النشرة الثالثة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الثالثة

 

الافتتاحية
التكريم المستحق


مدير المهرجان: فالح المطيري
في يـــوم افتتـــاح مهرجـــان الكويت المسرحي اعتلى خشبة مسرح الدسمة كوكبة من العناصر المسرحية ضمن الكوادر التي تم تكريمها خلال الدورة العشرين لمهرجان الكويت المسرحي.. ولسنا هنا بمعرض الحديث عن هذا الاسم أو ذاك لأننا أمام مجموعة من الأسماء التي تنوعت تخصصاتها واهتماماتها وبصماتها.
إن اللحظات الأهم حينما يقول أهل المسرح وأجياله لتلك الأسماء شكرا وألف شكر.. شكرا على عطاء سنوات حبلى بالعمل والعشق للمسرح ومسيرته.. شكرا لتعب السنين وعرق الأيام والعروض والانتظار والانجاز.. شكرا للمبدعين بدر محارب وأمل عبدالله وهدى حسين وعبدالعزيز المسلم ومحمد العجيمي وحسن القلاف وعبدالعزيز الهزاع ورمضان علي وصالح الغريب وفهد الحارثي.
ونحن نرصد تلك الأسماء نتذكر مبدعا نذر حياته ومسيرته ليظل خلف الكواليس يشتغل في عالم الكتابة للمسرح.. وثانيا لم يعرفه إلا القلة ولكنه ظل من تلك الأسماء البارزة التي عملت إلى جوار الكبار في مجال الإنتاج.. وثالثا في مجال النقد والتوثيق والبحث.. ورابعا اعتلى خشبة المسرح كممثل.. وهكذا تمضي الأسماء كل منهم يمتلك مسيرته وبصمته وتاريخه.
إنه التكريم المستحق لأسماء ومسيرة وبصمات.. وهم في مسرح الدسمة يتذكرون جوانب من عشقهم وانتمائهم إلى المسرح ومسيرته.. هنا كانت التحديات وهنا كان العمل حيث تواصل الليل بالنهار، وهنا كان الفوز والإنجاز، وهنا دوت الصالة بالتصفيق والهتاف.. وهنا كان عناق الأحبة ورفاق الدرب بعد الفوز بهذه الجائزة أو تلك. لذا حينما تأتي لحظات التكريم فإنها تأتي اختصارا لمسيرة وتواريخ عامرة بالنبض والحياة والتفرد.. إنها لحظات استعادة الأزمنة والتواريخ والرفاق الذين غادرونا ولايزالون يواصلون مسيرة العطاء والإبداع والتميز.
فشكرا للذين اعتلوا المنصة.. وشكرا للذين باركوا ذلك التكريم بحضورهم ووقوفهم وهتافهم ومباركتهم واستحضارهم أجمل اللحظات والموقف. وشكرا لمهرجان الكويت المسرحي الذي بات موعدا لأن نقول كلمة الوفاء والعرفان والتقدير لقامات وأسماء ستظل الحركة المسرحية في كويتنا الغالية تقف أمامها إجلالا وتقديرا وعرفانا. فللجميع نقول: مبروك التكريم.. وأنتم أهل لذلك التكريم والاحتفاء.

 

 

 

 

 

قدمته فرقة المسرح الكويتي وطرح جدلية العلاقة بين الشكل والمضمون

 

هاديس ..
الخيانة والعقاب

 

أحمد العوضي يدخل مرحلة عالية من النضج الفني

 

مباراة عالية المستوى في الأداء تبارى فيها الحسيني وسماح

 

شجرة الحياة والخطيئة منحت النص بعدًا إضافيًّا

 

الأزياء والمكياج منطقة إضافية في رصيد العرض

 

