مهرجانات وأنشطة

النشرة التاسعة


حصل الزميل الشاعر نشمي مهنا (وضاح) على جائزة الدولة التشجيعية لعام 2014، في مجال الشعر عن ديوان «الماء في سورته».

كتبت: إيناس عوض

ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت التاسع والثلاثين للكتاب، نظمت محاضرة حول دور دولة الكويت في نشر مطبوعات المكفوفين ورقياً والكترونياً، حاضر فيها منسق المشاريع الثقافية بين جمعية المكفوفين والمؤسسات المهتمة بالثقافة غانم عودة.

استهلت المحاضرة بكلمة موجزة ألقاها عريف الأمسية مدير إدارة النشر والتوزيع بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منصور العنزي رحب من خلالها بالحضور وعرض سيرة المحاضر، وأشار الى ان الكويت معروفة بتاريخها الثقافي والأدبي المميز، والذي كان ولايزال المكفوف فيه منتجاً للثقافة والإبداع وليس مستهلكاً لهما فحسب، لافتاً الى وجود العديد من الهامات الثقافية المكفوفة التي تركت بصمات قوية في الصرح الثقافي الكويتي. بدوره، قال غانم عودة: الطباعة هي الأداة الحقيقية التي يطلع من خلالها الكفيف على الثقافة ومعطياتها، وهناك العديد من الفعاليات والمنتديات والندوات التي تقام وتنظم للترويج للكتب والثقافة بكل مفرداتها ومعطياتها، لكن من النادر أن نجد ندوة أو فعالية تتحدث عن كتاب برايل وأهميته للفئة الكفيفة، لافتاً الى ان الكفيف في الكويت لم يعان من التقوقع أو وصمة العزلة كما في بعض الدول، بل انه أسهم بفعالية وبقوة في الحركة الثقافية الكويتية التي بدأت مبكرة والامثلة على ذلك كثيرة فالشيخ ناصر بن صباح الاول كان يملك مكتبة فيها آلاف الكتب في مجالات العلم المختلفة، وأيضاً الشاعر صقر الشبيب وفهد العسكر وعبدالله الفضالة وغيرهم الكثير من المكفوفين الكويتيين الذين تفاعلوا مع المجتمع وبادلهم بالمثل ووجدوا من قرأ لهم ومن دون أشعارهم واعتز بها. وأضاف أن الكويت قطعت شوطاً كبيراً في دمج المكفوفين في المجتمع والحياة ومساعدتهم على التطور ومواكبة مستجدات العصر، فقد كانت من الدول السباقة في ادخال طريقة برايل لزيادة دمج المكفوفين في المجتمع عام 1947 بعد تأسيس المعهد الديني وبعد الحرب العالمية الثانية، وفي العام 1959 أسست مطبعة النور لطباعة المناهج الخاصة بالمكفوفين بطريقة برايل، ثم أسست جمعية المكفوفين عام 1970 بعد تبلور وظهور الفكرة عام 1967، وشرعت بعد ذلك بقليل في ارسال المكفوفين الى بعثات لدول العالم المختلفة من أجل ان ينهلوا من مصادر العلم شأنهم في ذلك شأن أقرانهم الأصحاء.

وكشف عن أن الكويت هي الدولة التي استطاعت أن تطوع لغة برايل في الكمبيوتر، وهو اختراع كويتي 100 في المائة أنجز بفضل جهود علماء من الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية استفاد منه المكفوفون في كل دول المنطقة، مشيراً الى أهم الانجازات التي حققت لدعم المكفوفين في الكويت والتي من أبرزها انشاء وتأسيس أول مطبعة ودار نشر لطباعة برايل وهي مطبعة محمد عبد المحسن الخرافي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وطباعة الدستور بطريقة برايل في الذكرى الــ36 لاستقلال الكويت، وطباعة المصحف الشريف أيضاً بطريقة برايل باللغة العربية، وطباعة معانيه بطريقة برايل باللغة الانجليزية.

وبين أنه توجد العديد من دور النشر التي تظهر ثم تختفي بسبب ارتفاع تكاليف الطباعة والورق، مشيراً إلى أن الطباعة بطريقة برايل أعلى كلفة من الطباعة العادية، وهو تحد كبير يواجه المكفوفين ليس في الكويت فقط وانما في العالم العربي كله، والتغلب على ذلك يكون بالمرونة والتكيف مع الظروف والمعطيات، فالدستور الكويتي كفل حرية الاعتقاد والاطلاع على الثقافة للجميع والكفيف له الحق في ذلك كغيره. واقترح عودة أن تبادر الجهات الثقافية والعلمية في الكويت، والتي منها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومركز الكويت للدراسات ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وغيرهم، بتخصيص 5 في المائة من الميزانية المرصودة لطباعة الكتب عندها لطباعة الكتب نفسها بطريقة برايل. 

وثمن جهود بعض الجهات الثقافية والعلمية في الكويت لدعم المكفوفين واشراكهم في الفعاليات الخاصة بهم، ومنها المساهمة مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 2001 في احتفال الكويت عاصمة للثقافة العربية من خلال طباعة عدد من الاعمال الادبية بطريقة برايل منها سلسلة المقتطف، وهويتنا تراث وآثار والانفتاح الذي حققه المجلس على الأدب العالمي والعربي من خلال ترجمة الإبداعات العالمية باللغة العربية وطباعة بعضها بطريقة برايل، بالاضافة الى طباعة 31 مجلدا عن قاموس القرآن الكريم مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ومشروع التعاون مع مؤسسة البابطين للابداع الشعري لطباعة عدد من الدواوين الشعرية بطريقة برايل، واستنباط رموز بطريقة برايل لعلم العروض وتقديم ورقة علمية بها في مؤتمر خاص بتطوير الخط العربي عقد أخيراً في الرياض بالمملكة العربية السعودية، لافتاً الى أن 95 في المائة من مطبوعات جمعية المكفوفين الكويتية تذهب الي خارج الكويت.

