مهرجانات وأنشطة

النشرة الثالثة


اضغط هنا لتحميل النشرة الثالثة بصيغة ال pdf

 

 

 

من الفائز؟!
15 فيلماً روائياً قصيراً و 5 أفلام روائية طويلة
الليلة... يُسدل الستار

 

 

 

الليلة يُسدل الستار على فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الكويت السينمائي الثاني، وقد تضمن العديد من الفعاليات والأنشطة. فبالإضافة إلى الورش الفنية والمحاضرات التي تتناول جوانب العمل السينمائي ومرحل المونتاج والانتاج والتفكير الابداعي، تم عرض 20 فيلما روائيا بين طويل وقصير، تتنافس على جوائز المهرجان التي ستُعلن الليلة على خشبة مسرح مكتبة الكويت الوطنية وسط حضور لفيف من السينمائيين الشباب وجيل الرواد والإعلاميين الكويتيين وضيوف المهرجان.
الليلة ليلة الاحتفاء بتتويج التجارب السينمائية المميزة، والتي برزت من خلالها المواهب الفنية الشابة، سواء في الأفلام الروائية الطويلة أو أفلام الكويت القصيرة، الليلة تعلن لجنة التحكيم أسماء الأفلام الفائزة، ويتم تتويج صناعها بالتهاني والدروع والمكافأة المالية المشجعة على مزيد من البذل والعطاء والتميز، وتمثيل الكويت في المحافل السينمائية العربية والعالمية.
عدد من صُنّاع السينما المشاركين في المهرجان والنقاد والمهتمين بالفن السابع أكدوا لـ «نشرة المهرجان» أن «مهرجان الكويت السينمائي» وإن تأخر بعض الوقت، لكن المهم أنه أصبح للكويت مهرجان، يطوي اليوم دورته الثانية بنجاح، مستقطبا خبرات من الكويت والخليج والعالم العربي، ومحدثا حالة من النقاش والحضور والتواصل بين جيل الرواد والشباب الذين شاركوا في هذه الدورة بنشاط ملحوظ، وإنها بادرة طيبة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يجب البناء عليها ودعمها والحــرص على استمــــــرار انعقــــاد هـــذا المهرجان وتطويره وانطلاقـــه لآفاق دولية، مشددين في غير موضع على أن الكويت تمتلك كل المقومات التي تؤهلها لتدشين مهرجان سينمائي يُضاهي المهرجانات الإقليمية بل وينافس عالميا، وذلك بمزيد من الدعم بين المؤسسة الحكومية والقطاع الخاص، واستقطاب الطاقات الشبابية ودعم ورعاية المبدعين منهم.

 

 

 

العرض الثالث ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 

«سرب الحمام»... ملحمة «الغزو» وبطولات أهل الكويت

 

 

 

كتب: علاء محمود
ضمن منافسة الأفلام الروائية الطويلة، تم عرض فيلم «سرب الحمام» للمخرج رمضان خسروه وذلك على مسرح مكتبة الكويت الوطنية وسط حضور غفير حرص على متابعته.
هذا العمل السينمائي الذي حمل على عاتقه حفظ التاريخ كي لا يُنسى، تطرقت أحداثه إلى جانب من جوانب الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت منها ملحمة «بيت القرين»، حيث دارت الأحداث وفق إطار درامي حول عدد من القيم الإنسانية والمفاهيم الوطنية، مستعرضا ما حدث لمقر إحدى مجموعات المقاومة الكويتية أثناء الهجوم البري لقوات التحالف لتحرير الكويت، حينما علمت الاستخبارات العراقية بمكان المجموعة فحاصروها، لتجد نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما القتال أو الاستسلام.
ومن داخل أحد البيوت الكويتية «بيت القرين» كانت القصة والرواية، حينما اختبأت مجموعة «قوة المسيلة» المؤلفة من 13 رجلا من رجال المقاومة المسلحة الشجعان، جمعت في داخلها مختلف شرائح المجتمع الكويتي من دون تمييز أو عنصرية، حيث عاش جمهور المهرجان وحضور الفيلم تلك اللحظات بكل تركيز، مستذكرين ما حدث في تلك الفترة مع هؤلاء الأبطال الشهداء.

 

عدالة القضية
خلال أحداث الفيلم نشاهد ذلك القائد القوي أبو سامي - جسد دوره داود حسين - وهو يتواصل مع القيادة الشرعية مصدرا التعليمات، وحصل ذلك كله مقابل نجله سامي - جسد دوره علي السدرة - الذي بدت عليه علامات الارتباك والأمل والحلم، خصوصا عندما يداوي حمامة بيضاء وجدها جريحة.
الملفت في هذا الفيلم الروائي الطويل أنه لم يكن هجوميا في طرح القضية، بمعنى أنه لم يحمّل الشعب العراقي مسؤولية ما جرى، بالمقابل كان تركيزه على قضية الحرب ذاتها وما قامت به من فعل مشين ضد الشعب والأرض، هذا إلى جانب تخليد ذكرى الشهداء الذين ظهرت صورهم الحقيقية في نهاية الشريط، بالمقابل تم تهميش منطق العدو الذي لا يفعل سوى تنفيذ أوامر قادته، وقد تم التماس ذلك من خلال مشهد المواجهة بين عامر - جسد دوره بشار الشطي - وبين أحد الجنود العراقيين الذي جسد دوره رمضان خسروه. وأيضا في مشهد آخر عندما تواجه الجندي العراقي - جسد دوره علي الششتري - الذي مازالت ذاكرته مرتبطة بالدراما الكويتية وأعمال الفنان عبدالحسين عبدالرضا، مع قائد مجموعة المقاومة الكويتية، فلم يستطع إطلاق الرصاص عليه.
إلى ذلك كان لافتا أيضا أن الفيلم قد شدد على مسألة رمزية «العلم» في عديد من المشاهد، منها ذلك المشهد الذي صعد فيه عامر إلى أعلى نقطة كي يعلق علم الكويت فوق البيت، وأيضا في مشهد آخر عندما كاد أبوسامي أن يفقد حياته بحثا عن العلم.
رؤية فنية
«سرب الحمام» فيلم خاطب المشاعر وأعاد شريط ذاكرة محفورة في وجدان الكويتيين، ويمكن تقسيمه إلى أربعة مقاطع أساسية، الأول كان مرحلة التعريف بالمجموعة واستعدادها للدفاع عن المدنيين في حال دخول جنود الاحتلال إلى الأحياء، أما الثاني فكان انكشاف أمرهم ومحاصرة جنود الاحتلال لهم بقيادة ضابط الاستخبارات الذي جسد دوره الممثل عراقي الأصل رسول الصغير معاونا إياه الممثل الشاب محمد الفيلي، وفي حينها باتت المجموعة أمام ثلاثة خيارات فقط، إما المواجهة بإطلاق الرصاص حتى الموت، أو الاستسلام كما تمت مطالبتهم أو محاولة الهرب من موقعهم، أما المقطع الثالث فيأتي مع تدخل أحد الجيران - جسد دوره جمال الردهان - حينما دعا أعضاء المجموعة للاختباء في بيته هربا من الحصار، لكن الوضع يتعقد بعد إصابة إثنين منهم، حينها يصبح قرار الفرار مسألة غير أخلاقية، واختيار الموت دفاعا عن الوطن، أما المقطع الرابع والأخير فيوضح المواجهة النهائية التي تمت بين الطرفين.
الحدث الرئيسي للعمل ككل من خلال الحكاية التي روتها الأم الشابة – جسدتها فاطمة الصفي - إلى طفلها الذي قدم رسمة عن وطنه يظهر فيها سرب الحمام مصابا وسارية العلم مكسورة، حينها تأخذه إلى الحكاية التي خسرت فيها والدها الشهيد، وبعد أن تفرغ من روايتها لقصة المقاومة يقوم طفلها بتصحيح الرسمة.
يذكر أن «سرب الحمام» فيلم ملحمي حائز على جائزتي «أفضل فيلم» و«أفضل إخراج» ضمن فعاليات مهرجان «دلهي السينمائي الدولي»، وهو من انتاج الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، سيناريو وحوار لطيفة الحمود وإخراج رمضان خسروه، ومن بطولة داوود حسين، جمال الردهان بشار الشطي، عبدالناصر الزاير، أحمد إيراج، فهد العبدالمحسن، بدر الشعيبي، يوسف الحشاش، عزيز بدر، مشاري المجيبل، عبدالمحسن العمر، فاطمة الصفي، رسول الصغير وكوكبة أخرى من الوجوه الشابة، حيث تصدت لإنتاجه شركة «دار اللؤلؤة»، وشارك في الغناء به الفنان عبدالكريم عبدالقادر.

