النشرة الثامنة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الثامنة

 

خلال احتفالية موسيقية تقدمها أوركسترا الحجرة التشيكية

«القرين الثقافي»
يسدل الستار الليلة
على مسيرة ربع قرن

كتب: مفرح حجاب
الليلة يسدل الستار على الاحتفال باليوبيل الفضي لمهرجان القرين الثقافي بعد مسيرة ربع قرن، استطاع من خلالها أن يضع نفسه على الخريطة الثقافية الخليجية والعربية والعالمية بقوة، وذلك من خلال الحراك الثقافي والفني والمجتمعي الذي يقدمه، حيث شارك في فعالياته الكثير من الأدباء والفنانين والفرق الفنية، بل إنه خلق حالة من الحوار بين كافة الحضارات، وعمل على انصهار حقيقي بين كل الثقافات، وقد ظهر ذلك جليا في الندوات والمحاضرات والمعارض والأمسيات الفنية والموسيقية والأعمال المسرحية والعروض السينمائية.
وقد استطاع القرين الثقافي أن يخلق حالة من التنوع الفكري ومشاركة قطاع كبير من المثقفين الكويتيين مع نظرائهم في العديد من البلدان، والجميل في الأمر أنه أصبح يتميز بهويته الكويتية لينطلق منها إلى آفاق متعددة ليشكل واجهة حضارية مهمة في هذه المنطقة المهمة من العالم.
حفل الختام الليلة تحييه أوركسترا الحجرة التشيكية وهي من الفرق العالمية الأكثر شهرة والأكثر غزارة في العروض الموسيقية، حيث تقدم في العام ما يقرب من 40 حفلا فنيا، فهي قد اشتهرت بتقديم مقطوعات فنية لموسيقيين عظام، ومن المتوقع أن تقدم الليلة موزارت - هايدن، حيث ستنسج في وترياتها وإيقاعاتها كلاسيكيات العصر الباروكي الجميل من فيفالدي وباخ إلى عملاقة الموسيقى البوهيمية، كذلك سيكون الجمهور الليلة على موعد مع مقطوعات شهيرة مثل «لودينج فان بتهوفن» إلى جانب المقطوعات الموسيقية الإيطالية للفنان جوسيبي فرين صاحب أوبرا عايدة، حيث تعد هذه الأوركسترا من الفرق النادرة التي تعمل من دون مايسترو، وقد تأسست منذ 60 عاما واشتهرت في مهرجان الربيع الذي يقام في العاصمة براغ.
كما شاركت في العديد من المهرجانات في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية واستراليا والشرق الأقصى وحصدت الكثير من الجوائز.


استمرار .. ونجاح
لم يعد مهرجان القرين الثقافي تظاهرة ثقافية وفنية فقط، ولكنه - وبعد عطاءاته المتجددة التي استمرت ربع قرن – أصبح أيقونة كويتية، شهرتها وصلت إلى مختلف البلدان العربية والعالمية، ومن ثم يحق لنا أن نفتخر به كمهرجان محلي تمكن من أن يكون من أنجح المهرجانات في المنطقة.
وهذا التميز لم يأت من فراغ، لكنه أتى من خلال جهود مكثفة على مدار السنوات الطويلة الماضية، منذ انطلاقه حتى الآن. بفضل ما قدمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من دعم ودفع إلى الأمام، واهتمام ورعاية، على أعلى مستويات، للاقتناع التام بأن هذا المهرجان هو الواجهة الثقافية للكويت، والوجه الحضاري الذي نطل به على الحضارة والتقدم.
ولأننا في الكويت لدينا إيمان مطلق بأهمية الثقافة والفنون في التنمية الاجتماعية والإنسانية وحتى الثقافية والسياسية، فإن الحرص كان كبيرا ليظل المهرجان - خلال سنواته الماضية والحاضرة وحتى المقبلة - واحة مزدهرة بكل أشكال الثقافة والفنون من شعر وقصة ورواية ومسرح وسينما وفنون تشكيلية ومعارض فوتوغرافية، وندوات ومحاضرات وأمسيات وعروض فنية وورش عمل ودورات تدريبية، وغيرها من الفعاليات التي اشتهر المهرجان بإقامتها في كل دورة من دوراته.
كما يراعى في المهرجان أن يكون تكريم أبناء الكويت من الرواد والمتميزين الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، خلال افتتاحه، تأكيدا على ما يتمتع به من قيمة أدبية واجتماعية كبيرة.
ها نحن نقف وقفة إجلال وتقدير لكل من ساهم في إنجاح مهرجان القرين خلال ربع قرن من الزمان.. وساهم في أن يكون أيقونة كويتية، في الثقافة والفنون، وأن يحتل مكانته المتميزة وسط المهرجانات العربية والعالمية.. نقف وقفة إجلال وتقدير لنقول إننا - والمهرجان يستعد لإنهاء فعالياته والترتيب للمهرجان المقبل – فخورون بهذا الملمح الكويتي المهم وفخورون بما يقدمه من فعاليات، نرى أنها تلبي مختلف الاحتياجات الثقافية والفنية، التي يحتاجها مجتمعنا الكريم، وهو الآخذ على عاتقه تلك المسؤولية، وسيستمر فيها - إن شاء الله - كي نحافظ - بل نزيد - من موقعنا الثقافي بين الأمم.
الأمين العام للمجلس الوطني
للثقافة والفنون والآداب
م. علي اليوحة


تضمنت فعالياته زخمًا متميزًا وحضورًا لافتًا

«القرين الثقافي»
الـ25 .. واجهة الكويت الحضارية

 

المهرجان حقق المعادلة الصعبة في التوازن بين الاستمرار الطويل والنجاح المتكرر
وضع المهرجان اسمه في قائمة المهرجانات العربية على مستوى الحضور والفعاليات


كتب: مدحت علام
إحداثيات كثيرة ومتشعبة، تلك التي حظي بها مهرجان القرين في دورته الـ25، وفعاليات استثنائية - في معظمها - نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خصيصا لتلك الدورة التي وصلت إلى السنة الخامسة والعشرين «ربع قرن»، وهو عمر ليس بالقليل، وليس باليسير الوصول إليه، وبنجاحات متكررة ومستمرة، غير أن المعادلة الصعبة في التوازن بين الاستمرار الطويل والنجاح المتكرر حققه المهرجان، كي يضع اسمه في قائمة المهرجانات العربية الأكثر قيمة على مستوى الحضور والفعاليات المقامة.
ومن البدهي التأكيد على أن السر الذي يكمن وراء استمرار المهرجان في إقامة فعالياته لربع قرن بنجاح تلو نجاح، مفاده الدعم الذي حظي به منذ انطلاقته الأولى من أعلى المستويات في دولة الكويت، حيث إنه يقام برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء، ومن خلال هذه الرعاية الكريمة استطاع المهرجان أن ينطلق في نجاحاته، متخطيا كل الصعوبات والعراقيل التي قد تعترض استمراره، متوجها بكل قوة إلى الثقافة والفكر والفن والأدب نشرا ودعما وتطويرا، ما انعكس بشكل أساسي على المجتمع، وأسس لمفاهيم كثيرة، تحظى بها الكويت، التي هي في الأساس امتلكت الريادة في فترات مبكرة من تاريخها.
ومن أبرز الأنشطة التي أقيمت في المهرجان خلال دورته الـ25 تكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية من رواد ومبدعي الكويت، الذين تحققت بفضل مجهوداتهم نهضة الكويت الثقافية والفكرية والثقافية والفنية.
بالإضافة إلى محاضرة تحدثت عن الدور التنويري للأستاذ عبد العزيز حسين قدمها الدكتور محمد الرميحي والكاتب محمد جاسم السدحان، اللذان تحدثا عن هذه الشخصية التي كان لها دور الريادة في مختلفي نواحي الثقافة في الكويت، فيما أطل معرض القرين التشكيلي الشامل، من خلال ما احتواه من مشاركات فنية من جيل الرواد والكبار جنبا إلى جنب مع جيل الشباب، وتم فيها توزيع جائزة عيسى صقر الإبداعية على أصحاب اللوحات الفائزة، والتي اختيرت من خلال لجنة متخصصة.
إلى جانب تكريم الشاعر الغنائي علي المعتوق، بقيادة المايسترو أيوب الخضر، وحفل فرقة الجهراء للفنون الشعبية في مجمع ماجيك في أبو حليفة، وورش عمل للخزف وكتابة السيناريو وصهر الزجاج، وكتابة النص المسرحي، وورشة حول «المفاهيم المرجوة والمستفيدة من القراءة بالتعاون مع أكاديمية قلم»، وورشة أخرى حول «التكشيف والاستخلاص»، ودورة «الرسم الصناعي بأقلام الماركر»، وورشة الذكاءات المتعددة، وورشة «مقومات ومهارات إدارة وتقديم البرنامج والصفحات الثقافية» قدمها عمر عبد الرزاق، إلى جانب حفل فرقة الفنان زياد غرسة التونسية، ومعرض نوادر الكتب والمخطوطات والوثائق الكويتية.
ومن الفعاليات المهمة التي حظي بها المهرجان في دورته الأخيرة احتفالية «ربع قرن من العطاء المتجدد»، وهي الفعالية التي شارك في تقديمها الدكتور وليد الرجيب صاحب فكرة انطلاقه، والكاتب المسرحي عبد العزيز السريع فيما اعتذر عن تقديم ورقته الأمين العام الأسبق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور سليمان العسكري بسبب مرضه، وهو الذي تمكن من جعل فكرة المهرجان حقيقة ما زلنا نعيشها حتى الآن، والاحتفالية أدارها الكاتب والناقد فهد الهندال. فيما تضمن معرض «فن التصوير المعماري»، للدكتور محمد عبدال أعمالا مهمة في الفنون المعمارية.
وناقشت الندوة الرئيسية للمهرجان «الإعلام الجديد والأزمات الثقافية»، كي تقام المحاور والجلسات التي عالجت مختلف الجوانب المتعلقة بتطور الإعلام ووصوله إلى مستويات عالية من التقنية، ومن ثم وضع المشاركون حلولا للمشاكل الناجمة عنه في ظل تنامي مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى جانب ندوة فكرية اهتمت بالترجمة الأدبية عنوانها «مسؤولية المترجم الكويتي ضمن رؤية 2035»، ثم أقيمت منارة ثقافية للفنان الكبير عبد الحسين عبدالرضا «رحمه الله»، قدمها الكاتب عبد العزيز السريع والدكتور جاسم الغيث، ومعرض الفن التشكيلي العماني والذي مثلته لوحات الفنان الدكتور سلمان الحجري، ومعرض كاريكاتيري شارك فيه فنانون من جمعية الكاريكاتير الكويتية، ومنوعات لبنانية من خلال حفل يوسف بارا، واليوم المفتوح بالتعاون مع محافظة الأحمدي.
فيما احتفى المهرجان بمناسبة مرور 60 عاما على انعقاد الدورة الرابعة لمؤتمر الأدباء العرب في الكويت، وما احتوته هذه الدورة من نتائج لا تزال ملموسة، ومعرض الشباب التشكيلي، ومعرض آخر أقامته جمعية إنعاش المخيم الفلسطيني للأعمال اليدوية، وعرضت فرقة المسرح العربي مسرحية «صالح يعود».
وكانت إبداعات الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح حاضرة في فعاليات المهرجان، من خلال تنظيم محاضرة عنوانها «محاور التجربة في شعر سعاد الصباح»، حاضرت فيها الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح والدكتورة نورة المليفي وأدارها الكاتب علي المسعودي.


