النشرة التاسعة


إضغط هنا لتحميل النشرة التاسعة

قدمتها فرقة مسرح الشباب

«الجندول».. عرض جماهيري ولكن

الحملي أعد مسرحية «القرعة»
وحولها إلى عرض يلبس العباءة المحلية

 

كتب: عبدالمحسن الشمري
تحرص فرقة مسرح الشباب التابعة للهيئة العامة للشباب والرياضة على المشاركة في مختلف الأنشطة والفعاليات والمهرجانات التي تقام بالكويت بهدف تقديم العناصر الشابة والكشف عن مواهبها في مختلف مجالات الابداع، ومنذ أن نجحت الفرقة في الحصول على جائزة الابداع الكبرى في مهرجان الكويت المسرحي قبل سنوات عن مسرحيتها «الفيل» التي أخرجها جابر المحمدي وهي تواصل مشاركاتها في فقرات المهرجان المختلفة وقد حصلت على العديد من الجوائز بعد ذلك.

نص مسرحي
تصدى الفنان المخرج محمد الحملي لنص «القرعة» لبيرير فيراري وروبير بيك وحولها لنص بعنوان «الجندول» لكنه لم يأخذ من النص الاصلي سوى الفكرة الرئيسة، ففي «الجندول» نحن امام عرض يبدأ بعاصفة شديدة يتعرض لها مكان ما دون تحديده، وتخلف العاصفة الكثير من الدمار خاصة ضياع مجموعة من الشباب الذين يختفون ولا نعلم عن مصيرهم شيء وبعد ذلك نكتشف ان هؤلاء الثلاثة موجودون في إحدى مناطق البحر ولم تصل لهم يد الإنقاذ ونكتشف انه قد مضى على وجودهم اكثر من 17 يوما دون ان تتمكن فرق الانقاذ من الوصول اليهم، ومن خلال وجودهم على المركب الذي اطلق عليهم صاحبه اسم «الجندول» يكشف هؤلاء الثلاثة عن الأزمة التي يعيشونها والمعاناة التي يتعرضون لها في وجودهم هذا بعيدا عن شاطئ الأمان.
وقد قام المخرج الحملي وهو المعد في نفس الوقت بمحاولة اضفاء نوع من الكوميديا على النص المسرحي خاصة بوجود الممثل عبدالله الخضر الذي يتمتع بقدرة فائقة على خلق المواقف الكوميدية وقد استغل الحملي ذلك في تقديم وجبة من الاضحاك التي يتمتع بها عادة مسرح الحملي وجمهوره العريض الذي يقبل على مثل هذه الأعمال.
رؤية إخراجية
لاشك ان محمد الحملي صاحب رؤية اخراجية تعتمد على الابهار وتقديم صورة بصرية، وفي هذا العرض استغل المخرج ضعف النص الذي أعده وخلوه من بعض القضايا وتحوله إلى الكوميديا في تقديم رؤيه بصرية بدأت منذ المشهد الاول للعرض المسرحي، وقد استغل الخشبة خير استغلال خاصة في الخلفية، كما ان وجود الجندول وتحريكه على خشبة المسرح من اهم عناصر الجذب في العرض وقد استفاد المخرج ايضا من الاضاءة كما استفاد من الحضور القوي للممثل عبدالله الخضر.
اعتمد العرض المسرحي على وجود اكثر من فرقة استعراض على خشبة المسرح وهذا امر يحرص عليه الحملي في معظم اعماله المسرحية الجماهيرية.
نحن امام عرض مسرحي قدم ضمن مسابقة مهرجان الكويت السادس عشر للمسرح ولكنه بمواصفات جماهيرية ربما هذا ما يعاب عليه لان للمهرجانات خصوصية ولها نوعية معينة من الاعمال التي تقدم ولابد من ان تعمل فرقة مسرح الشباب على تقديم اعمال شبابية في المستقبل تعتمد على قراءات ورؤى تقدم من خلالها افكار وهموم واقع الشباب وقضاياهم.
فريق العمل:

إعداد: محمد الحملي                                                                                     
تمثيل: عبدالله الخضر، حسين المهنا، سعد العوض
بمشاركة فرقة باك ستيج للفنون المسرحية وفرقة مسرح الحملي
الموسيقى والمؤثرات: عبدالعزيز القديري
أزياء: رابعة اليوسف
مكياج: عبدالعزيز الجريب
الديكور والتقنيات: جاسم الحملي، عبدالعزيز بوصخر، عبدالله الحملي، عبدالرحمن الحميدي


خلال الندوة التطبيقية للعرض الذي قدمه مسرح الشباب

«الجندول» يغرق في «موجة نقدية»

يوسف الحمدان: هذا العرض أهدر قيمة المسرح وأضاع هويته

محمد الحملي: أشتغل على التجريب المسرحي وهذه وظيفتي كفنان

كتب: عماد جمعة              
تتواصل فعاليات مهرجان المسرح الكويتي في دورته السادسة عشرة، حيث شهدت قاعة الندوات الندوة التطبيقية لمسرحية «الجندول» لفرقة مسرح الشباب المسرحية داخل المسابقة الرسمية، وهي مأخوذة عن مسرحية القلعة، تأليف بييرفيراري وروبير بيك، ومن إخراج محمد الحملي. حضر الندوة جمهور كثيف يتقدمهم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، ومدير المهرجان صالح الحمر، والفنان أحمد ايراج ونخبة مميزة من الفنانين والنقاد والمسرحيين العرب. أدارت الندوة أمل الدباس، وشارك فيها المخرج محمد الحملي، وكان المعقب الرئيسي الكاتب والمسرحي يوسف الحمدان.

