مهرجانات وأنشطة

النشرة التاسعه



مسرحية «الضريرة والحب».. وفخ السهرة التلفزيونية!


قدمها مسرح الحداد بأسلوب واقعي مباشر

عانى العرض من رتابة المشاهد التي تدور كلها وسط إضاءة ساطعة

لجأ الحداد إلى استخدام «موتيفات» الرومانسية المعهودة

كتب: شريف صالح

يوجه المؤلف والمخرج عبدالعزيز الحداد أنظارنا إلى مقولة عرضه «الضريرة والحب» الذي قدمه مسرح الحداد ضمن عروض مهرجان الكويت المسرحي الــ15، ويلخص لنا حبكة العمل بقوله: «عندما تأخذ العواطف زمام الأمور في حياة الإنسان، بعيدًا عن تفعيل العقل، تؤول الأمور إلى أحداث، ربما تصل إلى الفجيعة».

في ضوء ذلك فنحن لدينا من العنوان “الضريرة” وهي هدى التي جسدتها شذى سبت، فتاة شابة رومانسية لديها موهبة الغناء حيث تقدم الأغاني في التجمعات، وتعيش مع خالها «سلام» أو محمد العجيمي الفنان العجوز والعازف على آلة “الهارمونيكا”.

وكأي شابة في عمرها، وبرغم كف البصر، تحلم بفارس الحب، وتنتظر أن يطرق الحب بابها. وربما تكون فكرة «العمى» هنا ذات دلالة رمزية على غلبة المشاعر، وغياب العقل و”البصيرة”. فهي مرتبطة نفسيًا بصديقها الملحن «رؤوف» الذي يدربها على العزف ويطمح إلى أن تسجل معه مجموعة من الأغاني بصوتها، لكنها ترفض ذلك. «رؤوف» الذي جسد دوره الفنان عبد المحسن الطويل، بشعره الطويل وطاقيته، وبتلك الصورة المعتادة عن الفنانين، لطيف معها، ودائم التشجيع لها، لكن هذا لا يعني أنه يحبها. هذا الفرق الدقيق بين «الحب» كمشاعر خاصة جدًا، و«العطف» كمشاعر عامة، يؤرق العم «سلام» الأكثر خبرة، فيبدأ مناقشة “هدى” في الأمر، برغم ارتباكها وخجلها، ثم يناقشه خارج البيت أيضًا مع “رءوف”.

وبسبب ذلك يتغيب «رؤوف» عن زيارة «هدى» أسبوعًا إلى أن تتصل به، فيأتي ونفاجأ بأنه يخبرهما بنجاحه في تسجيل الألبوم مع مطربة أخرى، فتكون صدمة العم المريض أساساً والتي تودي بحياته، ثم انهيار «هدى» التي شعرت بجرح مشاعرها وكبريائها، وانكشاف أن «رؤوف» لم يكن يحمل لها أي مشاعر خاصة، وفي ثورة انفعالها تطعنه فيلقى مصرعه هو الآخر.

لنصل إلى «الفجيعة» التي أخبرتنا عنها بطاقة المسرحية، والتي كما هو واضح ذات طابع ميلودرامي مبالغ فيه، ربما أتى برد فعل عكسي من الجمهور. وإن كانت الميلودرامية أحياناً هي سمة من سمات الدراما الرومانسية، لكن هذه القفلة وأجواء النص، وحتى إضافة شخصيتين لشاب وفتاة يتحابان ويتزوجان هما جراح الدوب ونسرين سروي، لا تغير من حقيقة أننا أمام عرض يعيد إنتاج «موتيفات» الرومانسية المعهودة في أفلام الأربعينيات والخمسينيات، ولعلها تذكرنا بعمل مثل «شارع الحب» لعبد الحليم حافظ. من حق الحداد أن يجرب ويستعيد ما يشاء من ثيمات وموتيفات، لكن المهم مدى تقبل الجمهور لرهاناته، وتفاعله معها.. وهل مازال الحب الآن بتلك الصورة العذرية والملائكية؟

على مستوى آخر، عانى العرض من رتابة المشاهد التي تدور كلها وسط إضاءة ساطعة أغلب الوقت باستثناء تعتيم خفيف تعبيرًا عن مرور الزمن أو انقطاع التيار الكهربائي، وفي فضاء ثابت بلا تغيير يذكر عبارة عن شقة تغلب على ألوانها درجات البني والبيج، ومصممة على طراز عصري، مع اعتناء واضح بالآت الموسيقية حيث يظهر «الأورج» و«الغيتار» وصورة «كمان» معلق.