الشيخة بيبي دعيج الصباح دعمت السدو من خلال «مبادرة سدي»

من الفعاليات البارزة والمهمة في الدورة الـ25 لمهرجان القرين الثقافي، معرض «مبادرة سدي»، والذي أقيم في بيت السدو، وهو المعرض الذي دعمته رئيسةمجلس إدارة جمعية السدو الحرفية الشيخة بيبي دعيج الصباح، وبذلت في سبيل إنجاحه كل الإمكانيات والمجهودات، ليكون شكلا حضاريا وتراثيا من أشكال الكويت المتعددة في مختلف المجالات.
وقالت الشيخة بيبي دعيج الصباح عنه: «تقام مبادرة سدي للتصميم والفن التي بدأت منذ 4 أعوام، تحت مظلة مهرجان القرين الثقافي، والغاية منها تطوير حرفة السدو وتحويلها إلى فن... ونطلب من الفنانين المبدعين المحليين، أن يأخذوا فكرة السدو ويطوروها كفن وأعمال فنية جميلة للفت أنظار الأجيال المقبلة، فالسدو كفكرة وأعمال موجودة لكن استعمالاتها آخذة بالاندثار، مع ما يشهده العالم من تطور صناعي، وفكرة هذا العام للمبادرة ترتكز على الاستدامة، ونتمنى من جميع الفنانين المشاركين استخدام مواد صديقة للبيئة، ليكون لذلك أثر أكبر في نفوس الجميع وبشكل إيجابي أيضا».
وأوضحت أن المعرض شارك فيه بأعمالهم خمسة فنانين، هم: الدكتور جواد الطبطبائي وعبدالله الصالح ومنيرة الشامي ومشاري النجار وفضاء العمر، وجميعهم قدموا أعمالا جميلة تستحق المشاهدة والمتابعة من الجمهور لجودتها وروعة الأفكار النابعة منها، ولكل منها خصوصيتها وجوانبها الجمالية الإبداعية، خصوصا أن مجالاتهم مختلفة، وهذه المبادرة تسهم في إبراز الهوية الثقافية وتطوير التعبير الفني المعاصر في بلدنا الحبيبة الكويت.

«القرين» احتفى بذكراه في «ليلة الوفاء»

منارة رضا الفيلي..
في محبة فارس الإعلام الكويتي

 

السنعوسي: بكيتُ وأنا أكتب هذه الورقة.. وأدعو أبناءه إلى الفخر به

خلود الفيلي: نيابة عن إخوتي خالد ونجود
والمرحومة عنود.. نتمنى لكم «الرضا والأمل»
خالد القحص: سبع محطات تستحق الدراسة أبرزها «من الحنجرة إلى المحبرة»
محمد الحبيب: مسيرة حافلة بدأت وانتهت في شارع أحمد الجابر

كتب: شريف صالح
في ليلة الوفاء والتكريم لفارس الإعلام الكويتي الراحل رضا الفيلي أقيمت منارة باسمه أضاءت مكتبة الكويت الوطنية ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي في دورته الخامسة والعشرين.
ليلة تجمع فيها الأحبة واستذكروا اسم رضا الفيلي العصي على النسيان.. الرجل الذي أعطى بلده في كل موقع.. وحمل على الدوام أمانة الكلمة.
أقيمت المنارة بحضور قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وفي مقدمتهم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري ومديرة إدارة الثقافة عائشة المحمود ومدير المكتبة الوطنية كامل العبدالجليل، والمشرفة على المنارة فوزية العلي. كما حضر عدد كبير من رفاق الدرب من الإعلاميين والمثقفين وضيوف المهرجان.
وفي البداية تم عرض فيلم تسجيلي حول حياة الإعلامي الراحل إضافة إلى افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية الخاصة بمحطات من عمله وحياته الأسرية وعلاقاته المهنية والإنسانية.
بعدها رحب عريف الندوة د. محمد الحبيب بالمتحدثين والحضور وألقى كلمة لخص فيها مسيرة رضا الفيلي منذ ولادته في شرق قرب شارع أحمد الجابر.. وانتهت أيضا في الشارع حيث مقر جريدة «النهار» التي عمل نائبا لرئيس تحريرها.. إضافة إلى دراسته في مدرسة الصديق والتحاقه بالكشافة وعمله بالإذاعة المدرسية قبل أن يبدأ مسيرة الاحتراف في الإذاعة وبعدها مشاركته في تأسيس التلفزيون.
بعدها تحدث وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي رفيق درب المحتفى به لأكثر من نصف قرن حيث قال إن مسيرته المشتركة مع الراحل تجاوزت حيز الزمالة والعمل إلى علاقة وطيدة ربطت بين الأسرتين. مشيرا إلى أنه بكى وهو يكتب هذه الورقة الموجزة عن رفيق دربه.
وأضاف السنعوسي أنه لم يعرف عن الفيلي إلا «الكرم والخلق الرفيع والترفع عن التحزبات والتخندقات السياسية والطائفية والقبلية»، مشيرا إلى أن الراحل كان دائما عاشقا لوطنه وواعيا بأهمية الهوية وحفظ التراث الوطني.
وأوضح أن مسيرة الفيلي مع التلفزيون تنوعت ما بين العمل الإعلامي ومهام الإدارة والقيادة، حيث شغل عددا من المناصب كان آخرها تعيينه وكيلا مساعدا لشؤون التلفزيون ومساهمته في تخطيط عديد من المشاريع الإعلامية.
ولفت إلى أن الراحل أسندت إليه مهمة مدير المكتب الفني بوزارة الإعلام «وهذا لا يقوم به إلا من كان يمتلك وعيا إعلاميا وثقافة واسعة مثله».
كما تطرق السنعوسي في كلمته للعديد من المواقف الإنسانية الطريفة وأشار إلى دراستهما معا في جامعة جنوب كاليفورنيا في أمريكا.
ولفت إلى أنه عندما تولى الوزارة العام 2006 حرص على الاستعانة بالفيلي مستشارا معه لأنه خير من يساند ويقدم الرؤى.. كما إنه يتحمل الكثير وبارع في التحكم في انفعالاته.. ويضفي بين المحيطين به أجواء من المرح.
ومن الطرائف التي رواها السنعوسي عندما بدأ الاهتمام بالاستبيان لقياس آراء المواطنين في الأداء الإعلامي طلب من الفيلي واثنين من أساتذة الإعلام القيام بعملية استبيان حول البرامج وتوقيتها وفوجئ بالفيلي يخبره مستغربا أن الناس منحوا البرامج الثقافية تقييم 90% فما كان من السنعوسي إلا أن طلب منه عمل استبيان آخر وضعوا فيه أسماء برامج ثقافية وهمية وبالفعل منحها الناس تقييما مرتفعا.
ودعا السنعوسي ابنة الراحل خلود الفيلي وأبناءه وأحفاده أن يفخروا بسيرة أبيهم العطرة لأن هذا هو ما يبقى للإنسان.. أن يتحدث عنه الناس بالكلمة الطيبة.
من جانبه قدم أستاذ قسم الإعلام في جامعة الكويت د. خالد القحص عرضا لورقته البحثية وقسمها إلى سبعة محاور لا تكتفي بسرد تأريخ الرجل بل تضعه في سياقه وواقعه.
المرحلة الأولى «في البدء كانت الكلمة»، أشار خلالها إلى ارتباط الفيلي بالكلمة منذ الصغر وسعيه إلى البروز في الكشافة والإذاعة المدرسية.. وأوضح القحص ما تمتعت به المدارس آنذاك كبيئة حاضنة للمواهب وكيف أخذ الفيلي مبادرة العمل في الإذاعة، معتبرا أن الإنسان كلما أبكر في اكتشاف موهبته حقق النجاح والنضج أسرع.
المرحلة الثانية: من الحنجرة إلى المحبرة، أشار فيها إلى جمع الفيلي بين الكلمة المكتوبة والكلمة المسموعة والمرئية، فهو صاحب قلم واع وتفكير حاضر وقدرة على التعبير، وهو ما لم يكن يتحقق له لولا دأبه على القراءة واتساع ثقافته.
أما المرحلة الثالثة فهي «من ميدان الدراسة إلى ميادين الإذاعة والتلفزيون» حيث أشار المحاضر إلى التحاق الفيلي المبكر بالجهاز الإعلامي الرسمي عند تأسيسه، وتدرجه في عديد المناصب، وكذلك احترافه لمختلف مهام العمل الإعلامي، والاستفادة من الخبرات العربية التي توافرت آنذاك مثل المسرحي المصري الرائد زكي طليمات أو زملائه من الإعلاميين الفلسطينيين الذين ساهموا في تأسيس الجهاز الإعلامي الكويتي آنذاك.
وأطلق القحص على المرحلة الرابعة عنوان «الدراسة والتمكين» مشيرا فيها إلى نهم الفيلي إلى المعرفة وعدم الاكتفاء بالممارسة العملية بل حرص على السفر والتزود بالعلم في بريطانيا وأمريكا.
وتحت عنوان «العودة إلى البيت» تحدث عن مرحلة العودة من البعثة ووصوله إلى النضج المعرفي ونضج الخبرات.
أما المرحلة السادسة «إدارة المؤسسات الإعلامية» فأشار من خلالها إلى توليه العديد من المناصب القيادية وجمعه ما بين المعرفة والخبرة الإعلامية ومهارة الإدارة، حيث ختم مسيرته الحافلة نائبا لرئيس تحرير «النهار» وعضوا في مجلس إدارة العديد من الهيئات الإعلامية والثقافية.
وختم القحص بما يسميه مرحلة «الصفات المهنية والوظيفية»، مشيرا إلى ما تمتع بها الفيلي من خصال مثل حبه للمعرفة وحسن الخلق ومرحه وروحه الإيجابية وسلاسة التعامل مع الآخرين.


رفاق الدرب.. وطرائف لا تُنسى

عقب المتحدثين الرئيسين في منارة الفيلي تحدثت ابنته الكبرى خلود بالنيابة عن الأسرة واعتذرت عن عدم حضور شقيقها خالد لدواعي السفر، وقالت: أشكركم جميعا بالنيابة عن أسرتي وعن إخوتي خالد وأختي نجود والمرحومة عنود نحن أبناء رضا وأمل ونتمنى لكم جميعا الرضا والأمل، وهذا وقت فرح بوجودكم وليس وقت حزن.
عقب ذلك فُتح المجال لمداخلات الحضور حيث قال مدير المكتبة الوطنية كامل العبدالجليل: عرفت «بوخالد» منذ سنوات طويلة وعملت معه في وزارة الإعلام، وكنت دائم التواصل معه والاستعانة برأيه وتجمعني معه ذكريات كثيرة حيث كان يطلق علي اسم «العصامي» لأنني كنت حريصا على عملي إلى جانب دراستي في الجامعة.
الكاتب الصحافي أحمد الصراف قال إن أهم ما يميز الفيلي هو صوفيته التي جنبته صراعات كثيرة واعتبره من أوائل الصوفيين في الكويت.
أما الكاتب عبدالمحسن المظفر فتحدث عن معرفته الطويلة بالراحل والتي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي واشتراكهما معا في الإذاعة المدرسية في برنامج بعنوان «فكرة اليوم»، ومن الطرائف التي رواها في المدرسة عندما قدمت مسرحية عن «عنترة» وعرض على الفيلي تقديم دور «عبلة» لكنه رفض وقبل المظفر أداءه. إضافة إلى دور مدرس اللغة العربية عبدالصمد التركي في إتقانهما للغة العربية.
الكاتب والباحث في التراث صالح المسباح حكى كيف نقله الفيلي من وزارة الأوقاف إلى الإعلام وتعاونه معه في العديد من البرامج والملفات التراثية منها الاحتفاء بالمغفور له الشيخ جابر الأحمد والتسجيل مع نحو مائة شخصية، وكذلك إعداد برنامج عن الحج في الكويت. ومن الطرائف التي رواها المسباح أن الفيلي طلب من الفنان عبداللطيف الكويتي الظهور في التلفزيون ورفض، واقترح عليه الشيخ جابر العلي أن يشتري له «تكييف» فذهب واشتراه له بالفعل.
أسامة الجمالي تحدث عن دور الفيلي في مسيرة الإعلام الخليجي ككل، وكذلك حضوره المميز في العديد من دواوين الكويت بروحه المرحة وثقافته الواسعة.
وفي الختام شكر الأمين العام المساعد د. عيسى الأنصاري الحضور وقال: نشعر بالفخر والسعادة بهذا التجمع، ويسرنا في المجلس الاحتفاء بشخصية حفرت اسمها في تاريخ الكويت بحروف من نور.. وسوف يستمر دور المجلس في الوفاء والتكريم لكل من قدَّم الكثير للكويت.
وكرم الأنصاري اسم الراحل رضا الفيلي، مقدِّما الدرع لابنته خلود، إضافة إلى تكريم المتحدثين في الأمسية.

