النشرة الثالثة و الرابعة


اضغط هنا لتحميل PDF النشرة الثالثة

 

في أمسيــة أحيـــت القصيـــد العمــودي الفصيــــح قدمهـــا طالــــب الشـــريف
الشاعر فواز بن لعبـون: الشعـر ليـس للنخبـة فقـط

 

أخذت على نفسي وشعراء آخرين أن نقرب هذا الشعر إلى المجتمع
الشعر الفصيح أصبح له جمهور وقراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي
كتب: مهاب نصر
كانت للشعر جولته ضمن أنشطة وفعاليات معرض الكويت الـ 43 للكتاب الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حيث استضاف مساء السبت الشاعر السعودي فواز بن لعبون، في أمسية أحيت القصيد العمودي الفصيح بصوره القريبة المأخذ، ومعانيه المخاطبة للجمهور والتي تستبطن، وفق قول الشاعر، ما يجول بخواطرهم.
قدم للأمسية د. طالب الشريف، مرحبا بضيف المعرض، حيث قال «شاعرنا اليوم قد تكون له فلسفة شعرية مغايرة عن غيره ممن نسمع بهم من الشعراء؛ ففي بعض الأحيان يأخذك الشعر إلى الماضي، وأحيانا يتطرق بك إلى مسارب الماضي، وفي أخرى يستشرف معك المستقبل بشكل مميز».
وتابع الشريف في تقديمه «شاعرنا نجم سيتلألأ في سماء الثقافة الكويتية».
ود. فواز بن لعبون، وفق مقدم الأمسية، حاصل دكتوراه في الأدب والنقد، لديه عدة أعمال نقدية وإبداعية، من دواوينه: ديوان «تهاويل الساعة الواحدة»، وديوان «مزاجها زنجبيل»، وهو ناشط في الفعاليات الأدبية، والاجتماعية والثقافية.

المطر حياة وتحية
في البداية حيا بن لعبون جمهوره الكويتي مشيدا بكرمه وحسن ضيافته. قائلا: «من جميل المصادفات أن آتي لأمطركم شعرا فتمطروني محبة وكرما ومطرا، فتجتمع الخيرات والبركات». وتابع معبرا عن الفكرة شعرا:
مطر يهادينا الحياة فترتوي
أرواحنا قبل ارتواء الأودية
قطراته تشفي الذي أجرى بنا
من دائنا فكأنما هي أدوية

أهل كرام
قبل أن يستكمل بن لعبون قراءاته أكد أنه ليس غريبا على الكويت، فله فيها أهل كرام وعمه أمير شعراء النبط الشاعر محمد بن لعبون الذي عاش في الكويت زمنا وتوفي فيها رحمه الله. وألقى بن لعبون قصيدة تعبر عن عمق ومتانة الروابط بين الشعبين السعودي والكويتي عنوانها «صباح السعود»، قال في أبياتها:
لنا ههنا موضع في الذرا
حمته سيوف الحمى والرماح
بديع منيع رفيع الذرا
فتي أبي قوي الجناح
خليج بهيج شريف الثرى
دجاه من المجد مثل الصباح
رجالاته كأسود الشرى
وغاداته سيدات الملاح
نمد إليه وثيق العرى
ونفديه بالروح قبل السلاح
الشعر ومواقع التواصل
وسأل مقدم الأمسية الشاعر بن لعبون عن مكانة القصيدة الفصيحة، وكيف يجدها الآن وسط فضاء السوشيال ميديا الواسع مع وجود شعراء العامية واللهجة النبطية، فهل لها من قاعدة جماهيرية؟ وفي رده أكد بن لعبون أن القصيدة الفصيحة كتب لها الحضور مع توافر هذه النوافذ العصرية، فكأنما كتبت لها حياة جديدة. وقال إنه قبل هذه النوافذ ما كان أحد يجد إلا الشعر العامي حاضرا بقوة جماهيرية، لكن الشعر الفصيح الآن، حتى بشكله العمودي، أصبح له جمهور وقراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولعل المتابعين لهذا الشأن يلمسون ذلك بوضوح.
بعد الحوار عاد بن لعبون ليقرأ قصيدة بعنوان «براءة من زمن قديم»، تحكي عن لقاء الشاعر بالمرأة التي سكنت قلبه في سني الطفولة، ثم اختفت من أجل أن يصلب عوده، ويتمكن من العيش بين الأقوياء، وجاء في القصيدة:
أبصرتُها كالنُّورِ يجتاحُ الدُّنَى
عندَ احمرارِ الأُفقِ قبلَ المُنْحَنَى
كانت جميلةَ طَلْعةٍ بَسّامَة
تمشي مُخَفَّرَة بهالاتِ المُنَى
ناديتُها فرَنَتْ إليّ وسَلّمَتْ
وكأننا مِن قَبلُ نَعرِفُ بعضَنا
من أنت صوتك لست أجهل همسه
وبياض وجهك ليس مجهول السنا
قالت أتذكر في صباك براءة
سكنت فؤادك حقبة هذي أنا
ثم ألقى بن لعبون قصيدة أخرى بعنوان «غريب من زمن بعيد»، يقول فيها:
أنا الغنيُّ هنا بئري ونخلُ أبي
ولي مِن الزادِ ما تُلقي شماريخي
لم تُنسِني ناطحاتُ السحْبِ مُنقلَبي
وما مَحا عصرُكمْ أمجادَ تاريخي
أنسابُ مِن بين أطلالي إلى كُتُبي
وأرتدي سَمْتَ شيخٍ قبلَ تشييخي
في بيتيَ الطينِ أستعلي على شُهُبي
وأجتلي في مَدارِ الروحِ مِرّيخي
هذا الفضاءُ الذي استولى على عَجَبي
غَزَتْهُ من أوّلِ الدنيا صواريخي
لا تستهينوا بضعفي واتّقوا غَضَبي
ولا تُطيلوا معاناتي بتوبيخي
أعرضتُ عنكمْ فلا تقسوا على تَعَبي
يكفي الزمانُ الذي غالَى بتدويخي

وعد النهوض
كان ثمة مداخلة أخرى لمقدم الأمسية قال فيها إن الشاعر عندما يكتب يفصح عما بداخله تجاه المجتمع وتجاه ذاته، وخلال تعامله مع الآخرين، مستفسرا من الشاعر بن لعبون عن كيفية التأثير في المجتمع بتحليلات والقصائد التي تجسد حكمة أو حلولا لمشكلات، وذلك باعتبار الشاعر الضيف ناشطا في مواقع التواصل، وله جمهوره على تويتر.
وأجاب بن لعبون أن التواصل بالفصحى ما عاد إشكاليا مع ارتفاع نسبة التعليم، ويبقى للشعر عمقه وخيالاته وصوره، وهي ما يحتاج إلى بعض التقريب، وقال بن لعبون: «أخذت على نفسي وشعراء آخرين أيضا أن نقرب هذا الشعر إلى المجتمع، وأن نطرح فيه المعاني الجميلة، لأن الشعر والأدب رسالة يجب أن نشرك فيها المجتمع، وليس للنخبة كما قد يتصور البعض، وعندي نصوص تحمل مثل هذه الرسائل الاجتماعية التي يفيد منها المجتمع». وأعطى بن لعبون مثالا من قصيدة بعنوان «وعد النهوض» تبرز التحديات التي تواجه الإنسان الناجح، وما يضمره له حساده، لكن إصراره يحقق له النجاح مهما كانت العثرات.

 


في ندوة ضمن فعاليات معرض الكويت الـ 43 للكتاب حضرها اليوحه وقدمها الأنصاري
وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو:
الثقافة في فلسطين ليست ترفًا بل فعل مقاوم

 

المحتل لا يهتم فقط بالعزل الجغرافي.. بل أيضا بالعزل التاريخي

الترجمة عنصر مهم في نشر الثقافة الفلسطينية والتعريف بالقضية

دور وزارة الثقافة خلق جسر بين المدن والمخيمات بدلا من الهويات التي يحاول الاحتلال خلقها
كتبت: ميرڤت عبدالدايم
يجهد المحتل دائما لطمس هوية الشعب المقاوم، ومحو معالم تاريخه، والوصول به إلى حال من عدم اليقين في عدالة قضيته، وحرفها عن مسارها ومطالبها المشروعة. من هنا كان دور ثقافة المقاومة والدور الكويتي الرائد في دعم نضال الشعب الفلسطيني على كل الأصعدة ضد مغتصبي أرضه، بما في ذلك الدعم الثقافي. من هنا جاء اختيار «القدس عاصمة أبدية لفلسطين»، شعارا لمعرض الكويت الـ43 للكتاب، باعتباره التظاهرة الثقافية الأبرز. وفي هذا الإطار أيضا جاءت استضافة وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو في ندوة بعنوان «المقاومة الثقافية وتحديات الاحتلال»، قدم لها د. عيسى الأنصاري الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وحضرها الأمين العام علي اليوحه، ونخبة من الكتاب والناشرين.

عروبة القدس
أكد الأنصاري أن الأمة العربية كلها أجمعت على عروبة القدس، واعتبر اختيار شعار «القدس عاصمة أبدية لفلسطين» أيقونة معرض الكويت الحالي.
في بداية كلمته أكد وزير الثقافة إيهاب بسيسو أهمية معرض الكويت للكتاب كواحد من أهم المنارات الثقافية التي تنهض من خلالها الثقافة إبداعا وفنا. مثمنا اتخاذها شعارا للمعرض، والثقافة الفلسطينية موضوعا للبحث عن آلية من أجل المستقبل الذي يحاول المحتل حجبه. آملا أن يكون هناك ما يمكن أن يمثل شراكة استراتيجية حماية للإرث الثقافي، وبثا لروح المقاومة وتأكيدا على الهوية.
وأكد بسيسو أن الثقافة فعل مقاومة، يجب توظيفه في النضال اليومي، كما في كل رؤية استراتيجية، ترسيخا للوعي بالقضية الفلسطينية وبالقضايا الكبرى. وتأتي ضرورة فعل المقاومة في مواجهة الحصار الذي يفرض مع العدو الصهيوني من خلال الجدار العازل والقيود على السفر، سواء فيما يتعلق بالمواطنين أو بالراغبين في الزيارة من الدول الأخرى، إضافة إلى حصار غزة وأشكال التضييق على المواطنين.
وأشار بسيسو إلى تنبه المحتل إلى أهمية الفعل الثقافي، وهو ما حدا به إلى التضييق على فعالياته، ومنع المواطنين من الوصول للمشاركة في التظاهرات الثقافية، فهو لا يسعى فقط إلى العزل الجغرافي بل يعنيه أكثر العزل التاريخي، والفصل بين أبناء الأرض وبين ماضيهم.

من رأى ليس كمن سمع!
من هنا اعتبر بسيسو أن الثقافة بالنسبة إلى الفلسطينيين هي فعل مقاومة وليست ترفا. وأشار بسيسو إلى أن حضور المثقفين والفنانين العرب للمشاركة في الفعاليات الثقافية الفلسطينية يضعهم على حقيقة ما يجري، والذي، برغم بشاعة ما يظهر في الإعلام، يقدم لهم صورة من الواقع الحي. وقال بسيسو إن ما نحتاج إليه ليس الدعم فقط بل الشراكة، وإن ما يتمناه العدو هو أن يتحول واقع الاحتلال إلى مجرد مشكلات إنسانية يومية أو قضية اقتصادية، ليحرف النظر عن القضية الأساسية لأصحاب الأرض والحق، بما في ذلك حق اللاجئين في العودة.
وأوضح بسيسو أن فلسطين بها 600 مؤسسة ثقافية، كما تحدث عن بعض الفعاليات التي تدخل ضمن المقاومة الثقافية، مثل: الانضمام إلى اليونسكو، وإقامة معرض فلسطين للكتاب، ومشاركة فلسطين في مهرجان كان السينمائي للمرة الأولى بعد 70 عاما من تأسيسه، وتأسيس المكتبة الفلسطينية الوطنية، وكلها تأتي ضمن فعل المقاومة الثقافي من أجل الحفاظ على الوعي والهوية وصيانة التراث الفلسطيني.