نأتي إلى الحوار فقد غلب عليه الطابع التلفزيوني، والدردشة الهادئة، مستفيدًا من الخبرات التلفزيونية لأبطاله الثلاثة، على حساب الطابع الدرامي المسرحي، وإن مرت بشكل عابر لمحات ممسرحة، أو «أفيهات» للعجيمي كسرت تلك الرتابة. ولا أدري ما الذي أفاد تقديم نموذجين آخرين للحب توجت علاقتهما بالزواج! خصوصًا أننا تقريبًا لم نسمع شيئًا مما دار بينهما. كان من الممكن أن يستثمر الحداد هذا الثنائي، لعقد مقارنة مثلا بين حب «زمان» و«حب الآن» كانت كفيلة بتوليد «المفارقات» و«الإفيهات» وتكريس مفارقات درامية مهمة على صعيد تقلبات الزمن، وتغيرات البشر. وبرغم أنه لجأ إلى الأسلوب الواقعي المباشر، فإن بعض التفاصيل كانت بحاجة إلى إعادة نظر، فمثلا ما المبرر في بقاء الشموع مضاءة بعد عودة الكهرباء؟ وحتى عندما انقطعت ظلت لمبتان مضاءتين في عمق المسرح، تكذبان بوضوح فكرة هذا الانقطاع.

أيضًا هل غياب أسبوع كاف لتسجيل ألبوم؟ ومادمنا ارتضينا اللهجة الكويتية على بساطتها وعفويتها، فلماذا بدت الشخصيات كأنها “مترجمة” ولا تعبر عن الهوية الكويتية، وحتى عندما تغني لا تقدم سوى أغنيات أجنبية؟! هل لا توجد أغاني كويتية صالح للتعبير عن الحب؟ هذه مجرد تساؤلات من الوارد أن تدور في ذهن المتلقي، لكنها بأي حال لا تحجر على حق الحداد في تقديم التوليفة التي يراها مناسبة له.

وربما كان بإمكانه أن يقدم عرضًا أفضل لو حذف الكثير من الجمل للارتفاع بالإيقاع، ولو ألغى النهاية الفجائعية، وأيضًا ترك مساحات للصمت والتساؤل والجسد، حتى لا يبدو العرض أقرب إلى «سهرة تلفزيونية».

فريق العمل ـ الضريرة والحب ـ مسرح الحداد ـ تأليف وإخراج عبد العزيز الحداد ـ تمثيل: محمد العجيمي، عبدالمحسن النمر، شذى سبت، جراح الدوب، نسرين سروري

ـ إدارة الإنتاج والإشراف: جمال اللهو ـ ديكور: سعود الفرج ـ إضاءة: خالد النجادي ـ صوت: خالد الشمري
    

رؤى متباينة في الندوة التطبيقية للعرض

الحداد: أقر بأن العمل لم يرضكم .. ولكن أدافع بشراسة عن النص

كتب: محمد جمعة

ضمن فعاليات مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الــ ١٥، شهد ضيوف الليالي المسرحية التي شارفت على نهايتها، الندوة التطبيقية لمسرحية «الضريرة والحب» لمركز الحداد، حضر الندوة المخرج والمؤلف عبدالعزيز الحداد، وأدارها الفنان البحريني يوسف المهيزع الذي أفسح في المجال أمام مداخلات الحضور. كانت البداية مع عقباوي الشيخ الذي قال إن العرض كان صادما لأنه أحادي النظرة، بمعنى أن المؤلف هو المخرج. وتمنيت لو ان الحداد استعان بمخرج آخر ليقدم رؤية مختلفة، أعتقد أنه كان هناك استعجال للمشاركة في المهرجان بهذا العرض.

