مهرجانات وأنشطة

النشرة التاسعة


إضغط هنا لتحميل النشرة التاسعة

 

بدأ مسيرته الفنية أواخر الستينيات مع فرقة مسرح الخليج العربي
عبدالرحمن العقل.. رصيد كبير وناجح في مسرح الطفل

 

 

لعب بطولة عشرات الأعمال الموجهة للطفل مسرحياً ودرامياً
له مشاركة متميزة في «دبلجة» المسلسلات الكرتونية مع «الإنتاج البرامجي المشترك»                              
يعتبر الفنان عبدالرحمن العقل واحدا من أهم الفنانين في مسرح الطفل، وهو من أوائل الذين عملوا في هذا المسرح منذ أواخر العام 1977، وقدم العديد من الأعمال التي حققت الكثير من النجاح، كما أنه واحد من أبرز الذين شاركوا في المسلسلات التراثية، إلى جانب حضوره في العديد من الأعمال الدرامية المحلية والخليجية.
وكانت بداية مشاركة الفنان عبدالرحمن في الفن أواخر ستينيات القرن الماضي مع فرقة مسرح الخليج العربي حيث أدى أدوارا مختلفة في عدة مسرحيات منها «نعجة في المحكمة»، «يا غافلين»، و«بوحمدون المحطة»، كما قدم مع فرقة مسرح الخليج أيضا عدة أعمال، حيث برز في العديد من الأدوار مثل «متاعب صيف»، «الواوي»، «عزل السوق»، و«تنزيلات»، ومع مسرح الجزيرة قدم «لولاكي» بجزئيها، «الكرة مدورة»، «انتخبوا أم علي»، «لعيونك» وعددا من الأعمال الأخرى مع العديد من الفرق الخاصة.

مسرح الطفل
للفنان عبدالرحمن العقل رصيد كبير وناجح في أعمال الطفل ففي المسرح لعب دور البطولة في العديد من الأعمال ومن أعماله: «السندباد»، «النمر الوردي»، «أبطال السلاحف»، «روان والحرامية»، «البساط السحري»، «جسوم ومشيري»، «الزرزور»، «محاكمة علي بابا»، «فرسان بني هلال»، «رحلة ABCD» والعديد من المسرحيات التي عرضها في الكويت وبعض دول مجلس التعاون.
كما شارك العقل في عدد من المسلسلات التربوية مثل «إلى أبي وأمي مع التحية»، و«أبلة منيرة»، كما شارك في بعض الأعمال التراثية التي كان تلفزيون الكويت يقدمها خلال شهر رمضان منها «الغرباء»، «الإبريق المكسور»، «مدينة الرياح»، «المغامرون الثلاثة»، و«عبد الله البري والبحري».

المسلسلات الكرتونية
للفنان عبدالرحمن العقل مشاركات في دبلجة مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك للمسلسلات الكرتونية، ولعل أشهرها شخصية «عبسي» التي ظهرت في مسلسل «عدنان ولينا» والتي أبدع فيها رغم رفضه في البداية تأدية الشخصية، وأيضا شارك كضيف شرف في المسلسل الكرتوني «الرجل الحديدي»، كما أنه شارك في مسلسل الاطفال «صفر صفر واحد» في العام 1981 وبرنامج «افتح ياوطني أبوابك» في العام 1994 في إحدى الشخصيات الصوتية وكذلك في «برنامج سلامتك» الجزء الثالث عام 2000 والعديد من الأعمال الأخرى.
أما على صعيد المسلسلات الدرامية فللعقل أعمال كثيرة جدا، قدم من خلالها مختلف الشخصيات وشارك في بطولتها مع معظم النجوم.


قدمتها فرقة «كارمن» التونسية
«بائعة الكبريت».. الأحلام لا تموت
نص من التراث العالمي اعتمد على الإبهار في الازياء والبساطة في الديكور

كتب: عبدالمحسن الشمري

أمتعت فرقة كارمن التونسية جمهور الدورة الرابعة من المهرجان العربي لمسرح الطفل في عرضها الذي قدمته مساء أول من أمس على مسرح الدسمة بحضور الأمين العام المساعد في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لقطاع الفنون د.بدر الدويش وقدمت الفرقة التونسية عرضا بعنوان «بائعة الكبريت» والذي يتكئ في أحداثه الرئيسية على القصة التراثية الشهيرة التي تتحدث عن فتاة فقيرة تقوم ببيع الكبريت من أجل مساعدة أسرتها خصوصا أمها المريضة، سعيا منها لتوفير لقمة العيش وتوفير الدواء لوالدتها.

