مهرجانات وأنشطة

النشرة التاسعه


 

أضغط هنا لتحميل النشرة التاسعة

فرصة» .. أضاع الفرصة

 

> وجرت الأيام سريعا، حتى بتنا على أعتاب ختام مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 17، وكان ختامه مع عرض «فرصة» الذي قدمته فرقة كلاسيكال للإنتاج الفني، من تأليف وإخراج محمد الفرج.
أضاع عرض «فرصة» الفرصة من بين يديه؛ ليقدم نوعية جديدة ومغايرة تثبت حضور القطاع الخاص بقوة في المهرجان، لكن العرض الذي طرح جدلية العلاقة بين الوقت والواقع جاء متواضعا على مستوى الرؤية البصرية والفكرية.
النقاد قالوا: حينما تأتي المبادرة من شركة خاصة للإنتاج الفني للمشاركة في مهرجان الكويت المسرحي، فإن ذلك يعني التحرك بمنهجية عمل تختلف، شكلا ومضمونا، عن مساهمات تلك الفرصة في عروض المسرح التجاري، لأننا أمام مواصفات نوعية تتطلب حراكا مختلفا ومعمقا، وهكذا كان التوجه مع مسرحية «فرصة»، غير أن النتائج كانت بعيدة عن الهدف، سواء ذلك الذي حددته الشركة المنتجة، أو حتى من جهة فتح الباب أمام الفرق الخاصة للمشاركة والتنافس.
عانى النص إشكاليات أساسية حول المبرر وجدلية الحوار وتناميه، والعلاقة التي تربط «هي» و«هو»، بينما جاءت السينوغرافيا والديكور والإضاءة في حالة من التسطح شأنها شأن التمثيل.
خان العرض المسرحي أدواته، فلا نص قادرا على النهوض بمضامينه وشخوصه وأحداثه، ولا حلول إخراجية تثري التجربة، ولا أداء يدهشنا لينزلق العرض إلى هوة سحيقة من اللاشيء.
رؤية نقدية للعرض ص2

 

 

 

من تقديم فرقة كلاسيكال وتأليف وإخراج محمد الفرج

مسرحية «فرصة» .. جدلية العلاقة بين الوقت والواقع

السينوغرافيا والديكور والإضاءة .. هنالك حالة من التسطيح
نص يعاني إشكاليات أساسية حول المبرر وجدلية الحوار وتناميه والعلاقة التي تربط «هي» و«هو»

 

كتب: عبدالستار ناجي
حينما تأتي المبادرة من شركة خاصة للإنتاج الفني للمشاركة في مهرجان الكويت المسرحي، فإن ذلك يعني التحرك بمنهجية عمل تختلف شكلا ومضمونا عن مساهمات تلك الفرصة في عروض المسرح التجاري؛ لأننا أمام مواصفات نوعية تتطلب حراكا مختلفا ومعمقا، وهكذا كان التوجه مع مسرحية «فرصة»، إلا أن النتائج كانت بعيدة عن الهدف، سواء ذلك الذي حددته الشركة المنتجة، أو حتى المهرجان، من منهجية فتح الباب أمام الفرق الخاصة للمشاركة والتنافس.
عرض مشبع بالخلل... ولعلها مفردة قاسية بعض الشيء، غير أنها الأقرب إلى توصيف الحالة التي مرت بها تلك التجربة التي قدمتها شركة كلاسيكال للإنتاج الفني مع مسرحية «فرصة» التي اعتمدت على نص كتبه الكاتب محمد الفرج، وقد كان من المخطط له أن يتصدى لإخراج التجربة المخرج الفنان موسى أرتي الذي اعتذر قبل وقت قليل من انطلاق المهرجان؛ ليأتي الفنان محمد الفرج كاتب النص ليتصدى لإخراج العمل إنقاذا للموقف.
يأخذنا نص مسرحية «فرصة» إلى فكرة محورية حول الاشخاص الذين يتعرضون لكثير من المشكلات الاجتماعية والضغوط النفسية؛ لتجعلهم يفقدون الإحساس بالوقت والسعادة في حياتهم، ويصبحون غير مبالين ومشردين فكريا، كأنه لم تكن في حياتهم لحظات سعادة وفرح. هم ينظرون إلى الجانب السيئ في حياتهم؛ فيعيشون منعزلين عن الناس مع انهم موجودون بينهم، ونرى الزمن يمشي ولا ينتظر احدا، والناس تعيش غير مبالية أو مكترثة بغيرها.
هذا هو المحور الذي تتحرك من خلاله المسرحية، عبر شخصيتين محوريتين، هما: «هو» و«هي».
ودعونا نذهب إلى شيء من تحليل «هو»، فهو رجل متشرد واجهته كثير من المشكلات والصعاب والخيانة الزوجية والحياتية بشكل عام، لينتهي به المطاف متشردا يقضي نهاره في التجوال، بملابسه الرثة، وفي الليل ينام على كرسي في إحدى الحدائق العامة... يحلم بفتاة جميلة تحاول أن تساعده وتمد إليه يد العون، وهو يرفض حتى أن يستيقظ من الحلم، ويتكرر هذا الحادث في كل يوم.
أما «هي» فإنها فتاة جميلة وأنيقة، ترمز إلى الوقت، لخروجها من الساعة الموجودة في ديكور العرض، وتحاول مساعدته للخروج مما هو فيه، والنهوض مجددا، والعيش مثل بقية البشر، ولأنها الوقت فهي تختفي عندما يدق جرس الساعة.
تبدأ أحداث المسرحية باستهلالة يشارك فيها فريق العازفين الذين توقعنا أن يدخلهم المخرج داخل سياق الحدث، ولكنهم يظلون مجرد ديكور، كما هو شأن تلك الساعة بتروسها التي تظل تتحرك من دون أن تحقق الاضافة للدلالات التي تحملها أو يحملها فريق الموسيقيين.
تزدحم الاسئلة من قبل الوقت لتطارد المتشرد، ولكن دائما لا أجوبة تذهب إلى الخلاص وتعمل على مساعدته على تجاوز عثراته التي بدأت يوم التاسع عشر، حينما تقدم بأوراقه إلى الجامعة لتُرفَض لأنه غير مواطن، وهو امر يكاد يحدث مع كثيرين هنا أو هناك، ولكنه لا يدعو إلى الانكسار أو الهزيمة أو الدخول في لجة الادمان، كما حصل مع الشخصية المحورية التي نظل نشاهدها في النسبة الاكبر من المشاهد، وهو يحتسي الخمر... ورغم ذلك يظل يعتقد انه مظلوم، وان العثرات والخيانات تبرر ذلك المنحى السلبي الذي ذهبت إليه الشخصية.
ومع جملة «انتهى الوقت» التي تطلقها الموظفة... تأتي جملة «انتهى حلم حياتي» من قبل الشخص الذي يبدو مثل قشة سرعان ما تعصف بها الريح؛ لتذهب في كل الاتجاهات عدا الاتجاه الصحيح وهو الخلاص المقرون بالإرادة والتحدي والاقتدار، حتى على الرغم من محاولتها الوقوف الى جواره ومساعدته.
جملة المشهديات تعتمد الدعوة إلى «انظر إلى الجانب المشرق» وغيرها من الحوارات التي تدعوه إلى التجاوز؛ إلا أنه يظل اسيرا لماضيه وانكساراته وضعفه، وأيضا لظروفه... بل يبالغ حينما يقول «أنا رجل له كيانه وتصرفاته ويمكن أن أتحمل... ».
هذا الجانب من الحوار يظل تتم استعادته مع جملة المشهديات المتبقية، مثل مشهد خيانة الآخر، وخيانة الزوجة، وحالة التجاوز التي تجتاحه من الجميع... لقد ظل مشغولا بالتجاوز، في حين كان عليه أن ينشغل بملء الفراغات التي راحت تتسع... وتتضاعف... وتحاصره.
جملة المواقف التي تبني كيانات تلك الرحلة تظل مكررة ومستعادة، وتحولت إلى فعل إذاعي اقرب منه إلى الفعل المسرحي؛ نظرا لضيق المساحات التي راح يشتغل عليها المخرج، مثل مشهد الزوج والزوجة في الجانب الايمن من المسرح، أو المشهد الآخر في الجهة اليسرى من المسرح اعتمادا على الترس الدائري الذي يمثل أحد تروس الساعة والزمن.
نص يعاني إشكاليات أساسية حول المبرر وجدلية الحوار وتناميه، والعلاقة التي تربط «هي» و«هو»، وإحداثيات تلك العلاقة، ومدى القيم التي ترسخها، وأبعادها الإنسانية والاجتماعية، ومبررات ذلك الحدث، وتمثل الشخصيات ودلالاتها الواقعية.
وفي المقابل جاءت التفسيرات الحركية أكثر تسطيحا، وبدلا من تعميق المضامين والدلالات غرق العمل في حركة مستعادة وتمثيل باهت بلا ملامح، وينقصه كثير من الاحترافية والمعايشة وتفهم طبيعة كل شخصية وأبعادها.
في التمثيل، كما في جملة من حرفيات العرض، مثل السينوغرافيا والديكور والإضاءة هنالك حالة من التسطح، شأنها شأن التمثيل الذي كان الحصان الخاسر في معادلة ذلك العرض؛ ليدخل المشاهد في إيقاع الرتابة وغياب الحلول في تقديم قيم ودلالات وتطور كل مشهد من مشاهد العرض الذي راح يتحرك في كل الاتجاهات إلا الاتجاه الحقيقي، نحو ثراء المضامين ونضج الافكار ومتعة التجربة الفنية. تمثيل باهت وأداء تجاوزه إيقاع الزمن والمسرح منذ زمن بعيد؛ لذا كنا أمام عرض تجاوزه الزمن وبات من إرث زمن ولى.
عرض مسرحي خانته أدواته، فلا نص قادر على النهوض بمضامينه وشخوصه وأحداثه، ولا حلول اخراجية تثري التجربة، ولا أداء يدهشنا لينزلق العرض إلى هوة سحيقة من اللاشيء... سوى هدر الوقت... وتضيع فرصة حقيقية أمام فرقة وتجربة عولنا عليها الكثير، بالذات على صعيد حضور ومشاركة القطاع الخاص ضمن عروض مهرجان الكويت المسرحي؛ إلا ان النتيجة. كانت عرضا أضاع الطريق إلى المسرح.
وهنا بيت القصيد، فأن يضيِّع عرض ما الطريق إلى المسرح فإن ذلك يفتح الكثير من الأسئلة بالذات على صعيد فهم دور المسرح وجدية التعامل مع ذلك الدور. وهو أمر يتطلب وقفة جادة من قبل فريق العمل والتجربة لتحليل العمل بكثير من الشفافية.
ويبقى أن نقول: فريق مسرحية «فرصة» مدعو إلى أن يعرف أنه كان بعيدا عن المسرح.. قبل من اللاشيء.