وفيما يتعلق بعلاقة المكفوفين في الكويت بالتكنولوجيا الحديثة، أكد العودة أن الكويت رائدة في ذلك والكفيف فيها يتعامل مع كل الوسائل الالكترونية المعروفة من الكمبيوتر واللابتوب والآيباد، مشيراً الى ان الاعتماد عليها لا يلغي دور الكتاب الورقي الذي لم يستغن عنه المبصر، لأن التكنولوجيا لاتزال في بدايتها للمكفوفين. واختتم العودة بالإشارة الى حلمه بإنشاء مكتبة الكترونية للمكفوفين تحتوي على أقراص مدمجة تسجل عليها الكتب والأعمال الثقافية والعلمية بالصوت، ليتاح للكفيف الاطلاع والتعرف عليها والتفاعل معها.

ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الـ 39 للكتاب:

عبدالوهاب السيد وياسر بهجت حاضرا عن أدب الخيال العلمي

ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت التاسع والثلاثين للكتاب، نظمت محاضرة حول أدب الخيال العلمي، قدمها المهندس عبدالوهاب السيد من الكويت، ومؤسس دار نشر يتخيلون المهندس ياسر بهجت من المملكة العربية السعودية.

استهلت المحاضرة بكلمة موجزة ألقاها عريف الأمسية عبدالرحمن الطرابلسي رحب خلالها بالحضور ثم قدم سيرة مقتضبة عن المحاضرين. بعدها انتقلت دفة الحديث الى المهندس عبدالوهاب السيد الذي قال: أنا سعيد جداً بهذه الأمسية التي سنتحدث من خلالها عن أدب الخيال العلمي وهو من الموضوعات التي كان الحديث عنها مستحيلاً قبل 15 سنة، ومن خلال عملي ككاتب وقارئ لأدب الخيال العلمي رصدت بعض النظريات والمعتقدات الخاطئة التي تحوم حوله، من أبرزها اعتبار الأدب العلمي في عالمنا العربي أدب من الدرجة الثانية، لأن الغالبية لا تفهمه أصلاً، والبعض يراه دوماً في إطار المخلوقات الفضائية وحرب النجوم مشيراً الى أنه توجد حالة من العدوانية من قبل النقاد تجاه كتاب الخيال العلمي، فبعضهم يرى أنه أدب غير واقعي، والبعض الآخر من النقاد لا يملكون سوى ثلاثة أو أربعة اتجاهات رئيسية تدور في مدارات سياسية أو اجتماعية، وما يكتب خارجها لا يعترفون به، لأن المنهج الدراسي سيطر عليهم ودفعهم الى فرضه على غيرهم من الكتاب.

وأضاف: يتميز أدب الخيال العلمي عن غيره من الفنون الأدبية الأخرى بأن متعته معلوماتية وعلمية وليست أدبية فقط، فهو يمتع الروح ويشعل شرارة التفكير في العقل، وفي هذا الاطار علينا أن نفرق بين أدب الخيال العلمي والفانتازيا لأن البعض يخلط بينهما، فالأول معروف بأنه تحكمه قواعد وأسس العلم والمعرفة، أما الثاني فلا حدود ولا قيود له أو عليه، والخيال فيه كائن حر طليق مثل روايات هاري بوتر الشهيرة، وقصص علاء الدين والمصباح السحري.

وبين وجود تعريفات عديدة لأدب الخيال العلمي يتجاوز عددها الثلاثين تعريفا مشيراً الى اعتماده ثلاثة منها فقط وهي انه الادب الذي يتحدث عن تفاعل الانسان وردود أفعاله مع تغيرات العلم والتكنولوجيا، وأيضاً هو القصة التي تدور حول الانسان ومشاكله التي لم تكن لتحدث لولا التقدم العلمي، وثالثاً هو الأدب الذي يستند الى قاعدة أو نظرية علمية يمكن تطبيقها في المستقبل.

