معرض الفنانة التشكيلية الإسبانية ماريسا تيرون يدشن أنشطة القرين التشكيلية

10 يناير, 2014

ضمن انشطة مهرجان القرين التشكيلي العشرون،نظمت الأمانة العامة للمجلس الوطنس للثقافة والفنون والآداب، معرض الفنانة التشكيلية الإسبانية ماريسا تيرون، والذي ضم 24  لوحة تشكيلية قدمتها تيرون في معرضها الشخصي، وقد افتتح المعرض الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة د. بدر الدويش وبصحبته نخبة من فناني التشكيل ومتذوقي الفنون.

يوم مليء بالغيوم تراه ماريسا تيرون في بؤرة اتصال ريشتها، لتقدم لنا مقطعا فنيا تحيط به حالة من الهدوء، نموذج صوفي فريد تمثله آنية الزهور وصياغة الصورة التي تقترب من مضمون الواقع الحياتي، وبهذا النمط الإنساني تقترب الفنانة من روح وقلب الآخر، ترصد تأثيرات الطبيعة وتحولها إلى حالة معيشة تحيط بها تنوعات اللون والأرضيات وإبداعات الإضاءة، هي لوحة تأتي إلى ذاكرة المتلقي بلا مقدمات، وكأنها صورة حقيقية من جانب يراه ويعيش في ذاكرته، ويضع تأثير الريشة الجمالية في ذات المشاهد.

تأخذ الزهور ساحات كبيرة في لوحات تيرون، لتؤكد هذا الانفعال الجمالي بالورد واللون الذي تمثله ريشتها إلى جانب خاصية التعبير، نرى انفعال التأثير بما هو محيط إلى جانب اللون الزيتي على الكانفس، ما يمنح اللوحة نوعا من إيقاع الثبات الفني والرؤية الواضحة. وتعود مرة أخرى لتتخذ الزهور حالة تعبيرية تُسقط عليها ما يختزن في لاشعور الفنان إلى أرض الواقع الإنساني. ومع هذا الرصد الفني لأعمال الفنانة نرى تفوقها في الحالة الوصفية التي تستخدم من خلالها الورد، فتصف الربيع ثم ترسم شاي الساعة الخامسة، وكأنها تشير إلى أوقات السعادة والجمال التي تؤثر في عالم ريشتها التي تحمل لون التفاؤل وتنوع الحالات، فترسم «توازنا» من خلال رصد جمال الحديقة، ثم تنتقل إلى صباح الأحد فتشير ريشتها إلى لون اللقاء المنتظر مع الحياة، وترسم كيفية صناعة الخزف من خلال الوصف التأثري الذي تحمله اللوحة وتعبيرات الشخوص. ونرى أيضا في لوحة «العودة إلى الرحيل إلى البيت»، وفيها نرى حالة من التجمع البصري في مشهد على الأحصنة وشخصيات تسير في هدوء.

وعبْر هذا الاندماج الروحي تصور تيرون وقائع حقيقية تكتشفها سحرية الريشة التي ترسم التفاصيل بدقة وحرفية مع قدرة وبراعة في منح هذه الجموع ألوانها التي تناسب الموقف على سطوح اللوحة. وتتجلى في بعض أعمالها الأشغال ذات الانتماء الإسباني، فهي ترى أن ألوانها وريشتها نابعة من موطن الجمال وسحر الطبيعة، وكذلك استخدامها العديد من المصطلحات في تسمية لوحاتها المطبخ القديم، سلام الروح، ماريا، صراخ سوزان، الحلم. إضافة إلى اقتران شخوصها برمزية فنية عندما تطلق الأسماء التي تعبر عن حالة النقاء الروحي لتنقل لنا مشاهد بصرية صنعتها ذاكرتها الفنية.

ويبقى القول إن معرض «من الروح» يظل علامة فنية للمتلقي لاكتسابه معرفية جوانب من فنون التشكيل الإسباني وإبداعاته.

 

Happy Wheels