مهرجانات وأنشطة

النشرة الأولى


اضغط هنا لتحميل PDF النشرة الاولى

 

 

الليلة الافتتاح..
وتكريم الفنان
محمد التتان

 

 

الافتتاحية
أصبح مهرجان الكويت الدولي للموسيقى من أهم المهرجانات التي يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مدار العام، ويأتي متزامنا مع احتفالات الشعوب قاطبةً باليوم العالمي للموسيقى، هذه الاحتفالية التي تم إقرارها من قِبل اليونسكو لتكون يوما يحتفي فيه العاملون بمجال الموسيقى من خلال تقديم أنشطتهم وفعالياتهم في مختلف الميادين.
ودولة الكويت التي آلت على نفسها أن تضع النشاط الثقافي نصب عينيها تشارك، مثلها كل الدول الحضارية، في هذه المناسبة عن طريق مهرجان الموسيقى السنوي الذي تحتفل هذا العام بدورته العشرين، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب دأب على إقامة مثل هذه الأنشطة لتكون ملتقى يعرض فيه مختلف أشكال الفنون الموسيقية.
ويحرص المجلس الوطني في كل دورة من الدورات على تقديم نخبة مميزة من الأعمال الموسيقية، حيث ستشهد هذه الدورة مجموعة من المشاركات البارزة، والأهم من بينها تكريم أحد أبرز الأعمدة الفنية الكويتية والعربية، وهو الفنان محمد التتان،
لدوره وعطاءاته الفنية حيث ستُقَّدَم ليلة غنائية لأعماله التي تتغنى بها أصوات شبابية موهوبة من فرقة كلية التربية الأساسية.
وهناك مشاركة للفرقة الكوبية، وفرقة البي بوب-جاز، وليلة تحييها فنانة الأوبرا أماني الحجي، وليلة للفنان نواف الغريبة، وليلة فن الخماري يحييها الفنان عبدالوهاب الراشد.
هذه التوليفة الفنية الموسيقية تشكل جرعة راقية يقدمها المجلس كقناة من قنوات العمل الفني والثقافي في الكويت، ونوجه من خلالها الدعوة إلى المتخصصين والجمهور بشكل عام لحضور تلك الحفلات والاستمتاع بألوان موسيقية مختلفة ومتنوعة.
م. علي حسين اليوحة
الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

 

 

يقام تحت رعاية وزير الإعـــــلام ويشهد تكريم اسم الفنان محمد التتان
مهرجـان الكويــت الدولــي للموسيقى الـ 20 ينطلق اليوم

فنون فولكلورية وأوبرالية كويتية وفرق عالمية في المهرجان
فرقة «التربية الأساسية» تحيي حفل الافتتاح وأغانٍ في ليلة تكريم التتان
الدويش: المجلس الوطني يسعى دائماً إلى تكريم رواد الفن الكويتي

 


كلمة الأمانة العامة

 

تحتفل دولة الكويت بمهرجان الموسيقى الدولي الـ 20 للعام 2017 تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مؤكدة دورها الريادي على مستوى العالم في تشجيع وخلق إبداعات شبابية وشرائح متنوعة من الأجيال التي أثبتت جدارتها العلمية والثقافية والفنية في شتى مجالات الإبداع الفني، إضافة إلى بسط شعاع الوفاء لرجال أخلصوا للفنون والآداب من خلال تكريمهم في المحافل المحلية والدولية ليكونوا مثالا صادقا لأبناء هذا الجيل يقتدوا بإبداعاتهم وعطائهم.

 

تحت رعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح، يطلق المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الثامنة مساء اليوم على مسرح عبدالحسين عبدالرضا فعاليات الدورة العشرين لمهرجان الموسيقى الدولي.
يشهد المهرجان إقامة أنشطة عدة تجمع ثقافات العالم الموسيقية من الفنون التراثية والفولكلورية والأوبرالية والشعبية والغربية، وسيكرم في ليلة الافتتاح اسم الفنان والعازف الراحل محمد التتان، وتتخللها أمسية لأوركسترا وكورال التربية الأساسية، فيما ستقام في اليوم التالي ليلة موسيقية للفرقة الكوبية، وفي اليوم الثالث للمهرجان ستقدم مغنية الأوبرا الكويتية أماني الحجي أمسية غنائية أوبرالية، فيما تغني فرقة «البي بوب» فن الجاز، وستقدم فرقة معيوف مجلي الشعبية ليلة من الفن الخماري، وسيختتم المهرجان بليلة للفنان نواف الغريبة.
وتقام الفعاليات على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا، فيما ستقام ليلة فرقة معيوف مجلي على خشبة مسرح متحف الكويت الوطني.
ويشهد حفل الافتتاح اليوم ليلة غنائية، وسيعرض فيلم وثائقي يتناول مسيرة التتان الفنية الطويلة، ويشهد مشاركة نخبة من الأصوات الشابة من كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
والتتان من رموز الموسيقى في مسيرة الفن الكويتي، وتعاون ملحنا وعازفا على آلة الكمان مع نخبة من الفنانين الرواد، بينهم عوض دوخي، وعائشة المرطة، وغريد الشاطئ، وعبدالحميد السيد، وخليفة بدر، وغازي العطار، وشادي الخليج.
من جانبه، أكد الأمين العام المساعد لقطاع الفنون والمسارح د. بدر الدويش سعي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلال دورات مهرجان الموسيقى الدولي دوما إلى تكريم رواد الفن الكويتي في مجالات الكلمة والألحان والغناء والموسيقى، وبالتالي كان اختيار الفنان الكبير الراحل محمد التتان، لافتا إلى أنه يعتبر من الأسماء البارزة في مجال الأغنية الكويتية إبان مرحلتي الخمسينيات والستينيات.