 


نقاد في الندوة التطبيقية لعرض «فرصة» ثمَّنوا اجتهاد فريق العمل
رانيا فتح الله: فكرة المسرحية جميلة...
والأجمل موسيقاها الحية

 

بعد نهاية العرض المسرحي «فرصة» عقدت في قاعة الندوات الحلقة النقاشية الخاصة، والتي أدارها الإعلامي السعودي إبراهيم العسيري، وعقبت عليها أستاذة المسرح في جامعة الإسكندرية والفنانة د. رانيا فتح الله بمشاركة مؤلف ومخرج المسرحية محمد الفرج.
استهلت الحلقة النقاشية بكلمة ثناء وشكر وجهها العسيري للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الاستمرارية في إقامة هذا المهرجان، متمنيا لجميع المشاركين فيه كل توفيق ونجاح.
وبدورها شكرت معقبة الحلقة النقاشية د. رانيا فتح الله القائمين على المهرجان لحضورها للمرة الأولى لأنشطته.
وأثنت د. فتح الله على نص المؤلف محمد الفرج الذي ناقش قضية مهمة، وهي الزمن، واصفة إياه بأنه نص جميل يحمل بين طياته الكثير من واقعنا الذي نعيشه.
وقالت: فكرة العرض المسرحي جيدة، ولكن لم يستطع ممثلو العرض إيصـــاله بالطــريقة الصحيحة للمتلقي الذي كان يرغب في مشاهدة صراع قوي بين «هو وهي» على رغم الجهد المبذول من مخرج العرض الذي فسر ما هو موجود بالنص من دون الاشتغال على ممثليه الذين كان أداؤهم بطيئا جدا.
وشكرت د. رانيا فتح الله مصمم الديكور والعازفين الذين استطاعوا أن يخلقوا جوا جميلا من خلال توزيعهم على الخشبة، وكأنهم عقارب الساعة وموسيقاهم الحية.
المداخلات
وبعد ذلك فتح عريف الندوة إبراهيم العسيري المجال للحضور للحديث عن العرض، حيث كان أول المتحدثين عميد المعهد العالي للفنون المسرحية السابق د. فهد السليم الذي شكر المؤلف والمخرج محمد الفرج خريج المعهد العالي للفنون المسرحية على عرضه، وشكر مؤسسة كلاسيكال على تبنيها هذا العرض، واستذكر السليم في مداخلته الراحل د. سليمان الحزامي الذي كان يحرص على متابعة دورات المهرجان داعيا له بالرحمة والغفران، كما استذكر الكاتب الراحل شاكر المعتوق الذي قدمت له مسرحيات في هذا المهرجان، واستذكر السليم صديقه الغائب عن هذه الدورة «بو شملان» لظروف خاصة واصفا اياه بــ «ملح المهرجان».
وبعد ذلك تحدث الفنان العراقي القدير جواد الشكرجي عن العرض قائلا: «نحن اليوم لسنا أمام عرض مسرحي وإنما تمرين مسرحي من وجهة نظري فلم نشعر بأن هناك عرضا بسبب عدم وجود إضاءة تبهرنا، ولا أداء من الممثلين يجبرنا على الاستمتاع بالعرض»!
وشكر الناقد علاء الجابر المؤلف والمخرج محمد الفرج على حضوره في هذه الدورة من المهرجان، وقال: «اللي ماله ظهر ينطق على بطنه» في إشاره منه إلى أن العرض لمؤسسة خاصة، وليس لفرقة مسرحية وكان يجب عليه الاشتغال عليه أكثر.
بينما مدح د. خالد الشطي العرض ووصفه بالامتياز لأنه أعجبه، وحض الفرج على الاستمرارية لأنه جبل ولا يهزه ريح حسب قوله.
تدريب الممثلين
أما الفنان التونسي رضا أبو لعاب، قال: إن العرض سلط الضوء على قضية الوقت، ولكن الممثلين في حاجة أكثر إلى التدريب، وشاركه في ذلك د. مشعل القملاس الذي ذهب إلى أن المخرج فعل كل شيء لإخراج العرض إلى بر الأمان، ولكن الممثلين كان أداؤهم ضعيفا، ولم يقنعوا المتلقي بشخصياتهم.
وبعد انتهاء مداخلات الحضور أعطى عريف الحلقة إبراهيم العسيري الكلمة لمؤلف ومخرج العرض محمد الفرج الذي شكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذا المهرجان، وشكر مؤسسة كلاسيكال على تبنيها لهذا العرض، ووعد الحضور بأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار مستقبلا.

