النشرة الثامنة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الثامنة

 

 

ضمن عروض مهرجان الكويت المسرحي الـ 19

 

«ميلاد
غريب»:
الهروب من فضاء الكون إلى المسرح!

 

 

محمد الرباح يقدم نصا ذهنيا عبثيا مشبعا بالتفاعلات والنبض

 

فيصل العميري يجدد صياغة وابتكار الحلول مع فيصل العبيد

 

ثنائي يرسخ بصمته ومنهجيته في التعامل مع المسرح الأسود

 

أداء متناغم للعميري وسماح والقصاب واكتشاف إضافي لعبدالله البلوشي

 

كتب: عبدالستار ناجي
قدمت فرقة المسرح الكويتي مسرحية «ميلاد غريب»، تـأليف محمد الرباح وإخراج فيصل العميري وسينوغرافيا فيصل العبيد، وذلك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي في دورته التاسعة عشرة التي تتواصل في الفترة من 19 إلى 29 ديسمبر الجاري، وينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

 

نص ثري
نص ثري وعميق مشبع بالسردية والحوارات الذهنية والعبث الموشى بالهم الإنساني، والبحث عن الخلاص في عوالم شخصية ظلت حبيسة أمسها وظروفها وهروبها من أحداث راحت تحاصرها سنوات طويلة، أوصلتها إلى الاغتيال وتلقي الحكم بالإعدام الذي لم يعد يشكل بالنسبة لها خلاصا، بقدر ما هو إعادة اكتشاف للذات وتجاوز ذلك المأزق الذي ذهبت إليه أو صلبت نفسها عنده.
يظل غريب ينتظر لحظات الخلاص عبر انتظار قدري طال أمده، انتظار وألم سنوات آخرها تلك التحقيقات ومن قبلها معاناته منذ لحظة ميلاده وطفولته ورحيل والده الذي نكتشف أنه كان وراء رحيله واختفائه، كما هي تلك الأيام الصعبة التي عاشها في مدرسته ومشوار حياته.

 

عقاب التسلط
وكلما حاول التجاوز وجد العقاب من كل مفردات التسلط التي تتمثل في الكرسي الذى راح يتشكل ويتنوع ويتعدد، فنحن في العرض أمام مستويين من الكراسي: الأول في الأعلى بالألوان، والثاني في الأسفل بالأسود والأبيض، وهو ما يأتي عبر تلك الأحلام التي تطل عليه بين الحين والآخر.
نص يتطلب كثيرا من القراءة والتحليل، وقبل كل هذا الحوار والتماس والمعايشة مع مفرداته ومضامينه التي تبدو منذ اللحظة الأولى للقراءة صعبة، وتدعونا إلى البحث والتحليل وتجاوز كل ما هو سائد وتقليدي ومستعاد.
إرث الماضي
يمتلك الكاتب محمد الرباح لغته وشخوصه وخياله وأيضا ألمه، الذي يفجر من خلاله مسيرة تلك الشخصية (غريب)، وأيضا بقية الشخصيات ومن بينها الأم والمحقق والمعلم والمعلمة وعامل القطار كل حسب مساحة ألمه ونوعية العلاقة التي تربطه مع الآخر، بالذات الشخصية المحورية المتمثلة بشخصية غريب، الذي ظل ينتظر في تلك المحطات ساعات وأياما لعدم قدرته على اتخاذ القرار بالتحرك من إرث ماضيه وأطنان الألم التي تزرعه في مكانه.
تجربة الكاتب محمد الرباح الذي لطالما عرفناه مبدعا متميزا في مجال حرفته كمهندس للديكور والسينوغرافيا، فإذ به هنا يفاجئنا بنص ذهني عبثي فلسفي به الكثير من عوالم كافكا والسريالية الذهنية، التي عمق مضامينها المخرج فيصل العميري وأيضا مهندس السينوغرافيا الفنان فيصل العبيد، في تعاون يرسخ النهج الذى لطالما اشتغلا علينا به منذ مرحلة مبكرة من تعاونهما الفني المشترك، والذى شاهدنا من خلاله نتاجات مثل «صدى الصمت» وكما آخر من الأعمال المسرحية البارزة، بالذات تلك التي قدمت تحت مظلة فرقة «المسرح الكويتي»، التي شكلت حاضنة لجيل من المبدعين الشباب شكلوا الرهان فكان ذلك الحصاد المسرحي العالي الجودة.
قراءة متجددة
وينتمي المخرج فيصل العميري إلى تلك النوعية من المخرجين، التي تشتغل مكثفا على النص وهو اشتغال يأخذ الكثير من الوقت للتعديل والحذف والإضافة والقراءة المتجددة للشخصيات، ولاحقا الدخول في عملية معقدة في اختيار فريق العمل على صعيد التمثيل، وهنا يدخل في حوار إضافي مقرون بالتحليل والتفسير لدخول الفريق الى دائرة الشخصيات والحدث والمضامين، في حالة تقترب من الهذيان والعصف الفكري الدائم، لتأتي لاحقا مرحلة الفريق الفني الذى يتحرك بخط متواز يقوده الفنان فيصل العبيد، الذى يشكل الجناح الثاني الذى تحلق به جملة تجارب الفنان فيصل العميري وأيضا المخرج علي الحسيني لاحقا.
وقد عودنا فيصل العبيد في جملة تجارب على اعتماد طريقة الرمز، وهنا نرى أنه يعتمد على الممثل كما هو في جملة تجارب فيصل العميري، حيث الممثل بإدراكه هو من يقود العرض وصانع الإشارات ومفجر الدلالات.

 

دلالات السينوغرافيا
وفي أعماله، يستحضر العبيد على صعيد السينوغرافيا كافة الدلالات السمعية والبصرية الثلاث عشرة، 9 بصرية و4 سمعية، وهذا ما نراه ونسمعه على الركح المسرحي خلال هذا العرض، الذي راح يتصاعد ويفجر احترافية عالية المستوى.
ونحن أمام نص وعرض يشير إلى هروب (غريب) من فضاء الكون المحيط به، إلى فضاء المسرح بكل زخمه وتفاعلاته لتصدح الشخوص بالألم والصراخ بحثا عن الخلاص.
وتؤكد مسرحية «ميلاد غريب» لنا ومن المشهد الأول أننا أمام عمل أنيق ورشيق ومحكوم بالاحترافية والدقة المتناهية، حيث لا شيء إضافيا ومستبعدا وهامشيا، وكل الهوامش هنا أساسات وضرورات، اعتبارا من معادلة الكرسي الذي راح يتشكل ويتعدد ويتنوع ويمر عبر الأزمنة والمراحل، اعتبارا من كرسي التحقيق في بداية العرض إلى كرسي المدرسة حتى الكرسي المتحرك.