 

 

في كتاب يوثق مسيرته يصدر بالتزامن مع تكريم اسمه اليوم
محمد التتان.. صفحة مضيئة
في تاريخ الموسيقى الكويتية

 

 

 

من أوائل الشباب الكويتي الذين سافروا لدراسة الموسيقى في العام 1969 إلى القاهرة

 

ينسب للفنان محمد التتان اكتشافه الفنان عبدالعزيز مفرج «شادي الخليج»

 

عاصر وتأثر بأسرة «أولاد عزرا» خصوصا عازف الكمان الشهير صالح الكويتي

 

يواجه الباحث تجاه شخصية رائدة في مجال الموسيقى مثل التتان شحًا في المصادر

 

يعتبر الفنان محمد التتان من أوائل الشباب الكويتي الذين سافروا لدراسة الموسيقى في العام 1969 إلى القاهرة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الموسيقى العام 1974 بدرجة امتياز، ثم عمل في وزارة الإعلام ملحنا.
كانت بدايات حياته أن احتضنه أخوه الفنان محمود أحمد التتان الذي كان يعزف العود ويغني، فشجعه على تعلم العزف لآلة الكمان وبرع فيها، وأخذ يصاحب أخاه في العزف في الحفلات الخاصة والسمر في الرحلات البرية.
عاصر وتأثر بأسرة «أولاد عزرا»، خصوصا عازف الكمان الشهير صالح الكويتي، واستمر في ملازمتهم ويحضر جلساتهم فترة طويلة من الزمن انعكس ذلك على أسلوب عزفه وطريقة أداء القوس لآلة الكمان لديه، كما عاصر الفنانين المطربين وارتبط بصداقة شخصية مع الفنان الراحل عوض دوخي وسعود الراشد ومجموعة من الفنانين الكويتيين. تعامل كملحن مع العديد من المطربين الكويتيين والمطربين العرب أمثال الفنانة مائدة نزهة والفنانة سعاد محمد، اشتهر أيضا كموسيقي في الوسط الفني كعازف على آلة الكمان ومؤلف موسيقي، حيث ألّف العديد من المقطوعات الموسيقية منها على سبيل المثال: «لونجا نهاوند» و«مقطوعة كاظمة».
كما ينسب للفنان محمد التتان اكتشافه للفنان عبدالعزيز مفرج (شادي الخليج) عندما كان الفنان عبدالعزيز طالبا في مدرسة الأحمدية منتسبا لفريق الكشافة، حيث كان الطلاب يؤدون الأنشطة والأغاني، فاستمع له وشجعه للذهاب إلى مركز الفنون الشعبية، كان على أثرها تقدم الفنان شادي الخليج، الذي اكتشفه الفنان محمد التتان حيث زارهم في العام 1958 والتقى بمجموعة من الفنانين من بينهم حمد الرجيب وسعود الراشد وأحمد باقر وأحمد الزنجباري وعبدالحميد السيد والنهام راشد الجيماز. وكانت البداية الفعلية له في العام 1960 حينما قدم له الفنان أحمد باقر أغنية «لي خليل حسين»، فسطع نجمه من ذلك الوقت وحتى يومنا الحاضر.
بالتمعن في شخصيته، تلاحظ أنها تعكس شخصية الشاب الكويتي في فترة الخمسينيات والستينيات، حيث بساطة المحيا ومسحة الحياء والتواضع أمام عدسة الكاميرا، إضافة إلى طريقة نسفة الغترة (الجرينبا) وطريقة الجلوس على الأرض لتساعده على العزف وتوجيه نظراته إلى آلة الكمان متمعنا بالنغمات التي تصدرها، صورة عفوية لفنان عشق هذه الآلة الجميلة التي لم تكن منتشرة بين الشباب الكويتي في ذلك الزمن الجميل.
ويعتبر شح المصادر التي يواجهها الباحث تجاه شخصية رائدة في مجال الموسيقى كشخصية الفنان الراحل محمد التتان معضلة حقيقية، خصوصا عامل الزمن في الإعداد لنبذة عن حياته الموسيقية حيث تسابق القلم في هذا الإعداد، فالوصول إلى الهدف المنشود من تسليط الضوء على هذه الشخصية الموسيقية واجب وطني وفني علينا نحن الموسيقيين أولا لإظهار مكامن الإبداع الحقيقي والوضع الاجتماعي الذي كان عليه، ولكن عزاءنا الوحيد أن تكريما لشخصه ولأعماله من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وتسليط الضوء على ما حجبته ظلمة التاريخ عن هذا الإنسان المبدع ولغيره من أقرانه الموسيقيين يعد لمسة وفاء تجاه أبناء هذا الوطن المعطاء، وإن قصرت الدراسة في جوانب من مسيرته لتعطي فرصة للباحثين ذوي الاهتمام الفني والأكاديمي رسالة بإعداد دراسة معمقة عن أعماله الموسيقية مستقبلا، بل تحفز أهله وأصدقاءه على إبراز المعلومات التي قد تخفى على القاصي والداني، فالقلة القليلة من أصحاب التخصص يجهل وجود عازف كمان كويتي وملحن مثل شخصية الفنان الراحل محمد أحمد التتان، ولكننا انتهزنا فرصة وجود مهرجان الموسيقى الدولي الـ 20 المقام على أرض الكويت الحبيبة خلال الفترة من 1 إلى 6 مايو 2017 لإبراز هذه الشخصية الموسيقية لأجيال الشباب الحالي للتعرف عن كثب على عطاءات وإبداعات من سبقهم على هذه الأرض الطيبة، ولنعرف الشباب على شخصية كويتية أسهمت في عطائها المتميز في مجال الموسيقى استحقت منا إبرازها وتسليط الضوء عليها.
وما شجعنا على التركيز على هذه الشخصية حب الفنانين واحترامهم لها لما تتمتع به هذه الشخصية من الخلق الكريم وثقة الفنانين بشكل عام، فقد روت بعض المصادر: بعد أن عُيِّن الفنان أحمد باقر مسؤولا للموسيقى في مركز الفنون الشعبية، افتتح أحمد باقر مركزا لتعليم الموسيقى، حيث كانت الدراسة فيه بعد الظهر، وقد كان الفنان أحمد باقر والفنان محمد التتان هما المشرفان على هذا المركز التعليمي والتفتيش على حضور الطلبة والمدرسين.