حكاية مسرحية
بدأ العرض المسرحي بلوحة تتحدث عن عدد من الأطفال الذين ينتهزون ليلة رأس السنة لبيع بعض الأشياء مثل الورود والأقلام والحلوى وغيرها، لكن لا أحد يشتري منهم شيئا، فيشعرون بأن أحلامهم قد ضاعت شيئا فشيئا، ويندبون حظهم العثر في تلك الليلة الباردة.
وفيما هم على تلك الحال يفاجأون بفتاة صغيرة تأتي من إحدى الجهات ويستغربون لأنها تريد بيع أعواد الثقاب، وفيما يقدم أبطال المسرحية النصح لجمهور الصالة حول الضرر الذي قد تسببه أعواد الكبريت، تنتقل المسرحية إلى مشهد الأم وابنتها أماني في منزلهما في تلك الليلة، وبين إصرار الفتاة على الخروج لبيع أعواد الكبريت ورفض الأم خوفا على ابنتها، تخرج الفتاة الصغيرة إلى الخارج وهي تحمل صندوقها المليء بأعواد الثقاب (الكبريت).
ربما يكون المشهد فوق إدراك الأطفال لكنه بالتأكيد موجه لمن هم في سن المراهقة وما فوق، لذا ربما كان جمهور الصالة من الأطفال الصغار غير مدرك للمشهد ولم تصل إليه الفكرة الأساسية منه.

الأحلام والأماني

في المشهد التالي تنتقل المسرحية إلى التركيز على الظروف التي تعيشها الفتاة أماني في الشوارع الخالية من المارة، خصوصا أن الثلج يسقط بغزارة، فلا أحد يشتري ولا أحد يأتي ولا أحد هنا، وبعد أن تدخل الفتاة أماني في حوار مع إحدى السيدات التي ترى أن أطفال الشوارع مجرمون ولصوص ولا مكان لهم في هذه المدينة الجميلة، تصرخ أماني أنها ابنة هذه المدينة، ثم تغفو قليلا لتتراءى لها الأحلام.
بداية يتراءى لها الديك الرومي، ثم تتراءى لها جدتها التي رحلت منذ زمن، وفي حوار جميل وشاعري تطلب الجدة من أماني أن تأتي إليها لتشعر بالسعادة والأمان وتهرب من واقعها المرير، ويقدم المخرج صورة جمالية في مشهد رائع أكد فيه قدرته الفائقة على التعاطي مع المشهد، وفهم ما تحتويه اللوحة الجميلة.

رؤية فنية
وفيما تصل المسرحية إلى نهايتها يعود المشهد مرة أخرى للأطفال وهم مجتمعون حول فتاة الكبريت معتقدين أنها انتقلت إلى جوار ربها نتيجة الثلج والبرد القارس في تلك الليلة، تصحو أماني لتقول كلمة مهمة تلخص فيها ما تريده المسرحية فتصرخ فيهم «الأحلام لا تموت... الأحلام لا تموت» رافضة الرؤية المفترضة للعرض المسرحي وملخصة ما يريد أن يقوله العرض الذي يطالب الأطفال بالبسمة وزرع الأمل والسعي لتحقيق الأحلام رافضا كل الأمور السلبية، ورافضا الضعف، ومؤكدا على حق الإنسان خاصة الأطفال في البحث عن الأمل والتعلق به وعدم التراجع مهما كانت الظروف.
مسرحية «بائعة الكبريت» مستمدة من التراث العالمي، وهي من إعداد وإخراج حاتم المرعوب الذي اعتمد على الإبهار في الأزياء، كما أنه اعتمد على البساطة في التعامل مع الديكور، ونجحت السينوغرافيا في إضفاء لمسة فنية وإبهار على العرض، إلى جانب الإكسسوارات واستخدم أبطال العرض لتحريكها في كل مشهد، وهي خطوة مهمة ومتطورة.
شارك في بطولة المسرحية كل من: ريم هميسي، يسرى بن علي، فاتن الشرودي، حسان الحناشي، جاسم الكنزاري، أما كلمات الأغاني فهي من تأليف محمد الناصر المولهي، والموسيقى لعادل بو علاق، سينوغرافيا وليد البريني.