أما عادل البطوسي فقال: «الإخراج كان جيدا وفي رأيي أن النص يفتقد رؤية وأداء الضريرة غير المقنع والمدهش في العمل، وأنه برغم إغراقه في المحلية الا ان الأغنيات كانت أجنبية. من جانبه قال حسام عبدالهادي: «نحن لا ننتقد من اجل النقد ولا نهدف إلى التجريح، ونضع نصب اعيننا الارتقاء بالعروض المسرحية». عزة القصابي أشادت بتنوع العروض في الدورة الحالية من المهرجان، لافتة إلى أن الحداد بدا واضحا انه كان على تماس مع الدراما التلفزيونية... حيث شعرت بأنني أمام مسلسل مدبلج.

الناقد عبدالمحسن الشمري أشاد بتجربة الحداد الثرية في مسرح المونودراما، لكنه انتقد عرض «الضريرة والحب»، معتبرا أن المخرج نحا الى قالب مسرحي آخر لم يوفق فيه. بدوره قال فايز العامر: «الحداد كتب على البروشور إن العمل لا يعتمد على زمان ولا مكان، وهذا لم يطبق على المسرح، حيث كان الزمان والمكان محددان، كما أن صوت الممثلين لم يصلنا. المسرحي عبدالعزيز بوشراكي قال: «المسرح لغة الواقع والمشكلة التي تقع فيها العروض العربية ان صاحب النص كان يعيش حياته ولا يشاهدها؛ لذلك اذا كانت التجربة شخصية يفضّل ان يحول النص الى اي مخرج آخر».

وشدد بوشراكي على ان المسرح أمانة في رقابنا، وأن تجاربنا الشخصية ينبغي ان تكون بعيدة عن التناول. من جانبه قال الدكتور جبار خماط: «عرفت الحداد من خلال أعماله المميزة في مهرجانات عدة؛ فهو فنان مهم وله تاريخ طويل، وعندما رفعت الستارة وشاهدت الشكل العام سعدت، إذ اعتقدت اننا بصدد مشاهدة عرض على تماس بواقعنا، ولكن العرض سقط في مشكلة تقنية، وهي مسألة التوقيت»، وأشار جبار إلى أن الممثلين كانوا متوترين وأن ٥٧ ثانية مضت بلا أداء أو ضوء أو حركة ما يعتبر حكما بالموت على العمل. من جانبه قال الفنان طارق العلي: «الحداد فنان عنيد تشرفت بالعمل معه وكنت أتمنى بما أن العرض فيه جانب موسيقي غنائي أن يستعين الحداد بفرقة موسيقية لايف».

وقبل الختام كانت للأمين العام المساعد لقطاع الفنون رئيس المهرجان محمد العسعوسي مداخلة، حيث قال: «ونحن نقف على بعد خطوات من نهاية المهرجان أتقدم بالشكر إلى كل ضيوفنا وجمهورنا المسرحي الذين ساهموا في إثراء المهرجان الذي يعتبر اضافة للحراك المسرحي والفني في الكويت، وأتمنى ان تكون قدمنا لبنة إضافية إلى هذا البناء الذي شُيد منذ ١٤ عاما، وأنتهز الفرصة لأتوجه بالشكر إلى معالي وزير الإعلام وزير الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود على دعمه للمهرجان، والشكر موصول لمدير المهرجان وزملائي وفريق العمل بالكامل.

وأضاف العسعوسي: «وجودكم كجمهور هو النجم الحقيقي ومداخلات الضيوف اضافة كبيرة والشكر لوسائل الاعلام التي ساهمت في نقل هذا الحدث للخارج». واختتم: «نتمنى اللقاء بكم في مناسبات عدة بعد ان عقدنا اتفاقات مع العديد من الجهات منها الهيئة العالمية للمسرح»، مشيدا بالعنصر الشبابي الذي اعتبره مكسبا كبيرا للمهرجان ما يسهم في دفع عجلة العمل المسرحي. وفي نهاية الندوة كان الحضور على موعد مع تعقيب المخرج عبدالعزيز الحداد الذي توجه بالشكر الى جميع من عقب

