"درازوة القرين" تفتتح مهرجان القرين الثقافي العشرون

08 يناير, 2014
بحضور جماهيري كبير احتضنهم مسرح متحف الكويت الوطني
وزير الإعلام : رمزا لتلاقي الثقافة العربية والعالمية علي أرض دولة الكويت

تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح ، وبحضور وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح  ، المهندس علي اليوحة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والأمناء المساعدين د. بدر الدويش ومحمد العسعوسي الي جانب ضيوف دولة الكويت وحشد من الشخصيات الدبلوماسية الثقافية والإعلامية والفنية وجمهور كبير ، انطلقت أولي فعاليات الدورة العشرين لمهرجان القرين الثقافي الذي سوف يستمر من السابع حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري .
تعانق الفنون
فقد احتضنت خشبة مسرح متحف الكويت الوطني أمسية موسيقية ممتعة بروح شعبية كويتية بعنوان "دروازة القرين" لأوركسترا السيمفوني بقيادة المايسترو د. سليمان الديكان وإنشاد كورال بيت الفن المعاصر الأوكرانية بمشاركة فرقة التلفزيون للفنون ، تعانقت الفنون والإيقاعات الشعبية الأصيلة مع الآلات الأوركسترالية العالمية خلال عمل استعراضي موسيقي كويتي بروح عالمية .
استذكار المرزوق
قدمت فقرات الحفل المذيعة سودابة علي ، في البداية خلال خطوة من الوفاء والعرفان لدور الفنان الراحل مرزوق المرزوق في مسيرة فرقة التلفزيون للفنون قام رفاق دربه من مؤسسي الفرقة غنام الديكان وأحمد القطامي وبدر الجويهل ونجم العميري بإزاحة لوحة تذكارية للراحل .
عرس ثقافي
ألقي معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح كلمة إيذانا في حفل افتتاح الدورة العشرين لمهرجان القرين الثقافي ، حيث رحب في البداية بالحضور نيابة عن راعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح ، معربا عن خالص السعادة في هذه اللحظات المفعمة بمشاعر الأخوة والصداقة في هذا العرس الثقافي الذي يجمع بين مختلف أطياف الإبداع والفكر والأدب والفنون ، مبينا أن هذا العام أرتقي مهرجان القرين السنوي الي رسالة الكويت السامة وموقعها علي الساحة الثقافية العربية والدولية ، وذلك بالرعاية السامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما ، وبتوجيهات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح حفظه الله ، من خلال رعاية الإبداع والفكر والأدب والفنون .
علامة بارزة
أشار الحمود الي أنه علي هامش فعاليات المهرجان يلتقي المفكرون والفنانون والإعلاميون والنقاد والأدباء العرب لصياغة إضافات جديدة لسجل الثقافة العربية ، لافتا أن مهرجان القرين الثقافي أصبح علامة بارزة علي خارطة النشاط الثقافي والفني لدولة الكويت منذ أن انطلقت دورته الأولي في نوفمبر عام 199 ، وعاما بعد آخر ترسخت ملامحه ليصبح حقيقة ثابتة في الحياة الثقافية والفنية ليس في الكويت فحسب ، بل في المنطقة العربية بأسرها ، ورمزا لتلاقي الثقافة العربية والعالمية علي أرض دولة الكويت ، وقد رسخ المهرجان جذوره بالساحتين العربية والعالمية لكونه مهرجانا ثقافيا بكل ما تحمل الكلمة من معان ، ولهذا بات المهرجان هو اللقاء الثقافي الأجمل بكل عام .
سلم الأولوية
أضاف أن الكويت تضع الثقافة ضمن أولويات سياستها العامة للإيمان بأنها قاطرة التنمية الشاملة وعنصر أساسي من عناصر التماسك الاجتماعي ، وسببا جوهريا في تحقيق العدالة الاجتماعية ، وفي تحسين وضعية المرأة وتأصيل دورها في المجتمع ، و سبيلا للنهوض بطاقات الشباب بما يعود بالنفع علي الأوطان ، مؤكدا أن الثقافة والأفكار هي المكون الأصيل لدعم الحوار بين الحضارات واحترام التنوع الثقافي وتعزيز الوعي بالقيم المشتركة بين الشعوب لتدعيم أسس التفاهم بينهم ، علي أسس من الاعتدال والتسامح والمحبة والاحترام المتبادل .