الهوية والذاكرة
وقال بسيسو: إن تثبيت الهوية والذاكرة الفلسطينية هو أداة إلهام من أجل الحاضر والمستقبل، فالعدو يعلم أن قوة الحضور الفلسطيني تستند إلى الذاكرة ويدرك أهمية التراث. وأوضح بسيسو أنه ضمن الجهود التي تقوم بها وزارة الثقافة خلق جسر بين المدن والمخيمات بدلا من الهويات التي يحاول الاحتلال خلقها. كما تدعم الوزارة مؤسساتها في القدس برغم رفض الاحتلال ذلك.

الدعم والترجمة
تعاقبت المداخلات التي تلت كلمة وزير الثقافة الفلسطيني، وبدأها سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين الذي أشار إلى منع المحتل للناشرين من الدخول إلى رام الله للمشاركة في معرض الكتاب المقام بها، مؤكدا أن هذا لم يثن عزيمتهم، وكشف لهم ضعف المحتل وخوفه، مؤكدا على مساندة هذه الفعاليات الثقافية، وداعيا إلى استمرارها.
من جهته تساءل محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، عن دور وزارة الثقافة في دعم الكتَّاب الفلسطينيين في الداخل وإيصال كلمتهم إلى المحيط العربي والعالمي.
بدوره تساءل د. عيسى الأنصاري عن دور وزارة الثقافة الفلسطينية في ترجمة أعمال الكتاب الفلسطينيين وإيصال هذا الصوت إلى العالم، منوها بالدور المحوري الذي تلعبه الترجمة منذ أيام رفاعة الطهطاوي، ومؤكدا أن الترجمة ستدعم الحضور الفلسطيني الثقافي على نطاق واسع.
وأكدت مداخلة أخرى على ضرورة أن تتبنى كل معارض الكتاب العربية شعار «القدس عاصمة أبدية لفلسطين»، مبينا أهمية ذلك للأجيال الجديدة على وجه الخصوص.
وتحدث الزميل محمود حربي عن حساسية البعض تجاه المشاركة في الفعاليات المقامة في الأراضي الفلسطينية، باعتبار ذلك نوعا من التطبيع، وهو ما نفاه الوزير إيهاب بسيسو، مع تأكيده على احترام وجهات النظر، وتحبيذه عدم اتخاذ هذه النقطة كمسألة خلافية، مؤكدا على تنوع أشكال المشاركة في دعم القضية الفلسطينية.

 


أكدت أن عملية تطويع البنى للنص المسرحي تخضع للإعداد أو الاقتباس

د. الزقاي: المكتبة العربية تعج بكتب نقدية رصدت المنظومة الجمالية بالمشهد المسرحي العربي

 

 

«صدى الصمت» .. موضوعية العمل اتسمت بالعمق والإنسانية

«مروح ع فلسطين».. أداء مجموعة
من الشباب المتحمس لقضيته والشغوف بالمسرح
د. العنزي: النقد الحديث يمنح فرصة لنقاش فكري يحمل إشباعًا فلسفيًّا

كتبت: فضة المعيلي
ضمن النشاط الثقافي المصاحب لمعرض الكويت للكتاب في دورته الـ43، أقيمت محاضرة «النقد المسرحي للمنظومة الجمالية في المشهد المسرحي العربي»، لـ أ. د. جميلة مصطفي الزقاي من جمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، حيث قدمت دراسة بعنوان المحاضرة. وأدار المحاضرة عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. علي العنزي. وقد حضر المحاضرة وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو، والأمين المساعد لقطاع الثقافة د. عيسى الأنصاري، وجمع من المثقفين.
في بداية الدراسة التي قدمتها في المحاضرة، قالت د. الزقاي بأن النقد المسرحي سبر أغوار ومفردات المنظومة الجمالية بالمشهد المسرحي العربي، متبنيا آليا مناهج نقدية مختلفة تباينت بين ما هو سياقي وما هو نسقي، عاملا على استنطاق اللغات المشهدية التي تجود بها خشبة المشهد المسرحي العربي. وكان ذلك الاستنطاق والمساءلة للمنظومة الجمالية على استحياء عند بعض النقاد العرب، وبجسارة معرفية بخبايا إمبراطورية العلامات لدى البعض الآخر.
وأضافت د. الزقاي: «يتطلب إجلاء المفردات الجمالية التي تزخر بها الخشبة عموما، الحفر في قنوات متعاضدة ومتكاملة فيما بينها لتمنح المتلقي شحنات من المتعة والترفيه والفائدة. ومن بين تلك القنوات القناة الدراماتورجية في محاورتها للنص كي يصير عرضا، فيتم العمل عليه وتطويعه بقراءة إخراجية تغني تمظهرات هذا النص، من حيث مضمونه الفكري وملابساته السوسيوسياسية والنفسية التي تحفل بها النصوص المسرحية عادة».

تطويع البنى
وأكدت د. الزقاي أن عملية تطويع البنى المشكلة للنص المسرحي تخضع إما لإعداد، وإما لاقتبا، وإما لمسرحة؛ فتتجسد سفرية ممكنة فيما بين الأجناس الأدبية والفنية؛ فيتجسد عقد الوفاق فيما بين تلك الأجناس في ذهاب وإياب يهب المسرح الحياة والتجدد، وقد عكست الكثير من الأعمال العربية الناجحة ذلك التوافق والتكامل. كما قد يكون تأليفا مسرحيا خالصا يكتفي بذاته وبواقعة المعيش اليوم الذي يطمح إلى نقله بصورة فنية جمالية وليدة خيال المبدع الذي يعرضها على المتلقي فيهبها الحياة والاستمرارية، أو الإدبار والنفور من مضامينها النصية والبصرية. وإلى جانب القناة الدراماتورجية هناك السينوغرافيا التي تعنى بتأثيث الخشبة محتفية بالبنى اللغوية التي تحولها إلى بنى أيقونية دلالية تتعهد بحملها الحوارات المسرحية التي سجلها الدراماتورج عادة «الكاتب». وإذا تعلق الأمر بالمنظومة الجمالية التي تسهم في تمرير الكودات والرموز الجمالية المفعمة بالسحر والإثارة، فإن للسينوغراف اليد الطولى في تأسيسها وإحداثها ومنح القناتين، النصية والإخراجية، المصداقية في مستوى إستراتيجية التلقي.
وأشارت د. الزقاي إلى أن المكتبة العربية تعج اليوم بكتب نقدية قامت برصد المنظومة الجمالية بالمشهد المسرحي العربي، وهي كتب تجل عن الحصر بكل البلدان العربية، شرقا وغربا، حيث تعمل أقلام النقاد العربي على متابعة تلك القنوات الثلاث؛ مركزين على التلاقح فيما بين مهن العرض المسرحي، ومؤثرين ما تنضوي عليه السينوغرافيا من مفردات وعناصر مشهدية من شأنها أن تصنع الجمال والجمالية والشعرية المأمولة بفكر وخلد ووجدان المتلقي العربي. ومن بين تلك العناصر المؤثثة والأدوات التقنية نجد الديكور والإضاءة والملابس والمكياج وغيرها. كما يرصد هؤلاء النقاد مدى تحقيق العرض للوحدة بين العناصر التي تؤسس فرجته.
وقالت د. الزقاي «لطالما يتلقف النقد المسرحي المنجزات المسرحية في المشهد المسرحي العربي بالقراءة والتمحيص والتحليل والتأويل، واقفا عند سطوة القناة الإخراجية التي تكون العين المصممة والساهرة على التنسيق والتكامل الدرامي والفني بين كل القنوات الأخرى، محتفية بالممثل الذي يعد عصب تلك الأعمال المسرحية، فيضطلع بعملية التواصل بين كل القنوات السالفة الذكر؛ لغة وإلقاء وحركة وأداء.
وأضافت د. الزقاي بأن هذه هي القنوات التي يتم الحفر في ثناياها لتفتيق أكمام المنظومة الجمالية التي تحتكم إليها العروض المسرحية العربية التي تقدم هنا وهناك، وهي في سفر دائم وتعرض جلي بين مسرح الأنا والآخر.
وقدمت د. الزقاي تجربتين عربيتين بين الاحتراف والهواية، لكن قاسمهما المشترك وجع إنساني آني يندد بمآسي وويلات الحروب التي تعصف بفلذات الكبد إلى جانب مرارة الشتات والانبتات والاغتراب التي تطالهم تحت نير ممارسات جور وعدوان الأيادي العاتية بلا رأفة أو رحمة. وهو الإبداع المسرحي الذي منه ما ينجز بفعل دوي القنابل، ومنه ما يقتات من مخلفات الحروب الطاحنة نفسيا واجتماعيا.
وأضافت د. الزقاي بأن تمثل تلك التجربتين في مسرحية «صدى الصمت»، نص الكاتب والمخرج والناقد العراقي قاسم مطرود، وإخراج فيصل لعميري التي حصدت الكثير من الجوائز، إلى جانب عرض شبابي فلسطيني هاو بعنوان «مروح ع فلسلطين»، من مخيم جينين بالضفة الغربية، بتوقيع من فرقة «مسرح الحرية»، حيث ستعمل الورقة على قراءة وتحليل التجربتين اللتين تشتركان بالموضوعة نسبيا، وتتباين بنوع العرض وملفوظات المنظومة الجمالية، إضاءة وإيقاعا وجسدا وشكلا.

«صدى الصمت»
وفي مسرحية «صدى الصمت» تحدثت د. الزقاي عن عمق الموضوع وجمالية الصراع، فقالت: «الاغتراب المكاني هو الذي جعل الجارين يلتقيان ويتواصلان، حين نزحا وارتحلا عن الوطن بمنأى عن أهلهما، وذويهما، وتربتهما اللتين أنبتتهما، فحدث الانفصال بموجب ذلك. هذا الاغتراب الذي رادفه الكثير من الفلاسفة بمرادفات الانفصال والتخارج والتسليم والتخلي والانتقال والتنافر والتباعد والانخلاع والوحدة والعزلة والغربة والتغريب والانفصام.
وأضافت د. الزقاي: «لعل هذه المرادفات جميعها كامنة بنص الكاتب العراقي المبدع الراحل قاسم مطرود الذي عايشها بمرارة ونقلها بصدق، وجسدها العمل على ما تحويه من كآبة وكدر بجمالية وسخرية لاذعة. ومن خلال لقاء الجارين وسيرورة الأحداث، يتبين مدى ظمأهما للأرض والوطن الذي ابتعدا عنه قهريا، حيث جمعتهما المعاناة المشتركة على الرغم من كونهما من بلدين متعادين. ولئن فقدا ابنيهما في ويلات الحرب وانبتا من بلديهما، فإن الاغتراب هو الذي جمع بينهما، ناشدين السلوى والرفقة والحميمية بدلا عن الألم والوحدة والانفصام».
وتابعت د. الزقاي بأنه ينشب الصراع بينهما الذي ما فتر ولا انطفأ، على الرغم من طبيعة الرؤية الإخراجية التي تبناها المخرج فيصل العميري، والتي جعلت الأحداث تتوقف وتنقطع لتوصل بعد ذلك، من دون أن يحدث شرخ أو جمود للصراع المتقد على الدوام. وأشارت د. الزقاي إلى أن الجميل في العمل أن الصراع يدور بينهما حتى يتواصلا إنسانيا، حتى وإن كان عامل اللغة بينهما مبتورا منقطعا. وعلى الرغم من معرفتهما بمأساة كل منهما ودرايتهما بأسبابها وملابساتها، فإن الحكاية تتواصل بينهما أمدا طويلا إلى أن يبلغا من العمر عتيا، لكن من دون أن يعرفا لغة التواصل.
وأوضحت د. الزقاي أن موضوعة العمل اتسمت بالعمق والإنسانية؛ إذ تنفتح الأنساق السياسية المضمرة لتنفلت من حبال البنى السطحية للعمل الذي يزخر بدلالات القهر، وتعنت بعض الحكومات في إحداث القطيعة بين بنى البشر، فتغيَّب أو تغيب أي لغة تفاهم بين شعوبهم، لأسباب واهية، قد تكون إشباع نرجسيتهم المريضة، أو رسم حدود وهمية مختلفة، أو بسبب أطماع جنونية، تأتي على الأخضر واليابس، من دون مراعاة إنسانية الإنسان الذي يصاب في أغلى ما لديه، ضناه وفلذة كبده، بعدما مسحت كرامته وكينونته.