كتب: عبدالستار ناجي
يأخذنا عرض فرقة المسرح الكويتي «هاديس»، ضمن عروض مهرجان الكويت المسرحي، إلى منطقة مشبعة بالجرأة العالية، وهي بلا أدنى شك تمثل أحد الرهانات الأساسية للمسرح في الكويت الذي يظل يمتاز بسقف الحرية العالي، والذي يجد في عروض مهرجان الكويت فضاء رحبا للتحليق والانعتاق من الفعل الرقابي الوظيفي التقليدي.
نص يحاكم الخيانة وهو لا يستهدف المرأة وحدها، بل المجتمع بكل قطاعاته، عبر كتابة تمتاز بالذكاء والعمق حتى ونحن أمام مشهديات لها بداية ونهاية، ولكنها تظل محاكة ومجدولة بعناية كاتب شاب يجيد حرفته ومتمكن من أدواته وأيضا مضامينه التي راح يشتغل عليها.
هاديس... حدث في العالم السفلي، هكذا هو المكان والزمان هناك، حيث يستدعي النص الخطيئة لتكون منصته وقضيته ومضامينه. من رحم الخطيئة تبدأ الحكاية وعلى ظهرها تنتهي من سفلي إلى أسفل، حيث تشخص الخطايا تصدح مصحوبة بالصراخ المجلجل والآهات الخانقة. هناك حيث لا فرصة للرجوع إلا ليأخذ كل ذي حق حقه أمام شجرة النهاية والحياة والخيانة.
كل ذلك الحدث يجري في هاديس، تلك المملكة التي سيعيش بها كل خطاء مذنب عاش وتمرغ في الخطيئة. في ذلك العالم السفلي حيث سيأخذ كل شخص ما يستحق من العذاب والألم. عبر اعترافات تحبس الأنفاس وتزهق الذات. هناك العيون تصرخ وتتألم والألسن تتفجر بالاعترافات.
سبعة مشاهد، لكل مشهد منها حكايته التي تعمق ذلك المحور الذي راح يشتغل عليه المؤلف أحمد العوضي، وهكذا الأمر مع العرض المسرحي الذي جاء بإيقاع متوازن، كل شيء فيه متعمد، حتى تلك اللحظات التي يشعر فيها المتفرج بأنه أمام شيء من الهبوط؛ لأننا أمام لحظات انتظار تعيشها تلك الشخصيات التي هربت من قدرها لتجد خطيئتها أمامها تشهد عليها وتفضحها.
في المشهد الأول نتابع حكاية الجار والجارة، ولكننا في حقيقة الأمر نحن كنا أمام اعترافات العين واللسان والذوات الهاربة من الخطيئة إلى العقاب المرتقب، ولكن عذاب الاعتراف يمثل حالة من القسوة والألم.
وفي المشهد الثاني حيث الولد الذي يستغرب وجوده في مكان غريب وجبروت امرأة تكظم صوت ابنها للمضي في رغبتها وخيانتها.
ونقتطف ذلك الحوار الثري العميق الذي يأتي على لسان الولد، حيث يقول وغصة الألم تقتله: لا أرغب في شيء سوي أن أسالها من هذا الرجل؟ هي تجاوبني كي أرتاح. أنا في المدرسة وبين أصحابي أخاف من اقترابها مني أمامهم. أخاف من حضورها معي المدرسة وأمام أساتذتي على الرغم من أنها من ربتني، لكنني أخجل من كونها أمي.
ولعلنا نلاحظ هناك ثراء المفردة والمقدرة على قيادتها في التعبير عن اللحظة والمضامين والألم المتفجر في الذات الإنسانية، وهي ترى وتبصر خيانة الآخر، خصوصا الأم.
في المشهد الثالث، حيث رحلة الرغبات التي تعترف عبر مجموعة من الأبناء الذين لم يكتب لهم الحياة وسط همجية الرغبة واللذة العابرة.
فيما يأخذنا المشهد الرابع إلى حيث اللقاء بين أقطاب الخيانة، حيث الدلالات الشيطانية والعلاقة مع الإنسان والسقوط في براثن ذلك الشيطان؛ لنكتشف لاحقا أننا أمام جميع الشخوص وقد تحولوا إلى شياطين يمارسون الخيانة والرذيلة؛ لتقول في النهاية بأن الشيطان قد أغواها ولكنها تذهب إلى ما هو أبعد من وسوسة الشيطان.
ومع المشهد الخامس نحن أمام حصاد الرذيلة، حيث ذلك الطفل الذي ترميه أمه في القمامة للتخلص من رغبة ورذيلة، ولكن الاعتراف المدوي للطفل بالذات في اللحظات التي تنهشه الكلاب، ودعونا نقتطف هذا الحوار لنرى عمق ألم اللغة والاحترافية العالية في البوح في لغة الكاتب أحمد العوضي، حيث يقول الوالد:
«وتركوني هنا. في الليل. تركوني وحدي حتى أتاني زائر. زائر جائع بدأ ينهش لحمي الذي لم يكتمل. أخذ مني كبدي. سرق مني قدمي التي لم تكتمل. وذهب بعيدا مع أعضائي التي لم تكتمل. وأتى زائر آخر يرغب بالضيافة. وأتى ضيف ثالث فرابع وخامس حتى تناثر جسدي الذي لم يكتمل...».
لغة ومفردات ومعان ومضامين تحمل الإدانة والاعتراف على خيانة ستظل تلاحق فاعلها حتى في تلك المنطقة القصية بانتظار النهاية.
