النشرة الثالثة


اضغط هنا لتحميل pdf النشرة الثالثة

 

أول عروض المسابقة الرسمية للمهرجان

«على المتضرر اللجوء إلى الفضاء» .. صوت المهمشين

 

سامي بلال نجح في التخلص من مأزق الجمع بين التأليف والإخراج

نقلة مهمة لشيرين حجي بعيدًا عن «أكاديمية لوياك للفنون الأدائية»

استخدام الموسيقى أحد أهم الحلول التي قدمها المؤلف في العرض

«بهاليل» غير قادرين على التعبير يكشفون عن معاناة إنسانية كبيرة

أزياء العنود الفرج قدمت دلالات مهمة وديكور خلود الرشيدي أضاف للعرض

كتب: عبدالمحسن الشمري
افتتحت فرقة المرايا للإنتاج الفني والمسرحي، مساء أمس على مسرح الدسمة، عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 19 بعرض «على المتضرر اللجوء للفضاء» وسط حضور كبير، من تأليف وإخراج الفنان الشاب سامي بلال، ديكور: د. خلود الرشيدي، وأزياء: العنود الفرج، ومساعد مخرج: علي كريم، ويشارك في بطولة المسرحية كل من: عبدالعزيز الصايغ، وفهد الخياط، وشيرين حجي، وعبدالقدوس إسماعيل، وعبدالرحمن الهزيم.
وقال المخرج في كلمته: «ثم يستمر النقاش الجاد، هل هو بهلول بفتح الباء أو بهلول بضمها؟»، وعن العمل يقول في كتيب العرض «مجموعة من البهاليل يبحثون عن حياة. وللوهلة الأولى يبدو أن العرض ذهني، أي أنه يعتمد على الحوار والكلمة، وهذا يتطلب رؤية إخراجية بصرية غاية في الدقة واستخدام عناصر الإضاءة والصوت وقطع الديكور والإكسسوارات إلى جانب الاستفادة من القدرات التمثيلية لكسر جمود النص، وتحريك الساكن فيه».

قراءة فنية
ربما من المهم جدا أن نتوقف قليلا عند اسم المسرحية، لأنه يكشف كثيرا من رموز العمل، ونتساءل: ما المقصود بـ «المتضرر؟ وماذا يعني اللجوء؟ وماذ يريد المؤلف من الفضاء؟ أعتقد أن المتضررين في المسرحية هم مجموعة البهاليل، ونقرب أكثر لنقول إن البهاليل هم المهمشون، فنحن في المسرحية مع مجموعة من البهاليل الذين انتهت صلاحيتهم، ولم يعد لهم دور يقدمونه في الحياة، هكذا نتصور للوهلة الأولى من العرض المسرحي، ومع أن وظيفتهم الأساسية هي إسعاد أصحاب الطوابق العليا كما تشير المسرحية، بيد أنهم يجدون أنفسهم في مأزق بعد أن عاشوا ضغوط الحياة، ووجدوا أنه ليس في مقدورهم التعبير عن رغباتهم الدفينة بعد أن تم منعهم من الكلام ومن التعبير ومن أي شيء، ووضعت عليهم قيود قاسية سلبتهم إنسانيتهم وحولتهم إلى أدوات الهدف منها هو الإضحاك والسخرية والوناسة».

معاناة «البهاليل»
ماذا يقصد المؤلف بكلمة «اللجوء؟»، أعتقد أن اللجوء هو الوسيلة التي يحاول بها هولاء المهمشون التعبير، وهم هنا غير قادرين على ذلك، أي أنهم مجرد أشخاص صودرت إنسانيتهم، ولم يعد لهم أمل أو طموح إلى التعبير عن أنفسهم، ولعل شخصية البهلول الذي يحلم بالكتابة، أو الذي يريد أن يعبر عما يدور حوله فلم يعد يمتلك القدرة على ذلك، وعاش بين أوراق بيضاء خير دليل على معاناة هؤلاء المهمشين الذين صودرت رغباتهم ولم يعودوا قادرين على التعبير.