«مروح ع فلسطين»
وفي «مروح ع فلسطين» قالت د. الزقاي: «بلهجة فلسطينية كلها تلقائية أعلن النص الأول عن موضوعة المسرحية لتتكون العتبة من جملة اسمية تامة المعنى، تصدرها اسم فاعل «مروح»، وهو يحمل فعل فاعله «راح»، وفيها من دلالات الإدارة والعزم على الذهاب بثبات جأش وإصرار وحماس، ومتمم معنى المبتدأ شبه جملة «جار ومجرور»، وما العين «ع» به إلا اختصار واختزال لحرف الجر «على»، وتدل على الاتجاه صوب مكان تقرر الانتقال إليه، وهو عنوان إخباري تقريري دلالته الزمنية ماض يدل على المستقبل، لكنة زمن كتوم لا يفصح عن شيء غير فعل الذهاب الذي يعني السفر من مكان إلى آخر، وبموضوعة العمل «الولايات المتحدة الأمريكية»، وقد يكون القصد منه هو دعوة مباشرة للذهاب والعودة إلى فلسطين».
وأضافت د. الزقاي: «هو ترغيب في فعل العودة الذي خلص إليه جاد، وصار يلتمس من أخته اللحاق به، ودعوته أخته هي دعوة لكل الفلسطينيين كي يعودوا إلى أرض وطنهم الذي يراه جاد أهلا للتضحية بالرغم من الويلات التي عايشها جاد في طريقه إلى مخيم جينين، من تفتيش ووقوف بالحواجز والتعرض للضرب والاعتداء والقتل دون العبور أحيانا». وقالت د. الزقاي: «يتناص العنوان مع عناوين سابقة على غرار «عائد إلى حيفا» لغسان كنفاني، والذي قدمه الفنان الفلسطيني الأستاذ غنام مونودراما جال بها كثيرا من الدول العربية. مثلما كان حظ هذا العمل أن يجوب، ليس فقط الدول العربية، بل حتى الأوروبية، مروجا للقضية الفلسطينية بطريقة مستحدثة تسخر الجسد للكتابة به وللتوثيق لتفاصيل حياة تفوق الواقع إلى الخيال والاستحالة».
وتحدثت د. الزقاي عن موضوعة وفكرة عرض: «مروّح ع فلسطين» وجمالية الواقعية البريشتية، وقالت: «العرض الفلسطيني مروح ع فلسطين من تأليف وإخراج ميكائيلا ميرندا، وأداء مجموعة من الشباب الفلسطيني المتحمس لقضيته والشغوف بالمسرح. يبدو من طبيعته وأسلوبه أنه يضارع المسرح التفاعلي Interactif ومسرح الشارع الذي يتكئ أساسا على الارتجال وإشراك المتلقي في لعبته وفنه التمثيلي، هذا النوع من المسرح الذي عد فن التسلية الخالصة، وهو المسرح القائم على البحث والأشكال الشعبية. ويتميز مسرح الشارع بالكوميديات الخفيفة، لكنه آثر العلبة الرباعية ليقدم فرجته الشبابية عبر مجموعة من القصص الواقعية التي تم تجميعها واسترجاعها ضمن ما يسمى بـ مسرح البلاي باك».

النقد الحديث
عقَّب مدير الجلسة عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. علي العنزي من جانبه على ورقة د. الزقاي، متسائلا: ما إن كان قولها «قرأت العملين بحب»، «ألا يستقيم هذا المبدأ مع ضرورة تناول الناقد للعرض بموضوعية». ومضى يقول: «النقد الحديث يمنح فرصة لنقاش فكري يحمل إشباعا فلسفيا، فيما قامت ورقة د. الزقاي على مبدأ تذوق النص واستعراضه». وذكر العنزي أن على الناقد ألا يرهق المتلقي باستعراض المعلومات، مشيرا إلى أن «الورقة ملأى بما قد لا يجد المتلقي نفسه محتاجا إليه». وشدد على أهمية ألا أن يُغيب الباحث جمهوره أو يقصيه عن نقد العمل، عبر التركيز «على الإشراف على تقبل ما يدور على الركح لا أتأهب لتلقيها بالطريقة نقدية ملائمة».

 

 

في محاضرة ضمن فعاليات معرض الكتاب الـ 43
ناشرون استعرضوا تجربة دور النشر الكويتية في التسويق الإلكتروني


الحيدر: الشكل التقليدي
في التسويق تراجع.. والكيانات العملاقة اتجهت لاستخدام
شبكات التواصل الاجتماعي

المرشد: هناك فجوة بين المثقفين والقراء أوجدت إشكالية في التسويق

مطالبات بإشهار الاحاد الكويتي لدور النشر
لوسائل التواصل الاجتماعي أهمية كبرى في الترويج للكتب
استعرض معرض الكويت الـ43 للكتاب تجربة دور النشر الكويتية في التسويق الالكتروني، في محاضرة أقيمت بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب، للاستفادة منها ونقلها إلى دور النشر العربية.
وأكد المشاركون في المحاضرة التي أقيمت ضمن فعاليات معرض الكويت
الـ 43 للكتاب أن التسويق الممول لم يعد هو الأسلوب الأكثر فعالية في تحقيق الانتشار الأوسع في ظل عالم الإنترنت والمجتمعات الافتراضية على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال أحمد الحيدر، وهو صاحب دار نشر كويتية: إن التسويق الإلكتروني يتخطى الطرق الإعلانية الصريحة والمباشرة نظرا لسيطرة الإنترنت على حياتنا وانتشار الهواتف الذكية والاعتماد على العالم الافتراضي.
ولفت إلى أن معظم الكيانات العملاقة أدركت مدى تأثير الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في حياة كل الناس من دون استثناء، خاصة مع تراجع الشكل التقليدي في التسويق، حيث اتجهت إلى استخدام الشبكات الاجتماعية والفيديو والإنترنت بصفة عامة للوصول إلى عملائها بدقة.
واستعرض الحيدر أنواع الإعلانات المدفوعة الأجر، سواء المكشوفة أو المبطنة، لافتا إلى تجربة دور النشر الكويتية التي تلجأ إلى الإعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الجمهور، من خلال التعريف بالكتب أو غيرها بالطريق الخاصة بمراحل الإعلان.
ولفت إلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للكتب الورقية، مشيرا إلى أن استخدام تلك الوسائل أدى إلى انتعاش الكتب الورقية مرة أخرى، بعد أن كانت قد تراجعت في الفترات الأخيرة.
وأوضح أن بعض دور النشر تلجأ أحيانا إلى القيام بإهداء بعض الكتب لعدد من المثقفين ممن لهم تأثير في محيطهم الاجتماعي، أو لهم نشاطات ثقافية مجتمعية، ولهم حسابات نشطة ومؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي تقوم من خلالها بتقييم الكتب، والذي غالبا ما يكون إيجابيا.
وأشار إلى أن التفاعل مع الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي من القضايا المهمة التي تحقق نتائج إيجابية في الانتشار.

انتشار واسع
من جانبها استعرضت رزان المرشد، وهي صاحبة دار نشر كويتية، تجربتها في التسويق الإلكتروني للكتب، وكيف أنها حققت نجاحات طيبة وغير متوقعة مع الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى وجود فجوة بين المجال الأكاديمي والمثقفين وعموم القراء المهتمين بالقراءة، أوجدت إشكالية في التسويق الإلكتروني الذي قد يتناسب مع فئة، إلا أنها لا تتناسب مع فئة أخرى.
ولفتت إلى أن تلك الإشكالية دفعتهم إلى البحث عن طرق أخرى للتسويق الإلكتروني تتناسب وكل الفئات، تتمثل في إيجاد خطين أحدهما أكاديمي وآخر لعموم القراء، على أن يمشي الخطان بالتوازي لتحقيق الأهداف المنشودة.
وأعرب المشاركون، سواء من المتحدثين أو الحضور، في نهاية المحاضرة، عن الأمل في إشهار الاتحاد الكويتي لدور النشر، على غرار الاتحادات الخليجية والعربية الأخرى.

 


الضفادع (رواية)


المؤلف:
مو يان
الناشر:
شركة المطبوعات للتوزيع والنشر

«في الصين، لا يدخل الكاتب الجيد في صراع مباشر مع الحكم. غالبا ما يختبئ نقد المجتمع وراء القصة، ووراء اللغة». في أجواء من الواقعية السحرية، تأتي رواية مو يان الأحدث هذه، لتتناول موضوع سياسة تنظيم الأسرة في الصين أي سياسة الطفل الواحد التي ظلت سارية حتى العام 2015، لتستبدل بها، في العام 2016، سياسة الطفلين.
«العمّة» بطلة مو يان، قابلة قروية اتخذت لنفسها دور الرقيب على تطبيق سياسة تحديد النسل إبان الثورة الثقافية، لتلاحق النساء الحوامل لإجهاضهن قسريا. و«الشرغوف»، أي فرخ الضفدع، هو الراوي الذي يفتتح الرواية برسالة يبعث بها إلى معلمه الروائي الياباني، يخبره فيها بأنه بصدد كتابة مسرحية مستندة إلى حياة عمته. وبين قصة «العمة»، ومسرحية «الشرغوف»، تسرد حياة آلاف القرويين الصينيين، ويطلع القارئ على الثقافة الصينية وعلى إحدى أهم وأكثر المشاكل حساسية في الصين الحديثة، لكنه في الوقت نفسه، يؤخذ إلى عالم خيالي غرائبي، حيث يتعالى نقيق الضفادع، وتبث الأرواح في التماثيل.
«اعتاد أهل القرية إن من يشتري تمثال طفل شكّله «هاو اليدان الكبيرتان»، ويربط حول عنقه حبلا رفيعا أحمر، ويقدم له الهدايا، يرزق بطفل يشبه في كل شيء التمثال الصغير. ولكن، لم يكن يحق للفرد أن يختار بنفسه الطفل الفخار. حين تقصده لشراء تمثال، يبدأ بتفرسك بدقة، ثم تغوص يده ليعطيك أخيرا التمثال الذي اختاره لك. إذا وجدت أن الدمية ليست جميلة، لم يكن يبدلها، تخاله يقول لك: «هل يوجد في الدنيا آباء يتذمرون من بشاعة أطفالهم؟». ولذا، تدقق أكثر بتفاصيل الطفل الذي أعطاك، ورويدا، تجده جذابا وعلى مر الوقت، اقتنع الناس بأن شراء أحد تماثيله الصلصالية يوازي طلب طفل حقيقي».
هذه رواية تطرح أعمق الأسئلة الأخلاقية، تتناول صين ماو وما بعد ماو، وتبث في روحك الكثير من ضحكات الأطفال! رواية ستظل تقرأ لأجيال وأجيال.