وعند المشهد السادس، حيث الاعتراف من قبل الزوجة لزوجها الذي أحبها في مشهد يعمل على جر عربة النص بإيقاع متصاعد إلى هدفه، وصولا إلى المشهد السابع، حيث حكاية الفتاة التي تستهل المشهد بالحوار التالي:
لم يتركوا لي خيارا فأنا عار لم يبق بخيالي حلم، لم يتركوا لي حربا تخوضها مشاعر الكره والحب في داخلي. فقد قضوا على كل شيء. تهمشت ذاكرتي. تحطمت خيالاتي. وهدمت كرامتي وتشوهت أنوثتي. لم يكن في وسعي فعل شيء، كنت دمية مستسلمة، لعبة قطنية يتحكم فيها صاحبها؛ فأنا فتاة أتذكر أني كنت أحلم».
ما أفظع ذلك الأتون الذي كانت تعيش به شخصيات أحمد العوضي وهي تذهب إلى مملكة الظلام والنهاية والعتمة والجحيم...!
وعلى صعيد الصورة والعرض نحن أمام منطقة إضافية في رصيد هذا الفنان الشاب الذي تتضح مفردات نضجه، فهو حينما يشتغل إخراجيا على نصه فهو يمنحه كثيرا من روحه وشخصيته، حتى وهو يحيط نفسه بترسانة من الكوادر المتخصصة، مثل مدير الإضاءة عبدالله النصار، ومهندس الديكور فيصل العميري، والموسيقار محمد الزنكوي، ومصممة الأزياء حصة العباد، والماكيير عبدالعزيز الجريب، وتلك الأسماء تشكل قوة ضاربة في أي تجربة مسرحية تكون بها، ولكننا أمام مخرج له روحه ولغته لذا يذهب بالتجربة إلى حيث يريد مانحا كل مبدع من فريقه فضاء ضمن فضاء التجربة، حيث لا يطغى أحد على الآخر، أو أحد على التجربة؛ فيسلب منها روحها وخصوصيتها التي تحمل بصمة الفنان أحمد العوضي الذي قاد التجربة عبر صورة مرسومة ومكتوبة بعناية تعمق دلالات وعذابات تلك الشخصيات المصلوبة على خطيئتها التي تظل تطارها.
استطاع المخرج أحمد العوضي أن يذهب بعناصره إلى مناطق إضافية في تجربته، يفجر طاقتها عبر بروفات راحت تتواصل لأكثر من ثلاثة أشهر، ما منح التجربة كثيرا من النضج، خصوصا ونحن نشاهد تلك الحلول الذكية في استخدام الجوقة لتكون جزءا أساسيا من العرض، عبر الحوارات وحركة الجسد.
عند التمثيل لا بد من أن نتوقف مطولا، فنحن أمام قامات آمنت بالتجربة، واستطاعت أن تدفع بالشخصيات إلى داخلها تتحرك معها وتجعلها تعيش تلك اللحظات القاسية والمدمرة، ونخص الفنانة المتميزة سماح التي تنطلق بعيدا في حلولها والشخصيات التي تقدمها (سبع شخصيات) لكل منها عذاباتها وظروفها، وأيضا معادلات تقديمها، والتعامل معها. ونستطيع التأكيد أن هذه الفنانة تدهشنا يوما بعد آخر، بما تمتلك من طاقة وإمكانات فنية تحول مهنة التمثيل عندها إلى قصيدة شذية بتفاعلاتها وعمق الأحاسيس التي تمتلكها. وهكذا هو الأمر مع الفنان علي الحسيني الذي راح يتحرك بكثير من اللياقة، حيث المقدرة على تطويع الجسد والصوت والتعابير المقرونة بالأحاسيس العالية، بل إنه يقود التجربة إلى فضاء مشبع بالمتعة عند المشاهد، وهو يتأمل هذا الأداء العالي والمرهف.
على النهج ذاته حينما نتأمل الأحاسيس العالية التي تشتغل بها الفنانة الشابة لولوة الملا التي تؤكد تجربة بعد أخرى عشقها الكبير للمسرح، رغم كل إغراءات الدراما التلفزيونية، وهي هنا تمتلك عمق الإحساس والتفاعل. ولا يمكن تجاوز الفنان الشاب بدر الشعيبي الذي راح يشتغل مطولا على نفسه في هذه التجربة على الخصوص.
في مسرحية «هاديس» كثير من الاحترافية المسرحية، وكثير من البعد الفلسفي، حتى على الرغم من مساحة المباشرة في الاتهام، حيث الخطيئة والعقاب الحتمي؛ فمن يفعل الخطيئة حتما سيجد العقاب، كل ذلك عبر سقف عال من الطرح يجاوز كل ما هو مألوف ومستعاد ومكرر وباهت؛ لذا نحن أمام عرض يحرك الساكن ويبشر بفريق عمل يضاف إلى رصيد فرقة المسرح الكويتي التي عودتنا دائما على أجيالها وأبنائها المبدعين، الذين يكمل كل منهم الآخر، ويرفدون مسيرة هذه الفرقة التي تظل دائما تراهن على جيل الشباب... وهم بلا أدنى شك رهان محمود.
باختصار شديد... هاديس للمؤلف والمخرج أحمد العوضي نقلة إضافية مقرونة بالنضج والجرأة... فما أحوجنا إلى هكذا مسارات تثري عرسنا المسرحي في مهرجان الكويت المسرحي.