 

قيمة عالية
كل شيء محكوم بزمن ومرحلة وأيضا بقراءة فنية عالية المستوى متجددة ومبتكرة وإضافية إلى رصيد العرض والتجربة لتشكل قيمة عالية، وحتى رأس الباندا الذي شاهدنا غريب في أحد المشاهد وهو يقطع رأسه لنراه يرتديه لاحقا حاملا مجموعة من التعابير من بينها غضبه على قتل دميته، والجرو الذي يمثله وأيضا العنصر البشري بشكل عام المهدد بالانقراض شأنه شأن الباندا.
وتمثل الإضاءة في هذا العمل إحدى مفردات التميز شأنها شأن النص والتمثيل والديكور والأزياء، وهي مفردات تظل تدعونا إلى الحوار العميق وأيضا العمل على تفكيك العرض وتشريحه، وقد رسمت الاضاءة بعناية فائقة ومنحت العرض حلولا جمالية وتعميق الدلالات في المسرح الأسود.
عرض يدعونا إلى المتعة والاستمتاع بالمفردة والنص والحوارات المتسارعة، حتى إن كان الجزء الأول منها عامرا بالسردية ولكنها سردية مقصودة لتبرير وتحليل ألم الحالة والاشكاليات التي تعصف بها وتدعوها إلى التفجر والاغتيال لاحقا.
التزام واتزان
كل شيء في هذا العرض حاضر وبالتزام واتزان وبحساب، ومنها الإضاءة والأزياء والمؤثرات الصوتية التي أعطت الكثير من المدلولات مثل الطفولة والتعذيب والقطار والانعتاق على صهوة الخيول والأنين الموجع.
وتقود حالة التفاهم بين الثنائي فيصل العميري وفيصل العبيد التجربة إلى بر الامان، ولكنهما لا يكتفيان بذلك بل يذهبان الى منطقة أبعد حينما يورطان جميع عناصر التجربة في معادلة التفاهم والتلاحم والذوبان في أتون التجربة وهى المعادلة الأهم، حيث يعزف الفريق بإيقاع متناغم معزوفة فنية تنفتح على مجموعة من الارتجالات الهارمونية النسق، والتي تنطلق من النص الى كافة المعطيات ومفردات العرض في حالة من التكامل الأخاذ.
فيصل العميري الممثل مدهش ويمتلك لغته وحرفته وهو يقود التجربة إلى آفاق بعيدة صعبة المنال عبر حفظ مقرون بالإدراك والاستيعاب، وهكذا الفنانة سماح التي تتشكل وتتنوع وتؤكد أننا أمام فنانة مبدعة تميل إلى الشخصيات الصعبة والمركبة التي تدعوها إلى تفجير وتحفيز قدراتها وهي لا ترضى بأنصاف الحلول، وهكذا هو الفنان الحقيقي والممثل المحترف الذى تشير بوصلته دائما إلى الاحتراف والالتزام.

 

المبدع المحاور
على النهج نفسه يطل علينا الفنان مهدي القصاب الذي أدهشنا في العام الماضي من خلال مسرحية «الرحمة»، وها هو يذهب في هذه التجربة إلى آفاق مرحلة أبعد لأنه بات جزءا من مكونات فريق يؤمن بقدرات المبدع المحاور. ومن اكتشافات هذا العرض الفنان الشاب عبدالله البلوشي بشخصية الضابط المحقق وغيرها، وهو هنا يتنوع ويتشكل بانسيابية ويمتلك أدواته في الأداء وفهم الدلالات والإشارات، وهو ما يمثل مكسبا حقيقيا للمسرح وأيضا لفرقة المسرح الكويتي.
مسرحية «ميلاد غريب» هي حصاد حفنة من المبدعين، اعتبارا من الكاتب محمد الرباح، مرورا بالمخرج فيصل العميري والسينوغراف فيصل العبيد الذي يمنح التجربة انضباطية ونسقا إبداعيا أعلى، ومعهم سماح ومهدي القصاب وعبدالله البلوشي وعبدالله النصار والفنان خميس الخميس كاتب الموسيقى والمؤثرات الصوتية.
ويبقى أن نقول إن مسرحية «ميلاد غريب» ليست مجرد عمل مسرحي، إنها نهج واحترافية.. وهنا بيت القصيد الصعب المنال.

 

 

 

فريق مسرحية «ميلاد غريب»

 

تقديم: فرقة المسرح الكويتي، - تأليف: محمد الرباح، - إخراج: فيصل العميري، - سينوغرافيا: فيصل العميري، - مدير الإنتاج: مهدي السلمان، - التأليف الموسيقي: خميس الخميس، - الفريق الفني والتقني: عبدالعزيز العبيد – حسين الحسن – عبدالله النصار، - تمثيل: فيصل العميري – سماح – عبدالله البلوشي – مهدي القصاب.

 

 

 

النقاد أشادوا بتكامل العرض وتكاتف عناصره لإمتاع الجمهور

 

المشاركون في ندوة مسرحية «ميلاد غريب»: الرسالة وصلت 

 

 

فيصل العميري:
عملنا سنوات طويلة لتحقيق الذات وبناء الثقة مع الجمهور
سعداء الدعاس:
العرض جاء متكاملا والسينوغرافيا كانت معبرة
محمد الرباح:
أشكر المسرح الكويتي على الثقة وأتمنى أن تكون رسالتي وصلت
أمل الدرباس:
كل فريق العمل كان مبدعا ومتألقا وساهم في نجاح العرض
محمد عبد الرسول:
نهنئ بميلاد مؤلف جديد ومسرح الفيصلين لا بد أن يدرس
يوسف الحمدان: شكرا للمبدعين العميري والرباح والعبيد... هكذا عوَّدونا
سعيد كريمي: المسرح الذي لا يحقق المتعة
لا خير فيه والعرض جاء متكاملا
علاء الجابر: أكره الشللية في العمل الفني
إلا في المسرح الكويتي

 

كتب: حمود العنزي
أعقبت العرض المسرحي «ميلاد غريب» ندوة تطبيقية في صالة الندوات في مسرح الدسمة، أدارها طالب البلوشي وشارك فيها بالتعقيب الناقدة سعداء الدعاس، بحضور المخرج فيصل العميري والمؤلف محمد الرباح.
استهلت الندوة الناقدة سعداء الدعاس مهنئة المخرج فيصل العميري على جائزة الدولة التشجيعية، ومتوجهة بالتحية إلى فريق عمل المسرحية، وقالت إن المجهود ظاهر في العمل الذي أبدعت كل عناصره واجتهدت وبذلت مجهودات كبيرة في التدريبات المكثفة تحت إدارة مخرج قاس.