 

معرضها أُقيم في مكتبة الكويت الوطنية

منال الشريعان.. تؤكد الهوية العربية والإسلامية من خلال التشكيل

حرصت الشريعان في معرضها على أن تكون الرؤية متواصلة مع الكثير من المفردات الإنسانية
رصد حالات خاصة للمرأة جاءت في مدلولات تتحرك في أنساق فنية تتحاور مع الواقع والخيال معا

الفنانة استفادت من الحروف العربية في بعض أعمالها
قدمت منحوتات خشبية أخذت أشكالا متعددة احتوت على رؤى جمالية للحياة في أكثر من منظور
كتبت: فضة المعيلي
تسعى الفنانة التشكيلية الكويتية منال الشريعان – من خلال أعمالها التشكيلية – إلى إبراز جوانب إنسانية تخص الإنسان والطبيعة بكل موجوداتها على حد سواء، وذلك وفق تكنيك فني متوافق تماما مع ما تحتاجه الساحة التشكيلية من تنوع فيما يخص الأساليب والرؤى. بالإضافة إلى رغبتها في أن تكون أعمالها في أنساق فنية تمزج فيها الفنون الإسلامية والتي تمثلها الخطوط والحروف العربية بالفنون التشكيلية، من أجل إعطاء رؤى متناغمة مع ما يتطلبه المجتمع من جماليات تشكيلية، وفي الوقت نفسه اقتراب أكثر من الهوية الإسلامية.
هكذا.. جاء معرضها الذي افتتحه الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني والثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري في مكتبة الكويت الوطنية، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ25.
وحرصت الشريعان في معرضها الشخصي على أن تكون الرؤية متواصلة مع الكثير من المفردات الإنسانية، خصوصا فيما يتعلق بالمرأة التي رصدتها في أكثر من لوحة وبورتريه، مركزة في المقام الأول على ملامح الوجه، وذلك وفق تصورات مفعمة بالبراءة والجمال.
وهذا الرصد – الذي اتبعته الشريعان – في رصد حالات خاصة للمرأة، تلك التي جاءت في مدلولات تتحرك في أكثر من اتجاه، وفي أنساق فنية تتحاور مع الواقع والخيال معا، من اجل رصد صور تعبر بشكل صريح عما تتمتع به المرأة من ميزات كثيرة، منها أنها سر البقاء على هذه الأرض ومصدر الجمال والحنان، ومصدر مهم من مصادر السعادة، كما أنها المحرك الرئيس للكثير من الأحداث التي تعج بها الحياة، وهي ملمح ضروري لكي تظل الحياة مشرقة بالحب والألفة والسلام.
وعرجت الفنانة في معرضها إلى تأكيد الرمز في العمل التشكيلي من خلال الأصالة التي رمزت لها بالحصان، بكل ما يحمله من جرأة وقوة وتحد، ومن ثم فقد استخلصت رؤيتها للأصالة من خلال هذا الحصان، والذي اتسمت صفاته خلال التاريخ العربي بكثير من ملامح الجمال.
كما أنها استخلصت رؤيتها الرمزية للسلام من خلال الحمام بألوانه البيضاء، وذلك في سياق تشكيلي مفعم بالتنوع... والتواصل المستمر مع الحياة، بكل ما تعج به من أحداث متسارعة.
وركزت الفنانة كذلك في رصدها الحسي على طيور أخرى ترى فيها القوة مثل الصقر الذي رصدته ريشتها في مدلولات رمزية متنوعة، بالإضافة إلى أعمال أخرى يمكن قراءة محتواها من منظور جمالي جذاب، مثل اللوحة التي نشاهد فيها ثلاث بنات يقرأن في كتاب واحد، دلالة على التعاون والحب، والقرب من المعرفة والثقافة، هي صفات ترى الفنانة أنها موجودة بكثافة في البنات الكويتيات.
إلى جانب ما قدمته الشريعان من منحوتات خشبية أخذت أشكالا متعددة، رصدت من خلالها رؤيتها الجمالية للحياة في أكثر من منظور، وهي أعمال اتسمت بالرقة والمضامين الفنية التي تشير إلى معان فنية كثيرة، وتفرد في استخدام العناصر التشكيلية بتكثيف في المعنى والصورة.
كما استفادت الفنانة من الحروف العربية في رصد بعض أعمالها، مما أعطى لمواضيع لوحاتها وهجها المطلوب، وبالتالي فإن الأفكار قد اتسمت بالكثير من الجاذبية بفضل هذه الحروف العربية التي زخرفت بها فضاءات أعمالها سواء في اللوحات التشكيلية أو المنحوتات.


دشّن نظام الفهرس الإلكتروني لخمس مكتبات ضمن مهرجان «القرين»
الجبري افتتح مكتبة خيطان الجديدة: المكتبة ملاذ للباحثين والدارسين


الحبيب: مكتبة خيطان تُعِد مجموعة من الأنشطة الثقافية لأبناء المنطقة
الأنصاري: «المجلس الوطني» يعمل على تحويل نحو 48 مكتبة عامة إلى نظام الفهرس الإلكتروني
العتيبي: الفهرس الإلكتروني يسهّل البحث عن المراجع بإدخال اسم الكتاب أو المؤلف أو الموضوع

كتب: يوسف غانم
افتتح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري مكتبة خيطان بحلتها الجديدة، كما دشّن آلية عمل الفهرس الإلكتروني وفق نظام «سيمفوني» لإدارة المكتبات والذي تم الانتهاء منه لخمس مكتبات عامة، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 25 والذي يقام تحت شعار «مسيرة ربع قرن من العطاء المتجدد».
وأكد الوزير الجبري أن المكتبة العامة تعد ملاذا للباحثين والدارسين ومحبي الاطلاع، منوها الى انه لا يمكن إغفال دور المكتبة في تنمية المشهد الثقافي في الكويت.
وقال الجبري: إن للمكتبات اليوم دورا أكبر من السابق فبسبب تطور وتنوع وسائل نقل المعرفة والبحث عنها تطورت هي أيضا بشكل كبير وغير مسبوق، مشيرا إلى أن هذا الفهرس يلبي احتياجات رواد المكتبات بتيسير العثور على العناوين المطلوبة بطريقة سهلة وحديثة.
وثمن الوزير الجبري الجهود المبذولة والعمل المثمر الذي أفضى إلى إنجاز هذا المشروع المهم بما يعود بالنفع على المستفيدين منه بشكل مباشر من الباحثين والمهتمين وبالتالي على المجتمع والمشهد التعليمي والثقافي ككل.
بدوره قال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.عيسى الأنصاري: إن المجلس يعمل على تحويل نحو 48 مكتبة عامة إلى نظام الفهرس الإلكتروني لمواكبة التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم، موضحا أن الجيل الصاعد يركز اهتمامه على اللغة الرقمية ولم يعد الكتاب رغم جمالياته ورونقه محببا لدى الأبناء، حيث إن السرعة في عمليات البحث عن المعلومات باتت مسيطرة، فكان لا بد من الولوج الى الأرشيف الالكتروني ومواكبة التطور في هذا المجال.
ولفت د. الأنصاري إلى أنه تم وضع خطة لمدة عامين يتم خلالها تحديث جميع المكتبات التقليدية لمواكبة النظم الحديثة في نظم المعلومات والفهرسة الالكترونية، بحيث يتم الانتهاء بالكامل من تحديث كل المكتبات وربطها معا.
وأشار د. الأنصاري إلى أن افتتاح مكتبة خيطان بحلتها الجديدة يأتي ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الذي يحتفل بربع قرن من الزمان على انطلاقته وتنوع المكوّن الثقافي له، لافتا إلى أن قطاع المكتبات العامة من القطاعات المهمة للثقافة والتي تعد من أهم مصادر المعرفة للباحثين.
ورأى د. الأنصاري أن المكتبة العامة تعتبر معينا وشعاعا فكريا وحضاريا يستفيد منه الباحث والمفكر وكل من له اهتمام بالشأن الثقافي، مبينا أن رؤية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعد توجيهات الوزير الجبري والأمين العام للمجلس أن تتحول هذه المكتبات الى نظام الأرشيف الإلكتروني بعد موجة التحديث التي شهدتها نظم المعلومات.
أما المشرف العام على المكتبات العامة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منير العتيبي فأوضح أهمية الفهرس الإلكتروني ودوره في تسهيل عملية البحث عن المراجع سواء عن طريق إدخال اسم الكتاب أو المؤلف أو الموضوع، ليظهر الكتاب ومكان تواجده في أي من المكتبات التي يطبق فيها هذا النظام، ومن أي مكان حتى خارج المكتبة، وهذا ما سيؤدي إلى توفير الوقت والجهد على الباحثين والمهتمين والطلبة، مشيرا إلى أهمية دور المكتبات كمرجع للباحثين وكمركز للثقافة، بما تضمه من كتب وإصدارات متنوعة.
والمكتبات التي دخلت الفهرس الإلكتروني في المرحلة الأولى هي: «الجابرية وخيطان واليرموك ونصف عيسى العصفور والعيون»، بإجمالي 81598 عنوانا، فيما ستنطلق المرحلة الثانية في فبراير المقبل في 5 مكتبات أخرى وهي: جابر العلي والقرين والعارضية وعبدالعزيز الصرعاوي وعبدالله زكريا الانصاري.
من جانبه قال أمين مكتبة خيطان العامة مشعل الحبيب: إن مبنى المكتبة أنشئ في ستينيات القرن الماضي وكان من دور واحد فقط، وفي عام 2014 تمت إعادة البناء فأصبح مكونا من سرداب وأربعة أدوار على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع.
وعن أقسام المكتبة قال الحبيب: إنها تضم قاعة عرض وقاعات مخصصة للأطفال، وأخرى للكبار وشاشات عرض متطورة، فضلا عن أنها باتت من أولى المكتبات العامة التي تطبق نظام الفهرس الالكتروني لعدد 11 ألف كتاب، إضافة إلى كتب الأطفال.
وأضاف الحبيب: إن الدور الأرضي يحتوي على قاعة للقراءة وأخرى للأطفال، أما الدور الأول فيحتوي على قاعة للمحاضرات والندوات وورش العمل وقاعات الخلوة مزودة بأجهزة كمبيوتر، والدور الثاني عبارة عن قاعة كبيرة تضم الكتب العربية والأجنبية والمراجع في جميع الاختصاصات.
وبين الحبيب أن المكتبة ستقوم بالإعداد لمجموعة من الأنشطة الثقافية التي تعود بالفائدة على أبناء المنطقة على اختلاف مستوياتهم الثقافية والعمرية.
هذا وشكر عدد من الحضور وأبناء منطقة خيطان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الاهتمام بالمجال الثقافي بشكل عام وبالمكتبات بشكل خاص، موضحين أن مكتبة خيطان بعد تجديدها قد أصبحت جاذبة للقراء والمهتمين بشكل أكبر، مشيرين إلى أن الفهرس الإلكتروني سيوفر الكثير من الوقت على الباحثين في سرعة الوصول إلى الكتب والمراجع.