 

تعقيب
وبعد انتهاء الفيلم عقب الدكتور براك الديكان بالقول: «قصة الفيلم هي احدى قصص ابطال الغزو العراقي الغاشم، حيث ان كل بيت كان له قصة منها. الاكشن في الفيلم كان رهيبا، بحكم ان اللغة السينمائية فيها (الاكشن) و(الري أكشن) خاصة في ظل وجود ايقاع سريع. كذلك كان هناك ابتعاد عن (السكرين شوت) في ظل ابتعاد كثير من المخرجين عن التكنيك السينمائي (حركات الكاميرا)، وفي هذا الفيلم أجمل (سكرين شوت) شاهدته كان عند وصول سيارة ضابط الاستخبارات العراقي لكن المشهد «اخترب لدي» عندما شاهدت لوحة السيارة التي تشير الى فترة التحرير (بعد الغزو) وليس الفترة التي حصلت بها الاحداث».
وتابع الديكان بالقول: «أنا حريص جدا على مسألة (الراكورات) وأراها كمخرج سينمائي وليس كناقد. أما فيما يخص الاداء التمثيلي فقد احببت البعد الاجتماعي بين الشخصيات خاصة ما بين الاخوة وما بين الاب وابنه، إذ كلما ازدادت الاحداث بالتصاعد تزداد معها الألفة إلى أن وصلوا إلى بيت الدرج حيث أصبح بينهم حب أكبر. وفيما يخص الموسيقى والمؤثرات فلم أسمع موسيقى توحي بالهوية الكويتية رغم ان تاريخنا الموسيقي زاخر والفيلم به موسيقيون موهوبون، أما الاضاءة فلم تكن موفقة لان المخرج اعتمد على الاضاءة الاصطناعية على الرغم من وجود الاضاءة الطبيعية من دون استغلالها».
واختتم الديكان بالقول: «من خلال مشاهدتي للجرافيكس اتضح لي أن ميزانية الفيلم ضخمة، لكن لو تمت صناعته في الكويت لكان أجمل وبتكلفة أقل.. في الختام نصيحة أوجهها لكل من شارك بالمهرجان، واقول لهم إنه لهم وليس عليهم وكل نقد سلبي يسمعونه هو من أجل استمرارهم، ويخلو من الشخصانية».

 


ناقش خطورة الفكر الإرهابي وحذَّر من استدراج الشباب وغسل عقولهم

 

«صحوة».. فيلم الهواة استحق أن يكون بين الكبار

 

 

«صحوة».. فيلم مميز ضمن الأفلام الروائية الطويلة التي تشارك في مهرجان السينما الكويتية في دورته الثانية، وينبع تميزه من كونه فيلما شبابيا نُفذ من ألفه حتى يائه بأيدي شباب كويتي موهوب.
الفيلم الذي أخرجه الفنان محمد المجيبل لم يعرض في دور السينما الكويتية إلى الآن، وهو مستوحى من قصص حقيقية من تأليف وسيناريو وحوار الإخوان «م» ومن تمثيل معاذ المجيبل وعدد من الوجوه الشابة من الهواة في مجال التمثيل.
وتعتبر مشاركة هذا الفيلم في المهرجان بمنزلة دعم وتشجيع للهواة من صناع السينما والشباب الكويتي لإبراز مواهبهم.
ويتحدث الفيلم عن «فهد» الذي فقد والدته في ظروف غامضة واضطر لترك الدراسة والعمل سائق تاكسي من أجل أن ينفق على أخيه الصغير.
ويتعرف فهد على رجل أعمال ويعرض عليه وظيفة براتب مغرٍ فتتغير حياته كليا ولكنه بعد فترة يكتشف أنه تورط في العمل مع إحدى المنظمات الإرهابية.
وتدور أحداث الفيلم في الزمن الحاضر بوقائع تكاد تشعرك بأنك تعيش داخله فعلا، وساهمت في ذلك الموسيقى التصويرية وفيض المشاعر التي يجسدها بطل العمل والمتمثلة في التفاني والشعور بثقل المسؤولية بوجود والد عديم للمسؤولية.
ويعالج الفيلم قضية اختلاف الظروف واستغلالها من قبل البعض ممن يروجون للفكر الإرهابي لغسل عقول ضعاف النفوس واستدراجهم نحو الخطأ، حيث استحضر الفيلم مشهد التفجير الإرهابي الذي طال الكويت وذهب ضحيته الأبرياء.
ويضع الفيلم خطا للعودة فلا يجعل من الاستسلام سيدا، بل يفتح المجال أمام «صحوة» العقل لتكون هي السائدة في النهاية.
مخرج العمل محمد المجيبل يقول إن فكرة العمل لم تكن للعرض التجاري بالمطلق بل كان الهدف منها مناقشة قضية حساسة طالت أطراف المجتمع الكويتي، وتسخير الفن في خدمة ايصال رسالة توعوية للمجتمع بأيدي شباب كويتي موهوب.
وقال إن العمل لا يخرج عن شركة إنتاجية أو ممثلين محترفين وانما هو عمل تم بكثير من التفاني من قبل العاملين فيه من الشباب لخدمة هذه الرسالة ذات المغزى الوطني التي تصلح في كل زمان ومكان، والتي تريد ايصال فكرة أن الأخطاء الكبيرة قد توصلنا إلى مكان نخاف أن نكون فيه أساسا.
وقال المجيبل إن الفيلم من بطولة معاذ ومالك المجيبل وعبدالله الزنكوي وعدد من الممثلين الشباب ويناقش الإرهاب وكيفية غسل عقول الشباب واستغلال الظروف المادية تارة والدين تارة أخرى لتوريط الأشخاص في أفعال مؤذية للمجتمع، مؤكدا أن الفيلم يترك مجالا وطريقا للعودة في النهاية.
وأعرب المجيبل عن سعادته وافتخاره بالمشاركة في مهرجان الكويت السينمائي، معتبرا أن مجرد وجوده بين صناع السينما الكبار في الكويت هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة إليه ولفريقه الأمر الذي يشكل دعما كبيرا لهم بغض النظر عن نتائج المسابقة.
وقال إن وجود مهرجان للسينما في الكويت كان حلما وتحقق بهمة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فبعد أن كانت الكويت تعاني فقرا سينمائيا، هاهي اليوم تعيش طفرة في عالم السينما وهذا أمر يدعو إلى التفاؤل.
ولفت إلى أن الدعم الإعلامي الذي تلقاه من الفنان طارق العلي والمذيع مايك مبلتع وكذلك ردود الفعل على فيلمه أثناء عرضه في أحد التجمعات الطلابية في أمريكا كانت بمنزلة دعوة لتكرار التجربة بالإمكانيات البسيطة الموجودة لديهم.
وحول إمكانية عرض الفيلم في دور السينما الكويتية قال المجيبل إنه سيتم العمل على ذلك في المستقبل.
المجيبل: نشعر بالفخر لمشاركتنا في مهرجان الكويت السينمائي

 

الشخصية الرئيسية في فيلم «صحوة» معاذ المجيبل الذي جسد شخصية «فهد»، تلك الشخصية التي تنقلت بين الإنسان المحب والمتفاني إلى إنسان مُسيطر عليه فكريا، قال إن الفيلم هو التجربة الأولى له في مجال الأفلام الطويلة لافتا إلى أنها تركت لديه انطباعات كثيرة خصوصا من ناحية القضية التي يناقشها الفيلم. وقال إن الفيلم يحمل أكثر من رسالة تكمن في تحمل المسؤولية بوجود لامبالاة من قبل الوالد، والعلاقات بين الإخوة، بالإضافة إلى مسألة التنبيه على الأفكار الإرهابية والاندماج فيها وكيفية استغلال الظروف الصعبة للبشر من قبل البعض لخدمة أهدافهم البشعة.
وأعرب عن فخره واعتزازه للمشاركة في مهرجان الكويت للسينما إلى جانب نجوم كبار في المجال السينمائي في الكويت.