استباحة كرامة المسرح
في البداية تحدث المعقب الرئيسي يوسف الحمدان معربا عن أسفه لما رآه من مستوى فنى لا يليق بفرقة مسرح الشباب العريقة، والتي قدمت أعمالا متميزة وحصدت العديد من الجوائز في دورات المهرجان المختلفة، وكذلك محمد الحملي وما قدمه من أعمال كان لها الأثر الطيب، وحقق أيضا العديد من الجوائز، وأرجو أن يعذروني فيما أقول؛ لأن ما حدث هو استباحة لكرامة المسرح أولا لم أتخيل أن يكون هذا المسرح بهذه الصورة التي وجدتها عليه اليوم؛ فالمسرح ليس عبثا بهذه الطريقة التي قُدمت بها المسرحية... ارتجال وفوضى وكلام لا أول له ولا آخر، نرى الممثلين في حالة ثرثرة بكل ما تعنيه الكلمة، أدنى أهمية وحضورا من ثرثرة الواقع، حتى الواقع إذا وجدنا أحيانا بعض البشر يثرثرون ويتحدثون ربما نجد شيئا من البلاغة في بعض الكلمات تنتمى إلى جمالية معينة في الكلام، لكن على المسرح، وبهذه الطريقة والأسلوب، وكل ما عن لنا نقوله على خشبة المسرح، فالمسرح هُدرت كرامته من الدرجة الأولى، حتى قتل الإنسان أصبح نكتة نضحك عليها ولا عزاء للشهداء، وبدلا من أن يأخذنا القتل إلى مناطق جديدة أو معالجة مختلفة تظهر لنا بشاعة هذا القتل.
ويضيف الناقد يوسف الحمدان: أنا أرى أحواضا كثيرة وفنارا واستهلالية لا أعرف مبررها، وأقول للشباب الذين قاموا بأداء الأدوار، في هذا العمل، إن المسرح هويتنا، المسرح الذى تعلمناه من صقر الرشود، النصوص القوية التي كتبوها وركزت على هوية الخليج، خليج الخير، فكانت هناك رؤية وفكر ووعي علينا تذكر ذلك لنتعلم لكننا في هذا العرض قضينا على آخر رمق لهوية المسرح.
ويقول الحمدان إن المؤلفين لا علاقة لهما على الاطلاق بالنص الذي قُدِّم اليوم على خشبة المسرح، وتصور شخصيات اقرب الى الوهم، كنت أتخيل فضاء آخر، معالجة التيه والانتظار والصراع النفسي، أمور كثيرة كان يمكن من خلال النص الولوج إلى عالمها... الضياع، البحث عن المخلص، هذا التيه مرهق فعلا ويجعلنا أمام تصور أقرب إلى السراب، وشخصيات أقرب إلى الوهم، والحقيقة في خضم هذا التيه شبه مغيبة وملتبسة... كنت اتمنى أن أشاهد رؤية المعد ومخرج العرض، ولا ألوم الممثلين، فهم أداوات وعناصر وظفها المخرج حتى تغيير العنوان في حد ذاته مسؤولية، فالقرعة تعني المصير والرهان الصعب، فيما الجندول يعني التائه، هذا النوع من المسرحيات تناوله كثيرون مثل «في انتظار جودو» لصمويل بيكيت، و«الظلمة» لجورج هالاواي، و«متاهة الفنار» أو مشهد مهم في مسرحية «العاصفة» لشكسبير... المسرح لا نزايد عليه فهو يختبر فكرك وإمكاناتك، منطقة لتحدي صعب المسرح ممثل، فمن هو الممثل الذي يقف على خشبة المسرح، هذه الخشبة المقدسة، سواء كانت في العلبة الايطالية أو فضاء مفتوحا أو فضاء جاليريا.
ويستطرد الناقد والمسرحي يوسف الحمدان مؤكدا أنه لم يجد مساحة للحوار في هذا العرض، حتى القارب أصبح لا دلالة له، فأصبح يتحرك كيفما يشاء، ونحن عندما نتحدث عن البحر فإننا نتحدث عن قدرية صعبة، فكان من الممكن إبراز الأمواج والضياع من دون هذا التقسيم؛ فتقسيم مستويات لا أهمية لها ولم تضف شيئا، اللغة المسرحية مبتذلة جدا، وليعذرني الشباب... لغة هابطة للأسف وأتمنى ألا يلجأ الشباب إلى هذه اللغة لأنهم طاقة وثروة كما قال صاحب السمو، هم ثروة التنمية، فهل هذا العرض يتصل بثروة للوطن، ويؤكد أن الشباب هم مصدر التنمية في المستقبل، فعلينا البحث عن العروض التي تؤجج طاقتنا وتنمي أوطاننا.

المداخلات
اختلفت المداخلات بين مؤيد ومعارض ومتحفظ عن العرض الذي قدمه الحملي، وأثار الجدل في هذه الامسية من ليالي المهرجان.
فتحدث الفنان ابراهيم الشيخلي قائلا: بعيدا عن أي شيء خاص بالعرض أحيي الفنانين الذين مكثوا في المياه فترة طويلة، فهو جهد مشكور لا بد أن نحييهم عليه مهما اختلفنا او اتفقنا مع العرض.
أما الفنان إبراهيم بوطيبان فوجه الشكر لفريق العمل على ما بذلوه من جهد طيب، مؤكدا أنه رغم الهجوم على العرض فإنه يود النظر الى الجانب الايجابي، وفيه نوع من التجريب المسرحي، وقدم لنا شيئا مغايرا، وهذا يحسب للحملي وفريق عمله.
وإذا كانت معظم المداخلات دارت في اطار الهجوم على العرض وتسجيل الملاحظات السلبية فإن رد المخرج محمد الحملي جاء مؤكدا أنه لن يتراجع عن التجريب في المسرح، فليس بالضرورة أن يقدم مسرحا تقليديا داخل العلبة الايطالية، كما هو متعارف عليه، أو يخشى الهجوم إذا ما حاول كسر هذه التقليدية، مؤكدا أنه سيظل يجرب في المسرح لإيمانه الشديد بأن هذه هي وظيفة الفنان؛ لكن في الوقت ذاته عندما أخطئ قادر على الاعتراف بالخطأ وتصويبه لكن لا غنى لنا عن التجريب المسرحي.

 

عبر عن سعادته لمشاركته
في مهرجان الكويت المسرحي

إياد الشنطاوي: المسرح الكويتي من المسارح الرائدة في الوطن العربي

الحركة المسرحية الأردنية في تطور مستمر نحو الأفضل

كتبت فرح الشمالي
عبر الفنان والمخرج الأردني إياد الشنطاوي عن سعادته لمشاركته في مهرجان الكويت المسرحي، وقال: مستمتع جدا بالتواجد في عروض مهرجان الكويت المسرحي الـ ١٦، وأنا متابع للدورات السابقة لهذا المهرجان، وأود لو كنت مشاركا فيه كمخرج لعمل مسرحي مع فريق العمل الخاص بمسرحيتي التي تعرض حاليا اسمها «حرير آدم» والتي تتناول قضية العنف ضد المرأة.
وأكد الشنطاوي لــ«نشرة المهرجان» أن للمهرجانات المسرحية دورا كبيرا في توعية المخرجين والممثلين وكل العناصر العاملة في المسرح من خلال مشاركتهم، والاطلاع على تجارب الآخرين والخبرات المتراكمة من المشاركات العربية والأوروبية يساعد بالتأكيد على اتساع الإدراك ويكسب أفكارا جديدة تضاف إلى العمل، ومن المهم انخراط الشباب في مهرجانات المسرح الجاد خاصة لما فيه من فعاليات وحلقات ثقافية متبادلة، وقال: لذا أنا أتمنى من منظمي مهرجان المسرح في الكويت ألا يقتصر على المسرح المحلي، ويفتح المجال لمشاركة العروض العربية، ومن المهم تحقيق التفاعل في الحركة المسرحية من خلال منافسة العروض الكويتية مع العروض العربية لتخلق روح الإبداع عند المسرحيين.