أقيمت ضمن أنشطة «القرين» على مسرح عبدالحسين عبدالرضا
فرقة «بافلوفيرسكي» الأوكرانية الوطنية أبهرت الحضور بفقراتها الفولكلورية


السفير تولكاش: فخورون بمشاركة أوكرانيا في مهرجان القرين الثقافي الـ 25

كتب: يوسف غانم
وسط حضور غفير من الجمهور الذي غص به مسرح عبدالحسين عبدالرضا، ومع الانبهار الكبير بالفقرات المتنوعة كان إبداع فرقة «بافلوفيرسكي الوطنية الأوكرانية للفنون الشعبية»، والتي جاءت مشاركتها بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتكون ضيفة على مهرجان القرين الثقافي الـ 25، والذي يعقد خلال الفترة من 8 حتى 25 يناير 2019، تحت عنوان «مسيرة ربع قرن من العطاء المتجدد».
وفي بداية الحفل الموسيقي توجه سفير أوكرانيا لدى الكويت د.فلاديمير تولكاش بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وإلى أمينه العام م.علي اليوحة على إتاحة الفرصة لفرقة بافلوفيرسكي الوطنية الأوكرانية للفنون الشعبية لتكون ضمن المشاركين في فعاليات مهرجان القرين الثقافي لهذا العام، مشيرا إلى أن مشاركة الفرقة كانت حلما منذ ثماني سنوات وقد تحقق أخيرا بفضل التنسيق المشترك، كما شكر المستشار د.محمد أبو الحسن والحضور من السفراء والديبلوماسيين والجمهور الكريم.
وأشار السفير د. فلاديمير تولكاش إلى ما تمثله هذه المشاركة من توطيد لأواصر الصداقة بين البلدين والشعبين الصديقين في أوكرانيا والكويت، إضافة إلى تمتين العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات، مؤكدا أن الفرقة لها تاريخ عريق من العطاء والإبداع بما تقدمه من فقرات تجسد عدة جوانب من التراث والثقافة في أوكرانيا ولعدة مناطق فيها، كما قدمت العديد من العروض الفنية المميزة في أوكرانيا وأوروبا والعالم وقد لاقت نجاحا كبيرا ومميزا بفضل تناسق وتعاون أعضائها البالغ عددهم نحو 50 فنانة وفنانا، يؤدون فقرات متنوعة وجميلة، متمنيا أن تلقى فقراتها المتنوعة إعجاب الحضور.
ثم بدأت الفرقة بتقديم عروضها الفلكلورية التي تعكس جوانب من التراث الأوكراني العريق والتي تغطي عددا من مناطق أوكرانيا بشكل متناسق وجذاّب مع الموسيقى الرائعة المصاحبة للعارضين والعارضات، فكانت البداية مع فقرة «أوكرانيتي» كفن وطني جامع للشعب الأوكراني.
بعدها كانت فقرة راقصة تمثل «الزحف على الأرض» وتربط الإنسان بأرضه، مع حركات فنية متنوعة من المشاركين نالت إعجاب الحضور.
ثم فقرة «رقصة الغجر» والتي تجاوب الحضور معها ومع موسيقاها المصاحبة، لتأتي فقرة «شباب كييف» الحماسية بقوة فقراتها وجمال عرضها الذي أدخل الحماسة إلى نفوس الجمهور، كما استمتع الحضور بفقرة «شباب كوزاك»، وكذلك بفقرة رقص وفلكلور «زاباروجا» بملابسهم التراثية الجميلة بألوانها وتصاميمها.
أما فقرة «المطرزات» فكانت عبارة عن إبداع مستقل سواء عبر الموسيقى الجميلة المصاحبة أو الفقرات الرائعة التي حاول الراقصون والراقصات خلالها نقل هذا التراث إلى الجمهور إضافة إلى الملابس المميزة بتطريزها وبألوانها العجيبة.
ولأن للبحر دور في تراث وأصالة أوكرانيا كانت فقرة «البحارة» بملابسهم المتناسقة وبما يقدم قصة عشق البحر وارتباط الناس به هناك.
بعد ذلك كانت المتعة مع فقرة «الدمى» بصورها الجميلة وتجسيداتها المتنوعة والتي تعكس بعدا جماليا وألقا بعيد المدى للثقافة الأوكرانية، الجامعة لأصالة الإنسان الأوكراني ولحبه للحياة وجمالها.
وكان الختام رائعا مع فقرة الـ«الهوباك» الحماسية التي جعلت الجمهور لشدة تأثره يتابعها واقفا حتى النهاية مع التصفيق والمشاركة بكل حماسة وتجاوب رائع أضفى على الحفل شيئا عجيبا من التألق والمتعة فأخذ الوقت يمضي بسرعة كبيرة، ليودّع الجمهور الفرقة على أمل اللقاء بأقرب فرصة، حيث تركت عند الحضور انطباعا رائعا عن الثقافة الأوكرانية وحضارة الشعب الأوكراني الصديق، ولتمثل مشاركة فرقة «بافلوفيرسكي» إضافة مميزة وعلامة فارقة في فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ25.


افتتاح معرض «جزيرة فيلكا من خلال الشواهد الأثرية»

الدويش: استكشافات جزيرة فيلكا تُبرز أهمية الكويت وموقعها الاستراتيجي

كتبت: سهام فتحي
افتتح مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. سلطان الدويش معرض «جزيرة فيلكا من خلال الشواهد الأثرية» والذي يقام ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الخامس والعشرين في مجمع الافنيوز.
ويبين المعرض تاريخ دولة الكويت باعتبارها واحدة من أقدم مناطق الشرق القديم التي استوطنها الإنسان، وتكشف القطع الأثرية وجود تاريخ حضاري مميز في العصور التي ناظرت الحضارات المعاصرة في المنطقة وبات موقعا استراتيجيا مهما في الخليج العربي.
ويوضح المعرض أهمية جزيرة فيلكا كونها إحدى أهم المناطق بالكويت لاحتوائها على عدد كبير من القطع الأثرية وكونها ثاني اكبر جزيرة في الكويت، وعلى رغم ذلك لايزال البعض يجهلون أهميتها والآثار التي تحتويها؛ لذا سعى المعرض إلى بيان أهمية الآثار من خلال عرض الصور والمجسمات والعملات والأختام التي تستقطب كافة شرائح المجتمع الكويتي بمختلف أعماره.
وقال الدويش بهذه المناسبة إن هذا المعرض يستمد أهميته من أهمية جزيرة فيلكا التي تعد من أهم الجزر الكويتية التي عملت فيها البعثة الدنماركية منذ العام 1958 وكانت نتائج هذه البعثة اكتشاف آثار حضارة دلموند.
وتوالت بعثات التنقيب الأثري الأجنبية والعربية إلى دولة الكويت للبحث في أراضيها وفي الجزر التابعة لها عما تحويه من مخزون أثري ومن هذه البعثات البعثة اليونانية، والأردنية، والخليجية، والبولندية، والفرنسية، والسلوفاكية، والبعثة الأمريكية من جامعة جون هوبكنز، حيث إن عمليات التنقيب عن الآثار تهدف إلى البحث عن الحضارات القديمة فوق أرض الكويت والجزر التابعة لها.
وقد أثبتت عمليات البحث الأثري في الكويت، أن أرضها تزخر بالأدلة الأثرية منذ العصر الحجري وحتى الفترات الإسلامية المختلفة، وبداية نشاط دولة الكويت الحديثة.
وأكد الدويش أن المعرض يضم أهم المظاهر الحضارية من البيوت السكنية والمعابد وعددا من الأختام والتماثيل والأدوات البرنزوية والسفن وكل مظاهر الحضارة المتعددة والضخمة لهذه الحضارة التي نحرص على عرضها وتقديمها للجمهور ليشاهدوا هذه الاستكشافات الأثرية بجزيرة فيلكا، كما يضم المعرض الحضارة الهلنستية؛ لأن من المعروف أن الاسكندر المقدوني وصل منطقة الخليج في 320 قبل الميلاد وحاول السيطرة على الخليج وأهم الجزر ومنها جزيرة فيلكا وأطلق عليها اسم «ايكاروس» وبنى العديد من المعابد والمساكن والتماثيل وهي تمثل مظاهر الحضارة الهلنستية وكلها تبرز أهمية الكويت وموقعها الاستراتيجي في تلك الفترة والدور الذي أسهمت به في هذه الحضارة.


في محاضرة قدمتها هبة بركات في مركز اليرموك الثقافي
لفافة الأرابيسك في الفنون الإسلامية


كتبت: سهام فتحي
تواصلت فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ25، وأقيمت في مركز اليرموك الثقافي محاضرة حول «لفافة أوراق الأرابيسك» للدكتورة هبة نايل بركات رئيسة قسم تنظيم المعارض الفنية بمتحف الفنون الإسلامية في ماليزيا، وقدمت المحاضرة وأدارتها الجازي السنافي.
تتمحور المحاضرة حول قصة الأرابيسك باستخدام مصادر تاريخية من القرنين السادس عشر والسابع عشر. كما استعانت بالعديد من الشرائح المصورة للتوضيح وإلقاء الضوء.
وأوضحت الدكتورة هبة أن «الأرابيسك» هو نموذج نباتي ينبثق من لفافة أوراق دائمة، ويعتبر فن الأرابيسك من الفنون الأصيلة التي تميزت بها الحضارة العربية الإسلامية، والتي تعود أصولها إلى أكثر من ألف عام، وهو – في الأصل صناعة معمارية الطابع تدخل في الأثاث غالبا، وقد برز «فن الأرابيسك» خلال العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين.
وظهر فنانو الأرابيسك العرب في مصر وبلاد الشام، الذين تم إيفادهم إلى اسطنبول في القرن التاسع عشر، لتزيين قصور السلاطين العثمانيين، ويروى أن عملية جلب هؤلاء الحرفيين كانت قسرية حتى أن بعضهم لم يعد إلى بلاده بعدما أنجز عمله مرة أخرى وكانوا بمنزلة «أسرى فن»!
وقبل العصر العثماني، ظهر ما يسمى بـ «الفنون السلجوقية» في المنطقة العربية والتي شهدت ازدهارا كبيرا، حيث زينت أعمال «الأرابيسك» القصور والبيوت والمساجد، وامتازت أشغالها بدقة صنعة وبراعة في التنفيذ وجماليات تتواءم مع واقع المعمار في تلك الأزمنة.
وكان ازدهار فن «الأرابيسك» في تاريخ المنطقة عائدا إلى انتشار الأثرياء والسلاطين الذين كانوا يتنافسون في إضفاء التفرد على قصورهم ومنازلهم، وقد شهدت المنطقة العربية والإسلامية آنذاك مظاهر عديدة من التطور الثقافي والاجتماعي والفني خصوصا فن «الارابيسك» وفنون الموسيقى الأخرى، وانتشرت هذه الفنون في المناطق الأكثر رخاء وتقدما كالأندلس والشام ومصر، ومن ثم برز التطور في إبداعات «الأرابيسك».
وغلبت على معظم الأعمال الفنية الطابع الزخرفي والخطوط والحفر ورسوم النباتات عليها، فيما خلت من الرسوم الحية للكائنات البشرية والحيوانات، وتخصصت في تلك الأعمال مدن وأحياء بكاملها شكلت ما يشبه ورش العمل الفني أو المدارس التعليمية لهذا الفن، الذي بدأ في الاندثار منذ أكثر من نصف قرن.
أدوات إنتاج مشغولات الأرابيسك
ومن الأدوات الأساسية لإنتاج مشغولات الأرابيسك: الخشب – الأبنوس والعاج – الباغ – مواد الدهان والتشطيب – ورق الصنفرة – ورق الرسم - منشار أركيت – أزميل الخرط – الصنفرة – الشوكة الرندة (لخرط اللدائن والعاج والعظم) – المنقار – المفحار – البرجل الكروي (لقياس أقطار الاسطوانات والأشكال المخروطية) – البرجل المقص (لقياس الأقطار الداخلية المجوفة والمخروطة).
وتمر عملية الإنتاج بعدة مراحل تبدأ بإعداد الرسومات الهندسية للأجزاء المطلوب خرطها، واختيار نوع وحجم الخشب المطلوب، ثم التثبيت على المخرطة، وطبع التصميم على الخشب، والحفر والتشكيل، وأخيرا الدهان، ولهذا فإن «الأرابيسك» صناعة وفن في وقت معا.
وفي السياق نفسه، حاضرت الدكتورة الدكتورة زينب الإبراهيم في ورشة عن تاريخ البريد في الكويت حيث تحدثت عن هذا الموضوع قائلة: «تعكس الطوابع البريدية لكل دولة مدى تقدم هذه الدولة وحضارتها ومن خلالها نتعرف على تاريخ هذه الشعوب وكيفية سلوكياتها اليومية وحياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومنها تفتح آفاق للتعرف على دول أخرى باعتبارها سفيرا صامتا ينتقل بشكل فني مميز».
وأضافت: «تعتبر الطوابع البريدية الكويتية وسيلة لتنمية صورة دولة الكويت ورموزها لتظهر للعالم ثقافة المجتمع الكويتي بشكل لائق ومدى إمكانية الفنانين لإبراز تلك الثقافة على الطوابع البريدية في عمل تشكيلي يحمل دلالات الأصالة والهوية الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني ويوثق ويذكر بأبرز الأحداث التاريخية». واستطردت قائلة: «تنوع وثراء مادة إصدارات طوابع البريد الكويتية جعلا منها سجلا تاريخيا للماضي ومسيرة بناء الدولة الحديثة وتطورها على مر السنين في مختلف المجالات لما يمثله الطابع من دور بالغ الأهمية في توثيق تراث الأمة وإبراز ملامح الحياة على أرض الكويت في عقود مضت».
وعبرت د. الإبراهيم عن سعادتها بتقديم هذه الورشة كون المتدربين فيها كانوا مستمتعين بكل المعلومات وقرروا الاستمرار في الحديث حتى بعد انقضاء الوقت المقرر لها.


