النشرة الثالثة


إضغظ هنا لتحميل النشرة الثالثة

 

من خلال مسرحية «العرس» للمعهد العالي للفنون المسرحية
هاني النصار يحول صالة مسرح الدسمة
إلى ليلة عرس دموي!
«العرس» .. استدعاء ذكي
لأغاني الموروث الشعبي


كتب: عبدالستار ناجي
الاحترافية العالية التي يشتغل بها المخرج هاني النصار تجعله مسيطرا على أدواته ومفرداته ويعي اهدافه، لذا تأتي تجاربه موشاة بمساحات من مفردات التميز والاحترافية حتى وهو يتعاون مع كوادر شابة من المعهد العالي للفنون المسرحية الذين لايزالون في طور التبلور والتشكيل. بيد أنه يقرن هذا التعاون بكم عال من التدريب والبروفات التي ترتقي بالتجربة ومن قبلها الكادر بكامله حيث التحليل للنص ومضامينه، حتى ان المشاهد المتابع والمحلل يظل من الاعتقاد الراسخ بأن جملة النصوص التي اشتغل عليها النصار ومن بينها «العرس» ما هي الا ذريعة لتمرير المضامين الخاصة بالحلول الاخراجية والتدريب الرفيع المستوى والاشتغال على الممثل. وهذه ابرز ملامح التجربة التي على رغم ذهابها الى موضوع الصراع الطبقي والعلاقة بين الاثرياء من جهة والفقراء من جهة اخرى الا ان الاساس كان عبر ذلك الاداء المنضبط والاحترافية في جميع مفردات الفعل المسرحي لولا بعض الملاحظات على التكرار في احداثيات النص.                                   

كما في جملة تجاربه يذهب النصار للتعاون مع جيل الشباب سواء من خلال فرقة «تياترو» او في هذه التجربة مع فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية التي تبدو ضمن ذات النسق والنهج الذى يظل يشتغل عليه مرسخا النهج والبصمة.
في «العرس» للمرة الأولى يذهب النصار الى نص تراثي اجتماعي يتناول البيئة المحيطة عبر مجموعة من الشخصيات والاحداث التي تتناول موضوع الصراع الطبقي والعلاقات العاطفية التي يتم تدميرها كما تم من قبل تهميش اصحابها وتحويلهم الى مجرد تابعين وعاملين وأُجراء سحقتهم الأيام والحاجة فكان التنازل عن كل شيء حتى عن عواطفهم واحاسيسهم ورغباتهم.
اربع حكايات تتداخل وتتشابه كان من المفترض ان تذوب في بعضها. بيد ان اساسات النص جعلتها متباعدة. وعلى رغم اشتغال النصار على تصعيد الايقاع الا ان تتالي الحكايات وتشابهها يجعلان المشاهد امام متتالية متكررة ومتشابهة كان بالامكان اختصارها وتعميق مضامينها عبر حكاية واحدة او حكايتين.