عروض قوية
وأشاد الشنطاوي بالمسرح الكويتي باعتباره من المسارح البارزة والرائدة في الوطن العربي من خلال مشاركات الفرق المسرحية الكويتية في المهرجانات العربية وتقديمهم عروضا قوية وناجحة، ويشهد له بالتطور الملحوظ في سنواته الأخيرة لمجموعة من الفنانين والمخرجين الشباب قدموا المسرح الكويتي بمستوى رائع ومشرف وخطوات ثابتة وجديدة وواضحة على مستوى الوطن العربي.
ويرى الشنطاوي أن المسرح العربي نوعا ما متقارب من حيث القضايا. وقال: في الوطن العربي بشكل عام هناك نقص في النصوص المسرحية التي تتضمن القضايا العربية وبشكل درامي، وعلى الرغم من وجود عدد لا بأس به من مؤلفين لديهم خطوط واضحة وتصور جميل للفكرة، ولكن نصطدم أن العمل يحمل سرديات عالية جدا هنا يبدأ دور المخرج في إعادة صياغتها دراميا حتى تتناسب مع الأوضاع المحيطة في المنطقة وهنا ترى النص من رؤية المخرج وليست رؤية الكاتب، والجميل في المسرح هو الاختزال والرسالة البسيطة. نقدمها بشكل مبدع وجميل من أجل تحقيق غاية المتعة، والمسرح الحديث يعتمد على البساطة وأحيانا نجد العرض خاليا تماما من قطع الديكور والإكسسوارات ولكن يقدم رسالة هادفة ومهمة، وهذا يعتمد على دور الممثلين وتقنية الإضاءة أحيانا، ولكن يبقى أن هناك عددا من الكتاب الموجودين حاليا كثير منهم تسرقه الكلمة ويكتب بإسهاب ويقدمون نصوصا ذات أفكار جميلة ولكن كيف تصاغ هذه الأفكار وتوضع على خشبة المسرح.
وتابع الشنطاوي: في الوطن العربي هناك افتقار إلى الدراسة الأكاديمية للتأليف للمسرح وكذلك بالنسبة إلى الورش المسرحية لإعداد الكاتب المسرحي، وكثير من الكتاب المبدعين غير متخصصين ولم يدرسوا التأليف المسرحي ولكن يمتلكوا ملكة الكتابة وخط الرؤية المسرحية وطرحها بشكل درامي وتسلسل في الأحداث، فليس بالضرورة أن يكون هناك معهد أو ورش للكتابة وفي الوقت نفسه من الضرورة أن يكون هناك تخصص نصوص مسرحية ودرامية في الأكاديميات المسرحية خاصة مع تقدم العلم والحداثة في المسرح، فنحن بحاجة إلى هذه التخصصات المسرحية حتى تغذي حركتنا المسرحية بطريقة علمية وليس فقط بموهبة لكي تكون أكثر جمالا وإبداعا . وتابع: وليس فقط في مجال تأليف النصوص، أيضا هناك نقص في تخصص التقنيات التكنولوجية والتي أصبح يعتمد عليها المسرح الحديث بشكل كبير.

جرأة في الطرح
وعن تقييمه للعروض التي قدمت في هذه الدورة رأى الشنطاوي أن هناك جرأة في بعض العروض، وأيضا هناك وعي عند بعض المخرجين في تناول بعض القضايا وتقديمها بجمالية، وتابع: وهناك ظهور مميز لمجموعة من الممثلين وأنا لا أقيسها خلال فترة المهرجان فقط، ولكن أتمنى لهم الاستمرارية في المسرح ونراهم بنفس التميز أو أكثر في السنوات القادمة نتيجة الخبرات، وبالتالي هم كنز للمسرح الكويتي يجب استثماره بشكل صحيح حتى يستمر المسرح الكويتي بالتقدم وبخطوات ثابتة ومبدعة على مستوى الحركة المسرحية في الوطن العربي .
وأكد الشنطاوي أن الحركة المسرحية في الأردن متطورة باستمرار حيث إن هناك مجموعة من الشباب يتجهون إلى المسرح الحديث وقدموا مجموعة متميزة من الأعمال، وقال: المسرح الأردني يعتبر في المرتبة الثانية على مستوى المسارح العربية بعد المسرح التونسي وهذا من خلال مشاهداتي ومشاركاتي في المهرجانات العربية، فهناك تجارب مسرحية أردنية كانت منافسة وهناك اهتمام بتقديم الهوية المسرحية الأردنية وهذا هو الأهم.

 

زوايا المسرح
تكريم الأحياء! 

د. حسن رشيد                                         
باحث وناقد قطري

جرت العادة أن يتم تكريم الأموات في الوطن العربي، وأن يتم الاحتفال برحيلهم، وتُطلق أسماؤهم على الشوارع والميادين، وقد يعيش البعض منهم دون الكفاف.
وكم كنت سعيدا، وأنا في هذا الوطن المعطاء، وفي مهرجان قد وصل بدورته إلى هذا الرقم، بالاحتفاء بعدد من رموز المسرح وهم أحياء يرفلون في ثوب الصحة والعافية.
من يقلٍّب في سفر العديد من الأسماء، خاصة في مجال التمثيل، يكتشف أنهم قد غادروا الدنيا وهم لا يلبسون سوى ثوب الكفاف، فالتاريخ مثلا قد سجل رحيل الفنان الذي أضحك الملايين ولم يجد ثمنا لكفن، وأعني هنا عبدالفتاح القصري، مرورا بإسماعيل ياسين الذي كان ملء السمع والبصر، والممثلة التي اطلق عليها «سارة برنار الشرق»، وأعني فاطمة رشدي، وأخيرا وليس آخرا سعيد صالح.
إن تكريم رموز الفن، في هذه الدورة، وسام على صدر كل الفنانين؛ لأن هذا التكريم قد حصل وهم أحياء، وهذا درس لكل الكيانات المرتبطة بالإبداع، فكثيرا ما يغادر المبدع مجال الوظيفة، ويكون نسيا منسيا، ويتم استحضار اسمه بعد رحيله.
كم سعدت حقا وأنا أرى أسماء الزملاء والأصدقاء، وقد اعترفت بهم الجهات الرسمية وتذكرت عطاءاتهم الثرية، وهذه سُنَّة حميدة تحسب لدولة الكويت التي لم ولن تنسى مبدعيها وفي كل المجالات.
تحية تقدير وإجلال لمن ساهم في استحضار أسمائهم، ولم ينسَ جهودهم، فهؤلاء يستحقون كل التقدير والتكريم...
أبارك للجميع، فردا فردا، هذا التكريم، وأخص بالذكر أصدقائي الأعزاء الدكتور شايع الشايع، وأخي حمد الرقعي، والأستاذة كاملة العياد، وأخي الدكتور نبيل الفيلكاوي، وأخي المساهم الأبرز في الحراك المسرحي محبوب العبدالله، هذا بجانب نخبة من المبدعين، مثل بدر الطيار، ونجف جمال، وعبداللطيف البناي، وولد الديرة.
إنها سُنَّة حميدة... فهل يقتدي بها الآخرون؟!

