محاضرة " آثار دولة الكويت" ضمن فعاليات مهرجان القرين الـ20

12 يناير, 2014
قدمها شهاب والدويش على مسرح متحف الكويت الوطني

ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافى، فى دورته العشرين، الذى ينظمه المجلس الوطنى للثقافة و الفنون و الاداب وعلى مسرح متحف الكويت الوطنى اقيمت محاضرة " اثار دولة الكويت " و التى اشتملت على محورين حمل الاول عنوان " القلاع فى دولة الكويت " و قدمه الأمين المساعد لقطاع الآثار والمتاحف أ.شهاب الشهاب و المحور الثانى " الكويت فى عصور ما قبل التاريخ " و تناوله مدير ادارة الاثار و المتاحف  أ . سلطان الدويش ، و ذلك بحضور الامين العام للمجلس الوطنى للثقافة و الفنون و الاداب م. على اليوحة و نخبة من قيادات المجلس و المهتمين بآثار الكويت و حضارتها القديمة العريقة .

* الكويت فى عصور ما قبل التاريخ
فى البداية استعرض أ . سلطان الدويش الاكتشافات الاثرية فى دولة الكويت منذ عام 1958 م وحتى الان ، موضحا حقيقة ان الانسان استوطن ارض الكويت منذ العصور الحجرية مستغلا مواردها الطبيعية و المتمثلة فى موقعها الاستراتيجى الهام الواقع على راس الخليج العربي و توفر مصادر المياه الصالحة للشرب و الارض الخصبة للرعي ، اضافة الى توافر الحجارة التى ساعدت الانسان وقتها على صناعة الادوات الحجرية المختلفة ، اضافة الى توافر مادة القار فى منطقة برقان و عيدان القصب فى منطقة الصبية .

كما تناول العصور الحجرية فى دولة الكويت مستعرضا بالصور اهم الاكتشافات و الاثار الدالة على كل حقبة زمنية ، و تحدث عن العصر الحجرى الوسيط 13000-8000 و ما ميزة من جماعات للصيادين مستخدمة الادوات الحجرية و التى اشتملت على رؤوس سهام و سكاكين ، ثم العصر الحجرى الحديث 8000- 5500 و الذى تزايدت خلالة الادلة الاثرية و اهمها تلال القرين بجنوب الكويت بالإضافة الى تل الصليبخات ، و موقع القرين 2 و الذى يتكون من عدة تلال و يعتقد انها ربما كانت قبورا انتشرت على رؤوس التلال بالعصر الحجرى ، اضافة الى فترة العبيد و هى الفترة من الالف السادس قبل الميلاد الى الالف الرابع قبل الميلاد و ذلك نسبة الى تل صغير يعرف بتل العبيد و اهميتة ترجع الى انة يعد بداية الاستيطان البشرى بمنطقة الصبية و قد عثر على دلائل وجود مظاهر للحياة عاشها الانسان على ارض الكويت منذ 7300 سنة .

* قارب الصبية
كما ركز على بعض الاثار الهامة مثل قارب الصبية الذى اكتشفتة البعثة الكويتية البريطانية اثناء اعمال التنقيب ، و هو نموذج قارب بشراع غاية فى الرؤعة من الفخار الاحمر وطولة 14 سم ويوجد شبية لة بمنطقة" مشنقة " بسوريا  ،و هو ما يدل على ارتباط الانسان بالبحر و محاولتة صناعة السفن و ركوب البحر ،  كما تحدث عن اكتشاف كنيسة مسيحية ومسجد اسلامي يعتبر الأشهر على صعيد الآثار الاسلامية في الكويت ومنطقة الخليج العربي، في موقع القصور وهي كنيسة صغيرة المساحة أبعادها 17.50×6.50م وتتكون من صحن وجوقة ترتيل، ويتم الدخول لصحن الكنيسة عبر درج مكون من خمس عتبات .