الفضاء والتعبير
قد تكون كلمة «الفضاء» في عنوان المسرحية هي الكلمة التي يجب أن نتوقف عندها كثيرا، فالفضاء يعني المكان العالي ، أو المكان المرتفع، كما يبدو من أحداث المسرحية، أو هم سكان الأدوار العليا، أو الذين يحاولون أن ينتقلوا إلى مكان أعلى، وكل تلك المعاني يمكن أن تقرب لنا المعنى الذي يقصده المؤلف، ويمكن أن نشير إلى الجانب الاجتماعي من القضية التي يطرحها النص، فهؤلاء البهاليل لا يعرفون من يسكن في الأدوار العليا، ولديهم رغبة جامحة في معرفة هؤلاء، والمعنى الذي يمكن لنا أن نستشفه من الكلمة هو أن البهاليل يبحثون عن خلاص ينقلهم إلى مكانة أعلى وأرقى.
العرض المسرحي استخدم ألفاظا ومترادفات استغلها المؤلف لتقريب المعنى، وأعتقد أن المؤلف بذل جهدا كبيرا في تقريب بعض المفردات ودلالتها، مثل «مختلف» و«متخلف».

التأليف والإخراج
يرى كثير من نقاد المسرح أن الجمع بين التأليف والإخراج يشكل مأزقا لا يمكن تجاوزه، خصوصا أن العرض في مثل هذه الحالة يعتمد على رؤية أحادية قد تفتقد أحد الركنين الأساسيين في العرض (التأليف أو الإخراج)، ويبدو أن سامي بلال كان مدركا لهذه المعضلة، واستعد لها جيدا، وسخّر قدراته الكتابية في دعم رؤيته الإخراجية، خصوصا ما يتعلق بالرؤية البصرية للعمل، وهي العنصر الأهم في مثل هذه العروض التي تعتمد على الكلمة والفعل لتوصيل الرسالة أو الفكرة الرئيسية التي يريدها المؤلف.
وقد استفاد المخرج من الديكور المعبر الذي نجحت في تقديمه الفنانة خلود الرشيدي، خصوصا الأوراق المعلقة في الفضاء، وهي قراءة جميلة عن البحث عن حرية التعبير.
كما يحسب للعرض الأزياء الجميلة ذات الدلالات المهمة التي قدمتها العنود الفرج. أما استخدام المؤلف للموسيقى فهو أحد أهم الحلول التي قدمها في العرض وكان الهدف منها مزدوجا، يتأرجح بين كسر حدة الملل من الحوار الذهني الذي يتضمنه النص، والتعبير عن بعض المعاني التي أرادها المؤلف، وكان الممثلون على مستوى المسؤولية خصوصا الفنان عبدالعزيز الصايغ الذي يمتلك خبرة كبيرة في التعاطي مع الجملة الحوارية.

خطوة مهمة
مشاركة شيرين حجي في العرض يشكل انعطافة مهمة في مسيرتها الفنية، فهذه الفنانة الموهوبة تخرجت في أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا)، وكانت وراء نجاح عدد من المشاريع المسرحية للفرقة، حيث أخرجت عدة اعمال توجتها بعرض مونودراما «سبيليات إسماعيل» التي جسدت فيها شخصية أم قاسم باحترافية، ولا شك في أن مشاركتها في هذا العرض خطوة مهمة قد تقودها إلى المشاركة في عروض أخرى خارج «لابا»، وكانت شيرين حجي الوجه النسائي في العرض واثقة من أدائها، وعارفة جدا لما تقول، وهي الشخصية التي يرمز إليها المؤلف بالأمل وبالخلاص من الهموم التي يعيشها هؤلاء البهاليل.
ولعله من المفيد جدا أن نقول ان اختيار المؤلف لمفردة «البهلول» كان موفقا جدا، فهي الأصدق من أي كلمة اخرى، فهؤلاء المهمشون في الحياة فقدوا إنسانيتهم بعد أن عاشوا الهموم والمآسي والآلام، وهم يبحثون عن خلاص، وربما هناك نور في آخر النفق قد يحقق لهم حياة أفضل وينقلهم إليه واقع أجمل وأحسن، ولكن عليهم العمل الجاد والوحدة لأنها السبيل الوحيد لتحقيق الأحلام.
أخيرا، نحن أمام عرض مسرحي نجح فيه مؤلفه بتقديم مشهدية جميلة جذبت المتابعين، وهي خطوة مهمة له ولفريقه الذي عمل معه بإخلاص، ووضح أن هناك نوعا من التجانس بين الفريق.

فريق العمل

مسرحية «على المتضرر اللجوء للفضاء» من تأليف وإخراج الفنان الشاب سامي بلال، ديكور: د. خلود الرشيدي، أزياء: العنود الفرج، مساعد مخرج: علي كريم، بطولة: عبدالعزيز الصايغ، فهد الخياط، شيرين حجي، عبدالقدوس إسماعيل، وعبدالرحمن الهزيم، تقديم مجموعة المرايا للإنتاج الفني والمسرحي.