 


أشاد بتجاوب فيصل الحمود مع قضايا الفنانين إنسانيا

جواد الشكرجي: المسرحان الكويتي والعراقي مرتبطان ثقافياً وروحياً

المهرجان استطاع أن يحقق الحضور العربي وأتمنى استضافة عرض عالمي زائر


كتب: مشاري حامد
ضمن فعاليات المركز الإعلامي في مهرجان الكويت المسرحي أقيم مؤتمر صحافي للفنان العراقي جواد الشكرجي وأداره الزميل مفرح الشمري، وتحدث الشكرجي عن وجوده قائلا: أنا سعيد لوجودي في الكويت وحضور الفعاليات كما أنني أحضر لأول مرة في مهرجان الكويت المسرحي، وأود أيضا أن أتطرق وأتحدث عن التجربتين في المسرحين العراقي والكويتي بما فيهما من تدفق وعطاء وجمال وارتباط روحي ثقافي متناسق، وهذه العلاقة لم أرها طوال حياتي الفنية ولعل ما حدث في عام 90 اعتبره خطأ تاريخيا سبب الويلات وباسمي وباسم الفنانين والشعب العراقي نعتذر عما حصل.
وأضاف قائلا: منذ عام 80 التقيت مع الفنان القدير محمد المنصور في مهرجان بغداد، وقد مثل دور أبي محجن الثقفي في فيلم «القادسية»، وقبل أن أراه كنت قد رأيت فيلمه «بس يا بحر» للمخرج خالد الصديق، ومع الأسف انه لم يتمكن من الاستمرار في مسيرته الإخراجية، وفي عام 81 جمعنا لقاء آخر مع الفنان المرحوم أحمد الصالح، وشاركت في «حرب البسوس» والحديث عن العلاقة بين المسرحين الكويتي والعراقي يمتد إلى سنوات عديدة خلت والتي تفجر فيها فن المسرح، خاصة ان الكويت منطقة هائلة ومركز إشعاع في الخليج والوطن العربي خاصة أن المسرح قد بدأ منذ الأربعينيات، وقد قرأت عن المرحوم حمد الرجيب وذهابه إلى مصر والاستعانة بالمخرج المعروف زكي طليمات لتأسيس المسرح في الكويت والذي ينطلق من بيئة خليجية وإفراز عناصر مهمة في المسرح الكويتي.
الإصدارات الثقافية
واسترسل الشكرجي في حديثه قائلا: كما أود الحديث عن بعض الفوائد المهمة عبر الاصدارات مثل إصدار عالم المعرفة، وكنا نتابع هذه الاعداد بلهفة كمثقفين وفنانين وسلسة المسرح العالمي وهي ليست مصادفة ان يصل المسرح الكويتي إلى ما وصل إليه من مكانة، وهذه الفترة تمخض منها جيل رائع وأيضا نشر الوعي الثقافي والملتزم إلى الإنسان ولا أنسى أن أذكر منهم صقر الرشود وفؤاد الشطي وعبدالحسين عبد الرضا وسعد الفرج وحياة الفهد وسعاد عبدالله وعلي المفيدي وغيرهم الكثير من الاسماء المعروفة التي أسست لواقع المسرح الكويتي الملتزم.
وأضاف قائلا: نصيب المسرح الكويتي أفضل خاصة ان المسرح العراقي الذي بدأ سياسيا وتطرق الي هموم الشعب وانضوى تحت خيمته الكثيرون من الملتزمين سياسيا، لذلك عندما أسس مصلحة السينما والمسرح في عام 1959 كان رئيس المصلحة يوسف العاني وأتى بعده الفنان حقي الشبلي الذي لم يرد ان يختلط الفن بالسياسة ورأى الفصل بينهما لذلك يعتقد البعض انه ملكي بينما العاني كان ملتزما سياسيا مع احد الاحزاب، وقال عن اغتراب الفنان عن وطنه: عندما يبتعد الفنان عن وطنه فانه يشل ومثال على ذلك بريشت عندما غادر المانيا إلى امريكا لم يبدع أي شيء حتى عودته لان الفنان يعاني كثيرا. ومنذ عام 1993 دخلت هذه المرحلة حيث لم أستطع أن أرى بلدي يقسم والمناظر والقسوة ودمار للبنية التحتية والإنسانية التي أصبحت مهمشة حيث ان الانسان مباح والانفلات الأمني وضياع هيبة الدولة وتشكيل الميليشيات والفتنة الطائفية، ولم أجد الملاذ الآمن لفني وعائلتي حيث إن السلام والسلم هو المكان المناسب لتقديم فن خالص. وعندما أدخل بغداد أري صورة المرأة المفجوعة وما يجري من ألم لشعبي وناسي ولست قادرا على أن أفعل شيئا لأنني لست مقاتلا بل فنان.
وعن مسلسل «ذئاب الليل» قال: هذا العمل فعل ضجة كبيرة في الشارع العراقي وكان ممنوعا من العرض ولجان الرقابة كانت تخشى من العمل لما تحتوي قصته من مسار قد يعتبر محظورا، وهو اول مسلسل اجتماعي وسياسي وبوليسي ولعل شخصية ابو جحيل التي قدمتها قد بقت في ذاكرة الكثير ممن تابعوا العمل. كما أود الحديث عن مسرحية الف رحلة ورحلة التي قدمتها في عام 1988 التي تعتبر سياسية وايضا مسرحية «لو» التي كنت اقوم بالتجهيزات لها خلال تواجدي في الجيش العراقي واخذت افضل ممثل في مهرجان القاهرة التجريبي عام 1989 وهي الجائزة التي منحت لي بالإجماع من لجنة التحكيم، وكانت مرحلة صعبة في حياتي حيث انني مكثت 50 يوما في السجون نتيجة تقرير من المخابرات وفرغت عصارة الالم في ذلك العمل، وهي انعطافه حقيقية في حياتي ولم استطع الفكاك منها لفترة طويلة.
وخلال المؤتمر الصحافي تطرق الشكرجي إلى دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في إقامة المهرجان قائلا: أعتبره ليس محليا لوجود طاقات من الممثلين والمخرجين والمؤلفين وأشيد بالجهة المنظمة التي قامت بتلك الفعالية، واستطاع المهرجان ان يحقق الحضور وأتمنى ان يكون هناك عروض زائرة سواء عربي او عالمي حتي تكون هناك طاقة ايجابية ودرس للمسرحيين.
وأشاد الشكرجي بتجاوب محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود الذي تجمعه صداقة قوية بجميع القضايا الفنية، وهذا ان دل فأنه يدل على أنه إنسان يحب وطنه ويحب العرب قاطبة ويسعى لتذليل الصعوبات الانسانية التي تصادفهم على رغم أنه ليس في المجال الفني والمسرحي.


أشادا بحسن التنظيم وإقبال الجماهير ونوعية العروض المقدمة في مهرجان الكويت

مسرحيان عُمانيان: الكويت رائدة مسرحيًا وتشهد نهضة فنية كبرى

طالب البلوشي: المسرحيات العمانية تطرح كل الموضوعات بجرأة وفق معايير المسموح والممنوع عربيا

أحمد البلوشي: تجدد نوعية العروض المشاركة في المهرجان مؤشر مهم على تطور الساحة الفنية الكويتية


