مهرجانات وأنشطة

النشرة الثالثة


حرب النعل لمسرح الخليج العربي تنبه إلى الخطر القادم   

أداء تمثيلي رائع للياسين وأحلام والقريشي والعماني والشيخلي

جاءت الموسيقى والمؤثرات الصوتية الحية في موازاة الفعل المسرحي برع المخرج في إيجاد معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض

كتب: فادي عبدالله

دشنت فرقة مسرح الخليج العربي عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي الـ 15 من خلال عرض «حرب النعل» تأليف الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله وإخراج عبدالله البدر. طرح نص المسرحية من خلال فضاء قرية الصيادين، والموروث الشعبي الكويتي، الطبقة الكادحة المظلومة، التي تعاني من الاضطهاد والظلم، فلا بد لها من أن تثور على الظلم والاستبداد، ويتأتى ذلك عبر البطل الثوري الذي تجسده «حور» لكنها لا تستطيع أن تثور بمفردها بل تتضامن مع مجتمعها المضطهد، وأوله جدها الضرير «غيث»، ليكون ربان السفينة «النوخذة»، لتبدأ مرحلة الكفاح ضد الظالم وغطرسته.

في المقابل، القوى المستبدة المتمثلة بالنوخذة «الحوت» المسيطر على مقدرات القرية من الثروة السمكية، تقف في وجه «حور» وجدها الكفيف، للجمهما عن خطوة الثأر لوالدها المغدور النوخذة الشريف. بيد أن ما صنعته يدا «الحوت» من احتضان القطط، تنقلب رويدا رويدا عليه، حيث تزداد ملامح خطرها، عندما يصل إلى اسماع القاطنين في القرية عن وجود قطط صغيرة أصبحت تهاجم قريتهم بين الحين والآخر، والحل عند «الحوت» في هذه الحال «العصا لمن عصى» عن طريق ضربهم بالنعال، التي يعتبرها أفضل وسيلة لمقاومة الاعتداء، وبعد اشتداد الخطر تتحول المقولة إلى «النعال لمن عصى»، في أم المعارك التي يطلق عليها «حرب النعل».

يستفحل الصراع بازدياد عدد القطط بسبب الحوت يعتبر الأمر هامشيا جدا وغير مؤثر، لذا قراره ضدها لم يكن حاسما، ما جعلها بعد سرقة الأسماك أكثر شراسة وجرأة، وفي المقابل يكون شديدا في حسم الأمور مع أفراد القرية الذي يمثلهم «غيث» الأعمى. تفاقم الأمور أدى إلى انعدام حالة الاستقرار في قرية الصيادين، والقطط اجتاحت القرية بأكملها، ولم تكتف هذه المرة بنهب خيراتها من الأسماك، بل تعدى ذلك إلى انتهاك حرمة البيوت والأعراض.

يقول «الحوت» بعد مقتل خمسة من أبناء القرية: «أرضنا ولادة»، لكن النهاية الصادمة حلت على الجميع في استقبال الجيل الجديد - أي المستقبل - من خلال المولود الذي جاء مسخا عن الواقع المهين، فالوليد عبارة عن رأس قط وجسم إنسان. من المشاهد الرائعة، عملية اعتداء القط الغازي على ثوب امرأة (عباية)، وتمزيقه، كدلالة على الاغتصاب. وكذلك كشف النقاب عن الدور الحقيقي للرجل السكير (صنقل) الذي كان اسمه أحمد، الذي دفع الثمن في حماية شرف وإعراض النوخذة والد حور وسجنه ثلاث سنوات، وبوحه بحبه لحور التي رفضته، رغم أنها كانت تعتبره فارس أحلامها، لكن نجاسته - سكره - أبطلت حلمها الجميل، إذ تقول حور: «يا حيف على النار يوم ما تخلف إلا رماد.. حسافه هذيج أمّك اللي البلاد كلها تحلف بشرفها وأنت ولدها».

جاءت الموسيقى والمؤثرات الصوتية الحية في موازاة الفعل المسرحي، كما لعبت المؤثرات السمعية والبصرية دورا كبيرا في بطء وسرعة إيقاع الحدث المتمثل في النوخذة وأهل القرية من جهة والخطر القادم - القطط - من جهة أخرى.