مسرحنا
عبدالستار ناجي
كاتب وناقد فني

أكثر ما يفرح، في جملة التجارب التي يقدمها مهرجان الكويت المسرحي في دورته السادسة عشرة، التي تتواصل أعمالها هذه الأيام، ذلك الحضور الشبابي العالي المستوى.
في عروض المهرجان نبض شبابي يمثل رهانات مستقبلية للمسرح في الكويت والمنطقة، وإن ظل هذا العطاء، بشكل أو بآخر، يحتاج إلى مزيد من الفرص للاحتكاك... والتواصل مع إبداعات الآخرين، محليا وخليجيا وعربيا ودوليا.
فشباب المسرح في الكويت، سواء من مخرجات المعاهد الفنية أو الفرق الأهلية أو الخاصة، يظلون في أمس الحاجة إلى فضاءات أبعاد للارتقاء بنتاجاتهم، ومنح تجاربهم مساحات أكبر من الاحتكاك والاطلاع.
نحترم جميع التجارب التي قُدِّمت، ولكن تظل هناك جملة من الملاحظات، بالذات، تلك التي تقترن بالشباب، وهي مزيد من الاشتغال على تعميق المضامين، وأيضا الحرفيات الفنية.
نعم هناك نصوص، ولكن تظل في أمس الحاجة الى مزيد من التحليل والعمق، وهكذا بقية الحرفيات الفنية، فالإضاءة حاضرة، ولكن الدلالات هي الأهم، والديكور موجود ولكن العمق والأبعاد هما الأهم.
وهكذا الأمر بالنسبة إلى الموسيقى والأزياء والماكياج... وهذا ما يجعلنا نؤكد أهمية إتاحة الفرص لشبابنا لمزيد من الاحتكاك أولا، ومزيد من الفرص للوجود في المهرجانات والاطلاع على إبداعات الآخرين، وعدم الانكفاء على الذات المحلية واجترار التجارب.
مسرحنا بألف خير في ظل الرهانات على الشباب، ولكن يبقى أن نقول إن شبابنا في أمس الحاجة الى التماس مع الآخر، لرفع مستوى الجهوزية والتميز والتفرد، والإبداع.
وعلى المحبة نلتقي


زوايا المسرح
المسرح الخليجي .. هوية أم هويات؟
نهارات علول نموذجاً آخر.. (3-4)