 

سيرة ذاتية
> الاسم: محمد أحمد محمود التتان
> من مواليد دولة الكويت عام 1933م.
> الحالة الاجتماعية: متزوج وله من الأولاد أربع بنات وولدان.
> تاريخ وفاته: مارس 1978م.
> عمل في بداياته بـ KOC شركة الكويت للبترول بمنطقة الشعيبة.

 

 


حمد الهباد عن التتان: مر بهدوء ورحل بصمت
يقول مدير عام مهرجان الموسيقى الدولي العشرين د.حمد الهباد عن الفنان محمد التتان:


نادرا ما تجد من يدرك شخصية الفنان الكويتي الملحن وعازف الكمان محمد أحمد التتان، رغم عطائه الغزير بتأليف المقطوعات الموسيقية وتلحين الأغاني لمطربين من دولة الكويت والوطن العربي، وإجادته العزف على آلة الكمان، ودراسته العلوم الموسيقية وحصوله على درجة البكالوريوس في الموسيقى من القاهرة، بيد أنه مر في مسيرة تاريخ الفن الكويتي بهدوء ورحل بصمت، أحبه زملاؤه الفنانون لجمال عزفه على آلة الكمان التي كانت الوسيلة الوحيدة للتواصل مع زملائه في الحفلات والتسجيلات الإذاعية ورحلات البر والسمر، تميز بدماثة وبنبل خلقه، وبحسن تعامله مع أصحابه الفنانين، والتصاقه بأهله خصوصا أخيه الفنان محمود التتان، الذي كان يصاحبه دائما في العزف على آلة الكمان. رجل فنان لم تسلط الأضواء الإعلامية على شخصيته، آثرنا بمناسبة احتفال دولة الكويت بمهرجان الموسيقى الدولي العشرين المقام على أرض الكويت خلال الفترة من 1 إلى 6 مايو 2017 الذي يحظى برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن نسلط الضوء على شخصية كويتية موسيقية، قد تكون سقطت من ذاكرة التاريخ الموسيقي الكويتي، بيد أنها عاشت في قلوب محبيه الذين يقتنون أعماله الموسيقية، ولنؤكد لأبناء هذا الجيل أن دولة الكويت كانت ومازالت ولادة للمبدعين والموسيقيين، وواجبنا تسليط الضوء عليهم. وعلى الرغم من شح المصادر، فإننا نقدم هذا الكتيب الذي يعد النواة الأولى لمشروع بحث في شخصية كويتية كعازف الكمان الفنان محمد أحمد التتان.

 

 

مهرجان الكويت الدولي للموسيقى يُكرِّم اسمه اليوم

 

محمد التتان..
نغم أصيل
من زمن الفن الجميل

 

 

عبدالله بوغيث: فنان حقيقي
وصادق أثرى الفن الشعبي

 

أيوب الخضر: شخصية ثرية بالعطاء وينتمي إلى أسرة فنية عريقة

 

يوسف المهنا: مبادرة تكريمه تستوجب شكر المجلس الوطني

 

د. غنام الديكان: له إسهامات بارزة في الأغنية الكويتية

 

كتب: فالح العنزي
يكرم مهرجان الكويت الدولي للموسيقى الذي ينطلق اليوم على مسرح عبدالحسين عبدالرضا اسم مايسترو الكمان الفنان الراحل محمد التتان؛ تقديرا لما قدمه من إسهامات في الأغنية الكويتية عامة والموسيقى على وجه الخصوص، حيث يعد واحدا من أمهر العازفين الموسيقيين، وأول من احترف العزف على آلة الكمان، ومن بعدها آلة العود، قبل أن يقدم نفسه ملحنا قادرا على صياغة الجملة اللحنية باقتدار.
الفنانون يوسف المهنا وغنام الديكان وعبدالله بوغيث والمايسترو أيوب الخضر أجمعوا على الاحترافية التي اتسم بها الفنان محمد التتان، وكيف كان لأعماله الأثر الكبير في الأغنية الكويتية، سواء في مجال الفنون الشعبية أو الموسيقى والتلحين... وهنا نص آرائهم.

 

غنام الديكان
في البداية يقول الفنان غنام الديكان: يعتبر الفنان الراحل محمد التتان من الأسماء الرائدة في الأغنية الكويتية، وكانت له العديد من الإسهامات التي شكلت قوالب الأغنية الكويتية خصوصا أنه كان من أول العازفين على آلتي الكمان والعود منذ الستينيات، شخصيا لم أتعاون معه أو لم تجمعني به أي أعمال في تلك الفترة الزمنية، لكني كنت أعي تماما أنه يعتبر واحدا من القلائل الذين قدموا مجموعة من الألحان تعاون فيها مع عدد من مطربي الساحة الغنائية وسيرته ثرية بالعديد من الأعمال، التتان ينتمي الى أسرة فنية غنائية عريقة لها باع طويل في الفن والتلحين، كما كان أحد المؤسسين لمركز الفنون الشعبية في منتصف الستينيات هو وأشقاؤه.