معرض افتتحه الدويش في متحف الفن الحديث

«جماليات تونسية معاصرة»... روائع من مدارس التشكيل

كتب: جمال بخيت
افتتح الأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش معرض الفن التشكيلي التونسي ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 25 بحضور فنانين من تونس مشاركين في المعرض وجمع كبير من المتذوقين وفناني التشكيل الكويتيين.
في البداية، تحدثت عضو مجلس التعاون الكويتي - التونسي السيدة إقبال الأحمد والتي رحبت بحضور هذا التجمع التونسي في الكويت من فناني التشكيل، وقالت إنه إثراء للحركة الفنية التشكيلية في الكويت وجود هذه الإبداعات في مهرجان القرين الثقافي، الحدث الأكبر للثقافة في عالمنا العربي، ورحبت الأحمد بوفد التشكيل التونسي المشارك على أرض الكويت، أرض المحبة والتسامح والسلام.
وقال الفنان عمر الغدامسي خلال حفل افتتاح المعرض: تغمرنا السعادة بتقديم معرض «جماليات تونسية معاصرة» في دولة الكويت، والتي تعتبر بالنسبة إلينا كمثقفين ومبدعين تونسيين إحدى أهم ركائز البناء الثقافي في المنطقة العربية، وهو ما نعايشه في تونس من قرب، من خلال ما يصلنا دوريا في مجالات نشر الكتب الرفيعة والدوريات المختصة والترجمة المحترفة، وهي منشورات جعلت الثقافة متاحة للجميع، بسبب أسعارها الشعبية والمقترنة بالمضامين العميقة والنوعية. إن معرض «جماليات تونسية معاصرة» هو في عمقه تحية تقدير لبلد شقيق يقوم بدور متقدم في نحت ثقافة الانفتاح وغرس روح الاكتشاف.
وأضاف: لعل معرض «جماليات تونسية معاصرة» هو الأول من نوعه في تاريخ المعارض الفنية التونسية بدولة الكويت، وذلك من ناحية كم الأعمال المشاركة والتي اختيرت لتكون صورة مصغرة عن اتجاهات وأساليب الممارسة الفنية التونسية الحديثة والمعاصرة. أيضا فإن أعمال هذا المعرض هي لفنانين من أجيال مختلفة، قُدِّمت ضمن رؤية تبرز البعد التجديدي الذي رافق ولايزال مسيرة الفن في تونس... فكل الشكر والامتنان على إتاحة هذه الفرصة لنا.
وقدم الفنان سليمان الكامل روائع من فنون السيريالية عبر جماليات الرسوم التي استطاعت أن تكون بمنزلة عالم إبداعي رائع من خلال تصويره عالم الواقع المحيط، وقدم ناصر الماجري جماليات التنوع في المشهد التشكيلي التونسي مقدما معالجة حية لما يدور في واقعه، واستطاع أن ينسج هذا الإبداع في معالجة ظاهرة الإرهاب الذي يعصف بدول كثيرة في العالم ومنها تونس، ورسمت أميرة مطيط عالم المرأة بمعطيات الجمال الفني الذي استطاع أن يُرسخ الشكل الإبداعي في تناول المرأة وأحوالها في عالم الواقع، وقدم حمادي بن سعيد فنون التجريد وعلي الفندري جماليات التكوين الفني الإبداعي، وشارك أيضا في المعرض حمادي بن نية بأعمال حداثية وكذلك عماد الجميل بفنون التكوين الإبداعي، أما الفنان عمر الغدامسي فقدم نماذج حداثية لفنون التراث وفن الكولاج الجميل إلى جانب رؤية فنية حديثة عبر خلالها عن جماليات التشكيل التونسي، ومن فنون الحداثة شارك الفنان عمر باي بأعمال تشكيلية جميلة كان لها الأثر في الزخم التشكيلي، وشارك الفنان عمر زليلة بروائع من الفن المعاصر، وقدم محمد شلبي التجريد بجمالياته.
أما ياسر جرادي فشارك بفنون الرسم والخط العربي، أما فنون التكوين والسيريالية فكانت من أعمال الفنانة ليلى السلماوي وكذلك نجاح زربوط ونجاة الغريسي، وأخيرا جاءت أعمال ليلى السهيلي الإبداعية في رسم جماليات التجريد وروائعه وإبداعات الألوان والتكوينات داخل جماليات اللوحة.


الاحتفالية أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية من خلال جلستين
مهرجان «القرين» الـ 25 احتفل بمناسبة مرور 60 عاماً على الدورة الرابعة لمؤتمر الأدباء العرب في الكويت

المؤتمر احتضنته الكويت وهي غير مستقلة عن بريطانيا وحقق نجاحات لافتة

فترة الخمسينيات من القرن الماضي حدثت فيها تطورات اقتصادية وسياسية واجتماعية بالحركة الأدبية والثقافية والفكرية والتعليمية الكويتية

خلال المؤتمر صدر العدد الأول من مجلة «العربي» كما أقيمت مسابقة تشكيلية

كتب: مدحت علام
لم تكن الدورة الرابعة لمؤتمر الأدباء العرب، التي أقيمت في العام 1958 على أرض الكويت بالحدث العادي، بقدر ما كانت حدثا استثنائيا ومهما لأسباب عدة لعل من أهمها أن هذا المؤتمر احتضنته الكويت، وهي غير مستقلة عن بريطانيا، وكانت وقتها لاتزال إمارة لم تنتقل بعد إلى طور الدولة المستقلة، وأن الدورة حققت – رغم ذلك – نجاحاً منقطع النظير، وكانت هناك مكاسب أدبية وفنية وثقافية واقتصادية وسياسية، ليس في الكويت فقط ولكن في مختلف الدول العربية، التي شاركت بوفودها في المؤتمر. وخلال المؤتمر صدر العدد الأول من مجلة «العربي».
فخلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي بينما كانت الكويت في طريقها للانتقال من الإمارة إلى الدولة حدثت تطورات اقتصادية وسياسية واجتماعية في الحركة الأدبية والثقافية والفكرية والتعليمية، لتبنى المدارس وكانت أولاها ثانوية الشويخ التي كانت مكانا مناسبا لإقامة الأنشطة الثقافية والفكرية والرياضية، وكان لتولي عبدالعزيز حسين – أحد رواد النهضة والتنوير في الكويت – إدارة دائرة المعارف «وزارة التربية حاليا»، الدور المهم في الزخم الثقافي، كما انتشرت الصحف والمجلات المحلية.
وبمناسبة مرور 60 عاماً على هذه الدورة، فقد أقيمت ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ25، احتفالية احتضنتها مكتبة الكويت الوطنية مساء أول من أمس، في حضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة ونخبة من المثقفين والجمهور.
والاحتفالية احتوت على جلستين ناقش فيهما المشاركون الكثير من القضايا والهموم الثقافية والتطلعات العربية، التي احتوتها أوراق مؤتمر أدباء العرب، والتي تعد مراجع مهمة في تاريخ الثقافة العربية، كونها قد خرجت من أفكار رواد عرب في مختلف المناحي الأدبية والفكرية والفنية.
والجلسة الأولى أدارها الكاتب عبد الوهاب الخضر، الذي أشار إلى قيمة الدورة التي جاءت بعد الدورة الثالثة التي أقيمت في القاهرة، كما أشار إلى أن المجلس الوطني قام بطباعة ثلاث كتب احتوت على برامج وأبحاث وتوصيات المؤتمر وما توافر من تغطيات صحافية له عبر الصحف.
وفي ورقته البحثية أشار الكاتب عمر الشهابي إلى الجانب الاقتصادي للكويت إبان انعقاد المؤتمر من خلال محاور عدة منها التغير في سوق النفط وأوجه استخدام موارد النفط، والتغير في العلاقات العمالية، والتغيرات في صرف إيرادات النفط. مؤكداً أن التحولات الاقتصادية في الكويت في مرحلة الخمسينيات كانت مفصلية.
والكاتب الناقد فهد الهندال تطرق إلى الأفكار التي طرحت في المؤتمر من خلال التوصيات والقرارات، والإشادة التي تلقاها المؤتمر من المتابعين له بفضل التنظيم المتميز والرعاية الكبيرة، والدعم من أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم رحمه الله.
وأوضح الهندال أن التوصيات ركزت على ما خلصت إليه اللجان التي شكلها المؤتمر وهي لجان خاصة بالنشر والتوزيع التي أوصت بإنشاء شركة قومية لتوزيع الكتب العربية يكون مقرها القاهرة، وتخفيض جمارك الكتب وغيرها، بالإضافة إلى لجنة الترجمة ولجنة التراث ولجنة الدفاع عن حقوق المؤلف، والتوصية العامة التي لها علاقة بالمؤلف والكتاب.
والدكتور طلال الرشود أوضح أن استضافة الكويت للمؤتمر في ذلك الوقت كانت أمراً مستغرباً، وهي التي لم تنل استقلالها بعد، منوها إلى تنامي الفكر القومي في الكويت، مما انعكس على دائرة المعارف ودعمها للحركات الاحتجاجية العربية، وأوضح أن المؤتمر كان من نتائجه تأسيس الرابطة الأدبية، متطرقا إلى ثلاثة جوانب في المؤتمر من خلال خطابه ومحتواه والموقف العدائي للوفد العراقي المضاد للموقف الناصري، بالإضافة إلى مناهضة الاستعمار.
وأكد الدكتور عبدالرحمن الإبراهيم في ورقته البحثية أن المؤتمر قام على جهود القوميين العرب، وأن النشاط الأدبي لم يقتصر على الكتب الأدبية، ولكن كان هناك نشاط سياسي أيضاً، بالإضافة إلى لجنة الأندية التي كانت لها - وقتها - أنشطة سياسية واجتماعية بارزة في الكويت.
وأكد مدير تحرير مجلة العربي الكاتب إبراهيم المليفي أن الكويت كانت دولة مقنعة للنخب الثقافية، لتقيم فيها الدورة الرابعة من المؤتمر، حتى قبل حصولها على الاستقلال، مؤكداً أن الجميع في الكويت – وفي وقت مبكر - كان يدرك أهمية القوة الناعمة وقال: «بالثقافة نستطيع أن نحقق مساحة أكبر من مساحة دولتنا»، وأن مناخ الحرية كان متوافرا في الكويت منذ زمن بعيد، كما أشار إلى ولادة مجلة العربي في فعاليات المؤتمر العام 1958، حيث صدر العدد الأول منها، كما زار عدد من المثقفين مكاتب المجلة، وقال: «مجلة العربي فخر للكويت والصحافة العربية بصفة عامة».
وأدارت الكاتبة ليلى فلاح المطيري الجلسة الثانية من الاحتفالية، والتي أكد فيها الدكتور محمد الشحات أن هذه الاحتفالية تاريخية، لأنها تقترب من عمق الهوية العربية، ومن ثم تطرق الشحات إلى محور البطولة في الرواية العربية الذي طرح في المؤتمر في دورته الرابعة، متسائلا: هل يمكن فصل الرواية عن القصة القصيرة؟، ليجيب: بالطبع لا يمكن ذلك لأن كلاهما ينتمي إلى السرد، وأن الجامع المشترك للأعمال الأدبية هو الصراع، ومن ثم أشار إلى ما قدمه سهيل إدريس من دراسة مهمة في المؤتمر حول البطل في الرواية العربية، من خلال التحولات المفاهمية والتناسقية، ومن ثم استعادة نصوص لطاهر وطار ونجيب محفوظ ويوسف إدريس والطيب الصالح وغيرهم في هذا الشأن.
وتحدث الدكتور خالد أبوالليل عن تحقيق قدمه عبدالحميد يونس حول البطولات في الأدب الشعبي، من خلال السير الشعبية، متطرقا إلى السيرة الهلالية، وبطلها أبوزيد الهلالي الذي كان بطلا أحبه الفقراء لأن كل معاركه كانت من أجل نصرتهم والدفاع عنهم، على رغم أنه كان مهمشا في مجتمعه، عكس دياب بن غانم الذي كان رمزا للبطولة الفردية الأنانية، بالإضافة إلى ما أشار إليه من بطولات نسائية في تلك السير الشعبية مثل «الجازية» وغيرها.
والدكتور علي عاشور الجعفر تناول في ورقته البحثية «البحث عن الطفولة الغائبة»، وطرحه لموضوع تاريخ الطفولة العربية، والكتابة للأطفال، ومفهوم النقد لكتب الأطفال، والنظرة التربوية للأدب.
وتناول الباحث خالد عبدالمغني موضوع الفنون التشكيلية، مشيرا إلى المعارض التي أقيمت في المؤتمر، والنجاحات التي حققتها، وتأسيس المرسم الحر، ثم أوضح أن هناك لجنة شكلت من أعضاء المؤتمر أنفسهم، لمنح الجوائز للوحات الفائزة في المسابقة، التي أقيمت ضمن فعاليات المعرض التشكيلي، الذي شارك فيه 80 فنانا عربيا بنحو 142 لوحة ومنحوتة، وكانت مواضيع اللوحات تتحدث عن مقاومة الاستعمار.