 

سينوغرافيا معبرة
وأضافت الدعاس أن العرض جاء متكاملا، والسينوغرافيا كانت معبرة تماما منذ اللحظة الأولى، وساهم في نجاح السينوغرافيا الدوران في نصف المسرح، موضحة أن العرض اتسم بالانسيابية التامة، ولم تلاحظ أي إزعاج في دخول القطع من الديكور، وتم الاشتغال على الإضاءة بشكل جيد في مرحلة التدريبات واستطاع مصممها السيطرة، حيث جاءت حركتها مع الخطوات لافتة للنظر، كما استطاع الممثلون التلوين في الأداء.
وقالت الدعاس: أعتقد أن رسالة فيصل العميري وصلت تماما، وأشيد بالمؤثرات الصوتية كصوت الطفل الذي استحضر عمق الذكريات، كما واكبت الموسيقى الحوار بين مهدي القصاب وفيصل العميري، وإن كانت هناك بعض الهنات في الاداء والصوت.

 

مسرح يدرس
واستهل المداخلات محمد عبدالرسول مهنئا بولادة مؤلف جديد، مؤكدا أن «العمل ذهني بمعنى الكلمة، وشد انتباهي السينوغرافيا، والكراسي التي جاءت معبرة عن الحياة، وفكرة أن الحياة قطار أو سفينة»، مضيفا أننا اليوم رأينا مسرح الفيصلين وهم العميري والعبيد ومسارحهما لا بد أن تدرس.
وتوجهت أمل الدرباس بالشكر إلى نجوم المسرح الكويتي، معتبرة أن أجمل شيء أن يتعمق الفنان فيما يقدمه، ومؤكدة أن كل طاقم العمل جاء مبدعا وساهم في نجاح العمل.

 

هكذا عودونا
وقال الناقد يوسف الحمدان: شكرا فيصل العميري ومحمد الرباح وفيصل العبيد هكذا عودونا، واليوم معنا الرباح ومعه نص ثقيل وبه قضايا تغوي المخرج بالعمل وليس مجرد عرض مسرحي فقط، وهناك عنف داخلي في العمل والأداء، وهناك ارتجالات صعبة، واشتغال على العمل بشكل غير عادي، والكلمة تتحول الى فعل، والإضاءة جاءت سينمائية.
وأكد الدكتور سيد علي إسماعيل أن فيصل العميري يقدم عروضا يجب أن تدرس، مشيرا إلى أن العرض كان حافلا بالقمم في الأداء التمثيلي والسينوغرافيا وكل عناصر العمل.

 

متكامل وشامل
واعتبر الدكتور سعيد كريمي أن المسرح الذي لا يحقق متعه لا خير فيه، قائلا إن «عرض اليوم لم يخيب ظني، وفيصل العميري شكل حدثا جديدا، والعمل استفزني شخصيا وهو متكامل وشامل».
وقالت الدكتورة جميلة الزقاي: بالفعل لن أبدأ إلا بشكر فيصل العميري والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي لم يحرمني من هذا العرض، مؤكدة أن العميري الذي تابعت أعماله ومنها «صدى الصمت» و«القلعة» يواكب التقنيات في أعماله ومنها التقنيات السينمائية.
وقال الدكتور محمود سعيد إن العنوان يفضي إلى العرض، ورأيت اللعب في الثنائيات منها الموت والميلاد واللغة والصمت، والسينوغرافيا بين الثابت والمتحرك، والأهم ثنائية الحياة وسط الموت.

شللية محببة
وأكد علاء الجابر أنه يكره الشللية إلا في المسرح الكويتي الذي يحب شلليته، معتبرا أنه حين يكون هناك تفاهم بين المخرج وفريقه فإنهم يقدمون أعمالا تحمل الكثير من الانسجام، مشيرا إلى أن النص صعب جدا ويحتاج إلى مخرج متمكن.
واتفقت الناقدة ليلى أحمد مع أن النص ذهني ونفسي، واصفة إياه بأنه كئيب ورتيب وايقاعه ممل، مؤكدة أنه لولا شطارة العميري لما جاء متكاملا.
وقالت سارة الحلاوي: اليوم رجعت فيني الروح، وفرحت كثيرا بالعرض، والمخرج لم يكن انانيا عندما شارك كممثل كذلك، وأشكر جميع فريق العمل خاصة الممثلة سماح.
وأكد الدكتور عبدالعزيز الحداد أن المسرح ممثل بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن الممثلين كانوا رائعين والعرض مبهر وجميل.
وقال طالب الشحري: أرفع القبعة لهذا العمل، وعرفت فيصل العميري منذ نعومة أظافره في المسرح وتعلمت منه كذلك، وما أراه الآن العميري العملاق بمعنى الكلمة، وأصبح علامة في المسرح العربي وهذا الرجل لن يتكرر، وكذلك أحيي محمد الرباح ككاتب. وهنأ الدكتور مبارك بلال فريق العمل، فيما قال الفنان أحمد السلمان: عساكم على القوة ويعطيكم العافية.

 

شكرا للجمهور
وفي الختام، قال المؤلف محمد الرباح: أشكر كل من عقب وحضر، وشعرت بالحضور ورد فعل الجمهور، وأشكر المسرح الكويتي على الثقة ولولا أخي علي الحسيني ما كان هذا العمل، وكذلك فيصل العميري وسماح ومهدي القصاب وعبدالله البلوشي وأتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت.
من جانبه، عبر المخرج فيصل العميري عن مشاعر مختلطة بين الحب والعمل لسنوات طويلة على تحقيق الذات وتطوير الفن الكويتي، وخلق الثقة بيننا وبين الجمهور وإثارة المشاهد، مؤكدا أن فريق العمل حاول من خلال العرض اختصار الكثير من الأحداث والقضايا والمشاعر في لحظة.