يوسف الحمدان
باحث وكاتب مسرحي

عندما نتحدث عن المسرح بوصفه ظاهرة تمثُل أمامنا مساحات اكتسبت مقومات تناميها واستمراريتها من قدرتها على خلق وبلورة فعلها التراكمي وفق رؤية جماعية مسؤولة، ندرك أهمية ودور اللقاء المسرحي الحي وتأثيره في المجتمع، فهل تحقق لدينا هذا الفعل التراكمي في مسرحنا الخليجي أم إن أوصاله تشتتت وانقطعت منذ منتصف الثمانينيات ليظل بعدها حالة استثنائية تقوم على جهود مسرحية استثنائية غير معضدة إلا بما أوتيت من حب ربما لا يشاركها فيه إلا من آثر أن يكون استثنائيا في الدعم والتلقي؟
كيف إذن يمكن لهذه الظاهرة أن تنمو وتستمر وتمتد وتتحدى وتواجه التحديات بمختلف أنواعها وهي غير المؤسسة على فعل تراكمي عريض ينخلق من قلب المجتمع وفيه ويعتمل معه وعيا ورؤية وأفقا؟
وإذا كان لمسرح السبعينيات ما يبرر كونه تيارا مسرحيا اجتماعيا تقاطع مع الكثير من القضايا والمطالب المستنيرة التي كانت تطرح على أرض الواقع إبان تلك الفترة وتجسدها، فإن مسرح اليوم يوشك أن يهجر هذه القضايا والمطالب والتطلعات اجتماعيا وفنيا، وإذا كانت هناك رؤى راسخة بعمقها الفكري والتقني في مسرحنا الخليجي اليوم، فإن المشكلة التي تواجه هذه الرؤى هي العمل من خارج رحم الفرقة ووفق اجتهادات يقتضيها عرض التجربة في حينه، واشتغالها في حيز أوشك أن ينهي عقده الاجتماعي مع المسرح النوعي الذي تتحرك هذه الرؤى في أفضيته.
ودعونا نواجه أنفسنا بصراحة وبشراسة خالصة، ألا تعتبر السلطة الدينية الضالعة بتطرفها وعنفها وإرهابها في أرض واقعنا الاجتماعي أقوى وأفظع السلطات التي من شأنها أن تئد أي فن وجمال وحياة تتنفس على هذه الأرض؟ ألا تعتبر مواجهتها أول وأهم التحديات التي ينبغي أن يتسلح بها وعي المسرحيين؟ إذن لماذا يترك الحصان وحيدا حسب الشاعر الراحل الباقي محمود درويش في مواجهة هذه السلطة المتناسلة بهوادة في وعلى هذه الأرض؟
فعن أي هوية نتحدث؟ إنها هوية عقيمة ممسوخة تلك التي نراها في مشهد واقعنا العربي، اللهم إلا استثناءات تحفظ ما تبقى من ماء بوجه هويتنا التنويرية، ولعل مسرحية «نهارات علول» تأليف مرعي الحليان، إخراج حسن رجب، إنتاج مسرح الشارقة، تأتي على رأس هرم الأهمية من بين العروض المسرحية الخليجية الأخرى، هذه المسرحية التي شرحت وحللت وفككت الواقع العربي المفجع برؤية غروتسكية عالية موغلة في السخرية، جسد علول الذي احتوى رصاصة لا تستقر في جوانبه، ويتعذر معها تشخيص علة مكامن انتقالاتها الغرائبية فيه، كما لو أنها تشي برجرجة الواقع العربي، الذي لا تستقر في ظل الفساد الموغل في أدق تفاصيل خلاياه أي هوية، فكل الهويات بانعكاساتها وانعطافاتها العربية تضطرم في هذا الجسد المتفلت خارطة كونية تنصهر فيها عذابات الباحثين عن هوية التنوير والخلاص، وذلك حتى آخر لحظة رمق من حياة موت علول العبثية.
إنه هوية تبحث عن هويتها وسط هويات مريبة ولا نهائية.
نهارات علول، تجربة تنتمي إلى الهم العربي برؤية تشظت بمعرفة حاذقة، جاست عميقا في هويات متعددة على صعيد الهم السياسي، وعلى صعيد قراءة الموروث قراءة جديدة تدعوك إلى تأملها جيدا ومليا.
إننا نحتاج إلى ذوبان الهويات في هوية إذا كانت هناك رؤى تستطيع أن تستقطب في أحشائها كل ما هو مضيء وصادر عن ثقافة ووعي مستنيرين، فالإنسان يحمل على عاتقه كل أسلافه، وهو نتاج المضيء في تجاربهم الحياتية.
ماذا سيفعل ورثة أبي خليل القباني؟ (4-4)
حضور النص..
في مسرحنا الخليجي يبدو النص المسرحي أقوى حضورا في تبنيه لهوية التنوير والإيمان بها، ويتجلى ذلك الحضور، في نصوص الكاتب والشاعر البحريني علي الشرقاوي والكاتبة والناقدة العمانية آمنة ربيع، والكاتب الناقد السعودي سامي جمعان، والمؤلف المسرحي السعودي فهد ردة الحارثي، والمؤلفين المخرجين القطريين حمد الرميحي وغانم السليطي، والمؤلفين المسرحيين الإماراتيين اسماعيل عبدالله ومرعي الحليان.
هؤلاء المؤلفون قدموا لساحة مسرحنا الخليجي، نصوصا اتكأت وانطلقت من رؤية عميقة باحثة، في قراءتها لواقعنا العربي الملتبس، وجاسوا مستقبل تحولاته ومنعطفاتها بوعي يدرك ويحاور صراع الهويات التي ينحو بعضها نحو كل ما هو مظلم ومعتم في خارطتنا العربية.
مثل هذه النصوص، تقتضي تكافؤا خلاقا في الحوار معها من قبل من يتصدى لها، وإذا كان هناك مخرجون اقتربوا من منطقة هذا الحوار، فإنهم كانوا من زاوية أخرى رهن المزاج الخاص والوقتي، أكثر من الإيمان بضرورة تبنيها باعتبارها رؤية من الممكن أن تنتسج فيها رؤى تهيئ لتشكيل بيئة تنويرية تحدد ملامح التجربة أو تشكل اتجاها مسرحيا مهما في خليجنا العربي.
إنها تحتاج إلى مخرجين مسرحيين باحثين، من شأنهم ان يحددوا ملامح هوية التنوير في البحث والاستقصاء فيها، ولكن للأسف، يوشك أن يكون هذا الطموح مغيبا، على رغم احتفاء ساحتنا المسرحية الخليجية بمخرجين باحثين ومتميزين، ولهم تجاربهم المسرحية المهمة والمؤثرة، ولكن الأهم أن تكون هذه التجارب أكثر اقترابا من هويتنا التي توشك أن تكون مفقودة ومهمشة في ظل هذا الزمن الوحشي الدموي الفاتك، وأعني بها هوية التنوير، نتيجة النتاجات والتفاصيل كلها.
فالمسرح هويته التنوير، فهو بوصلة الوعي المستنير، وعدا ذلك باطل وقبض ريح..
في غياب هذه الهوية، يوشك مسرحنا أن يكون أشبه بقارب ضل بوصلته، فكيف يمكن الحديث عن هوية للمسرح؟ ربما يمكن الحديث عن ضالة الهوية في المسرح العربي في أغلبه، وربما نكون نحن المسرحيين من يسمح للإرهاب بأن يتغلغل في أجسادنا وفي جسد المجتمع في ظل صمتنا ووقوفنا مليا أمام التنوير بوصفه هوية في مسرحنا، ولا غرابة أن وجدنا يوما فرقا تتبنى وحشية الإرهاب وخططه ومآربه علانية في عروضها، والأيام القادمة كفيلة بأن تكشف لنا ما توقعته اليوم، فتعلن عبر مذابحها الدامية انتصاراتها عبر المسرح ذاته.
للذاكرة فقط..
تذكروا أيها المسرحيون، أننا ورثة أبي خليل القباني، وأنه لا يزال سعيد الغبرا يطاردنا حتى يومنا هذا، بشكل أشد شراسة من ذي قبل، وبمؤامرات أكثر خطورة، وبأسماء مختلفة!!

 