فحكاية ليلى العمياء مع حمد لا تبدو بعيدة عن بقية الحكايات مثل سارة وسليمان وغيرها، فالرابط حب بين شاب وفتاة كل منهما ينتمي الى طبقة مختلفة. حتى الحكاية الاولى التي كان قطباها ينتميان الى ذات الطبقة تأتي اوامر التجار لتعصف بأحلامهم.
حلول إخراجية
كل تلك الحكايات وكل ذلك النص الذى كتبته فلول الكندري اراده المخرج هاني النصار ليكون ذريعة لتمرير المعطيات التي يريدها حيث الحلول الاخراجية. وايضا الارتقاء بقدرات فريق العمل وخاصة الممثل. وعلى رغم الحرفية العالية والاستثمار الاكيد لقدرات فريق التمثيل من الجنسين بيد ان العرض ليس مجرد ممثل بل هو حالة من التكامل الفني. نقطة ارتكازها النص وقيمه وطروحاته بالاضافة الى بقية المفردات. ويبدو ان النصار كان هاجسه التجربة والتأكيد على مقدرته في تفجير قدرات عناصره من الممثلين الشباب.
وحتى في هذا الجانب فإن التشابه في الحكايات التي تبدو مستعادة من زوايا مختلفة تغلب عليها الهيمنة الطبقية. مما جعل النسبة الاكبر من عناصر التجربة الذين قدموا الحكايات المحورية يذهبون الى شيء من البكائية في الاداء. وهو امر تكاد جميع الشخصيات المحورية تشترك فيه. وكان بالإمكان في ظل الفترة الطويلة للتحضير التي اقتربت من الثلاثة اشهر تقديم حلول متجددة في الاداء. والاستثناء هنا يأتي مع الشخصيات الموازية مثل ابنة التاجر «إيمان فيصل» وايضا حسن مرافق التجار.
الفكرة المحورية للعرض تتناول الصراع الطبقي بين التجار واهل الفريج الذين يعصف بهم الفقر بالاضافة الى التقاليد التي تمنع تزويج بنات التجار من شباب الفريج من الفقراء. وبخط متواز نتابع اطماع الطواش بالزواج من بنت النوخذة متجاوزا العلاقة التي تربطها بأحد الشباب الذي يذهب ضحية تلك السطوة والسيطرة التي تسقط ضحيتها الكثيرات.
أغاني الموروث
في العرض استدعاء ذكي لاغاني الموروث الشعبي وهى تأتي في مكانها وهذا ما يؤكد الاشتغال العالي المستوى على تفكيك النص وتحويله الى عرض تراثي ثري بالأغاني والموسيقات التي تطل علينا مع استهلاله العرض بأغنية «هب السعد» بالإضافة الى كم من الاغاني المزروعة بذكاء واحتراف وعمق مما جعلها تحقق الاضافة للعرض والقيمة للمشهد. الا هناك بعض المشاهد التي تمتاز بالبكائية وتأتى عبر سياق الحوار وأيضا الناي المشبع بالحزن وهو تفسير التفسير مما اغرق العرض بمساحة من السوداوية.                                       
سينوغرافيا ذكية
حتى مفردات المواجهة والتغيير التي راحت تتحرك عليها بعض الكوادر بقيادة «مريان» ظلت غير ناضجة وغير متفاعلة ومتحركة لتشكل حالة من الاجتياح لتلك السطوة وايقاع الظلم.
في العرض سينوغرافيا ذكية منحت العرض عمقا وبعدا خاصة ذلك الركح المتصاعد الذى يفسر العلاقة الطبقية وايضا استثمار هذا الشكل في عدد من الحلول خصوصا مشهد التعذيب وايضا خروج الابنة من المخبأ الى الدكان حيث كان يسجن حبيبها. وان ظلت علامات الاستفهام على تلك الحبال التي ارتفعت لتشكل سدا يخنق الاخرين ولم يتم استثمار تلك الحبال. بينما يأتى مشهد البحر مرسوما بذكاء حقق النقلة من الرحلة بين الحياة والموت. وهو امر يحسب للفنان فهد المذن.
الصراع بين الشخصيات الثرية من جهة والفقراء من جهة أخرى كان في أمس الحاجة الى كثير من الاشتغال على النص من اجل تكثيف المضامين وتنويع مفردات الصراع وأهدافه. بينما ظل الصراع كأنه احادي الجانب. يذهب في كثير من فترات العرض الى صيغة الخطابة والمباشرة. بينما يذهب الشكل والحلول التي قدمها النصار الى الرمزية بدلالاتها البعيدة والثرية.
على صعيد التمثيل كانت هنالك هارمونية عالية في الاداء خصوصا في مشهديات المجاميع. او في مشاهد الحوارات المطولة فانها تذهب مباشرة الى البكائية وهي تتكرر في عدة مشاهد سواء تلك التي قدمتها سالي فراج او نور الغندور او حتى روان مهدي، وفي المقابل هناك يوسف الحربي.. وهذا لا يعني التقليل من قيمة الاداء والحضور العالي الا ان الملاحظة المحورية تنصب في البكائية المتشابهة والمستعادة والمكررة.
اربع زيجات واربعة اعراس في يوم واحد هو يوم الظلم والفاجعة والكارثة وايضا يوم الدم حيث يغتصب من يغتصب وتنتحر من تنتحر ويموت من يموت وايضا نظل بانتظار ثورة الضعفاء التي مهد لها «مريان» مع عدد من ابناء الفريج المضطهدين الذين كانوا ينتظرون اللحظة.. حيث عرس الدم.

حضور النجم عبد الحسين عبد الرضا                                                                                             

فاجأ الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا جمهور عرض المعهد العالي للفنون المسرحية بحضوره، وقد استقبله الجمهور بحفاوة بالغة، ووقفوا يصفقون لهذا الهرم الفني الكبير الذي حضر لدعم العناصر الشابة والواعدة.
حضور هذا النجم الكبير وسام حب وفخر على جبين مهرجان الكويت المسرحي في دورته السادسة عشرة، وكم نفخر جميعا بحضور أبو عدنان. كما نفخر بحضور نجوم كبار، سواء في متابعة العروض المسرحية أو المناقشات ضمن الندوة التطبيقية، مثل محمد المنصور وجاسم النبهان وطارق العلي وأمل عبدالله، وهذا خير داعم للشباب في مشوارهم الفني، ويدعوهم إلى مزيد من العمل الجاد، كما أن حضور أبو عدنان والنجوم الكبار يؤكد التواصل بين الأجيال، وهذا الأمر من مكتسبات المهرجانات بشكل عام ومهرجان الكويت المسرحي على مر دوراته.

فريق عمل مسرحية العرس
تأليف: فلول الفيلكاوي
إخراج: هاني النصار
دراماتورجيا: مالك القلاف
سينوغرافيا: فهد المذن
تنفيذ موسيقي: عبدالعزيز القديري
موسيقى ومؤثرات: علي البشر
مساعد سينوغرافيا: حسين الحداد
مساعد مخرج: هبة الهدلق
مساعد مخرج: رنا الوارث
إدارة مسرحية: مريم نصير
منفذ ديكور: حسين عبدالغني
مكياج: استقلال مال الله
المشرف الفني: د. راجح المطيري
الاشراف العام: د. فهد الهاجري
تمثيل:
يوسف الحربي – هاني الهزاع – ابراهيم نيروز – ابراهيم الببراوي – محمد عاشور – مشعل العيدان – عبدالله الدرزي – عبدالعزيز التركي – جراح مال الله – سالي فراج – نور الغندور – روان الصايغ – الاء الهندي – ايمان فيصل – هبة الهدلق.