 

 

 


«هاديس»: إشادة بالأزياء والموسيقى والمكياج.. ورفض لتحميل المرأة سبب الخطيئة

 

العوالم الخفية ودلالات الرؤية
أساسيات العمل المسرحي


الحوطي: العرض ركز على خيانة المرأة.. مجتمعنا ليس بهذه الصورة
العوضي: المسرحية لا ترتبط بقبيلة ولا دولة ولا مجتمع معين فهي كلها كانت بالعموم

 

كتب: يوسف غانم
شهدت الندوة التطبيقية التي عقدت بعد انتهاء العرض المسرحي «هاديس» لفرقة المسرح الكويتي والذي قدم مساء أمس على مسرح الدسمة ضمن العروض المشاركة في مهرجان الكويت المسرحي في دورته العشرين تفاعلا كبيرا ومداخلات متعددة بأسلوب نقدي بناء، فجاء بعضها مشيدا بالعرض والبعض الآخر انتقد بعض الجوانب من وجهة نظره.
وقد أدارت الندوة د. شادية زيتون التي أشادت في البداية بالمستوى المتميز لمهرجان الكويت المسرحي وما يشهده من تطور عبر دوراته المتتالية والتي يتم عبرها اكتشاف العديد من المواهب والإبداعات وكذلك التنظيم المميز. وأشارت إلى معنى النقد وأهميته كعامل أساسي في الإبداع المسرحي، متمنية أن يكون بشكل موضوعي وبناء وبعيد عن المجاملات أو التجريح، داعية الجميع إلى تقبل النقد بكل رحابة صدر لأنه موجه للأعمال وليس للأشخاص والغاية منه تلافي السلبيات وإظهار الإيجابيات ودعمها لتحقيق الفائدة.
بعد ذلك قدمت د. زيتون المعقبة على العرض خلال الندوة الدكتورة نيرمين الحوطي الأستاذ المشارك في قسم النقد والأدب المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية وقد بدأت موجهة كلامها لمخرج العرض أحمد العوضي، متسائلة عن استعانته باسم العمل «هاديس ملك العالم السفلي» في بدايته وختامه، ثم تطرقت إلى الفنانة سماح وموضوع المكياج، وكذلك موضوع السحب والغيوم وظهورها في العرض.
واستغربت د. الحوطي التركيز على المرأة وموضوع الخيانة فيه، نافية أن يكون مجتمعنا على هذه الصورة وكأن المرأة هي سبب جميع مشاكلنا، وهذا مناف للحقيقة مطالبة بالتركيز على الهوية الوطنية. كما قالت إن لغة العرض كانت ركيكة نوعا ما.
ثم فتح باب النقاش فتحدث د. أحمد الشرجي من العراق الذي وجه تحية كبيرة وتقديرا كبيرا لمخرج العمل وفريق عمله، معتبرا أن هذه الجهود حتى تكتمل بصورتها الرائعة وبجانبها الجمالي لا بد من جهود واضحة وعمل متواصل لفريق العرض، مشيدا بالمنظومة الإخراجية، إلا أن التواصل لم يكن منتظما وغير منضبط وبالتالي فقد تقانته والعملية الإبداعية والرسالة التي يريد المخرج إيصالها، وعلى مستوى التمثيل قال د. الشرجي إن هناك ضياعا لجهد وطاقة الممثلين والذي استنزف في بداية العرض وكان من المفترض أن يتم توزيعه طوال فترة العرض، كما أشار إلى وجود الشجرة ككتلة كبيرة جدا في أعلى وسط المسرح وما ترمز إليه من دلالات مختلفة حسب رؤية المشاهد.
بعده كانت مداخلة د. أحمد مجاهد الذي ركز على تفسير النص معتبرا أن الشجرة داخل العرض ربما تشير إلى شجرة الزقوم وما تشير إليه هذه الشجرة من عذاب، وان الجنس هو الدافع الأول للتعاسة في النص، وأن القهر الذي مارسته الأم على ابنتها لم ينجح في منع السقوط في الرذيلة، موضحا أن البنية الأبوية في أي مجتمع ليست من صناعة الرجل فقط بل من صناعة المرأة أيضا، مبينا أنه تأثر بمشهد الرجم بأوراق الورد.
وجاء دور الفنانة أمل الدباس التي وجهت الشكر والثناء لفرقة المسرح الكويتي على ما قدمته وتقدمه دائما من إبداع وأعمال ممتعة تحترم عقل المتلقي، موجهة كلامها إلى مخرج العرض قائلة: أخذتمونا إلى عوالم خفية يتصارع فيها المنطق والضمير والموروث، معبرة عن استمتاعها بالعرض وتجسيد الفواصل بين الحالة والزمن.
بعدها كان حديث عبدالله ملك الذي بدأ حديثه بحرية الرأي حول أي عمل فهناك من يعجب وهناك من يستاء، هناك من ينبهر وهناك من يشمئز، ولكن ما يحسب للمخرج أحمد العوضي أنه لا يكرر نفسه وأن له تجارب ناجحة أمتعتنا، وهناك أساليب إخراجية مارسها وقدمها فنجح في الانتقال من الواقع الحالي إلى المستقبل.
أما د. سيد إسماعيل فقد شكر جميع القائمين على مسرحية «هاديس» معتبرا العمل يحمل جرأة في الطرح وهذا مشهود للكويت ففكرة التعامل مع العالم السفلي والأساطير مسألة شائكة تحمل الكثير من الوجوه والمعاني، مشيرا في ذلك إلى الشجرة وما تحمله من دلالات؛ خصوصا في المجتمع الخليجي، فهل هي الوطن أو الأمة وكيف تبلع المكان؟ وما الذي يعنيه أن تنزف رمالا على الخطايا؟
وأشاد د. سيد بالأزياء والمكياج والإضاءة وروعتها ودورها في إيصال الرسالة والفكرة، منتقدا في الوقت ذاته ريتم التمثيل والحركات المتشابهة لدى الجميع والتي كان من الممكن استثمارها بشكل أفضل بعيدا عن التكرار.
أما الأستاذ علي مهدي فحدد ثلاث نقاط استقاها من خلال مشاهدته: الأولى تتمثل في الصورة أو جملة الصور، حيث أعطانا المخرج صورا حقيقية للتعرف على المفاهيم خلف هذه الصور والثابت كالشجرة ثم المكياج والعوامل الأخرى.
ثم يأتي التشخيص عبر الحركة الثنائية والجماعية وهذا يدل على مجهود كبير وتدريب متواصل لفترة ليست بالقصيرة، أما الفكرة فكانت برأيه من أضعف العناصر، مبينا أن الفتاة هي الصورة البهية للحياة والتي لم يولها المخرج الاهتمام الواجب.
ونبه مهدي إلى ضرورة مراعاة عوامل السلامة والأمان للممثلين والابتعاد عن كل ما قد يؤذي الممثلين وفقا للاتحاد الدولي كالرمال والدخان وما يشكل خطرا على المهنة.
بدوره تحدث المؤلف د. خالد أمين عن الحبكات المتعددة للعرض والبداية والنهاية فالكتابة المسرحية اتجهت للشذرية، موضحا أن هناك حكاية فيها التباس لم تكتمل، والعرض كان مبنيا على الجوقية التي تجلت أساسا من خلال الحوارات الموزعة على مجموعة الممثلين.
كذلك عرض د. أحمد صقر رأيه كمخرج ومؤلف وكمتلق فأشاد بالموسيقى التصويرية وروعتها وبالملابس، ولافتا إلى أنها تجربة عميقة فكريا وطرحها بصريا شيء يستحق الإشادة.
أما د. أيمن الخشاب فتحدث عن بناء النص وبناء العرض وارتكاز معظم لوحات العرض على ثيمة الخطيئة، ما عدا لوحة واحدة هي مسألة منع الخطيئة والتي أدت أيضا إلى خطيئة وهي القتل والذي قد يكون قتلا ماديا أو معنويا، مشيرا إلى أن المخرج استطاع العمل على فكرتي الوحدة والتنوع ونجح فيها كمصادر الضوء والموسيقى والأزياء وحركات الممثلين، مع استغلال هذا التنويع وملء الفراغ المسرحي.
من جهته عبر د. حسن الرشيدي عن إعجابه بجميع أعمال المخرج أحمد العوضي كشاب صاحب رؤية وفكر منفتح، لكن مجتمعاتنا تكبل المبدعين بالقيود، ونحن مقتنعون أن هناك جيلا يحمل رسالة المسرح ونحن نتنفس المسرح من خلال هذا المهرجان في دولة الكويت.
وفي الختام كان رد مخرج مسرحية «هاديس» أحمد العوضي الذي أجاب عن جميع الأسئلة والاستفسارات ومداخلات الحضور والمشاركين، حيث توجه في بداية حديثه إلى جميع أعضاء العمل الذين بذلوا جهودا كبيرة ناسبا النجاح إليهم، وقدم شكره للجميع وللجمهور الذي تابع العرض، مشيدا بمكانة المرأة ، مؤكدا أن مشاهد المسرحية لا ترتبط بقبيلة ولا دولة ولا مجتمع معين فهي كلها كانت بالعموم، كما لم تشر إلى ديانة معينة، وأن العمل الفني والمسرحي لا يكون فقط في إقليم معين أو دولة فقط، كما حاول إظهار النعم التي منحنا إياها رب العالمين واستثمارها وعدم تحويلها إلى نقمة.
وفي الختام شكرت مديرة الندوة د. زيتون المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومدير مهرجان الكويت المسرحي فالح المطيري على إتاحة الفرصة للحضور وللمشاركة بفعاليات المهرجان.