 


مخرج «الجلادان» ثمّن دور مهرجان الكويت المسرحي

 

موسى آرتي: التنافس الشريف يصب في مصلحة الحركة المسرحية

 

 

كتب: عماد جمعة
أكد مخرج عرض «الجلادان» الذي قدمته فرقة «المسرح العربي» ضمن أنشطة مهرجان الكويت المسرحي المخرج د. موسى آرتي أن المهرجان والتنافس الشريف يصبان في مصلحة الحركة المسرحية.
وقال آرتي: «بعد فترة غياب عن أنشطة المهرجان، عدت من خلال فرقة المسرح العربي، لتقديم عرض «الجلادان» للكاتب العالمي فرناندو ارابال، وأتمنى التوفيق للجميع في هذه التظاهرة المسرحية».
وأضاف أن المنافسة الشريفة وتجمعنا هو المكسب الحقيقي الذي يصب في مصلحة الحركة الفنية والمسرحية بالكويت، والتي نأمل أن تزدهر يوما بعد يوم، مستطردا بالقول: وبهذه المناسبة أود أن أشيد بفريق مسرحية «الجلادان» على حسن تعاونهم منذ البداية، بالتزامهم المواعيد المحددة للاجتماعات والبروفات وبزمن قياسي، وخصوصا الفنان هاني عبدالصمد مصمم الموسيقى والمؤثرات الصوتية مع عبدالعزيز القعيد وباسم نبيل، وفريق المكياج المكون من روزان خليل وفجر الفضل ومنى الفضل، حيث إنهم انضموا إلى الفريق في وقت متأخر واستطاعوا الاندماج بأداء رائع مما ساهم في إنجاح العمل، فشكرا لهم جميعا.

 

 

 

هواة وفنانون وموظفون وقانونيون يعشقون «أبو الفنون»
منتسبو الورش التدريبية: المسرح أقوى سلاح ضد الخوف والرهبة

 

 

موضي أحمد: فوجئت بهذا النوع من الورش في الكويت وتحمست لها
سناء بحر: أنا مستشارة قانونية وهذه الورش وسّعت مداركي في الحياة

 

- ليون القحطاني: أنا فنانة تشكيلية ولا علاقة لي بالتمثيل وحضرت لأستفيد
- وليد الصقر: درست المحاسبة وأعمل في بلدية الكويت وهوايتي الفن

 

كتبت: هنادي البلوشي
تتوالى فعاليات الورش التدريبية تحت شعار «مهرجان صناعة المسرح» والتي تقام على هامش مهرجان الكويت للمسرح التاسع عشر مع ورشة مشتركة بين المدربين ايفيدوكيموس سولاكيدس ودانيال اربازيوسكي، حيث قدم الأخير الجزء الأول من الورشة فيما تلاه سولاكيدس لتقديم النصف الثاني منها.
وبدأ اربازيوسكي بتمارين التنفس والصوت ليعقبه سولاكيدس مع تمرين حفّز فيه المتدربين على قراءة مونولوج خاص بهم في حالات متعددة، فطلب منهم قراءة المونولوج ضاحكين تارة، ومنشغلين بحركة ما تارة أخرى، وباكين في أخرى، كما طلب منهم الغناء والرقص خلال وجودهم على المسرح مشجعا باقي المتدربين على تقليد حركاته ورقصاته.
وانتهت الورشة بتمرين لتقوية التواصل البصري بين المشتركين، حيث وقف كل متدرب قبالة زميل له ناظرا في عينيه بتركيز وإمعان وهدوء ليطلب المدرب بعدها من المتدربين التحرك على المسرح بحرية وسرعة من دون فقدان التواصل البصري مع شريكهم في تمرين كان أشبه بحالة من العناق غير المرئي.
نشرة (مهرجان الكويت للمسرح) التقت بعدد من المتدربين المنتسبين للورشة وحاورتهم عن الأسباب والدوافع التي دفعتهم للاشتراك فيها ومدى تطبيق ما تعلموه من مهارات فيها في حياتهم:
أبو الفنون
المتدربة ليون القحطاني قالت: أنا في الأصل فنانة تشكيلية ولا علاقة لي بالتمثيل، لكن أحببت أن أنتسب لهذه الورشة لأني أعلم أن المسرح هو أبو الفنون وأنه يصب في جميع روافد الفنون الأخرى الأمر الذي سيفيدني كفنانة تشكيلية بلا شك.
وبينت القحطاني أنها كثيرا ما كانت تشعر بالخجل والرهبة من مواجهة الجمهور ووسائل الإعلام خلال معارضها الفنية أو حفلات تكريمها أو اللقاءات الصحافية التي تجرى معها حول لوحاتها وفنها وأرادت أن تكسر هذا الخجل وتتدرب على المواجهة والحديث أمام الجماهير دون خوف، وهذا ما لمسته فعليا في أيام الورشة التي بدأت تدريجيا في إكسابها الثقة وإزالة رهبة المواجهة من داخلها، مضيفة أنها الآن تشعر بشعور جيد حيال وجودها فوق خشبة المسرح وليس فقط ضمن صفوف المتفرجين.