ندوة المسرحية قدمت رؤى نقدية لعرض المعهد العالي للفنون المسرحية

«العرس».. أحلام النساء المُجهضة على عتبات القهر والتسلُّط

فلول الفيلكاوي:
تعمدتُ أن أعبر عن قضيتي من خلال العودة إلى التراث

هاني النصار: العرس «أول» عمل لي باللهجة المحلية و«آخر» عرض أقدمه في المهرجانات

بدر الدلح: الفكرة الرئيسية التي تقود هذا العرض هي قصص الحب التي تتحطم كلها

شادية زيتون: النقد إما أن يكون عامل دفعٍ إلى الأمام أو جذبٍ إلى الوراء
أمل عبدالله: المؤلفة اختارت مجالا صعبا وكان هاجسها قضية المرأة ومقاومة التسلط ضدها

موسى زينل: المخرج والمؤلفة قدَّما حالات
من الإحباطات التي لاتزال المرأة تتعرض لها
صوفيا عباس: الممثلون وقعوا في غواية التراجيديا المبالغ فيها فتحولت إلى كوميديا
يوسف الحمدان: العرض أقرب إلى مسرحية لوركا «عرس الدم» ولكن بصورة خليجية

ليلى أحمد: هل الاستناد إلى التراث في العرض يعني هروبا من مواجهة الواقع؟

كتب: الحسيني البجلاتي
وسط احتفاء طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية بعرضهم «العرس»، تأليف فلول الفيلكاوي وإخراج د. هاني النصار، والذي كان أول عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي، وبحضور كثيف ملأ قاعة الندوات، بدأت وقائع الندوة التطبيقية بتوضيح من مديرتها شادية زيتون لطبيعة تلك الندوات، مؤكدة أن النقد شريك ومحور أساسي في الحركة المسرحية، قالت: «النقد إما أن يكون عامل دفع إلى الأمام، وإما أن يكون عامل جذب إلى الوراء»، مبينة أن «مسرحنا العربي في معظمه يعاني من عدم وجود بنية ثابتة لنقد علمي وموضوعي غير خاضع للمزاجية، فقد نستمتع بعرض ونصفق له، وقد يكون العكس»، مشددة على ان الناقد يبقى هو الوحيد القادر على الشرح والتفسير.

في بداية الندوة تحدث المعقب الرئيسي على العرض د. بدر الدلح، موضحا ان العرض قدم من خلال إطار تراثي، فنحن أمام نص رومانسي به ثلاث قصص حب مجهضة، تتضمن تكرارا للمشهديات، وقال: «لولوة وسارة ونوال ثلاث نساء لكل منهن حكاية أو جزء من المأساة، فقصة لولوة وحمد نجد بها كيف تدخلت سلطة المال لإنهاء قصة حبهما، لولوة فاقدة البصر نراها وهي تجتر الآمال على نغمات «هب السعد» وهي أغنيه فولكلورية من التراث، ونجد أن هناك لمسة حزن منذ بداية هذا المشهد، كأنه عرس أسود أو عرس الدم، وقد وصلتنا نهاية العرض مبكرا من تلك الأغنية. أما سارة وسلمان فقد وجدنا معهما المعاناة نفسها، لكنها من نوع آخر حيث تحكمت الطبقية والفروق الاجتماعية في إنهاء قصة حبهما، وفي حكاية نوال وعلي تتكرر المعاناة نفسها.
وأوضح الدلح أن الفكرة الرئيسية التي تقود هذا العرض هي قصص الحب التي تتحطم كلها، وجاء التكرار في بعض المشاهد لتأكيد الصورة التي نراها، مبينا ان هناك بعص الهنات وأهمها ابتعاد النص عن التراث المحلي، وتساءل: هل المرأة بهذه القوة والعنفوان لتقول لا، لترفض وتجادل وتناقش، مجيبا: أبدا لم تكن كذلك في التراث، ثم تساءل: هل المرأة في وقتنا الحاضر مغلوبة على أمرها؟ لذلك يبقى السؤال للكاتبة: عن أي امرأة يتحدث النص؟
وتطرق الدلح إلى الاخراج مؤكدا ان المخرج هاني النصار سحب العرض إلى منطقة التجريد، ووضعنا أمام ديكور وسينوغرافيا ليس لها مكان ولا زمان، ليقدم فكرة تسيطر عليه، وهي كيف تتحطم أحلام الشباب أمام كل السلطات، وفي مشهد النهاية نجد ثورة الشباب والشابات ضد هذا الظلم ووضعهم المخرج في مقدمة المسرح كي يؤكد أن الشباب سوف ينتصرون، مشيدا باستخدام المخرج لبقع الضوء لتأكيد مقولات النص، واستفادته من الغناء التراثي جيدا، ونقل النص من مستوى إلى آخر بحرفية عالية، وتحريكه جموع الممثلين بخبرة واقتدار.

مداخلات
بعد ذلك فتحت مديرة الندوة باب المداخلات، وكان أولها مع الفنان الكبير موسى زينل الذي أكد على جمالية العرض واستمتاعه به وقال: «المسرح ليس مرآة للحياة كما يظن البعض، لكنه شيء قائم بذاته مثله مثل النحلة التي تجمع الرحيق من مختلف الزهور لتنتج العسل، لذلك ليس بالضرورة أن ينقل العرض التراث المحلي كما هو تماما، ولا نستطيع ان نحاكم عرضا مسرحيا بأحكام الواقع المعيش»، موضحا ان المخرج والمؤلفة قدما حالات من الإحباطات التي لاتزال المرأة تتعرض لها، ففي كل بيوتنا عوانس بسبب مشاكل اجتماعية قدم العرض بعضها، مبينا ان المخرج استخدم بعض «الموتيفات» التراثية، لكن ذلك لا يعني أن نحاكمه من منظور التراث.
بدوره ذهب الفنان الكبير عبدالله غلوم إلى «أن العمل تراثي»، شاكرا المؤلفة والمخرج على تقديمه، ومردفاً: لكنني تمنيت أن أرى عملا أكاديميا يقدم باللغة العربية الفصحى وليس باللهجة المحلية.