القيل والقال والنظر في عقول الرجال

المؤلف:
سلام الراسي
الناشر:
دار نوفل

القيل والقال - «النظر في عقول الرجال... تلك كانت هوايتي منذ ريعان شبابي، ثم صارت الهواية مهنة فيها من اللذة بمقدار ما فيها من المشقة، لأن مملكة العقل البشري أعظم من أن تحد أو تقاس. لذلك كنت أستقر على أبواب الذاكرة الشعبية حيث تدخر كنوز تراثنا الثمين. هذا مع العلم أن الذاكرة لا تحفظ إلا بما هو جميل وبليغ ومعبر عن واقع إنساني». (سلام الراسي)
هذا الكتاب هو العاشر من 16 عنوانا تعيد نوفل إصدارها في حلة جديدة.
سلام الراسي «شيخ الأدب الشعبي» - ولد عام 1911 في بلدة إبل السقي، جنوب لبنان. تنقل بين وظائف عامة متنوعة، وبقي على هذا المنوال حوالي عشرين عاما لحين تقاعده. نشر أول كتبه سنة 1971 عن عمر يناهز الستين.
كتب الراسي الشعر والزجل شابا، ثم تحول إلى جمع المأثور الشعبي ومجمل أصناف الأدب القروي. نال عن مؤلفاته عددا من الأوسمة والتكريمات، كما حصد برنامجه «الأدب الشعبي في لبنان» شهرة واسعة. توفي عام 2003 عن 92 عاما.
أدب سلام الراسي هو خلطة خاصة به، وصعود بمرتبة الحكواتي ودوره، وتقريب لدور المؤرخ إلى الرواية. وقد أجمع النقاد على اعتبار أعماله التصاقا بالناس ومن أصدقها تعبيرا عن مشاعرهم ومفاهيمهم.
أما الراسي نفسه، فقد قال في مؤلفاته، وبمناسبة صدور عنوانه الأخير عام 2001: «سيحاول البعض «تقشيري» لمعرفة حقيقة أمري. وقد يحاول البعض الآخر إلباسي أثوابا فضفاضة كانوا قد فصلوها على قياسات مذاهبهم في الأدب لكن مهلا! ألم أفعل أنا كذلك بأبطال حكاياتي؟ ألم أنطق بعضهم بالحكمة والبلاغة والجمال، في حين جردت البعض الآخر وتركتهم عراة تحت الشمس؟
بيد أنني أعطيت كل واحد من أبطال حكاياتي شيئا من ذاتي، إن كان حسنا أو سوءا... ولذلك على من أراد الآن أن يرسم صورتي على حقيقتها، أن يلملمني عن شفاه أبطال حكاياتي».


إيمانويل ماكرون تحت الاستجواب

المؤلف:
مجموعة مؤلفين
الناشر:
شركة المطبوعات للتوزيع والنشر

أصغر رئيس فرنسي في التاريخ، تكنوقراطي معجون بالفلسفة، مصرفي سابق، داعية من دعاة الاقتصاد الرقمي، ورجل أحدثت معادلة فوزه في الرئاسة تغييرا جذريا في عقارب الساعة الانتخابية الفرنسية لم يحدث منذ شارل ديغول.
تسلح بالشباب والطموح وإيمانه بأن فرنسا صاحبة رسالة تقتضي التدخل في سياسات دول العالم قاطبة.
كان مغمورا لسنوات خلت، ليصبح بين ليلة وضحاها حديث الناس والسياسيين في مختلف أنحاء العالم، وليتصدر اسمه وصورته شاشات التلفزة ووسائل الإعلام التي باتت تحكي عن ظاهرة تسمى «ظاهرة ماكرون».
عبر ثلاث مقابلات متنوعة خضع فيها ماكرون للاستجواب، بالمعنى الصحفي، ومن خلال مقالات وأحاديث أخرى، قال كل ما لديه من عام وخاص:
- أسرّ كيف تمكن من حشد شعبية واسعة في أوساط اليمين واليسار.
- شرح سياستيه الخارجية والأوروبية.
- استعرض الفلاسفة الذين تأثر بهم، والذين شكلوا خلفيته الفكرية والثقافية.
- فسر رؤيته للحكم والسلطة والديموقراطية.
- تحدث عن العلل التي تكبل المجتمع الفرنسي.
- عرج على ذائقته الأدبية، وكثرة مطالعته وعمقها وتجربته الروائية.
ماكرون كما هو تماما، فهل ستنجح رؤيته في تثوير النظام الفرنسي كما يعتقد؟


شاهد من المخابرات السورية بين عامي 1955 – 1968

المؤلف: فوزي شعيبي
الناشر: بيان

«شاهد من المخابرات السورية بين عامي 1955 – 1968» يضم مجموعة أعمال للمؤلف الذي يقول: إنني لم أكتب تاريخا لأنني لست بمؤرخ ولم أكتب رواية تاريخية من نسج الخيال. لكني قرأت عن أعمال قمت بها عندما كنت أحد ضباط الشعبة الثانية قبل قيام الوحدة بين مصر وسورية وأحد ضباط المخابرات العامة بعد قيام الوحدة بين القطرين عام 1958.
ويضيف: الأعمال التي قمت بها، كانت بتوفيق الله، من أجل خدمة بلدي ودفع أطماع المستعمرين الأوروبيين والأمريكيين ومن ورائهم الصهيونية العالمية الذين كانوا يهدفون ولايزالون للسيطرة على بلدي كمنطقة حساسة ومهمة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. ففي عام 1956 كشفتُ مؤامرة حلف بغداد التي كانت مؤقتة مع العدوان الثلاثي على مصر وكانت تهدف إلى قلب نظام الحكم في سورية وإلحاقها بحلف بغداد الذي كان يضم العراق برئاسة نوري السعيد وتركيا برئاسة عدنان مندريس بالإضافة إلى الباكستان، وذلك في ظل الإمبراطورية البريطانية آنذاك. فطاردت المتآمرين في الصحراء السورية الأردنية العراقية وصادرت الأسلحة الواردة من العراق وأفشلت المؤامرة. ومُنحتُ آنذاك وسام الاستحقاق السوري.
وقد وفقني الله أيضا بكشف شبكة تجسس إسرائيلية مركزها مرجعيون بلبنان على رأسها شخص يدعى نجيب صالحة (وهو ليس النائب اللبناني المعروف) وكان اتصالهم وعلاقتهم بمدير مخابرات العدو الإسرائيلي في بلدة «المطلة» في الأراضي المحتلة. وقد استطعت استدراج قادة الشبكة إلى دمشق واعتقلتهم في فندق غسان (في المرجة). ولدى التحقيق معهم تعرفنا على أفراد الشبكة من العسكريين في جميع صنوف الأسلحة. وأحيل الجميع إلى القضاء وحكموا بالإعدام. وقد نفذ الحكم بالعسكريين في الجبهة بمحافظة القنيطرة في موقع تل الفرس. أما المدنيون فقد نفذ حكم الإعدام بهم في السجن.
أما العملية الكبرى التي اكتشفتها فكانت عملية الانفصال التي قام بها المقدم عبدالكريم النحلاوي الذي كان يشغل معاونا لمدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر لشؤون السوريين. وقد قدمت الاكتشاف للسيد السراج بموجب تسجيل ضم عددا من الضباط الذين شاركوا فعلا بتنفيذ جريمة الانفصال. ولما كان التوتر قائما آنذاك بين المشير والسراج فقد طلب مني السراج أن أسلم نسخة من التسجيل للمشير عبدالحكيم عامر في قيادة الجيش بدمشق بدلا من أن يذهب بنفسه للاجتماع بالمشير وإطلاعه على التسجيل وتشكيل لجنة تحقيق مع الضباط الذين وردت أسماؤهم بالتسجيل، وبسبب خلافه مع المشير اكتفى بأن أقوم أنا بتسليم التسجيل للسيد المشير. وفي اليوم الثاني ذهبت لمكتب المشير وكان مدير مكتبه العقيد أحمد علوي (مصري) الذي طلبت منه أن يستأذن لي السيد المشير لتسليمه التسجيل إلا أنه ادعى أنه المشير لديه اجتماع. وقد حصلت مشادة بيني وبين مدير مكتبه لأنه أراد استلام التسجيل ودون أن التقي السيد المشير. وعلى أثر ذلك خرج المشير وطلب إلى أن أسلم التسجيل للعقيد علوي ولم أكن أعلم أن قائد الانفصال عبدالكريم النحلاوي هو معاونه، حيث لم يرد اسمه بالتسجيل. ولقد علمت بعد ذلك أنه اطلع على التسجيل بعد مغادرتي مكتب المشير وأدخل في ذهن مدير مكتبه أن السراج وضباط يهيئون عملية لفصل الوحدة والتخلص من الاستعمار المصري (كما قال).


أبو الطيب المتنبي «شاعر العيون»

المؤلف:
د. عبدالرحمن بن سعود بن ناصر الهواوي
الناشر:
بيان للنشر

أبو الطيب المتنبي هو: أحمد بن الحسين الجعفي؛ نسبة إلى عشيرة جعف اليمنية، ولد في الكوفة سنة 303هـ/915م. وتنقل أثناء حياته من الكوفة إلى بغداد، وإلى بادية السماوة، وإلى الشام، ومصر، ثم فارس حتى مقتله بالقرب من بغداد، في دير العاقول عام 354هـ/965م.
يقول الهاشمي (1403هـ – 1983م): المتنبي؛ هو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي المكنى بالمتنبي، الشاعر الحكيم، وخاتم ثلاثة الشعراء وآخر من بلغ شعره غاية الارتقاء. «كان أبو العلاء المعري يحب المتنبي ويرى أنه أشعر المحدثين، ويفضله على بشار، ومن بعده كأبي نواس، وأبي تمام».
لقد تطرق أبو الطيب المتنبي في شعره إلى تراكيب جسم الإنسان، وما يحتويه من أجهزة مختلفة، فضلا عن إشارته إلى التراكيب والمسميات الخارجية – الظاهرة – لأجزاء جسم الإنسان. وقد تطرق المتنبي في شعره إلى العيون. وهي من أهم أعضاء جسم الإنسان، فتناول العين من ناحية تركيبها، ووظيفتها، ومحاسنها، وعيوبها، ولغتها، والمقصود بحركاتها، وإشاراتها، إضافة إلى تطرقه إلى ماهية الرؤية، وإلى علاقة العين بالحالات النفسية عند الإنسان.. ومن هذا – وكما سيرى القارئ – جاز لنا أن نطلق على المتنبي – وبحق – شاعر العيون..
يقول قلقيلة (1403هـ – 1983م) عندما تطرق لبيت المتنبي الذي يقول فيه:
كأن شعاع عين الشمس فيه
ففي أبصارنا عنه انكسار
إذا كان لنا موقف نقفه من المتنبي، فهو موقف التقدير والإعجاب به لقوله بانكسار الأشعة أو لإرهاصه به. فإن لم يكن هذا ولا ذاك، فلمعرفته كيفية الرؤية ولاستعماله لفظ «انكسار» الذي صار مصطلحا علميا في المجال نفسه الذي استعمله فيه، وبالمعنى ذاته الذي أراده منه.
يعرض الكتاب ما قاله المتنبي في بعض أبيات شعره عن العيون – عيون الإنسان – مع الأخذ بعين الاعتبار ما نعرفه عن العين من الناحية العلمية، وما ورد عنها في بعض كتب التراث، إضافة إلى ما ذكره أبو البقاء العكبري في شرحه للبيت، في كتابه «التبيان في شرح الديوان». يقول أبو البقاء عبدالله بن الحسين العكبري (المولود سنة 538هـ والمتوفى سنة 616هـ) في مقدمة كتابه ... يجمع الكتاب من أقاويل شراحه الأعلام، معتمدا على قول إمام القول المقدم فيه، الموضح لمعانيه، المقدم في علم البيان أبي الفتح عثمان (هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي المشهور، ولد قبل الثلاثين والثلاثمائة للهجرة في الموصل، وتوفي سنة 392هـ ببغداد). وقول إمام الأدباء، وقدوة الشعراء، أحمد بن سليمان أبي العلاء (363هـ – 449هـ). وقول الفاضل اللبيب، إمام كل أديب، أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب (421هـ -502هـ)، وقول الإمام الأرشد، ذي الرأي المسدد، أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الإمام الواحدي.