ولفت السيد الى وجود عدد كبير من الكتاب الذين أسهموا في اثراء فضاء أدب الخيال العلمي إلا ان رواد هذا الأدب الأكثر شهرة اثنان الكاتب الألماني جول فيرن الملقب بأبو الخيال العلمي وقد كتب أول رواية خيال علمي له في العام 1862 وكانت بعنوان «خمس أسابيع في منطاد» وزود فيها المناطيد بمحرك بخاري حتى لا يتلاعب بها الهواء وقد حققت مبيعات كبيرة، ثم كتب بعدها رواية «20 الف فرسخ تحت سطح البحر» ولم يكن من خلالها أول من استخدم فكرة الغواصة لكنه كان أول من صمم غواصة حديثة قريبة من الواقع، وهو أيضاً أول من تصور وصول الغواصة إلى أعماق سحيقة ليعرف ما يحدث هناك، كما تخيل وجود مخلوقات ضخمة لتتحمل الضغط الشديد عليها في الأعماق، وكان تقديره لمدة الوصول الى القمر في روايته اللاحقة التي حددها بأربعة أيام قريبة من الحقيقة والتي أثبتها العلم فيما بعد وهي ثلاثة أيام، وقد بنى في هذه القصة سفينة من معدن حديث آنذاك هو الالمنيوم لأنه معدن قوي وخفيف وهو المعدن نفسه الذي صنع منه علماء ناسا أبولو 8. أما الكاتب الآخر والذي يعد الرائد الثاني لأدب الخيال العلمي والملقب بشكسبير الخيال العلمي فهو الكاتب الانجليزي هيربرت جورج ويلز وكان رجلاً بسيطاً من أسرة فقيرة، والده سقط من على السلم وكسرت ساقه، واضطرت والدته إلى العمل خادمة في بيت فخم، كانت تأخذ معها ويلز اليه، وصاحب هذا البيت كان يملك مكتبة كبيرة، سمح لويلز بأن يقرا منها ما يشاء ويقوم بتنظيفها فبدأت شرارة القراءة من هناك، وبعمر 21 سنة كتب ويلز أول رواية له وكانت بعنوان «آلة الزمن» وقد حطمت هذه الرواية الأرقام القياسية في مبيعاتها، وأشار ويلز من خلالها الى ان البعد الرابع هو الزمن وان اكتشافه سيسهم في السفر عبره وفي ذلك الوقت انقسمت الآراء حول البعد الرابع وانه اما أنه يحوي أرواح البشر كما يراه الروحانيون، أو انه الكهرباء كما يعتقد العلماء، لكن ويلز قال إن الزمن هو البعد الرابع في قصته وانه يمكن السفر من خلاله كما نفعل في الأبعاد الثلاثة الاخرى، وبعده بنحو 10 سنوات قال آينشتاين إن الزمن هو البعد الرابع وأثبت ذلك علمياً، وأيضاً ويلز هو أول من تحدث عن السفر عبر الزمن وانه من الممكن صناعة آلة زمن، فالعلماء كانوا يظنون ان الكون منحني مثل الورقة، فمن الممكن صنع دودة زمنية أو ثقب دودي بين جانبي الورق، والمشكلة في هذا ليست بالتكنولوجيا بقدر ماهي بالطاقة الضخمة جدا.

وكان الكتاب الثاني لويلز عام 1887 عن حرب العوالم، وجاءت فكرته من تازمينيا وهي جزيرة استرالية، كان يعيش فيها 5000 شخص، عندما احتلها البريطانيون أبادوهم بأبشع وأقبح الأساليب، وحزن ويلز لذلك كثيراً وفكر في أن يأتي شيء كذلك من الفضاء ويرى البشر بهذه النظرة الدونية ويقضي عليهم، لكن التصور كان من كوكب المريخ، نحن لا نسبب لهم مشاكل، نحن فقط في طريقهم كمستعمرة نمل.

بدوره قال المهندس ياسر بهجت: خلال فترة إقامتي في الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة أجريت العديد من الدراسات والأبحاث حول أدب الخيال العلمي ودرجة انتشاره والاهتمام به، وقد فسر زملاء المهنة وجود الاختراعات والتوصل اليها بفضل جهود المهندسين والعلماء بينما كانت وجهة نظري مختلفة فأنا أرى أن سبب كل الاختراعات هو الأدب وتحديدا أدب الخيال العلمي الذي كتب عنها قبل ان يتوصل العلماء الى ابتكارها، ودللت على حديثي ووجهة نظري بأن كل الاختراعات التي تم التوصل اليها ذكرت في الادب قبل التوصل إليها بمدة زمنية تصل الى 20 سنة، كما لاحظت وجود علاقة طردية بين ارتفاع نسبة الخيال العلمي والاهتمام بالأدب المرتبط به وبين زيادة عدد الاختراعات والأفكار بالمجتمعات التي تتبناه، بمعنى انه كلما زاد الخيال العلمي زادت الاختراعات والعكس صحيح، وقد ساهم ازدياد الاهتمام بأدب الخيال العلمي في المجتمعات الغربية في تطورها وتقدمها، بينما ساهم اهمال هذا النوع من الادب في مجتمعاتنا العربية في تراجعها.

وأضاف: توجد تعريفات عديدة لأدب الخيال العلمي لكنني أميل الى الاستناد الى التعريف الذي أيده أبو الخيال العلمي في الوطن العربي الكاتب نبيل فاروق وهو أنه الأدب الذي ينطوي على المنطقية في الشرح والتعبير مشيرا الى أن اهم ما يميز أدب الخيال العلمي العربي ارتباطه بتعلق العرب بدينهم الإسلامي وقناعتهم بأن الدين الاسلامي يدعو الى التفكر والتأمل والتحليل المنطقي لكل شيء، والفرق بين الأدبين الخيال العلمي الغربي والعربي أن الاول يضع العلم ويبني عليه الخيال بينما الثاني يبني على الخيال والمعتقد علماً

 

في محاضرة احتضنها المقهى الثقافي

مناقشة «المسكوت عنه فيما بعد الحداثة»

أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محاضرة بعنوان «المسكوت عنه فيما بعد الحداثة» ضمن فعاليات الانشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الــ39 للكتاب. وشارك في المحاضرة التي أقيمت بالمقهى الثقافي بأرض المعارض الدولية كل من الأستاذ فهد الهندال الذي ناب عن الدكتور العراقي عبدالله إبراهيم وقدم ورقة بحثه بالمحاضرة، والدكتورة زهور كرام من المغرب، وأدار الجلسة الدكتور علي العنزي. وذكر الدكتور عبدالله إبراهيم في دراسته «الفصاحة السردية الجديدة» التي يراد بها عند العرب سلامة الالفاظ من اللحن والابهام وسوء التأليف من خلال بيان المقاصد من الالفاظ الدقيقة وسلامة المعاني. وأضاف: ان العرب اشتهروا بفصاحة الكلام والبلاغة والوصول الى المبتغى والكشف عنه وتندمج الفصاحة والبلاغة مع بعض باللغة العربية حيث ان الفصيح لديه القدرة على ابتكار عالم من الكلمات مستخدما التصورات ذات القدرة على الإيحاء والابتكار يفوق الواقع وهذه هي وظيفة السرد الجديد. وبين إبراهيم ان وظيفة السرد الاساسية هي تمثيل المرجعيات الاساسية التي يتصل بها بصورة خيالية تجعل المتلقي يتوهم ويتخيل الصورة من المعنى الخطابي له. وأشار إلى الفصاحة السردية الجديدة التي تبنى على فصاحة اللغة بحد ذاتها واستخدام الاحداث والشخصيات واستخدام الخلفيات الجمالية والمكانية والاساليب الخيالية بأسلوب مرتبط بالواقع.

ويقول إبراهيم: للسرد وظيفة أساسية، هي: القيام بتمثيل المرجعيات الاجتماعية والتاريخية والدينية والثقافية التي يتصل بها، وليس نسخها، إنما رسم صورة متخيلة قابلة للتأويل المضاعف عنها، فهو نظام رمزي يستبطن المرجع، ويجعل المتلقّي يتوهّم بأنه يتصل به، لا بقصد تصويره كما هو، إنما بهدف منح المعنى الخطابي له، ولكي ينجح السرد في ذلك عليه أن يراعي “الفصاحة”، أي الإفصاح عن مقتضى الحال، الذي هو الإبانة الفائقة عن المعنى المرجعي للخطاب الأدبي، لا تقوم «الفصاحة السردية الجديدة» على اللغة بذاتها إنما على قوة التمثيل، حيث تكون اللغة عنصرا في منظومة أشمل للتمثيل العام. ويضيف: في ضوء كل ذلك لا يأخذ مصطلح “الفصاحة السردية الجديدة” في اعتباره المفهوم الموروث للفصاحة القائم على الألفاظ، إنما يهتم باللغة باعتبارها نظاما تمثيليا لابتكار المعاني، أو إعادة صوغها حسب شروط الخطاب السردي، وتلك هي “الصنعة السردية” التي ينبغي أن تحظى بالتقدير النقدي، فقد آن الاوان لأن تتحول التركة الكمية للرواية العربية إلى بداية في تأسيس كتابة نوعية، وسبيل ذلك، فيما أرى، الأخذ بأركان الفصاحة السردية الجديدة. وأكد أنه من الضروري أن تكون للرواية نواة سردية صلبة، تنتهي إليها، أو تصدر عنها، وظائف العناصر السردية كلها.

لا أقصد بالنواة الصلبة حدثا جامدا يبنيه السرد بتدرّج، كما هو الأمر في البناء المتتابع للحدث في الرواية التقليدية، رواية القرن التاسع عشر خاصة، إنما أقصد أن يقوم السرد بتشكيل كتلة من الأحداث المتلازمة التي تصبّ في مجرى كبير يضم الوقائع والشخصيات، فلا مكان للوهن في المفاصل الرابطة فيما بينها، ولا مكان للإسهاب الإنشائي الذي يخرّب قيمة المشهد السردي، أو يعيق حركة الشخصية، إنما يتيح حركة حرة ورشيقة لها ولسواها من الشخصيات أن تعبّر عن مواقفها، وأفعالها، ورؤاها، بأفضل طريقة ممكنة، وبلغة مقتصدة ولكنها كافية، فالتركيز ينبغي أن ينصبّ على الأحداث، والأفعال، والمواقف، والأفكار، وليس على الوصف، والاسترسال، والتغنّي بالعواطف المائعة، والتأملات التي تعيق حركة الحدث، ولا تثري أعماق الشخصية، فحذار في “الفصاحة السردية الجديدة” من الإنبهار بلفظ، والاشتياق الشخصي لجملة، والتغنّي بعبارة، وينبغي تجنّب الاطناب الإنشائي الذي يفضح عجز الروائي عن حبك الأحداث، وابتكارها، ولا يفيد في إثراء النواة الأساسية في روايته، التي هي مدار السرد. من جانبها قدمت الدكتورة زهور كرام بعض التساؤلات الممنهجة حول طبيعة مفهوم المحاضرة «المسكوت عنه فيما بعد الحداثة» وكيف أن العالم الآن تهمه المفاهيم قبل الأحداث والوقائع، مما ينشئ إداراكا ووعيا حول زماننا الحالي. وأضافت: ان مصطلح ما بعد الحداثة مصطلح كبير لانه مرتبط بإنتاجات منهجية ثقافية حول طبيعة السرد في الثقافة العربية ويجسد التفكير عمقه. وقالت كرام ان تدخل التكنولوجبا في حياتنا أدى إلى تطور الثقافات في بلدان العربية واختلاف المعاناة الاجتماعية ووجود التناقضات في مجتمعاتنا كلها أسباب أدت إلى تطور السرد وسرعة تنقل المعلومة.