وقال: «شكرًا على هذا النقد الراقي الجميل، وعندما تجتمع الآراء على ان هناك مشكلة فأنتم العين التي شاهدت وقيمت، و لا اعترض على كل ما قيل وربما عندما لجأت الى إيضاح ما هو التغريب ولم تصل اذن لا جدوى من محاولة إفهامها». وأكد الحداد ان النظرة الأحادية والجمع بين التأليف والإخراج ليسا عيبا، مشيرا الى انه يقر بأن العرض لم يرض الجمهور الا انه منحاز للنص، وقال: «أدافع عن النص بشراسة»، وشدد على انه ضد الرأي الذي يرى في العمل طابعا تلفزيونيا، وقال ان التلفزيون سرق الدراما من المسرح».
مدير مكتب الهيئة الدولية للمسرح بالسعودية
العسيري: أتمنى زيادة فرص الشباب للمشاركة في الندوات الفكرية والتطبيقية
هناك تنوع على مستوى الإخراج والتمثيل وظهور طاقات شبابية

كتب: عماد جمعة

إبراهيم العسيري مدير مكتب الهيئة الدولية للمسرح بالسعودية ومدير مسرح فرقة الطائف ومنسق الدول العربية في الهيئة العالمية للمسرح هو أحد ضيوف مهرجان الكويت المسرحي في دورته الحالية ومن المتابعين لتطور الحركة المسرحية في الكويت، وفى هذا اللقاء يحدثنا العسيري حول طبيعة نشاط الهيئة العالمية للمسرح وعلاقتها بالفرق المسرحية الدولية والعربية وكيفية انتخاب رئيسها، كما يطالب العسيري بزيادة فرص منح الشباب المشاركة في الندوات الفكرية والتطبيقية في الدورات المقبلة وآراء اخرى تابعوها معنا. < هل هناك تواصل بين الهيئة العالمية للمسرح والمسرح الكويتي؟ الهيئة لها فروع فى معظم الدول العربية وفى الكويت لها مكتب خاص يديره رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح العربي المخرج القدير فؤاد الشطي وان شاء الله نأمل أن يكون هناك تطوير لأنشطة المكتب وتجديد الدماء في الفترة المقبلة.

< هل الهيئة العالمية للمسرح تنظم مهرجانات أو تقوم بدعمها لإثراء الحركة المسرحية على مستوى العالم؟

ليس من مهام اللجنة تنظيم مهرجانات أو دعمها وإنما مساعدة الفرق المسرحية حول العالم للوصول الى هذه المهرجانات بحيث تذهب فرق مسرحية عربية الى مهرجانات دولية، وفى نفس الوقت تساعد على استضافة فرق دولية في مهرجانات عربية وهذا من شأنه اثراء الخبرات والتجارب بين الكتاب والفنانين والمخرجين مما ينعكس ايجابا على المسرح العالمي والعربي.

< هل هناك تواصل مع الهيئة العربية للمسرح؟

نعم فالهيئة العربية للمسرح هي عضو في الهيئة الدولية ويمثلها المكتب الرئيسي في الفجيرة ومكتب الشارقة في دولة الامارات العربية المتحدة.

< ما المشاريع المستقبلية للهيئة وآخر نشاطاتها؟

إقامة المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين في ارمينيا منذ نحو شهر وعلى ضوئه تم انتخاب المهندس محمد الافخم رئيسا للهيئة الدولية للمسرح وانتخاب علي مهدى من السودان أمينا عاما كما تم انتخابي كمنسق عام بين الهيئة والدول العربية.

< هل تخضع عملية انتخاب الشخصيات السيادية في الهيئة لمعايير معينة؟ العملية الانتخابية تتم بشفافية كاملة عبر التصويت وتشارك فيها نحو سبعين دولة فالمهندس الافخم حصد نحو 65 من الاصوات فكانت هناك موافقة بما يشبه الإجماع ونتمنى له التوفيق وهذا فخر لنا كعرب.