حضور متميز

جميل جدا أن يُوجد عدد من الفنانين في العرض، مثل محمد المنصور، ومحمد الخضر، وعبدالله غلوم، وأحمد إيراج، وسماح وعدد من الوجوه الشابة من طلبة وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية.

الطائر الحر

الفنان سامي بلال له رصيد مهم على صعيد التأليف والإخراج المسرحي، إلى جانب مشاركاته كممثل في بعض الأعمال المسرحية والتلفزيونية، ومن أعماله كمؤلف: مشروع صغير، من قال ماذا؟، ثاني أوكسيد المنجنيق، لمن لا يهمه الأمر، وزهرة والوادي الرمادي، أما على صعيد الإخراج فله: مشروع صغير، من قال ماذا؟، لمن لا يهمه الأمر، الزفاف... وعدد من الأعمال الأخرى. وكان سامي بلال قد حصل على جائزة أفضل مؤلف مسرحي عن نص مسرحية «من قال ماذا؟» التي قدمها لفرقة المسرح الكويتي.
الجميل أن هذا الفنان لا يرتبط بفرقة بعينها، بل هو كالطائر الحر يبحث عن ذاته، ومتى ما وجد ضالته مع إحدى الفرق عمل بجد ونشاط.

 

في الندوة التطبيقية لعرض «على المتضرر اللجوء إلى الفضاء»

سامي بلال: أشكر فريق عمل المسرحية
والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

 

سامي بلال له أعماله المتميزة ومن حقه أن يقدم أفكاره كما يريد

حسن رشيد: المخرج هرب إلى عالم المهابيل بذكاء وحمّلهم أفكاره وهمومه

أشرف زكي: سامي بلال مبدع متميز وله مزاجه الخاص في أعماله
جمال حماد: سامي من أهم الكتَّاب الذين يتعاملون مع الأفكار وقدم هذا العام نصًا مختلفًا
محمود سعيد: المخرج جذبنا إلى الفخ .. والنص استكشف عوالم مجهولة
ليلى أحمد: الممثلون يحتاجون
إلى تدريب أكثر

جميلة الزرقاوي: المسرح فضاء للجنون وشاهدنا السخرية والعبث في العمل

كتب: حمود العنزي
أعقب العرض المسرحي «على المتضرر اللجوء الى الفضاء»... ندوة نقاشية في صالة المؤتمرات في مسرح الدسمة.. والعمل اول عروض مهرجان الكويت المسرحي... والمسرحية لصالح مجموعة المرايا للإنتاج الفني والمسرحي.
وحضر الندوة عدد من المهتمين والمتخصصين في المسرح الأكاديمي... وأدار الندوة النقاشية مازن الغرباوي، بحضور المعقب الدكتور حسن رشيد، والمؤلف والمخرج سامي بلال.
واستهل الغرباوي الندوة مرحبا بالحضور.

عالم المهابيل
وعقب الدكتور حسن رشيد قائلا: أشكر المجلس الوطني على هذا الدور الحقيقي وخلق واقع مسرحي، خاصة ان المسرح العربي في تراجع للأسف الشديد، وفي هذه الدورة يكفي ان نلتقي الزملاء والمهمومين والمهتمين بالمسرح.
وأضاف أن الكويت تواجدت في كثير من المهرجانات، موضحا أن سامي بلال له اعماله المتميزة، ولا اعلم لماذا لم افهم اين حدود المخرج والمؤلف، وبذكاء منه هرب الى عالم المهابيل، ونماذج تربط بين الحمق والذكاء، ويحملهم بأفكاره وهمه، وخلال خمسة مناظر في العمل، وقعنا في حيرة، هل هذا كلام عقلاء ام مجانين؟
وأكد أن للمسرح سحره في لعبة الممثل، والشخوص الذين يشكلون عوالم أخرى، والديكور به لون اسود وقلب على الازياء، وحرص على إطار العبث على خشبة المسرح.
واستحضر البهاليل الموجودين في الاساطير وهذه الشخصيات تحمل خيطا رفيعا بين العقل والجنون، وسؤالي من هم البهاليل، ولمن قدموا قضاياهم في المسرح، القضايا الآنية والمزمنة؟ ومن حق المؤلف أن يقدم الافكار، ولفت في البداية إلى أنه قدم مقولة «علمتني الحياة أن أعيش تابعا افضل من اعيش جائعا»، وهذه المقولة التي بدأ بها العرض، ولا شك أوصل الرسالة من خلال الديكور الثابت والأغاني، وفي العمل شباب محبون للفن، وأتمنى ألا تكون العروض لمجرد يوم واحد، وأشكر الممثلين، ولكن بعضهم مشكلتهم مع اللغة، لذا كنت اتمنى أن يهتموا اكثر.