وحول استفادتها من ورشة اليوم أكدت ليون: المدرب ايفيدوكيموس سولاكيدس أظهر طاقات كامنة اكتشفناها في نفس اللحظة ولم نعرف عن وجودها سابقا فينا، أما المدرب دانيال اربازيوسكي فهو يعلمنا كمبتدئين خطوة بخطوة كيف نتنفس وكيف نظهر أصواتنا وكيف يتحرك جسدنا بوعي لكل حركة صغيرة.
تطوير الهواية
أما المتدرب وليد الصقر فهو هاوٍ للتمثيل درس المحاسبة ويعمل في بلدية الكويت انتسب إلى الورشة بغرض «زيادة معلومات» على حد قوله مضيفا أنها ليست أول ورشة مسرحية ينتسب إليها ولم يكن يتوقع أنه سيحصل على هذا الكم الهائل والرائع من المعلومات والتدريب المكثف القوي من كل المدربين الأفاضل الذين تقدموا بتدريبهم.
وقال الصقر: استفدت كثيرا من هذه الورشة على رغم أنها ليست الأولى فأنا أحاول الانتساب لكل ورشة مسرحية أصل إليها لتطوير هوايتي وممارستها بحرفية عالية ولكن ما قدمته لنا هذه الورشة كان مغايرا تماما لأي ورشة سابقا خصوصا أن الورش الحالية تعتمد على الجانب العملي وليس النظري، كما أن المدربين لا يبخلون بأي معلومة ولا أي جهد معنا كمنتسبين ويتعاملون معنا بجدية وتشجيع كبيرين مركزين على لغة الجسد والأداء الحركي والصوتي وهي من أهم أدوات الممثل المسرحي.
كما أكد أنه شعر بغزارة معلومات المدربين وخبرتهم وتجاربهم المتعددة حول العالم فكان لهم أسلوب مميز وبسيط وقادر على إيصال المعلومة واشعارنا فورا بالارتياح على الخشبة رغم اختلاف ثقافتهم ولغتهم ومجتمعاتهم عنا لكن في النهاية أعتقد أن المسرح وحب الفن يجمع البشرية تحت سقف واحد.
اكتشاف الخيال
ومن جانبها قالت المتدربة موضي أحمد وهي خريجة كلية القانون إنها فوجئت بوجود هذا النوع من الورش في الكويت وشعرت بالحماس ورغبت باكتشاف عالم التمثيل والمسرح، خصوصا أنها نشأت على متابعة المسرحيات وحضورها بشكل دائم خصوصا مسرحيات الفنانة هدى حسين والفنان الراحل العملاق عبد الحسين عبد الرضا، مضيفة أنها كانت دائما ما ترى الممثلين في منزلة اسطورية وأن المسرح عالم خيالي تحدث فيه المعجزات والعجائب والسعادة.
وقالت موضي إنها رغبت بشدة في خوض تجربة الوقوف على المسرح والإحساس بإحساس الممثل، لتكتشف لاحقا أن الورشة لا تكسبها فقط مهارات تمثيلية فحسب، بل تكسبها مهارات حياتية عديدة كالثقة في النفس، وترتيب الأفكار، والجرأة، وطرح وجهة النظر من دون الاكتراث بآراء الآخرين أو الخوف من سخريتهم.
المواجهة
أما سناء بحر فهي مستشارة قانونية سجلت في الورشة لحبها للمسرح والمجالات الفنية بشكل عام، حيث أوضحت أنها كثيرا ما تنتسب لورش مماثلة في مجال المسرح والإذاعة والتقديم لشعورها بميول فنية وإعلامية بداخلها.
وأضافت أنها كثيرا ما تضطر في إطار الوظيفة والعمل لتقديم محاضرات واجتماعات مهمة وعروض تقديمية ومؤتمرات أمام أعداد كبيرة من الجماهير، ولا يخلو الأمر دائما من بعض الرهبة والخوف، وأحبت بحر من خلال هذه الورشة أن تتعلم تقنيات أفضل تساعدها على تخفيف هذا الخوف والرهبة والتغلب عليهما واكتساب مهارات المواجهة والثقة واكتسبت فعلا معلومات جديدة حول علاقة الجسد بالصوت وكيفية إخراج صوتك بشكل جيد وتقنيات الاسترخاء والتركيز والعمل الجماعي والقيادة والانقياد ضمن مجموعة والصعود على المسرح بأريحية.
وأعربت سناء عن سعادتها الغامرة بما استفادته من هذه الورشة خصوصا أنها متنوعة ومتجددة في كل يوم مع موضوع جديد ومدرب جديد من بلد وثقافة مختلفين، فشعرت بأنها تأخذ خلاصة تجارب عالمية وسنوات خبرة طويلة ومختلفة من شتى الثقافات والبلدان وهذا أمر قلما نجده في ورش مماثلة حين يكون الموضوع واحدا والمحاضر واحدا.