 


خلال محاضرة عن «شخصية المهرجان» وإسهاماته الفنية والإعلامية

 

 

ناجي: عبدالله المحيلان أبدع
في السينما والتلفزيون وخلف الميكرفون

 

كتبت: فضة المعيلي
ضمن برنامج التكريم والاحتفاء بشخصية المهرجان الإعلامي الراحل عبدالله المحيلان، عُقدت محاضرة حول سيرته وإسهاماته الإبداعية الفنية والإعلامية، ومحطات من مسيرة المحتفى به، وقام بالتعقيب الناقد السينمائي عبدالستار ناجي، وشهدت المحاضرات التي أقيمت في المسرح الكبير بمكتبة الكويت الوطنية مداخلات وشهادات من الحضور والنقاد ورفاق دربه.
في البداية نعى عبدالستار عاشق الكاميرا الذي أعطى للسينما وقته وجهده عبر مسيرة عامرة بالإنجازات واللغة السينمائية المتفردة، وقال: لقد فقدت الكويت يوم 15 مايو الماضي 2018 أحد أبرز أبناء الإعلام الكويتي، وكان رحيله بمثابة الخسارة الكبيرة للأسرة الإعلامية الكويتية والخليجية التي طالما أسهم بإبداعاته الفنية والإعلامية في إثرائها عشرات السنين. وبرحيل المحيلان فقدت الساحة الإعلامية أحد مبدعيها الكبار، الذي يتذكره جمهوره بسلسلة طويلة الحلقات من الأعمال التي حققت نجاحات عالية وجماهيرية عريضة، ولاقت نجاحا تلو نجاح منذ بداياته إلى أن سطع نجمه الفني، حيث كان متعدد المواهب في مجالات الرسم والسينما والتقديم.
وعن مشوار المحيلان في السينما قال: نذهب إلى تجربته في فيلم «أرتيريا وطني» العام 1979، حيث يذهب إلى موضوع أرتيريا ونضال الشعب الأرتيري عبر فيلم وثائقي عالي الجودة، يسلط الضوء على الشعب ونضاله من دائرة النسيان إلى دائرة الضوء، مستمدا تجربته من السياسة الحكيمة لدولة الكويت وتوجيهات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي كان يتولى يومها حقيبة وزارة الخارجية. والعمل على تسليط الضوء على نضال ذلك الشعب وعذاباته التي سحقته ودمرته وشردت أهله في بقاع المعمورة. وحين العودة لتلك التجربة السينمائية نتلمس الشفافية العالية في الطرح وموضوعية في تقديم قضية ذهبت إلى النسيان ومنحها مساحات أكبر من الضوء والدعم الإعلامي والسياسي. في فيلمه «أرتيريا وطني» يحمل ذلك الشاب الكويتي كاميرته وفريقه إلى حيث آتون الصراع في القرن الأفريقي ليرصد معاناة شعب وأمه تكافح وتناضل من أجل الاستقلال عبر رحلة محفوفة المخاطر والموت والمرض «الملاريا» الذي ينجو منه.
واستعرض ناجي رصيد المحيلان من الأفلام، من بينها فيلم عن «النوخذة علي النجدي»، وآخر عن «فلسطين» بالإضافة لمجموعة من البرامج التلفزيونية واللقاءات التي أنجزها بين الكويت والقاهرة والتقى خلالها بعدد من نجوم الفن العربي. وله أيضا في الإذاعة تجربته المتفردة مع برنامج «استراحة المحيلان» الذي بات موعدا مجددا لتناول أهم القضايا والموضوعات الاجتماعية والسياسية.
وانتقل المحاضر للحديث عن تجربة عبدالله المحيلان مع التصوير الفوتوغرافي ونشر صوره في عدد من الصحف ومنها «السياسة، والقبس» بالإضافة لإقامة معرض متخصص للصور بالأسود والأبيض مع استخدام متطور للون الأحمر. مشيرا الى مجموعة الاكتشافات التي حققها المحيلان مثل إعادة اكتشاف الشاعر محمد الفايز وعمله الخالد «مذكرات بحر» قبيل اكتشافه من شادي الخليج وغنام الديكان ومحمد السنعوسي. بالإضافة لتقديم الملحن البحريني خالد الشيخ الذي قدم له مقدمة برنامجه من خلال أغنية «يا عبيد».
ويتذكر المحاضر له قصيدة صلاح الساير التي ألقاها بصوته الشجي والتي تقول كلماتها:
أنا كويتي/ وأحب الكويت/ ودي الفرحة تدش كل بيت/ أحب النقعة والنوير/ وأحب التراب/ وأحب جبله وأموت بشرق والمرقاب/ أحب الكويت/ قبل النفط/ وعقب الزيت/ وأحب الكويت/ ودي الفرحة تدش كل بيت/ أنا كويتي وأحب الكويت.
هذه القصيدة تم عرضها مرتين في برنامجه التلفزيوني «المحيلان» على خلفية صور من الكويت حيث الشواطئ والذكريات وقد مست تلك القصيدة وصوت المحيلان الشجي ومشاهده المصورة كل أبناء الكويت. ولاتزال القصيدة تذكرنا بالمحيلان وأيضا بالساير والكويت التي تنبض في القلب دائما وأبدا. ويختتم المحاضر الناقد عبدالستار ناجي بأن مسيرة الراحل عبدالله المحيلان بحاجة إلى كثير من الدراسة والبحث والتحليل.

 

 

 

صداقة
مميزة

 

وفي شهادته يقول المؤلف والمخرج خلف العنزي بأنه كانت له فرصة جيدة في أنه عمل مع «شخصية المهرجان»، في بداياته كمدير تصوير مع عبدالله المحيلان، وعلق قائلا «أعتقد أن أهم ثلاث معلومات قمت باستيعابها بأن جمالية اللقطة ليست مهمة، أما الأمر الآخر أن العمل الوثائقي ليس عملا مكتبيا أو ذهنيا بقدر ما يكون عملا ميدانيا تبنى الأمور فيه أثناء الحدث، من جانب آخر القضية الأهم التي تعلمتها منه أنه ممكن بفريق عمل صغير أن تعمل عملا كبيرا». وأشار العنزي إلى أنه نشأت بينه وبين المحيلان صداقة مميزة.

 


صانع
الأفلام

 

وبدوره قال د. فيصل القحطاني بأن للمحيلان جانبا آخر أكثر أهمية من تقديم البرنامج، فلديه صناعة الأفلام الوثائقية، وان هذا الجانب لم ينتبه له البعض خاصة صناع الأفلام نفسهم. والمحيلان كان لديه اصرار عجيب من خلال ما قدمه في برامجه وأفلامه وأعماله الإبداعية المتعددة. وأكد القحطاني أن المحيلان صانع أفلام بحق، مشيرا إلى أنه في فيلم «أرتيريا وطني»، استخدم أكثر من أسلوب وتكنيك، وأنه عندما شاهد الفيلم لم يحس بربكة وتداخل في المشاهد، وكان في السيناريو المكتوب يربط بين مختلف المدارس بشكل مهني واحترافي. وتمنى القحطاني في الختام أن يوفق في تقديم كتاب الراحل المحيلان.

 


مبدع
حقيقي
من جانبه قال المخرج حبيب حسين: «عبدالله المحيلان كان مبدعا حقيقيا وكان فنانا متكاملا، فقد كان فنانا متحدثا، وذا صوت معلق محترف، وكان كاتبا، وكان يمثل في أفلامه، وطريقته مميزة وفريدة في التقديم الإعلامي، وأيضا كان ذا رؤية، وكان يعرف لغة الكاميرا لأنه كان مصورا بارعا، والسينما هي لغة الكاميرا، لذلك السبب أعماله كانت ناجحة، وجذابة، وكان سابقا لعصره في الفيلم الوثائقي في الكويت وفي العالم العربي، وطبعا في العالم العربي الفيلم الوثائقي مهمل، لكنه عمل وزنا للفيلم الوثائقي في الكويت والعالم العربي».

 


ضمن عروض المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة
ست تجارب طموحة في الطرح والمحاكاة

 

 

 

بدر القلاف: لدينا صُناع سينما كويتيون وتقنية مبهرة رغم الإمكانيات المحدودة

 

كتب: حافظ الشمري
تواصلت عروض المسابقة الرسمية للمهرجان لليوم الثاني على التوالي، حيث شهد مسرح مكتبة الكويت الوطنية عرض ستة أفلام روائية قصيرة تضمنت أفكارا ورؤى شابة تحمل في طياتها طموحات واعدة، عبر تنافس شبابي في جميع عناصر العرض السينمائي وفي مجالات الإخراج والتأليف والتمثيل والإضاءة والديكور وغيرها من أساسيات الفرجة السينمائية، فهذه الأفلام عبرت عن تجارب ثرية بالعمق والطرح والمحاكاة، وتنذر بمستقبل مشرق في صناعة السينما المحلية.