كتب: محمد جمعة
تستمر فعاليات المركز الإعلامي التابع لمهرجان الكويت المسرحي بدورته الــ١٧، حيث حل وفد سلطنة عمان ضيفا على ممثلي وسائل الإعلام المحلية في لقاء تفاعلي أداره الزميل مفرح الشمري بينما حضره كل من المخرج ورئيس فرقة الصحوة أحمد البلوشي والفنان طالب البلوشي .
بدأ الفنان طالب البلوشي معربا عن سعادته بالحضور في مهرجان الكويت المسرحي، وقال: الشكر موصول إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على دعوته، حيث تابعنا على مدار ١٠ سنوات التطور الكبير في فعاليات المهرجان ليبقى اسم الكويت عاليا.
وأكد البلوشي على تفاوت مستوى العروض المشاركة، وثمن التنافس الشبابي، لافتا الى أهمية تدخل الشباب في إعداد نصوص عالمية وعربية ضخمة، وأضاف: «سؤالي هو أين العرض الكويتي الذي يحمل على عاتقه قضية الكويت»، معتبرا أن التقنيات المستخدمة في العروض متطورة ولافتة للنظر، لافتا إلى المنافسة بين مختلف العروض وقال: «إلى الآن هناك تشتت على مستوى النص المكتوب فماذا يريد أن يقول الشباب غير أن الأعمال كلها مهمة وعلى درجة كبيرة من التميز».
الفرق الأهلية
وأشار طالب إلى أن الفرق الأهلية في عمان وصلت إلى ٤٢ فرقة، لافتا إلى أن السنوات الخمس الماضية شهدت حراكا كبيرا على مستوى نشاط الفرق الأهلية، مشيدا بدعم وزارة الثقافة والتراث من خلال توفير استقدام بعض الكوادر المسرحية للمشاركة في المهرجانات المختلفة .
وقال إن الرئيسة الفخرية لمهرجان «الدن» تغريد آل سعيد هي من اقترحت فتح فرع ثالث بمهرجان الدن للطفل وأنها دعمت المهرجان بتحديد جائزة مالية كبيرة، كاشفا أن مهرجان الدن يقام بدعم لوجستي من وزارة التراث والثقافة وبجهود ذاتية من القائمين على المهرجان.
وأضاف الفنان طالب البلوشي أن المسرحيات العمانية تطرح كافة الموضوعات بجرأة وفق معايير المسموح والممنوع عربيا. وأضاف أن «الرقابة في عمان أصبحت متنورة ومنفتحة على العالم».
أزمة مادية
وتحدث البلوشي عن أزمة المسرح العُماني قائلا: «نواجه أزمة مادية وأضرب لكم مثالا بحجم الإنفاق المرصود لمسرح الشباب عند تدشينه في الثمانينيات أقل مما يرصد الآن. على سبيل المثال تفاصيل أجر 2000 دينار عماني في أول عمل قدمته بالثمانينيات بينما آخر أجر تقاضيته منذ سنوات 800 دينار، معتبرا ان بعض الجهات الحكومية لا تريد الاستمرار للمسرح متسائلا: فما بالكم بالجهات الخاصة».
وأشاد طالب بالتجارب المسرحية الشبابية، وقال: «عندما يقدم مؤلف شاب مثل يوسف الحشاش على تقديم فكرة بهذا العمق علينا أن نعترف بأن لدينا جيلا جديدا مبدعا»، وتساءل البلوشي: «لماذا تعتبر الحكومات العربية المسرح في آخر أولوياتها».

نوعية العروض
بدوره أكد المخرج أحمد البلوشي تجدد نوعية العروض المشاركة في المهرجان وأيضاً كوادر التمثيل، ما اعتبره مؤشرا مهما على تطور الساحة الفنية الكويتية.
وعلق على نوعية العروض المشاركة هذا العام قائلا: «هناك تفاوت بين العروض، ولكن الأبرز في هذا العام مسرحية العائلة الحزينة ومسرحية مواطن، ولا يعني ذلك أن الأخرى ضعيفة، بل إنها لم توفق في إيصال الفكرة».
وردا على سؤال حول مكان المسرح العُماني خليجيا قال: «المسرح العُماني في تطور من خلال الفرق الأهلية غير المدعومة، وهي التي تقوم بجهد مسرحي وتعتبر المحرك الرئيسي في الساحة الفنية العُماني وتحاول تلك الفرق الحفاظ على نشاطها من خلال تدشين مهرجاناتها الخاصة»، وثمن وجود مهرجانات تنافس خليجيا وعربيا بجهود ذاتية مثل مهرجان الدن العربي، واستطرد: «نفخر بإصرار فرقة الدن على استمرارية المهرجان، وهناك حراك داخلي على مستوى الفرق الأهلية لإصلاح مسارها، وأتمنى أن تكون هناك رعاية من الجهات المختصة لتلك الفرق».
وتابع: «نعم مازال هناك مهرجان المسرح العُماني وتخرج من عباءته عروض تمثل السلطنة خليجيا»، لافتا إلى أن قيادة الفرق للحركة المسرحية بمبادرات خاصة ظاهرة عمانية.
المسرح العماني
وقال أحمد البلوشي إن المسرح العُماني جريء ولكن في سياق الإبداع بحيث لا يضر الكاتب الآخرين أو نفسه واستطرد: «هناك شفافية كبيرة بالمسرح العُماني يشهد لها الجميع على كل المستويات، وهناك أمثلة كثيرة مثل «مواء قطة» و«هذه المدينة لا تحب الخضار» و«ليلة قتل شهريار» وغيرها الكثير من الأعمال التي يشهد لها المسرح الخليجي.
واعتبر أن أزمة المسرح العُماني تكمن في عدم توافر دار عرض مسرحي متكامل وقال: «الحكومة بصدد انشاء مركز عمان الثقافي إلى جانب العديد من المشاريع الأخرى، وهناك خطة متكاملة للمراكز الثقافية سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة، وعندما تحل أزمة دور العرض يمكننا حينها الحديث عن أزمة المادة».

 

إشكالية النص في المسرح العربي وتكرار تناول النصوص العالمية

هل هناك أزمة في النص المسرحي؟

أشرف زكي: المسرحيات العالمية تثري المسرح العربي

كلثوم أمين: المسرح الكويتي متطور ولدينا أزمة في النصوص الجيدة

طالب البلوشي: الكاتب نفسه أصبح رقيبًا خائفًا يحذف بعض الكلمات والأفكار قبل أن يحذفها الرقيب

أحمد صقر:
هناك جيل من الكُتَّاب الشباب قدموا أعمالًا مسرحية ترقى إلى مستوى النصوص الأدبية والفنية

 