برع المخرج في إيجاد معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض، واستطاع أن يجذب المتفرج من البداية إلى النهاية، دون أي شعور بالملل. وكان فريق الممثلين في حالة متناغمة من الأداء الرائع، لاسيما وجود قامة فنية مثل سليمان الياسين الذي أجاد باقتدار دور «غيث»، وكذلك المتألقة والمتطورة دائما أحلام حسن في تجسيدها لشخصية «حور» وانتقالها من حالة نفسانية إلى أخرى، ونواف القريشي والأداء المتمكن لشخصية «الحوت»، إضافة إلى مفاجأة العرض حمد العماني في دور «الصنقل»، وإبراهيم الشيخلي في «الأخرس» وحسين المهنا «وكيل الحوت». «حرب النعل» تنبه إلى الخطر القادم، خطر الجماعات الإرهابية.

يبقى أن نقول: استطاعت فرقة مسرح الخليج العربي، صاحبة التاريخ العريق، أن تقدم عملا يليق بمكانة هذه الفرقة وبأسماء روادها مثل صقر الرشود ومنصور المنصور وعبدالعزيز السريع. الفريق الفني محمد الربيعان: مصمم الإضاءة، عمار الظفيري: مصمم الأزياء، أيمن عبدالسلام: الإضاءة، عبدالله المطيري: مؤثرات موسيقية، عبدالعزيز الجريب: مكياج، عبدالله البصري: مساعد مخرج، يوسف البغلي: مخرج منفذ، فاطمة القلاف: غدارة مسرحية، ماهر الرويشد: مديرالإنتاج.
    

تباين وجهات النظر حول عرض فرقة الخليج وإجماع على أداء العماني

عبدالله البدر: اليوم بدأت «حرب النعل»

كتب: محمد جمعة

ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكويتي في دورته الــ 15 عقدت أولى الندوات التطبيقية التي أعقبت عرض فرقة مسرح الخليج العربي «حرب النعل» أدار الندوة المخرج أحمد البلوشي، وحضرها مخرج المسرحية عبدالله البدر ولفيف من ضيوف المهرجان. وكانت البداية مع عريف الندوة المخرج أحمد البلوشي الذي قال: «اليوم للمرة الــ 15 لمهرجان الكويت المسرحي في هذه الدورة التي بدأت أول عروضها بــ «حرب النعل» وأشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذه المبادرة. وعرج البلوشي إلى تجربة الكاتب إسماعيل عبدالله والمخرج عبدالله البدر، لافتا إلى أن دورة المهرجان ارتأت إفساح المجال أمام المداخلات بدلا من وجود معقب رئيسي على العمل، فكانت بداية المداخلات مع طالب البلوشي من سلطنة عمان الذي قال: «حزين لعدم وجود أحد أعمدة المهرجانات الصديق جابر العنزي رحمة الله عليه، لافتا إلى أنه شاهد هذا العمل من قبل بمعالجة أخرى وأشاد بسينوغرافيا عرض الليلة لتكوينها والماكياج، وأضاف تمنيت أن تكون بعض هذه الأسماء التي شاركت اليوم أفضل مما كانت عليه، وقال: «عرض اليوم أغرق كثيرا في قيمة البحر وإن كانت الرسالة الرئيسية بعيدة نوعا ما عن تلك الفكرة إلا أن المخرج استطاع بذكاء أن يخرج بفكرة جديدة».

عادل البطوسي من مصر، قال: إن مدخل العرض كان قويا ومأسوي لكنه فجأة أخذ اتجاه الكوميديا من خلال أداء الفنان محمد العماني الذي جسد شخصية السكير، واستطر: استوقفني في النص ظهور مولود ظهورا مفاجئا دون مقدمات مشيدا بالموسيقى ذات الطابع الجنائزي. حسام عبدالهادي، قال: أتصور ان الكوميديا كانت ذات طابع هزيل من منطلق شر البلية ما يضحك في محاولة للهروب من واقع الشاب السكير وفي المسرحية إيقاع سريع لم يشعرنا بالملل، وأعتقد أن العمل يمكن تصنيفه ضمن المسرح الطقسي.