 

«اغتيال الصحفي مشعل»
استهلت العروض القصيرة بفيلم «اغتيال الصحفي مشعل» ومدته 11 دقيقة، للمخرج داود شعيل، تمثيل خالد أمين، ود. فهد العبدالمحسن، بالاشتراك مع مساعد خالد ومقداد الكوت، ودارت أحداثه في الكويت إبان حقبة الثمانينيات، حول صحفي - ويجسد شخصيته الفنان خالد أمين - ينتقد أحد التجار الجشعين الذي يؤدي دوره الفنان فهد العبدالمحسن، ويكلف هذا التاجر مدير مكتبه برشوة الصحفي، لكنه يرفض ذلك رفضا قاطعا، ثم يقوم مدير المكتب بإيعاز من التاجر ذاته بتكليف شخص لكي يقتل الصحفي، لكن في كل مرة يفشل القاتل في إنجاز مهمته، وفي النهاية يطبق عليه الصحفي ويكشف مؤامرة التاجر الذي يتم القبض عليه.
العمل حمل روح الإثارة والأكشن لكن الإيقاع كان عبارة عن تمثيل درامي وليس سينمائيا، رغم الاجتهاد من الفنانين خالد أمين وفهد العبدالمحسن، فيما كانت فكرة العمل جميلة لكنها تاهت في العملية الإخراجية من ناحية اللعبة السينمائية.

 

«الغرفة»
بعد ذلك تم عرض فيلم «الغرفة» من إخراج عمار الموسوي ومدته 24 دقيقة، تمثيل الفنان القدير جاسم النبهان مع الممثلين محمد صفر، وشوق، وعيسى الحمر، وعبدالرحمن الصايغ، وسعود الغريب، وقصته تتطرق إلى مجموعة من الشباب الجامعيين وكيفية انقلاب حياتهم رأسا على عقب إثر تعاطيهم المخدرات «الشبو»، ويرصد قيام الرغبة الانتقامية لأحد الشباب الذي يجسد دوره الفنان محمد صفر، حيث يدخل صديقه الفنان عيسى الحمر معه في هذا الطريق جراء خلاف على قلب إحدى الفتيات - الفنانة شوق- وتجري الأحداث في طابع من التشويق والغموض والمواقف العاطفية، وينتهي المشهد الأخير بالقبض على عصابة المخدرات التي يتزعهما محمد صفر.
الفيلم محاولة من المخرج عمار الموسوي لتقديم فكرة حملت طابع العلاقة الإنسانية والعاطفية بين الأصدقاء الذين تفرقهم آفة تعاطي المخدرات، والتي تؤثر سلبا حتى على حياتهم وعلاقاتهم مع الآخرين وأقرب الناس إليهم، حيث تدفع إلى انتزاع العاطفة من القلوب التي تبقى هائمة رغم كل ما حدث لها.

 

«كومبارس»
إلى ذلك تم عرض فيلم «كومبارس» للمخرج عبدالعزيز البلام ومدته عشر دقائق، تمثيل عامر أبوكبير، وروان مهدي، وحسين الرشيد، وأريج الخطيب، وسليمان المرزوق، وفرح الحجيلي، وداود شعيل، ومساعد خالد، وحمود العامري، وعبدالعزيز البلام. والفيلم تحدث عن ممثل كومبارس يطمح إلى أن يكون يوما ما الممثل الذي يحلم به، حيث يعرض العمل معاناته وظروفه التي يمر بها نتيجة الوصول إلى ما يطمح إليه.
فكرة الفيلم محاولة إخراجية جادة للغوص في أعماق الفكرة المطروحة، التي تبين أن الإنسان مهما فشل في حياته لابد أن يتعلم ويكتسب المهارة والإقدام على إعادة التجربة أكثر من مرة لكي يصل إلى طموحاته وأحلامه، خصوصا هذا الممثل الكومبارس الذي يعيش واقع النجومية بخياله.

 

«غميضة»
عرض فيلم «غميضة» من إخراج وتأليف فهد النجار ويوسف شاكر ومدته تسع دقائق، تمثيل: ليالي دهراب، ونجاة الغريب، وحياة محمد، ودارت أحداثه حول طفلة مصابة بمرض الفصام، وتظهر عليها أعراض غريبة، وتتصرف بعض التصرفات التي تثير ارتياب الأم، وهذه الفتاة تعيش في عالمها الخاص، وتتخيل شخصيات غير موجودة في الواقع.
وعلى رغم بساطة الفكرة المطروحة لكنها حملت عدة قيم تربوية من بينها كيفية التعامل مع الطفل ومعرفة معاناته بالتقرب منه ومعرفة مشاكله، كذلك فإن العمل حمل رسالة تكمن في أن الاكتشاف المبكر لمرض الانفصام له تأثير واضح في العلاج.

 

«أخوي.. سبع دقائق في الظلام»
تلاه عرض فيلم «أخوى سبع دقائق في الظلام» للمخرج مساعد المطيري ومدته 11 دقيقة، تمثيل: إيمان الحسيني ومساعد خالد ومبارك الشطي وضاري الشلاحي، مدير التصوير محمد العلي، وهو من إنتاج وزارة الدولة لشؤون الشباب بدعم من «سينمامجيك»، وتطرق الفيلم إلى قصة أخوين توأمين ولدا يتيمين، ولأنهما قريبان جدا من بعضهما كانت الغيرة تحرك حياة أحدهما على أخيه، بسبب تفضيل أمه له، أو هكذا كان يتصور طوال حياته منذ بدايته إلى أن أصبحا شابين مراهقين، حيث كان يعتقد أن أخاه يكرهه إلى أن جاءت اللحظة التي عرف أنه يحمل في قلبه حبا كبيرا لأخيه، ولكن الشيطان كان يعميه عنه، حتى ينتهي المطاف بتعرض التوأم الأصم إلى حادث دهس ويموت، لكن والدته تظل تعيش على ذكراه.
العمل يطرق بابا مهما في حياتنا الحالية وهو العلاقة بين الإخوان في الحياة، والتواصل المستمر بينهم، وهو نتاج رؤية إخراجية شبابية مثمرة لكنها تحتاج إلى المزيد من النضج الإخراجي وكيفية تنفيذ المحتوى الفني.
«بائعات الوهم»
كان مسك ختام العروض فيلم «بائعات الوهم» للمخرجين عبدالعزيز خليفة وبدور بدر، ومدته ثلاث دقائق، ودارت أحداثه حول فتاة تعشق الموضة وهي شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتكون المفاجأة في النهاية أن الخادمة ترصدها وتراقبها من بعيد بعيون يملأها الطمع والحلم بأن تكون في مكانها أو بنفس شخصيتها. الفيلم رغم الاجتهاد في العمل من قبل المخرجين لتقديم فيلم سينمائي قصير يحمل قضية ما، لكن الفكرة كانت تنقصها متطلبات الحرفة السينمائية من بينها المحتوى والحبكة والتنفيذ.

 

تعقيب القلاف
بعد ذلك قام د. بدر القلاف بالتعقيب على هذه الأفلام قائلا: «من دون شكفإن تنمية المجتمع والفرد في صناعة الأفلام السينمائية تكمن في كيفية صناعة الأفلام في العالم، ونحن لدينا صناع سينما كويتيون، ولقد شاهدت تقنية باهرة رغم الإمكانيات المحدودة، وهي اجتهادات ذاتية نكن لها كل الاحترام والتقدير.
وأضاف أن المحتوى كفيلم يؤثر سلبا في المتفرج، ويتطلب ثقافة سينمائية تعيد إحياء الشخصيات التي تشابه لعبة الواقع والحياة، ونحن نفتقد المفردة والصورة واللغة، وهي من أساسيات أي عمل سينمائي متكامل، كذلك نحن بعيدون كل البعد عن الأساليب السينمائية المتعاقبة، والحل في الخروج من الدراما المتلفزة، لافتا إلى أنه لا بد من التعاطي مع الفكرة المطروحة، وأن يكون هناك حس ورسالة وقناعة، فنحن بحاجة إلى اللغة السينمائية.
وتناول القلاف فيلم «اغتيال الصحفي مشعل» وقال إن المشكلة باختيار المخرج الممثلين خالد أمين وفهد العبدالمحسن اللذين كانا أكبر من العمل، إلى جانب تسيد المشهد الدرامي وليس السينمائي، فيما قال عن فيلم «أخوي سبع دقائق في الظلام» إن العمل لا يتحمل اللغة الكلامية، كما أنه يجب أن تكون هناك جمالية في الصورة المبنية على المحتوى.
وبين القلاف ان فيلم «بائعات الوهم» كان يعاني من إشكالية عدم نضج الفكرة، إضافة إلى ان الخادمة كان لها الحق مثلها مثل الآخرين وتحلم كما تشاء، وقال إن فيلم «غميضة» جاء برمزية قريبة من قلوبنا نحن جيل السبعينيات في هذه اللعبة الشعبية التي كانت سائدة آنذاك، والفيلم أظهر الرعب من مرض الانفصام، بالتالي جاء المخرج بمدرسة لا تخدم محتوى الفيلم.
وتابع القلاف ان فيلم «كومبارس» جاء بأدوات سينمائية عميقة رغم بساطة الفكرة، حيث طرح فكرة بحث شاب عن فرصة في عالم التمثيل، بالتالي غاص الفنان عبدالعزيز البلام في أعماق الشخصية، وقال إن فيلم «الغرفة» أدواته أكبر من الأفلام القصيرة، وكان يفترض ألا يدخل هذه المسابقة.