 


رفاق دربه وتلاميذه استذكروا مناقبه واستحضروا دوره الرائد

 

صقر الرشود ...الغائب الحاضر في جلسة وفاء بمهرجان الكويت المسرحي الــ 19

 

 

عبدالعزيز السريع: الرشود كان ظاهرة فنية... محبا للمسرح وشكسبيري الهوى
محمد جابر: كان فنانا لا مثيل له ومخرجا صاحب رؤية وملاحظات دقيقة

 

- يوسف الحمدان: مدرسة فنية مستقلة وشكّل رؤية جديدة للمسرح الخليجي
- عبدالله العتيبي: كانت له هيبة كبيرة وكان يفرض شخصيته على أي عمل
- طالب البلوشي: تأثير صقر الرشود كان واضحا
على المسرح العماني

 

كتب: محمد جمعة
ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ19، نظم المركز الإعلامي جلسة وفاء للفنان الراحل صقر الرشود بعنوان «صقر الرشود الغائب الحاضر»، حضرها رفيق درب الرشود الكاتب والمخرج عبدالعزيز السريع، والفنان القدير محمد جابر، ولفيف من ضيوف المهرجان من المسرحيين الخليجيين والعرب، بينما أدار اللقاء رئيس المركز الإعلامي الزميل مفرح الشمري الذي استهله مستعرضا نبذة عن حياة الفنان الراحل.
ظاهرة مسرحية
وأكد الكاتب والمخرج عبدالعزيز السريع أن الرشود كان ظاهرة مسرحية، لافتا إلى ان حضور زكي طليمات الى الكويت ساهم كثيرا في بلورة الحالة المسرحية ودفعها للأمام، لاسيما أنه كان يحظى باحترام الجميع كونه صاحب خبرة كبيرة، واستطرد: «سمعت شخصيا طليمات يقول إنه تمنى لو كان الرشود ضمن مجموعته المسرحية لموهبته الكبيرة».
وأضاف السريع أن الرشود بدأ محاولاته قبل مجيء طليمات إلى الكويت، لأنه كان محبا للمسرح وشكسبيري الهوى، ومارس التأليف والإخراج والتمثيل وكان صانعا لعروض مسرحية متكاملة، وإلى جانب ذلك كانت لديه ثقافة وحس نقدي خاص، يراقب الظواهر ويتعلق بها ويتوقف عندها ويحللها، وربما تكون مسائل بسيطة ولكنه لا يتجاوزها وإنما يمعن النظر بها ويقيّم أبعادها، وكان يضع علامات استفهام ويسعى لإيجاد أجوبة لها، ودائما ما يفرغ غضبه في المجهود البدني، وكان يردد عليّ باستمرار أنه لن يكمل الـ40 من عمره، خصوصا أنني كنت ألومه على إرهاق نفسه في العمل.
تقاليد
وتوقف الكاتب المخضرم عند محطة مهمة من حياة صقر الرشود وهي أول نص كتبه الراحل، قائلا: «عندما كتب زكي طليمات تقريره في العام 58 عن تطوير المسرح الكويتي، كان من أهم ملاحظاته غياب النص المسرحي المؤلف مسبقا، خصوصا أن فرقة المسرح الشعبي حينها كانت تعتمد على الأعمال الارتجالية التي يضع الراحل محمد النشمي خطوطها العريضة، وفي ذلك الوقت بادر الرشود إلى كتابة أول نص مسرحي بعنوان «تقاليد»، وكلف من قبل النشمي بإخراج العمل ولكن بعد فترة من البروفات بدأ الممثلون في التذمر، وطالبوا بالعودة الى الأسلوب التقليدي الذي يعتمد إلى حد كبير على الارتجال، حينها طلب النشمي من الرشود أن يكتفي بتجسيد شخصية البطل على أن يتكفل هو بالإخراج، وبعد وقت قليل سحب من الرشود دور البطولة وأسند له شخصية فرعية، ورغم ذلك ارتضى في سبيل أن يرى العمل النور».
واستطرد السريع موضحا أنه بعد عرض «تقاليد» سعى الرشود إلى تأسيس المسرح الوطني، وقدم مسرحية «فتحنا» وكان يعتبرها تجربة فاشلة، من ثم شرعنا في تأسيس فرقة «مسرح الخليج» وشاهد حلمه وهو يتجسد على أرض الواقع، لاسيما أننا كنا مجموعة متجانسة، اشتغلنا على مجموعة من الأنشطة والندوات وحررنا مجلة «الكلمة»، وسلك صقر درباً آخر ورفع شعار التنويع وقدم عدة أعمال ناجحة، منها «حفلة على الخازوق» و«على جناح التبريزي»، ثم انتقل إلى الإمارات ليساعد في نهضة المسرح، وبالفعل بدأ تدريب مجموعة من الشباب الإماراتي وقدم أعمالاً خلدت في ذاكرة الفن الإماراتي ومازالت باقية إلى الآن، وخلال جولته تعرض إلى حادث مروري وكان رحيله فاجعة كبيرة للجميع، وأتذكر أنني كنت أسير إلى جانب الفنان عبدالعزيز المفرج في جنازة الرشود، حينها قال لي: «أتمنى لو عاد صقر للحياة لثوان ليشاهد حب الناس وتقديرهم له».
واختتم السريع مؤكدا أن الرشود «كان صاحب بصر وراءه بصيرة، وصنع فارقاً بما قدم من أعمال، وكان على أتم الاستعداد للتنازل عن أجره في سبيل تقديم عمل جاد يحترم عقلية الجمهور».
لا مثيل له
من جانبه، قال الفنان القدير محمد جابر: «تعاونت مع الراحل صقر الرشود في عدة مسلسلات بالإمارات، وكان رحمة الله عليه فنان لا مثيل له ومخرج صاحب رؤية وملاحظات دقيقة»، مستذكرا أنه كان يتولى مهمة تسجيل المسرحيات عندما كان في الـ16 من عمره، ليستمع اليها الفنانون بعد ذلك ويطوروا النص، لافتا إلى أن الأجواء في الساحة المسرحية في ذلك الوقت كان يطغى عليها طابع الود والاخوة، وأضاف «كنا كفرق مسرحية نتبادل الزيارات ونشاهد بروفات بعضنا البعض، ونستمع إلى جميع الملاحظات ونقبلها برحابة صدر».
مدرسة الرشود
بدوره، قال الناقد المسرحي البحريني يوسف الحمدان: «درست في الكويت في العام 1976 وكان وهج صقر الرشود في كل الخليج، وصدى أعماله وتجربته وصلت إلى البحرين واحتفظ بصداقات كثيرة هناك لاسيما مع الدكتور إبراهيم غلوم، وعندما حضرت إلى الكويت للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، عرفت أن بالكويت مدرسة فنية اخرى لصقر الرشود الذي شكل رؤية جديدة للمسرح الخليجي، وكان الراحل صاحب فكر مسرحي مستقل واطلعت على تجربته وأعماله المهمة، وكانت أعماله لها تأثير كبير على مسرح (أوال) في البحرين».
وأكد الإعلامي ظافر جلود أنه عاصر الراحل من خلال ما كتبه عنه فقط، مستذكرا عندما عرض الرشود مسرحية «حفلة على الخازوق» في بغداد في العام 1976، والأثر الكبير الذي تركته في نفوس المسرحيين العراقيين حينها.
هيبة كبيرة
وعبر أمين سر فرقة مسرح «الخليج العربي» الفنان عبدالله العتيبي، عن الفخر بالانتماء إلى فرقة روادها الرشود والسريع والعديد من نجوم الساحة الفنية بالكويت والخليج، مؤكدا أن «الرشود كانت له هيبة كبيرة، وكان مخرجا يمتلك أدواته ويفرض شخصيته على أي عمل».
من جانبه، قال الفنان جمال اللهو إن فرقة «مسرح الخليج» كانت تملك توجها خاصا بإقامة الندوات واللقاءات وإصدار الدوريات المسرحية في تلك الحقبة، ما ساهم في تعزيز مكانتها تحت قيادة روادها الرشود والسريع.
وألقى الدكتور سيد علي اسماعيل الضوء على ما كتب عن الرشود في وقت لاحق لوفاته، مشيرا الى أن اغلب الكتابات كانت بدافع عاطفي ما تسبب في سوء فهم وإساءة إلى بعض مواقف الراحل، مسلطا الضوء على ما ذكره في مؤلفاته بهذا الشأن.
وقال الفنان العماني طالب البلوشي إن تأثير الراحل صقر الرشود كان واضحا على المسرح العماني، لافتا الى ان الفنان يوسف العلوي كان يقدم اسكتشات من أبرز اعمال الرشود ويدرب الفنانين عليها في ذلك الوقت.
وأكد المخرج سامي بلال أن علاقته بأعمال الراحل كانت من خلال ما شهده من مسرحيات عبر الشاشة الصغيرة، لافتا الى ان تلك الاعمال ساهمت في الارتقاء بذائقة الجمهور.