مزاج خاص
وتحدث نقيب الفنانين المصريين الدكتور اشرف زكي متوجها بالشكر إلى الدكتور سامي بلال، ومؤكدا أن عروضه لها مزاج خاص، وهنأ فريق العمل، لكنه أبدى انزعاجه قليلا من اللغة العربية.
وتوجه الدكتور جمال حماد بالشكر والتقدير على هذه المسرحية... وسامي واحد من اهم الكتاب الذين يتعاملون مع الافكار، والنص اكتشفت من خلاله شيئا جديدا من سامي، وهذا العام قدم نصا نجده وضع اسلوب الجذب، وراوح بين الابيض والاسود، والاستبداد الداخلي مع العمل، واقدم التحية لكل فريق العمل.

فضاء الجنون
أما الدكتورة جميلة الزرقاوي فقالت: اهنئ هذه الفرقة.. سرقوا ساعة من الزمن في هذه المواد التي جذبتنا والمسرح فضاء للجنون، لكن الجنون فوق الخشبة فأن يصبح بين ثنائي، بين المسرح والجنون.. من خلال ما شاهدته السخرية والعبث كما يبدو من عنوان للمسرحية، والمؤلف اعطى النص حقه، والسينوغرافيا تماشت مع الموضوع الى حد ما، وهي ثابتة ومفرداتها كثيرة فوق الخشبة، وأعجبتني الروح الجماعية.
وقال الدكتور محمود سعيد: شدنا المخرج الى الفخ، والموضوع يتمتع بمسرحانية خاصة، والمؤلف كتب النص برؤية المخرج، واستكشف عوالم مجهولة.
وقال الإعلامي وائل الدمنهوري: أشكر فريق العمل.. متسائلا: هل رؤية المؤلف تكتمل مع فكر المخرج؟

ألوان صوتية
وقال الدكتور طارق مهران: قدموا لنا ألوانا صوتية تناسقت مع الحدث الفني، وأحيي المخرج على ذلك، وموسيقى التسجيل والمباشرة، وهذا شيء جديد وصعب، وكانت متناسقة مع السينوغرافيا.
أما الناقدة ليلى احمد فشبهت النص بقراءة جريدة وأتى ان يقول العناوين، والديكور ثابت، وفترة طويلة وقف البهاليل من دون مبرر، والممثلون يحتاجون إلى تدريب اكثر، وهناك موسيقى أتمنى لو كانت حية وتوازي الحدث المسرحي، والبراويز لم توظف بشكل جيد.
وقال الدكتور سعيد كريم إن شكرا لكم.. وللمجلس الوطني، العرض يعتبر خارجا عن نطاق العروض المبتذلة.
الدكتور علي اسماعيل: عنوان المسرحية أنصف حكم القضاء.. ووضع الفضاء، عندما يتصادم القانون مع الواقع المعيش.
وتحدث مؤلف ومخرج العمل سامي بلال قائلا: سعيد بوجودي.. وأشكر فريق العمل والحضور وكذلك المجلس الوطني، واللغة هناك خلل بالفعل بسبب بروفة احد الممثلين لمدة ستة ايام، والمخرج والنص بالنسبة لي اكتب لي شخصيا، واشياء في بالي اترجمها لي، ويعطيكم العافية ومشكورين.

المسرحيون اتفقوا على ضرورة الحفاظ على الهوية وأكدوا أهمية التفرد

مهرجان الكويت المسرحي الـ 19 يفتح ملف «المسرح الخليجي بين الهوية والانفتاح»

 

عبدالعزيز السريع:
المهرجانات ساهمت في تطور الحراك المسرحي الخليجي

يوسف الحمدان:
المسرح الخليجي
في حالة تجدد وتحول دائمين وقدم العديد من التجارب الثرية

عبدالله عبدالرسول:
المسرح الخليجي لم ينسلخ من هويته العربية وهو
يصارع بجهود مبدعيه

جميلة زقاي: هناك عروض مسرحية مذهلة
في الكويت والإمارات والسعودية والهوية حاضرة فيها

سعيد كريمي: المسرح الخليجي بنى لنفسه تجربة متفردة بخروجه
من المحلية وانفتاحه على العالمية