وبينت ان السرد يختلف عن الحكي، فالحكي من طبيعة الإنسان ويستخدمه كوسيلة يومية للتفاعل والتواصل مع الغير، أما السرد فهو أسلوب مرتبط بالأدب والثقافة، مضيفة أننا كعرب نعيش تحولات كبيرة على مستوى السرد. يذكر أن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكتاب ستختتم فعالياتها السبت القادم بحفل تكريم الفائزين بمسابقة أفضل فيلم أدبي ثقافي وتكريم المشاركين في النشاط الثقافي وإحياء حفل لفرقة تخت كويتية.

 

ناشرون يشيدون بمعرض الكويت:

إكتسب مكانه مرموقة عربيا

المعالج: كل الناشرين العرب يطمحون إلى المشاركة فيه بدوي: له خصوصية بين معارض الكتب العربية فكري: اقبال كبير على اقتناء الروايات والكتب التعليمية حلاوة: من أعرق معارض الكتب في المنطقة (كونا) - أشاد ناشرون ومشاركون في معرض الكويت الدولي الــ39 للكتاب بالمكانة المرموقة التي يتمتع بعها المعرض لاسيما على الساحة العربية على غرار معرض القاهرة الدولي للكتاب ومعرض بيروت الدولي للكتاب العربي. وأجمع الناشرون في تصريحات متفرقة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) على الأهمية الكبيرة التي تنطوي عليها رسالة المعرض منذ انطلاقته في سبعينيات القرن الماضي بمبادرة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بهدف نشر الثقافة وحب القراءة وتنمية الذات بين أفراد المجتمع وما حققه المعرض خلال الاعوام الماضية من مكانة عربية مرموقة.

وأضافوا أن المعرض يستقطب الناشرين من دول المنطقة للمشاركة في فعالياته من بيع للكتب وعرض خدمات الانتاج كما يوفر فرصة حقيقية لعقد الصفقات ولقاء المهتمين بالصناعة لتجاذب الآراء وتبادل الخبرات والاطلاع على آخر مستجدات صناعة الكتاب وتطوراتها.

وقال رئيس اتحاد الناشرين التونسيين الدكتور محمد صالح المعالج ان معرض الكويت من أهم المعارض العربية التي يطمح كل ناشر عربي الى أن يشارك فيها، مضيفا ان هناك نحو 14 دار نشر تونسية مشاركة بمعرض هذا العام الى جانب مشاركات فردية.

وأوضح الدكتور صالح أن دور النشر التونسية حرصت على أن تكون الكتب موجودة في الاجنحة في وقت مبكر قبل الافتتاح وعلى حضور أغلبية الناشرين شخصيا في المعرض. ولفت الى مشاركة من اتحاد الناشرين التونسيين في جناح وزارة الثقافة الذي يضم 15 دار نشر وهو جناح يمثل أغلبية دور النشر التونسية التي رغبت بالمشاركة في معرض الكويت الدولي للكتاب.

من جانبه قال مندوب دار الحدائق لقصص الاطفال من لبنان كريم حلاوة إن معرض الكويت الدولي للكتاب من أعرق معارض الكتب في المنطقة وتسعى داره للنشر الى المشاركة فيه عاما بعد آخر نظرا إلى اقبال الجمهور على القراءة واقتناء كل جديد من اصدارات.

وأضاف حلاوة أن معرض الكويت الدولي للكتاب يتميز بمشاركة العديد من دور النشر المحلية والعربية والاجنبية فيه والمنافسة فيما بينها لتقديم كل ما هو جديد ومتميز، مبينا ان الجمهور الكويتي محب للقراءة ويشجع أبناءه عليها من خلال اصطحابهم الى المعرض وحثهم على شراء ما يعجبهم من كتب.

من جهته قال مندوب مركز الراية للنشر والاعلام من مصر أحمد فكري إن المركز يشارك في معرض الكويت الدولي للكتاب منذ خمسة عشر عاما ايمانا منه بمكانة المعرض بين دول المنطقة وأهميته في نشر اصدارات الادباء والمفكرين العرب تحت سقف ثقافي واحد.

وأضاف فكري ان معرض الكتاب يشهد اقبالا من الجمهور الكويتي من مختلف الفئات العمرية الذين يسعون الى الاطلاع على آخر اصدارات دور النشر واقتناء ما يناسبهم مما يحقق الوعي وتنمية المجتمع ثقافيا وفكريا. وذكر ان الذوق العام للقارئ الكويتي قد تغير في الاعوام القليلة الماضية فقد لوحظ إقباله على اقتناء الروايات والكتب التعليمية وكتب تطوير الذات فيما قل الاقبال على شراء كتب الطبخ والابراج التي كانت تلاقى رواجا أكثر سابقا.

من ناحيته قال مدير عام ادارة المعارض بالهيئة المصرية العامة للكتاب ممدوح بدوي ان معرض الكويت الدولي للكتاب له خصوصيته بين المعارض العربية ودور النشر المصرية تحرص على المشاركه فيه لاقبال القارئ الكويتي على الكتاب المصريين ومتابعة الجديد وامتلاكه. ووصف معرض الكتاب بأنه فرصة لتوصيل الثقافة على اعتبارها واحة لتبادل الثقافات بين الشعوب، مشيرا الى ان معرض هذا العام شهد اقبال فئة اليافعين والشباب بصورة ايجابية على اقتناء اصدارات الجيل الجديد من الادباء والكتاب لما يقدمونه من روايات تحاكي واقعهم وهمومهم واهتماماتهم.