 


مخرج العرض التونسي ثمّن الزخم المسرحي في الكويت

حاتم المرعوب: لا بد أن نتعلم من أطفالنا
ويجب أن نبتعد عن الخطاب السلطوي

حاتم مرعوب

جاسم الكنزاري:

مسرح الطفل يساهم في تقارب الثقافات بين الشعوب العربية

فاتن الشرودي أشادت بالتنوع
في عروض وفعاليات المهرجان

كتب: محمد جمعة
حظي العرض التونسي «بائعة الكبريت» بإشادة كبيرة من الجمهور الغفير الذي غص به مسرح الدسمة، وعقب انتهاء العرض كانت لنا هذه اللقاءات مع أبطال المسرحية.
في البداية، ثمن المخرج التونسي حاتم المرعوب مشاركته الثانية في المهرجان العربي لمسرح الطفل، وقال إن عرض «بائعة الكبريت» يأتي انطلاقا من الوضع العام الذي تعيشه الدول العربية على خلفية الثورات العربية والإشكالية الكبرى التي تعاني منها دول عدة وهي أطفال الشوارع، وأضاف «يجب أن نضع هذه الشريحة بعين الاعتبار لأننا إذا لم نضع لها حلولا فستكون مصدر إرهاب وخوف لنا، لذا لا بد أن نجد لها حلا، وانطلاقا من هذه الثيمة كان لا بد أن نجد نصا من الأدب العالمي نقدم من خلاله تلك الفكرة فكانت مسرحية «بائعة الكبريت» لأندرسون ولكن النص الأصلي تراجيدي يبعث على الحزن ويثير في النفس شجونا عدة، لذلك عندما تصديت لصياغة العمل وإعداده حرصت على أن يقدم بصورة مختلفة».
وتابع المرعوب: في هذا العمل ثنايا أخرى لبث الأمل والسرور، فكانت أحلام «بائعة الكبريت» تحض على الطموح والرغبة في إثبات الذات أملا في غد أفضل رغم ما تعيشه من ظروف صعبة، لذا فإن «بائعة الكبريت» في النص الأصلي عندما ماتت لم يكن بسبب ظروفها الحياتية وإنما لانسداد الأفق وضياع الأمل، وهذا ما لا نريده لأبنائنا في الوطن العربي إنما نتطلع لأن نترك لهم أبواب الأمل مشرعة على آخرها لينظروا عبرها إلى مستقبل أفضل، أردنا أن نجعل لنا غدا أفضل وأفقا جديدا رافضا لكل معاني الانكسار والحزن واليأس.

جيل التحرر

واستطرد المرعوب «نتطلع إلى بناء جيل قادر على التحرر من قيود الظلام ولديه الأمل والرغبة في الإبداع ورسم كينونته بالفن والمسرح والموسيقى، نحن أملنا كبير في هذه الطفولة التي سنحاول دائما نحن كمبدعين أن نرعاها ونقدم لها البديل والإشعاع والطريق والسبيل نحو جيل يعي معاني الإنسانية.
وحول انطباعه تجاه الدورة الرابعة من المهرجان العربي لمسرح الطفل، قال المخرج التونسي: أعتقد أن هذا المهرجان مكسب كبير للوطن العربي لأن حضور هذه الفعالية يتيح لنا اللقاء والبحث والنقاش والحوار والجدل لأنه لا وجود لمهرجان قادر على رسم هذه الملامح الجديدة لطفولة عربية قادرة على أن تؤسس لطفولتها وكينونتها.
وشدد المرعوب على أن كل عرض يعتبر إضافة وتجربة ومقترحا جماليا وفكرة، وقال: أنا أميل بطبعي إلى الممثل والبساطة وبشكل عام العروض كانت جيدة وفيها مجهود كبير جدا.

الخطاب السلطوي
وقال إنه يؤمن بضرورة أن نتعلم من أطفالنا، وأضاف: هذه المقولة التي أؤمن بها وهذا هو المنهج الذي أتبعه في الحياة. يجب ألا أن نقدم خطابا سلطويا للأطفال وإنما نتعلم منه، ونعرف ذائقتهم الجمالية حتى نتمكن من أن نرعاهم.
وعن رؤيته لمسرح الطفل في تونس قال: لا شك أن مسرح الطفل التونسي متطور من ناحية الحضور الجماهيري والمهرجانات المتنوعة، لكن دائما نسعى نحو البعد العربي، وأتمنى أن يشهد المهرجان العربي لمسرح الطفل العام المقبل مشاركات من دول عدة.