كتب: حافظ الشمري

في إطار دوره في تلمس واقع المسرح الخليجي والنهوض به، طرح مهرجان الكويت المسرحي التاسع عشر قضية «المسرح الخليجي بين الهوية والانفتاح»، حيث بحث نخبة من المسرحيين من بلدان عدة في هوية المسرح الخليجي وتأثره بالانفتاح على تيارات
مسرحية متنوعة.
وفي الحلقة النقاشية التي استهل بها المركز الإعلامي للمهرجان أنشطته أمس، والتي أقيمت في قاعة البستان بفندق كراون بلازا، بمشاركة عدد من المسرحيين الخليجيين والعرب من ضيوف المهرجان، أكد الحضور أن مفهوم الهوية بات إلى الواجهة بقوة.
الهوية والعولمة
وفي الحوار الذي استهله رئيس المركز الإعلامي الزميل مفرح الشمري مرحبا بالحضور، أكد الدكتور سعيد كريمي ان طرح مفهوم الهوية مجددا أصبح اليوم يطرح نفسه ويفرض ذاته في ظل تسيد العولمة، لافتا الى ان المسرح الخليجي بنى لنفسه تجربة متفردة عبر التاريخ والانفتاح على التجارب العالمية بعد الخروج من المحلية، وأسهم في الدفع بالمسرح العربي إلى التفاعل مع العالمية، الى جانب ان المشهد المسرحي الخليجي ذو بعد وثراء وتناسج ثقافي.

هوية العرض
أما الكاتب والناقد يوسف الحمدان، فقال إن المسرح تتداخل فيه الأفعال والمخيلة، في تشكيل فضاء هوية العرض المسرحي، وهو في حالة تجدد وتحول في تشكيل أفق جديد.
وأضاف ان المسرح الخليج به تجارب ثرية، منها أعمال مسرحية في الإمارات والبحرين، والتي شكلت عمومية في قراءة تشكيل التجربة المسرحية من خلال المنتج المسرحي.

عروض مذهلة
من جهتها، قالت الدكتورة جميلة مصطفي زقاي ان هذه القضية المطروحة، تتطلب دراسة نقدية موضوعية تجمع التجارب المسرحية، مؤكدة أن القضية تردد صداها كثيرا في العديد من المهرجانات المسرحية.
وأشارت الى ان هذه الهوية الخليجية يمكنها استجماع فنون شعبية ثرية، وهناك عناية من خلال الاهتمام في عناصر بعض العروض المسرحية، ونحن في الجزائر فقدنا تلك المعادلة في ظل تغييب الموروث والهوية، مؤكدة ان هناك عروضا مسرحية مذهلة في الكويت والإمارات والسعودية، والهوية حاضرة من خلالها بطريقة أو بأخرى.

تجارب ناجحة
وأكد المؤرخ والمبدع المسرحي الدكتور سيد علي اسماعيل أن الكويت كانت في مقدمة الدول الخليجية التي انطلقت نحو التجريب في المسرح، الى جانب دور المعهد العالي للفنون المسرحية، مشيدا بتجربة المخرج سليمان البسام الثرية، إضافة الى تجربة الفنان العامري في الإمارات والتي وصفها بالمؤثرة، وفي تجارب المسرح في سلطنة عمان، لافتا الى ان هناك مسرحا متطورا وذا ثقل في السعودية خلال السنوات الاخيرة، داعيا الى المحافظة على الهوية في المسرح الخليجي.

حراك مسرحي
من جانبه قال الدكتور محمود سعيد ان هناك اسماء مسرحية خليجية أسست هوية وتأثيرا في الحراك المسرحي يشار لها بالبنان خصوصا في الكويت والإمارات.

اندماج وبحث
أما فهد الحارثي فقال ان محور القضية تم تناوله في عدة مهرجانات سابقة، مبينا أننا كمسرحيين خليجيين اندمجنا وبحثنا خلالها عن الهوية، مشيرا الى مهرجان القاهرة التجريبي الذي استطاع تقديم تحارب مسرحية ثرية والتي تفاعل معه المسرح الخليجي، مطالبا بالحفاظ على الهوية في المسرح الخليجي.
انفتاح مسرحي
وتحدث المخرج عبدالله عبدالرسول قائلا: «لقد كان هناك تأثر بالمسرح العربي وبالعادات والتقاليد والمتغيرات، وبالمسرح الخليجي بعد تلك السنوات الطويلة يتضح ان فيه انفتاحا رغم محدوديته مثلما كان في مهرجان مسرح الخليج الذي انطلق في الثمانينيات، الى جانب دور المؤسسات المسرحية وبناء المراكز الثقافية والأوبرا وغيرها».
وأضاف عبدالرسول ان المسرح الخليجي لم ينسلخ من هويته العربية وهو يصارع من أجل المسرح بجهود عدد من المسرحيين المبدعين.