أما عبدالحليم بوشراكي، فقال: سأكون صريحا في جزئيتين إلى أي مدى تطابقت الرؤية الإخراجية مع النص؟ أزعم أن الإخراج فلت من المخرج حتى أصبحنا نسأل أين الرتم الأصلي للمسرحية، وأضاف: الفضاء السينوغرافي كان جامدا في أكثر الحدود، وفي اللحظة التي فلت منها الإخراج بذل الممثلون جهودا كبيرة للحفاظ على إيقاع العمل. في حين قالت عزة القصيبي: للمرة الثانية أشاهد «حرب النعل» واستوقفتني اليوم رؤية إخراجية مختلفة أحيي عليها فريق العمل، خاصة الممثلين لأنهم بذلوا جهودا كبيرة، والعمل يطرح فكرة الصراع بين السلطة والشعب، واتباع الأولى سياسة التجويع والحرمان لضمان الولاء والعمل.

الكاتب حمد البدر، أشاد بفريق المسرحية وقال: أتحدث اليوم من منطلق محلي وأنا ابن الساحة الفنية وكمشاهد للمسرحية استمتعت بحوار مميز واخراج على الدرجة نفسها وفريق تمثيل رائع.

الناقدة ليلى أحمد، قالت: «إن النص ذهني يقرأ ولا يمثل وفي الحقيقة عندي خيبة أمل تجاه هذا العمل لأنه يدل على أزمة حرية التعبير، واللجوء إلى التراث اليوم لم يكن سوى تماس، في البداية استبشرت خيرا عندما شاهدت تكبير المرأة لأنه ربما يرمز إلى واقع عربي مزرٍ يتمثل في داعش كما أن تحول شخصية الجد من رجل رافض لأفكار حفيدته إلى منفتح كان من خلال نقلة سريعة وغير منطقية. وأضافت: إذا كان أغلب الضيوف من الاخوة العرب الكرام فلماذا نغرق في المحلية وكيف سنوصل رسالتنا، وأشادت أحمد بالفنان حمد العماني واعتبرته العمل الحقيقي للعمل وأيضا بالفنان إبراهيم الشيخلي بينما توقفت عند الامتعاض المبالغ فيه للفنانة أحلام حسن ووصفت أداء الفنان سليمان الياسين بأنه تقليدي.

المذيعة حبيبة العبدالله، أشادت باللوحات الغنائية الشعبية وقالت إنها أبرز ما ميز العمل وأضافت افتقدنا مثل هذه اللوحات في السنوات الأخيرة واعجبني احياء مثل هذه الأغنيات. أما عقباوي الشيخ، فتساءل: لماذا ركز المخرج توزيعه في حركة الممثلين أفقيا، فلم يستغل الفضاء المسرحي في صورة جيدة. في حين قال حسين جواد، أحيي المخرج عبدالله البدر لتقديمه هذا العمل برؤية إخراجية مختلفة تضيف للنص الذي كتبه الإماراتي اسماعيل عبدالله. الدكتور سيد علي، قال إن المسرح الكويتي له سمات خاصة تميزه عن أي مسرح آخر وأعتبر أن الجزء الكوميدي في عرض اليوم الذي قدمه الفنان حمد العماني كان أبرز ما يميزه حفاظ حمد على الحالة التي تلبسها منذ بداية العمل حتى نهايته.

وأضاف: العمل له دلالات نجاح منها وجود الفنان القدير سليمان الياسين والفنانة أحلام حسن التي تعتبر نجمة جيلها. بدوره قال الفنان طارق العلي، أحيي ضيوف المهرجان وأشكر أسرة المجلس الوطني على هذا العرس المسرحي ومن الجيد أن نجد شبابا مسرحيا يقود الحركة الأكاديمية بوجود نجوم لهم تاريخ مثل سليمان الياسين. واليوم اعتبرها بداية موفقة للمهرجان وللمخرج عبدالله البدر لأنه وضع الفرق التي ستعرض خلال الأيام المقبلة في موقف صعب.