ويعتبر معرض الكويت الدولي للكتاب احتفالية ثقافية شعبية ينتظرها محبو القراءة عاما بعد عام لتنمية هوايتهم في المطالعة واقتناء جديد الادباء والشعراء الذين يتنافسون على اصدار انتاجاتهم قبل او خلال فترة المعرض.

وانطلقت الدورة الــ 39 للمعرض في 19 نوفمبر الجاري ويستمر حتى 29 منه بمشاركة 28 دولة منها 15 دولة عربية و13 اجنبية من خلال 519 دار نشر منها 458 دار نشر اهلية و53 مؤسسة رسمية و8 منظمات عربية دولية.

 

لقاء مع رئيس مجلس الأمناء في كلية القانون الكويتية العالمية

د. بدر الخليفة: نسعى إلى نشر الثقافة والوعي القانوني

للمرة الأولى تشارك كلية القانون الكويتية العالمية في المعرض بمجموعة من إصداراتها المتخصصة في مجال القانون. تحدث إلينا د. بدر الخليفة رئيس مجلس الأمناء الذي عبر عن سعادته بالمشاركة في المعرض للمرة الأولى، مشيرا الى أنه كان يأتي إلى المعرض سابقا كزائر في زيارات خاطفة لكن بسبب المشاركة نتردد على المعرض أكثر من مرة ونلاحظ هذا الاقبال الكبير على المطبوعات المختلفة وتنوع الاصدارات، وحسن التنظيم.

وقال: لمست من الكثير من الناشرين الاشادة الكبيرة بالخدمات التي تقدم لهم مقارنة بالمعارض الأخرى.

وقال: د. الخليفة حرصنا على المشاركة لتأكيد دور الكلية في العمل الثقافي والتنويري حيث ان رسالة الجامعة تتعدى مقاعد الدراسة واعطاء الشهادة الجامعية وبرامج الدراسات العليا إلى دورها التنويري في خدمة المجتمع.

وأشار إلى أن مجلس الأمناء يحرص على تقديم الثقافة القانونية للمتابع العام والمتخصص من خلال مجموعة الاصدارات التي تطبعها الكلية لعدد كبير من خبراء القانون في مختلف مجالاته غير المناهج الدراسية التي تتم مع أشهر كليات القانون في أوروبا وأمريكا. وقال: هناك اهتمام كبير بالبحث العلمي وأهميته في خدمة العدالة والقانون لذلك تم انشاء «مركز الكويت للدراسات والبحوث القانونية» بهدف دعم وتمويل الأبحاث التي تثري المعرفة الفكرية والقانونية سعياً لتحقيق مرجعية علمية متطورة في المجالات القانونية على الصعيدين المحلي والعالمي.

وأشار إلى أن المركز يعمل أيضا على تقديم الرأي والاستشارات القانونية للجهات المختلفة وتدريب الكوادر المتخصصة في المجالات القانونية المختلفة للمساهمة في دعم التنمية ومواكبة أحدث المستجدات. ولفت إلى أن المركز يسعى أيضا إلى نشر الثقافة والوعي القانوني ودعم الدراسات القانونية المقارنة الشاملة، مشيرا الى ان المركز يضم أكثر من 50 عضو هيئة تدريس من جنسيات ومدارس علمية قانونية متنوعة تساهم في دعم وتطوير البحث العلمي، ومكتبة تضم أعرق وأهم الدوريات القانونية الكويتية والعربية وأشهر أهم المكتبات الالكترونية القانونية المتخصصة

 

الحركة الأدبية والفكرية في الكويت

الكاتب: د. محمد حسن عبدالله

الناشر: رابطة الأدباء الكويتيين 2014

بمناسبة احتفالية رابطة الأدباء الكويتيين بمرور نصف قرن على تأسيسها، أصدرت هذه الدراسة التي صدرت طبعتها الأولى العام 1973.

في المقدمة يقول الأستاذ طلال الرميضي الأمين العام للرابطة: نهدف من هذا الكتاب المهم إلى التعريف بجزء مهم من الحركة الأدبية، ويعتبر الكتاب من المراجع القيمة حول تاريخ الثقافة الكويتية ومصدرا مهما للباحثين، ويضيف وهو أول كتاب قامت الرابطة بطباعته قبل أربعين عاما.

القسم الأول من الكتاب بعنوان «الكويت وأدبها» ويتحدث عن الموقع وملامح التغيير في عصر النفط، والقضية والمنهج في الأدب الكويتي.

القسم الثاني بعنوان «المؤسسات الثقافية»، ويرصد الحركة من عصر المطوع إلى الجامعة وتعلم البنات، كما يقدم بانوراما شاملة لصحافة الكويت من خلال المجلات المختلفة، كما أنه يتحدث عن الحركة المسرحية منذ البدايات، وجهود زكي طليمات وحمد الرجيب وميلاد المسارح الأهلية الأربعة، ويرصد النوادي والجمعيات في الكويت منذ فترة ما قبل الاستقلال.

القسم الثالث عن الفنون الأدبية، وتحدث فيه عن جيل الرواد واستعرض ملامح الفن القصصي والفن المسرحي.