المسرح والجمهور

د. محمد الحبسي
سلطنة عمان
لعل الحديث عن المسرح والجمهور يمثل علاقة حميمية باعتبار أن المسرح من وإلى الجمهور من خلال أن الجمهور هو أحد المساهمين في إنجاح التجربة المسرحية من خلال مدى تفاعله مع ما يقدم له ومدى اقتناعه حتى يصبح هذا المتفرج هو العين التي تحكم في كل ما يحدث على خشبة المسرح، بل وأصبح الجمهور أحد أهم عناصر العرض المسرحي. وقبل هذا وذاك فإنه لا بد من تحديد وعي وإدراك المسرحي لما يقدمه من تجارب لا بد أن يدرك ماهيتها بحيث يستطيع أن يقيم نفسه قبل أن يقيمه الآخرون، ومن هنا كان لا بد من الدخول في ثقافة المسرح بحيث يصبح المسرحي بجانب كونه فنانا أن يكون مثقفا جيدا تكون لديه ثقافة الاطلاع والمشاهدة على تجارب الآخرين محليا وخارجيا، والمسرحي أصبح يدرك ذلك ولكن المهم أن يدرك ما أدركه في محاوله أن يطور من دوره وقدراته الإبداعية والفنية، فعلى سبيل المثال لا يكفي أن يتحرك على خشبه المسرح بل لا بد من إدراك أسباب حركته وتفسيراتها ومن خلال التجارب المسرحية المختلفة والاطلاع والقراءة التي أصبحت تهم المسرحي في عمان لا بد من أن يقارن نفسه بالآخرين حتى يستطيع أن يقدم الأفضل بل وأن يستفيد من تجارب غيره وهذا ما نرجوه دائما من المسرحي بأن يسعى إلى التطوير في قدراته وتجاربه التي قدمها بحيث يكون دائما متميزا ومنافسا مع أقرانه الآخرين أينما كانوا.
جمهورنا المسرحي أصبح واعيا مقارنة بما كان عليه في السابق وهذا النضج لم يأت من فراغ بل جاء من خلال التطور الذي تشهده مختلف التجارب المسرحية شكلا ومضمونا، وبالتالي فهو يسعى لأن يكون مسرحه على قدر كبير من التميز مقارنة بما يمكن أن نسميه العولمة المسرحية وهو في هذا يتملكه نوع من الطموح وهنا لا بد من الاستماع للجمهور وآرائه والتي ولا شك ستسهم في تطوير المسرح والمسرحي نفسه، بحيث يتقبل آراء الغير ومن هنا لا بد من الوقوف على ما يقدم على خشبات مسارحنا ومدى تعدد وتميز مضامين المسرحيات المقدمة بجانب التنوع والتميز في الأداء الدرامي بحيث يصبح متنوعا ومقنعا، وذلك اعتمادا على أن المتفرج أصبح على قدر كبير من الوعي في ظل تلك العولمة وما يقدم من تجارب مسرحية مختلفة، وهنا نحن أمام نظرية الخشبة والصالة أو الممثل والمتفرج بحيث تكون هناك نسبة وتناسب يسودها الرضا من الطرفين فيما يقدم ومراعاة ذلك خاصة وان الجمهور أصبح أيضا قارئا ومطلعا من خلال ما يكتب عن المسرح ونحن هنا لا نقارن جمهورا بآخر فلكل بلد جمهوره ولكل جمهور ثقافته الخاصة كما أن نضج التجربة المسرحية وتغلغلها في المجتمع له دور في إثراء التجارب المسرحية في كل بلد، ولعل استمرارية المهرجانات المسرحية واحدة من التجارب التي بلا شك تثري المشهد المسرحي.
جمهورنا العزيز نتمنى أن تجد في كل ما تشاهده وتقرأه ما يرضي ذائقتك لعلك تجد إجابات لتساؤلات كثيرة ربما تشغل فكرك في عالمنا المسرحي.


حوار مع المكرمين
«أكد أن تكريم الفنان في المؤسسة التي ينتمى إليها يجعله يشعر بفخر شديد»
حمد الرقعي: «مهرجان الكويت المسرحي» تعدى مرحلة الشباب وبات من المهرجانات الأصيلة
المهرجان بدأ كاحتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمسرح... وانتهى إلى أن يكون مهرجانا عربيا أكثر منه محليًا
تنوع العروض المسرحية المشاركة يؤدي لإثراء الحركة الفنية في الكويت
كتبت: سماح جمال
تنقله بين المهام الرسمية في لجان التحكيم المسرحية ورئاسة بعض المهرجانات المسرحية، لم يمنعه من انتاج ادبي وفني من خلال دراسة حول «واقع المسرح العربي»، وبحث حول «المسرح داخل المسرح»، الى جانب عدد من المسرحيات مثل «شمال شرق المملكة»، «الساحر حمدان»، «حلم شهرزاد»، «الوهم»، وكتابه «عبدالحسين عبد الرضا الانسان + الفنان» انه الناقد والكاتب المسرحي حمد مطر الرقعي، الذي يكرم هذا العام في «الدورة السادسة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي»، وعن مشاعره وطموحاته للمهرجان في الدورات القادمة تحدث الرقعي:
أكد الكاتب حمد الرقعي أن تكريم الفنان في المؤسسة التي ينتمى إليها يجعله يشعر بفخر شديد لا مثيل له، وأضاف: الأستاذ صالح الحمر – مدير المهرجان – ابلغني باختياري ضمن المكرمين ثم وصلني الخطاب الرسمي من الأمانة العامة، واشكر المسؤولين بدءا من معالي وزير الاعلام والامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجميع المسؤولين.
اما رأيه اذا ما كان مهرجان الكويت المسرحي بدورته السادسة عشرة مازال فتيا، قال: شخصيا اعتبره تعدى مرحلة الشباب وبات من المهرجانات الاصيلة في الحركة المسرحية العربية في المنطقة، فبحكم كوني احد المؤسسين له منذ بدايته كاحتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، وانتهى الى ان يكون مهرجانا عربيا اكثر من أنه محلي، وبات يشارك فيه فنانون من الوطن العربي امثال الفنانة القديرة الراحلة امينة رزق في مسرحية «الأرنب الأسود» والفنانة بوسي شاركت ايضا فيه.
واكمل الرقعي: فالمهرجان اليوم يكبر ويتوسع أكثر بمشاركة الشباب ومجهوداتهم، ورعاية الدولة له ماديا ومعنويا برعاية كريمة من وزير الإعلام، وقد كرم فيه قامات فنية كبيرة امثال الكاتب الراحل عبدالأمير التركي وغيره من الفنانين الكبار.
واكد الرقعي على تنوع العروض المسرحية المشاركة في هذه الدورة والدورات السابقة، وحتى ضيوف المهرجان يوجد تنوع في افكارهم وكل هذا يؤدي لإثراء الحركة الفنية في الكويت.
وحول ما يتمنى الرقعي مشاهدته في الدورات القادمة من المهرجان، قال: ان تكون هناك عروض خاصة في الافتتاح تشارك الفرق المسرحية، وتكون هناك استضافات لعروض مسرحية عربية لإثراء الحركة، وايضا مشاركة اوسع من النجوم الكبار في المهرجان والا تكون مقصورة على عدد قليل منهم.


