فرقة الثلاثي جبران أضاءت سماء القرين بالموسيقى العربية الأصيلة

13 يناير, 2014
كان الوعد في تمام السابعة مساء على مسرح الدسمة بإطلالة الإعلامية سودابة علي لتقدم فرقة الثلاثي جبران  الفلسطينية الى الجمهور الذي احتشد فلم يترك موضعا لقدم يتقدمهم الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة والسفير الفلسطيني لدى الكويت رامي طهبوب ولفيف من اعضاء السلك الدبلوماسي لمتابعة ابداعات أبناء "الخليل" في واحدة من ابرز الفعاليات الفنية لمهرجان القرين الثقافي ال20.
واستهل الاخوان جبران امسيتهم بمقطوعة موسيقية بعنوان "اسفار" نالت قسطا وفيرا من تشجيع الحضور فكانت تحية البداية بروح الموسيقى قبل ان يعرب رئيس الفرقة الفنان سمير جبران عن سعادته بالعودة الي الكويت خلال اقل من عام وقال" هي المرة الاولى التي نعاود خلالها زيارتنا الى دولة في اقل من عام نظرا لأننا نتجول كثيرا واليوم نعود الى الكويت بعد ثلاثة اشهر فقط حيث كانت الزيارة السابقة من قبل لجنة كويتيين من اجل القدس واليوم نحن معكم بدعوة من مهرجان القرين لنسدد جزء من ديون الحب الذي منحتمونا اياه في المرة السابقة.
من ثم عاد الثلاثي الذي يعيش حالة من التوحد خارج حدود الزمان مع العود فينثروا ابداعهم على الحضور نغما ويتركوا في الانفس اثرا طيبا وما ان يتركوا اماكنهم حتى نشتاق لموسيقاهم مجددا ، فبادروا الجمهور بمقطوعة "زواج اليمام" وبعدها مقطوعة اخرى بعنوان "شجن" من البوم "مجاز" استوحيت المقطوعة من ديوان الشاعر الراحل محمود درويش والذي حمل عنوان "سرير الغربة" حيث انطلق الثلاثي في عزفهم وفي خلفيتهم تسجيل لدرويش ملقيا احدى قصائد ديوانه.
وكان للغناء نصيب من أمسية الثلاثي جبران عندما تصدى الفنان سمير جبران لأغنية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ "اهواك" والتي لحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ومن كلمات الشاعر حسين محمد عام 1959 وتفاعل الحضور مع الاغنية حيث حرص سمير على ان يشاركهم الغناء.