 

 

 

ضمن أنشطة المركز الإعلامي لمهرجان المسرح

 

مسرحيون وإعلاميون أبَّنوا القنة: ترك بصمات واضحة في الحركة المسرحية

 

الشمري: موسوعة علمية متنقلة وله إسهامات كثيرة في الجانب النقدي

 

إسماعيل: الراحل كان حلمه إصدار كتاب عن المسرح الفلسطيني

 

القحطاني: له تأثير مباشر في الحراك المسرحي وأحيا المصطلح النقدي
اللهو: مساهماته متعددة في المسرح وهو كاتب متمكن ومتمرس

 

جمعة: جمعتني به علاقة إنسانية ولي مواقف كثيرة معه
ياسمين وأميرة: والدنا كان قامة مسرحية كبيرة وعلمنا التسلح بالثقافة

 

كتب: حافظ الشمري
انطلقت في فندق الجميرا أولى فعاليات المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي في دورته العشرين، حيث أقيمت جلسة تأبين المسرحي الراحل د. نادر القنة، وقام بإدارتها رئيس المركز الإعلامي في المهرجان الزميل مفرح الشمري.
وجاءت تلك اللفتة من المهرجان تقديرا ووفاء وتكريما لتلك الشخصية المسرحية التي كان لها دور وبصمات واضحة على الحركة المسرحية، محليا وخليجيا وعربيا، وشارك في الجلسة بالحديث عدد من الفنانين والإعلاميين.
وتحدث مفرح الشمري فقال: هذه جلسة وفاء لإنسان قدم الكثير للحركة المسرحية الكويتية، تلفزيونيا وإذاعيا ومسرحيا ونقديا، ونحن مهما تحدثنا عنه فلن نعطيه حقه، وهو يعتبر موسوعة علمية متنقلة، وله إسهامات كثيرة خصوصا في الجانب النقدي.
حلم الكتاب
وتحدث د. سيد علي إسماعيل قائلا: «كان الراحل له مواقف مع الجميع، رغم اختلافنا معه في بعض الآراء والجوانب النقدية، وأنه تعامل معه كثيرا وكان قريبا منه، لافتا إلى أن الراحل كان حلمه إصدار كتاب عن المسرح الفلسطيني، وهو عبارة عن رسالته في الماجستير في العام ١٩٩٠، لكن لم يكتب لها النور، وظلت حبيسة حتى يومنا هذا، متمنيا أن يخرج هذا الكتاب، والذي يعتبر أفضل تكريم له، والكتاب يتضمن نماذج متنوعة من مسرحيات فلسطينية».
تأثير مباشر
فيما قال د. فيصل القحطاني: إن الراحل له كتاب يتيم عن مسرح الطفل، وصدر في الدورة الأولى من مهرجان الطفل في الكويت، ولقد ارتبط معه بصداقة امتدت ٢٢ عاما، وكان له تأثير مباشر في الحراك المسرحي المحلي خلال الدورات والورش، إلى جانب إحيائه المصطلح النقدي، وله أبحاث هائلة في المسرح، وكتابة نصوص مسرحية متعددة.
كاتب متمكن
من جانبه قال جمال اللهو: إن الراحل كتب عدة مقالات في مجلة «عالم الفن»، وله مساهمات متعددة في المسرح، وهو كاتب متمكن ومتمرس.
وقال عبيدو باشا إنه جمعته لقاءات مع القنة، وكان قارئا جيدا لأبحاثه ودراساته التي تركت أثرا كبيرا في الكويت والوطن العربي.
رؤية خاصة
من جهته قال الفنان رفيق علي أحمد إن الراحل القنة كان يحمل رؤية خاصة عن المسرح احترمها كثيرا.
واستشهد الزميل عماد جمعة في مواقف جمعته مع القنة في المجال الإعلامي، عندما كان يكتب مقالات في مجلة «عالم الفن»، وله مواقف كثيرة معه.
وتوجه جمعة بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وإدارة المهرجان على تخصيص ندوة خاصة تأبينية للحاضر الغائب د. نادر القنة، والذي استطاع ان يكون ناقدا ومحللا مسرحيا من الطراز الأول ليصول ويجول في الندوات مستخدما مصطلحات ربما يسمعها البعض للمرة الأولى فكان فارسا في المحافل المسرحية العربية، ولم يقتصر تأثير القنة على المهرجانات المسرحية الكويتية والخليجية فقط بل امتد تأثيره إلى دول المغرب العربي فشارك في مهرجاناتهم المسرحية والسينمائية.
الأفخم .. يتكفل بطباعة أبحاثه
فيما أعلن الباحث السعودي إبراهيم عسيري أن رئيس الهيئة العالمية للمسرح محمد سيف الأفخم أخبره هاتفيا بتحمله تكاليف طباعة وإصدار البحوث والدراسات التي كان ينوي الراحل القنة طرحها قبل وفاته.
ابنتاه .. ودموع التأبين
وبدموع يعتصرها الألم تحدثت ابنتا الراحل «ياسمين» و «أميرة» اللتان أجمعتا على أن والدهما كان قامة مسرحية كبيرة، وكان يعلمهما التسلح بالثقافة، وحمل رسالة ثرية في الحياة، وله بحوث ودراسات متعددة، وكان متمسكا بالدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال كتاباته الكثيرة.
كما حضر تأبين الراحل عدد من الأقلام المسرحية والإعلامية والصحافية والإعلامية بينهم د. أحمد عامر والإعلامي وائل الدمنهوري والفنان المسرحي السعودي جميل القحطاني الذي جمعته علاقات طيبة مع الراحل منذ عام 2004، وقد كرم القحطاني الزميل مفرح الشمري رئيس المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي، وذلك لجهده في دعم أهل الفن والثقافة خليجيا وعربيا.
مسيرة حافلة
ويعتبر الراحل القنة من الأسماء البارزة التي عملت في النقد المسرحي، ويمتلك مسيرة حافلة، وله إسهامات في المهرجانات المحلية والخليجية والعربية، حيث كان من أعضاء هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية لسنوات طويلة، وترأس العديد من لجان التحكيم في مهرجانات المسرح والدراما والسينما في الكويت والعديد من الدول العربية.