 

مبادرة رائعة
من جانبه يقول الفنان يوسف المهنا: في الحقيقة أنا سعيد جدا بهذه المبادرة الرائعة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تكريم من سطروا أسماءهم في واجهة الأغنية الكويتية، وهي مبادرة ليست غريبة على هذا الصرح الفني والثقافي في تكريم من ساهموا في إثراء الأغنية الكويتية، ويسعدني أن أذكر خصال الموسيقار الراحل محمد التتان أحد أمهر العازفين في الأغنية الكويتية، وهو اسم له صولاته وجولاته، شارك في تسجيل مجموعة من الأغاني الشهيرة في تلك الفترة، وإن كانت هذه التعاونات محدودة إلا أنها تركت أثرا كبيرا، خصوصا التي جمعته مع كبار المطربين أمثال عوض دوخي وغيره من المطربين.

 

صادق وملتزم
ويؤكد الفنان عبدالله بوغيث أن الفنان محمد التتان هو أول فنان كويتي احترف العزف على آلة الكمان، وأنه فنان حقيقي وصادق وملتزم، لكن بحكم عمله وانشغاله بتأسيس مركز الفنون الشعبية، وأيضا تعاونه كملحن لم يسعفنا الوقت في تلك الفترة ان نتعاون في عمل غنائي، على الرغم من انه عرف كملحن الحانه تعتبر من النوادر، فهو رحمه الله عرف بأنه من اشهر عازفي الكمان وآلة العود ورافق الكثير من المطربين، نحن كمطربين نعرف تماما أهميته كفنان هو ايضا اشقاؤه محمود ووليد فقد كانت لهم اسهامات كثيرة في اثراء الأغنية بالكثير من الأعمال الجيدة، أعتقد أن تكريمه في ليلة موسيقية وفي مهرجان دولة هو تكريم مستحق لفنان اعطى الكثير، كان محبا للموسيقى وللفن فأخلص لهما وترك خلفه إرثا موسيقيا مستحقا.
مدرسة في العزف
ووجه المايسترو أيوب الخضر الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنان والآداب وقال: إن الفنان التتان أحد الفنان الشعبيين وواحد من أمهر عازفي آلة الكمان وكان له أسلوبه الخاص في العزف، ومن دون مبالغة يعتبر اسلوبه وطريقته مدرسة نهل منها كل العازفين الذي اعقبوا مسيرته، حتى في مجال الألحان كانت له مجموعة خالدة من الالحان التي تعاون فيها مع كوكبة من الفنانين امثال عوض دوخي، وعائشة المرطة، وغريد الشاطئ، وغازي العطار.
ويكمل الخضر: عائلة التتان عائلة فنية غنائية... هو أول موسيقي يشرع الأبواب أمام المبدعين من ابناء العائلة الكريمة، امثال شاكر التتان وهو أحد الفنانين الشعبيين الذين تميزوا بالفن العدني وعبدالعزيز التتان والد محمود وعبدالعزيز من مخرجات المعهد العالي للفنون الموسيقية، كما ان من اسرته الدكتور فراس التتان فنان غني عن التعريف من اجمل الاصوات، كذلك الفنان بسام غازي البلوشي ابن شقيقة المحتفى به، كما أن للأسرة الكريمة علاقة أسرية مع عائلة الدوغجي، بمعنى ان الفن الأصيل يسري في عروق هذه العائلة الكريمة، ولا بد من قول كلمة في حق الدكتور حمد الهباد الذي حرص على استحضار هذه الشخصية القيمة والثرية، وأن يمنحها هذا التكريم ممثلا بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

 

6 فرق محلية وعالمية تشارك في المهرجان هذا العام


يشارك في أنشطة مهرجان الكويت للدولي للموسيقى هذا العام الفرقة الكوبية، وفرقة البي بوب – جاز، وحفل الفنان نواف الغريبة، وحفل مغنية الأوبرا أماني الحجي، بالإضافة إلى ليلة فن الخماري التي يقدمها الفنان عبدالوهاب الراشد... وهنا إطلالة على الفرق والفنانين المشاركين في المهرجان:

 

الفرقة الكوبية .. موسيقى هافانا الشعبية

 

 

يالفريد فالدز، هو عازف بوق كوبي، تدرب على الطريقة الكلاسيكية في العزف منذ سن العاشرة وحتى الخامسة والعشرين.
في عمر السادسة عشرة بدأ العزف بشكل احترافي، وعزف في أكثر احتفالات الجاز والموسيقى العالمية أهمية في أمريكا الشمالية وأوروبا.
إن العزف جنبا إلى جنب مع مجموعة من أفضل الموسيقيين في العالم ساعده في تطوير مهاراته في موسيقى الجاز الارتجالية والتلحين والتوزيع، وعمل عازف بوق لفرقة «سيرا مايسترا» لمدة 10 أعوام.
إن سيرا مايسترا هي واحدة من الفرق الشعبية المهمة في كوبا، وكانت من مؤسسي المشروع الكوبي المستحسن النادي الاجتماعي بوينا فيستا، حيث انتشرت موسيقاهم في أكثر من 50 بلدا.

 


البي بوب جاز .. موسيقى الحداثة

كيفن دافي هو عازف بوق وملحن وموزع وقائد فرقة مقيم في لندن.
وفي حياته المهنية التي تمتد ثلاثة عقود جمع مجموعة كبيرة من التسجيلات التي تشمل سلسلة أعمال، من بينها المسرح الموسيقي حتى موسيقى الجاز الحديثة والموسيقى المعاصرة. وقام بجولات كثيرة مع فرق مثل: لامب وآدم إف ليمن سيسي سيكرت سوسيتي، وفينالى كوي.
ولد في نوتنجهام في العام 1961، وانتقل إلى مانشستر في العام 1986 للدراسة في جامعة مانشستر، قسم الآداب في الفنون العامة، وظل في مانشستر حتى العام 1994، وأصبح شخصية معروفة في مدينة الفنون النابضة بالحياة والمسرح والموسيقى وبناء علاقات قوية مع فرقة فينوز باند أون ذا وال بي جي بيلز حيث أقام معهم فترة طويلة.