 


مدير مهرجان باكو الدولي للمسرح
عبر عن تطلعه لتوطيد العلاقات وتطوير التعاون
شايك سافروف: مهرجان الكويت المسرحي نافذة على الإبداع المتجدد

 

 

الكويت تمتلك رصيداً مسرحياً متميزاً وفنها في طريقه
إلى العالمية

 

الكويت وأذربيجان تمتلكان الكثير من المقومات المشتركة بين شعبيهما

 

كتب: عبدالستار ناجي
شدد مدير مهرجان باكو الدولي للمسرح شايك سافروف، على أهمية مهرجان الكويت المسرحي، ووصفه بأنه نافذة على الإبداع الفني في الكويت، التى يزورها للمرة الثانية، بعد مشاركته السابقة من خلال مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، والذي وصفه بأنه إحدى المنصات المسرحية المهمة.
كما وصف سافروف مهرجان الكويت المسرحي، بأنه واحد من المهرجانات المسرحية المهمة التي تمتاز بالتنظيم العالي المستوى والاختيارات الفنية المتميزة، من خلال مجموعة العروض التي شاهدها، والتي أكدت على اقتدار المبدع الكويتي في عالم المسرح.
وقال إن الكويت تمتلك رصيدا مسرحيا متميزا سينهض بفنونها إلى العالمية، حيث توجد تلك الأجيال الرائدة التي ساهمت في إثراء مسيرة أبو الفنون في الكويت ودول المنطقة، بالإضافة إلى مخرجات المعاهد الفنية المتخصصة، التي منحت المسرح في الكويت ألقه وتوهجه وصيرورته، فضلا عن مسيرته العامرة بالإنجازات.
وتابع سافروف أن الكويت وأذربيجان يمتلكان الكثير من المقومات المشتركة، قائلا: «نحن نتشابه في الكثير من المعطيات، أولها الدين الإسلامي الحنيف وذات الطباع على الصعيد الأسري والاجتماعي، وهكذا الأمر على مستوى القيم والتقاليد التي تحكمنا، مما يمنحنا فرصاً أكبر للتواصل، حيث يشكل التبادل الثقافي إحدى المفردات الأساسية للتعاون والتبادل المشترك.
وتوقع أن تشهد الدورة المقبلة لمهرجان «باكو» الدولي للمسرح، حضورا إيجابيا للمسرح الكويتي بعد مجموعة العروض المتميزة التي شاهدها خلال الايام الماضية في هذا العرس المسرحي، الذي يتميز بعروضه ونقاشاته الثرية وجلساته النقدية وندوته الفكرية، وعدد آخر من الانشطة التي تتواصل على مدار أيام المهرجان.
وفي ختام تصريحه، قال سافروف إنه سعيد بمجموعة الصداقات واللقاءات التي حصدها خلاله زيارته للكويت، ومشاركته في مهرجان الكويت المسرحي الذى فتح له باباً واسعاً على أهم التيارات والاتجاهات المسرحية في دول المنطقة، متطلعا إلى تطوير مفردات التعاون والتبادل الثقافي والفني والإعلامي، نظرا للمكانة الكبيرة التي تحتلها دولة الكويت في المحافل الدولية.

 


فطامي العطار
من كاتبات المسرح الكويتي


عبر عقدين من الزمان شهدت الساحة المسرحية الكويتية براءة اختراع مسرحي جديد متطور اسمه «فطامي العطار»، والتي بدأت في إنتاجها المسرحي المهم منذ العام 2000، حيث كتبت: طار برزقه، في قلب القنديل، إعدام أحلام عبدالسلام، تميمة وحمدان وكتاب الزمان، يا دانة دانة الليل، ليلة ربيع عين وقمره، حفرة انبيش. لذلك حفرت فطامي لنفسها اسما مسرحيا شديد الأهمية على المستويين المحلي والعربي، وقد اخترت مسرحية «صندوق أمينة» لتقديم قراءة نقدية له كإحدى أهم مميزات الكتابة المسرحية لدى فطامي العطار.
كعادتها، تمزج فطامي العطار الواقعي بالفانتازي، من خلال عرض قضية المرأة، وهي قضية أمينة تحمل استمرارية بشتى مفرداتها من خلال «صندوق أمينة» أو صندوق من حكايات أمينة، تخرج منه الفتاة المقتولة (أمينة) لتحكي بكل أمانة وصدق ما حدث لها من العم بوسعود، فهي تخرج على هيئة طيف لتتحاور وتتجادل مع العم/ القاتل في شكل درامي عميق، إلا أن طرح القضية جاء ساخراً بمعنى أن ما آلم الفتاة (أمينة) هو حديث العم عن المرأة وحقوقها المهدرة، والتي لا بد من السعي لتحقيقها، فهو ينصر ويناصر المرأة أمام الناس، بيد أنه من أشد أعداء المرأة/ أمينة، تلك هي الازدواجية الأهم في المسرحية.
خالهم هو من سلب أموال أبيها بعد موتها، وهو أيضاً من فرق بين أمينة والحبيب «سعود»، وسعى في تزويج أمينة من رجل عجوز كهل طمعاً في الأموال التي أخذها بالفعل، فهو باع ابنة أخيه أمينة في صفقة تجارية تحت مسمى الزواج، حتى الزواج لم يتحقق، فالرجل في إحدى نوبات انفعالاته يضرب أمينة بقسوة لدرجة أنها ماتت من قوة الضربة، وعاد الرجل ليلصق سبب الموت بمرض السل، ليمارس كذبه وخداعه، أما أمينة فهي تحاول أن تخاطب البقية الباقية من ضمير الرجل العم بوسعود، لكنها تتأكد أن العم قد مات ضميره، بعدما تحجر قلبه، لكن كل ظهورها كان لمجرد الاعتراض الساخر على دعوات بوسعود وللدفاع من خصومة المرأة، حيث استندت فطامي العطار على هذا المدخل كتكأة ترسم عليها الخيوط الدرامية لقضيتها المسرحية. خاصة عندما تتحول المرأة إلى ملكية فردية وأداة إنتاج، حيث تعرض فطامي العطار لماهية المرأة في «صندوق أمينة» عبر المفهوم السائد عنها في المجتمع، وهو مفهوم أزلي، فالمرأة تعد ملكية خاصة للرجل، فهي أداة إنتاج لا أكثر، أما في هذه المسرحية، فهي تعد أداة إنتاج – نوع آخر – فهي تمثل أحد أطراف القضية. فزواجها من رجل ثري عجوز، هو الثمن لزواج «سعود» من ابنة الرجل الثري العجوز، أي أن العم «بوسعود» له هدف مزدوج يسعى لتحقيقه من هذه الزيجة غير المتكافئة. لكن قد فات الأوان، فقد اتفق العم مع بوعبدالله الزوج العجوز، وقبض الثمن، على حد قول الأم، لتبدو القضية الأهم هي أن المرأة أمينة تحولت إلى ملكية فردية وسلعة تباع وتشترى، وكأن دفع المهر هو بمثابة عقد الزواج النهائي، فالمال هو الأصل في الصفقة المشبوهة.
فالمرأة هنا مسلوبة الإرادة، ولا قدرة لها على الفعل، ومن ثم يقع عبء توجيهها وحمايتها الوهمية على الرجل، إلا أن البناء الدرامي للمسرحية ينفي هذه المقولة، فالكاتبة تنتصر للمرأة، حتى لو استخدمت حيلة خروج أمينة بعد وفاتها لسرد حكايتها عبر الفلاش باك على هيئة طيف يأتي في أحلام بوسعود.
ويستمر نهر العطاء لكتابات المرأة الكويتية المسرحية، فلدينا على سبيل المثال أيضاً الكاتبة المهمة أنعام سعود، والكاتبة الشابة تغريد الداوود صائدة الجوائز وسوف أتحدث عنهن في مقال آخر.
د. محمود سعيد
ناقد مسرحي - عضو اتحاد كتاب مصر
رئيس تحرير مجلة «ينابيع ثقافية» المصرية