أما الفنانة أحلام حسن، فهي حورية أكاديمية جميلة، وإبراهيم الشيخلي جوكر العمل. بينما قال الدكتور عمر فراج اليوم أزور الكويت للمرة الأولى اندهشت بالمستوى المميز الذي وجدته من ممثلين ومخرجين على درجة كبيرة من الحرفية، وطالما ان العرض اختلف حوله الكثيرون إذن هو مسار للجدل ويحمل عوامل نجاحه. سعيد بالمسرحية رغم بعض الهنات وأحيي الفنان حمد العماني لأنه حافظ على حالته طوال العرض.

من ثم انتقل الميكروفون الى مخرج المسرحية الفنان عبدالله البدر الذي قال: «انقل لكم اعتذار المؤلف اسماعيل عبدالله على الحضور اليوم لارتباطه بمهرجان الطفل في الشارقة، سأقف عند اسم المسرحية لأنه شدني منذ الوهلة الأولى وعندما قرأت النص الذي وقع في 74 صفحة وجدت ثراء فكريا وشعريا، وأريد أن أكشف لكم عن نقطة ربما غابت عن البروشور، هو أن الفنانة أحلام حسن كانت المشرف الفني على العمل، وساعدتنا في إعداده، إلى أن وصلنا بالنص إلى 35 صفحة ليخرج لكم بالشكل الذي شاهدته اليوم.

وأضاف البدر شاهدت جزئيات من العمل الذي قدم في الإمارات للمخرج محمد العامري، وقد حرصت على عدم مشاهدة المسرحية كاملة حتى لا اتأثر برؤيته، وتوقف مخرج المسرحية عند ملحوظة الفضاء المسرحي وعقب عليها قائلا: قسمت المسرح إلى جزئين لأنه كان يتطلب هذا الشيء والمجلس الوطني لم يقصر معنا وطرح فكرة أن نعرض في مسرح السالمية الجديد ولكننا كنا قد بدأنا البروفات على مسرح الدسمة، لذا آثرنا الاستمرار هناك. وأضاف: استمتعت كمخرج بالطاقات التي شاركت معي في المسرحية، وسنأخذ بعين الاعتبار جميع الملاحظات ويمكننا القول إن «حرب النعل» بدأت اليوم.

خلال استضافتهما في المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي الـ 15

طالب البلوشي: السياسات في الدول أقوى من الثقافة.. والمسرح لم يقدم الثورات العربية بالشكل الحقيقي

أحمد البلوشي: أرفض أن يقدم أي فنان خليجي شخصية الرجل العماني.. ولا يوجد تسويق لأعمالنا الدرامية

كتبت: ماجدة سليمان

واصل المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي في دورته الخامسة عشرة عقد مؤتمراته الصحافية لضيوف المهرجان، حيث استضاف الفنانين العمانيين طالب البلوشي وأحمد البلوشي في مؤتمر صحافي خاص عن المسرح العماني ودوره في المسرح العربي، وتصدى لإدارته الزميل مفرح الشمري. في البداية، أشاد كلا الفنانين بالفن الكويتي، وقالا إن الكويت هي المنارة الثقافية وحاضنة المسرح في الخليج، ومازالت حتى الآن الأقوى في مجال الفن عموما.