كتبت: ماجدة سليمان
هل المسرح العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص يعاني أزمة نصوص؟ هل هناك إشكالية في تكرار النصوص العالمية؟ تساؤلات تطرح نفسها من آن لآخر، وقد طرحناها على عدد من ضيوف مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 17 وذهبت آراء بعضهم إلى أن الأزمة ليست أزمة نصوص مسرحية لكنها أزمة في النص الجيد، فيما ذهب آخرون إلى أن أزمة النص موجودة فعليا وذهب البعض إلى أنه لا توجد أي أزمة، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية نفى نقيب الفنانين المصريين الفنان أشرف زكي أن يكون هناك أزمة نصوص في المسرح العربي قائلا: لا يوجد لدينا إشكالية في النصوص لكن لدينا إشكالية في كيفية ايجاد النصوص المسرحية، لافتا إلى ضرورة البحث عن كتاب ومؤلفين جدد، معبرا عن سعادته بالشباب الكويتي الذي أبدع في المجال المسرحي، وقدم عروضا جيدة.
وعن تكرار تناول النصوص العالمية في المسرح العربي قال إن هذا يثري المسرح العربي ولا يصيب الناس بالملل، لافتا إلى أنه مع الرؤى الجديدة لتلك المسرحيات، مضيفا: إن مسرحيات شكسبير ستظل خالدة، وتحظى بشعبية كبيرة كلما تم عرضها.
المسرح العربي
أما المخرجة البحرينية كلثوم أمين فقالت إنها ليست ضد تناول النصوص العالمية في المسرح العربي موضحة أنها ترى المسرح فضاء واسعا، فسواء اختار المخرج نصا محليا أو عربيا أو عالميا فهذا شيء جيد ويفيد المتفرج والمتلقي حيث يجعله يتعرف على المسرح العالمي والنصوص العالمية.
وحول إشكالية النص في المسرح العربي قالت إن هناك أزمة في النصوص الجيدة، ولا يوجد أزمة نصوص على العموم، فما نفتقده فعليا هو النصوص الجيدة.
وعن تطور المسرح الخليجي عامة والكويتي بصفة خاصة قالت إنها تلمس تطور المسرح الخليجي من خلال المهرجانات المتخصصة، مؤكدة ان المسرح الكويتي متطور وأن المهرجانات أفادته كثيرا من خلال ما تتناوله من ندوات فكرية وورش عمل متخصصة تصقل خبرات المتدربين وتخرج أجيالا من المسرحيين.
وعن غياب أعمال مسرحية عربية مشتركة قالت إن ذلك بسبب الأحداث التي تعاني منها المنطقة فوجود حرب في مكان وصراع في مكان آخر جعل إمكانية صناعة عمل مسرحي مشترك صعب جدا.
وحول ما اذا كان المسرح نجح في رصد الحالة العربية الحالية قالت كلثوم أمين: للأسف حتى الآن لم تشاهد مسرحية خليجية رصدت التداعيات التي تعاني منها المنطقة العربية.
أزمة نصوص
من جانبه أكد دكتور أحمد صقر رئيس قسم المسرح بكلية الآداب جامعة الاسكندرية أنه حتى الأمس القريب كانت توجد أزمة نصوص مسرحية في المسرح العربي، منوها بأن هناك جيلا من الكتاب الشباب قدموا أعمالا مسرحية ترقى إلى مستوى النصوص الأدبية والفنية، ومن هذا المنطلق لا يوجد ما يسمى بأزمة نصوص في الوطن العربي.
وأضاف أنه منذ عقود تم طرح عبارة موت المؤلف المسرحي وإشكالية غياب النص المسرحي الجيد لكن هذا لم يستمر في ظل محاولات التأليف الجماعي، فلم تعد قضية نص المؤلف المسرحي مطروحة على الساحة، ومع ذلك هناك كتابات يقدمها الشباب ترقى إلى مستوى كتابات العصر الذهبي للمسرح العربي في الستينيات والسبعينيات، ولذلك إشكالية النص لم تعد مطروحة اليوم.
وتابع قائلا إذا نظرنا إلى المهرجانات العربية فسنجد الكثير من الكتاب الشباب والجدد يكتبون ويحملون قضايا الفكر والهم العربي، ويحملون قضايا الوطن، ولذلك لم تعد قضية النص مطروحة بنفس الدرجة مثلما كانت مطروحة بالأمس.
وحول إعادة تناول النصوص العالمية وتكرارها على المسارح العربية الذي يجعل الجمهور يمل قال صقر إن إعادة طرح النصوص بما يتناسب مع التطور في مناهج التمثيل والاخراج أمر ليس مرفوضا، ولكن المرفوض هو التناول المتكرر بنفس المنهجية للعروض السابقة، ولذلك فإن التحديث والتجديد مسموح به فالنص المسرحي من الممكن أن يواكب كل عصر وزمان ومكان، وليس هناك ما يمنع اعادة تمثيل نص مسرحي قدم منذ مئات السنين، على أن يتماشى الطرح مع متلقي اليوم.
وحول ما اذا كان هناك نصوص مسرحية حالية تحمل هموم الشارع العربي، أكد أنه شاهد الكثير من الأعمال المسرحية في المهرجانات تحمل تلك الهموم وتعبر عن الحالة التي تعيشها البلاد العربية وإن كان ذلك بين طيات النص ولم تصرح به صراحة، لكنها تحمل هم المؤلف ومن ثم هم المتفرج والمتلقي والقارئ العربي، ما يدل على أن الشباب من الكتاب يعيشون هذه اللحظة ويعبرون عنها، ويدركون ما يحدث على الساحة العربية من كل المتغيرات.
كتاب النصوص
وقال طالب البلوشي مؤسس المسرح في عمان والمؤلف وخبير الدراما في قطاع الانتاج بهيئة الاذاعة والتليفزيون: إن النصوص في جميع الأحوال طوال كل الأزمنة كانت تمثل إشكالية أصلا، فإذا قمنا بحصر كتاب النصوص نجدهم أقل بكثير من عدد المخرجين، وقد وجهت نفس السؤال على الفيسبوك للأخ غنام الغنام في الهيئة العربية، لماذا لا نرى نصوصا تخصنا وتلامسنا، فلايزال الكثيرون يطرحون نصوصا عالمية، أنا أريد عندما أكون في الكويت يلامسني شيء كويتي، أريد أن أطلع على المجتمع الكويتي والحياة الكويتية والارهاصات والمشاكل الكويتية، أريد مشاهدة الانسان الكويتي على خشبة المسرح، ونفس الشيء في عمان وغيرها من دول الخليج، للأسف نفتقد النصوص المحلية التي تمثلنا، حتى أسماء المسرحيات نفسها.
وأضاف أن إشكالية النصوص في أننا لازلنا رغم وجود الربيع العربي لم نتناول قضايانا ولم نتناول حتى أخطاءنا لتصويبها، فالنص في المنطقة العربية للأسف الشديد لا يخدم قضايانا حتى الآن وأحيانا نهرب إلى النصوص العالمية لنقول ما نريد قوله، لكن لا يوجد جرأة للبوح بواقعنا، لكن علينا التساؤل أين المشكلة؟ هل هي في الرقابة؟
وتابع قائلا: إن الكاتب نفسه أصبح رقيبا خائفا، فيحذف بعض الكلمات والأفكار قبل أن يحذفها له الرقيب، ولذلك صار المؤلف خائفا يكتب في العموميات والسطحيات، وتخرج النصوص مترهلة للأسف الشديد، فالرقابة تؤثر على الكثير من الابداع، خصوصا الرقيب غير الجيد، فكثير من الرقباء لا يوجد لديهم خلفية، هناك البعض من رقباء النصوص لا يوجد لديهم ثقافة ولم يكتبوا نصا واحدا في حياتهم، حتى يعلموا كيفية تناول النص، لديهم آلية يجوز أو لا يجوز، ومثال على ذلك مدير رقابة شاهد مسلسل لم يكتب فيه تقريرا فنيا كتب فقط هذا النوع من المسلسلات لا يعجب الجمهور.
زوايا المسرح
حديقة المهرجان

هي فسحة لنزهة الخيال وبوح الروح وتأملات الكائن، في متعها البصرية، في غنى إيقاعاتها صدى لتداخل الأزمنة، إذا ما دخلنا بين مساربها نرى بالبصيرة ونسمع بالبصر. في فضاء البستان انشغل هذا العام عدد من الفنانين بهَمِّ التأسيس، بمسرح الطفل، الكبير الذي غيبه المسرح العربي، وأصبح موضوعا للبحث، تشكر أدنى الجهود المتعاضدة لإبقاء شعلة طريقه مضاءة.
الطفل اتسع خياله فوصل إلى عوالم جديدة تسابق السنوات الضوئية، تعمقت مداركه البصرية، تغيرت إيقاعات رؤيته، تلونت مصادر دهشته.
أين المسرح العربي بكل تراكمات معارفه، بتلون أساليبه من عين الطفل، لامس الأساتذة المشاركون في الندوة الفكرية جوانب من المسألة، طرح الحضور التساؤلات، وتلمس آخرون بعضا من الحلول، وبعد الندوة يبقى السؤال الخطير معلقا. هناك فجوة هائلة بين عالمي الطفل الواقعي والافتراضي. كيف لنا أن نقوم ببناء الجسور بين هذين العالمين؟ كيف الوصول إلى الطفل في مراحله العمرية المختلفة. استعنا بعلم النفس لتحديد فئاتها، علينا الاستعانة به أيضا لاستيعاب ما يدور بأعماقه، بمناهج التربية وطرق المعرفة لمقاربة مداركه. الفاعلون في هذه المساحة عليهم إعادة حساباتهم، هم أمام كائن ذكي منفتح على عوالم مستقبلية، بعضها مخيف، خياله شجاع يعمل بإيقاع الإلكترون، علينا أن نواكب عوالمه بشغف أرواحنا ولا ننظر إلى طفولتنا فيه، مصادر خيالنا الشفهي ذهبت إلى غير رجعة، جاء زمن المخيال الافتراضي، علينا التعايش معه ودراسته، سبر أغواره، ثم تأسيس مسرح خاص يواكب الطفولة المتجددة، سيمر الزمن ويصبح ماضيا، سيبحث طفل اليوم، شباب الغد عن طرق أخرى لتجسير فجوات بين عوالم طفل المستقبل. فشكرا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي فتح أبواب الحديقة وأسعدنا بين أفيائها بمتعة التأمل، ودهشة الاكتشاف.