«حافز ودافع إضافي لتحقيق المزيد من العطاء»
د. شايع الشايع: تكريمي في المهرجان مبادرة طيبة وتتويج لعطاءات وإنجازات كثيرة

التلاقح الفكري أحد أهم أهداف المهرجان
كتب: عماد جمعة
الدكتور شايع الشايع هو أستاذ أكاديمي لفن التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية وعضو فرقة المسرح العربي والهيئة العالمية للمسرح وعضو بالعديد من لجان التحكيم في المهرجانات المختلفة. وقد حصد العديد من الجوائز، منها على سبيل المثال جائزة النقاد كأفضل عرض متكامل عن مسرحية «لست أنت جارا» في مهرجان الكويت المحلي دورة 2004 وجائزة التقدم العلمي للتفوق العلمي عام 1988 ، وسيكرم د. الشايع في هذه الدورة.
حول التكريم وانطباعه عن المهرجان ولماذا ابتعد عن الإخراج ومتى سيعود، كانت هذه الدردشة:
< كيف ترى تكريمك في هذه الدورة من عمر المهرجان؟
-أقدم أعمالا مسرحية منذ عام 1988 في المحافل والمهرجانات سواء داخل الكويت أو خارجها وكل مكان حققت إنجازا فيه حصدت التكريم والحمد لله، وبالطبع أعتز بتكريمي اليوم في الدورة السادسة عشرة من عمر مهرجان الكويت المسرحي وهي بادرة طيبة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فلهم كل الشكر وأعتبر هذا التكريم تتويجا لعطاءات كثيرة وإنجازات كبيرة جرى تحقيقها طوال هذه السنوات وهذا التكريم يشكل حافزا ودافعا إضافيا لتحقيق مزيد من العطاء في الحقل المسرحي والاستمرار وعدم التوقف.
< يردد البعض أنه لا يكرم الفنان إلا بعد وفاته في كثير من الأحيان فهل تتفق مع هذه المقولة؟
ربما كان يحدث هذا في السابق وبالفعل بعض الفنانين لم يكرموا إلا بعد وفاتهم لكن هذا الكلام قبل سنوات وهو ادعاء باطل الآن بدليل أننا نكرم ونحن أحياء وهو تقدير لعطاء امتد ما يقرب من ثلاثين عاما تقريبا وأعتقد أنه جاء في وقته وأعتبره إشارة إلى أنني كنت أسير في الطريق الصحيح وأقدم أعمالي بتفان وإخلاص، فالمسرح مثلما تعطيه يعطيك وهو بداية لتقديم أعمال أجمل لأنني أقول دائما إن العمل الأجمل والأفضل هو الذي لم يقدم بعد.
< مع اقتراب قطار المهرجان من محطته الأخيرة، ما هو انطباعك عما قدم من أعمال وكيف تراه؟
بدون شك هناك انطباع جيد ويكفي في هذه التظاهرة المسرحية أن تلتقي بهذه الكوكبة المتميزة من المسرحيين العرب والخليجيين وتجمعك بهم جلسات وحوارات، فهذا التلاقح الفكري والفني وتبادل الخبرات من شأنه أن يتقدم بالحركة المسرحية ليس في الخليج فحسب وإنما في وطننا العربي الكبير وهذا ما نطمح إليه جميعا كمسرحيين وأعتقد أيضا أن هذا هو أحد أهم أهداف المهرجان أما بالنسبة إلى العروض المسرحية المقدمة فهذه مسألة نسبية حيث تتفاوت المستويات بين العروض بحسب كل فرقة وإبداعها ومدى الاشتغال على النص والأداء والإخراج، لكنها بشكل عام عروض جيدة وهذا المهرجان مميز كما قلت بضيوفه من نجوم المسرح فلهم باع طويل في هذا المضمار.

< أخيرا، متى تعود إلى الإخراج بعد توقفك سنوات؟
الفكرة أنني لا أقدم أعمالا لمجرد التواجد أو الظهور فهناك فكر ورؤية وحتى الآن لم أجد العمل الذي يستفزني كمخرج للعودة إلى خشبة المسرح من جديد فأنا لا أحب أن أكرر نفسي فأبحث عن الجديد دائما والأفضل.


خلال مؤتمر صحافي بالمركز الإعلامي

د. الحبسي وشمعة محمد: المسرح العُماني                                                              
ينافس بقوة في المهرجانات رغم تعدد لهجاته

كتبت: خلود أبو المجد
ضِمن أنشطة المركز الإعلامي لمهرجان الكويت المسرحي في دورته السادسة عشرة عُقد صباح أمس المؤتمر الصحافي الخاص بوفد سلطنة عمان، أداره الزميل محمد عبدالرسول دشتي، وكان ضيفا المؤتمر د. محمد الحبسي والفنانة شمعة محمد اللذان عبرا عن سعادتهما بالمشاركة في المهرجان، فقدما الشكر لإدارة المهرجان والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مؤكدين أن هذا المهرجان هو جزء لا يتجزأ من المسرح الخليجي والعربي، وهذا شيء لا يمكن لأحد الاختلاف عليه، فيسعدنا كمشاركين أن تكون هناك استمرارية لمثل هذه المهرجانات المسرحية لأننا في حاجة لأن نعيد إلى المسرح جمهوره الذي لوحظ في السنوات الأخيرة أنه بدأ بالعزوف عنه.
كما أشاد ضيفا المهرجان بعنوان الندوة الفكرية التي تم اختيارها هذا العام والتي تناقش دور المسرح في تعزيز الوحدة الوطنية، باعتباره موضوعا من المهم مناقشته في هذا الوقت الدقيق الذي تمر به الأمة العربية بما فيها من أحداث سياسية وإرهابية، من خلال مثل هذه المهرجانات الفنية المهمة التي يتحقق من خلالها تبادل الخبرات، التي يوفرها التنوع الكبير في توجهات الضيوف المشاركين في كل دورة من المهرجان.
وأكدت الفنانة شمعة محمد أنها تحرص على المواظبة لحضور مهرجان الكويت المسرحي في كل دوراته، غير أنها غابت عنها العامين الماضيين لظروف ارتباطاتها الفنية، مشيرة إلى أن تواجدها في المهرجان يعطيها الفرصة للاحتكاك مع الشباب والتعرف على الوجوه الجديدة التي تبرز في الوسط الفني الكويتي سنويا، سواء من خلال الندوات والعروض أو الورش الفنية التي تقدم للشباب والتي تشارك في تقديمها.
بدوره أكد الدكتور محمد الحبسي أن المسرح العماني ليس وليد اليوم، لكن بداياته كانت في أربعينيات القرن الماضي وتطورت التجربة رويدا رويدا حتى أصبحت له مكانة كبيرة ضمن مسارح دول الخليج العربي، لكن هذه الريادة لا تأتي عن طريق المهرجانات فقط، لكنها يجب أن تتعدى ذلك، ويجب أن تتم المحافظة على المسرح المدرسي فهو أساس المسرح، وهو الذي أخرج للفن الكثير من الكوادر الفنية الكبيرة، وكان السبب في ريادة وظهور المسرح الحقيقي.
وأضاف أن المسرح العماني يعمل على إنشاء مهرجان لمسرح ذوي الاحتياجات الخاصة في الفترة المقبلة.
من جانب آخر أكد ضيفا المؤتمر أن المسرح العماني على الرغم من تعدد اللهجات الذي يشيع فيه إلا أنه موجود وينافس بقوة في كل المهرجانات التي يشارك فيها، فاللغة العربية الفصحى تبقى هي الأساس الذي يمكن طرح النصوص من خلالها، لكن ما ينقصنا هو تبادل التجارب والخبرات بين أعضاء دول الخليج في ما يتعلق بالمواد والنصوص التي تتم المشاركة بها في المهرجانات، ومن هنا يأتي انتشار المسرح والنص العماني.
وفي اتجاه آخر أكدت الفنانة شمعة محمد أن دور المرأة في هذا المسرح حاضر وبارز وليس مختفيا كما يقول البعض، لكنه يحتاج إلى مؤلفين يكتبون القضايا التي تمس المرأة من الواقع الذي نعيشه، فهو حافل بالكثير من القضايا، حتى لا يقتصر على أدوار محدودة فقط، نظرا إلى أن الفنانات العمانيات يفضلن العمل في الدراما التليفزيونية على العمل المسرحي مع أنهن يمتلكن القدرة التامة على الوقوف على خشبة المسرح، وقد تخرجن في معاهد الفنون المسرحية، غير أننا نجد الكثيرات منهن اتجهن إلى العمل الإداري في الجامعات على حساب التمثيل، نظرا إلى وجود عراقيل عائلية مازالت تمثل عائقا أمام بعض الفتيات الراغبات في العمل في الفن.