 

في ورشة «الذكاءات المتعددة وأساليب التفكير» بمركز عبدالعزيز حسين
الضبع: الإنسان مسؤول عن الزهايمر لأنه لم يغذِّ دماغه


كتب: فضة المعيلي
أقيمت ورشة «الذكاءات المتعددة وأساليب التفكير»، في مركز عبدالعزيز حسين قام بتقديمها د. محمود الضبع. وتهدف الورشة إلى اكتساب البنية المعرفية حول تطور أبحاث المخ وأساليب التفكير، والوقوف على المفاهيم السليمة والمعاصرة للذكاء وتطور دراسته، كما تركز على فهم العلاقة بين الذكاءات المتعددة ونظريات اكتساب المعرفة المعاصرة، وذلك عن طريق تطبيق أنواع الذكاءات على استراتيجيات تفكير متطورة، والتخطيط على نحو سليم للحياة المعاصرة، حيث سيتم تنفيذ نموذج مصغر في أثناء الورشة على مواقف تُستَخدم فيها الذكاءات المتعددة وأساليب التفكير المختلفة، وتعتمد الورشة على استخدام استراتيجيات تدريب مختلفة، مثل العروض الإلكترونية والمرئية والأنشطة التفاعلية، والعمل في مجموعات والأعمال الزوجية والعصف الذهني.
وعلى هامش الورشة قال د. الضبع: «بداية على الإنسان أن يكتشف نوع الذكاءات الموجود لديه، يحاول أن ينميها، ثم ينمي الذكاءات التي لا يمتلكها من خلال الذكاءات التي يمتلكها، فالتفكير عملية مهمة نحتاج إليها في ثقافتنا العربية على وجه الخصوص، لأن معظم المآزق التي نعيشها في حياتنا، والبيروقراطيات العملية التي نعيشها في الثقافة العربية تعود جميعها إلى افتقاد مهارات التفكير الإبداعي، والتفكير الاختراعي والخروج من الصندوق لمحاولة إيجاد حلول وبدائل جديدة، خاصة أن المشكلات التي نعيشها في ثقافتنا العربية هي مشكلات جديدة علي الوعي، وجديدة على العالم أيضا، وبالتالي هي تفترض علينا البحث عن حلول جديدة أيضا، وتفترض علينا التفكير بشكل إبداعي وليس بشكل تقليدي».
وعن أساليب تنمية الذكاء، يقول د. الضبع: «هناك استراتيجيات علمية معترف بها في هذا السياق، لكن لا بد من أن يتدرب عليها الإنسان بشكل تراتبي، وليس بشكل عشوائي، حتى لو حصل على كورس لا بد من أن يسير معه بشكل ترتيبي؛ فالبداية مثلا لتنمية كل أنواع التفكير والذكاء هي التذكر، ولكن التذكر بأي كيفية، بكيفية المهارات الأربع، أو المكونات الأربعة للتذكر، وهي ذاكرة الكلمات، ذاكرة الروائح، الذاكرة البصرية، ذاكرة الأِشياء».
وعند سؤال د. الضبع: هل هناك سن معينة يتوقف عندها تطوير التفكير والذكاء والتعلم، أجاب عن ذلك بالقول: «الإنسان يمتلك القدرة على أن يتعلم في أي لحظة؛ لأن الله سبحانه وتعالى وهبنا دماغا لا يضعف، بل يزداد ثقة، ونموا، وذكاء كلما تقدمنا في العمر، فقط أمراض الدماغ هي التي تعيق التعلم، مثل الزهايمر، وبالمناسبة الإنسان مسؤول عن الزهايمر لأنه لم يغذِّ دماغه منذ الصغر بعمليات تفكير من جانب، ومن جانب آخر، مؤكد أن الذين يصابون بالزهايمر كانت لديهم ممارسات صحية غير سليمة، مثل نقص بعض العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الدماغ، مثل عناصر الزيوت الطبيعة المستخرجة من النباتات، كالزيوت التي تستخرج من المكسرات، وزيت الزيتون وما إلى ذلك، فالدماغ يحتاج إلى هذه الأشياء بشكل دائم ودوري، والذين يقصرون في حق أنفسهم صحيا، ولا يعرفون ماذا يغذي الدماغ هم الذين يصابون بالزهايمر، ولكن فيما عدا ذلك أي انسان يستطيع أن يتعلم أي شيء في أي مرحلة حتى لو في أخريات حياته».

خلال ورشة أقيمت بمكتبة الكويت الوطنية
المطوع: القراءة محفز ذهني وطريق إلى النجاح الوظيفي والاجتماعي


كتب: أمين الحداد
حاضر حسين المطوع عن المفاهيم المرجوة والمفيدة في القراءة، وذلك في ورشة أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية، وقال المطوع إن الورشة تُعنى بأهمية القراءة والخروج من النص المدرسي المطروح دائما أمام النشء وتنمية قدرات وابتكارات الشباب، وأشار إلى أهمية القراءة وتنمية هذه الخاصية في نفوس النشء والشباب.
وقال المطوع إن القراءة تعتبر محفّزا ذهنيا: أثبتت الدّراسات أنّ التحفيز الذهني المستمر يحمي من الإصابة بالزهايمر أو يؤخّر الإصابة به. تزويدك بالمعرفة: المعرفة تُعدّ السلاح الأهم الذي لا يُمكن انتزاعه من صاحبه، وهي الأساس لنجاحك الوظيفي والاجتماعي، وبالتالي نجاحك المالي. تزيد مهارات الخطابة: تمنحك القراءة موسوعة من المفردات، والمفاهيم المهمّة، فتصنع منك شخصا متحدّثا ذا لغةٍ قوية، ذا ثقة. تقوّي مهارات الكتابة. تقلّل من الضغط والتوتر: في حال كنتَ تعاني التوتّر من جراء ضغط العمل، أو الضغط الاجتماعي أو غيرها من ضغوط الحياة المختلفة، ستلاحظ تحسّن حالتك بمجرّد أنّك بدأت بقراءة رواية مشوّقة، ستنسى كل مشاكلك، وستأخذ وقتا من الصفاء الذهني من خلال اندماجك في القراءة. تساعد في الحصول على الهدوء: قراءة كتب ذات محتوى إيجابي تزيد من الهدوء والسكينة؛ فقراءة القرآن الكريم تبثّ الهدوء والطمأنينة في نفس القارئ. تحسين الذاكرة: يتحتّم عليك تذكّر أسماء الشخصيّات الأساسية، وتاريخهم، وطموحاتهم، وخلفيّاتهم المختلفة، والأحداث التي مرّوا بها، وكلّ ذلك يخزنه العقل ليستحضره عندما تحتاج إلى هذه المعلومات. زيادة القدرة على التركيز: عادة ما يكون التركيز مشتّتا بين تطبيقات المحادثة المختلفة، ومواقع التواصل الاجتماعي والعمل، والتلفاز، وحين تبدأ بالقراءة تصبّ جلّ انتباهك وتركيزك فيما تقرأ، لتبقى متّصلا مع القصة، وحاول أن تقرأ لمدّة عشر دقائق، قبل البدء بالعمل ستفاجأ بالتأثير الإيجابي في أدائك. تقوّي القدرة على التحليل: قراءة الروايات الغامضة أو التحليلات السياسية والاقتصاديّة تقوّي قدرة العقل على تحليل الأحداث وربطها بعضها ببعض للتوصّل إلى نتيجة في نهاية الأمر، وتعطيه أفكارا لحلّ العديد من المواقف التي قد يمرّ بها الإنسان، وتجعله قادرا على الانتباه للتفاصيل، وربطها بالأحداث. ويُنصح دائما بمناقشة هذا النوع من الكتب مع القرّاء الآخرين، لتبادل الأفكار والانفتاح على طريقة تفكير الآخرين. للتسلية: تعدّ القراءة أفضل طرق التسلية، ومن الممكن أيضا أن نقول إنّها الأقل تكلفة (في حال الحصول على نسخ إلكترونيّة مجانيّة).