 

برعاية وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود ودعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

جمال اللهو: مهرجان الكويت الدولي للمونودراما ينطلق 15 أبريل المقبل

نحرص على استضافة الليتوانية بيروتي مار في كل دورة

مهرجان الكويت المسرحي من أهم المهرجانات في المنطقة

 

كتب: فادي عبدالله
أعلن رئيس ومؤسس مهرجان الكويت الدولي للمونودراما جمال اللهو أن الدورة الرابعة للمهرجان ستنطلق العام المقبل خلال الفترة من 15 إلى 23 من أبريل 2017، الذي سيحظى برعاية كريمة من معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود الصباح.
في هذا الصدد، وجه جمال اللهو شكره الجزيل لوزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود، على مبادرته في تشجيع ودعم الكوادر الشبابية والمهرجان، وهي خطوة داعمة للحراك المسرحي الكويتي، مثمناً في الوقت نفسه الدعم من قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب متمثلة بالأمين العام للمجلس الوطني م. علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي ومدير إدارة المسرح صالح الحمر.
وأوضح اللهو، أن الدورة الرابعة ستحمل الصبغة الدولية لتعكس الصورة الحقيقية للريادة الفنية في دولتنا الحبيبة الكويت، وستكون تحت اسم علم من أعلام الفن الخليجي والعالم العربي.

الفعاليات المصاحبة
وتابع، هناك فعاليات مصاحبة لمهرجان، وهي مسابقة التصوير الفوتوغرافي التي تدعم الشباب الكويتي المبدع، لأفضل لقطة إنسانية في أحد الأعمال التي ستقدم في المهرجان، وفعالية أثبتت نجاحها العام الفائت وهي مسابقة أفضل تغطية صحفية لتشجيع الكوادر الشبابية والنقد الفني المصاحب للعروض، كما يستقطب المهرجان عددا كبيرا من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية من جيل الشباب لتحليل العروض المقدمة لخلق جيل واع مدرك للنقد، لأنه ثبت بالتجربة والبرهان أنهم شباب أكفاء واعين ومواهب فذة، وثمة فعالية ثالثة تقدم لأول مرة وسوف يعلن عنها في القريب العاجل، وفعالية معرض الرسم التشكيلي، إضافة إلى فعالية مستحدثة لم يتطرق لها أحد منذ بداية المسرح في الكويت وستكون مفاجأة للشباب المبدع.
تجارب جديدة
وبيّن اللهو أنه أجرى اتصالاته مع الفرق الأهلية المسرحية في دولة الكويت، إضافة إلى اختيار مشاركات من الدول لم تشترك في الدورات السالفة، حتى يشاهد المتلقي تجارب الدول الأخرى ويستفيد منها، ومن العروض الخارجية التي تم ترشيحها: الإمارات، ليبيا، إسبانيا، المكسيك، الهند، بنغلاديش، تركيا، وهناك اتصالات مع فرقة من إحدى الدول الإفريقية، إضافة إلى استقطاب ضيوف متميزين في مختلف التخصصات المسرحية.
وأكد اللهو أن المهرجان له مكانته وسط المهرجانات المسرحية الأخرى التي ترعاها الدولة، وقد استمر رغم التحديات التي واجهته، مستمدا قوته من عزيمة الشباب الكويتيين الذين يعتبرون محركه الأساسي.

بيروتي مار
وكشف اللهو النقاب عن استضافة الفنانة العالمية الليتوانية بيروتي مار (مواليد 1969)، الحاصلة على جائزة «فاليري كازانوف» للمونودراما في «الفجيرة»، التي تمنحها لجنة التحكيم الخاصة من الرابطة الدولية للمونودراما، ويترأسها مدير مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الأمين العام للهيئة العالمية للمسرح محمد سيف الأفخم، حيث صنّفت عروض بيروتي مار المونودرامية كأفضل الأعمال العالمية في مجال المونودراما، لعنايتها بالفكرة وامتلاكها أدوات الكتابة والتمثيل والإخراج والحس الفني، وقد حاز عملها «أنتيغون» على إعجاب الجمهور والنقاد، وهو للكاتب الإغريقي سوفوكليس ومن إخراجها، حيث أظهرت من خلالها مهارة عالية في أدائها لست شخصيات، وذلك عندما عرضته ضمن فعاليات الدورة الثالثة من عمر مهرجان الكويت الدولي للمونودراما التي حملت اسم الفنان القدير سعد الفرج، الشخصية المكرمة في تلك الدورة، لكونه أحد رواد الحركة المسرحية في الكويت ومن مؤسسي فرقة المسرح العربي في ستينيات القرن الماضي.

شروط المشاركة
ولفت إلى أن آخر موعد لتسلم طلبات المشاركة في المهرجان منتصف يناير عام 2017، موضحاً أنه من شروط المشاركة بالمهرجان: إجازة النص من قبل لجنة إجازة النصوص في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومدة العرض من 20 إلى 55 دقيقة، وأن يكون العرض المسرحي جديداً، وباللغة العربية الفصحى أو اللهجة المحلية، ويتم إرسال نسخة من النص عبر (CD) مع نبذة عن الفرقة المشاركة والعمل، متضمناً صور جميع المشاركين فيه و«لوغو» الفرقة.

مهرجان الكويت المسرحي
أشاد اللهو في ختام تصريحه بالجهود المبذولة من قبل قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من أجل استمرارية «الكويت المسرحي» أهم مهرجان مسرحي محلي في المنطقة، الذي احتضن العديد من إبداعات الفنانين الكبار وجيل الشباب منذ انطلاقته الأولى عام 1989، حيث تزامن موعده مع الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، إلى أن تم تثبيت موعده في شهر ديسمبر من كل عام. وتكمن روعته أيضاً في تكريم المسرحيين في كل دورة وفي حياتهم.
أعمدة المسرح الكويتي (5 من 5)

 

صقر الرشود .. صوت المسرح الطلائعي في الكويت بعروضه المسرحية الجمالية وصيغها التجريبية
شاء أن يكون «رجل مسرح» بالمعنى العلمي لهذا المصطلح .. أي أن يكون كاتباً ومخرجًا وممثلًا وإداريَّا وموسيقيًّا وتقنيًّا
بانطلاقة فرقة الخليج أصبح في مقدوره تأكيد قدراته الإخراجية وتحقيق جوانب كثيرة من أحلامه المسرحية
الراح مر إخراجيّا بمرحلتي التأسيس والثورة .. وأخيرا مرحلة إرساء دعائم الهوية