* تلال المدافن  
و ختم بالحديث عن تلال المدافن  الرائعة و التى ابهرت الحضور بصورها المميزة التى توضح بعض البقايا و الاثار لجثث قديمة وحفريات مدفونة بإشكال ووضعيات مختلفة ، مثل وضع القرفصاء و غيرة . و شدد الدويش على اهمية الدور الذى تلعبه الاثار فى الكشف عن حضارات الامم السابقة و دعا الى المزيد من الدراسات و الابحاث التى تهتم بعمليات الكشف الاثرى على ارض الكويت .

*القلاع فى دولة الكويت
من جهته اوضح أ.شهاب الشهاب فى المحور الثانى للمحاضرة تعريف القلاع و هى التى تعد بمثابة الحصن المنيع الذى يشيد فى موقع يصعب الوصول الية و غالبا ما يكون على قمة جبل او مشرفا على بحر ، و كانت تؤدى قديما دور البيت و الحصن و السجن و مستودع  الاسلحة و بيت المال و مركز الحكومة المحلية ،و غالبا ما كانت تنشاء القرى حولها .
وتناول الشهاب بالتفصيل فى كلمته جزيرة فيلكا التى تحدث عنها المؤرخ اليونانى سترابو فى نهاية القرن الاول قبل الميلاد  و كانت تعرف حينها غالبا  باسم جزيرة " ايكاروس " و قد استقى معلوماتة من الرحالة اللذين ارسلهم الاسكندر الاكبر ،و اشار الشهاب الى ان الاعتقاد السائد بان الاسكندر الاكبر قد زار فيلكا هو اعتقاد خاطى و ان ما حدث انة ارسل العديد من الرحلات الى فيلكا و حصل على الكثير من التقارير من خلال المستكشفين .

*القلعة الهيلينستية
و تناول اقدم قلعه بنيت على ارض الكويت و هى القلعة الهيلينستية
بفيلكا و هى تعد نموذجا للهندسة المعمارية لدراسة الاثار الاغريقية فى الشرق و هى مشابهه و مرتبطة بالقلاع المعاصرة لها فى بلاد الرافدين و قد بداء بنائها بشكل مربع و لها ابراج محصنة و معبدان و قد ادخلت عليها تعديلات لاحقة و تم اضافة براج و خندق دفاعى يحيط بها  ، كما اضيف بها عددا من الدور السكنية .
و فى عام 1958 – 1963 ذكر وجود 12 قلعة اسلامية بمنطقة القصور و قد اثبتت اعمال التنقيب الاثرى  فى هذة المنطقة  انها قرية سكنية ترجع الى الفترة المسيحية تتوسطها كنيستين و لم يكشف عن وجود اية قلاع بالقرية ، و من المتعارف علية انة بعد هذا التاريخ لم يرد ذكر لاية قلاع او حصون على ارض الكويت حتى ذكر ان هناك قلعة برتغالية قرب القرين و كانت هى الدافع لاستكشاف جزيرة فيلكا .
التى كانت تحتل موقعا استراتيجيا لتحكمها فى الطريق الموصل الى البصرة و كان الطريق التجارى من بلاد الرافدين الى هرمز مفتاح الخليج و هذا هو السبب لوجود قلاع برتغالية بالكويت .
 و ختم الشهاب مؤكدا  ان أعمال التنقيب الاثري التي اجريت في جزيرة فيلكا منذ عام 1858 وحتى الوقت الحاضر قد أماطت اللثام عن جزء من تاريخ الجزيرة القديم ومازالت ارضها تحتفظ بالكثير من الاسرار التاريخية. و هى تعد  من أهم المواقع الأثرية.
واشار الى اهمية الاثار الانسانية و ضرورة الحفاظ عليها لانها تجسد حضارة الدول و تعكس ثقافتها و هى تعكس كل ما خلفة الانسان الذى استوطن بقعة معينة من الارض و لفترة زمنية تعايش خلالها مع معطيات البيئة المحيطة بة و اثر و تاثر بها و سخر طبيعتها لخدمتة و ترك خلفة العديد من الاثار و الدلائل و الوثائق المادية الملموثة التى انتجها و كانت انعكاسا لحضارتة و علاقتة بالمكان الذى يحيى بة .

Happy Wheels