افتتاح معرض جمعية إنعاش المخيم الفلسطيني للأعمال اليدوية

كتبت: سهام فتحي
ضمن فعاليات مهرجان القرين الـ 25 استضاف بيت السدو معرض جمعية إنعاش المخيم الفلسطيني للأعمال اليدوية، بحضور رئيسة جمعية السدو الحرفية الشيخة ألطاف سالم العلي الصباح.
شمل المعرض أعمالا فنية يمتاز بها أهل فلسطين، وهي أعمال تعبر عن تراثهم الثقافي الذي ورثوه من الآباء والأجداد على مر العصور من معاطف الحرير والسترات والشالات المطرزة اليدوية والمنسوجة من الصوف أو الحرير، وعباءات وسترات نجف، ومجموعة واسعة من الوسائد، كل ذلك على أساس الأنماط الفلسطينية التقليدية والألوان والزخارف بالإضافة إلى عدد من المنتوجات المطرزة والمخدات ذات الاحجام المختلفة والتصاميم المتنوعة والألوان المستوحاة من الأعمال الفلسطينية التقليدية، وقد أدخلت عليها إبداعات جديدة تعطيها بعدا فنيا وعصريا ليرضي كل الأذواق والإعمار.
وأوضحت العضو في جمعية إنعاش المخيم الفلسطيني مي شهيد أن هدف الجمعية هو توفير فرصة عمل للمرأة الفلسطينية اللاجئة من خلال حفظ وترويج التطريز الفلسطيني، كما ساهمت الجمعية في تدريب ما يزيد على 2000 امرأة على فن التطريز الفلسطيني التقليدي موفرة لهن دخلا من خلال تسويق منتجاتهن لتبقى الثقافة ركنا أساسا في القضية الفلسطينية ويبقى الفن داعما لمسيرة الشعب الفلسطيني.
وأوضحت ان جمعية «إنعاش» تساعد على رفع مستوى الوعي بأهمية التطريز الفلسطيني باعتباره التراث الحي وهو ما يعكس مسيرته الريادية وفلسفته لأفضل الممارسات التي تدعمها الخبرة الإقليمية الاستثنائية، تعززها المعرفة المحلية.
وترتكز الجمعية على التطريز الذي كان يستخدم في فلسطين قديما من أجل تزيين الشالات وأغطية الرأس. وكان كل زي يرتبط بمنطقة أو مدينة أو قرية، كما كانت النساء في بعض المناطق الفلسطينية تطرزن المخدات لتزيين منازلهن البسيطة.
وأشارت إلى أن الجمعية تسعى إلى تنشيط هذا العمل وتأمين مدخول شهري لعدد من العائلات في المخيمات الفلسطينية في لبنان. والجمعية تعمل كمنظمة غير حكومية من أجل دعم عمل الفلسطينيات في المخيمات في لبنان منذ عام 1969. على يد هوغيت كالان ابنة الرئيس بشارة خوري اول رئيس للجمهورية اللبنانية بمساعدة عدد من السيدات اللبنانيات والفلسطينيات.
وتهدف الجمعية إلى تأمين عمل ومصدر دخل للنساء الفلسطينيات في المخيمات في لبنان وتنمية الروابط بين مختلف أجزاء المجتمع الفلسطيني واللبناني وإضاءة الوجة الإيجابي على الهوية الفلسطينية والتركيز على الدور الريادي لمهارة التطريز الفلسطيني التي تقوم به اللاجئات في المخيمات اللبنانية، وابتكار تصاميم إبداعية وتنويع المنتج وتطوير أسواق جديدة عالمية لعرض المطرزات وبيعها وأخيرا تهتم الجمعية بتنمية الوعي تجاه التراث والثقافة الفلسطينيين لمواجهة التحديات.
وسبق للجمعية تنظيم معرض سابق بالكويت وأخرى في عدة دول عربية وأوروبية لقيت نجاحا كبيرا. وأكدت أن ريع مبيعات المعرض يُمنح إلى النساء المطرزات في المخيمات.


قدّم أمسية موسيقية تحت عنوان «الكمان يغني»

مبارك بوعيد يبحث عن «درب السنع» على مسرح اليرموك


كتب: مفرح حجاب
نظمت دار الآثار الإسلامية أمسية موسيقية تحت عنوان «الكمان يغني» ضمن فعاليات الدورة 25 لمهرجان القرين الثقافي على مسرح اليرموك للفنان مبارك بوعيد حضرها جمهور كبير من محبي الموسيقى، بمصاحبة المايسترو أيوب الخضر وفرقته الموسيقية، حيث قدم خلالها عشر مقطوعات موسيقية كويتية في مجملها.
مبارك بوعيد في أمسيته أسر القلوب وكسر حاجز الزمن واستطاع أن يبدأ في هذا الحفل بروائع الثمانينيات وينتهي بخواطره الموسيقية وكان لديه إصرار أن تكون كل الموسيقى في هذه الليلة كويتية كلاسيكية بكل ما تعنيه الكلمة، فلم ينس الفولكلور والتراث لذلك استمعنا منه إلى «درب السنع» وانتقل من بعد إلى «جاءت تقول كلمة وداع» وهي رائعة محمد الشعلان التي قدمها في حقبة الثمانينيات ثم أغنية «عجيبة» للفنان غريد الشاطئ وصولا الى «هجر الحبايب»، كل ذلك وسط حالة من الإعجاب وصمت من الجمهور الذي جاء يستمتع بهذا العبق من الغناء الذي ينتمي إلى أيام الزمن الجميل، ولعل الأبرز في هذه الأمسية هو صوت آلة الكمان التي أشعل من خلالها بوعيد المسرح ونشر الدفء في كل أرجائه رغم برودة الأجواء واستطاع بموهبته أن يجعل الجميع ينصت لما يقدمه، فلم يتوقف عن العزف طوال الحفل وقدم مجموعة من مؤلفاته التي يطلق عليها خواطر بوعيد وقد أعاد الى الوجدان أعمال الفنان يوسف المطرف بعدما قدم مقطوعات من إعماله، ولم يُنهِ الحفل إلا من خلال مفاجأة للجمهور حيث قدم ابنه عبد الله الذي قدم بصوته أغنية «احبك» للفنان حسين الجسمي.
الفنان بوعيد استطاع أن يحلق في هذه الأمسية في آفاق عالية ويعلن عن لون جديد من الموسيقى في تقديمه وأن يخرج عن النمط النقليدي في الأمسيات الموسيقية التي تعتمد على اللحن فقط وهو ما أكسبه الكثير من الخبرات التي ظهرت جلية في هذه الليلة.
من جهته أعرب الفنان مبارك بوعيد عن سعادته لحضور هذا الكم من الجمهور لمتابعة أمسيته، وقال إن هذا هو العام الخامس على التوالي الذي يشارك فيه في موسم دار الآثار الإسلامية، مشيرا إلى أنه قدم هذه النموذج من الأمسيات الموسيقية الكلاسيكية من قبل في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي وكذلك خارج الكويت.
وأضاف: حرصت أن تكون هذه الليلة كويتية كلاسيكية سواء من خلال المقطوعات التي قمت بتأليفها أو من القديم مثل «والله يا خلي ما قصرت» وغيرها من الأغاني، لافتا إلى انه لم يقدم ألحانا إلى المطربين لأنه يحب أن يكون عازفا فقط. ولفت إلى أن الموسيقى الكويتية مليئة بالجواهر وتحتاج فقط إلى من يتابعها ويهتم بها، لاسيما أن الريادة هنا وأن الكثير من فناني الخليج نال الكثير من الشهرة في الكويت، متمنيا أن يكون دائما عند حسن ظن الجميع.

مهرجان القرين احتفى بتجربتها الشعرية في محاضرة استضافتها رابطة الأدباء

سعاد الصباح... شاعرة الاستثناء والحرية والحب

كتب: مدحت علام
وصل مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ25، إلى محطة مهمة، تلك التي تتمثل في الاحتفاء بتجربة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، تلك التي بلغت في انتشارها إلى أبعد ما يمكن أن تصل إليه أي تجربة شعرية عربية أخرى، لتنظم على المسرح نفسه الذي أسسته في رابطة الأدباء وحمل اسمها، مساء أول من أمس محاضرة عنوانها «التجربة الشعرية في شعر سعاد الصباح»، شاركت فيها الشاعرة الزميلة سعدية مفرح، والدكتورة نورة المليفي، وأدارها المدير العام لدار سعاد الصباح للنشر الكاتب علي المسعودي، في حضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري، والإعلامية فاطمة حسين والدكتورة المنصور.
وفي تقديمه للمحاضرة أكد المسعودي أن سعاد الصباح واجهة من واجهات الكويت المضيئة بالشعر والإنسانية، وأنها أول شاعرة كويتية تصدر كتابا ولها بصمة واضحة في كل مكان تذهب إليه وهي المشجعة للأدباء الواعدين والشباب والمكرمة للأدباء الكبار، وبصماتها الإنسانية كثيرة ومتشعبة.
المليفي قدمت في المحاضرة بحثا عنوانه «محاور التجربة في الشعر والنثر لك وحدك»، والذي طبعته في كتاب ووزعته على الحضور، وهو عبارة عن قراءة نقدية في ديوان «الشعر والنثر... لك وحدك» للشاعرة سعاد الصباح.
وقالت المليفي: «النتاج الشعري لسعاد الصباح يحتل مساحة بارزة وواضحة المعالم في الشعر النسوي الخليجي، فلا مراء في كونها من أبرز الأصوات الشعرية النسوية لا في منطقة الخليج فحسب، بل في العالم العربي... ويتميز نتاج شعرها بأنه صرخة في وجه الهيمنة الذكورية على شخصية الأنثى، ودعوة صريحة إلى المطالبة بحق المرأة في التعبير عن الخلجات المكبوتة».
وفيما يخص محاور التجربة الشعرية في الديوان أوضحت المليفي أن المتابع لإبداعات سعاد الصباح يشهد لها بثراء التجربة الشعرية وتنوعها وتعدد محاورها وأبعادها، ومن ثم رصدت المليفي في الديوان ثلاثة محاور هي الحب والحرية والموت.
وبيّنت المليفي أن محور الحب يحتل المساحة الأكبر في قصائد الديوان، وأن الشاعرة تعلن حبها في نوع من الخطاب المباشر، في المقطع الأول من قصيدة «بارد من دونك البيت كثيرا»، وتطرقت المليفي في المحور الثاني «الحرية»، إلى فعل الكتابة الذي ترى فيه سعاد الصباح الحرية، تلك النغمة الأثيرة لديها في مجمل أعمالها، وقالت المليفي: «الشاعرة ترتكز إلى فعل الإرادة المستمرة، لأنه من دون تحقق الحرية تفقد كل شيء».
والمحور الثالث الذي يتعلق بالموت كشفت المليفي أنه يحتل مساحة كبيرة من إبداعات الشاعرة بصفة عامة ولكنه في الديوان محل دراستها ينحسر إلى حد كبير مقارنة بمحوري الحب والحرية، فقد يكون موتا معنويا بسبب فقد الحبيب أو أنه يمثل المستحيل:
إنني كالسمكة التي عشقت
عصفورا
إن جاءها غرق
وإن ذهبت إليه
ماتت
كما أشارت المليفي في بحثها إلى الثنائيات المتضادة، مثل الأنا والآخر، والعشق والكره، وأكدت المليفي أن سعاد الصباح شاعرة تتسم بثراء تجربتها في بساطة وتلقائية ووضوح.
وفي بحثها الأدبي قالت مفرح: «حديثنا مازال مستمرا عن سعاد الصباح هذه الشاعرة الاستثنائية... ليس في زمانها وحده وليس في مكانها وحده وليس في خصوصيتها العائلية وحدها، وليس في هويتها الإبداعية وحدها، ولكن بكل ذلك معا».
وأضافت: «شاعرة محتشدة بظنون الكلام الأليف، والكلام المخيف، وبسماوات لا نهائية من الشعر والنقد والصلاة والشك والأصدقاء، تمضي، ونمضي نحن الذين ربما نكون نظرنا لها ذات حلم شخصي مكسور أو هزيمة مضيئة بخصوصيتها وكأنها المرأة التي لا تعاني ولا تكسر ولا تنهزم ولا تظلم».
وأكملت: «لكن المثير فعلا أن سعاد الصباح استفادت - مثل غيرها من المبدعات الكويتيات - من كل المعطيات التي تحيط بتجربة أي امرأة مبدعة في أي مجتمع ذكوري»، واستطردت مفرح في وصفها لتجربة سعاد الصباح من خلال الدهشة التي كانت تزرعها بأسئلتها معلنة في محيط القبيلة المأخوذة بجرأة امرأة تكتب شعرا ثوريا ومن ثم تنشره على الملأ.
منوهة إلى جيلها في الكويت الذي قدر له أن يتماس مع أشعار سعاد الصباح عبر المنهج الدراسي المقرر على طلبة الثانوية العامة، وقالت: «صورة ترسم ملامح شاعرة لا تبعد كثيرا عن زمان ذلك الجيل، وإن سبقتها ببضعة أعوام شعرية كانت كافية لكي تجعل منها المرجعية النسائية الأولى التي تنبع من تاريخنا الحميم وتتمدد على تفاصل جغرافيتنا المحلية الخاصة».
واستذكرت مفرح الكلمات المشجعة التي بادرتها بها سعاد الصباح بعد أن شاركت في أول أمسية شعرية لها خارج أسوار الجامعة، وتحديدا في رابطة الأدباء، كذلك ذكرت جائزة سعاد الصباح للإبداع الشعري، التي فازت بها عن كتابها «آخر الحالمين كان»، وختمت بقراءة قصيدة لسعاد الصباح تقول فيها:
يا أحبابي:
كان بودي أن أدخلكم زمن الشعر
لكن العالم - واأسفاه - تحول وحشا مجنونا يفترس الشعر.
وقدم الحضور عقب انتهاء المحاضرة مداخلاتهم كي يتحدث الدكتور عثمان البدري عن دفاع سعاد الصباح عن المرأة والرجل أيضا، والدكتورة وسمية المنصور أشارت إلى مسألة الفقد والحياة في شعر سعاد الصباح، والروائية اللبنانية مريم مشتاوي أكدت أن الحرية تمثل موضوعا رئيسا في شعر سعاد الصباح والتي كانت تستخدم الطيور كرموز لها، وأوضحت الأديبة الدكتورة ليلى مجمد صالح القيمة الأدبية والشعرية والفكرية التي تمثلها سعاد الصباح محليا وعربيا.
والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري أبدى اعتزازه بأن تكون تجربة سعاد الصباح الشعرية ضمن أبرز فعاليات مهرجان القرين الـ25، كونها رمزا من رموز الشعر العربي.