تنوع المهرجان
من جانبها، قالت فاتن الشرودي إحدى بطلات العمل: جسدت شخصيات عدة من بينها طفلة صغيرة تبيع الورد ثم تقمصت إحدى شخصيات المارة ثم المرأة البرجوازية الشريرة التي رفضت أن تساعد في شراء الكبريت.
وأشادت فاتن بالتنوع الذي شهده المهرجان من ناحية القوالب المسرحية التي قدمت للطفل ومن دول عربية أخرى واعتبرت أن المهرجان فرصة جيدة للقاء العربي واكتساب الخبرات من مدارس مسرحية أخرى.
أما الفنان جاسم الكنزاري فقال انه خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بتونس وجسد شخصية بوبا قائد المجموعة، لافتا إلى أهمية أن يتضمن مسرح الطفل أفكارا وأهدافا تساعد في بناء شخصية الطفل وتقدم له المعلومة والنصيحة، معتبرا المشاركة في المهرجان العربي لمسرح الطفل إضافة كبيرة وفرصة لاكتساب خبرة والتعرف على تجارب المسرحيين العرب. والأمر نفسه وافقه عليه الفنان حسان الحناشي الذي أشاد بالزخم الذي يشهده المهرجان ونوعية العروض التي تم اختيارها ومن دول عربية عدة ما يساهم في تقارب الثقافات بين الشعوب العربية.

 


التغطية مستمرة لاستطلاع آراء الشريحة الأهم في مسرح الطفل

الأطفال: استفدنا واستمتعنا بالعروض المتنوعة في المهرجان

 

هاشم إسماعيل: كل شيء
في المهرجان حلو وأتمنى
أن يستمر طوال العام

شهد: المهرجان جميل وأحرص يومياً على الحضور لمتابعة أنشطته

حيدر علي: استفدت من الدروس والنصائح الموجودة في المسرحيات
عباس علي: أعجبتني العروض كلها وخاصة «مدينة الألوان»

أحمد أمير: استمتعت بحضور المسرحيات مع أسرتي
كتب: عبدالحميد الخطيب
عبر عدد من الأطفال عن سعادتهم بالأنشطة المتنوعة التي تقدم في الدورة الرابعة للمهرجان العربي لمسرح الطفل، حيث أكدوا أنهم استفادوا من العروض المتنوعة وقضوا أوقاتا ممتعة في جنبات مسرح الدسمة.
في البداية، قالت الطفلة شهد: استمتعت بمسرحية «مدينة الألوان» وأعجبتني قصتها جدا، وتعلمت منها أننا يجب أن نحارب الجهل بالمعرفة وأن نطيع الوالدين لأن في هذا مصلحتنا.
وتابعت: المهرجان جميل وأحرص يوميا على الحضور لمتابعة أنشطته وأتمنى أن يستمر.
ويهدف المهرجان العربي للطفل إلى تحقيق أكبر استفادة للأطفال، وأسهمت أنشطته في إدخال الفرحة والبسمة على الأطفال، مع تقديم عروض تحمل قيم الخير والمحبة والتسامح والسلام والصداقة والتعاون بين الشعوب.

 

الأراجوز ممتع
من جانبه، قال الطفل هاشم إسماعيل: كل شيء في المهرجان حلو، العرائس جميلة، الأراجوز ممتع، خيال الظل مميز، المسرحيات مفيدة، أنا سعيد وأحب المسرح وأعجبتني جميع العروض، مشيرا إلى أنه حريص على الحضور برفقة أسرته للاستمتاع بالأنشطة المختلفة، ومتمنيا أن يستمر المهرجان طوال العام.
ووافقه الرأي الطفل حيدر علي الذي قال: أنا أيضا سعيد بالمسرحيات، ففيها موسيقى وإضاءة وإبهار كبير، بالإضافة إلى أنني استفدت من الدروس والنصائح، لافتا إلى أنه تابع جميع المسرحيات وأعجبته مسرحيتا «مدينة الألوان» و«رحلة شوق وحمود».
ويعتبر المهرجان فرصة حقيقية، لتبادل الخبرات بين المسرحيين المهتمين بالطفل، وأصبح حدثا فنيا يلتقي فيه المبدعون والفنانون من الخليج والوطن العربي، ليقدموا أعمالا راقية تثري الساحة المسرحية.