 

 

 

خمسة أفلام روائية قصيرة في ختام المسابقة الرسمية لفئتها
خلود النجار: القاسم المشترك أن الأفلام صناعة كويتية شبابية

 

كتبت: إيناس عوض
تواصلت عروض الأفلام الروائية القصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان عن فئتها، وشهد مسرح مكتبة الكويت الوطنية عرض الخمسة أفلام الروائية القصيرة الأخيرة في المسابقة، وهي أفلام «سارونة» للمخرج مساعد خالد ومدته 12 دقيقة، «الشريط» للمخرج يوسف المجيم ومدته 16 دقيقة، و«التسامح» و«المنية» للمخرج عبد العزيز مندني ومدتهما على التوالي 9 و5 دقائق، وأخيرا «رسالة من الماضي» للمخرج محمد عبد الله العنزي ومدته 17 دقيقة.
تميزت الأعمال بتركيزها وعمق مضامينها التي أبدع صناعها في التعبير عنها بدقة، واحترافية عبر العزف باتقان على أوتار التكنولوجيا الحديثة في تصوير اللقطات والمشاهد بكل ما تتضمنه من زوايا واضاءة، وترتيبها وتركيبها بأسلوب مبتكر وجذاب، لا يخلو من الحرص على وصول الرسالة والفكرة للمتلقي بصورة صحيحة في نهاية العرض.
بدأت العروض بفيلم «سارونة» الذي يروي قصة الطفلة سارة ذات السنوات الست، التي تحاول أن تلفت انتباه عائلتها إليها من خلال الهروب من المنزل بعد ولادة شقيقتها. بينما عبر فيلم «التسامح» عن التسامح كمبدأ وقيمة انسانية بأسلوب جديد ومعاصر، وركز فيلم «المنية» على فكرة الموت الذي يدرك الإنسان أينما كان، وفي المقابل يسير كل منا الى منيته ونهايته بإرادته الكاملة.
أما فيلم «رسالة من الماضي» فيروي قصة بدر، وهو شاب في العقد الثالث من عمره تصله رسالة بريدية كتبها لنفسه منذ خمسة عشر عاما عن طريق أحد المواقع التي تبعث الرسائل للمستقبل (موجودة فعليا)، تذكره الرسالة بحبه الأول (إيمان) والتي كان لها الفضل في نجاحه الأكاديمي كما كانت سببا في انهيار حياته بعد أن رفضت الزواج منه بسبب إصرار عائلتها على الزواج من شخص من داخل العائلة.
واختتمت العروض في الأمسية بفيلم «الشريط» الذي يعبر عن مجموعة من المشاعر الإنسانية المتناقضة، بأسلوب فريد.
تولت د. خلود النجار الأستاذة في كلية التربية الأساسية مسؤولية التعقيب النهائي على الأفلام الروائية القصيرة التي عرضت، واتبعت أسلوبا مغايرا في التعقيب ينطوي على جرعات مركزة من التفاعل مع جمهور الحضور من جهة والمشاركين في صنع صناعة الأفلام القصيرة من جهة أخرى، حيث أكدت في مستهل حديثها كمعقبة على الأهمية الكبيرة لمهرجان الكويت السينمائي كمنصة جامعة وحدث يحتوي كل عشاق ومحترفي وهواة صناعة الفيلم السينمائي تحت سقف واحد لتبادل الخبرات والتجارب بغية الارتقاء بالفن السينمائي بشكل عام وذي الصبغة والمنحى الكويتي على وجه الخصوص.
وقالت د. خلود ان القاسم المشترك بين الخمسة أفلام الروائية القصيرة الأخيرة المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت السينمائي بنسخته الثانية انها أعمال كويتية شكلا ومضمونا، صنعها شباب كويتيون بأعمار متقاربة، تفانوا واجتهدوا في التعبير عن معاناة او فكرة او تجربة شخصية، مشيرة الى أن الخمسة أفلام لفتت انتباهها الا أن فيلم «رسالة من الماضي» تصدرها من حيث حداثة وأصالة فكرته.
وأردفت قائلة ان التكنولوجيا وأدواتها ومفرداتها في الأفلام الروائية القصيرة هي معسكر صانعي أفلام المستقبل وهو الذي يدرب ويؤهل صناع الأفلام للاحترافية وانتاج أفلام روائية طويلة، مؤكدة أن الالمام بفنون وادوات التكنولوجيا واستخداماتها في الأفلام القصيرة سيصنع الأفلام الروائية الطويلة.
واختصرت النجار انطباعها عن الأفلام الروائية القصيرة التي تابعتها في الأمسية ببضع كلمات وعبارات على النحو التالي: «رسالة من الماضي» عمل جديد وفكرة أصيلة، «التسامح» إثارة وجرأة، «المنية» عمل ينطوي على اضافات تقنية جديدة وفريدة، «سارونة» فيلم ذو قيم اجتماعية ورسائل مهمة خصوصا للأطفال، «الشريط» فيلم ذكي ورشيق تضمن تنقلات مدروسة بين عدد من العناصر أهمها الحالة النفسية - الأكشن أو الحركة - والفكرة الجديدة.
واختتمت د. خلود النجار حديثها بالتأييد التام للاتجاه المتبع في مهرجان الكويت السينمائي بدورته الثانية والمتمثل في التركيز على صناع الأفلام المحليين، ومحاولة استكشاف واكتشاف مهاراتهم وقدراتهم، وتشجيعهم ودعمهم للارتقاء إلى مستويات أعلى، سرعان ما ستنعكس إيجابا على صناعة السينما الكويتية، مشيرة إلى أنها من خلال عملها في كلية التربية الأساسية تركز على خلق مخرجات تعليمية تكون قادرة على المنافسة في سوق العمل، والخريجون الحاليون سيشكلون اللبنة الأولى والبيئة الملائمة لصناع الأفلام المستقبليين، وكشفت عن اشرافها للسنة الخامسة على التوالي على مهرجان الطلبة للأفلام والتصوير الفوتوغرافي والذي سيدشن في عامه الحالي خطوة جديدة تتمثل في التوأمة مع مهرجان ستوديو سيتي فيستيفال في كاليفورنيا، وبذلك يكون المهرجان الكويتي الأول والوحيد الذي يتواءم مع مهرجان أمريكي على مستوى الطلبة في البلدين.