افتتحه الدويش في قاعة العدواني ضمن فعاليات القرين الثقافي
٤٨ فنانا أبدعوا بتشكيل ٦٢ عملاً فنياً
في «الشباب التشكيلي العاشر»


كتب: شهد كمال
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الــ25 حل معرض الشباب التشكيلي ضيفا سنويا معتادا ليشارك في دورته العاشرة الحالية 48 فنانا شابا أبدعوا بتشكيل 62 عملا فنيا.
وقال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش، على هامش افتتاحه المعرض في قاعة أحمد العدواني في منطقة ضاحية عبدالله السالم إن هذا المعرض من أهم المعارض المعنية بفئة الشباب، إذ يشترط أن يكون عمر الفنان المشارك أقل من ثلاثين عاما.
وأشاد الدويش بالأعمال الفائزة «التي تستحق هذا التكريم، لأنها اختيرت من قبل لجنة محايدة» مثنيا على جهود لجنة التحكيم التي قادتهم إلى هذا الاختيار.
وأكد الدويش أهمية دور الشباب في المجتمع، مبينا أن مشاركتهم تزداد في تلك المعارض سنة بعد سنة، وذلك يعطي الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الحافز لدعم هذه الشريحة من المجتمع.
من جهته قال الفنان التشكيلي العماني الدكتور سلمان الحجري، وهو أحد المشاركين في مهرجان القرين الثقافي في دورته الحالية بمعرضه الشخصي إن هذا المعرض يسلط الضوء على المواهب الشبابية في الكويت وهو ما يعكس آثاره على وعي الفنان الكويتي الشاب.
وبين أن فئة الشباب العمرية تميل إلى رسم البورتريه أو الأشخاص كموضوع رئيسي، وتستخدم الألوان الزيتية كأول الخامات التي يتناولها الفنان في هذه المرحلة العمرية.
وأوضح أن تلك الخطوات الأولى التي يتخذها الفنان الشاب هي بمنزلة اللبنات الأولى في سيرهم الفنية ومحاولة للخروج من الأنماط السائدة من المجتمع.
وأشار الى تميز مهرجان القرين الثقافي بجميع دوراته وبجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في رفع مستوى الفن والثقافة في الكويت.
وقالت الفنانة الشابة ياسمين باقر (28 سنة)، وهي إحدى الفائزين في المعرض إنها استخدمت الألوان الزيتية في عملها المشارك، وهو عبارة عن صورة بنت استوحتها من عمل مشهور قديم مضيفة إليه لمسة شرقية، مبينة أنها تفوز لأول مرة على رغم مشاركتها في أربع دورات سابقة.
بدورها قالت الفائزة مريم الملا (30 عاما) إنها شاركت بلوحتين إحداهما تصف المرأة بأنها ملاك مستخدمةً الألوان الزيتية وورق الذهب، مشيدة بجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومساندته للشباب.
من جهته عبر الفائز عبدالرحمن الحملي عن سعادته بالفوز في المعرض التشكيلي للشباب للمرة الثانية، مؤكدا أن هذه المعارض تعطي فرصة للشباب لتقديم إبداعاتهم وتدعم جهودهم كي يواصلوا الطريق.
وبين أن مهرجان القرين الثقافي الـ 25 ينظم معرضا مخصصا للشباب وآخر لمن فوق الــ 30 عاما، وبذلك يشمل المهرجان جميع الفئات العمرية، وهو ما يساهم في زيادة إنتاج الفنانين التشكيليين.
وأضاف الفائز محمد الرئيس بأن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يقدم الدعم الدائم للشباب من خلال تنظيم المعارض وإقامة الورش والمحاضرات والمهرجانات في الكويت وخارجها.
وبين أنه يشارك في هذا المعرض بعملين الأول يحاكي بورتريه معاصرا والآخر عبارة عن وجوه مختلفة تحت إطار البورتريه باستخدام أكثر من خامة.
وفي السياق ذاته قالت أماني عادل (١٧ عاما) إنها تشارك بلوحتين واستخدمت ألوان الأكريليك، مضيفة أنها سعيدة بالمشاركة في هذا المعرض وسط مواهب الشباب الجميلة، منوهة بأن المجلس الوطني تبناها منذ كانت طفلة، إذ من خلال دعم المجلس أقامت معرضها الشخصي وهي في عمر الــ ١٢.
ومن زاويته قال علي مدار (١٨ عاما) إنه يشارك بلوحتين: الأولى عبارة عن لوحة زيتية والأخرى لوحة باستخدام الفحم، مبينا أنه يشارك في المعرض للمرة الثانية بتوجيه من والده الفنان بدر.
بدوره قال والد علي إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ينظم مهرجانات مميزة خاصة مهرجان القرين الثقافي، مبينا أنه شارك في معرض الفن التشكيلي في مهرجان القرين بدورته السابقة، وفاز في مجال النحت، مؤكدا أن تلك الفعاليات تساهم في تعزيز العلاقات ما بين الفنانين واكتساب الخبرات وتأهيل جيل جديد من الفنانين الشباب.
في هذا الإطار قالت آمنة السيار (٢٤ عاما) إنها تشارك في عمل تحت عنوان رحلة الحياة، مستخدمة الألوان الزيتية، وأردفت أنها تقصد برحلة الحياة أن كل شخص له رؤية للحياة ويسلك مسارا معينا ويحمل توجها وهدفا معينا، ويسلك رحلته الخاصة، مبينة أنها تشارك في معارض المجلس الوطني للمرة الثالثة حيث سبق أن شاركت في معرض التشكيلي الصيفي ومعرض الربيع التشكيلي.
أما شوق بهزاد (28 عاما) فقالت إنها تشارك بلوحتين الأولى تصور طفلا والأخرى امرأة حزينة، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في هذا المعرض الذي يساهم بشكل كبير في رفع الروح المعنوية للفنانين الشباب وإعطائهم الدافع لتقديم المزيد.
وقام الدويش بتكريم الفائزين بالجوائز، وهم عثمان العثمان ومريم الملا وزهراء الجريدان وياسمين باقر وعبدالرحمن الحملي وأحمد الحسيني ومحمد الرئيس وأمل جاسم وعلي سبت وحسين البناي.
ويأتي المعرض في إطار الجهود الثقافية التشكيلية الكبيرة التي يبذلها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدعم الفنانين الشباب وتأكيد حضورهم، وتعزيز دورهم الواعد والمتحقق على الساحة التشكيلية الكويتية وفتح الطريق أمامهم لتنمية مواهبهم.


في ندوة أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية
«الكويت ـ بريطانيا نشأة وتطور وازدهار العلاقات والتعاون البنَّاء بين البلدين»


كتبت: فضة المعيلي
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 25 الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في الفترة من 8 حتى 25 من شهر يناير الجاري، وبحضور السفير البريطاني لدى الكويت مايكل دافنبورت وحرمه، والأمين العام للمجلس المهندس علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة عيسى الأنصاري، والمدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل، نظمت مكتبة الكويت الوطنية ندوة ثقافية توثيقية بعنوان «الكويت ـ بريطانيا نشأة وتطور وازدهار العلاقات والتعاون البناء بين البلدين»، بمناسبة ذكرى مرور 120 عاما على انطلاقة العلاقات الرسمية بين الكويت وبريطانيا، حاضر فيها أستاذ الأنثروبولوجيا في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت وعالم الآثار الدكتور حسن أشكناني، حيث قدم ورقة عمل بعنوان «البعثات البريطانية والاكتشافات الآثرية في دولة الكويت»، والباحث الكويتي المتخصص في مجال توثيق العلاقات الكويتية - البريطانية عيسى دشتي، والذي ركز في ورقة عمله على رصد زيارات حكام الكويت الكرام إلى بريطانيا لحضور المناسبات والأحداث البريطانية المهمة لبريطانيا، وبيان تفصيل ما جاء في هذه الزيارات، من خلال مؤلفاته في هذا الميدان تبلغ 15 كتابا مع عرض الصور التاريخية الوثائقية لتلك الزيارات المتبادلة بين البلدين.
سبق انطلاق الندوة حفل افتتاح معرض لعدد من الصور والوثائق النادرة التي توثق وتؤرخ العلاقات البريطانية - الكويتية منذ أكثر من 100 عام، وترصد تطورها على كل الصعد والمجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية والعلمية والاجتماعية.
المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل أكد تميز علاقة الصداقة والتعاون بين الكويت وبريطانيا، والتفاهم الوثيق والعمل المشترك الذي شمل مختلف المجالات، خاصة التعاون في الشؤون السياسية والعسكرية والتجارية والاستثمارية والتعليمية والسياحية، مشيرا إلى أن العلاقات الكويتية - البريطانية كانت ولاتزال في تطور ونمو متصاعد وازدهار.
الباحث الكويتي المتخصص في مجال توثيق العلاقات الكويتية - البريطانية عيسى دشتي قال: اليوم يصادف 24 يناير 2019، وتلك الفعالية هي الثانية من احتفال دولة الكويت والمملكة المتحدة بذكرى مرور 120 عاما على توثيق اتفاقية الحماية الكويتية - البريطانية التي وُقِّعت من قبل الشيخ مبارك الصباح مع ممثلين حكومة صاحبة الجلالة الملكة فيكتوريا، المتمثلين بالوكيل السياسي في الخليج والحاكم العام في الهند في 23 يناير 2019، لافتا إلى ان المكتبة الوطنية ستواصل الاحتفال بهذه الذكرى طوال العام 2019 الجاري عبر تدشين واطلاق فعالية أو اثنتين كل شهر.
وتحدث دشتي في المحاضرة عن أهم المحطات التاريخية والزيارات التاريخية التي قامت بها الأسرة الحاكمة البريطانية، والأسرة الحاكمة في الكويت، وكذلك مقاصد وأهمية تلك الزيارات.
وتابع دشتي حديثه لافتا إلى مرور 120 عاما على توقيع اتفاقية الحماية، و242 عاما على بدء العلاقات الثنائية، مؤكدا تطلع الشعب الكويتي إلى 250 عاما قادمة، وإلى علاقة أبدية طويلة فيها تنمية ومصالح الشعبين، لأنها تعود بالنفع والخير علينا.
بدوره قال أستاذ الأنثروبولوجيا في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت وعالم الآثار الدكتور حسن أشكناني إن الندوة تقام بمناسبةمرو 120 سنة على اتفاقية الحماية البريطانية، وركز في ورقة العمل التي عرضها على الجهود البريطانية في توثيق آثار الكويت، وتحديدا نتائج البعثات الأثرية في العام 1998 في منطقة الصبية، والعام 2006 في منطقة كاظمة.
وبعد المحاضرة أشاد السفير البريطاني في الكويت مايكل دافنبورت بالمحاضرين وأكد أنه استفاد من محتوى المحاضرة، وعرف معلومات جديدة، وأشار إلى أن الزيارات المتبادلة بين البلدين تسهم في تقوية العلاقات، وتمنى أن تستمر لأهميتها.

Happy Wheels