وقال الفنان طالب البلوشي: إن الحركة المسرحية في الكويت بدأت قوية جدا، لافتا إلى أن المهرجان المحلي نجح في إثراء الحركة المسرحية، ذاكرا أن الندوة التطبيقية في المهرجان الخامس كانت أقوى ندوة حضرها في حياته، وكانت عن الإنتاج المسرحي، وأوصت بدعم الإنتاج المسرحي وألا يقتصر على المهرجانات، وللأسف الكثير من التوصيات تذهب أدراج الرياح. ورأى أن الكويت بتاريخها وقدراتها المالية لا يوجد بها مركز ثقافي حتى الآن ومازالت تعتمد في مهرجاناتها على مسرح واحد هو مسرح الدسمة، والمفترض أن نرى بها مركزا ثقافيا ضخما جدا، مشيرا إلى أن المسرح الكويتي مازال الأقوى خليجيا لكنه هبط على مستوى المهرجانات الخارجية وتراجع في المسابقات التي يشارك فيها. وأضاف طالب البلوشي: إذا تحدثنا عن المسرح الكويتي الكوميدي لا نجد شيئا يلامس الواقع، فقط تجد ساعتين من الضحك بلا هدف وآخر ربع ساعة فيها كل الموضوع، ومازال النص المسرحي لا يرتقي إلى التطور التقني في الكويت، مشيرا إلى أن المسرح لم يقدم شيئا يذكر عن الثورات في الدول من حولنا (الربيع العربي)، وهذا بسبب الرقابة، فالسياسات في الدول كانت أقوى من الثقافة، فلم تخرج صورة حقيقية عن الثورات على خشبة المسرح، ومازلنا حتى الآن نفتقد في الدول العربية الرسالة الثقافية والتنويرية والقريبة من المجتمع، لافتا إلى أن المسرح العماني يعاني من نفس الإشكالية ومازالت الرقابة تتحكم حتى في النصوص المسرحية والدرامية والسينمائية. وحول التحكيم في المهرجانات، قال: نحن كعرب لا توجد لدينا ثقافة أن الأفضل يفوز، فالجوائز تشبه الكعكة التي يتم تقسيمها لإرضاء الجميع. وحول الدراما العمانية، قال طالب البلوشي: يبدو أنها موجعة وتسبب صداعا للمسؤولين، وأنا بوصفي فنانا ومخرجا عمانيا لدي سؤال مشروع: متى تنافس الدراما العمانية القنوات الأخرى وإلى متى سوف تبقى هذه المعاناة في النصوص والميزانيات، مضيفا: مؤخرا نجحنا في الاستعانة بنصوص خليجية.

وحول الدراما الكويتية، قال إنها كثيرة لكن هناك من المنتجين من يريد تخريب الهوية الكويتية وعلينا الحفاظ على هويتنا، لا نريد الانسلاخ منها، وهذا ما لا يعجب الكثير من المنتجين الذين يريدون تصوير الانفتاح وشعور البنات وطريقة اللبس الغريبة عنا في الخليج، لكننا في عمان نصر على هويتنا العمانية، وعن جديده قال: مسلسلي «انكسار الصمت» و«صرخة امرأة». بدوره، قال الفنان أحمد البلوشي إن الكويت كانت وما زالت سباقة في مجال الفن ولها الفضل في إيجاد المسرح الخليجي ونجحت في إنتاج العديد من الأعمال في العالم العربي، مشيرا إلى أن بها معهد الفنون المسرحية الذي مازال يثري الساحة الفنية بالكثير من الفنانين في مجالات الفن المختلفة، لكنه رأى في الوقت ذاته أن تميز الكويت في السابق كان لضعف الإنتاج الفني في دول الخليج، لكنهم الآن تطوروا فالإمارات على سبيل المثال لديها مهرجانات طول العام، شهريا هناك مهرجان مسرحي متخصص.

وحول تحكيم المهرجانات الخليجية، قال: إن بعض الحكام لا يمارس التحكيم بشكل سليم، وبعضهم يتم اختياره دون أن يكون على دراية بأسس التحكيم، ولذلك يحب أن يجامل هذا العرض أو ذاك، ما يحدث أزمة للمحكمين الذين يتعاملون على أسس علمية، وفي النهاية هناك ضغوط لفوز هذا أو ذاك وتحدث الصدامات وتخرج نتائج غير صحيحة، مطالبا الأمانة العامة لدول الخليج بالاستعانة بمحكمين حياديين من الخليج ومن الدول العربية بحيث تكون هناك نتائج حقيقية وليست فيها ضغوط أو مجاملة. وحول الدراما العمانية، قال البلوشي: هناك محاولة لإدخال فنانين خليجيين لتأدية أدوار عمانية، وأنا ضد أن يقوم فنان من دولة خليجية أخرى بدور العماني لأنه لا ينجح في نقل صورة حقيقية، خصوصا أن كثيرا منهم يحاول تقليد اللهجة فيخطئ في تقمص الشخصية نفسها، لافتا إلى أنه مع عمل أدوار مناسبة للفنانين الخليجيين في حال الاستعانة بهم مثل كويتي زوج لعمانية فهذا مقبول ويصل بنا إلى الخلجنة في الأعمال الدرامية.