 

 

 


قدم ورشة «منقوشات جدارية» في مسرح الشامية

 

الياسين: للديكور دور مؤثر في نجاح العرض المسرحي أو فشله

 

الديكور فن يتكامل مع الفنون الأخرى لخدمة النص المسرحي

 

أي قطعة غير مستخدمة تتحول عائقًا لحركة الممثل وعبئًا على المتلقي

 

كتبت: سهام فتحي
للديكور أهمية بارزة في توضيح الجو العام للعرض المسرحي، والتفاصيل والأبعاد النفسية للشخصيات، ويعبر عما يحتويه النص، كما يساعد المشاهدين على فهم العمل المسرحي، من خلال تعريف مكان وزمان المسرحية، والدلالات الرمزية للديكور تصور تنقل الحدث المسرحي وتعكس المغزى من المسرحية والفكرة التي تقدمها، فيمكن للمشاهد فهم النص الأدبي من خلال الرؤية الأولى للديكور عند فتح الستار، لذا فإن للديكور دورا مهما ومؤثرا منذ اللحظة الأولى في نجاح العمل المسرحي أو فشله.
لذلك حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على إقامة ورشة «منقوشات جدارية في العرض المسرحي»، ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته العشرين، في مسرح الشامية، قدمها رئيس قسم الأزياء والديكور بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بشار الياسين، وتستمر فعالياتها لمدة خمسة أيام، بإشراف هدى المطيري، وبحضور عدد من محبي الفن المسرحي، وتهدف الورشة إلى تدريب المشاركين على كيفية تصميم وصنع المنقوشات واللوحات الجدارية التي يشاع استخدامها خلال العروض المسرحية، والتي تختلف في أحجامها وأشكالها وألوانها وفقا للنص وطبيعة الديكور؛ فمنها ما يأخذ الطابع التاريخي أو الفرعوني أو الحديث.
تدريب مكثف
من جهته أعرب بشار الياسين عن سعادته البالغة بالمشاركة في فعاليات مهرجان الكويت المسرحي، من خلال إقامة هذه الورشة التي تستهدف الفئات العمرية من 18 عاما وما فوق؛ نظرا إلى طبيعة الآلات التي يستخدمها المتدربون، وتشمل آلات حادة وأخرى خاصة بالحرق والقطع والفرش، وتضم الورشة ما يقارب خمسة عشر متدربا.
ويوضح الياسين أنه حرص على تقليل عدد المشاركين ليتمكنوا من الاستفادة المباشرة، والتدريب العملي الذي تتطلبه هذه النوعية من الفنون، كما أن تنفيذ هذه اللوحات الجدارية يتطلب تنفيذ العديد من الخطوات والتدريب المكثف.
فالديكور المسرحي هو القطع المصنوعة من الفلين والخشب والقماش أو غيرها، والمقامة فوق المسرح لكي تعطي شكلا لمنظر واقعي أو خيالي أو خليط منهما، على أن ترتبط بمدلولات المسرحية، ولذا يعتبر الديكور المسرحي فنا يتكامل مع الفنون الأخرى، مثل الموسيقى والتصوير والإضاءة والتمثيل، لخدمة النص المسرحي، والمساعدة في تأدية مضامينه.
وأشار إلى أن كل قطعة من الديكور يجب أن تكون فاعلة في الحدث المسرحي، وأي قطعة غير مستخدمة أو غير مؤثرة تتحول إلى عائق لحركة الممثل وعبء على المتلقي، كما أن للديكور تأثيره على الممثلين ومستوى أدائهم على خشبة المسرح.
لذا فإن على فنان الديكور توخي الحذر وتنفيذ ديكورات تتناسب وفقا لرؤية إبداعية سليمة، تحقق المتعة وتحافظ على الإيقاع، من خلال تصميم الديكور المناسب بالاعتماد على المخيلة المبدعة التي يشترط وجودها لدى مصمم ديكور المسرحية.
خطوات التصميم
وحول الخطوات العملية التي يتبعا مع المتدربين، أوضح الياسين أنه في البداية يقوم المتدربون باستخدام ورق وكربون لطبع النقشة أو الصورة المراد تحويلها إلى جدارية، ويتم تحديدها بالتفاصيل الدقيقة، ثم باستخدام آلات الحرق يتم حرق النقوش، ثم تضاف قطع فلين إضافية لتوضيح وإبراز الشكل ولخلق شكل مجسم «3D».
ثم المرحلة الأخيرة، من خلال الترخيم لمنح القطعة الجدارية ما يشبه التأثير التاريخي بإضافة الرمل ثم صبغة لمنح القطعة الفنية التأثير الصخري، ومع الإضاءة والتأثيرات اللونية يمنح المسرح الجدارية تأثيرات رائعة ومبهرة. وأوضح أنه في البدايات كان يستخدم مادة الفلين، أما الآن فيتم تصميمها باستخدام «الرابل» كونها مادة أسهل في التشكيل وتعطي النتيجة نفسها، وتوفر الوقت في تصميم اللوحات، وأوضح أن الرسومات يتم إحضارها واختيارها من خلال كتب معروفة تناسب الديكورات المختلفة، فبعضها تاريخي قديم، وحديث بسيط أو معقد.

