجديد وعدم التقوقع على ما يمكن أن يسميه البعض بالتقليدية في النصوص والعروض المقدمة إلا أنه من الأهمية الالتفات والرجوع مرة أخرى إلى الهوية والخصوصية الخليجية، والمتمثلة في العودة إلى التراث والتاريخ بمضامينهما المختلفة، لأن كثيرا من الفرق الخليجية لا تظهر إلا في مواسم المهرجانات المسرحية، وكل فرقة خليجية تسعى إلى تقديم الأفضل لديها مسرحيا، وكثير منها يلجأ إلى الإعداد من نصوص عربية وعالمية. إن كثيرا من النظريات والمذاهب المسرحية الحديثة دخلت على المسرح الخليجي فأصبحت المسرحيات تقدم بنظريات مسرحية حديثة، ومن هذه المسرحيات تلك ذات العلاقة بالموروث الشعبي، فأصبحت هذه المسرحيات تطغى عليها تلك الأساليب الحديثة ليبقى التساؤل: هل تمكن المحافظة على الهوية والخصوصية الخليجية في المسرح، بتقديم التراث كما هو عليه، أم لا بد من إدخال التحديث في التعامل مع التراث، وهل هذا التحديث سيؤثر سلبا على هوية المسرح الخليجي، أم أنه ينبغي أن نقدم تراثنا في المسرح كما هو عليه؟
لقد وجدنا بعض التجارب المسرحية تقدم التراث الخليجي كما هو عليه، وبالتالي يكون أقرب إلى التوثيق على الرغم من أن التراث الخليجي موثق في الكتب ومصادر التوثيق الأخرى، والفريق الآخر أصبح يقدم تراثه مسرحيا من خلال إدخال التطوير إلى مضمون وشكل التراث، باعتبار ان التراث تم توثيقه. والمسرح يتخاطب بلغته الخاصة مع هذا التراث، وذلك تحت مسمى مسرحة التراث . لذا تبقى الإشكالية قائمة، من خلال عدة نظريات ينادي بها المسرحيون والمنظرون للمسرح الخليجي، والتي تقوم جميعها على الآلية في كيفية التعامل مع التراث لأجل المحافظة على الهوية والخصوصية الخليجية، في ظل وجود التجارب والأعمال المسرحية العالمية والتي أصبحت موجودة بشكل كبير وواضح على خشبة المسرح الخليجية، والتي أصبح الجمهور غير متفاعل معها، على الرغم من مشاهدته لها، باعتبار أن ما يقدم على المسرح لا بد من احترامه وتقديره؛ لأن المسرح في النهاية رسالة تخاطب الجميع... لذا نرى أنه من الأهمية والتوفيق والمصالحة بين كل هذه النظريات من خلال ما سنطرحه من مقترحات ربما تسهم بشكل أو بآخر في معالجة هذه الإشكالية:
يمكن معالجة مختلف القضايا في المجتمع الخليجي، من خلال العودة إلى توظيف التراث الخليجي في المسرح، مع الأخذ بعين الاعتبار الموافقة بين استخدام النظريات الحديثة في التأليف والإخراج في أثناء التعامل مع هذا التراث، بحيث لا يفقد هويته وخصوصيته التي ننادي بها.
أهمية الانغماس في واقع الشعب الخليجي، والتفاعل مع قضاياه لمواكبة التجديد في المسرح.
أهمية مشاركة الجمهور، وتحويل العرض المسرحي إلى احتفال فني يشارك فيه الجمهور، وإيجاد آلية للتعامل مع خشبة المسرح؛ لتكون أكثر تفاعلية من الجمهور.
البعد عن التجارب المسرحية التي تحاول تغريب الجمهور عن مسرحه، خاصة القضايا البعيدة عن همومه وقضاياه.
إيجاد لغة تتناسب مع الهوية والخصوصية للمسرح الخليجي لأجل تحقيق توصيل المعلومة والفكرة من المسرحية.