 


أماني الحجي .. سوبرانو الكويت

 

عندما يذكر هذا الاسم، يذهب بنا بعيدا إلى سماء عالم الأوبرا!
هي أول مغنية أوبرا في الكويت ومنطقة الخليج العربي، وهي أستاذة في المعهد العالي للفنون الموسيقية – قسم أصوات.
حكاية عشق وأمل... اختارت هذا الفن الصعب منذ صغرها، بعد أن تُيمت عشقا به، وعند دخولها المعهد العالي للفنون الموسيقية عن طريق المصادفة، وهي تشاهد إعلانا للمدرسة الثانوية الموسيقية على تلفزيون دولة الكويت في العام 1982 التحقت به، وكان التحاقها بالمعهد أملا كبيرا بالنسبة لها لتنمي وتهذب مهاراتها وثقافتها الأوبرالية على يد كبار الموسيقيين في الكويت، تميزت بقوة وإمكانات صوتية عالية، ولمعت بإحساسها على أداء أصعب أغاني كبار مغني الأوبرا على مستوى العالم، كما اختيرت ابنة الكويت أماني الحجي لتكون أول سفيرة تمثل في مجالها الأوبرا إلي الروح الوطنية الكويتية بعدة دول على مستوى الوطن العربي والعالم.
وها هي تصبح اليوم أحد أهم نجوم الغناء الأوبرالي على مستوى الوطن العربي.. بل العالم!

 

أهم مشاركات المغنية أماني الحجي الدولية
تم اختيارها رسميا في خمس مشاركات في دار الأوبرا المصرية خلال عامي 2002 و2006، وفي العام 2011 شاركت على مسرح مهرجان «أصيلة» في المغرب، وكانت إحدى أهم مشاركاتها بإيطاليا مهرجان «إكسبو ميلانو» عام 2015، ولها العديد من المشاركات الأخرى بعدة دول حول العالم كأوكرانيا ولبنان والبحرين وقطر والإمارات وغيرها من الدول، كما كُرمت من عدة سفارات حول العالم لتميزها في مجالها الأوبرالي، منها السفارة الأمريكية والسفارة البولندية وغيرهما من السفارات داخل الكويت وخارجها، كما تم اختيارها لعدة برامج كعضو في لجنة التحكيم ومدربة صوت لبرامج المواهب بمشاركة كبار نجوم الخليج والوطن العربي، منها برنامج «نجم الخليج» على قناة «دبي».

 


نواف الغريبة .. تاريخ ثري من الألحان

 

إن الملحن هو الذي يستطيع تجاوز الحدود الثقافية من خلال الموسيقى، إن نواف الغريبة موسيقار تعبر موسيقاه عن تاريخ ثري متعدد الثقافات. كان طالبا بالدراسات العليا في جامعة ساوث هامبثون بالمملكة المتحدة، حيث حصل الغريبة على درجة الماجستير في التلحين، ويعمل حاليا في المعهد العالي للفنون الموسيقية بالكويت.
قضى الغريبة معظم وقته في السفر بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، مما أكسبه خبرة استكشافية في أشكال منفصلة وتقليدية من الموسيقى. وبدأ الغريبة بالعزف على البيانو والجيتار، وعلى الرغم من ذلك فخلال رحلاته اختار أن يتعلم الطبلة (أو الطبول الهندية) وآلة السيتار الهندية والعود العربي والمزمار الهندي وآلة الكورا الأفريقية والطبلة المعلقة المعاصرة وآلة الديجيريدو للسكان الأصليين، ويؤمن الغريبة بأن الموسيقى لا تقتصر على نمط واحد، حيث وجد أن مزج الموسيقى من العديد من الثقافات ينتج صوتا غنيا متجانسا؛ فمن خلال مزج الأصوات من مختلف الثقافات، تمكن الغريبة من الجمع بين التقاليد الموسيقية المختلفة، من أجل إيجاد أنماط جديدة من الموسيقى من خلال دمج الثقافات المتنوعة.
إنه يستمتع باستخدام الآلات الموسيقية العرقية القبلية، مثل الخيزران البدائي والمزمار وآلة الكورا التوافقية الأفريقية، والتي يعتقد أنها تمثل البعد الإنساني الطبيعي: «إنها تتمتع باللمسة الإنسانية التي يفتقر إليها عصر الموسيقى الرقمية».
إن الغريبة شخص روحاني بطبيعته، فهو يعتقد أن الموسيقى شكل من أشكال التنوير، مصدر للاسترخاء والتفكير العميق. إن الموسيقى تتعلق بروح الإنسان لا يشابهها في ذلك أي نوع آخر من الفنون، إنها تعبير عميق عن العواطف الإنسانية. يعتقد الغريبة أن الموسيقى يجب أن تكون موضع اعتزاز وتقدير باعتبارها واحدا من أقدم الفنون الإنسانية.
وفى النهاية، يأمل نواف أن تؤثر موسيقاه في الناس لاستكشاف العديد من الأصوات التاريخية التي أبدعها البشر خلال وجودهم على هذه الأرض. ويأمل أن يقدر الناس العديد من أنماط التعبير الروحي والعاطفي التي يمكن للمرء أن يصورها من خلال الصوت. إن أحد أجمل أسرار الحياة هو العلاقة بين العاطفة الإنسانية الطبيعية واتصالها بالموسيقى، وكذلك تأثير الموسيقى في النفس البشرية.