دور شبابي
وقال الاعلامي وائل الدمنهوري من إذاعة «صوت العرب» المصرية، إن الحراك المسرحي العربي اخذ الشباب من خلاله زمام المبادرة، وكان الحال بين مطرقة الهوية وسندان الحداثة، والذي ساهم في تقديم تجارب مسرحية ناجحة، مبينا ان المشكلة تكمن في ان اغلب المهرجانات المسرحية تخاطب النخبة فقط.
النص والحلم
وتحدث الكاتب القدير عبدالعزيز السريع فقال ان المسرح تتجلى فيه الإبداعات والاجتهادات، مستذكرا موقف حدث معه قبل ٤٠ عاما تقريبا عندما احضر له كاتب نص مسرحي.
وقال السريع «طلبنا منه إعادة الـصياغـة في جزئيات محددة، لكنه ابلغنا صعوبة ذلك كونه استمد كتابة النص من حلم»، لافتا الى ان هذا الكاتب لديه عشرة مسرحيات وكانت تجاربه المسرحية ناجحة.
وأشار السريع الى ان عدة مهرجانات مسرحية ساهمت في تطـور الحـراك المـسـرحي الخليجي، مثل مهرجان دمشق الذي عـرف الفنـانـون فـيـه بعـضهم البعض، واستضاف فرقا مسـرحية عالـمـية، الى جانب مـهـرجـاني القاهرة التجريبي وقـرطـاج، لافتا الى بروز الكاتب الكبير محفوظ عبـدالـرحـمن في الكويت، وهو أمـر نفتـخر به وبـمـا قـدمه من تجارب مسـرحية رائدة مثل «حفلة على الخازوق» و«السندباد».


المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.. مُنتجَا مسرحيَا
«علي جناح التبريزي وتابعه قفة»..
تجربة مسرحية لم تتكرر

 

كتب: محبوب العبدالله
بعد عامين من تكوين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وفي العام 1975 تبنت الأمانة العامة وقتها بقيادة أول أمين عام للمجلس الشاعر أحمد مشاري العدواني فكرة رائدة وهي تكوين فريق مسرحي من الفرق المسرحية الأربع – الشعبي، العربي، الخليج العربي، والكويتي، حيث أنتج المجلس بفريق فني من هذه الفرق مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» للكاتب المصري الفريد فرج وأخرجها بإبداع الراحل صقر الرشود.
وتكونت العناصر التمثيلية والفنية من فنانين من هذه الفرق، وشاركت بها الكويت في مهرجان دمشق المسرحي العام 1975 ولقيت المسرحية الترحيب والثناء والإعجاب من الفنانين والمثقفين والنقاد العرب المشاركين في هذه الدورة، وكتبت الصحف عنها عشرات المقالات.
وبعد المشاركة والنجاح الذي حققته هذه المسرحية في دمشق وضمن خطة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تلك السنوات في إقامة أسابيع ثقافية في عدد من العواصم العربية الشقيقة، سافرت هذه المسرحية ضمن فعاليات ونشاطات هذه الأسابيع إلى كل من القاهرة وتونس والمغرب حيث عرضت ولاقت القبول والإعجاب والترحيب والإشادة الفنية والنقدية.
وقال كاتبها ألفريد فرج: لقد تابعت عروض هذه المسرحية في عدد من الدول العربية، وكيف أخرجت وقدمت فيها، ولكني لم أر إبداعا أجمل من الذي قدمه صقر الرشود في الكويت.
وقال في كلمة مكتوبة: أين يسافر «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» منذ تصورتهما وأنا ألاحقهما هنا وهناك في وطننا العربي، فإذا هما يثيران بي الدهشة وروح الفكاهة بإبداع جديد جماعي بناء.
ويخطئ الكاتب المسرحي أحيانا حين يتوهم أن عرض مسرحية له يجب ان يلتزم التزاما متزمتا بتصوره، إن هذا الظن يحرم الكاتب من أروع ما في فن المسرح كفن جماعي.
وروعة المسرح أن إنتاج مسرحية ما هو دائما إنتاج جديد بكل معنى الكلمة.
وهنا أنا أشاهد بدهشة وسرور صديقي العزيزين «علي وقفة» بإخراج فناننا المبدع صقر الرشود وتمثيل نجوم فرقة المسرح الأهلي الحديث بالكويت، وقد أضفى عليها الزملاء الفنانون روحا جديدة مؤثرة ومرحا راقيا ومؤثرات فنية حديثة وفكرا عاليا».
وقال الفريد فرج كلمة للفنان المبدع الراحل غانم الصالح في إحدى مرات كلمات خارج النص: أنت أبدع من قدم شخصية قفة في كل العروض المسرحية التي شاهدتها.
وفي تونس وفي المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة وفي إحدى ليالي عرض المسرحية وبعد نهايتها صعد الجمهور التونسي إلى خشبة المسرح وخطف الفنان غانم الصالح من بين الممثلين وحملوه على أكتافهم وهم يهتفون: قفة.. قفة وخرجوا به إلى الشارع العام ثم أعادوه إلى خشبة المسرح.
< وأول عرض في القاهرة لمسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» كان عام 1969 على خشبة المسرح القومي من تمثيل عبدالمنعم إبراهيم، أبوبكر عزت، فيفي يوسف، مجدي وهبة، ومن إخراج محمد أبو الفتوح وسعد أردش.