وأضاف أن المنتجين الذين أشركوا نجوما خليجيين في المسلسلات العمانية خسروا الرهان على نشر مسلسلاتهم على الفضائيات، فلم نر حتى الآن مسلسلا عمانيا على الفضائيات الأخرى. وأشار إلى أن شركات الإنتاج كثرت في عمان وشبهها بالبقالات التي لا تمتلك شيئا ولا توجد لديها أجهزة أو تقنيات للإنتاج، مطالبا بفلترة هذه الشركات وبقاء الأفضل، وعن جديده قال: مسلسل «انكسار الصمت».

جبار خماط: مهرجان المسرح الكويتي من المهرجانات المهمة عربياً

وسط تنوع في الضيوف من الخليج والوطن العربي في الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الكويت المسرحي، التقينا بالفنان العراقي جبار خماط الذي تحدث عن انطباعه عن المهرجان والتواجد فيه فقال: سعيد جدا بهذه الزيارة لدولة الكويت العزيزة على قلبي، والالتقاء مع أصدقائي وأهلها الطيبين، أرى أن المهرجان يعتبر من المهرجانات المهمة محليا وخليجيا وعربيا، وفيه نتواصل ونتبادل الخبرات، أيضا نشاهد فيه مجموعة من العروض المسرحية للفرق الكويتية إلى جانب الندوة الفكرية التي تطرح خلالها الآراء والأفكار حول واقع المسرح الكويتي والعربي وقضايا أخرى.

تبادل الخبرات كما أن تبادل الخبرات هو طاقة الشحن والقوة سواء لمسرحنا العربي على مستوى الشباب أو مستوى الأجيال المختلفة، وهذه فرصة حقيقية من أجل تأسيس مسرح حقيقي عربي، يتواصل مع الجيل القادم، نحن تعلمنا من الكويت كثيرا، كونها مركزا معرفيا وثقافيا عاليا منذ الستينيات، هناك «عالم المعرفة»، و«سلسلة المسرح العالمي» و«عالم الفكر»، نحن ومنذ أن كنا طلابا تعلمنا الكثير من العروض المسرحية في دولة الكويت.

نوافذ مستقبلية وقال: سعيد بالتواصل مع المسرحيين في دولة الكويت ومشاهدة العروض المسرحية المتعددة التجارب والمضامين، ولقد حملوني من العراق رسالة أننا بأيد مفتوحة وبقلوب عامرة بالحب لإخواننا في دولة الكويت، نسعى نحو تأسيس مسرح عراقي كويتي عربي، لإيجاد نوافذ مستقبلية جديدة تنصهر خلالها القدرات والإمكانات من أجل واقع مسرحي ثقافي ينعم بالمعرفة والوعي وبالأسئلة التي يجيب عنها العرض المسرحي.

المسرح العراقي

وتحدث خماط عن حالة الحركة المسرحية في العراق قائلا: المسرح العراقي لا يتوقف، فيه الطاقات والقدرات وطرائق تعبير متعددة ومختلفة، من خلال المسرح الأكاديمي والمسرح التابع لوزارة الثقافة ومسارح المحافظات، لكن تعدد أساليب المعالجة ينطلق من مضامين أهمها محاربة الإرهاب الذي يعاني منه البلد، الذي ولد لدينا القناعات أنه من خلال الفنون نستطيع تقديم رسالة للإرهابي بأننا موجودون في البلد نحب الحب والسلام، وأن هناك مسرحا عراقيا رافدا بالفن والجمال. النعومة الملغومة يحق للمسرح ما لا يحق لغيره..! هي عبارة ثابتة انطلق منها وحرص على ترديدها مرارا المؤلف المسرحي الجميل الأستاذ حمد الرقعي على لسان أحد شخوص نصه «وهم» الذي تم تنفيذه كعرض مسرحي افتتاحي شديد الرقي لمهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر.