إضاءات من تاريخ الكويت

المؤلف:
سعد نقيمش العنزي
الناشر:
دار الحكمة في لندن

الوطن هو المكان الذي تعيش فيه ذكريات حياتك وطفولتك، وهو ما يربطك بكل من تحب، بأهلك وأصدقائك ومدرستك، وهو المكان الذي خضت فيه أولى تجاربك في الحياة .
ويولد حب الوطن مع الإنسان، لذلك يعتبر أمرا فطريا ينشأ علية الفرد حيث يشعر بأن هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويكبر على أرضها .
ومن واجب الدولة أن تحافظ على الوطن وتحميه، وأن تعد له الجيل القوي المتين عن طريق إعداد الشباب وتدريبهم وتعليمهم، فهم الحماة الأوائل الراعون له.
وكتاب «إضاءات من تاريخ الكويت»، للمؤرخ سعد نقيمش العنزي الذي صدر عن دار الحكمة في لندن، يتحدث عن الوطن ليرسخ التاريخ وحب الوطن في قلوب أبنائه، ولنرد له جزءا بسيطا من العطاءات الكثيرة التي قدمها لنا ولن نفيه حقه، كما يتضمن الكتاب توثيقا للتواريخ والأحداث والصور، وفيه استيعاب للتاريخ السياسي والاجتماعي والتراثي والمعالم الأثرية ومسيرة التطور في الكويت.
كما يقدم نظرة شاملة للتاريخ السياسي والاجتماعي والتراثي والمعالم الأثرية في الكويت، مستعرضا خلال فصول الكتاب تاريخ الكويت منذ نشأتها، وحكام الكويت، ونظام الحكم. كما يعرض الحياة الديموقراطية بالكويت، ويتعرض بالشرح للتعليم في الكويت، والنواحي الاقتصادية، وأشكال العملات الكويتية المختلفة .
ويستمر الكاتب في استعراض مناحي الحياة المختلفة، متناولا تاريخ الزراعة ومناطقها المختلفة، متحدثا عن المناطق الجغرافية بالكويت، ومعددا الجزر ومعرفا بأسمائها وأسباب تسميتها .
كما يستعرض الكاتب أهم الأحداث التي شهدتها دولة الكويت على مدار التاريخ القديم والحديث، في مختلف المجالات السياسية والمعيشية .
ويتناول الحرف اليدوية التي انتشرت بالكويت قديما، إضافة إلى العادات والتقاليد والألعاب الشعبية القديمة والأمثال القديمة .
ويستعرض المؤلف أشهر وأهم معالم الكويت القديمة والحديثة، ويختتم الكاتب بذكر الحركة الفنية متناولا الموسيقى والفرق المسرحية والسينما.


اللمع في التصوف

تحقيق:
رنولد آلن نيكلسونا
الناشر:
الرواق للنشر

يسجل هذا المجلد خطوة أبعد في المهمة المملة – لكن لا غنى عنها – التي انخرطت فيها طويلا، وهي مهمة توفير المواد لأجل تاريخ الصوفية، وبالأخص لأجل دراسة تطورها في أقدم عصورها، بدءا بالقرن الثاني وانتهاء بالقرن الرابع من الإسلام (حوالي 700 – 1000 ميلادي). إن قائمة بالعناوين المعروفة لنا للكتب الصوفية المكتوبة أثناء هذه الأعوام الثلاثمائة سوف تحتل بضع صفحات، لكن الكتب ذاتها قد اختفت في معظمها، رغم أن البقية الناجية تتضمن بعض الأعمال المهمة حول مختلف فروع النظرية والممارسة الصوفيتين من تأليف قادة الحركة، أمثال الحارث المحاسبي وحسين بن منصور الحلاج ومحمد بن علي الترمذي وغيرهم الذين لا حاجة بي إلى ذكرهم الآن. لقد أظهر م. لوي ماسينيون Massignon بطبعته الأخيرة من كتاب الطواسين ما هي النتائج القيمة التي يمكن توقعها من التفحص النقدي للأدب المبكر. من المؤكد أن سلسلة من هذه الدراسات سوف تشكل أفضل أساس ممكن لأجل مسح عام. لكن إلى أن يتم ذلك يتعين علينا بشكل رئيس أن نعول على أطروحات (رسائل) أكثر أو أقل منهجية وشمولاً تعالج حيوات (سير) وأساطير ومذاهب الصوفيين القدماء. إنني أحضر وآمل، حالما يكون ذلك ممكنا، لأنشر عملا حول هذا الموضوع مستمدا، إلى حد كبير، من المصادر التالية:
كتاب اللمع لأبي نصر السراج (توفي العام 378 هـ).
وكتاب التعرف لمذهب التصوف لأبي بكر الكلاباذي (توفي في العام 380 أو 390 هـ).
وقوت القلوب لأبي طالب المكي (توفي العام 386 هـ).
وطبقات الصوفية لأبي عبدالرحمن السلمي (توفي العام 412 هـ).
وحلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني (توفي العام 430 هـ).
والرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري (توفي العام 465 هـ).
وكشف المحجوب لعلي بن عثمان الهجويري (توفي حوالي العام 470 هـ).
وتذكرة الأولياء لفريد الدين عطار (توفي حوالي العام 620 هـ).

السكك الحديدية السرية (رواية)
كولسون وايتهيد

ترجمة: سماح جعفر
روايات (مجموعة كلمات)
عالم الكتب

ينضم إلى المزرعة سيزر، العبد الذي اصطادوه في فرجينيا، فيُعجب بكورا ويُخبرها عن أمر السكك الحديدية السرية: مهارب تحت الأرض لا يُعرف من حفرها ومن سعى إلى جلب القاطرات البدائية إليها، ولا يعرف البيض الأعداء طريقا إليها وأين تقع، فالمداخل إليها مخبأة ومموهة. غير أن سيزر، الذي يعرض على كورا الهرب نحو الشمال، حيث يعيش السود أحرارا، يعرف شخصا يدله على أحد المداخل، فتأخذ حياة كورا دربا لم تتخيلها. يُعالج وايتهيد في الرواية مسألة العبودية والظلم الأسود – الأسود، والخدعة الأمريكية بشأن المساواة بين المواطنين منذ إعلان الاستقلال الأمريكي. ورغم كتابته السردية المتشظية التي تشبه اللقطات المتتابعة والتي يضطر معها القارئ إلى إعادة القراءة دوما، لا الركض مع السرد حتى النهاية، فإن أسلوبه هذا يترك التأثير المرجو منه في نفس القارئ وخياله: الحياة ليست نهرا جاريا سلسا، بل هي مليئة بالسّخام والتراب والمستنقعات، وخطوات الهرب إما إلى المشنقة، أو الشمس.
كولسون وايتهيد هو المؤلف الأكثر مبيعا بحسب صحيفة نيويورك تايمز. له أكثر من خمس روايات وكتاب مقالات. وهو حائز جائزة البوليتزر، وحاصل على منحتي ماك آرثر وغوغنهايم الإبداعية. يعيش في مدينة نيويورك.

كفايات معلم الكفاءات في عصر التكنولوجيا

المؤلف:
د. عماد شوقي سيفين
الناشر:
عالم الكتب

إن العصر الذي نعيشه مملوء بالتحديات التي تواجه الإنسان كل يوم. ففي كل يوم تظهر على مسرح الحياة معطيات تحتاج إلى خبرات وأساليب ومهارات وآليات جديدة للتعامل معها بنجاح. أي تحتاج إلى إنسان مبدع ومبتكر؛ ولا يتحقق هذا من دون مؤسسة تعليمية تواكب متطلبات العصر وتستشرف آفاقه المستقبلية.
إن التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول أمام مخاطر عصر التكنولوجيا، والأداة الأساسية لاستثمار الموارد البشرية التي باتت تمثل العنصر الرئيسي للتقدم الاقتصادي والاجتماعي. فالتعليم هو الأداة التي يلجأ إليها المجتمع، لتشكيل أفراده طبقاً لأهدافه المحققة لآماله وطموحاته.
إن نجاح العملية التعليمية في عصر التكنولوجيا يتوقف بالدرجة الأولى على كيفية إعداد المعلم المؤهل للتعامل مع الأجيال التي رسخت لديها عادة التعامل مع تكنولوجيا المعلومات. ومن هنا ينبغي على مؤسسات إعداد المعلم أن تطور من برامجها بما ينعكس إيجابيا على برامج الإعداد التربوي للمعلم وذلك لإتاحة الفرصة للطلاب/ المعلمين أن يتزودوا بما يمكنهم من القيام بأدوارهم كما ينبغي أن يكون، أي القيام بأدوارهم التي تفرضها عليهم تحديات التكنولوجيا. والكتاب الذي بين يديك – عزيزي القارئ – هو محاولة لمساعدة المعلمين وطلاب كليات التربية والمهتمين بمجال التعليم على اكتساب قدر من المعارف حول «كفايات معلم الكفاءات في عصر التكنولوجيا والمعلومات».
في هذا الكتاب تم توظيف بعض البحوث التجريبية التي قمت بها ورسائل الماجستير التي أشرفت عليها والتي تناولت موضوعات: الكفايات التدريسية، برنامج كورت، المدخل المنظومي، هندسة الفراكتال، الحقيبة المحوسبة، الوسائط الفائقة، التعليم الإلكتروني.. إلخ.
ويتكون هذا الكتاب من ثلاثة فصول هي:
الفصل الأول: كفايات المعلم التدريسية
الفصل الثاني: كفايات المعلم التكنولوجية
الفصل الثالث: كفايات المعلم البحثية

إلى اللقاء

نص: نبيهة محيدلي
رسوم: لجينة الأصيل
الناشر: دار الحدائق

نبيهة محيدلي

كاتبة للأطفال منذ 1987 ومؤلفة العديد من سلاسل الكتب، منها «مرمر»، «تفاحة»، «الزيز الملون»، «مكتبتي الأولى»، «قوس قزح»، «نافذتي الأولى»، و«حكاية من الشرق» وغيرها.
نالت جائزة اتصالات أربع مرات عن: «أنا أحب»، «كائنات سقف الغرفة»، «مشاة ماهرون»، و«إحم إحم مررني من فضلك».
وضع كتابها «الفتاة التي اقتفت آثار شخصيات ابن المقفع» على اللائحة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب. وحاز كتابها «أُحب الفواكه» جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. أُختير كتابها «منقوشة مريم» ليكون ضمن لائحة الكتب المختارة للهيئة العالمية لكتب الأولاد IBBY لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة. كما نال كتابها «بلال وعامر» جائزة أفضل كتاب عن قصص ذوي الاحتياجات الخاصة من مؤسسة Anna Lindh. ترجم لها عدة كتب إلى الفرنسية والفارسية والتركية.

لجينة الأصيل

فنانة تشكيلية، رسمت للأطفال ما يزيد على 75 كتابا منذ العام 1969، منها سلسلة «تفاحة» التي نالت شخصيتها ميدالية المجلس العربي للطفولة والتنمية لتصميم شخصية كرتونية للطفل العربي. ورسمت سلسلة كتب «مرمر» التي أحبها الأطفال. وقصص «تفاحة» و«صوصي وكوكي» في مجلة «توتة توتة».
نال كتابها «بساط أبيض تحتنا» جائزة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال. كما نالت ميدالية المسابقة الدولية لرسوم كتب الأطفال Noma concours.
هي عضو مستقل في الهيئة العالمية لكتب الأولاد Ibby، وعضو في اتحاد فناني BIB لرسامي كتب الأطفال – سلوفاكيا.
حصلت على جائزة محمود كحيل عن فئة انجازات العمر.