المسرح هو الحياة
من ناحيتها قالت الإعلامية الكبيرة أمل عبد الله: إن المسرح هو الحياة بدليل وجود هذا الصراع الدائم بين الجمال والقبح والخير والشر، وتابعت: «نحن الآن أمام عرض بمجمله جيد، وإذا أردنا ان نفكك النص نجد استخداما لكل الفنون ومنه تراثنا الشعبي الذي نتداوله منذ ان فتحنا عيوننا على الحياة»، وطالبت المخرج بتدريب الممثلين على طريقة الانفعال ومستوى الصوت والأداء. وحيت عبدالله المؤلفة لأنها اختارت مجالا صعبا وكان هاجسها قضية المرأة ومقاومة التسلط ضدها، مؤكدة أنها تجربة جيدة، واستطاع هاني النصار أن يستفيد من هذه التوليفة الجميلة، وأن يقدم شيئا مبهجا للجمهور.
من جانبه قال الناقد حسام عبد الهادي: «كنا أمام ملحمة شعبية جميلة جدا، هذه الملحمة الإنسانية مستقاة من قصص الحب العذرية لأنها لم تكتمل، مثلها مثل قصص عنتر وعبلة وقيس وليلى وشمشون ودليلة»، موضحا ان العرض كان أشبه بقطعة قماش «دانتيلا» تخرج من حالة مسرحية إلى حالة أخرى بإيقاع سريع، مبينا ان المؤلفة كتبت نصها بحس أنثوي، وأن فريق العمل حاول الوصول إلى أعلى مستوى للأداء، وأدى الممثلون أدوارهم بصدق، مشيدا باستخدام السينوغرافيا، وقال إنها كانت مواكبة لحالة الملحمة.

تنويعات بين المواقف
في هذا السياق قال د. محمود سعيد إن المؤلفة قدمت تنويعات بين المواقف وتنقلت بين الشخصيات بشكل مرن، واستطاع المخرج ان يمزج بين الدلالة السمعية عن طريق الأغاني المقدمة حتى قبل ان يفتح الستار، والدلالة البصرية التي تجسدت في العرض المسرحي، وتابع: أعيب على المؤلفة أنها لم تُنضج فكرتها في بعض الحالات وكان هناك تكرار في بعض المشاهد.
ومن منظورها أكدت الفنانة أمل الدباس أن العرض كان مميزا، وكانت به طاقات جميلة وكان إحساس الممثلين والممثلات رائعا، مبينة ان المعاناة التي طرحت في العرض كانت متنوعة منها القهر وتسلط المال، وكان ذلك الأمر يتطلب التنويع في الأداء الذي غلب عليه البكائية.
أما الناقد محمد عبد الرسول فأوضح «أن المؤلفة كتبت نصا جميلا»، مشيدا بعودة المخرج هاني النصار في العرض إلى التراث للتأكيد على هويته المحلية والخليجية، ومنتقدا فكرة ارتباط رأس المال بالتسلط، وأكد ان هناك قهرا وتسلطا من فئات أخرى وليس الأثرياء فقط، مطالبا المخرج بالاشتغال على حركة الممثلين عند إعادة العرض مرة أخرى.

تيمة القهر
بدورها أشادت د. صوفيا عباس بتيمة العرض الذي جسد قهر ومعاناة المرأة، وقالت: «موضوع العرض هو القهر الذي يحدث للنساء نتيجة تسلط القوي على الضعيف، والثري على الفقير، لكن العرض يؤكد أيضا على قيمة الإرادة الإنسانية، حتى لو ماتت إحدى البطلات، وحتى لو أجهضت قصص الحب، تبقى الإرادة واعية بقيمة المقاومة وانتصار الشباب على كل القيود»، وتابعت: «من جهة تنفيذ العرض كان الممثلون لديهم طاقات عالية من التمثيل، لكنهم وقعوا في غواية التراجيديا المبالغ فيها فتحولت إلى كوميديا في أقصى درجات التراجيديا وهذا الامر يحتاج إلى اشتغال المخرج على الممثلين لضبط الأداء».
من جانبه قال الفنان البحريني الكبير يوسف الحمدان: إن المسرح أبو الحوار وأبو الأسئلة، محييا فريق العرض على جهودهم، موضحا أن العرض كان أقرب الى مسرحية لوركا «عرس الدم»، ولكن بصورة خليجية، حيث اتكأت المسرحية على مشهديات بحيث تعطي في نهاية العرض لعبة مسرحية متكاملة، مشيدا باشتغال المخرج على سينوغرافيا الجسد، مؤكدا أن المظلومية لم تقع على البنات فقط، بل وقعت أيضا على الرجال، فهم أيضا اجهضت أحلامهم، متطرقا إلى الحديث عن سينوغرافيا العرض مشبها أحبال السفينة بأنها مثل ضفائر النساء، مبينا ان استخدام الموروث المغنى لم يدخل إلى جسد الممثلين ولم يظهر في أدائهم.
ومن زاويتها حيت الناقدة الكبيرة ليلى أحمد وجود ممثلات كثر بالعرض، مشيدة بفكرته وطريقة تقديمه، وقالت: «أعتقد ان العمل يتحدث عن سلطة القهر، وسحق الأحلام والمشاعر، وهذا يمكن قراءته على اكثر من مستوى، المستوى الأول المباشر وهو القهر الواقع على النساء، المستوى الثاني القهر الواقع على المجتمع، المستوى الثالث قهر السلطة الحاكم للشباب، وأشادت بتركيز المخرج على أداء الممثلين، وقالت: «كل ممثل بالنسبة إلى المخرج أيقونة يشتغل عليه»، متسائلة: هل الاستناد إلى التراث في العرض يعني هروبا من مواجهة الواقع؟