كتب: د. نادر القنّة
كان صقر الرشود ذا نزعة ثورية تجديدية في المسرح الكويتي.. كما كان متمردا على واقعه المسرحي، منطلقه في ذلك رغبة شبابية متحمسة – مع رفاق دربه – إلى إعادة تشكيل الحركة المسرحية الكويتية بما ينسجم وأحلام الشباب، في فترة نهضوية كان الكل فيها يجنـــح إلى البنــاء، والأحــلام، والتعمـير، والتأسيس.
هذه النزعة وحدها؛ جعلت منه خطا متميزا في حركة مسرحية تشابكت فيها كل الخطوط والألوان، تارة بالتقاطع، وتارة بالاتحاد، والتشابه، والتكرار، والمماثلة.
كانت بوابة المسرح مفتوحة على مصراعيها أمام صقر الرشود. وكان باستطاعته أن يحدد موقعه الذي يريد، والزاوية التي يريد أن تكون منطلقه.. غير أنه شاء أن يكون «رجل مسرح» بالمعنى العلمي لهذا المصطلح.. أي أن يكون: كاتبا، ومخرجا، وممثلا، وإداريا، وموسيقيا، وتقنيا، ومنظرا.. أن يكون في داخل المسرح – كليا – لا خارجه.
وصقر الرشود الذي جرّب كل ذلك؛ وجد نفسه منذ البدء منحازا إلى النزعة الإخراجية في داخله.. تلك النزعة التي شكلت منه علامة مسرحية مضيئة في تاريخ الحركة المسرحية الكويتية، وواحدا من أهم المخرجين المسرحيين العرب الذين ظهروا في النصف الثاني من القرن العشرين.
في نهاية الخمسينيات؛ وبالتحديد في العام 1958، اقترب صقر الرشود (1940 – 1978) ابن الثمانية عشر ربيعا من المسرح اقترابا جمع فيه في آن واحد بين الثقافة المسرحية العامة، والرغبة الجادة في العمل المسرحي؛ على نحو مغاير لما هو مألوف وسائد.
ففي الاقتراب الأول اتصل اتصالا وثيقا بالنص المسرحي العالمي المترجم، الذي كان يصدر عن مكتبة الفنون الدرامية في القاهرة. وفي تلك الفترة أيضا التي شاهد فيها محمد النشمي، وسمع كثيرا عن زكي طليمات، راح صقر الرشود يقرأ ويطالع أمهات الكتب المسرحية؛ وبالطبع فإن لهذه الاختيارات الثقافية أكثر من دلالة؛ ولعل أبرزها أن صقر الرشود كان يريد أن يؤسس نفسه – منذ البدء – تأسيسا مسرحيا علميا مغايرا لأبناء عصره، خاصة من الفنانين السابقين عليه حتى يبدو خطا، ولونا مسرحيا مختلفا. وهذا ما يؤكده بقوله حينما شخَّص واقع الحركة المسرحية في مطلع الستينيات: «انعدام الموروث المسرحي والخلفية الأكاديمية، مع اتسام الأعمال بالانفعالية العالية، كتابة وإخراجا وتمثيلا».
وبالفعل كان له ذلك عبر كتابته النصية الأولى (تقاليد)؛ وعبر نزعته الإخراجية المتجددة، والحلم الساكن في داخله أن يكون فنانا مسرحيا شاملا.
فمن خلال تجربة «تقاليد» جاء الاقتراب الثاني مع المسرح، كخطوة عملية أولى، تحمل في صياغتها تجربة المسرحية الكويتية المكتوبة، السابقة على العرض، كما تحمل ملحوظات كاتب لديه تصورات إخراجية معينة، والتي حاول من خلاله تكنيكها الكتابي محاكاة النصوص المسرحية العالمية التي وقعت تحت يديه – حينها – من إصدارات مكتبة الفنون الدرامية.
تصدى محمد النشمي لإخراج هذه المسرحية لمصلحة فرقة المسرح الشعبي وذلك في الثالث من ديسمبر العام 1960، واستمر عرضها لمدة ستة أيام وذلك على مسرح مدرسة الصديق.
على ما يبدو أن إخراج محمد النشمي لمسرحية «تقاليد» لم يكن مقنعا لصقر الرشود بالدرجة التي تتناسب وحجم طموحاته، الأمر الذي دفع بصقر الرشود إلى ترك المسرح الشعبي إلى غير رجعة، والتفكير جديا بتأسيس مسرح شبابي مغاير لتوجهات طليمات والنشمي. وهذا ما يؤكده سليمان الخليفي بقوله: «... لمّا كانت الطريقة التي أُخرجت بها مسرحيته (تقاليد) لم توفر له القناعة التامة، فقد عمد مع مجموعة من زملائه إلى تأسيس المسرح الوطني».
بصدور القرار رقم 11 لجمعيات النفع العام، بتاريخ 13 مايو 1963 بمدينة الكويت. عملا بأحكام القانون 24 لسنة 1962 الخاص بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بشأن إشهار جمعية أو ناد... وبتوقيع وكيل وزارة الشؤون الأستاذ حمد الرجيب... أُعلن رسميا عن إنشاء فرقة مسرح الخليج العربي، وقد جاء اسم الفنان الراحل صقر الرشود رابعا في قائمة المؤسسين؛ والتي ضمت ستة عشر اسما.
بانطلاقة هذه الفرقة... أصبح في مقدور الفنان صقر الرشود تأكيد قدراته الإخراجية، وتحقيق جوانب كثيرة من أحلامه المسرحية المخزونة في داخله... ليصبح بعد مرور عقد من الزمان حجر الزاوية في هذه الفرقة، والرمز الساكن في وجدان فناني المسرح في الكويت، بغض النظر عن اتفاق البعض مع توجهاته، أو الاختلاف مع هذه التوجهات، والآراء.. المهم أن صقر الرشود – وعبر التجربة المسرحية الاجتهادية – أصبح الأشهر، والأهم في الحركة الإخراجية المسرحية الكويتية.
وضعت فرقة مسرح الخليج العربي كل إمكاناتها المادية، وطاقاتها البشرية... تحت تصرف صقر الرشود؛ الذي راح بدوره يبحث عن موقع جديد في خارطة الحركة المسرحية الكويتية لفرقته، ولذاته، وللفنانين الشباب الذين عمل على اكتشافهم وتدريبهم الواحد تلو الآخر، منذ إخراجه لمسرحية «بسافر وبس» بتاريخ 15 يوليو 1963، وحتى تاريخ إخراجه لمسرحية «عريس لبنت السلطان» في فبراير من العام 1978... والتي على إثرهـــا انتقـــل للعمـــل خبيرا مسرحيـــا في دولـــة الإمـــارات العربية المتحدة.

ثلاث مراحل إخراجية
انطلاقا من ذلك يمكن - كرونولوجيا - تقسيم مسرح صقر الرشود – من الناحية الإخراجية – إلى ثلاث مراحل، وذلك على النحو التالي؛ مع الأخذ بعين الاعتبار أن مرحلة الإرهاصات سابقة عليها:
أولا: مرحلة التأسيس والتكوين الإخراجي.
وتشتمل هذه المرحلة على إخراجه للعروض المسرحية التالية:
1 – «بسافر وبس» من تأليف ثلاثي الخليج بتاريخ 15 يوليو 1963.
2 – الخطأ والفضيحة من تأليف مكي القلاف، بتاريخ 1 سبتمبر 1963.
3 – الأسرة الضائعة من تأليف عبدالعزيز السريع، إعداد اللجنة الثقافية بتاريخ 25 ديسمبر 1963.
4 – أنا والأيام، من تأليف صقر الرشود نفسه، بتاريخ 15 مايو 1964.
5 – الجوع، من تأليف عبدالعزيز السريع، بتاريخ 2 نوفمبر 1964.
6 – المخلب الكبير، من تأليف صقر الرشود نفسه، بتاريخ 25 مارس 1965.
7 – الطين، من تأليف صقر الرشود، بتاريخ 31 مارس 1965.
ثانيا: مرحلة النضج، والثورة والتمرد على الصيغ الإخراجية المسرحية السائدة في الكويت.
وتشتمل هذه المرحلة على إخراجه للعروض المسرحية التالية:
1 – عنده شهادة، من تأليف عبدالعزيز السريع، بتاريخ 8 ديسمبر 1965.
2 – الحاجز، من تأليف صقر الرشود نفسه، بتاريخ 6 أبريل 1966.
3 – لمن القرار، من تأليف عبدالعزيز السريع، بتاريخ 4 ديسمبر 1968.
4 – بخور أم جاسم، من تأليف محمد السريع، بتاريخ 3 نوفمبر 1969.
5 – رجال وبنات، مقتبسة من مسرحية «الغربان» لهنري بيك، من إعداد صقر الرشود نفسه، بتاريخ 1 ديسمبر 1971.
6 – الدرجة الرابعة، من تأليف عبدالعزيز السريع، بتاريخ 25 يوليو 1972.
7 – (1، 2، 3، 4 بم) من تأليف عبدالعزيز السريع وصقر الرشود بتاريخ 27 يناير 1972.
8 – ضاع الديك، من تأليف عبدالعزيز السريع، بتاريخ 7 نوفمبر 1972.
9 – شياطين ليلة الجمعة، من تأليف عبدالعزيز السريع وصقر الرشود، بتاريخ 5 ديسمبر 1973.
10 – بحمدون المحطة، من تأليف عبدالعزيز السريع وصقر الرشود، بتاريخ 18 ديسمبر 1974.
ثالثا: مرحلة إرساء دعائم الهوية الإخراجية، والشخصية الفنية والفكرية... والبحث عن صياغات فلسفية جديدة في جماليات العرض المسرحي.
وتشتمل هذه المرحلة على إخراجه للعروض المسرحية التالية:
1 – علي جناح التبريزي، من تأليف الفريد فرج، بتاريخ أبريل 1975.
2 – حفلة على الخازوق، من تأليف الفريد فرج، بتاريخ 10 ديسمبر 1975.
3 – مجنون سوسو، من تأليف محمد السريع، بتاريخ فبراير 1976.
4 – تحت المرزام، من تأليف نواف أبو الهيجا، بتاريخ فبراير 1976.
5 – هدامة من تأليف مهدي الصايغ، بتاريخ فبراير 1976.
6 – متاعب صيف، من تأليف سليمان الخليفي، بتاريخ 24 نوفمبر 1976.
7 – عريس لبنت السلطان، من تأليف محفوظ عبدالرحمن، بتاريخ 21 مارس 1978.
8 – مجموعة العروض المسرحية التي قدمها في دولة الإمارات العربية المتحدة حينما عمل هناك خبيرا مسرحيا وهي:
أ – هارون الرشيد في القرن العشرين من تأليف عبدالله العباسي – عام 1976، على مسرح الشارقة الوطني.
ب – شمس النهار، لتوفيق الحكيم، عام 1977، على مسرح الشارقة الوطني.
جـ - السندباد، لمحفوظ عبدالرحمن، عــام 1978، لفــرقــة مسرح الإمارات القومي.
د – الأول تحول، من إعداد عبدالعزيز السريع، لفرقة مسرح الإمارات القومي 1978.