أقيمت في جناح جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية

فاطمة السري: تفاعل جماهيري
مع محاضرات الذكاء الاصطناعي

 

بحضور الشيخة عايدة سالم العلي الصبا ح رئيس مجلس أمناء جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية، والمهندس علي اليوحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وسعد العنزي مدير معرض الكويت الدولي للكتاب، وجمع غفير من المدعوين والزائرين شهد جناح الجائزة في معرض الكويت الدولي للكتاب الـ 43 عدة نشاطات ثقافية توعوية من محاضرات ومسابقات في مجال الذكاء الاصطناعي، اعتمادا على التواصل والتفاعل مع الجمهور، بما يزودهم بمعلومات ومهارات تقنية تفيدهم في حياتهم العملية والعلمية والاجتماعية، هذا، إضافة إلى التقنيات التي عرضتها الجائزة في الجناح كنماذج من تطبيقات الذكاء الاصطناعي كالروبوتات وغيرها.
وقالت فاطمة السري، منسق جناح الجائزة في المعرض، إن التوعية الثقافية ونشر المعرفة الذكية من أهداف جناح الجائزة في معرض الكتاب، فقد أصبحت هذه المعرفة مهمة في زمن الثورة الصناعية الرابعة، ومنافسة منتجات الذكاء الاصطناعي من روبوتات وسيارات ذاتية القيادة وغيرها من المنتجات الأخرى، وفي ظل ذلك يعمل جناح الجائزة وفق عدة محاور، من أهمها عرض مخترعات هذا الذكاء، وتقديم محاضرات تبرز أهميته ودوره في خدمة الإنسانية، وإجراء مسابقات تقدم كثيرا من المعلومات ذات الصلة بذلك الذكاء، مع منح الفائزين جوائز فورية تشجيعا وتحفيزا على المشاركة والتفاعل والإفادة المتوخاة.
وبينت أن الجناح شهد تفاعلا جماهيريا مع ما تم تقديمه من محاضرات، مما يدعو إلى التفاؤل بتحقيق ما نصبو إليه في جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية.
وذكرت أنه قدمت يوم الجمعة ثلاث محاضرات كانت الأولى بعنوان: «تعريف الذكاء الاصطناعي»، وتمحورت حول تعريف الذكاء الاصطناعي ونشأته وتطوره واستخداماته وتطبيقاته، وفوائده الاجتماعية، والاقتصادية، والفرق بينه وبين الذكاء الإنساني وتأثيراته.
وقدم هذه المحاضرة الدكتور عبدالله المطوع الحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال الحاسب الآلي بالذكاء الاصطناعي والأنظمة الخبيرة من جامعة سيراكيو في نيويورك، وهو رئيس مختبرات الذكاء الاصطناعي بقسم هندسة الكمبيوتر، وعضو في جمعية المهندسين الأمريكية التخصصية IEEEوعضو جمعية الحاسب الأمريكية.
والمحاضرة الثانية كانت بعنوان «أثر تعلم الروبوت على تنمية مهارات الطلبة في المدارس»، قدمها المهندس جاسم محمد علي، وهو مدرب روبوت بمركز الروبوت الكويتي.
أما المحاضرة الثالثة فكانت بعنوان «الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة» للدكتور عبدالله المطيري، ومما يبهج النفس التجاوب والتفاعل المميز مع المحاضرين، مما كان مثار اهتمام ومشاركة من الحضور، خاصة الشباب.
واختتمت السري تصريحها بالدعوة إلى زيارة جناح الجائزة والتفاعل مع أنشطته التوعوية، والاطلاع على أحدث مخترعات الذكاء الاصطناعي.
وفي الختام كرمت الشيخة عايدة سالم العلي الصباح كلا من المهندس علي اليوحه، وسعد العنزي، والمحاضرين الثلاثة؛ راجية لهم كل توفيق وسداد.

 

ناقش «نوادر المقتنيات والوثائق والإصدارات» و«الصحافة الإلكترونية ودورها في التثقيف»

«المثقفين» أطلق مشروع المثقفين التطوعي في ملتقاه السنوي الثاني

 

د. الجريد: سبب المشاركة في المعرض لزيادة الوعي والتثقيف

الرميضي: الباحثون المشاركون تناولوا جوانب مهمة ركزت على أهمية المطبوعات القديمة

المسباح: المشاركون عرضوا نوادر الإصدارات والمقتنيات

المقهوي: أول صورة صورت في الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح في العام 1903
ضمن أنشطة معرض الكويت للكتاب في دورته الـ 43، أقام مشروع المثقفين التطوعي ملتقاه السنوي «ملتقى المثقفين الثاني»، في أرض المعارض صالة 5، والذي اشتمل على جلستين، فكانت الجلسة الأولى بعنوان «نوادر المقتنيات والوثائق والإصدارات»، وانقسمت إلى قسمين: القسم الأول قام بإدارته الباحث في التراث صالح المسباح، أما القسم الثاني فقام بإدارته الأمين العام لرابطة الأدباء طلال الرميضي، وتناولت الجلسة الثانية «الصحافة الإلكترونية ودورها في التثقيف»، وقام بإدارة الجلسة د. مناور الراجحي.
وبهذا الصدد قال رئيس مشروع المثقفين التطوعي د. عايد الجريد: «مشروع المثقفين التطوعي يضم نخبة من المثقفين الشباب، وهذا المشروع بدأ منذ فترة، وأقام العديد من الفعاليات الثقافية، ومنها ندوة خاصة في النادي الأدبي الكويتي، ويوم المترجم في العام الماضي، ونظم ملتقى المثقفين والذي يعد الثاني». وعن سبب مشاركة ملتقى المثقفين في معرض الكويت للكتاب، قال د. الجريد «لزيادة الوعي والتثقيف ونشر الثقافة». وعن خطط الملتقى القادمة يقول د. الجريد: «حاليا الملتقى سيكون فيه العديد من المحاضرات والندوات الثقافية تضم نخبة من المثقفين ومنهم صالح المسباح، ود. حسين أشكناني، وفهد العبدالجليل، وهناك مشاركون من البحرين وتركيا وعدة دول».
معلومات ومصادر «النشرة» التقت مجموعة من المشاركين في الملتقى، ومنهم الأمين العام لرابطة الأدباء طلال الرميضي الذي قال: شاركت في إدارة الجلسة الثانية التي شارك فيها الباحث فهد العبدالجليل، والباحث صلاح الفاضل، والتي كانت تتناول محور المقتنيات والمطبوعات والوثائق القديمة وأهميتها.
وأشار الرميضي إلى أن الباحثين تناولوا جوانب مهمة ركزت على أهمية المطبوعات القديمة التي تعين الباحثين والمهتمين بمجال التاريخ في التعرف عليها.
وأكد الرميضي أن الباحث في التاريخ مهمته تناول المصادر القديمة البعيدة عن متناول أيدينا، ويقوم بطرحها بطريقة التحقيق والتدقيق والمقارنة بين المراجع الأخرى. وأوضح الرميضي أن كثيرا من الباحثين بذلوا مجهودا كبيرا في سبيل الحصول على هذه المطبوعات القديمة.

الصور القديمة
أما الباحث في التراث صالح المسباح فأشاد بجلسات الملتقى والمشاركين به من نخبة من الباحثين، ومنهم فؤاد المقهوي الكاتب والإعلامي والصحافي، والذي قمنا بمتابعته منذ بداية الثمانينيات في جريدة الوطن، ومن ثم انتقل إلى تلفزيون الكويت، حيث يقوم بعرض مجموعة متميزة من الصور النادرة، وبعدها بدأ تأليف الكتب التي تضمنت مجموعة كبيرة من الصور حتى يتعرف عليها المهتمون، ويطلع عليها الباحثون. وتحدث المسباح عن مشاركة د. جاسم أشكناني، وقال: إنه بدأ اهتماماته في التوثيق منذ نعومة أظفاره، واهتم بجمع المقتنيات التي تخص أسرته.
من ناحية أخرى قال المسباح: إن المشاركين عرضوا نوادر الإصدارات والمقتنيات للحضور، والتي نالت استحسان وإعجاب الجميع.
وتحدث الباحث في التاريخ والتراث الكويتي الكاتب فؤاد المقهوي عن مسيرته في هذا المجال، وتطرق إلى جزء مهم من التراث الكويتي، وهو الصور القديمة، والتي يتم فيها توثيق التراث الكويتي؛ لأن هذه الصور قد وثقت توثيقا علميا فيها بعض الأمور التي تكون بمثابة العون للباحثين المهتمين. وتحدث المقهوي عن أول صورة صورت في الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح في العام 1903، بواسطة البارجة الروسية التي وصلت إلى الكويت في العام 1903، وتم تصوير الشيخ مبارك الصباح مع مجموعة من الشخصيات الكويتية في ذلك الوقت.
أما في فترة الأربعينيات فقال المقهوي: أصبحت لدينا كمية لا يستهان بها من الصور الفوتوغرافية على عكس الفترات السابقة وثقت الشوارع والشخصيات وبعض الحوادث، بالإضافة إلى الوثائق والكتب الموجودة، موضحا أنه بجهد شخصي منه بدأ تجميع تلك الصور القديمة، وقام بنشرها في جريدة الوطن، وأيضا القراء قاموا بالتجاوب معه، وتزويده بالصور مع حفظ حق القراء. وأضاف المقهوي أنه بدأ في هذا المجال منذ أوائل التسعينيات، واستمر في هذا المجال، بالإضافة إلى الكتابات الصحافية، مشيرا إلى أنه قد ألف كتبا عبارة عن ألبومات وصور، ومنها كتاب بعنوان «صور من الماضي الجميل»، والذي يشتمل على 300 صورة من الصور التي كانت موجودة عنده، وقد نشرها في جريدة الوطن.
وقال أستاذ الآثار والأنثروبولوجيا د. حسن أشكناني إنه تكلم عن أهمية المقتنيات التاريخية في الكويت، لافتا إلى أن تلك المقتنيات جدا مهمة ومفيدة في عملية فهم تفاصيل الحياة داخل الكويت، سواء كانت جوانب الحياة الاقتصادية، أو السياسية، مشيرا إلى أنه في علم الأنثروبولوجيا نطلق عليها الثقافة المادية، فتلك الأشياء التي تركها الإنسان تحمل معلومات ومصادر لسلوكيات الإنسان، لم نحصل عليها في الكتب والوثائق، ولا في التاريخ الشفهي. وأضاف د. أشكناني أنه قام بعرض كتاب لرحالة هندي زار الكويت في العام 1916، وأيضا تحدثت عن الجانب الفني والأزياء والكماليات في المجتمع الكويتي القديم.
وأوضح د. أشكناني أن أهمية الحديث عن المقتنيات تأخذ جانبين: الأول عملية جمع المقتنيات لأن فيها نوعا من الحفاظ على التاريخ الوطني، أما الجانب الآخر فهو كيفية الاستفادة من هذه المقتنيات.