مهرجان الكويت واجهة حضارية مهمة .. وتأثيره كبير في الحركة المسرحية الكويتية والخليجية

د سليمان العسعوسي: التكريم شعور رائع
ولفتة حضارية تعبر عن التواصل بين البشر

 

أنا ضد غياب القطاع الخاص عن المهرجان لوجود طاقات شابة هائلة

كثير من رواد المسرح في الكويت كانوا ينفقون عليه في الماضي من أموالهم الخاصة

المسرح في زمن الرواد كان أفضل من الآن لأنه كان يمثل حالة عشق خاصة

وجود المهرجان يؤكد أن الحركة المسرحية حية لكن التطور يجب أن يكون أكثر وأفضل

أركز هذه الفترة على مجموعة أشياء مهمة من بينها التأليف الدرامي

علينا دعم الفرق الأهلية حتى تظل تقدم فنانين ومؤلفين ومخرجين

حاوره: مفرح حجاب
أعرب د. سليمان العسعوسي عن سعادته لتكريمه في الدورة التاسعة عشرة من مهرجان الكويت المسرحي، وقال: شكرا للجميع لأن التكريم إحساس جميل ورائع مهما كان حجمه، مشيرا الى انه لفتة عظيمة وتعبير راق عن علاقة البشر ببعضهم البعض، واعتبر أن مهرجان الكويت المسرحي يعد واجهة حضارية مهمة للكويت، لما له من تأثير كبير على الحركة المسرحية الكويتية ومنطقة الخليج، مشددا على أهمية وجود فرق القطاع الخاص فيه لما تملكه من طاقات شبابية رائعة.
وفي حواره معنا، ألمح العسعوسي إلى أن المسرح في زمن الرواد كان أفضل بكثير مما هو عليه الآن، ليس في عدد الأعمال ولكن في الكيف الذي كان يقدم آنذاك، مشددا على أن الفنان كان يعشق المسرح ويصرف عليه من أمواله، وهنا تفاصيل ما دار معه من حوار:
> كيف يقرأ سليمان العسعوسي مخرجات مهرجان الكويت المسرحي والأهداف التي حققها في الدورات السابقة منذ تأسيسه؟
< علينا أن نعترف بأن وجود المهرجان يُعد حالة إيجابية في المجتمع وحدثا فنيا واجتماعيا ومسرحيا مهما، ويسهم - بشكل فعال - في تنشيط الحركة المسرحية الكويتية والخليجية والعربية، ويكفي أنه يكرم رواد المسرح، لكن أتمنى أن تكون هناك بصمة وتأثير للأعمال التي تقدم حتى نتلمس مكاسب حقيقية من هذا الاحتفال السنوي للمسرح في الكويت.
> ماذا تقصد بكلمة تأثير؟
< أنا أقصد ان وجود المهرجان - في حد ذاته - يؤكد ان الحركة المسرحية حية، لكن التطور يجب أن يكون أكثر وأفضل، واعتقد أن هذا طموح مشروح لكل إنسان.
> بمناسبة الطموح، هل اختلف العطاء في المسرح عن السابق؟
< بكل تأكيد، في السابق كان افضل، لأنه كان حالة عشق ولم تكن الماديات لها دور كبير، والدليل ان كثيرا من رواد المسرح في الكويت كانوا ينفقون عليه من أموالهم الخاصة، بل كل شيء كان مختلفا حتى في الجمهور، حيث كانت العائلات الكبيرة تأتي إلى المسرح، ولم يكن هناك أطفال يصرخون أو خدم داخل قاعات المسرح، وعندما يكون هناك ضحك كان ضحكا مستحقا على المشهد المسرحي وما يحمله من فكرة، على عكس الآن الضحك يكون من أجل التهريج.
> لكن هذا لا يمنع من أن هناك أعمالا جيدة الآن ونجوما موجودون في الساحة؟