< كيف ترى مهرجان الكويت المسرحي في دورته الحالية بعد أن تابعت فعالياته وعروضه؟

ربما تكون هذه الدورة الثامنة التي أتابع فيها مهرجان الكويت المسرحي عن قرب وألاحظ مدى التنوع والتطور الذى يطرأ عليه دورة بعد أخرى فهناك تنوع على المستوى الإخراجي والتمثيلي وظهور طاقات شبابية جديدة تلفت الانظار اليها بقوة الى جانب الندوات الفكرية التي تستضيف نخبة مميزة من المسرحيين الخليجيين والعرب، وهذا من شأنه اثراء التجارب الشبابية وإعطاؤهم الدافع والحافز لتقديم أفضل ما لديهم وأتمنى أن تزداد فرص الشباب للمشاركة في فعاليات بالمهرجان.

 
الأفخم رئيسًا للهيئة الدولية للمسرح

انتُخب المهندس محمد سيف الأفخم مدير مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما رئيسا للهيئة الدولية للمسرح ITI UNESCO، وهو أول عربي يتبوأ هذا المنصب، وكان الأفخم قدم تحياته لإدارة مهرجان الكويت المسرحي، متمنيا له النجاح والتوفيق، ومؤكدا دعم الــ ITI UNESCO للمهرجانات العربية وأهمية التعاون والعمل المشترك مستقبلا، خاصة في مجالات البرامج العلمية. وكان الأمين العام المساعد لقطاع الفنون محمد صالح العسعوسي قد استقبل السفير علي مهدي الأمين العام للهيئة الدولية للمسرح ITI UNESCO، وأكد تقديره للجهد الذي تبذله الــ ITI UNESCO، راجيا منه أن ينقل إلى المهندس محمد سيف الأفخم صادق التهاني لنيله ثقة المجتمع المسرحي العالمي، ومتمنيا لهما التوفيق والسداد في هذه المهمة العالمية وهما يمثلان الثقافة والفنون والمسرح العربي.
عُرس الكويت المسرحي

بقلم: عادل البطوسي

رُفِع الستار وحلقت النوارس البيضاء فوق ضفاف الإبداع الخليجي وشدت اليمامات الجميلات أناشيد الألق في عرس الكويت المسرحي السنوي عبر وقائع دورته الخامسة عشرة كمهرجان متميز فريد أنيق بفعالياته المسرحية والنقدية وكحدث فني هو بحق من أبرز أنشطة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب النهضوية الداعمة للحركة الإبداعية الكويتية والعربية بكل فنونها وأجناسها المتنوعة في مختلف مجالات الإبداع الإنساني.

ينفرد هذا المهرجان ويتفرد بمحلية عروضه – كلها كويتية – بهدف إبراز المواهب الجديدة ودعم الطاقات الواعدة للشباب المبدع المتطلع لغد أكثر إشراقا – إن شاء الله – في مختلف مجالات الإبداع المسرحي من تأليف وتمثيل وإخراج وموسيقى وإضاءة وسينوغرافيا وغير ذلك من مقومات الفرجة المسرحية، مثلما يتميز بالتنظيم الدقيق حيث تحرص المنظومة الإدارية للمهرجان - وكلهم مبدعون أجلاء – على إتمام آلية عملهم – وعمله – حسبما خطط لها بوعي جميل. العروض المسرحية في هذا المهرجان حرة حرية مطلقة في محاورها وطرق معالجتها لقضاياها المطروحة، والندوات التطبيقية منبر حر للتفاعل والآراء مع اختلافها حول الأعمال الفنية، والندوات الفكرية ثرية بأبحاثها ودراساتها الجادة ومداخلاتها ومواكبتها للتطور التقني مسرحيا ومواكبته – بدوره – للأحداث العربية والعالمية فضلا عن التكريمات التي يحرص عليها المهرجان سنويا لتكريم كوكبة من المبدعين الكويتيين – والمبدعات الكويتيات – من مختلف الأجيال المسرحية ممن أثروا المشهد المسرحي وبرزوا بإنجازاتهم وحفروا أسماءهم في ذاكرة المسرح العربي بالإضافة إلى الاهتمام الواعي الحميم بكل ضيف من ضيوف المهرجان من المسرحيين العرب.