 


العالم يحتفل به منذ 35 عاما في 21 يونيو كل عام

الموسيقى.. عيد للفرح والسلام واكتشاف الذات

 

كتب: شريف صالح
في 21 يونيو من كل عام، يعم عيد الموسيقى شوارع فرنسا والعديد من دول العالم.
هذا العيد الذي ولد قبل 35 عامًا وتحديدًا في يونيو عام 1982، انطلقت الفكرة مع بدء المدار الصيفي بمبادرة من وزير الثقافة الفرنسي الأسبق جاك لانغ وموريس فلوري، مدير الموسيقى والرقص.
كانا يرغبان في إعطاء مكان لفرق الروك والجاز إلى جانب الموسيقى الأكثر كلاسيكية. وأرادا أيضًا دعم أداء الهواة والاحتفاء بهم.
آنذاك كان خمسة ملايين فرنسي يعزفون في الواقع على آلة موسيقية. فلماذا لا ينزل هؤلاء للناس في الشارع؟

 

الكويت من أكثر دول العالم احتفاءً بهذا العيد سنويًا وإن تأرجحت مواعيد إقامته بين شهري مايو ويونيو وفقًا لظروف الأجندة الثقافية

 

أكبر حدث موسيقي عالمي
في القارات الخمس

 

123 بلداً حول العالم تقيم أنشطة شعبية ومجانية في هذا اليوم
يقول جاك لانغ: «كان 21 يونيو 1982 أكبر لحظة تهيب في حياتي». ولحسن الحظ تجاوب نحو مليون فرنسي مع شعار «قوموا بعزف الموسيقى»؛ وكان نجاح المرة الأولى فورياً لدى الناس فغطت وسائل الإعلام الحدث.
وسرعان ما تمكن عيد الموسيقى من الانتشار بشكل واسع خارج الحدود الفرنسية منذ عام 1985، مقرونًا بانخراط الجهات الفاعلة كمدارس الموسيقى والجمعيات أو حتى البلديات.
وعلى المستوى الأوروبي، تدرب شبكة من المشغلين، منذ 1995، جمعية العيد الأوروبي للموسيقى. وهذا يسمح بتبادل الموسيقيين بين البلدان.
وأصبح من المعتاد أن يجري الاحتفال بالموسيقى الحية كل سنة عبر إقامة حفلات للهواة والمحترفين في كل أنواع الأمكنة في العالم، حتى في الأماكن الأكثر خروجاً عن المألوف: في المنتزهات والشوارع والمطاعم وساحات الأبنية أو حتى المتاحف والسجون والمستشفيات.
وتتعامل العديد من الدول مع هذه الاحتفالات بوصفها عيدًا وطنيًا خصوصًا في بلدان إيطاليا وكولومبيا واليونان إضافة إلى مدن أوروبية كبيرة مثل جنيف.
وبرغم أن دول العالم تعرف مهرجانات موسيقية لا حصر لها، لكن الكثيرين يرون أن هذا العيد هو أكبر حدث موسيقي عالمي في القارات الخمس، حيث تحتفل به 123 بلداً وتقيم أنشطة شعبية ومجانية.
إذن، هل هذا عيد عالمي؟ تقول سيلفي كانال المنسقة العامة لعيد الموسيقى في فرنسا: «يلقى هذا العيد نجاحاً في كل مكان لأنه عيد شعبي هائل متاح أمام الجميع، الشباب والأقل سناً. وكذلك لأن الجميع يمكنه العزف أو على الأقل الغناء؛ الموسيقى هي فن سهل المنال، وأيضًا لغة عالمية».
لكن الملاحظ أن بعض الدول التي تحتفل به لا تلتزم بـ 21 يونيو كميعاد ثابت، بل تراعي خصوصيتها الثقافية وظروفها عند الاحتفال، فمثلا بعض دول أوروبا الشمالية تحتفل به متأخرة بضعة أيام.. وقد يتم تقديمه أو تأخيره وفقًا للطقس وحالة الجو.
وتعتبر الكويت من أكثر دول العالم احتفاء بهذا العيد سنويًا، وإن تأرجحت مواعيد إقامته بين شهري مايو ويونيو، وفقًا لظروف الأجندة الثقافية، خصوصًا أن موعده العالمي ليس إلزاميًا.. بل المهم هو الاحتفاء بالموسيقى، كوسيلة لنشر قيم المحبة والسلام، وأيضًا الخروج إلى الحدائق والمسارح وإتاحة الفرصة للشباب والهواة إضافة إلى تكريم الكبار والرواد.
وها هي الكويت التي شهدت انطلاق الدورة الأولى عام 1998، تحتفل بالدورة العشرين لمهرجان الموسيقى وعيدها الدولي، وفقًا لخصوصيتها الثقافية، حيث اعتادت على تكريم الرواد ووقع الاختيار هذا العام على الفنان الراحل محمد التتان، إضافة إلى الاحتفاء بالفنون الشعبية حيث ستكون هناك ليلة لفن الخماري.
ولأن من أهم مزايا عيد الموسيقى الاحتفاء بتجارب الشباب فسيكون هناك حفل للفنان نواف الغريبة.. إضافة إلى الاحتفاء بالموسيقى الكلاسيكية مع مغنية الأوبرا أماني الحجي.
ولعل أهم ما يميز المهرجان الانفتاح على الفرق الأجنبية وموسيقات الشعوب وهذا العام وقع الاختيار على فرقة البي بوب ـ جاز، وعلى الفرقة الكوبية.
وهكذا أرسى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تقاليده في عيد الموسيقى، برؤية كويتية خالصة، تتحاور فيها الأصالة والمعاصرة، ويشدو الكبار جنبًا إلى جنب مع الشباب.. توجه فيه التحية لأصحاب العطاء وتتفتح فيه مواهب تبحث عن فرصة.
وبين هذا وذاك، تأتي فرق من قارات العالم كلها كي تمتع الجمهور بقوالب وصيغ موسيقية لا حصر لها.
ففي الدورة الـ 19 على سبيل المثال تم تكريم الفنان سليمان الملا، وكانت هناك الأوركسترا الإيطالية، والفرقة المكسيكية، إلى جانب الفنانة فطومة وفرقة الجهراء احتفاء بالألوان الشعبية.
أما الدورة الـ 18 فكرمت الشاعر الكبير عبد اللطيف البناي، واستضافت الفنان السوري الكبير صفوان بهلوان أشهر من قدم أغاني عبد الوهاب، وفرقة أم كلثوم، وأوركسترا إيرانية.
إن الموسيقى لغة التعبير العالمية التي لا تحتاج إلى شرح ولا ترجمة. وفي الوقت نفسه هي خير وسيلة لاكتشاف الذات... للتأمل. فعندما تستعيد ثقافة موسيقاها الشعبية، فإنها تعيد اكتشاف ذاتها، وأفراحها وأحزانها، وتعبيرات الأجداد فيما وراء الكلام.
والشيء نفسه عندما يقف على خشبة المسرح عازف أو مطرب شاب، فإنه عبر مواجهته الأولى مع الجمهور يكتشف ذاته، وقدراتها، ويكتب شهادة ميلاده الفنية.
ولا ننسى أيضًا أننا نتعامل مع أحد أقدم الفنون البشرية، الفن الذي ولد من صوت الإنسان وهو يعبر عن فرحه وألمه، وهو يتسامر ويسلي نفسه وأصدقاءه. وأيضًا وهو يكد ويشقى، يجوب البحار أو يصطاد، يبني أو يزرع. فدائمًا كانت الموسيقى النابعة من صوته، ومن أبسط الآلات المحيطة به. وهكذا تخلقت الموسيقى من الصوت البشري، واللحن، والكلام.
ومثل معظم الحضارات القديمة، عرف العرب الموسيقى قبل آلاف السنين، وشاركتهم حياتهم في الحل والترحال.
اليوم، باتت الموسيقى متاحة بكل ألوانها، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومواقع الفيديو والغناء، في نغمات الهواتف، وأجهزة الحاسوب. يكاد العالم المحيط بنا أن يحلق على إيقاع الموسيقى والغناء.
بل انتشرت الدراسات التي تتحدث عن تأثيرها الإيجابي في صفاء النفس وتخفيف الضغوط والتوتر العصبي، والتعبير عما يعجز الكلام عنه، بل إنها أدخلت في برامج علاجية للكبار والصغار.
وإذا كان الفرنسيون قد ألهموا العالم أن يجعل للموسيقى عيدًا.. فإن واقع الحال أن الموسيقى، كانت وستظل جزءًا مهمًا في كل عيد يفرح فيه الإنسان أينما كان موقعه على سطح الأرض.