نقلة نوعية
في الإطار ذاته اعتبر الفنان الإماراتي عمر غباش العرض المسرحي بمنزلة نقلة نوعية في عروض المعهد العالي للفنون المسرحية، مؤكدا ان المخرج استطاع أن يشحذ همم كل عناصر العرض ليقدمها في شكل مسرحي جميل، وتابع: «لا شك ان وجود مؤلفة مثل فلول الفيلكاوي هو إضافة إلى الحركة المسرحية الكويتية والخليجية، حيث نعاني ندرة في عدد المؤلفات خاصة اللواتي يكتبن باللهجة المحلية وموضوعات محلية»، وأشاد باستخدام الموسيقى الحية وبالأغاني الفولكلورية القديمة وتوظيفها داخل اطار العرض.
واختتم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. فهد الهاجري الآراء بإشادته بالعرض وبالجهد المتميز الذي قدمه المخرج مع طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، مؤكدا دعمه لهم لتقديم أفضل ما عندهم، وناقلا إليهم تحيات وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى الذي حالت ظروف سفره دون حضور العرض.

تعقيب
وفي نهاية الندوة عقبت المؤلفة فلول الفيلكاوي في كلمة مقتضبة جدا، موجهةً من خلالها تحية لكل من تحدث عن العرض وقدم إليها إضافات، وقالت: «اللي ما له أول ما له تالي.. لولا هذه الكلمة ما اخترت قضيتي في اطار تراثي».
واختتم المخرج هاني النصار الندوة موجها شكره إلى كل الآراء التي طُرحت، ومتعهدا بتنفيذ كل الملاحظات التي قيلت عند إعادة العرض مرة أخرى، ومعلنا اعتزاله الإخراج من أجل المهرجانات، وقال: «هذا آخر عمل لي أشارك به في مهرجان، وسأتفرغ لإخراج أعمال أخرى بعيدا عن المهرجانات»، مضيفا: «أعمل مع هؤلاء الطلبة منذ ثلاثة أشهر ونصف الشهر وبذلنا جهودا مضنية للوصول إلى تلك الحالة، وعليكم ان تقدروا أن 11 ممثلا من بين 14 ممثلا شاركوا في العرض يصعدون إلى خشبة المسرح لأول مرة في مهرجان وفي مواجهة الجمهور»، ولافتا إلى أن هذا أول عمل له باللهجة المحلية، وكان يخشى كثيرا من التجربة، لكنه أبدى سعادته بردود الأفعال الجماهيرية داخل صالة العرض والنقدية أثناء الندوة، موجها الشكر في النهاية إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وإلى إدارة المعهد العالي للفنون المسرحية.

زحام الفرح بـ «العرس»

مع إعلان انتهاء عرض مسرحية «العرس» للمخرج خالد النصار تحوّلت خشبة المسرح «المائلة» مع سبق التعمد، إلى حلبة من الزحام الشديد بين الجمهور وأبطال العرض وأصدقائهم من فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تبادلوا التهاني والتبريكات عقب انتهاء المسرحة، وسط حضور العديد من وسائل الإعلام وعدسات المصورين الذين التقطوا الصور وأجروا لقاءات صحافية مع أبطال العرض، وبدا المشهد لافتا على خشبة المسرح بالزحام الشديد، لكنه كان حافلا بالبهجة في الوقت نفسه، ويكشف عن حضور الشباب بقوة على خشبة المسرح أثناء العرض وبعده.
الزحام لم يقتصر فقط على صالة العرض وخشبة المسرح، ولكنه امتد أيضا إلى مدخل المسرح، حيث شكل العشرات من الجمهور لوحة جميلة أمام قاعة الندوات في مسرح الدسمة، استعدادا لبدء عقد الندوة التطبيقية، ومناقشة العرض، وكان لقاء الرواد بالشباب وضيوف المهرجان والإعلاميين أشبه بعرس مكتمل الأركان.


أكد أن هناك سعيًا دائمًا إلى انتعاش الحركة الفنية القطرية رغم العوائق
فالح فايز.. لتحويل العروض الفائزة
بالمراكز الأولى إلى أعمال جماهيرية
المهرجانات الخليجية تساهم في تطوير الحركة المسرحية
 كتبت: فرح الشمالي
عبر الفنان القطري فالح فايز عن سعادته للمشاركة في مهرجان الكويت المسرحي بدورته السادسة عشرة كما وجه الشكر إلى المنظمين على الدعوة لحضور المهرجان، والذي قال عنه: إنه مهرجان مميز من خلال الفرق المسرحية المشاركة وضيوفه من الفنانين والملاحظ فيه تطور كبير في السنوات الأخيرة، لذلك أنا متفائل جدا بهذه الدورة من مهرجان الكويت المسرحي بأن يحظى بالنجاح والتميز وأن يقدم عروضا جيدة ونتمنى التوفيق لجميع الفرق والأسماء الفنية المشاركة فيه.
وعن دور المهرجانات في دعم الحركة المسرحية الخليجية، قال الفايز: لاحظنا أن المهرجان المسرحي، من خلال المسابقة المقامة فيه، ساهم في تطور العروض المسرحية، فالكويت تتضمن عدة مهرجانات مسرحية وكذلك الامارات تقيم مهرجانات مسرحية متنوعة منها للشباب، ومسرح الجامعات، وأيام الشارقة المسرحية وغيرها وقطر كذلك، ما يشجع على اكتشاف مواهب فنية شبابية جديدة وظهورهم على الساحة وتطوير الحركة المسرحية في إطار الأعمال التي تقدم، ولكن نحن بحاجة الى جمهور، فنحن نقدم هذا المسرح بهدف وصول الرسالة إلى الجمهور، وللأسف الشديد ابتعاد الجمهور أثر كثيرا على الحركة المسرحية وأصبحت العروض تقتصر على المهتمين بمجال المسرح، فنتمنى أن يأتي الجمهور لحضور هذا النوع من الأعمال المسرحية ولا يكون تعرضه فقط للأعمال المسرحية التجارية.