إنه بحق عرس سنوي إبداعي في سياق منظومة الأعراس المسرحية العربية ليشاهد أهل المسرح ويشهدون على التطور الجاد في مختلف اتجاهات وتقنيات المسرح الكويتي. عميق شكري لكل الإخوة القائمين على أمر المهرجان – جميعهم – فقد قاموا بجهد كبير – حقيقة – لإنجاح هذا العرس المسرحي في إطار منظومة متكاملة وفريق عمل متجانس مؤمن برسالته النهضوية ليخرج المهرجان بصورة مشرقة مشرفة وهذا ما حدث تماما. إن الفترة ما بين 10 – 20 ديسمبر كانت عرساً جميلاً تألقت فيه الكويت بشموس دافئة من الألفة الإنسانية وتأنقت بحلل من البهجة المسرحية وترقرقت بأضواء الفرح والإبداع والنضارة منذ أن رفع الستار وحلقت النوارس البيضاء فوق ضفاف الإبداع الخليجي وشدت اليمامات الجميلات أناشيد الألق في عرس الكويت المسرحي السنوي.

 
أشادت بعروض المهرجان واجتهادات الشباب الفنانة الإيطالية فلوريانا سافينو: أحترم تاريخ الحركة المسرحية الكويتية

كتب: محبوب العبدالله

من ضيوف مهرجان الكويت المسرحي في دورته الخامسة عشرة هذا العام الفنانة الإيطالية فلوريانا سافينو مدير مهرجان البحر المتوسط الذي يقام سنويا في شهر أغسطس في مدينة بشيليا بجنوب إيطاليا. وقالت الضيفة الإيطالية لنشرة المهرجان بأنها سعيدة جدا بهذه الزيارة لدولة الكويت، وأن تكون زيارتها مع أيام مهرجان الكويت المسرحي حيث انها تود التعرف على ما وصلت إليه الحركة المسرحية في الكويت من خلال عروض المهرجان التي تتابعها يوميا، والتي تدل على أن الحركة المسرحية في الكويت لها تاريخ طويل. وقالت: لفت نظري الاهتمام الكبير من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بهذه الاحتفالية المسرحية سواء بدعوات ضيوف المهرجان من الدول الشقيقة والصديقة، أو عدد الفرق المشاركة ونوعية العروض، وما لفت نظري أكثر هو كمّ الجمهور الذي يحرص كل ليلة على حضور هذه الفعاليات اليومية، وهذا دليل على الوعي العام للجمهور بالفن المسرحي، وكذلك الصمت الرهيب والجميل والمتابعة أثناء العروض وهو مؤشر حقيقي لإنصات الجمهور واحترام المسرح.

وعن زيارتها إلى الكويت قالت: إنني أزور وأشاهد دولة الكويت للمرة الأولى، وهي جميلة كما سمعت عنها والآن أراها. وإنني أتمنى للحركة المسرحية في الكويت كل تطور، وأتمنى أن تشارك إحدى الفرق المسرحية في كل مهرجان أديره ضمن أنشطة مهرجان البحر المتوسط. وقد شاركت الكويت من قبل في المهرجان من خلال عدد من الفنانين منهم: فؤاد الشطي، عبدالعزيز الحداد، حمد الرقعي، جمال اللهو وغيرهم من الفنانين الذين كانوا سفراء لهذا البلد الكريم. ومعلوم أن الفنان عبدالعزيز الحداد سبق أن شارك في مهرجان البحر المتوسط المسرحي بمسرحيات: مناظرة بين الليل والنهار، والمهرج من تمثيل إيما، وشارع الكرنك، وهي مسرحيات مونودراما تخصص الفنان عبدالعزيز الحداد في انتاجها والمشاركة بها في المهرجانات الخارجية، إلى جانب تقديمها في الكويت في عدة مناسبات.
عضو لجنة تحكيم المهرجان تزور الكويت للمرة الأولى
ارتسام صوف: المهرجان فرصة لمد جسور التعاون بين المسرحين التونسي والكويتي

كتب: عماد جمعة

الفنانة والمخرجة التونسية ارتسام صوف مؤسس ومدير المهرجان الدولي مراء للمسرح النسائي تزور الكويت للمرة الأولى كعضو لجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 15، حول هذه الزيارة وأهمية مثل هذه التظاهرات المسرحية ورؤيتها لمستقبل العلاقات بين المسرحين التونسي والكويتي كان هذا اللقاء.

