محاضرة "الوطنية والمواطنة " ضمن الموسم الثقافي الأول لمكتبة الكويت الوطنية

31 أكتوبر, 2013

* المشاركة التطوعية واحترام القانون والرأي الآخر من مظاهر المواطنة

*هناك عوائق تحول دون تحقيق وغرس قيم المواطنة داخل المجتمع

ضمن الموسم الثقافي الأول لمكتبة الكويت الوطنية، قدم أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا ومدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية د.يعقوب الكندري محاضرة في الديوانية الثقافية بالمكتبة تحت عنوان (الوطنية والمواطنة.. مفاهيم وتساؤلات)، وأدار الندوة مدير المكتبة د.حسين الانصاري.

في بداية المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المهتمين والاعلاميين أكد د. يعقوب الكندري على ان مفاهيم المواطنة والانتماء والولاء تُغرس عن طريق التنشئة الاجتماعية وتساهم المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في المجتمع بتعزيز، مشيرا إلى ان مفاهيم الوطنية والمواطنة والولاء والانتماء يصعب تعريفها والتفرقة بينها في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية باعتبارها نسبية وتختلف باختلاف الثقافات والمجتمعات.

تعريف المواطنة

ومن خلال عرض مرئي قدم الكندري تعريفات لمفاهيم الوطنية والمواطنة والولاء والانتماء وكثير من المفاهيم المرتبطة بهذا المفهوم، وقال إن "المواطنة" وهي مشتقة من كلمة الوطن "وهو المنزل الذي نقيم به ويعتبر البقعة الجغرافية التي يعيش بها الانسان" اما الوطنية "فهي التمسك بالوطن والانتماء المطلق له وهي امتلاك مشاعر الحب والفخر والاخلاص اتجاهه وهي الارتباط بالأرض والعادات والتقاليد والاعتزاز بتاريخ ذلك الوطن".،مشددا على أن الهوية الوطنية هي هوية مجتمعية واحدة مشتركة باختلاف الانتماءات والهوايات الفرعية وتجمع كافة أطياف المجتمع.

ولمزيد من التوضيح وفك الاشتباك والتداخل بين كثير من المفاهيم المرتبطة بالوطنية والمواطنية اوضح الكندري ان الولاء "هو الوفاء والاخلاص والمناصرة والتأييد للأرض وهي عاطفة تلقائية وقناعة ذاتية يتبناها الفرد في القلب وينتج عنها حب وإخلاص "بينما عرف الانتماء بأنه "بشعور وجداني يرتبط بالمكان والقيام بسلوك يتوافق مع هذا الشعور واعتقاد الانسان أو وعيه انه جزء من شعب أو مبدأ أو وجهة نظر".

حقوق وواجبات

واعتبر الدكتور الكندري ان المواطنة هي الانتماء الى الوطن والأمة وانها علاقة اجتماعية تقوم بين الفرد والمجتمع أو الدولة حيث تفرض هذه العلاقة حقوقا دستورية وواجبات منصوص عليها قانونا تهدف الى تحقيق مقاصد مشتركة ومتبادلة بين الوطن والمواطن من جهة وبين المواطنين أنفسهم من جهة أخرى.

وقال إن المواطنة مفهوم يدعو الى المشاركة التطوعية في المجتمع والالتزام بالهوية المجتمعية الوطنية وحماية الممتلكات العامة وكذلك احترام القانون والرأي الآخر والثقافات الفرعية اضافة الى الدفاع عن الوطن ومحاربة الفساد "وهي محددات قيمية يكتسبها الفرد عن طريق التنشئة الاجتماعية".

واشار الى ان تطبيق القانون والشعور بالمساواة والعدالة الاجتماعية والحرية وسيادة القانون والمساواة بالحقوق والواجبات من أبرز المحددات الاجتماعية التي تؤثر على تحقيق قدر مناسب من المواطنة وغرس قيمها داخل المجتمع.

وذكر ان المواطنة والانتماء والولاء تغرس عن طريق التنشئة الاجتماعية وان هناك عوائق تحول دون تحقيق وغرس تلك القيم داخل المجتمع مبينا انه لا يمكن ان تتحقق المواطنة دون مساهمة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في تعزيز قيمها الى جانب تبني برامج وقائية وعلاجية لتنميتها.

التنشئة الاجتماعية

واوضح الدكتور الكندري ان القيم تمثل جانبا من مكونات الشخصية وتؤثر بشكل مباشر على سلوك الفرد وعلاقاته واتجاهاته في الحياة مبينا ان اكتساب تلك القيم يتم من خلال مجموعة من العمليات التربوية التي يمر بها الانسان ويطلق عليها (التنشئة الاجتماعية).

واشار الى ان الاسرة هي أحد أبرز مؤسسات التنشئة الاجتماعية الى جانب المدرسة والاعلام والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية والتشريعية والأمنية وغيرها لافتا الى انه متى ما أخفقت هذه المؤسسات في اداء دورها فان منظومة القيم تتأثر وتؤثر بالتالي على سلوك الفرد في المجتمع.

ورأى ان للمؤسسات التعليمية دور مهم في تنمية وتعزيز المواطنة اذا ما قامت به على اكمل وجه من خلال مناهجها الدراسية وانشطتها المدرسية وهيئتها التدريسية مؤكدا ان هذا الامر ينسحب على المؤسسات الدينية والاعلامية والأمنية والتشريعية ومؤسسات المجتمع المدني.

وخلص الكندري الى التأكيد على أن المواطنة والانتماء والولاء تغرس عن طريق التنشئة الاجتماعية، وأن هناك عوائق تحول دون تحقيق وغرس قيم المواطنة داخل المجتمع، لا يمكن أن تتحقق المواطنة دون أن يكون إسهام من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في تعزيز قيمها ولا بد من تبني برامج وقائية وعلاجية.
Happy Wheels