اما الأخ الأصغر وسام وهو من الجيل الرابع من عائلة جبران تفرد بوصلة عزف منفرد على العود من مقام "البيات" وصال وجال وسام مستعرضا مهارته في العزف صولو فلاقى اداءه استحسان الحضور فانتزع الصيحات من الحناجر ، وقبل ان يختتم الاخوان جبران امسيتهم ابوا ان يفارقوا مسرح الدسمة دون ان يتركوا يبهروا الجمهور فقدم ثلاثتهم مقطوعة " الايادي الست" حيث يعزف ثلاثتهم على عود واحد وهي فكرة جديدة تفردت بها اسرة جبران في المهرجانات العالمية وتعكس مدى تمكنهم وتناغهم اداءهم ، وفي الختام عزف الاخوة جبران مقطوعة " سفر" وتعتمد بنسبة كبيرة على الارتجال وتعبر عن حالات الصمت بين النغمات وكما بدأوا بتكريم الراحل الكبير محمود درويش كان كذلك الختام حيث شق صوت درويش سكون مسرح الدسمة بأبيات من قصيدة " على هذه الأرض ما يستحق الحياة" .
وتوجه الفنان سمير جبران في ختام الحفل الشكر الى الأمانة العامة للمجلس الوطني لثقافة والفنون والآداب مشيرا الى انه واشقائه كانوا يحاربون منذ 10 سنوات وفي ذهنهم سؤال ملح ..هل الوطن بحجاة الى براهين ثقافية ؟ لافتا الى ان طموحهم ان يكونوا بشرا لا ضحايا ولا ابطال انما يتحرروا ليصبحوا بشرا، من ثم كرم الأمين العام للمجلس الوطني المهندس علي اليوحة بمعية السفير طهبوب أعضاء الفرقة.
يذكر أن فرقة الثلاثي جبـران  تأسست من الأخوة  سمـير ووسام وعدنان الذين ولدوا ونشأوا في الناصرة في الخليل.   والثلاثي جبران هم  الجـــــيل الرابع من عائلة مـن صناع  العود وقد اعتاد الثلاثي منذ الصغر  على وجود  هذه الآلة كفرد من أفراد العائلة .  وذات مرة عاد سمير الأخ الأكبر الذي كان أول من بدء العزف منفردا  من رحلة موسيقية حاملاً معه فكرة انشاء الثلاثي جبران  فعمل الأخوة  الثلاثة  بجد للإستعداد للإنطلاق. فكانت ولادة الثلاثي في باريس في حديقة اللوكسمبرغ عام 2004 . بعدها جابوا الثلاثي بقاع الأرض ليسمعوا إضافة إلى أنغام العود دقات قلوبهم الهاتفة لفلسطين  يرافقهم في مسيرتهم الفنية  الشاعر  الراحل محمود درويش بأكثر من ثلاثين عرضا في أوروبا والعالم العربي كان أخرها في مدينة آرل الفرنسية .. 

الاخوان جبران في سطور
يتألف فريق الاخوان جبران من الثلاثي سمير ووسام وعدنان  ولكل منهم اسلوب وموهبة في العزف على العود اما سمير جبران  : الأخ الأكبر -  التحق بمعهد الموسيقي في الناصرة ثم سافر إلي القاهرة حيث تخرج عام 1995. بدأ كعازف منفرد وكان أول من عزف خارج الحدود ثم تبعه أخوه وسام وبعده عدنان.وقد حصل سمير على منحه لسنتين في ايطاليا من قبل برلمان الكتاب العالمي ...وأخذ ت شهرته تنتشر في العالم وأصبح مخرجو الأفلام يطلبون منه موسيقى تصويرية مثل : المخرج / فرانسوا دوبيرون .
 وسام جبران :  الأخ الأوسط - هو الذي يصنع أعواد الثلاثي جبران وهو أول عربي تخرج بامتياز من معهد أنطونيو سراديفاريو المتخصص بصناعة الآلات الوترية. أدخله والده إلي معهد الناصرة لتعلم الكمان  غير أن العود جذبه عندما كان يستمع لأخيه سمير يعزف .بدأ وسام يحي حفلات موسيقية في فلسطين ثم أتجه نحو المسرح حيث لعب دور مطرب عازف على  العود وسافر مع أخيه سمير  إلى باريس لإحياء سهرة موسيقية في معهد العالم العربي. عزف وسام وصلات موسيقية على قراءات شعرية لمحمود درويش. 
عدنان جبران : الأخ الأصغر – منذ  صغره كان يحلم بأن يصبح عازف إيقاع لكنه سرعان ما انتقل إلى العود وكبرت رغبته في عزفه حتى بلغ الخامسة عشرة ، وبدون أي مساعدة من أخوته وعلى مدى سنتين فقط تعلم عدنان العزف بكل جمال ورقة مستخدماً عود شقيقه وسام عازفاً نغمات شقيقه الأكبر سمير.   وهو إلى جانب العزف مع الثلاثي فهو يعزف أيضا مع فرقة فاتومي لامورو للرقص ويحي حفلات أمام الجمهور الباريسي .  
 •مـن أعمالهم: الأسطوانة الأولى "تقاســـيم" عام 1996  -  "سوء فهم" عام 2001 - "تمـــــاس" عام 2002

Happy Wheels