 


مندني: مشاركتي في المهرجان مغامرة كبيرة

 

قال مخرج ومؤلف الفيلمين الروائيين القصيرين «التسامح» و«المنية» عبدالعزيز مندني أن مشاركته في مهرجان الكويت السينمائي بدورته الثانية بعملين يُعد مغامرة كبيرة، خصوصا انه لم يسبق له المشاركة بأعماله في أي مهرجانات محلية او دولية، مشيرا الى انه اعتمد فلسفة خاصة ورؤية مدروسة في كل عمل على حدة، تمثلت في فيلم «التسامح» بالتركيز على الواقع والعودة بالزمن الى الوراء ثم العودة الى الواقع ثانية عبر ترتيب مشاهد ولقطات العمل وتوزيعها على المقدمة ووسط وخاتمة الفيلم بأسلوب شيق وضع المشاهد في حالة حيرة انتهت وحسمت بالمشاهد الاخيرة التي تعبر عن الفكرة الاساسية للعمل، بينما تبلورت الرؤية في فيلم «المنية» بصورة مغايرة حيث ظهر العنصر الرئيسي في العمل وهو «ملاك الموت» بشكل تمويهي وايحائي.
واختتم مندني حديثة بالاشادة بمهرجان الكويت السينمائي الثاني الذي يشكل بفعالياته دعما كبيرا للمشاركين فيه، ولصناعة السينما في الكويت.
إيما شاه: الاستثمار
في صناعة السينما صعب
ثمنت المطربة والممثلة ومنتجة الفيلم الروائي القصير «التسامح» إيما شاه جهود القائمين على المهرجان وكل الجهات التي ساهمت في انجازه خصوصا انه يلقي حجرا في الماء الراكد، ويركز على الفن السينمائي الذي يعد من الصناعات المهمة في العالم الغربي وتحديدا في اوروبا وأمريكا، حيث يحظى بدعم مادي كبير وتضخ فيه أموال هائلة، مؤكدة ان الاستثمار في صناعة السينما صعب وليس بالامر السهل أو اليسير، خصوصا انها خاضت تجربة الانتاج المسبق لبعض الأفلام السينمائية الغنائية القصيرة وتعرفت عن قرب على الصعوبات التي يواجهها منتج العمل السينمائي وخصوصا فيما يتعلق منها بالمادة. وعللت شاه قلة عدد العاملين في مجال صناعة الأفلام السينمائية بكل ومختلف انواعها في الكويت والعالم العربي مقارنة بنظرائهم في أمريكا واوروبا، بغياب وضعف مصادر التمويل المادية اللازمة لانجاز الأفلام السينمائية، مشيرة الى أن صناعة الفيلم عملية معقدة ومتعبة ومحفوفة بالتحديات التي يأتي في مقدمتها - ان لم يكن أهمها - العامل المادي. وعن سبب انتاجها لفيلم «التسامح»، تقول ايما شاه ان الجمال في أي فكرة او مضمون يجذبها، وهو ما لمسته في فيلم «التسامح» وهو من انتاجي الخاص بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مستشهدة بعبارة شهيرة للشاعر ايليا أبو ماضي يقول فيها «والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا». مختتمة حديثها بقولها: أؤمن بالجمال في كل شبر يحيط بي ولن أتردد في التعبير عنه بالغناء أو التمثيل أو الانتاج.

 


قدمهما القحطاني والشناوي في ختام فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الثاني 

محاضرتان حول الصورة الذهنية بين الحقيقة والوهم والأفلام الروائية القصيرة الكويتية... التاريخ والتجارب

 

 

د. فيصل القحطاني: «العاصفة» أول فيلم كويتي روائي قصير وليس «عليا وعصام»

 

طارق الشناوي: لدينا ألف فضائية ناطقة بالعربية يقتات بعضها على أحاديث النميمة

 

كتب: عماد جمعة وحافظ الشمري
ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الكويت السينمائي 2، شهد مسرح مكتبة الكويت الوطنية محاضرتان، الأولى للناقد السينمائي والإعلامي المصري طارق الشناوي عضو لجنة التحكيم بعنوان «الصورة الذهنية بين الحقيقة والوهم»، والشناوي من الأسماء المميزة المعروفة بالنزاهة وعدم المجاملة في نقده للأفلام رغم علاقاته الواسعة والطيبة مع كثير من النجوم، والثانية للدكتور فيصل القحطاني رئيس قسم التلفزيون بعنوان «الأفلام الروائية القصيرة في الكويت التاريخ والتجارب»، والقحطاني من الأسماء اللامعة أكاديميا وفي عالم البحث والدراسات وله بحوث فنية عديدة مهمة.
في البداية، تحدث الشناوي قائلا: الجمهور العربي تابع وشاهد في العديد من البرامج تفاصيل حياة الفنانين التي تنشرها «الميديا» عن تفاصيل خاصة يعيشها النجوم الذين يسعى بعضهم لكي يمد الصحافة والفضائيات ببعض منها ظنا منه أن هذا يؤدي إلى زيادة مساحة الاهتمام والشغف والترقب.

 

فريد الأطرش وعبدالحليم
وأكد الشناوي أن الزمن الذي كان يحرص فيه الفنان على أن يظل بعيدا عن اللمس، قد تغير الناس لا تتعامل معه كحالة إنسانية بشرية يحب ويكره وينجب ويتزوج ويطلق إنهم يفضلونه كائنا خياليا، ولهذا مثلا تكتشف أن كلا من فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ لم يتزوجا، بالطبع تعددت التفسيرات وكان من بينها أن كلا منهما كان حريصا على أن يظل وحتى آخر نفس هو فتى أحلام البنات، وتتعدد الأجيال ويظل هو الحلم المستحيل للفتيات، ربما ليس الأمر صحيحا وهناك أسباب أخرى حالت دون زواجهما طوال تلك السنوات، إلا أن هذا قطعا ساهم في احتفاظ كل منهما حتى رحيله بمساحة استثنائية من الحب. والحقيقة أن تلك الصورة تعتبر واحدة، من أسلحة الفنانين لجذب الجمهور خصوصا من الفتيات.
وتابع: بالطبع تغير الزمن لنجد أن المطرب مدحت صالح يتزوج نحو 7 مرات بينهن فنانات مثل نورا وسمية الألفي وشيرين سيف النصر، ولم يدم الأمر معهن سوى بضعة أشهر، بينما عمرو دياب بعد أن طلق شيرين رضا وأنجب طفلة تزوج من فتاة سعودية أنجب منها طفلين، ويعيش الآن قصة حب معلنة للفنانة الصاعدة دينا الشربيني والتي تعمد أن يغني من أجلها في آخر «سي دي» غنائي له «بحب برج الحوت»، العلاقات الآن باتت أكثر مباشرة والميديا كثيرا ما تقتحم حياة الفنانين، لتعرض على الناس ما كان يعد في الماضي من المحرمات وبعضهم يتفاخر بعدد زيجاته مثل الموسيقار حلمي بكر الذي أكد أنه وصل لرقم 11 زوجة.

 

أم كلثوم وآمال فهمي
ويضيف الشناوي: ولو عدنا للزمن الماضي، كان هناك دائما غطاء لا يمكن اختراقه يغلف حياة المشاهير، ساردا قصة روتها له الإذاعية الكبيرة الراحلة آمال فهمي حول محاولتها الحصول على سبق إعلامي خلال إذاعة حفلات أم كلثوم، وكان أغلب المذيعين الذين ينقلون للجمهور هذه الحفلات على الهواء عبر أثير الإذاعة يقدمون كلمات الأغنية ويتحدثون قليلا عن المؤلف والملحن، ثم تأتي لهم الفرصة بين الوصلتين لوصف فستان أم كلثوم ولكن لا أحد منهم يتجاوز أكثر من ذلك، فاستغلت آمال فهمي علاقتها الطيبة بوصيفة أم كلثوم وعرفت منها ماذا أكلت في الغداء قبل الحفل لكن أرادت أن تفاجئ أم كلثوم بما عرفته في استراحة الوصلة الأولى قبل إذاعته على الهواء، ففوجئت بغضب شديد من أم كلثوم فتراجعت عن إذاعته واكتفت بوصف الفستان كباقي المذيعين. وفي الاستراحة الثانية استدعتها أم كلثوم إلى غرفتها، وقالت لها إنها كانت تعتقد وهي صغيرة أن كبار الفنانين لا يأكلون مثل البشر وأنهم أقرب إلى الأساطير، وأنها عندما تعلن للناس ماذا أكلت وكأنها تهين عرش أسطورة أم كلثوم.

 

برامج النميمة
ويشير الشناوي إلى أن أم كلثوم ربما تبالغ كما أن العصر وقتها قبل الانفجار الفضائي كان دائما ما يسمح بأن تظل للفنان مساحته البعيدة عن التناول والتداول اليومي، ولكن مع توفر أكثر من 1000 فضائية ناطقة بالعربية يقتات بعضها على أحاديث النميمة لم يعد من الممكن أن يظل الفنان تحوطه أوراق السوليفان، وكأنه يرفع يافطة «ممنوع الاقتراب والتصوير».
ويتساءل الشناوي: ما الذي يتبقى للعديد من النجوم والنجمات الذين يتكرر ظهورهم في برامج المقالب والنميمة وذلك عندما نشاهد ردود أفعالهم الغاضبة، وكم الشتائم التي ينهالون بها على مقدم البرنامج؟
مختتما محاضرته مؤكدا أنه لا يزال القسط الأكبر من الفنانين حريصين على تقديم صورة ذهنية إيجابية تظل عالقة لدى جمهورهم لتمحو ما قد يتردد من كلمات ومواقف ربما تصيب تلك الصورة ببعض الخدوش، نعم نحن لا نحكم في العادة على الفنان فقط من خلال ما يقدمه لنا عبر الشاشة ولا بكلمات وألحان أغانيه وأدائه هناك، دائما أشياء أخرى، إنها «الصورة الذهنية».