 

 

 

مركز البحوث والدراسات الكويتية

 

تاريخ المسرح الكويتي من خلال الوثائق
إنجاز متميز لجبرتي المسرح العربي

 

 

د. عبدالله الغنيم: المؤلف يؤرخ لبدايات النهضة المسرحية في الكويت بموضوعية وتجرد

 

د. سيد إسماعيل: قراءة
وثائق الرواد ستنير لنا الطريق

 

كتب: محمود حربي
في المقدمة يقول أ. د. يوسف الغنيم رئيس مركز الدراسات والبحوث الكويتية إن التأريخ الموثق لكافة الأنشطة المجتمعية في الكويت منذ نشأتها مما يقع في دائرة اهتمامات مركز البحوث والدراسات الكويتية ومن بين أهدافه، وخاصة إذا كانت مثل هذه الدراسات التأريخية من ذلك النوع الرصين الذي يعتمد التوثيق منهجا ويتوخى الموضوعية وسيلة للوصول إلى الحقائق ورصد تطورات الأحداث في مجالاتها وغاياتها.
وهذا الكتاب الذي يؤرخ فيه مؤلفه – وهو أستاذ أكاديمي مختص – لبدايات النهضة المسرحية في الكويت (1961م – 1971م) بموضوعية وتجرد وسعي مشكور إلى استنطاق الوثائق في هذه الفترة الزمنية المهمة، جدير بأن يكون بين أيدي القراء والمهتمين والمختصين بالثقافة عامة وبالمسرح في الكويت خاصة.
ومركز البحوث والدراسات الكويتية إذ يشكر للمؤلف الأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل حرصه واهتمامه بتجلية حقائق هذه الفترة الزمنية المهمة الخاصة بالنهضة المسرحية، وإذ يقدر المركز له ما بذله من جهود في تجميع الوثائق المتصلة بها؛ مخطوطة ومطبوعة، ليأمل أن يكون هذا العمل حافزا للمهتمين بالأنشطة الثقافية وبدايات نشأتها وتطورها في الكويت من الباحثين والدارسين والأكاديميين لتقديم المزيد في هذا المجال.
ويقول الباحث أ. د. سيد علي إسماعيل من خلال حديثي عن هذا المشروع؛ لن أكتفي بذكر نصوص الوثائق – أو نشر الوثائق نفسها – بل سأقوم بتفسير ما بين سطورها من حقائق منسية، وأمور فنية بصورة تحليلية، تجعل القارئ يُعيد التفكير في قيمة هذه الوثائق مرة أخرى، ويضعها في مكانها الصحيح من تاريخ الحركة المسرحية في الكويت.
من أجل تحقيق هذا؛ قمت بالاطلاع على كم كبير من الدوريات الكويتية – لاسيما– التي نُشرت في فترة الوثائق، ومن ثم قُمت بالربط بين بنود الوثيقة، وبين الأحداث الجارية – كما جاء في الدوريات – بُغية تحقيق أهداف هذ الكتاب، ناهيك عن التفسير والتحليل والنقد لكثير من الأمور، التي نتجت عنها مفاهيم جديرة بأن يُعيد ترتيب النشاط المسرحي والثقافي في الكويت بصورة تاريخية صحيحة.
وربما يسأل القارئ: ما قيمة هذه الوثائق الآن، وقد مرّ على كتابتها أكثر من نصف قرن؟، سأجيب عن ذلك، وأقول: إن قيمة هذه الوثائق في معلوماتها المجهولة لشباب الجيل الحالي، ولشباب المستقبل أيضا؛ وقيمة المعرفة لا تُقدر بثمن، إذن الهدف الأول من نشر هذه الوثائق، هو هدف معرفي مطلوب للأجيال، خصوصا إذا كانت المعلومات في هذه الوثائق سيستثمرها الباحثون والدارسون في بحوثهم وكتاباتهم.
أما القيمة الثانية لهذه الوثائق فتتمثل في أنها تخص أعلام الفنانين والمثقفين والمفكرين والمؤسسين للحركة المسرحية في الكويت، مما يعني أننا سنتابع تحركاتهم، وسنقرأ أفكارهم في سبيل تكوين حركة مسرحية كويتية، وربما إعادة قراءة وثائقهم، تُنير لنا الطريق الآن، وربما يُستفاد مما فيها من أمور كُنّا نجهلها. ناهيك عما بها من أفكار ومشاريع وخُطط لم تتم في حينها، وحان الوقت لإحيائها، أو التفكير في تنفيذها بعد تطويرها، وبذلك يتضح الهدف الثاني لنشر هذه الوثائق؛ بأنه هدف مهاري، يتمثل في الاستفادة من فكر السابقين، ومن ثم تطويعه لنستخلص منه فكرا جديدا.
أما الهدف الثالث والأخير، فيتمثل في الهدف الوجداني، وهو معايشة تفاصيل حياة الأوائل من الرواد والعاملين في الحركة المسرحية الكويتية، وتعرف إسهاماتهم الفنية، والإشادة بدورهم المسرحي الريادي. وهذا أقل شيء يُقدم إليهم، لتظل أسماؤهم مضاءة في سماء تاريخ المسرح الكويتي والخليجي والعربي.

 

Happy Wheels