< نعم، وأنا اشد من أزرهم واشكرهم على جهودهم، ولكن أنا أركز على تطوير المسرح والتعاطي معه في كل مفرداته والإخلاص له، ففي السابق قدمت اغنية في مسرحية «طماشة» اسمها «الفيل كبر يا ناس» منذ أربعين عاما، والناس ترددها حتى الآن... وغيرها من الأعمال، هذا يدل على ان المسرح كان مختلفا عما يحدث حاليا.
> لماذا يتحدث كثيرون عن تراجع عطاء الفرق الأهلية؟
< الفرق تقدم وتشارك في المهرجانات، وعلينا ان نكون منصفين معها، فلا يمكن ان تعمل بميزانيات منذ الستينيات ونطالبها بأن تقدم أكثر، علينا ان نفكر كيف ندعمها حتى تظل تقدم للساحة فنانين ومؤلفين ومخرجين، ويجب عدم القسوة عليها وننظر الى الأعمال التي قدمتها ومثلت بها الكويت في الخارج بشكل رائع.
> هل تقصد ان تطور الحركة المسرحية بطيء رغم كل هذه المهرجانات والعروض الجماهيرية؟
< هناك فرق بين الكم والكيف، لأن التطور يعتمد على آليات ومهارات وميزانيات، وما لم يجتمع هذا الثلاثي فلن يوجد تطور.
> ولماذا ابتعدت عن الساحة الفنية كل هذا الوقت؟
< هناك أسباب أتحملها وأسباب خارجة عن إرادتي، فلا يمكن أن يكون هذا الكم الكبير من الأعمال الدرامية بطريقة المنتج المنفذ، أو المسرحية التي ينفق عليها كل هذه الأموال ولا يتم التفكير في لم شمل الرواد في عمل واحد على الأقل سنويا، حيث إن كثيرا من شركات الإنتاج تحصل على منتج منفذ.
> هل أنت مع وجود الفرقة المسرحية الخاصة في المهرجان؟
< نعم، لأنه لن تكون هناك حيوية إذا تغيبت هذه الفرق، لأن من يعملون ويشاركون فيها لديهم طاقة رائعة، وبالفعل شاهدنا تأثيرها في الدورات السابقة، لأن شبابها لديهم قاعدة جماهيرية كبيرة، ومحركون، مثل الفنان الشاب محمد الحملي، ويكفي ان هذا المهرجان يقدم للساحة سنويا 100 فنان شاب.
> ما أبرز نقاط الضوء في مهرجان الكويت المسرحي؟
< أولا هو واجهة حضارية مهمة للكويت وساهم في انتشار ونهضة المسرح في الكويت ومنطقة الخليج، بل يعكس هوية الكويت المسرحية، لاسيما عندما نشاهد أعمالا متميزة، والأهم أنه يقدم مواهب جديدة للساحة الفنية.
> وكيف استقبل سليمان العسعوسي خبر تكريمه في المهرجان؟
< أنا سعيد وفخور بانتمائي إلى فرقة مسرح الخليج، والإحســاس بأن تُكرَّم إحســاس جميـــل مهمــا كان حجمه، وأيا كانت الجهة التي تكرمك، وأنا أجد في التكريم اشياء عظيمة كثيرة لأنه يعبر عن حالة العلاقة بين البشر، ولذلك سأظل أقول للجميع شكرا لكم.
> متى يعود العسعوسي إلى الساحة الفنية؟
< أنا أعمل منذ فترة وقمت بتأليف مجموعة من النصوص الدرامية، وأنا أكثر ما يشغلني هذه الفترة مجموعة اشياء أهمها، الطفل وعالمه، والمرأة، والقضايا التربوية والتعليم، والوطنية والولاء، وذوو الاحتياجات الخاصة، والفنون بشكل عام، خصوصا الفرق الفنية الشعبية الكويتية، مثل فرقة بن حسين والرندي وأولاد عامر ومعيوف.

Happy Wheels