 

الأفلام الروائية القصيرة
وتحدث رئيس قسم التلفزيون في المعهد العالي للفنون المسرحية د. فيصل القحطاني في محاضرة بعنوان «الأفلام الروائية القصيرة في الكويت التاريخ والتجارب» قال فيها: نشهد خلال السنوات القليلة الماضية حراكا مهما في إنتاج الأفلام الروائية القصيرة في دولة الكويت والعالم العربي بشكل عام، والمنبع الرئيس الذي يغذي هذا الحراك هو انتشار قنوات التواصل الاجتماعي بشكل كبير وخصوصا بين أوساط الشباب، مما أتاح لهم فرصة كبيرة لعرض إنتاجهم بعيدا عن سلطة الممول أو شركات العرض السينمائي، لتتدفق علينا وبشكل كبير تلك الأفلام الروائية القصيرة تحت ما يعرف بالسينما البديلة أو المستقلة.
ويضيف القحطاني: هذا الزخم الكبير في الإنتاج يتطلب منا الوقوف وبشكل جاد عنده، وتحليله تحليلا علميا وفنيا، بغرض الوقوف عند أبرز ملامحه ومعرفة محركاته، عبر دراسة أبرز ما أنتج من الأفلام الروائية القصيرة في الكويت خلال السنوات العشر الماضية، مما يمهد الطريق للمستقبل لطرح دراسات متخصصة أخرى في هذا المجال، حيث يمكن اعتبار هذا البحث دراسة تأسيسية في حقل الأفلام الروائية القصيرة في دولة الكويت.
وأكمل القحطاني: بلا شك إن ما يقدم اليوم من دراسات ترصد واقع الحركة الثقافية والفنية الكويتية، هو بمثابة قاعدة بيانات تحفظ تراثنا للأجيال القادمة، ولا يخفى على أحد من المهتمين بالشأن الثقافي والفني الكويتي، بأننا نعاني وبشدة من عدم وجود دراسات تأسيسية توثيقية لتراثنا الفكري والثقافي والفني، بما يصعب علينا رصد ماضينا عبر الدراسات السابقة وصولا إلى تحليل ما وصلنا إليه، لذا نحن اليوم أمام فرصة سانحة، خاصة مع توافر الإمكانات المساندة لكي نحقق ذلك، وهو ما ستثمنه وتجله الأجيال القادمة.

 

تحفيز الشباب
وذكر القحطاني أن هذه الدراسة تسعى إلى فك الاشتباك الموجود في المصطلحات والمفاهيم العلمية المتعلقة بالفيلم الروائي القصير، خصوصا مع وجود ندرة في المراجع المتخصصة التي تناقش ذات الموضوع، مما خلق نوعا من الضبابية في المفاهيم الفنية والفكرية، وتسليط الضوء على تلك المفاهيم يساعد على الفهم المعمق لماهية الفيلم الروائي القصير واختلافه عن الفيلم في السينما التقليدية، كما تطمح هذه الدراسة لتحقيق بعض من الأهداف، لعل من أبرزها تحفيز الشباب للعمل بشكل أكبر في صناعة الأفلام الروائية القصيرة.

 

العاصفة
وتطرق إلى عدة محاور في دراسته البحثية، مسلطا الضوء على الأفلام الكويتية الروائية القصيرة، فقال: تاريخيا بدأت السينما في الكويت وبشكل احترافي مع الفيلم الروائي القصير «العاصفة» وكانت مدته تقارب الثلاثين دقيقة، من تأليف عبدالأمير التركي وإخراج محمد السنعوسي في العام 1965، وتعد هذه التجربة النواة الحقيقية للسينما الروائية في دولة الكويت، لأن ما سبقها من تجارب لم يذكرها النقاد والمؤرخون على أنها تجارب ترقى لتكون لتلك النواة المؤسسة للأفلام الروائية القصيرة في الكويت، ويقول مخرج الفيلم محمد السنعوسي: إن الفيلم تم تصويره في جزيرة فيلكا الكويتية ونفذت أعمال الطبع والتحميض والمكساج والمونتاج في أستوديو بعلبك في لبنان، كما يشير إلى أن فيلم «العاصفة» اتخذه السينمائيون والإعلاميون في الكويت نقطة انطلاق ومحطة لا تنسى، حتى أن وزارة الإعلام عمدت في العام 2005 إلى تنظيم احتفالية خاصة للاحتفاء بالفيلم بعد مرور أربعين عاما على إنتاجه.

 

أول فيلم
ويضيف القحطاني: انه رغم الخلاف القائم حول هل فيلم «العاصفة» يشكل تلك النواة المؤسسة أم أن هناك فيلما سبقه للمخرج خالد الصديق تحت عنوان «علياء وعصام»، يتساءل الناقد السينمائي عماد النويري عن كون «علياء وعصام» عبارة عن فيلم تم تصويره في نصف يوم كما يذكر خالد الصديق في شهادته (لأنه كان ضمن برنامج اسمه صور شعرية) فإن الفيلم لا يدخل في خانة الأفلام الروائية القصيرة نظرا لدخوله في دائرة البرامج التلفزيونية أي أنه لم ينتج خصيصا ضمن تصور الأعمال الروائية الدرامية القصيرة، وبالتالي فإن «العاصفة» لمحمد ناصر السنعوسي هو الفيلم الروائي الدرامي القصير الأول في تاريخ السينما في الكويت.

 

صناعة سينمائية
وتناول القحطاني نشاط صناعة الأفلام الروائية القصيرة الكويتية خلال العشر سنوات الماضية، كذلك تطرق إلى المبادرات الداعمة والمنصات الفاعلة مثل نادي سين السينمائي، مبادرة عدسة، حيث أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدورة الأولى من مهرجان الكويت السينمائي، كما تناول نماذج من التجارب الكويتية في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن النشاط الحالي في حركة الأفلام السينمائية الروائية القصيرة يرجع إلى ثلاثة عوامل رئيسية هي التدفق التكنولوجي في عالم التصوير، ووجود منصات عرض متعددة، والدور الذي تقدمه الجامعات العربية والعالمية والمؤسسات الفنية والثقافية من دعم لهذه الأفلام، لافتا إلى غايات صناع السينما في الأفلام القصيرة التي تنقسم إلى غايتين هما خوض التجربة لكسب المزيد من الخبرة والحرفية وعشاق تلك الصناعة تضعهم في خانة السينما المستقلة أو البديلة.

 


آخر الأفلام الروائية الطويلة في المسابقة
«الجولة الأخيرة»... مواجهة البحث عن الذات

 