< هل تزورين الكويت للمرة الأولى، وما انطباعاتك عنها؟

- نعم هذه هي زيارتي الأولى للكويت، وأنا سعيدة جدا بهذه الأجواء الحميمية والحفاوة التي قوبلنا بها، وتزداد هذه السعادة لكوني عضوة في لجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي، وهو ما أعتبره ثقة غالية أعتز بها، خاصة أنها منحتني الفرصة للالتقاء بشخصيات عربية مثقفة وواعية ومن طراز رفيع جدا، فشكرا للكويت ولإدارة المهرجان.

< كيف ترين هذه التظاهرة المسرحية وماذا تمثل لك؟

- لا شك في أنها تظاهرة إيجابية وفرصة لتمتين وربط العلاقات بين المسرحيين العرب، وتبادل الخبرات والثقافات خاصة المسرحية، واختلاف التجارب والثقافات سيثري جميع التجارب لأنني أقسِّم الوطن العربي إلى ثلاث ثقافات مختلفة ليس أكثر، هي ثقافة المغرب العربي والمشرق والخليج، فمن المهم أن تلتقي هذه الثقافات وتمد جسور التواصل فيما بينها ليس على المستوى الثقافي والفني فقط، ولكن أيضا على المستوى الإنساني.

< قد تنتهي هذه العلاقات بعد انتهاء التظاهرة الفنية وعودة الجميع إلى بلدانهم وانشغالهم بأعمالهم الخاصة فما رأيك؟

ليس صحيحا ولا أوافق على هذا الرأي، فكما نتبادل الخبرات والثقافات نتبادل أيضا العناوين والإيميلات والتلفونات لنظل على تواصل دائم، والتكنولوجيا سهّلت الكثير من الأمور، فعلى المستوى الشخصي أحرص على التواصل مع الشخصيات التي تعرفت عليها خلال المهرجانات، ومن ثم تكون هناك زيارات متبادلة في مهرجانات أخرى في دولهم، ومرحب بهم في تونس، فالمهرجان فرصة لخلق علاقات وبدايات للتعاون الفني بين مختلف الدول العربية.

< هل ستمدين جسور التواصل بين المسرح التونسي والكويتي في القادم من الأيام؟

- بالطبع، وأنا طموحة لتحقيق ذلك، خاصة أن الشخصيات الفنية الكويتية تعرفت عليها من خلال أعمالها في فترات طفولتي ومراهقتي؛ فالمسرح الخليجي كان يختزله بالنسبة لي المسرح الكويتي، فهو موجود في موروثي الثقافي بشكل قوي، ولذلك أعتبر هذا المهرجان فرصة لمد جسور التعاون بين المسرحين التونسي والكويتي، وسأسعى بكل جهدي لتحقيق ذلك.

< أخيرا هل تلقين لنا الضوء على مهرجان مراء للمسرح النسائي خاصة أنك قمت بتأسيسه وتتولين إدارته؟

- مهرجان مراء الدولي للمسرح النسائي هو احتفاء بالممثلة المسرحية العربية التي لا تهدف الى الشهرة أو المال، والتي تقدم حياتها للارتقاء بالمسرح العربي.

 
ثمَّن إبراز المهرجان للطاقات الشبابية
عبدالمحسن العمر: المسرح يشهد تطورًا رهيبًا من خلال المهرجان المسرحي