ويقول المؤلف د.محمد حسن عبدالله في مقدمة الطبعة الثانية: ليس في كتابي هذا خطأ علمي واحد فكل ما فيه موثق بالمصدر والتاريخ والمؤلف.

وقد اعتمدت على قائمة كبيرة من المراجع والمصادر، وكم هائل ومتنوع من قصاصات أخبار الصحف ومقالاتها.

ويضيف: لقد كان الشاعر أحمد السقاف المؤثر الأقوى في تبني نشر الكتاب. أما الدكتور سليمان الشطي فكتب يقول في المقدمة «لا نتردد حين يسألنا سائل عن كيفية البدء في أي موضوع يتناول جانبا من قضايا الفكر والأدب والمجتمع في الكويت أن يكون إرشادنا له انظر كتاب «الحركة الأدبية والفكرية في الكويت» لأن هذا الكتاب وحده الذي حوى واستوعب أهم ما تم من حركة التطور وجوانبها المختلفة في الكويت.

القسم الرابع جاء بعنوان «ملامح من الحركة الفكرية»، وتحدث فيه عن النقد الأدبي، والمعارك الأدبية والفكر الاجتماعي واتجاهاته العامة. والكتاب يقع في 777 صفحة مع تجليد فاخر، وهو معروض في جناح رابطة الأدباء.

 

صرخة النورس (رواية)

الكاتب: إيمانويل لابوري

ترجمة: دينا مندور الناشر: المركز القومي للترجمة – مصر

كنت أطلق الصرخات، كثيرا من الصرخات، صرخات حقيقية. ليس لأنني كنت جائعة، أو عطشى، أو خائفة أو مريضة، ولكن لأنني كنت قد بدأت أرغب في «أن أتكلم»، ولأنني كنت أرغب في أن أسمع نفسي، فالأصوات لم تكن ترتد إلى مسامعي. كنت أهتز. فأعرف أنني أصرخ، ولكن الصرخات لم تكن تعني شيئا بالنسبة إلى أمي أو أبي. بل كانت، على حد قولهما، صرخات حادة لطائر البحر، مثل نورس يحوم فوق المحيط. وهكذا أطلقوا عليّ اسم النورس. كان النورس يصرخ فوق المحيط مطلقا جلبة لا يسمعها هو، ولا هم يفهمون صرخة النورس.

غرفة لم يدخلها رجل

«مختارات قصصية»

الكاتب: مكاوي سعيد

الناشر: المجلس الأعلى للثقافة – مصر

كان عاجزا تماما عن الفعل وليس أمامه إلا مصيران يتهاديان كأرجوحة صغيرة.. أن يمد يديه بسرعة ويخنقها مختتما حياته بالسجن، أو تكون هي الأسرع وتفصل الرقبة.. هنا في الغرفة التي لم يدخلها رجل.. ولعلها كانت تقصد لم يخرج منها رجل أبدا.. ووجد نفسه يبكي.. يُنهنه كالأطفال ويبكي..، ثم ارتفع صوته بالبكاء مع إغماضة عينيه في صدرها وعادت إليه صورهم وهم مندهشون.. يحدقون.. وجسدها الثعباني.. والساحة الكبيرة الممتلئة والسيف إذ يشق الفضاء ثم يهبط فاصلا الرأس عن الجسد والتهليل والجن والعفاريت.

ماذا تعرف عن «الجمال»؟

تأليف: روجر سكروتون

ترجمة: بدر الدين مصطفى

الناشر: المركز القومي للترجمة، مصر

يقدم هذا الكتاب عرضا تفصيليا مبسطا لمفهوم الجمال؛ ويحاول تعريف المفهوم والإلمام به في مستوياته وسياقاته المختلفة، بدءا من المعنى البسيط المتداول في سياق الحياة اليومية، وصولا إلى المعنى التقني (الاستطيقا) في سياق النظرية الجمالية وفلسفة الفن، كما يضع حدودا دقيقة بين الجمال الفني والجمال الطبيعي، وما يعرض له تحت مسمى جماليات الحياة اليومية، ويطرح مجموعة من التساؤلات المهمة: ما الفرق بين الجمال في الفن والجمال في الطبيعة؟ وما الفرق بين الجميل والجليل؟ تساؤلات عدة تفتح مجال نقاش حول الكثير من القضايا الأساسية.

منحة الجامعة بين الترضية والتربية

الكاتب: يعقوب يوسف الإبراهيم

الناشر: دار السلاسل - الكويت

أردته أن يكون مقالا بعنوان «ملفات مسكوت عنها في جامعة الكويت» كما أظهره إعلان على الصفحة الأولى لجريدة «القبس» الصادرة في 10 مايو 2013. وكنت قد استبقت ذلك بمقال موجه إلى وزير التربية والتعليم العالي آنذاك. وشاءت مشيئة الباري عز وجل أن يصبح كتابا، وقد تطلب ذلك التغيير عملا أكبر ووقتا أطول، أما الجهد فأترك تقديره لمن يقرأه. وأخيرا، ومن دون لجاج، ولإن التقى مبتغى حديثي في هذه السطور من واقع ما برز وفاض من نصوص ووثائق ورؤى أثبتها بين دفتي هذا الكتاب، الذي يشهر ويدين ومن دون أدنى شك، سالكي طرق الادعاء الملتوية وحرف التزييف التي وصلت إلى درجة الاختراع، وأن يكشف المتسببين الذين يتسترون ظلما خلف أستار نقاء الأكاديمية ونشر المعرفة دجلا وهم منها براء.