بحضور السفير ياسر عاطف ود. نبيل بهجت والمؤلف د. سيد علي إسماعيل
ندوة الملحقية الثقافية المصرية احتفت
بكتاب «قراءة في تاريخ المسرح الكويتي»

ياسر عاطف: العلاقات الثقافية والفنية بين مصر والكويـت قوية
نبيل بهجت:
للمبادرات الفردية دور مهم في حفظ ذاكرة الأمم
فيصل القحطاني:
هناك أهمية وضرورة لخروج بقية الوثائق في كتب توثيقية خدمة للباحثين
زهراء المنصور:
وثائق الكتاب حفَّزتني على كتابة بحوث مسرحية استنادًا إلى ما فيه من حقائق كانت مجهولة
تحت رعاية وبحضور السفير المصري بدولة الكويت ياسر عاطف، وبالاشتراك مع مهرجان الكويت المسرحي السابع عشر، أقام الدكتور نبيل بهجت المستشار الثقافي المصري بالكويت ندوة حول كتاب «قراءة في تاريخ المسرح الكويتي من خلال وثائق غير منشورة»، لمؤلفه الأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان، وعضو لجنة تحكيم عروض مهرجان الكويت المسرحي، وشارك في الندوة الدكتور فيصل القحطاني رئيس قسم التلفزيون وعضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويــت، والناقــــدة زهـــراء المنصور سكرتير مجلة البحرين الثقافية، وقد حضر الأستاذ فالح المطيري مدير مهرجان الكويــت المســرحي النـدوة، كما حضرها نخبة من أعلام المسرح في العالم العربي.
بدأت النـــدوة بكلمــة مـــن سفـــير مصر، أوضـــح فيها قــــوة العــلاقـــــات الثقافيـــة والفنيـة، خصوصـــا المسرحيــــة، بين مصــر والكويـت، وأشاد بالتعاون المستمر لإثراء الحراك الثقافية.
ثم تحـــدث د. نبيل بهجت الذي أشاد بدور المجلس الوطني للثقــافـــة والفنـــون والآداب في حفـــظ الذاكـــرة الفنية للكويت والوطن العربي، وشدد على أهمية دور المبادرات الفردية في حفظ ذاكرة الأمم، بعدها فتح الدكتور نبيل بهجت المجال للمشاركين في الندوة للتحدث، وقد بدأها د. سيد علي الذي شكر السفير والملحق الثقافي والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت؛ ومركز الدراسات والبحوث الكويتية الذي تكفل بطباعة هذه الوثائق، ثم استعرض قصة الكتاب والوثائق التي اعتمد عليها، وفي نهاية حديثه سلم د. سيد علي مجموعة من الوثائق الخاصة بكل من فؤاد الشطي وعلي المفيدي، تأكيدا منه على أهمية بقاء هذه الوثائق داخل الكويت.

الأهمية التوثيقية للكتاب
وتحدثت الناقدة زهراء المنصور، من البحرين، عن أهمية الكتاب التوثيقية والتاريخية، وقالت: إن وثائق الكتاب حفزتها لكتابة بحوث مسرحية استنادا لما في الكتاب من جديد وحقائق كانت مجهولة، وأشارت إلى فكرة الاحتراف التي ابتكرها زكي طليمات، كما تحدثت عن البعثة الصيفية الاستكشافية إلى القاهرة، والتي أشرف عليها زكي طليمات، وسافر فيها أعلام المسرح الكويتي، أمثال: مريم الصالح، ومريم الغضبان، وعبد الحسين عبد الرضا، وخالد النفيسي، وعبدالرحمن الضويحي، وحسين الصالح، وجعفر المؤمن، وصقر الرشود... إلخ، كما لفت نظرها استمرار صرف مكافآت مجزية لدراسة المسرح من قبل العنصر النسائي في الكويت منذ أيام زكي طليمات حتى الآن.

إهداء المؤلف
كما تحدث الدكتور فيصل القحطاني عن إهداء المؤلف كتابه إلى المرحوم جابر العنزي، مشيرا إلى الدور المهم للمرحوم في ظهور هذا الكتاب، كما أكد أهمية وضرورة خروج بقية الوثائق في كتب توثيقية خدمة للباحثين، حيث أعلن الدكتور سيد علي أن لديه وثائق أخرى لم تر النور سينشرها في كتاب توثيقي حول مركز الدراسات المسرحية الذي أنشأه زكي طليمات في العام 1964 في الكويت، وهذا الكتاب سيكون شاملا كل تفاصيل هذا المركز، وأعلن الدكتور سيد أيضا أن هذا الكتاب يعمل عليه الآن، ومستعد لأن ينشره في المجلس الوطني من دون أي مقابل مادي خدمة للباحثين. ثم تداخل أغلب الحضور وعلقوا على أشياء محددة، واشترك الجميع في ثنائهم الكبير على جهود الدكتور سيد علي إسماعيل، حيث أجمعوا على أنه الباحث الأول في العالم العربي في ريادات وبدايات المسرح العربي، كما وصفوه بأنه أهم مؤرخ للمسرح العربي الآن، حيث بلغت كتبه العلمية المنشورة في هذا المجال أكثر من ثلاثين كتابا.

تكريم
وفي الختام أكد السفير المصري أهمية رقمنه الوثائق والحفاظ عليها، وأشاد بمركز الدراسات والبحوث الكويتية وإمكاناته في ترميـــم وحفــظ الوثائق المختلفة، كما أشاد بمجهــودات د. عبدالله الغنيم، وأثنى على دور المجلــــس الــوطني في بنـــاء جســور التعــاون الثقـــافي بــين البلديـــن الشقيقــين.
وفي الختام كرم السفير ياسر عاطف، مع د. نبيل بهجت، مدير مهرجان الكويت المسرحي فالح المطري بمنحه درع السفارة، كما تم تكريم المتحدثين الثلاثة: الدكتور سيد علي والدكتور فيصل القحطاني وزهراء المنصور، وقام الدكتور سيد بالتوقيع على كتابه للسادة الحضور.

وثائق الشطي والمفيدي

وفي هذه الندوة – وأمام الجميع – قام الدكتور سيد علي بتسليم أصول وثائق المرحوم فؤاد الشطي إلى ابنه أحمد الشطي، وسلم أيضا أصول وثائق المرحوم علي المفيدي إلى مدير المهرجان فالح المطيري، لسفر ابنته أبرار المفيدي والتي كانت ستتسلم هذه الوثائق بنفسها.

Happy Wheels