عروض العرائس
وتنتعش الدورة الرابعة بأنشطة متنوعة جذبت الأطفال وجعلتهم أكثر حرصا على الحضور يوميا إلى مقر المهرجان بمسرح الدسمة، ليشاهدوا عروض العرائس والأراجوز والمسرحيات المختلفة.
وفي هذا الصدد، قال الطفل عباس علي: أعجبتني العروض كلها، خصوصا «مدينة الألوان»، لقد انتصر الخير على الشر، فلا بد أن نستمع لوالدينا وأن نطيعهما لأنهما يعلمان الصواب من الخطأ.
ويؤدي المهرجان العربي لمسرح الطفل دورا حيويا في إثراء الساحة الخليجية والعربية بأفضل الأعمال المسرحية الموجهة إلى الطفل، ويتنامى دوره من عام إلى آخر، حيث استطاع أن يحتل موقعا متميزا بين المهرجانات الدولية التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبرز من خلاله وجه الكويت الحضاري.


زوايا المسرح
الدعوة إلى «استدامة
لمسرح الطفل العربي»

عبدالستار ناجي
صحافي وناقد فني                                                        
نفرح حينما ينطلق مهرجان هنا أو يتواصل مهرجان هناك خاص بمسرح الطفل العربي على وجه الخصوص. ولكن ما يظل يعنينا أكثر من أي شيء آخر هو تحويل مسرح الطفل إلى صناعة حقيقية ذات مواصفات ومعايير على صعيد الشكل والمضمون.
نحترم الجهود المبذولة وما يقدم من دعم ورعاية سواء على الصعيد الرسمي أو الخاص في تحقيق حراك كهذا ونتاجات كهذه تحاول ان تجد طريقها إلى الطفل في العالم العربي وسط هجمة مسعورة للنتاجات المستوردة والخالية من الفكر والإبداع.
إن الحاجة الى إرساء اسس حقيقية لصناعة المسرح في العالم العربي تظل منقوصة ليس على صعيد مسرح الطفل بل على مستوى مسرح الكبار، حيث بات الاهتمام بالمسرح مقتصرا على بعض المهرجانات أو المواسم المتمثلة بالأعياد والعطل.
والمسرح في حقيقة الأمر هو فعل ابداعي يتواصل على مدار العام. ولأننا بصدد الحديث عن مسرح الطفل فإنني اشير هنا الى تجربة غاية في الأهمية، انطلقت من خلال مهرجان نانتير فى فرنسا والذي بادر الى تبني فكرة اطلقها المسرحي والمخرج الراحل باتريك شيرو حينما دعا الى تأسيس منهجية عمل تعمل على «استدامة مسرح الطفل» في فرنسا. في البداية كانت ردود الأفعال باهتة وهامشية، وسرعان ما راحت الفكرة تتطور حينما تبنت وزارة التعليم الفرنسية الفكرة وخصصت ميزانية لدعم المشروع، وتبنت عدة محافظات فرنسية الأمر وخصصت هي الأخرى ميزانيات ومنحت حوافز من بينها صالات العرض والتفرغ والمكافآت للكوادر العاملة.
بعد عامين من تلك المبادرة باتت عروض مسرح الطفل عامرة بأهم الوجوه والأسماء ومن بينهم ميشيل بيكولي ودانييل اوتيل وكم آخر من النجوم والأسماء، كما ان تلك العروض راحت تجوب أنحاء فرنسا ضمن موسم مبرمج ومجدول وبأجور رمزية جدا يذهب ريعها لدعم المشروع والطلبة الذين يحتاجون إلى دعم في التحصيل الدراسي «دروس إضافية».
اليوم حينما نشير الى المسرح الفرنسي فإن لمسرح الطفل عروضه التي لا تتوقف على مدار العام بالإضافة إلى كم من المهرجانات لا تقتصر على المدن الكبرى بل تشمل حتى الضواحي الفقيرة منها.
ما أحوجنا الى المبادرات البناءة المقرونة بالعمل وقبل كل هذا وذاك الانتماء إلى الحرفة بكل مضامينها وأبعادها .. وقد يأتي اليوم الذى نقول فيه إن لدينا حالة من الاستدامة لمسرح الطفل فهو بوابة الثقافة ونافذة العلم وفضاء الإبداع ...
وعلى المحبة نلتقي.