 

التجربة الهندية

الكاتب: منصور عرابي

الناشر: دار الفاروق

مما لا شك فيه أن النموذج الهندي في التحول الديموقراطي والنهضة الاقتصادية الحديثة يعد تجربة جادة ومفيدة، ويمكن الاستفادة منها – أو من بعض جوانبها – في المرحلة الراهنة في مصر والعالم العربي.

والهند ثاني أكبر البلدان في العالم من حيث تعداد السكان، كما تحتل المرتبة السابعة عالميا من حيث المساحة، وهي البلد الديموقراطية الأكثر ازدحاما في العالم، وأحد الأعضاء المؤسسين «للأمم المتحدة»، وعضو في حركة عدم الانحياز.

نالت الهند استقلالها عام 1947، وأُعلنت الجمهورية الهندية عام 1950م، وأصبح لها دستور جديد، وفي عام 1974م أجرت الهند تجربة نووية تحت الأرض، ثم أجرت خمس تجارب أخرى عام 1998م؛ مما جعل ذلك من الهند دولة نووية.

وابتداء من عام 1991م حدثت بالهند إصلاحات اقتصادية كبيرة حولت الهند إلى واحدة من أسرع الاقتصاديات نموا في العالم. وفي هذا الكتاب يتحدث المؤلف عن الهند حضارة وتاريخا، كما يتناول التجربة الهندية الناجحة والدعائم الاقتصادية للهند، وعوامل النهضة في الحضارة والثقافة الهندية، والسبل إلى استفادة مصر والدول العربية من هذه التجربة الهندية الرائدة.

المسلمون والآخر (في وثائق البرديات العربية)

الكاتب: د. سعيد مغاوري محمد

الناشر: دار العالم العربي - مصر

تمثل وثائق البرديات العربية نصوصا تاريخية بالغة الأهمية في مجال التاريخ والآثار والحضارة والفكر والفنون واللغة والنظم والدراسات الإسلامية؛ نظرا لأنها تضرب بجذورها في عمق التاريخ، ومن ثم لا يمكن أن يتطرق إليها أدنى شك؛ إذ إنها كُتبت في زمن الخلافة الراشدة، ثم في العهدين الأموي فالعباسي.

واعتمادا على الوثائق البردية، فإن هذا الكتاب يوضح مدى احترام المسلمين – عبر تاريخهم الطويل – للـ (آخر).. سواء أكان هذا الآخر من أصحاب الرسالات (أي من اليهود أو النصارى)، أو ممن لا يدين بأي ديانة مطلقا.. فلقد كشفت نصوص هذه الوثائق التاريخية المهمة احترام الإسلام وخلفائه وولاته وعماله وسائر المنتسبين إليه لآدمية الإنسان ومشاعره، والحرص الشديد على عدم الاعتداء على حُرماته وأمواله وأعراضه، حتى وصل الأمر في كثير من الأحيان إلى الاستعانة بخبرات (الآخر) في أعمال الدولة من منطلق الثقة المتبادلة بينهم وبين غيرهم. وبداخل الكتاب مزيد من الرصد الكاشف للعلاقات الودية بين المسلمين والآخر يصعب سرده في هذا المقام.

ثلاث سنوات في الكويت

المؤلف: ڤ. ف. تروبنيكوف

الناشر: مركز البحوث والدراسات الكويتية

«ثلاث سنوات في الكويت.. مذكرات طبيب العظام السوفييتي البروفيسور ڤ. ف. تروبنيكوف 1970 – 1973»، نهض بترجمته من اللغة الروسية إلى اللغة العربية د. ناصر محمد الكندري ود. محمد عيسى الأنصاري متقاسمين هذا العبء الثقيل، خاصة في ظل وجود العديد من المصطلحات الطبية الدقيقة نظرا لتخصص الكاتب، فلهما منا كل الشكر والتقدير.

وقام المركز بجهد كبير في إعداد هذا الكتاب للنشر، حيث كان موجها في الأساس للقارئ الروسي مما استلزم تدخلا في بعض الموضوعات وإعادة تحريرها، مع الإشارة إلى ذلك في موضعه ليناسب القارئ العربي المقدم إليه. ولهذا الكتاب أهمية كبرى، حيث يؤرخ لمرحلة محورية للغاية من مراحل تاريخ الكويت المعاصر، وهي التي شهدت نهضة اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة جراء التوظيف الجيد لعوائد النفط الضخمة، حيث ارتقى قطاع الصحة والتعليم والإسكان والتجارة والثقافة والرياضة وغيرها، وهو ما سجله الكاتب بتفصيلاته، وإن ركز بالطبع على القطاع الصحي نظرا لعمله المتواصل فيه لثلاث سنوات، فجاء هذا الكتاب بمنزلة سفر تاريخي خاص بقطاع الصحة في دولة الكويت حتى أوائل السبعينيات، وقد ضمن المؤلف كتابه معلومات كثيرة أخرى عن تاريخ وجغرافية واقتصاد وثقافة ورياضة وفن ورجالات الكويت في هذه الأثناء، مما جعل الكتاب يتخطى في تصنيفه باب أدب الرحلات إلى تصنيفه كتابا متعدد الموضوعات عن الحياة في الكويت في هذه الأثناء.

 

 

 

Happy Wheels