فتح الشباك
ويجب على منظمي المهرجانات المسرحية إعادة تقديم العروض الفائزة بالمراكز الأولى في المسابقة وفتح الشباك للجمهور وتحويلها إلى عمل جماهيري مع إضافة بعض الكوميديا الهادفة، ما يسهم في رفع الذائقة الفنية عند الجمهور بكل فئاته.
وقال الفايز عن تكريمه في مهرجان تكريم مبدعي الخليج العاشر على هامش اجتماع وزراء الثقافة لدول مجلس التعاون: سعيد جدا بالتكريم باعتباري من رواد الحركة المسرحية في قطر وعلى قدر سعادتي به أصبحت أشعر بأنه عبء علي ما يدفعني إلى بذل مزيد من الجهود وهو دافع لتقديم الأفضل، ما يجعلني دقيقا أكثر في نوع الأعمال التي سوف أقدمها.
وعن تقييمه للحركة المسرحية في قطر ذكر أنها جيدة ولكن يجب عدم مقارنتها بالمسرح الكويتي، لأن المسرح القطري يعتمد على مهرجان واحد في السنة وهو المهرجان المحلي فقط بالإضافة الى بعض الأعمال التي تقدم من خلال الفرق المسرحية، وايضا الأعمال المسرحية التي تقدمها شركات الإنتاج الخاصة وهي الأكثر انتشارا في قطر لعدم ارتباطها بدعم خاص من جهة معينة، وتابع: لدي أمل كبير في الحركة المسرحية بقطر بالرغم من قلة عدد المسارح وهو يعتبر نقصا ولكن نحن نبحث في البدائل لسد هذا النقص مثل إقامة مسرح الريان وهو مكان للحفلات ولكن بدأنا بتقديم عروض مسرحية من خلاله، ما شكل عليه بعض الضغط في العروض، ويجب توفير أربع أو خمس خشبات للمسرح لكي ترجع الحركة المسرحية في قطر مثلما كانت في توهجها فقد كانت هناك التربية المسرحية والسينما ومسرح الدوحة بلايرز وكنا نقدم عروضا طوال السنة. وتابع: الكويت بها عدد من المسارح الخاصة مثل مسرح السلام لعبدالعزيز المسلم ومسرح طارق العلي ومسرح الحملي وهذا يعني أن هناك استمرارية في العروض طوال السنة.
وأكمل حديثه: هناك أعمال متنوعة تقدم في قطر سواء في المهرجان المسرحي أو في المناسبات ولكن مشكلتنا كما ذكرت هي أن هذه العروض لا تصل للجمهور، فنحن افتقدناه منذ سنة ١٩٨٨.

نحتاج للجمهور
منذ بداية المهرجان والعروض التجريبية والتي شعر الجمهور بأنها لا تعنيه، وأيضا هناك مشكلة الآن وهي فقدان النجم المسرحي في قطر الذي يجذب الجمهور إلى شباك العرض، لذلك نسعى من خلال المراكز الشبابية والورش المسرحية إلى اكتشاف مواهب فنية وصنع نجم مسرحي، فشركات الإنتاج والفرق المسرحية بدأت تعتمد على الشباب لأن العمل المسرحي يحتاج أيضا إلى ممثل صف ثان مكمل للنجوم الكبار، فلا بد من عملية الدمج بين الجيل الحالي من الفنانين والجيل السابق حتى يساعدهم على التدريب المتواصل في العمل الفني وتطوير قدراتهم التمثيلية.
وبسؤاله عن سبب تراجع الأعمال الدرامية القطرية في السنوات الأخيرة، أجاب: أيضا قلة الدعم والإنتاج من التلفزيون القطري أدت إلى تراجع الدراما القطرية وتوقفها، ففي السابق كان هناك إنتاج زاخر من الأعمال الدرامية المتنوعة منها التراثي والكوميدي والاجتماعي وغيرهم وبخاصة في الدورة الرمضانية ولكن بدأت هذه الأعمال تختفي واختفى معها الفنانون القطريون ماعدا بعض النجوم منهم غازي حسين وعبدالعزيز جاسم وصلاح الملا وعبدالله عبدالعزيز الذين شاركوا في أعمال درامية خليجية خارج قطر.
ولكن هناك محاولات من بعض الشباب الذين أنشأوا قنوات عبر اليوتيوب وعرضوا من خلالها أعمالا درامية أو اسكتشات لتوصيل رسالتهم إلى الجمهور ويحقق لهم الانتشار في قطر وخارج قطر.
وتحدث فالح فايز عن فرقة السد المسرحية كونه أحد مؤسسيها : تكونت على يد مجموعة من شباب «الفريج» منهم الفنان غانم السليطي، عبدالله اليعربي، عبدالله السعداوي، خليفة المريخي، سالم ماجد، محمد البلم وصلاح الملا، عندما تلقينا دعوة من نادي السد الرياضي لتكوين فرقة مسرحية قدمنا عروضا ارتجالية إلى أن قدمنا مسرحية «نادي العزوبية» سنة ١٩٧٥ التي تعتبر الانطلاقة الحقيقية لمسرح السد وجمعت أغلب الفنانين القطريين وعرضت على مدار عشرة أيام بسبب الإقبال الجماهيري كما قدمت الفرقة أعمالا مسرحية عديدة عرضت في ساحات المدارس، إلى أن جرى بناء المسارح وتوالت بعدها الأعمال المسرحية أشهرها «خميس في باريس» و«من فوق هالله هالله»، وشاركنا في عدة مهرجانات وبعد ذلك دمجت الفرق الأربع الى فرقتين هما فرقة قطر وفرقة الدوحة.