ثلاثة مقتنيات شخصية
أما الباحث فهد العبدالجليل فقال إنه شارك في عرض ثلاثة مقتنيات شخصية يملكها، والشيء الأول هو كتاب باللغة الإنجليزية تمت طباعته في العام 1832، للرحالة البريطاني ستوكر، الذي زار الكويت في العام 1831، وطبع كتابه بعدها بسنة، وكتب معلومات مهمة عن الكويت، تناول فيها جوانب عديدة من تاريخ الكويت، منها الجانب الثقافي، والاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي، والجانب العمراني.
وأوضح العبدالجليل أن الجانب المهم في هذا الكتاب هو أن ستوكلر وصف السور الثاني، وعدد بواباته، فقال إن له ثلاث بوابات، وأيضا أنه جاء إلى الكويت عن طريق سفينة كويتية تسمى «البغلة».
من ناحية أخرى ذكر ستوكر أن تعداد سكان الكويت في العام 1831 كان 4 آلاف نسمة.
واستكمل العبدالجليل حديثه، وقال إنه شارك بوثيقة «عدسانية» أصلية، وتكلم عن أهمية الوثائق «العدسانية»، والتي كانت تستخدم في عمليات الشراء، والبيع، وقسمة الورث، والوقف، والوصايا، وغيرها من الأمور. وقال العبدالجليل: إن سبب تسميت الوثيقة «العدسانية»، هو نسبة إلى قضاة الكويت من أسرة العدساني، تلك الأسرة التي ضمنت سبع قضاة، وكان أولهم ثالث قضاة دولة الكويت، وهو محمد عبدالرحمن العدساني، وآخرهم عبدالله بن خالد العدساني.
وأشار العبدالجليل إلى أن الوثائق العدسانية حفظت جزءا كبيرا من المعلومات المتعلق بالعملات والمناطق القديمة، وأسماء الأسر والمساجد.
وأضاف العبد الجليل أنه تكلم عن المراسلات التجارية لبعض التجار الكويتيين المستقرين في الهند، وأهميتها في جعل الكويت مركزا تجاريا، وخصوصا بعض الأسر التي ساهمت في ذلك، ومنها أسرة المرزوق التي استقرت في كراتشي، أما أسرة الصقر فقد استقرت في كاليكوت، وكان لديهم مكاتب تجارية، وعملت تلك المكاتب في مساعدة أصحاب السفن والنواخذة في بيع بضائعهم والحصول على بضائع الهندية. وأوضح العبدالجليل أن العلاقة التجارية بين الكويت والهند ساهمت بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الكويتي القديم.
حث الباحثين
من جانبه قال الباحث صلاح علي الفاضل، الذي قال «تناولت في حديثي جانبا مهما من مصادر التاريخ الكويتي في الصحافة، وهو أن هناك الكثير من المعلومات الموجودة من ضمن الصحافة الأجنبية للأسف، الكثير غفل عنها ولم يتطرق إليها، مع العلم أنها أصبحت متاحة للجميع وسهل الحصول عليها. وتطرقت في حديثي عن مجلة عريقة جدا، وهي «geographical journal »، تصدرها الجمعية الجغرافية البريطانية الملكية، وتم إصدارها في العام 1831، أما عن الجمعية فتم تأسيسها في العام 1830، وهي تهتم بالجانب الجغرافي لكل دول العالم، ومن ضمنها دول الخليج العربي، وتتضمن المجلة معلومات ثرية عن بعض مناطق الجزيرة العربية، وأيضا تشتمل المجلة على مقالات عن دولة الكويت، والرحلات التي قام بها الرحالة، ونشروا مقالاتهم عن رحلاتهم في هذه المجلة».
وقال الفاضل: إن كثيرين، للأسف، لا يعلمون عن تلك المقالات شيئا، لذلك حاولت، من خلال الملتقى أن أعطي نبذة عن تلك المجلة العريقة، وأيضا حث الباحثين على الاطلاع على كل ما يتعلق بالكويت في هذه المجلات العلمية، لما لها من جوانب مهمة تغطي بعض الثغرات التاريخية في المنطقة.

 


إصدارات عن السلام والتاريخ
«ذات السلاسل» وحكايات أندلسية


كتبت: فضة المعيلي
عبارة عن أربع قصص عناوينها »البالونة الحمراء والبالونة الخضراء والبالونة المغرورة والبالونة السعيدة«، تتناول قيم الحياة وحقائقها، في هذه القصص اللغة البسيطة والتعبير المحلق بخيال الطفل ليفهم مصير البالونة المغرورة بأسلوب راق محفز للطفل، والبالونة الخضراء تنير الطريق لأطفالنا بالسلوك الحسن والتربية الصالحة.
البالونات هذه الكرة المطاطية التي يستطيع الطفل نفخها واللعب بها ويطير معها وبها في الجو، والتي تعبر عن الفرح فهي وسيلة الزينة الرئيسية في حفلات عيد الميلاد والأفراح والتخرج، وهي اللعبة التي يحبها الأطفال الصغار جدا والكبار، حيث تدفع الجميع للعب بها وقذفها فوق لخفة وزنها وسهولة حركتها. استطاعت الكاتبة فاطمة المعدول أن تقدمها في حكايات مسلية وممتعه للأطفال، وأن توظفها أيضا لتكون حاملة للقيم والسلوك والمفاهيم التي يجب أن تسود حياة أطفالنا، وفي سبيل ذلك كانت ألوان وأحجام البالونات دلالات على القيمة أو السلوك الذي نريد أن يصل لتكون دون تعسف أو مباشرة .
فمثلا في قصة البالونة الخضراء، البالونة هي رمز الخير والعطاء، والتي أصبحت هي الأداة الخيرة التي تبحث عن الأطفال المحتاجين لتقذف لهم بألعاب بطل السلسلة الطفل آدم الذي يمتلك ألعابا كثيرة، ولكنه لا يريد أن يفرط في أي منها! ولكن جدته بحنكتها وخبرتها في الحياة أقنعته بأن يلعب لعبة العطاء عن طريق البالونة الخضراء، والتي أصبحت المعادل الموضوعي للمشاركة وعمل الخير.
أما البالونة فهي البالونة التي تمردت علي إهمال الطفل آدم لها، وعدم الاعتناء بنظافتها، فخرجت من الشباك وقامت بجولة كبيرة في السماء وعلى الأرض والرمل والماء، ثم عادت إلى منزلها وهي لديها خبرات أكبر وصداقات أوسع؛ فتعرفت على العصفور والنمل والقطة والسمك وغيرها... لقد عرفت الدنيا ولعبت وتمتعت بالحياة.
وفي البالونة المغرورة (البيضاء) حرصت المؤلفة على ترسيخ قيمة قبول الآخر وعدم التباهي باللون أو الاختلاف، وأننا قد نكون مختلفين لكن لا بد من أن نعيش جميعا على كوكب الأرض، وقد كانت البالونة المغرورة لا تحب أن تلعب مع أقرانها لأنهم ألوان مختلفة وهي أكثرهم بياضا ولمعانا، وهي تشعر بالتميز، وأنها الأعلى والأجمل؛ لذلك تركت الحفل ورفضت أن تلعب مع البالونات وهي من جنسها، هي وأصدقاؤها الذين يلعبون ويمرحون في عيد الميلاد، ومن سوء حظها أنها صادفت في رحلتها عاصفة شديدة وأمطارا لطخت بياض سطحها الأبيض اللامع، وحينما عادت إلى أصدقائها كان شكلها مزريا حيث يعاني جلدها من البقع، ولم تعد البيضاء، بل كانت على بشرتها قاذورات وألوان مختلفة، وحينما نظرت في المرآة هالها شكلها وبكت واعترفت بأننا يجب أن نتحلى بحب جميع من حولنا وألا نتعالى عليهم.
وأخيرا كانت البلونة الحمراء الأكبر والأعلى صوتا، والأقوى، وكانت تتمتع بجلد سميك، وأكثر قدرة على تحمل ضربات الأطفال القوية، وعلى الطيران، ولكنها للأسف أصابها الغرور والاعتداد بقوتها ولم تحسب وتقدر إمكاناتها بشكل صحيح، وعلى الرغم من أنها الأكبر فإنها طلبت من الطفل آدم، بطل الحكايات، أن يقوم بنفخها فهي تشعر وتقدر جلدها السميك، وحينما اعتذر لها آدم عن عدم قدرته على أن ينفخها كما تطلب منه أرشدته إلى أن ينفخها بالمنفاخ الذي يستخدمه لنفخ عجلته، وعلى الرغم من تحذيرات أصدقائها البالونات، واعتراض آدم، فإنها أصرت على ذلك، وقد نفذ لها ما أرادت وظل ينفخها وينفخها حتى انفجرت، وتحطمت وتحولت إلى أشلاء صغيرة، وقد تناول آدم قطعه صغيرة منها وصنع بها بالونه صغيرة جدا يلعب بها الأطفال، ويحدثون بها أصواتا، حينما يحكونها في أسنانهم، وأصبحت أصغر بالونة وأرفع صوتا، بعد أن كانت الأكبر والأقوى، وبالطبع أصابها الحزن والندم على قرارها الخطأ، وتقديرها المبالغ فيه لقوة تحملها، وهذا يعطي نموذجا على عدم الاعتداد بالقوة فقط دون إعمال العقل.
إن البالونات لعبة بسيطة تطير وألوانها زاهية ومشرقة ولكنها في السلسلة كانت ممتعة وحاملة لمفاهيم كبيرة جدا قدمناها بطريقه سلسة ومبسطة جدا.


إصدار جديد .. حكايات أندلسية

 

جمعها كل من خوان إجناثيو بيريث وأنا ماريا مارتينيث وترجمها عن الإسبانية المترجم والروائي أحمد عبداللطيف.
تمثّل الحكايات الشعبية، بشكل عام، خلاصة حكمة الشعوب، وكلما كانت شعوبًا قديمة، كانت حكاياتها أكثر عمقًا وغزارة. إنها تلخيص لتجارب أفراد تحتم عليهم أن يعيشوا في ظروف مختلفة، أغلبهم من الريفيين أو الفلاحين الفقراء، أو من الحرفيين الذين يعانون شظف العيش، لكن الحكايات الشعبية كذلك تمس الملوك وتقترب من القصر، لتروي لنا طموحات الفقراء وأحلامهم. في الحكايات الأندلسية أشياء شبيهة بذلك، يضاف إليها حكايات اللصوص والصعاليك، حكايات الحمقى والطائشين، حكايات الحظوظ السعيدة والتعيسة. تدور معظم الحكايات الأندلسية، مثل كثير من الحكايات العربية، في القرية، هي المكان الأثير لخلق المواقف الكوميدية، لخلق السخرية، وأحيانًا السخرية السوداء. أما أبطالها، فهم هؤلاء الذين لم يحظوا يومًا بالبطولة في الحياة، فعوضتهم الحكاية الشعبية ببطولة يستحقونها. والأحداث تدور حول كسب العيش والنجاة من الموت جوعًا، بكل الحيل الممكنة، وتقترب من القصر لتحكي قصة ابنة الملك، وتتوسل الفكاهة كمكسب أصيل في الحكي.
بطريقة ما، أسست الحكايات الشعبية، وخاصة حكايات الصعاليك في القرون الوسطى، لفن ازدهر منذ رواية »دون كيخوته« لـ ثيربانتيس، ولايزال في ازدهار: إنه فن الرواية. والحكايات الأندلسية لم تفِد فقط هذا الفن، بل طعّمته أيضًا بعنصر التسلية والفكاهة.
في إعادة نشر هذه الحكايات عودة مجددة إلى الطبيعة، إلى الحياة الأولى، إلى البراءة والمكر البريء. وفي ترجمتها إلى العربية نافذة لمشاهدة حكايات الثقافات الأخرى، وجسر للمقارنة، غلاف الكتاب للفنان كريم آدم.

 

ناماستي السلام والوئام

 

في خضم حياة يخالجها كثير من القلق الاجتماعي ولحظات لا تخلو من نزاعات قائمة بين ذوي رحم وصداقات مجتمعية وبعلاقات لا تكاد تستقيم لتنكسر، إذ كان لا بد من إيجاد حل فعال ناجح ليكون شرابا فعالا تجاه تلك المنغصات. فنحن لسنا إلا بشرا، ذوات بأرواح مرهفة حساسة تضنى وتمرض من كلمة وتسوء حالاتها من نظرة... تمضي بنا الأيام بل السنوات وقد يفوتنا كثير من السعادة والفرح وتتغبش الرؤيا نظرا لرؤيا لم تتضح... نجاحات مرت ولم نتلذذ بلحظاتها أبدًا..
وحين تريثت فكرا وجمعت كل الأثر وجدت أن السلام الداخلي هو منبع كل الحلول بل هو السعادة لدرب حياة قد شرعها الله سعيا لنجاحات لا تُعد ولا تُحتسب. ذلك السلام الذي تحتاج إليه روحنا وهي العالم الأكبر، فكلما أحسّت تلك الروح ذلك التآلف السلمي كلما أحسنت التعامل مع البشر، واستشعرت كثيرا من النعم. فكم اعتاد البشر رمي مسببات المشكلات على غير ذواتهم بغية النجاة من اللوم والعتب... وكم برر الناس أخطاءهم بلغات ومبادئ عدة للنجاة من الاتهام..
وبلحظة تراكم أفكار معتمة ظللت حياتي للحظات كدت أفقد فيها جمال ورونق روحي جمعت خلالها معالم الجمال السلمي والوئام لكل روح حولي، وإذ وجدت أن التعايش بسلام هو منهاج الحياة الناجحة الرائعة بالتواؤم والتجانس الايجابي مع كل اختلاف، فكان ميلاد الكتاب الذي يقبع بين أيديكم ليكون منهاجا ومفتاحا للهدوء النفسي وتقبل للاختلافات البشرية دون نشأة خلاف ليقطع دوام التواصل... مطبقة مبدأ الإصلاح ليبدأ وينتهي من ذاتي، وإذ لست على الآخرين بمسيطر... وبتطبيقي ذلك المنهج وجدت جمال اللحظات وتولد الفرحة والسعادة لتنبض فتكون عنوان كل الأيام... وأيقنت حينها أن المسؤولية تنبع مني لتعود إلي.