«عملت بكل الحب لإدارة المسرح»
كاملة العياد: التكريم جميل... ولحظة عزيزة يحترمها الإنسان
الدعم الحكومي مؤكد ومرسخ لكل أساسيات العمل الوطني
كتبت: سماح جمال
عبَّرت كاملة العياد عن سعادتها بتكريمها ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي بدورته السادسة عشرة، وقالت: «أتقدم بالشكر للجميع، وأتمنى التوفيق لكل القائمين على هذا المهرجان، وأتقدم بالشكر كذلك على لمحة التقدير التي تطوف بنا على المهرجانات التي تفصح عن الثقافة عموما والفنون خصوصا، وما كان فيها من أحداث وضيوف، وهذا شيء جميل يذكرنا بأننا نعمل لأجل الكويت»، متابعةً: «إنها لحظة عزيزة يحترمها الإنسان، تعيدني إلى كيف أنني عملت في مجال الثقافة، ثم جئت إلى إدارة المسرح في العام 2003، وطوال هذه المدة وحتى اليوم عملتُ بكل الحب لإدارة المسرح، وعملنا في المهرجانات العربية أو العالمية كلها، وكيف أنها كانت جزءا من منظومة واحدة ومتكاملة، وهي تفاعل المسرحي والثقافي مع هذه الدول وتبادل الحضاري بينهما، وكذلك ترسيخ المحبة وهي أعلى قيمة إنسانية وأساس الحياة».
وأكملت قائلة: «أتذكر تكريمي في تونس – ضمن مهرجان مبدعات عربيات – وأيضا في مهرجان المسرح العربي في القاهرة، وكذلك حظيتُ بالتكريم في البحرين وسلطنة عمان... وغيرها من ألوان التكريم التي تجعلنا نعيش لحظات تمر ضِمن شريط سينمائي، وتجسد لحظة وفاء»، مواصلةً: «كل الشكر للأستاذ صالح الحمر مدير المهرجان، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، وأيضا الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الأستاذ محمد العسعوسي، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون الدكتور بدر الدويش».
وأكدت العياد أهمية دعم الدولة للجانب الثقافي والأدبي، مردفةً: «حتى مع وجود أنشطة ومهرجانات قائمة على أكتاف القطاع الخاص، يبقى الدعم الحكومي هو المؤكد والمرسخ لكل أساسيات العمل الوطني، ولا أقول إننا لا نعمل إلا تحت ظل الحكومي، ولكن من المهم أن تنتمي قطاعات الدولة لتوضيح الدافع الوطني للجميع، فالوطنية ليست أن نتغنى فقط بالوطن، بل علينا أن نعرف كيف نعلي من شأنه بين الدول، ودولة الكويت دائما سباقة في هذا الجانب».
العياد شددت على «أن الكثير من الدول باتت تدعم الجوانب الثقافية والفنية، وصحيح أن الريادة كانت للكويت، ولكن هناك اليوم وعياً ناهضا في دول أخرى، وباتت هذه الدول تحرص على الفنون والمسارح والثقافة، وعلى سبيل المثال أصبحنا نراه في الكثير من الدول الأشقاء، واليوم عندما نقيم مهرجانات وتشارك فيها دول شقيقة نرى أن الحراك الثقافي والأدبي قائم فيها وفي حالة تطور، وقد يكون متفاوتا من حيث القوة والنوعية»، مستطردةً: «عموما لا تبقى دولة متصدرة وأخرى متراجعة، وإلا بات هناك خلل، ولكن التسابق بين الدول هو ما ينبغي أن يكون، وهو القاعدة الواقعية التي تنهض بالمجتمعات، وتحقق التقدم للجميع في كل المجالات».