خلال مؤتمر صحافي بالمركز الإعلامي
مسرحيو قطر: مسرحنا يشهد مدًا وانحسارًا..

استضاف المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي الـ 16 في أول مؤتمراته الصحافية الوفد القطري الموجود لمتابعة أنشطة المهرجان الذي يضم د. مرزوق بشير مدير إدارة البحوث والدراسات في المجلس الوطني للثقافة والتراث القطرية والمخرج القدير فالح فايز ورئيس فرقة الدوحة إبراهيم العمادي والمهندس حسن الماس.
في بداية المؤتمر الذي أداره الزميل مفرح الشمري، أكد د. مرزوق بشير أهمية المسرح الكويتي والذي يعتبر رائدا في الحركة المسرحية الخليجية قائلا: الكويت منذ البدايات الفنية في المنطقة رائدة في المجال المسرحي في الخليج، وقد أعجبتنا فكرة العرض الجماهيري في حفل الافتتاح كونه يعيد المسرح لأحضان الجماهير، وإذا ما نظرنا للمسرح القطري فهو كباقي المسارح يعيش حالة من المد والانحسار ففي السبعينيات كان المسرح القطري في أوجه ومنافسا للمسرح الكويتي آنذاك بعدها انحسر نشاطه لفترة وعاود الحراك في الآونة الأخيرة بعد أن دمجت الفرق المسرحية الأربع في قطر في فترة من الزمن لتصبح فرقتين والآن عاد الوضع كما كان عليه، وبدأنا التركيز على المسرح المدرسي إلى جانب تدريس مادة المسرح كمادة رئيسية في المنهج الدراسي وتنشيط المسرح الجامعي، وكان الهدف من هذا هو خلق متذوق للفن المسرحي لا إيجاد ممثل في ظل تحفيز الدعم المعنوي للفنان والذي أعتبره أهم من الدعم المادي فالفنان يخلق عملا مسرحيا مميزا بأبسط التكاليف، ولا قيمة للبذخ في الصرف على أي عمل مسرحي إن لم يكن ذا قيمة فنية حقيقية».
وفيما يتعلق بالرقابة في قطر قال: «أنا مع مصطلح إجازة النص أكثر من مصطلح الرقابة كون اللجنة من أبناء المسرح والذي يختلف هو كيفية التعاطي مع الأسلوب الحواري في النص وعرض الفكرة وهي داعمة للإنتاج الأدبي».
أما المخرج فالح فايز فقال: «في فترة من الفترات كان المسرح القطري قويا داخليا وخارجيا وحصد العديد من الجوائز في مهرجانات عربية، فكرة المهرجان المسرحي خرجت من مسرح السد إلا أن فترة التقشف التي قلصت المسارح الأهلية أثرت سلبا عليه والآن عادت له الروح والحياة من خلال تنشيط العمل المسرحي في المسارح الأهلية التي عادت إلى أربعة مسارح وهذا إنجاز في حد ذاته».
من جانبه قال حسن الماس: «أنا ابن تلفزيون الكويت وله الفضل عليّ حيث تدربت فيه في السبعينيات وسعدت أمس بعرض الافتتاح الذي أعطى فرصة للجيل الجديد بأن يعبر عن نفسه وسعدت كثيرا بوجود الفنان سعد الفرج على الخشبة وتقديمه عرضا جماهيريا في مهرجان للمسرح النوعي كونه يدعم الجهود الرامية للرقي بالمسرح».
ومن جهته قال رئيس فرقة الدوحة إبراهيم العمادي «إن دعم الأعمال الجماهيرية مهم جدا ليعود الجمهور للمسرح لذا جاءت فكرة افتتاح المهرجان بعرض جماهيري موفقة وأتمنى استثمارها بشكل جيد وهي فكرة جديدة وطيبة تشجع الجمهور للعودة للمسرح».
بينما قالت الفنانة فاطمة الشروقي: «أنا أحرص وبشكل كبير على حضور فعاليات مهرجان الكويت المسرحي لأثره الكبير في الحركة المسرحية الخليجية إلا أنني شعرت بوجود ثغرة في عرض الافتتاح قد يكون سببها اختصار النص وتقليص العمل لفصل واحد إلا أنني أعجبت كثيرا بأداء الفنانة ملاك».