 

منها «الحزاية» و«شك المسباح» و«التشكيل بالأغصان» و«وردة الورق»
فعاليات ورش الأطفال تعود بهم إلى الأصالة وتنمي مهاراتهم


كتبت: سهام فتحي
حظي الأطفال في معرض الكويت الـ 43 للكتاب هذا العام بجناح كبير يضم العديد من الفعاليات التي تخصهم، وتم عقد عدد من ورش العمل والندوات المصغرة والأنشطة الخاصة تقدمها مراقبة ثقافة الطفل بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والتي تهدف إلى تنمية مهارات الأطفال وتقدم لهم المعرفة التي تساعدهم على بناء مستقبلهم لخدمة وطنهم. وقد حرصت مراقبة ثقافة الطفل على انتقاء فعاليات لها علاقة وثيقة بالأصالة، من أجل ربط الأطفال بأصالتهم، لاستقرار الهوية الوطنية والانتماء إلى الوطن، وكذلك من أجل إبعادهم قليلا عن الأجهزة الإلكترونية التي يدمنها الأطفال وتسبب لهم الأمراض العضوية والانعزال عن أقرانهم، وفقد أسس التعامل الاجتماعي الصحيح .
وضم الجناح عددا من الورش، منها:
ورشة الحزاية
«الحزاوي»، هي القصص الشعبية القصيرة المقتبسة من التراث الكويتي القديم، والتي رسخت في أذهان الصغار وانتقلت من جيل إلى آخر وتنوعت موضوعاتها ما بين قصص توجيهية وأخرى مسلية للترفيه، وقديما اعتاد الصغار قضاء لياليهم مع حزاوي الجدة إلى أن يغلبهم النعاس. وأوضحت منى الخليفي، مسؤولة الورشة، أن الحزاية غالبا ما تشتمل على كثير من العبر والحكم، إضافة إلى التأكيد على بعض الصفات الحميدة، مثل الأمانة والصدق، بالإضافة إلى استخدامها عددا من الكلمات القديمة التي كان يشاع استخدامها وغابت عن حوارنا اليومي، وهي كلمات كويتية أصيلة. ومن أهم أهداف فقرة الحزاية هو إعادة نشر وتعريف الأطفال الصغار بتلك الكلمات التي تمثل التراث الكويتي القديم ويخشى عليها من الزوال والانقراض.
ورشة شك المسباح
المسبحة هي مجموعة من القطع ذات الأشكال (الخرز)، توجد بينها فواصل من قطع مختلفة، تتألف من أعداد معينة منتظمة في خيط واحد، وتختلف أشكال «الخرز» وألوانها وأحجامها .
وأشارت مريم السبتى المسؤولة عن الورشة إلى أن تصميم السبح وصناعتها هواية جميلة وصناعة قديمة احترفها الآباء والأجداد وتصمم وفقا للغرض من استخدامها ومناسبتها، وهى تستهدف الأطفال الذكور على وجه التحديد، من عمر التاسعة وما فوق. وأضافت السبتي: إن الغرض الأساسي المتعارف عليه من المسباح هو التسبيح، وتتميز بكونها كبيرة، أما سبح الزينة فتكون صغيرة الحجم، هذا إلى جانب الأناقة والوجاهة؛ إذ يستخدمها بعض الرجال كجزء تكميلي لأناقتهم، من خلال حمل سبح مصنوعة من أحجار نفيسة. وأضافت أن عملية تصميم وصناعة السبح بسيطة تتمحور حول الدقة والتركيز خلال اختيار الأحجار وتوزيعها ورصها بطريقة سليمة على الخيط الشفاف المخصص لها، إذ تحتاج عملية اختيار الأحجار، على اختلاف أشكالها وأنواعها، إلى دقة وتركيز لتتوافق الألوان والأشكال .
ورشة التشكيل بالأغصان
تهدف الورشة إلى استخدام جذوع وأغصان الأشجار في الأعمال اليدوية، وهو يعد فنا من الفنون الجميلة، ويساعد على إعادة الاستخدام والمحافظة على البيئة بدلا من التخلص من هذه الأغصان أو حرقها حيث يمكن الاستفادة منها بشكل كبير في صناعة أشياء جميلة ذات قيمة معنوية ومادية كبيرة.
وتوضح سلوى الشراح، القائمة على الورشة، أنه يمكن عمل كثير من الأشياء بهذه الأغصان والجذوع، ويمكن للطفل المبدع صاحب الخيال الواسع أن يتفنن في استخدام الأغصان بأحجام وأشكال مختلفة لصنع أعمال فنية بسيطة وجميلة يسعد بها الطفل، وعن العمر المستهدف أوضحت أنه نظرا إلى طبيعة المواد المستخدمة يفضل أن يكون الأطفال المشاركون فوق ثماني سنوات.
ورشة وردة الورق
تهدف الورشة إلى تعريف الأطفال المشاركين من خلالها لتعلم طرق مبسطة لتصميم ورود.


أمل الرندي تحدثت عنها في معرض الكتاب
تجربتي في مبادرات أدب الطفل

 

 

تحدثت كاتبة أدب الأطفال أمل الرندي عن تجربتها مع الكتابة قائلة: عندما دخلت إلى عالم الطفل كنت أظن أن الأمر بسيط جدا، أكتب قصة وأرسلها وينتهي الأمر، لكن هذا العالم بدأ يتسع أمامي شيئا فشيئا، فقد شعرت بأن الرسوم التي تنشر مع القصة تعنيني وتهمني، وهي من مسؤوليتي أيضا، ولا بد من أن أحاور الرسام لتستطيع ريشته أن تلتقط جوهر القصة، ثم بعد ذلك شعرت بضرورة الاهتمام بجاذبية شكل القصة في كتاب، فكان عليّ أن أنتبه إلى شكل الغلاف ورسمه وإخراجه، وإلى نوعية الورق، وما إلى ذلك من اهتمام بشؤون الطباعة والنشر.
وأضافت: لم أقف عند هذا الحد، فمع تقدم التجربة رأيت أنه لا يكفي أن نؤلف ونطبع كتاب الطفل، إنما علينا أن نهتم بوصوله إلى الطفل، ونهتم أيضا بتحفيز الطفل على القراءة، وهذان الأمران لا يستطيع الكاتب أن يقوم بهما منفردا؛ إذ يحتاج إلى أنشطة ومبادرات، وهذا بدوره يحتاج إلى مؤسسات رسمية وخاصة، ويحتاج إلى تضافر جهود كل من له علاقة بأدب الطفل وحياة الطفل، وكل من يشعر بمسؤولية وطنية وإنسانية تجاه المستقبل.
وتابعت من هنا، لم أكتفِ بمهمة الكتابة، بل سعيت للمساهمة في أنشطة كثيرة لها علاقة بأدب الطفل، فلبيت دعوات كثيرة للمشاركة في مؤتمرات وندوات وورش عمل مع الأطفال، في الكويت ودول عربية أخرى، كما أنني كنت متحمسة لأن أشارك في رابطة الأدباء الكويتيين، وقد تسلمت فيها مسؤولية لجنة أدب الطفل منذ أكثر من سنة، وأنفذ بمساعدة مجلس الإدارة مجموعة من الأنشطة والمبادرات التي سوف نأتي على ذكرها.
وأوضحت انه مما لا شك في أن عالم أدب الطفل واسع وحافل بأمور كثيرة متشعبة، فصحيح أن الكتابة للطفل تشعرني بمتعة؛ لأن «كل قصة أبدعتها... أبدعتني، فأنا أكتب لأكون نفسي»، كما تقول الكاتبة الأمريكية أوكتافيا بوتلر، لكن علينا أن نفكر في الطفل القارئ أيضا، فنقوم بمهمات قد تتعبنا وتسرق كثيرا من أوقاتنا، واضعين نصب أعيننا مهمة بناء الإنسان، والطفل هو أساس بناء مستقبل جميل نطمح إلى تحقيقه.
واستطردت: والحمد لله نحن في الكويت كنا محظوظين بوجود جهات رسمية ومؤسسات خاصة دعمت وتدعم ثقافة الطفل، ونفتخر دائما بأن أول مجلة للأطفال في الخليج هي مجلة سعد الكويتية، في العام 1969، ومعروف أن وزارة الإعلام الكويتية أدت دورا بارزا في تعميم الثقافة العامة، من خلال دوريات كثيرة، توزع بسعر شبه مجاني على العالم العربي، وما مجلة «العربي» التي صدرت منذ العام 1958، وبعدها دوريات أخرى، إلا مثل على ذلك، ثم «العربي الصغير»، في العام 1986، التي عرفتها أجيال كثيرة من الوطن العربي.
وقالت: وكم يؤسفني اليوم تراجع هذا النشاط الثقافي المهم في دولة رائدة مثل الكويت!
وتابعت: لا أريد أن أدخل في تفاصيل التجارب الثقافية والمبادرات والأنشطة الكثيرة التي أقيمت في الكويت، ولاتزال تقام، إنما أريد أن أركز في هذه الندوة على واقع تجربتي ومشاركاتي في أنشطة ومبادرات خاصة بأدب الطفل، سواء في الكويت أو خارجها، مع تأكيدي على أهمية هذه المبادرات لأنها تعتبر جسور تواصل بين الطفل وأدبه!
وضربت مثالا قائلة: في معرض تونس للكتاب برنامج ثري وضخم للأطفال، يشارك فيه كتّاب من تونس وخارجها، بالإضافة إلى مشاركة شخصيات عامة مثل السفراء ورجال الأعمال ولاعبي كرة وفنانين، كلهم يقومون بسرد قصص للأطفال بهدف جذبهم إلى عالم القراءة والمعرفة، وقد شاركت في هذا البرنامج، كما شاركت في برنامج آخر في معرض للكتاب في صفاقس.
وأضافت: وكانت لي مشاركات أيضا في المهرجان القرائي للطفل الذي يقام في الشارقة كل عام، بالإضافة إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يضم عددا كبيرا من الأنشطة الخاصة بالأطفال، وكذلك في معرض أبوظبي، ومعارض ومؤتمرات عدة بينها مشاركات في القاهرة وحلوان.
وأكدت انه في الكويت هناك جهود لتنشيط ثقافة الطفل لا نستطيع أن ننكرها، ولكن نتمنى أن تزيد وتتضاعف، وكانت لي مشاركات مع مكتبة الكويت الوطنية في «هلا فبراير»، وأيضا معرض الكويت الدولي، ومؤسسة تمدين في مبادرة «كتابي صديقي»، ولي مساهمات عدة في مؤسسات مدنية وتربوية.
وتابعت: ومنذ انطلاق لجنة أدب الطفل في رابطة الأدباء الكويتيين، ونحن حريصون على تقديم أنشطة متعددة للطفل وكل ما يتعلق به، فقدمنا دورة «مكتبتي حديقتي» لأمينات مكتبات رياض الأطفال في محافظة الفروانية، لتنشيط المكتبات وجذب الأطفال إليها.
واختتمت بقولها نقوم حاليا منذ شهر ونصف الشهر في تنفيذ «مبادرة أصدقاء المكتبة»، وما يميزها أنها تجمع أكبر عدد من كتّاب أدب الطفل في الكويت، في نشاط واحد للطفل، بين سرد القصة ومناقشتها مع كاتبها، ومشاركة إيجابية لأطفال المرحلة الابتدائية من مدرسة البيان ثنائية اللغة، ودخول مسابقة في نهاية المبادرة لاختيار أفضل نصوص يشارك فيها الأطفال. هذه المبادرة تحفز أيضا أولياء الأمور على مشاركة أبنائهم في نشاط ثقافي خاص بهم، وفي الحقيقة كان تفاعلهم إيجابيا جدا، وقد حرصوا على حضور أبنائهم في يوم العطلة.

Happy Wheels