 

 

 

وجّه الشكر إلى المجلس الوطني وأكد أن «كل شيء في وقته حلو»

 

صالح الغريب: تكريمي هو تكريم لجيل الرواد من النقاد والإعلاميين

 

أفتخر بمشاركتي في تأسيس مجلة عالم الفن التابعة لجمعية الفنانين الكويتيين

أول لقاء صحافي لي كان
مع الفنانة الراحلة عودة المهنا في العام 1971

 

كتب: عبدالستار ناجي
لقد استطاع الناقد والباحث الصحافي الزميل صالح الغريب أن يحتل موقعا بارزا في الحركة الفنية الكويتية، وأن يحقق معادلة الحضور بين الأجيال ويرسخ مسيرته سواء في المجالات الصحافية أو النقدية أو في مجال التوثيق الذي بات أحد أبرز رواده على الصعيدين المحلي والخليجي. واليوم حينما يتم تكريمه من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال مهرجان الكويت المسرحي فان ذلك التكريم يأتي اعترافا بالدور الرائد الذي قام به والبصمات والشواهد التي ستظل حاضرة عبر الأجيال. وفي لقاء خاص مع «نشرة المهرجان» بمناسبة تكريمه يسلط الغريب الضوء على جملة من القضايا والموضوعات الفنية والإعلامية.
ما أبرز المحطات في مسيرتك؟
المحطات في مسيرتي كإعلامي كثيرة ولكني أتوقف عند المحطات التي تعتبر نقلة في حياتي. في أول سنوات دراستي في معهد المعلمين (65/ 66) تركت ممارسة هواية الرياضة وتوجهت إلى القراءة وخاصة الكتب التي تتضمن السير الذاتية، ونتيجة لذلك بدأت في نشر ملخصات الكتب التي أقرأها في المجلات فكانت أول مجلة أنشر فيها هي مجلة «أضواء الكويت» وذلك في العام 1965، وكان وراء ذلك التشجيع الذي تلقيته من سكرتير تحريرها الأستاذ المصري عمر كيشار، وقد استمررت في نشر المقالات المتنوعة حتى العام 1971 وخلال هذه الفترة نشرت كذلك مقالات في عدد من المجلات منها النهضة والطليعة والهدف واليقظة.
وما أهم المحطات في حياتك؟
مشاركتي في تأسيس مجلة عالم الفن «التابعة لجمعية الفنانين الكويتيين والكتابة فيها من أول عدد صدر منها في أكتوبر العام 1971م وأول مقالة نشرت لي في العدد الأول حوار مع الفنانة القديرة عودة المهنا، وبعد سنوات عملت في مجلة «مرآة الأمة» و«اليقظة» والهدف ثم استقررت في جريدة «السياسة» منذ أول الثمانينيات حتى العام 2002، وبعد التحرير عدت إلى مجلة «عالم الفن» مدير تحرير وحتى الآن.
وكيف ترى تكريمك في مهرجان الكويت المسرحي؟
علق البعض على أن تكريمي جاء متأخرا فكان ردي عليهم كل شي في وقته حلو وشخصيا أجد أنني محظوظ لأن هذه ليست أول مرة يكرمني فيها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب حيث إنه يكرمني كل عام وأحيانا كثيرة يكرمني أكثر من مرة وذلك بتكليفي بتأليف كتيبات التكريم في مهرجان القرين الثقافي ومهرجان الموسيقى ومهرجان الكويت المسرحي حيث إننا نحن المبدعين من الجيل القديم نكون سعداء عندما تطلب منا المشاركة في فعاليات المجلس الأدبية والفنية التي تعطينا الإحساس الجميل بأننا مازلنا نستطيع أن نعمل وأننا موجودون.. وهنا أحب أن أوجه الشكر إلى الدكتور بدر الدويش أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المساعد لقطاع الشؤون الفنية لدوره الكبير في ترشيحي للتكريم.. وتكريمي هو تكريم لجيل من النقاد والإعلاميين الرواد.
كيف تقيم مسيرة مهرجان الكويت المسرحي؟
من حسن حظي أنني شاركت في أول دورة من المهرجان في العام 1989، ومن ثم في أغلبية الدورات وفي السنوات التي لا أشارك فيها أكون متابعا جيدا لفعالياته. مهرجان الكويت المسرحي تظاهرة مسرحية لها مكانتها المتميزة على الساحة الثقافية وحقق الكثير من الإنجازات خلال سنوات إقامته ولذلك يجب ألا يتوقف.. ولو ان مستوى عروضه المسرحية في كل دورة ليست دائما ذات مستوى واحد، لكن أهمية مهرجان انه يقدم عروضا جادة وجيدة للجمهور خاصة ان العروض المسرحية الأهلية والتجارية في الموسم محدودة وتكاد تكون غير موجودة في فترات طويلة خلال العام ماعدا وجود عروض لمسرح الطفل في الأعياد.
ماذا تقول للصحافيين والنقاد الشباب؟
حاليا لا أجد نقادا شبابا على الساحة الفنية.. صحيح هناك أقلام صحافية شابة تقوم بالمتابعات والتغطيات ولا تتواجد في المناقشات ومشاهدة العروض المسرحية إلا إذا كان عندها تكليف بالتغطية وهذا دليل على أن مثل هذه العناصر تعتبر العمل الصحافي مهنة الحصول على الراتب فقط وليس لديها هم وحُب للكتابة ولذلك لا تجد عندها شيء وأحيانا لا تستمر في العمل.

 

 

 


طالب بزيادة دعم الفرق الأهلية المسرحية المتجمد منذ عقود

 

حسن القلاف: أهدى تكريمي
إلى اسم الراحل فؤاد الشطي

 

النجومية تعني البساطة والتواضع وليس التعالي.. الغرور مقبرة الفنان

 

لم أعتزل.. انتهيت من تصوير دوري في الفيلم السينمائي «أين أذهب»

 

كبرنا في العمر ولا بد أن نُفسح المجال للأجيال الجديدة لتأخذ فرصتها

 