ضيوف مهرجان المسرح يزورون المتحف البحري وبيت ديكسون

في إطار البرنامج الثقافي والسياحي المصاحب للمهرجان قامت مجموعة من المشاركين بزيارة لمتحف الكويت البحري صباح امس الاثنين.
وقد أعجب المشاركون بالتنظيم الحديث وتنوع المعلومات الموجودة في المتحف. في البداية تعرف المشاركون على نشأة الكويت كأمة بحرية من خلال المعلومات الموثقة قبل 4 قرون عندما كانت قرية صغيرة يسكنها صيادو الأسماك وبحارة البحث عن اللؤلؤ، وكيف تكوّن أسطول السفن الشراعية السفار وكذلك نشاط صيد اللؤلؤ ونشأة «القرين» وتوافق الأهالي على التعاون مع حكم «أسرة الصباح».
وأظهر الجناح الأرضي من المتحف تطور النشاط البحري في الكويت وزيادة رحلات الغوص للبحث عن اللؤلؤ وصناعة السفن والسفر لموانئ الخليج والمحيط الهندي.
في الجناح 2 تعرف الضيوف على مفردات صناعة السفن الشراعية من مختلف الأشكال والأحجام وشاهدوا نماذج من «البغلة» «والبوم السفار» وتعرفوا على مراحل صناعة السفن ونشاط كل فريق من القلاليف إلى الحدادين وغيرهم، وتعرفوا على النشاط البحري للسفن المختلفة وأدوات الملاحة، وكيفية استخدام النجوم في توجيه سير السفن.
وبعد ذلك تعرف الضيوف على طرق نقل المياه العذبة للكويت والمعاناة التي عاشها الرعيل الأول في الحصول على الماء وطرق نقل المياه والأدوات المستخدمة.
وبعد ذلك تعرف المشاركون على النقل الساحلي المستخدم لنقل المواد الأولية اللازمة لبناء المنازل واستخدامات المعيشة وشاهدوا نموذج «التشالة» المستخدمة في هذا الغرض.

البحث عن اللؤلؤ
وفي قسم آخر شاهدوا من خلال النماذج والصور عمليات الغوص على اللؤلؤ والتعرف على مغاصات اللؤلؤ الشهيرة وعمليات استخراج اللؤلؤ وبيعه إلى التجار في الكويت والخارج.
وشاهدوا نموذجا لبعض حبات اللؤلؤ الطبيعي والوثائق المستخدمة في العلاقات بين أصحاب السفن والغاصة.

الغناء البحري
وتعرف المشاركون على أنواع الغناء البحري المستخدم في السفن الشراعية وتطور هذا الفن البحري العريق، والادوات واستمعوا إلى نماذج من أغاني النهامة الشهيرة، وتعرف الضيوف على أنشطة صيد الأسماك التي مارسها سكان الكويت الأوائل كمصدر أساسي للرزق والطعام وتعرفوا على أدوات الصيد وطرق الصيد المختلفة.
وتعرفوا على نشاط السفر الشراعي من خلال الرحلات الموسمية للسفن الكويتية إلى سواحل الهند واليمن وشرق أفريقيا لنقل التمور والعودة بالمواد الغذائية والأخشاب، وقد اشتهرت رحلات السفن الكويتية في التاريخ البحري للمنطقة وخاصة مهنة القطاعة وهي نقل البضائع من ميناء إلى آخر داخل الخليج باستخدام البوم القطاع، وشاهدوا نماذج البوم المهلب وتعرفوا على تاريخه.

بيت ديكسون
وبعد ذلك قام المشاركون بالتوجه إلى بيت ديكسون وهو منزل المعتمد البريطاني في الكويت والذي تحول إلى بيت ديكسون الثقافي (رمز الصداقة الكويتية – البريطانية)، وتعرفوا على أقسامه المختلفة وكيف أصبح سكنا ومكتبا للمعتمد البريطاني، وتعرفوا على أقسام المركز المختلفة وتجولوا في الأحواش المختلفة التي يضمها البيت ذو الطراز الفريد، وشاهدوا غرفة المعيشة وغرفة الاجتماعات وأطلعوا على مجموعة الوثائق الموجودة والتي تؤرخ للعلاقات بين البلدين، كما أطلعوا على مقتنيات عائلة ديكسون المعتمد البريطاني، والأوسمة التي يحملها.

Happy Wheels