هذه العبارة كررها المؤلف الكريم مبررا عبرها طرح رؤيته النصية العميقة لشخوص تأريخية مسرحية اختيرت بعناية مقصودة نجح أستاذنا الرقعي في الإيماء لمآسيها بنعومة (ملغومة) ووفق في تحطيم المراحل التأريخية بذكاء وهو يحقق التداخل والتمازج بينها بتلقائية وسلاسة في سياق واحد فصارت حية على الورق نابضة مسرحيا في إطار حرق المراحل الاختزالي حيث جاء بـ «هاملت» دون «أوفيليا» وباغتنا بـ «إلكترا» مثلما جاءنا بـ «قيس» دون «ليلى» وفاجأنا بـ «جولييت» إمعانا في التأكيد على هذا التحطيم أو الحرق المقصود دراميا وهذه النعومة (الملغومة) عبر مزج المآسي برؤية (إيمائية) معاصرة أحسن المخرج الجميل «هاني النصار» استقبالها واستغلالها وتنفيذها مثلما وفق في اختيارات عند إخراجها للفعل الموسيقي والبعد السينوغرافي وشكل الديكور وطريقة أداء الممثلين والممثلات بما يواكب الرؤية النصية في المحاور الدرامية بنفس النعومة (الملغومة) بلا إسراف في الإبهار أو بذخ لا طائل منه في عرض افتتاحي مشرف ومغاير حقا وشديد الرقي الفني رغم قصره نصا وعرضا وهذا ذكاء مقصود في افتتاح ناجح ممتع بحق يجدر بنا أن نقدم التحية والتهنئة عبره لجميع الأخوة القائمين على المهرجان. عادل البطوسي شاعر مسرحي مصري

أشاد بدور الشباب الكويتي في تطوير الحركة المسرحية

فهد الحارثي: مهرجان الكويت المسرحي علامة متميزة في المهرجانات العربية

المسرح السعودي هو «المناضل الأكبر» لأنه يصنع تجاربه بذاته

كتبت: محبوب العبدالله

من ضيوف مهرجان الكويت المسرحي في دورته الخامسة عشرة الكاتب المسرحي السعودي فهد الحارثي الذي قال لنشرة المهرجان عن مشاركته في دورة المهرجان.. وعن متابعته لدورات المهرجان السنوية والمهرجانات المسرحية في دول مجلس التعاون الخليجي: إن مهرجان الكويت المسرحي الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يعتبر علامة بالنسبة للمهرجانات المسرحية الوطنية في الوطن العربي، لأن المهرجان تأسس منذ البداية بصورة سليمة، ونما وتطور بصورة سليمة، ووصول دوراته إلى الدورة الـ 15 هذا العام يدل على أنه قدم إضافات كثيرة للحركة المسرحية في الوطن العربي وفي الكويت أولا، ويتميز مهرجان الكويت المسرحي بحميميته العربية من خلال هذا اللقاء العربي بالمسرحيين العرب في كل دورة من دوراته ليقدم شهاداتهم والكثير من خبراتهم وتجاربهم من خلال مشاركتهم في الندوة التطبيقية بعد كل عرض مسرحي أو ندوة المهرجان الفكرية. وأكد الحارثي في حواره مع «نشرة المهرجان» أن مهرجان الكويت المسرحي لديه دائما ما يقدمه في كل دورة، وننتظر في دورة مهرجان هذا العام بعدا جديدا وأجمل من خلال هذه الحركة المسرحية الشبابية في الكويت التي أتصور أنها تقود الحراك المسرحي الآن في الكويت.

وتابع: عبر المهرجانات المسرحية الموجودة في دول المنطقة ورغم محليتها فإن لديها أيضا ذلك البعد العربي، وحالات الاشتغال في هذه المهرجانات تبدو حالات جادة للغاية. وأكرر سعادتي بحضور فعاليات دورة مهرجان الكويت المسرحي هذا العام بعد أن شاركت في أكثر من دورة من قبل، وشاركت في ندوات فكرية وتطبيقية. ولهذا فإنني أرى أن هذا المهرجان يخلقني ويعيد خلقي وتكويني كمسرحي أيضا، لأنه من المهرجانات التي تفيد كل مسرحي وتعيد تكوينه من جديد مع فكره وأدواته من خلال ما يطلع ويشاهد ويتابع من تجارب أو من خلال النقاشات التي يشارك فيها.