 

استمدت أصالتها من البيئة الكويتية الزاخرة بالموروث الشعبي

السامري والخماري والعرضة .. ذاكرة الفنون الشعبية

 

يمثل «السامري» الأغنية الشعبية الجماعية بكل معانيها لما يتسم به من مرونة وملاءمة للذوق الجماعي

 

«العرضة» فن غنائي جماعي بمشاركة الإيقاعات أو من دونها ويشارك فيه أعداد كبيرة من الرجال ويتسم بالطابع الحماسي
«الخماري» لون غنائي شعبي معروف.. أطلق عليه اسم «اللعبونيات» نسبة إلى الشاعر محمد بن لعبون

 

تعتبر «السامري» و«الخماري» و«العرضة» فنونا شعبية احتلت مكانا مهما في تراث الكويت الموسيقي، واستمدت أصالتها من البيئة الكويتية الزاخرة بمختلف فنون التراث الشعبي والذي حرصت الدولة على المحافظة عليه باعتباره جانبا خاصا من جوانب ثقافتها الموسيقية.
وباتت هذه الفنون جزءا لا يتجزأ من المخزون التراثي الموسيقي الكويتي وعلامة مميزة في برامج حفلات أفراح وليالي السمر في المجتمع الكويتي بجميع مكوناته.
ولعل من أبرز هذه الفنون التراثية العريقة فن «السامري» الذي يمثل الأغنية الشعبية الجماعية بكل معانيها لما يتسم به من مرونة وملاءمة للذوق الجماعي حيث نسجت له نصوص وألحان عديدة.
وأرجع الكثيرون تسمية السامري نسبة إلى «السمر» إذ تجتمع مجموعة متجانسة من محبي الموسيقى والطرب في الأمسيات لأداء هذا النوع من الغناء الجماعي.
ويقوم أداء السامري على أداء قصيدة مغناة تتكون من قافيتين أو كما يطلق عليها محليا «قارعتين» إحداهما للشطر الأول والثانية للشطر الثاني من أبيات القصيدة وينقسم هذا الفن إلى نوعين هما «الحوطي» و«القروي».
ويعتمد فن السامري على العديد من الإيقاعات ومن أبرزها الدفوف والمرواس والطبل والطار التي تضرب على وزن معين وقد تنافس في صياغة ألحانه مغنو وشعراء الفن الشعبي الذين ساهموا مساهمة فعالة في سرعة انتشاره بين الناس.
ولم يقتصر السامري على مجالس الرجال فقط وإنما حظي بمكانة كبيرة بين النساء حيث كن يتغنين به في مجالسهن الخاصة وترقص على إيقاعاته الفتيات بعيدا عن أنظار الرجال في شتى المناسبات السعيدة.
ويؤدي فن السامري مجموعتان من المؤدين حيث يجلسون على شكل صفين متقابلين وعلى جانب أحد الصفين يجلس «الشيال» وهو الذي يتلو الأبيات التي يرددها من بعده الصف الذي في جانبه ويقابله نظيره في الصف الآخر فيما يجلس على الجانب الآخر مجموعة ضاربي الإيقاعات.
ويبدأ الصف الأول بغناء شطر من قصيدة السامرية ثم يرد عليه الصف المقابل بنفس الشطر نصا وغناءً ويتكرر الأداء حتى يتضح شكل اللحن ويستقر مقامه وتأتلف الأصوات وذلك بتداخل موزون وحميمي من الإيقاعات ليشكل الإنسان والآلة تناغما طربيا مميزا.
ومن أشهر من تغنى بفن السامري في الكويت الفنانة الراحلة عايشة المرطة التي لقبت بـ «ملكة السامري» وكذلك الفنان عبدالله فضالة والفنانة الشعبية عودة المهنا.
ويعود الفضل الأكبر في تطوير فن السامري قديما إلى الفنان الشعبي صالح العبيدي الذي قام بتلحين وتهذيب غالبية أغاني هذا الفن وكان يحضر إلى قرية الفنطاس لينافس «القروية» وهم أهل القرية والذين كانوا من أفضل شيالي فن السامري في الكويت.