مسرحيو الإمارات: مهرجانات الكويت المسرحية .. ظاهرة إيجابية ولا مشكلة في الرقابة عندنا                                 
كتب: مشاري حامد
ضمن انشطة المركز الإعلامي، في مهرجان الكويت المسرحي السادس عشر، أُقيم مؤتمر صحافي، للوفد الإماراتي المشارك، وضم كلا من الكاتب صالح كرامة العامري، والكاتب عمر غباش، والفنان يوسف الكعبي، والفنانة بدور محمد، وأدار المؤتمر الزميل مفرح الشمري رئيس المركز الإعلامي.
في البداية تحدث عمر غباش الذي ثمن مبادرة الكويت في عمل المهرجان، كما شكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على جهودها الواضحة والمستمرة في ترسيخ المهرجان التي تعتبر ظاهرة إيجابية على مستوى الخليج والوطن العربي، واحتضان العديد من المواهب من المسرحيين، وأيضا اشاد بالعروض المميزة.
وبسؤاله عن عزوف الكتاب عن التأليف قال: هذه المسألة تعتبر شائكة نوعا ما، وهي ليست مسألة عزوف او انحسار عدد الكتاب والمؤلفين، بل هي نوعية العلاقة التي تجمع المخرج مع المؤلف، وهل هناك توافق وهي التي تحدد ملامح العمل، ويرتبط الأمر عبر البلدان، ويتفاوت ايضا من دولة إلى اخرى، فمثلا نحن في الإمارات يوجد انتاج غزير ويوجد مؤلفون، وعلى رأسهم الشيخ سلطان القاسمي.
وعن ظروف الرقابة والحرية التي تعطى للفنان قال: لا نحس بأي إشكالية في مسألة الرقابة في الإمارات، وهناك تفاهم في الفرق المسرحية، وإذا حصل أي ملاحظة يتم الاتفاق على حل فوري لأن الهدف هو التنمية المسرحية، وليس فرض عمل مقص الرقيب، ونتيجة ذلك نجد هذا العدد الملحوظ في الكتاب والمؤلفين والحرية التي تعطى للفنان هو باستخدامه لخياله في العرض المسرحي.
وبسؤاله عن دور الفنان الإماراتي، كونه مدير الانتاج الدرامي في مؤسسة دبي للإعلام، فقال: الفنان الإماراتي له دور ومكانة منذ تأسيس قناة دبي، ويوجد اهتمام واضح بالفنان المحلي، وحاليا يتم تصوير مسلسل «الحرب العائلية» بأجزائه الثلاثة، وهي عبارة عن 90 حلقة، ويتم عرضها على ثلاث فترات، منها في مطلع السنة الجديدة وشهر رمضان القادم وبعدهما، وأعلن أن اي عمل يتم انتاجه في الإمارات يكون هناك فنان إماراتي.
وبعده تحدث الكاتب صالح العامري: ما لفت نظري في المهرجان العديد من الإيجابية، ومنها تفاعل الشباب، وأيضا مشاركة الفنان أحمد سلمان على خشبة المسرح، وتقمصه الشخصية التي أداها، وهناك تلمست من يبحث عن المسرح الحقيقي.
وعن الكُتَّاب قال: لا توجد ازمة كتّاب بل ان الزمن باختلافه جعل الايقاع ايضا مختلفا، وبالتالي تكون هناك نصوص لا تتناسب مع الوقت الحالي، وهناك ايضا نصوص موجودة بكثرة، ولعل ما يوضح الأمر ان هناك لا يوجد تطابق أفقي وليس عدم ثقة فيما يقدم، فمثلا هناك كاتب يميل الى عملية او اتجاه معين، وبالتالي سنجد فجوة بسيطة حدثت؛ فالكتابة لها أجواؤها وطقوسها وليست عبر الدراسة الأكاديمية فقط.
أما الفنان يوسف الكعبي فقد قال: تعتبر تلك مشاركتي الأولى في مهرجان خليجي، ولاحظت التباين الإيجابي بين الرواد والشباب، وإن الكويت سباقة في ان تصدر الفن الراقي الى الخليج والوطن العربي، وهذا يدل على ان الأسرة الفنية والمسرحية متماسكة ومتوحدة، ولعل الندوات التطبيقية التي تكون عقب كل عرض مسرحي فيها العديد من المكاسب، سواء من مداخلات الفنانين والنقاد وغيرهم، وهذا يدل ان الكويت الى الأمام دائما.
أما الفنانة بدور محمد فقد قالت عن مشاركتها: لعل الاستفادة من العروض المسرحية المشاركة، وأيضا من النقاد المعقبين على العروض هو مكسب كبير، ومن أهم الأمور التي أسعى إليها في مشاركتي ولا أخفي عليكم أنني قد استفدت من جميع عوامل المسرح.
وعن المعايير التي تضعها بقبولها أي دور قالت: أنا لا أضع اي معيار قد يعتبرها البعض او يفسرها بأنها معوقات، بل اهم امر عندي هو الشخصية، وماذا تقدم ولا أرى من هو المخرج أو المؤلف، سواء كان صاحب خبرة أو جديدا على الساحة.

Happy Wheels