 

المستشار الثقافي المصري يتحدث عن المشاركة المصرية في المهرجان

التعاون الثقافي الفني بين مصر و نبيل بهجت: مسرح الطفل تأكيد
على الهوية العربية لدى أجيال المستقبل



كتب: محبوب العبدالله
أكد المستشار الثقافي في سفارة جمهورية مصر العربية لدى الكويت د. نبيل بهجت على أهمية العلاقات الثقافية والفنية والتربوية القائمة بين البلدين الشقيقين جمهورية مصر العربية ودولة الكويت والتي تمتد لسنوات عديدة مضت، و تأكدت أهميتها من خلال تفعيل التعاون الثقافي والفني والتربوي بين البلدين الشقيقين.
وأكد د. بهجت أن الاتفاقية الثقافية الموقعة بين مصر والكويت تتضمن عدة محاور عامة، وان قدرة المحرك الثقافي وقدرة المسؤولين في البلدين واهتمامهم هي التي تستطيع أن تحرك وتنفذ بنود الاتفاقية، وإن دولة الكويت فيها مسؤولون في هذا الجانب لديهم وعي وإدراك واهتمام ورؤية مخلصة لتفعيل بنود هذه الاتفاقية لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الشقيقين في سبيل تحقيق ما هو مرجو منها.
وأضاف: بهذه المناسبة أشكر المسؤولين الكويتيين وخصوصا في الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تعاونهم وتجاوبهم دائما وتبنيهم إقامة النشاطات الثقافية و الفنية على مدار العام في البلدين وفي كل المناسبات.

الهوية العربية
وتابع المستشار الثقافي: إن استمرار إقامة المهرجان العربي لمسرح الطفل من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كل عام، ونحن هذا العام في الدورة الرابعة، يؤكد على قناعة المسؤولين بأهمية هذا المهرجان ودوره المستقبلي في بناء المستقبل في الوطن العربي، لأن الاهتمام بالطفل هو اهتمام بالمستقبل، وفي الوقت نفسه اهتمام وتأكيد للهوية العربية لدى أجيال المستقبل وترسيخ للهـــوية والثــقافة العربيــة لديهـم، وإننـي أثمّـــن دور الكويت الحبيبة المتميز في دعم الثقافة العربية في هذا المجال وعدة مجالات أخرى.

المشاركة المصرية
وزاد د. بهجت: مثل هذه المهرجانات التي تقيمها الكويت هي ملتقى للمبدعين والمثقفين والفنانين العرب من جميع البلدان يفيدوا بخبراتهم وثقافتهم كل المتابعين والمشاركين في مثل هذه المهرجانات، كما انني سعيد بمشاركة مسرح القاهرة للعرائس في دورة المهرجان هذا العام، وهو واحد من أهم المسارح المتخصصة في الوطن العربي ومن أقدم المسارح الخاصة بفن العرائس في الوطن العربي، وقد أمتعونا بالعرض المسرحي الذي قدموه «بحيرة البجع» وهو محاولة منهم لتعريب هذه المسرحية من التراث العالمي من خلال رؤية مصرية، وإنني دائما أقول أن الكويت تراهن على مستقبل هذا الوطن من خلال هذا الجيل الذي سيبني مستقبله من خلال المفهوم الثقافي، وهذا واضح منذ البداية التي أسست وأطلقت مجلة «العربي» في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي وما أعقبها من مطبوعات ثقافية لوزارة الإعلام وإصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهذه المبادرة لتبني وإقامة المهرجان العربي لمسرح الطفل سنويا هي ضمان وتأسيس لهوية هذا الطفل ومستقبله.
وتابع: في هذا العام شاركت فرقة الإنشاد الديني التابعة لقصور الثقافة بوزارة الثقافة إلى جانب مشاركة فرقة موسيقية من أكاديمية الفنون وأسابيع ثقافية مختلفة، وهذا يؤكد مدى القرب بين البلدين الشقيقين، ومدى حضور التعاون الفعلي بين مثقفي البلدين، خصوصا مع احتفالية الكويت هذا العام كعاصمة للثقافة الإسلامية، والجهد المبذول من المسؤولين لتنفيذ عدة فعاليات وبرامج بهذه المناسبة، وقد شاركت مصر في هذه المناسبة بأسبوع ثقافي تحت عنوان «الفنون الإسلامية إبداع متجدد» ولقينا كل الدعم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمسؤولين فيه، الذين أتقدم لهم بالشكر الجزيل و التقدير.

Happy Wheels