< كيف هو واقع حال المسرح السعودي خاصة في السنوات الأخيرة بعد تكوين جمعية المسرحيين السعوديين، وكيف هو حراك المسرح في السعودية؟

- في تصوري أن الحراك المسرحي الآن لا يتعدى حالة النسبة والتناسب في دول الخليج كلها. أي بمعنى أن حالة المسرح في كل دول الخليج تقودها حركات شبابية، وهذه الحركات الشبابية في المسرح تحاول أن تخلق عوالمها، وتحاول أن تصنع بيئتها المسرحية الخاصة بها نصا وإخراجا وتمثيلا وكل الأدوات الأخرى. هذه الحالة الجديدة تجد دعما في دولة ولا تجد دعما في دولة أخرى، لكنها مستمرة في الحالتين. وفي حالة المسرح السعودي فإنني أراه المناضل الأكبر في الوطن العربي لأنه يخلق بذاته، ويصنع تجاربه بذاته ورغم ذلك لا يجد ذلك الدعم الكبير الذي يقدم له، لكنه مع هذا قادر على صنع فرقه المسرحية، وصنع حراكه المسرحي، وصنع أجيال كثيرة من الشباب في كل مجالات التأليف والإخراج والتمثيل، وأصبحت بالتالي التجارب المسرحية السعودية التي تنتقل إلى الخارج تقدم نفسها للعالم بصورة جيدة.

< وماذا عن إنتاجك المسرحي.. وإلي أين تتجه في كتاباتك.. وأي الألوان الكتابية تفضل؟

- بالنسبة لي يوجد عندي 40 نصا منفذا، ليس مكتوبا على الورق فقط، بل منفذ على خشبة المسرح، من بين هذه النصوص سبع مسرحيات مونودراما، والبقية مسرحيات اجتماعية للكبار، وتجربتي هي المهمة بالنسبة لي وأرتكز عليها، بمعنى أن الحالة الكتابية تتجه إلى المشروع دائما. حيث كان لدي في البداية مشروع يعتمد على حراك المسرح ومسرح الحركة، كنت أهدف من خلاله إلى تحقيق جانب معين ونجحت فيه، ثم اتجهت إلى مشروع آخر وهو محاولة إيجاد حالة من التقارب بين لغة السرد في القصة والحوار في المسرح من خلال سبعة أو ثمانية أعمال. ثم انتقلت بعد ذلك إلى ما يسمى بالتقنيات الجديدة من خلال نصوص الفيسبوك والتويتر وكيفية تحويلها إلى نصوص اجتماعية ومسرح اليوميات الفوري الذي يخرج من أفواه الناس وحكاياتهم وأمور حياتهم اليومية، هذا إلى جانب مسرحيات المونودراما ومسرح الطفل، ولم أحاول ككاتب أن أحصر نفسي في منطقة معينة أو إطار معين، لذلك تنوعت في كتاباتي واتجاهاتي وتجاربي، لكنني أركز على حالة المشروع في المسرح.

< وكيف ترى الحالة الآن في وضع المسرح السعودي.. وهل هناك اهتمام جدي به؟

- تبقى قضية الاهتمام قضية أخرى لأنه لا يوجد اهتمام فعلي وجدي وداعم بصورة جيدة، حيث لاتزال الأمور تتقدم ثم تتأخر لعدة أسباب وظروف مختلفة، لكن ما يوجد من قوى بشرية وهي المادة الأساسية المطلوبة لإقامة المسرح تقدم إشراقات جديدة للغاية في مختلف الجوانب سواء إقامة المهرجانات الخاصة بها في تجارب التأليف والإخراج، حيث توجد مشاريع كثيرة للشباب في السعودية، كما يوجد الآن ما يقارب 35 فرقة مسرحية خاصة، إضافة إلى 16 فرقة تابعة بجمعية الثقافة والفنون، وفرق الجامعات وفرق مسرح الشباب. وهذا يدل على وجود قوى بشرية هائلة وموهوبة وقادرة على الوصول إلى ما تريد. أما قضية الدعم فإننا نأمل في ظل تعيين وزير جديد للثقافة والإعلام أن تتحرك الأمور بصورة جيدة وفي الاتجاه الصحيح، ونحو إعادة جمعية المسرحيين إلى وضعها الطبيعي، وإعادة الدعم إلى جمعيات الثقافة والفنون، ونحن نؤمن بأن المسرح مشروع دولة، والكل محتاج دائما إلى الدولة لكي تتبنى هذا المشروع وترعاه، وتقدم له الدعم لكي يستمر

Happy Wheels