«صدى الصمت» ضمن عروض مهرجان المسرح العربي بالكويت

غنام غنام: تعاون إيجابي من كل الجهات في الكويت لإنجاح المهرجان
كتب: عبدالستار ناجي
أعلنت الهيئة العربية للمسرح اختيار مجموعة من الأعمال المسرحية التي ستشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح العربي في دورته الثامنة، والتي تستضيفها دولة الكويت في الفترة من 10 - 16 يناير 2016. وتتنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
هذا وتوزعت الأعمال المسرحية على قائمتين، الأولى العروض المؤهلة للتنافس في المرحلة النهائية لنيل جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهي:
- مسرحية «صدى الصمت»، من تأليف قاسم مطرود وإخراج فيصل العميري، وهي لفرقة المسرح الكويتي – الكويت.
- مسرحية «التلفة»، من إخراج نعيمة زيطان، وتأليف د. رشيد امحجور، لفرقة أكواريوم – المغرب.
- مسرحية «ك. أو»، من إخراج نعمان حمدة، وتأليف جميلة الشيحي، للمسرح الوطني التونسي.
- مسرحية «مدينة في ثلاثة فصول»، إخراج عروة العربي، وتأليف مصطفي الحلاج، وهي لوزارة الثقافة – سورية.
- مسرحية «سيد الوقت»، من إخراج ناصر عبدالمنعم، وتأليف فريدة أبو سعدة، لمسرح الغد – مصر.
- مسرحية «مكاشفات»، من إخراج غانم حميد، وإعداد قاسم محمد، للمسرح والسينما – العراق.
 - مسرحية «لا تقصص رؤياك»، إخراج محمد العامري، وتأليف إسماعيل عبدالله – مسرح الشارقة – الإمارات.
- مسرحية «ونزيد نزيدك»، إخراج فوزي بن إبراهيم وتأليف عبدالله البصيري – لمسرح جهة باتنة – الجزائر.
وتضم القائمة الثانية عروض الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي، وهي:
 - مسرحية «عنف»، المخرج فاضل الجعايبي، من تأليف جليلة بكار، المسرح الوطني – تونس.
- مسرحية «برج الوصيف»، الشاذلي العرفاوي، اقتباس عن تنسي وليامز، المسرح الوطني – تونس.
- مسرحية «ضيف الغفلة»، مسعود بوحسين، فكرة عن طرطوف لموليير، مسرح تانسفيت. المغرب.
- مسرحية «التابعة»، تأليف وإخراج توفيق الجبالي، تياترو – تونس.
- الجزائر «عطيل»، إخراج أحمد مداح، تأليف وليم شكسبير، جمعية النوارس للمسرح والفنون الدرامية.
- تونس مسرحية «ليس إلا»، من تأليف وإخراج انتصار العيساوي.
هذا وقد بلغت التصفية النهائية 133 عرضا، من 20 دولة، منها 18 دولة عربية، وعرضان من عروض مهاجر المسرح العربي.
وفي إطار متصل أكد الفنان غنام غنام، مسؤول الإعلام والنشر في الهيئة العربية للمسرح، أن التحضيرات في الكويت دخلت مرحلة متقدمة من أجل استقبال أعمال الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح. وأشاد غنام بمفردات التعاون من كل الجهات، وعلى رأسها معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأيضا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وعلى رأسه الأمين العام المهندس علي اليوحة، وأيضا كل القطاعات، ومن بينها قطاع الفنون وقطاع الثقافة وكل الإدارات التي دخلت حالة التحضير منذ أكثر من سته أشهر لاستقبال هذا العرس المسرحي المهم. بالإضافة الى نقابة الفنانين والإعلاميين في الكويت.
وقال الفنان غنام، إن الكويت ستتحول الى عاصمة حقيقية للمسرح العربي خلال أيام المهرجان الذي سيشهد التنافس بين الفرق المسرحية على جائزة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إضافة إلى كم من التكريمات والندوات والانشطة والفعاليات، بالاضافة إلى استقبال اكثر من ثلاثمائة فنان من انحاء العالم العربي.
وأشار غنام الى اهمية ان يتزامن المهرجان مع احتفال دولة الكويت باختيارها عاصمة للثقافة الاسلامية.
وشدد غنام على ان ابواب المهرجان وأنشطته وفعالياته ستكون مشرعة على مصاريعها لاستقبال اجيال المسرح ونجومه في الكويت، بالإضافة الى المعاهد الفنية المتخصصة، ومن بينها المعهد العالي للفنون المسرحية، والمعهد العالي للفنون الموسيقية، وغيرها من القطاعات، لأن المهرجان هو مهرجانهم، والضيوف هم ضيوف دولة الكويت الحبيبة.
مؤلفون شباب

تعد مهرجانات المسرح المحلية، على اختلاف مسمياتها، فرصة لا تقدر بثمن للدفع بالعناصر الشابة في مختلف جوانب الفنون، لأخذ مكانها والكشف عن موهبتها، خاصة في مجال التأليف، وهي فرصة سانحة قد لا تتكرر لمن يمتلك موهبة الكتابة ولديه القدرة على تقديم نصوص مسرحية، تناقش قضايا حيوية من واقع المجتمع الكويتي وارتباطه بالوطن العربي والعالم.
ولا شك في أن الساحة المحلية بحاجة ماسة إلى تجديد دمائها، خاصة في مجال التأليف، ومن المهم أن يكون الاعتماد بالدرجة الأولى على الكاتب المحلي، وعلى الفرق الأهلية أن تشجع الكاتب المحلي وتمهد له طريق البروز وتقديم نفسه، لأن الشباب هم أمل المستقبل، وهم الذين سيقودون الحركة المسرحية مع العناصر الشابة في المجالات الأخرى؛ من تمثيل وإخراج وعناصر تقنية وسواها.
ومما يفرح القلب أن بعض العناصر التي قدمت أول نتاجاتها في التأليف قبل سنوات بدأت تأخذ مكانها في الساحة المحلية حاليا، وبتنا نلحظ لهم حضورا في المهرجانات والملتقيات المحلية والعربية وحصد بعضهم جوائز أولى في التأليف، وخير دليل مهرجان الكويت المسرحي السادس عشر الذي تقام فعالياته هذه الأيام، حيث يشهد ظهور أكثر من كاتب شاب سبق له أن خاض تجربة التأليف في ملتقيات سابقة، وعلى هؤلاء الشباب أن يستفيدوا من الملاحظات القيمة التي تذكر في الندوات التطبيقية، لأنها من المؤكد ستقوّم أعمالهم، وتمنحهم دافعا لمواصلة العطاء في المستقبل.

عبدالمحسن الشمري

Happy Wheels