 

الخماري
أما فن «الخماري» فهو لون من ألوان الغناء الشعبي المعروف في الكويت الذي أطلق عليه اسم فن «اللعبونيات» نسبة إلى الشاعر المعروف محمد بن لعبون الذي يعد من أشهر من كتب قصائد هذ الفن وينقسم إلى نوعين أساسيين قائمين على الإيقاع المستخدم حيث يسمى النوع الأول «رباعي الإيقاع» فيما يطلق على الآخر «سداسي الإيقاع».
وسمي «الخماري» بهذا الاسم نسبة إلى «الخمار» أو الرداء الذي يرتديه الراقصون من الجنسين لتغطية جزء من الوجه أثناء الرقص وعادة يؤدي الرقصة شخص واحد يرتدي عباءة تغطي جانبا من وجهه ويحني قامته أثناء الرقص ثم يرفعها بهدوء ثم يخطو عدة خطوات إلى الوراء مع هز الكتف.
وتتميز قصائد هذا الفن بأنها تحتوي على مضامين غزلية عذرية المعنى وتعتبر من الشعر النبطي الراقي وأشهر من كتب قصائد «الخماري» الشاعر محمد بن لعبون والشاعر عبدالله الفرج.
أما من غنى «الخماري» قديما فكانوا قلة وذلك لصعوبة أدائه حيث يتطلب معرفة تامة بالنغمات ومداخل ومخارج الألفاظ والإيقاع ومن أشهر من عرف في هذا الغناء سعاد البريكي وعودة المهنا والنهام سعود الغرير.

 

العرضة
أما فن «العرضة» فهو فن غنائي جماعي بمشاركة الإيقاعات أو من دونها ويؤدى بمصاحبة الحركة ويشارك فيه أعداد كبيرة من الرجال ويتسم بالطابع الحماسي وقد أطلق على العرضة في الجزيرة العربية اسم «الحدوة» وهو من «الحداء» حيث يقال «احدوا عليهم» أي اتجهوا إليهم بعدة الحرب.
وفي الكويت أطلق على العرضة اسم «الحدود» والحداد في البادية يقصد به حداء الإبل أي الغناء لها و«الحداء» هو أصل الغناء عند أهل البادية ثم حرفت إلى «حدا» وتعني أهازيج الفرسان أثناء المعركة أو قبلها لبث روح الحماس.
وتؤدى العرضة في زمن الحرب لاستعراض الرجال والعتاد وبث الروح الحماسية بين الأفراد للتصدي للأعداء وأما في وقت السلم فإنها تؤدى للتغني بأمجاد الماضي بما فيه من بطولات.
وتعد العرضة من بين أغنى دروب الرقص وأكثرها تنوعا عند العرب وهي من أعرق الفنون الشعبية الكويتية ولاتزال من مظاهر الاحتفالات بالأعياد والمناسبات المهمة كحفلات الزواج.
وتنقسم العرضة إلى أنواع عدة منها العرضة البرية «النجدية» والتي تؤدى للتشجيع أثناء الحروب والانتصارات وفي المناسبات والأعياد الوطنية وكذلك العرضة البحرية المستوحاة من أجواء البحر والتي تؤدى بهدف بث روح الحماس في البحارة للتعامل مع ظروف البحر القاسية.
ومن أنواع فن العرضة ما يسمى بـ «الرزيف» وهو مشابه للعرضة البرية ولكنها تعتمد على الإنشاد من دون آلات وكذلك عرضة «العيالة» والتي تؤدى حركيا كالعرضة البرية وهدفها إضفاء نوع من البهجة في حفلات استقبال الضيوف وفي الأفراح والأعراس وتشتهر دولة الإمارات العربية بهذا النوع من فن العرضة.
وتختلف بعض أنواع العرضة عن بعضها الآخر في عدد الطبول المستخدمة وعدد أعضاء الفرق وكيفية الأداء فعلى سبيل المثال تستخدم السيوف والبنادق في العرضة البرية بينما في العرضة البحرية يقوم البحارة بالغناء أثناء عملية إنزال الشراع من على متن السفينة.

 

Happy Wheels