نستبشر خيرا بقدوم العبدالجليل فهو رجل ثقافة وقرأنا عن خططه الطموحة
كتب: مفرح حجاب
الفنان القدير حسن القلاف من فناني الزمن الجميل شارك العمالقة في الكثير من الأعمال الفنية سواء على خشبة المسرح أو الدراما التلفزيونية أو الإذاعية، وتم تكريمه للمرة الأولى في مهرجان الكويت المسرحي في دورته العشرين.
«نشرة المهرجان» حاورته حول غيابه وتكريمه وآخر أعماله؟
- ماذا تقول عن تكريمك في مهرجان الكويت المسرحي.. هل تأخر كثيرا؟
< بداية أتقدم بالشكر الجزيل لفرقتي العزيزة فرقة المسرح العربي التي قضيت فيها عمري كله تقريبا، وأهدي تكريمي إلى اسم الراحل الكبير فؤاد الشطي الذي رسخ أقدامنا على خشبة المسرح، وفضله على الحركة المسرحية لا يقتصر على الكويت فقط وإنما الخليج العربي والدول العربية، فقد كان حضوره مشرفا واليوم وأنا أكُرم لا أنسى فضله فقد أخذ رحمه الله بيد جيل كامل وأنا منهم، كما أشكر المخرج الفنان أحمد الشطي رئيس مجلس إدارة الفرقة وأعضاء مجلس الإدارة وكل أعضاء الفرقة على ترشيحي للتكريم وهو فخر وشرف لي، ولا أقول إنه أتى متأخرا فقد سبقنا رواد كبار وأسماء لها ثقلها ونجوميتها ولا بد من احترامها وتكريمها قبل جيلنا، هكذا تعلمنا من روادنا احترام الأجيال التي سبقتنا، وأقول إن تكريمي جاء في وقته وأشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذه اللفتة الكريمة خاصة الأمين العام الجديد كامل العبدالجليل الذي نستبشر خيرا بقدومه فهو رجل ثقافة وعلم وفن وقرأنا عن خططه الطموحة للارتقاء بالمجلس وبالثقافة والفنون في الكويت عموما وهما واجهة الكويت الحضارية. وكنا روادا لكثير من الفعاليات والأنشطة والمهرجانات على مختلف أنواعها في العالم العربي ونتمنى أن تعود هذه الريادة لسابق عهدها، كما نتمنى زيادة دعم الفرق الأهلية المسرحية المتجمد منذ عقود بما يتناسب مع إيقاع العصر وتطوراته فميزانية الأنشطة الرياضية تضاعفت طوال هذه السنوات والفنون والثقافة لا يقلان أهمية عن مثل هذه الأنشطة فيجب دعمهما لأنهما القوة الناعمة للكويت.
لم أعتزل
- قدمت الكثير في مشوارك الفني لكنك الآن شبه معتزل.. لماذا توقفت وماذا تفعل الآن؟
< بالفعل قدمت الكثير من الأعمال الفنية المسرحية والدرامية والإذاعية خاصة مع فرقتي فرقة المسرح العربي ومع الرواد الكبار وكذلك مع الفنانة المتألقة دوما هدى حسين حيث قدمت معها الكثير من الأعمال المسرحية الناجحة للأطفال، وقد كبرنا في العمر ولا بد أن نفسح المجال للأجيال الجديدة لتأخذ فرصتها كما أخذنا وقتنا وهذه طبيعة الحياة وسنتها، وهذا لا يعني أنني اعتزلت ولكن أختار أدوارا نوعية إلى جانب مهامي الإدارية كمدير داخلي لفرقة المسرح العربي.. أيضا تعاوني مع الفنان جمال اللهو مؤسس مهرجان الكويت الدولي للمونودراما الذي أتوجه إليه بالشكر فقد تعاونت معه كمسؤول للعلاقات العامة وشؤون ضيوف المهرجان، كما شاركت في العرض المسرحي الافتتاحي في الدورة الأخيرة، وانتهيت أيضا من تصوير فيلم سينمائي بعنوان «أين أذهب» بطولة عماد العكاري وحسن القلاف والدكتورة خديجة العلي ودارين وجاسم الكندري، ومن تأليف وإخراج الدكتور حيدر الأمير، كما شاركت ممثلا عن فرقة المسرح العربي في حملة «عمار يا كويت» مع مجموعة المتطوعين بالتعاون مع مكتب الشهيد وهيئة الزراعة والإعلامي ناصر المهلهل منسق الحملة.. فلي نشاطي والحمد لله ولكن يميل إلى النواحي الإدارية أكثر من الفنية في هذه المرحلة، ولو جاءني دور جيد بالتأكيد لن أتأخر عنه فأنا أعشق الوقوف على خشبة المسرح.
مواصفات النجم
- عشت مع الرواد الكبار فما هي أهم مواصفات النجومية من وجهة نظرك وهل اختلفت نجومية الجيل السابق عن الجيل الحالي؟
< من أهم صفات النجم الذي يتمتع برصيد كبير من الجماهيرية البساطة والتواضع والعفوية ومقابلة الناس من دون تعال، وأن يكون قدوة لهم لأن النجومية مسؤولية، فالناس تقلدك دون أن تدري فلا بد أن تكون خطواتك محسوبة وهذا ما كان يتمتع به نجومنا في الأجيال السابقة، والكويت ولادة وفيها أجيال من شباب الفنانين الموهوبين الذين يتمتعون بالنجومية لكن البعض منهم لا يتحلى بمثل هذه الصفات وهم قلة والحمد لله لكن الأكثرية والنعم فيهم على خطى السابقين، ولهذه القلة أقول ترى الغرور مقبرة الفنان ومع الوقت ستفقد رصيدك وتندم، تواضع وتباسط وقابل الناس بوجه طلق بشوش يزداد رصيدك وحب الناس لك.
الشباب والمسرح
- وماذا تقول عن مظاهر عدم احترام الشباب للمسرح أحيانا من وجهة نظرك؟
< أبسط شيء الالتزام بمواعيد البروفات وعدم الرد على الموبايل أثناء إجراء البروفة، لكن إذا رن التليفون هد البروفة وتكلم عادي - ما يصير - وربما أخذ راحته في الكلام، المفروض أن تسكر الجهاز قبل بدء البروفة أو وضعه على الصامت فإذا ما انتهت تحدث كما تشاء واقضِ مصالحك، بل إن البعض يأتي بسكرتير أو سكرتيرة تكون خلفه أينما ذهب «منو إنت» رواد كبار ونجوم للحين ما يسووها، وطبعا لن أتحدث عن المقالب التي يمارسها البعض ضد الآخرين، فين الحب وأين إنكار الذات؟
وطبعا أتحدث عن البعض أو فئة معينة حتى لا يظن أحد أنني أتكلم عن جيل كامل لأن فيهم ناس يا زينهم وهؤلاء هم نجوم المستقبل فعليا.

 

Happy Wheels