كتبت: فرح الشمالي

وجه الفنان الشاب عبدالمحسن العمر الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الجهة المنظمة لمهرجان الكويت المسرحي والذي أشاد به وقال عنه إنه يزداد انتشارا وازدهارا عاما بعد عام، وفي رأيي هو من أجمل وأهم المهرجانات الفنية في الكويت لأنه يبرز الطاقات الشبابية والإبداعات الفنية المسرحية، وأشاد بمبادرة السماح للقطاع الخاص بالمشاركة في هذا المهرجان، وأهمية المهرجان تكمن في مساعدة الشباب على تطوير مهاراتهم المسرحية وإبراز أعمالهم مما يحقق لهم الشهرة والانتشار والانطلاق لأعمال فنية مختلفة المسرحية والتلفزيونية وأيضا السينمائية والآن بعد إنشاء مسرح السالمية الجديد نشكرهم على عطائهم الدائم للساحة الفنية . وعن تجاربه في المسرح النوعي ذكر العمر أن المسرح النوعي حالة خاصة يظهر فيه الفنان كل طاقاته الفنية كونه موجها لفئة الكبار والمثقفين ويعطي فيه الفنان ولا يأخذ، فالفنان في المسرح النوعي يعمل بروفات لأكثر من ثلاثة أشهر ثم يعرض لمرة واحدة فقط، وهذا يدل على أن الفنان يعمل فيه برغبته ويشعر بمتعة في التمثيل على خشبة المسرح الجاد وتقديم فن صادق يسعى إلى إيصال رسالة معينة بفكر فلسفي عميق، أما بالنسبة إلى المسرح الجماهيري فهو له أهداف كثيرة منها الشهرة والربح المادي الذي يحرص عليه المنتج والممثل بالإضافة إلى القضية التي يهدف إلى طرحها.

ويرى أن هناك تنوعا واختلافا في الطرح المسرحي ومدى انعكاسه على قضايا المجتمع المحلي حيث قال: هذا يعتمد على الجهة نفسها سواء كانت خاصة أو حكومية، وكل من المنتج أو المخرج أو المؤلف له وجهة نظر خاصة ويسعى إلى إيصالها، ولكن في الأغلب هناك تنوع كبير في القضايا المطروحة في أعمالنا المسرحية في الكويت أو الوطن العربي وتكون قضية الساعة والتي تشغل الشارع العربي أو الخليجي والتي تكون في الأغلب قضايا سياسية أو اجتماعية، وأيضا هناك أعمال مسرحية تطرح قصة ليستمتع بها المتلقي كرؤية بصرية ويختار منها العبرة التي يحتاج إليها مثل قصة سندريلا أو أي من القصص والأساطير المعروفة. وتحدث العمر عن مسرحية البوشية وهي من أهم أعماله في المسرح النوعي والذي شاركت في عدة مهرجانات خليجية وعربية منها مهرجان صلالة في سلطنة عمان ومهرجان الأردن ومهرجان قرطاج في تونس فقال: بالنسبة لي أول عمل مسرحي استمتعت به فعلا كمسرح نوعي لدرجة أنني أتمنى إعادة عرضها، وألا نتوقف في عرضها وهي من بطولة الفنانة أحلام حسن والفنان عبدالله البدر وإخراج عبدالله العابر وعرض البوشية استطاع أن يترك بصمة كبيرة في الخليج والوطن العربي ويصل إلى قلوب الجماهير بجميع فئاته ولم ينحصر على فئة النخبة وجمهور المسرح النوعي، ومازلت إلى الآن أتلقى ردود الفعل والمطالبة بتسجيلها.

وعن آخر أعماله المسرحية كانت «مدينة البطاريق 2» والتي عرضت في عيد الفطر وعيد الأضحى وسيعاد عرضها في شهري يناير وفبراير، وذكر أنها ليست موجهة للأطفال فقط ولكنه مسرح عائلي تقدم فيه لوحات استعراضية ذات مضمون وأهداف اجتماعية وسياسية، رسالة يستقبلها المتلقي بطريقة غير مباشرة. وختم حديثه بأن المسرح بخير وأفضل من السابق ويحقق قفزة وتطورا رهيبا سواء من خلال المهرجانات المسرحية والتي بدأت تزداد في منطقتنا أو من خلال المسرحيات الجماهيرية التجارية وظهور جيل شبابي جديد طموح وجاد يجتهد في تطوير قدراته ومواهبه الفنية سواء بالتمثيل أو بعناصر المسرح الأخرى فقط ما نحتاجه هو دور عرض مناسبة متطورة آليا وتكنولوجيا.

Happy Wheels