كتب: علاء محمود
في ختام مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المشاركة ضمن فعاليات مهرجان «الكويت السينمائي 2»، تم عرض فيلم «الجولة الأخيرة» تأليف خليفة الفيلكاوي وإخراج عمار الموسوي وبطولة: عبدالله الطليحي، نيرمين ماهر، شهاب حاجية، سليمان عيد، شوق، منال الجارالله وعبدالمحسن القفاص، وبمشاركة ضيفي الشرف عبدالإمام عبدالله وأحمد العونان.
دارت أحداث الفيلم، الذي تم عرضه في وقت سابق من العام 7102، وفق إطار جمع ما بين الكوميديا والتراجيديا والرومانسية والأكشن ممثلا في لعبة «الكيك بوكسينغ»، ويحكي قصة شاب يدعى مشاري - جسد دوره عبدالله الطليحي - دخل إلى السجن منذ أن كان صغيرا بسبب ارتكابه لجريمة بعدما أقدم على قتل صديق والده في محل الخضراوات دفاعا عن والده دون أي يعي في حينها عواقب ما قام به، وفي هذه الأثناء نشاهد مدى صعوبة الحياة القاسية داخل السجن.
تعقيب
وفور انتهاء الفيلم، عقب عليه الزميل الصحافي محمد جمعة قائلا: بدأ المخرج فيلمه بمقولة للملاكم العالمي محمد علي كلاي «من داخل الحلبة كما في خارجها لاعيب أن تسقط أرضا بل العيب أن تبقى على الأرض»، لخص من خلال هذه الكلمات رسالته التي يريد ان يقدمها عبر عمله وهي التحدي والإصرار في مواجهة عقبات الحياة، وأكمل: السينما لغة بصرية واستطاع المخرج ان يعبر عن ذلك من خلال اختزال البدايات في مجموعة مشاهد بايقاع سريع استعرض بها معاناة بطل الفيلم ، كيف نشأ في كنف أب مكافح وتسببت غيرته على والده وهو في سن صغيرة باقترافه جرم القتل من ثم إيداعه الأحداث ومنها للسجن ليخرج للعالم ويواجه تحديات عدة مثل محاولة التأقلم والبحث عن عمل، وكرر الأسلوب نفسه ليختزل مراحل عدة مثل بحث مشاري عن عمل من ثم بدايته في احتراف الرياضة ثم يبدأ في الإغراق، وأخيرا سعي البطل لإثبات نفسه في الرياضة. كذلك جمالية الصورة واللقطات الواسعة التي اعتمد عليها الموسوي وكيف لجأ إلى استعراض مواطن الجمال في الكويت بكاميراته والخروج من الأماكن الضيق واللوكيشنات المحفوظة والمتكررة في أغلب الأعمال.
وأضاف: أزعم أن الكوميديا هي أصعب الوسائط الدرامية في نقل الرسالة للجمهور لأن هناك خطا فاصلا بين الكوميديا القائمة على الموقف والسقوط في فخ التهريج بفيلم الجولة الأخيرة. اعتمد الكاتب على كوميديا الموقف وهو أمر نفتقده في العديد من الأعمال ساعده في ذلك البناء الدرامي الجيد لابطال الفيلم عبد الله الطليحي أو مشاري الشاب الذي قتل بدافع الغيرة على والده فامضى حياته في السجن ما تسبب له في عقدة نفسيه فاعتقد ان الحياة لن تستقيم دون المال وهذا ما انعكس على تصرفاته، فشاهدنا كيف هزم رغم مهارته لأنه وضع المال هدفه وليس الرياضة. ايضا شهاب حاجيه العم البخيل ويتضح ذلك من مسكنه وملبسه والسيارة التي يقودها وتعامله مع بناته، المدرب سليمان عيد والذي يلتقي مع العم في منطقة حب المال، ومن هنا تتولّد العديد من المواقف الكوميدية بينهما ، في حين وظف المخرج أدواته لاسيما الممثلين بذكاء، خصوصا ان اغلبهم له خبرة سينمائية فكانت البداية من بطل العمل عبد الله الطليحي وهو اختيار موفق لما يتمتع به من خلفية رياضية وبنية جسدية فكان مقنعا في اداء مشاهد الاكشن، إلى جانب توظيف الفنانين المصريين وهو امر منطقي لطبيعة المجتمع الكويتي الذي يضم اطيافا عدة من جنسيات مختلفة، كذلك اشتغل المخرج على الثنائيات ، حاجيه وعيد والطليحي ونيرمين ماهر.

 

أكدوا استفادتهم منها

الشباب يطالبون باستمرار الورش الفنية

 


كتب: عماد جمعة
شهدت فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الثاني عددا من الأنشطة المهمة والمتنوعة ومنها الورش الفنية التي منحت المهرجان زخما تعليميا، حيث التقينا ببعض الشباب المشاركين في ورشة «الصورة السينمائية» التي قدمها الإعلامي والناقد شريف صالح حول انطباعاتهم عن المهرجان والورش، فماذا قالوا؟
في البداية، قال محمد أبوبكر: أشارك للمرة الأولى في ورشة فنية ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الكويت السينمائي الثاني بالمجلس الوطني، واخترت ورشة التفكير بالصورة لاهتمامي بمشاهدة السينما ومحاولة نقدها، وكانت تجربة ثرية من حيث المعلومات والتطبيق على مشاهد سينمائية وصور مادية. وحول مدى استفادته من الورشة، قال: بالطبع استفدت كثيرا من خلال التعرف على أنماط الصور وأنواعها وكيفية تحليلها وفق مستوى التكوين والعلاقات، وتعلمت كيفية تكوين المشهد من بداية ووسط ونهاية والعقد التي تتخلل المشاهد والأحداث صاعدة وهابطة، بالإضافة إلى كيفية نقد الفيلم وفق عدة مداخل منها التاريخي والاجتماعي.
من جانبها، قالت نور الحنفي إحدى المشاركات في الورشة: سعيدة بمشاركتي في هذه الورشة التي أضافت لي الكثير من المعلومات حول اللغة السينمائية والإخراج والسينمائي ومداخل نقد الأفلام وكيفية عمل المعالجات لها، وعشنا خلال الورشة عملية إنتاج الفيلم من البداية إلى النهاية، مما وضعنا على بداية الطريق لكتابة السيناريو وتحليل الأفلام.
بدوره، قال محمد رضوان ناجي: كنت أتمنى مشاهدة جميع الأفلام المعروضة في المهرجان لكن للأسف لم يتسن لي ذلك، وشاركت في هذه الورشة التي طبقنا فيها عمليا بعض الأشياء التي تخص السينما من حيث اللغة وتكوين فيلم الزوجة الثانية ورصدنا جمالياته والعلاقات التي تربط المشاهد ببعضها البعض، وحقيقة كانت مفيدة للغاية، فنشكر المجلس الوطني ونطالبه بمزيد من هذه الورش.
أما أحمد الشواف فيقول: مهرجان الكويت السينمائي من المهرجانات المهمة التي أضافت إلى الكويت بعد سنوات طويلة من المطالبة بهكذا مهرجان، خصوصا عمليات التبادل الثقافي بيننا وبين الدول الأخرى والحوارات المشتركة التي تثري ولا شك الفعاليات وتطور من الأداء.
وأضاف: سعيد بهذا الزخم السينمائي من خلال العروض السينمائية لأفلام قصيرة وطويلة إلى جانب الورش الفنية التعليمية المتخصصة من المفردات السينمائية، فشكرا لهذا الإنجاز ونتمنى أن يستمر ويتواصل.

 

كرماني: المهرجان مبادرة
مهمة لإعادة التألق للمشهد الثقافي الكويتي

 

من الوجوه الفنية الحاضرة بفاعلية في مهرجان الكويت السينمائي الثاني، المخرج والممثل الكويتي ناصر كرماني، سواء بمشاركته في ورش العمل أو بالتعقيب على الأفلام التي تعرض خلال المهرجان.
وفي تصريح لـ «نشرة المهرجان» اعتبر كرماني ان المهرجان مهم جدا في مجال السينما في الكويت التي تحتاج لهذه المهرجانات الثقافية والفنية، معربا عن شكره للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تنظيم مثل هذه الفعالية التي من شأنها تحفيز المواهب والطموحات الشبابية وكذلك المحترفون للتواجد على الساحة السينمائية وعرض نجاحاتهم وإنجازاتهم السينمائية.
ولفت إلى ان الأنشطة المتنوعة على هامش المهرجان من محاضرات وورش للمتخصصين وبعضهم من خارج الكويت من شأنها أن تدعم الشباب الكويتي في هذا المجال وتسهم في اطلاعه على آخر التطورات في مجال المهنة، وكذلك تبادل الخبرات والمعلومات مع الآخرين من أصحاب الخبرة في مجال صناعة السينما.
وأمل أن تسهم هذه المهرجانات بإعادة التألق للمشهد الثقافي والفني الكويتي، إلى زمن كانت الكويت فيه رائدة وسباقة في هذه المجالات، مؤكدا تضافر الجهود لإعادة الكويت إلى ما كانت عليه ككيان ثقافي مهم في الوطن العربي.
ولفت إلى أن الكويت تحتاج إلى ثورة ثقافية تبدأ من الجذور من البراعم الأولى في مرحلة المدارس، معتبرا أن سبب تألق الكويت وريادتها في مرحلة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات يعود لوجود الأنشطة الخاصة في المدارس في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة حيث شكلت التجمعات الشبابية في هذه المدارس رافدا قويا للحركة الثقافية والفنية والرياضية أيضا في ذلك الوقت.
وقال إن هذا الكيان رغم تعثره إلا أنه لم يتخلف عن اللحاق بركب الإبداع، فالكويت معروفة بمناخها الديموقراطي المتميز والفريد من نوعه والذي يتيح المجال أمام الإبداع فالفن والحريّة توأمان، ولا يوجد تعبير وفن دون حرية وهذا الأمر متوفر في الكويت.
وأكد كرماني أن الازدهار الثقافي والفني لا يقاس بعدد المباني الثقافية والدور الموجودة وإنما بالإنتاج الثقافي والفني.

 

Happy Wheels