دور الشباب
مبينا أنه تعميقا لهذا الدور آلت الكويت علي نفسها أن تقوم به من أجل التعريف بأهمية الثقافة من خلال المساعي المستمرة لإقامة مثل هذه التظاهرات لضمان زيادة وعي الشباب في هذا المجال ، ولعل ما قدمه الشباب في الآونة الأخيرة من تجارب إبداعية متميزة تعبر عن القدرة في مواصلة مسيرة العمل الثقافي والنهوض به ، فهم يستحقون منا كل الإشادة لما يقومون به من جهود حثيثة في تقديم تجارب إبداعية خلاقة في مختلف المجالات ، فالثقافة هي الجسر الذي يعبره المجتمع للرقي والتمدن وأيضا هي التي تحفظ الأفراد من السقوط في الهاوية .
تحية للرواد
لفت الحمود أن الكويت وهي تحتفل بإضاءة الشمعة العشرين من مهرجان القرين الثقافي ، فلا بد من أن نحيي كل الذين ساهموا في انطلاقته ومسيرته حتى أصبح اليوم شجرة وارفة الظلال ، كما نحيي كل الرواد والمبدعين الذين أسهموا في إثراء مسيرة التنمية الثقافية والذين يستحقون منا كل الثناء والشكر ، كما نحيي كل من ساهم في إقامة هذا العرس الثقافي ، متمنيا في نهاية حديثه للضيوف بطيب الإقامة في دولة الكويت وبأفضل مشاركة مع أخوانهم من أبناء الكويت ليكون القرين العشرون علي قدر الثقافة وللمزيد من الإنجازات . 
"دروازة القرين"
بعدها انطلق حفل أوركسترا د. سليمان الديكان السيمفوني بمشاركة فرقة التلفزيون للفنون في أمسية "دروازة القرين" الذي شهد توليفة من الإيقاعات الشعبية من غناء كورال الأوركسترا التي تفاعل معها الحضور الكبير ، استهل في افتتاحية الحفل في "الدروازة" وهو عمل موسيقي علي قالب "السنكني" من ألحان الديكان ، وفي خطوة وفاء ورثاء واستذكار لمسيرة الفنان الراحل مرزوق المرزوق قدمت الفرقة الأوركسترالية مقطوعة موسيقية مغناة علي إيقاع "السامري" حملت عنوان "يا شوق عيني" من كلمات الشاعر عبدالله الدويش وألحان الراحل المرزوق .
الإيقاعات الشعبية
تنوعت الوصلات الموسيقية المفعمة بالأحاسيس اللحنية الجميلة للموسيقار الديكان خلال التوزيع الموسيقي الذي قام به ، وفي عمل فني إنساني قدمت الأوركسترا معزوفة موسيقية بعنوان "أطفال سوريا" عبارة عن عمل أوبرالي عالمي ، توالت الأعمال الغنائية الوطنية الأصيلة بأغنية "نفدي دارنا" من غناء الكورال وهو علي إيقاع "الردحة" كلمات الشاعر عبدالله السعد وألحان وتوزيع د. سليمان الديكان ، أغنية "يا مرحبا" من الإيقاع "الفرينسي" كلمات الشاعر عبدالله الحبيتر وألحان الموسيقار غنام الديكان .
"يا بلادي"
استمرت أمسية "دروازة  القرين" بين تناعم وتآلف الإيقاعات الشعبية الكويتية والموسيقي العالمية ، قدمت أغنية "شراي" في الإيقاع "الخماري" كلماتها قديمة ومن تطوير وألحان الموسيقار غنام الديكان ، أشعلت أغنية "في عزك ربينا" تفاعل الحضور الكبير علي إيقاعي "الدزة والشيلة" كلمات الشاعر بدر بورسلي وألحان غنام الديكان ، تلتها أغنية "رحال" علي إيقاع "الحدادي" كلمات الشاعر بدر بورسلي وألحان غنام الديكان أيضا ، مسك الختام كان مع أغنية "يا بلادي" وهو من الشيلات الغنائية بإيقاع "السواحلي" كلمات د. يعقوب الغنيم وألحان وتوزيع د. سليمان الديكان .
تكريم الوزير
فور انتهاء الحفل قام معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح ويرافقه المهندس علي اليوحة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بتكريم المايسترو د. سليمان الديكان والفنان القدير أحمد القطامي مؤسس فرقة التلفزيون للفنون ، كما حيا الوزير واليوحة أعضاء فرقة الأوركسترا .
توليفة الديكان
قال المايسترو د. سليمان الديكان أن عمل "دروازة القرين" حمل خليط بين الموسيقي الشعبية الأصيلة والعالمية ، عبر توليفة ممتزجة من المعزوفات الموسيقية التي حظيت علي إعجاب الحضور ، لافتا أن العمل كان ثمرة جهد جماعي عبر تناغم وانسجام في المعزوفات المتنوعة ، لافتا أن مشاركة فرقة التلفزيون للفنون كانت جميلة وأعطت الأمسية طابعا مميزا ، الي جانب أنه قام في التوزيع الموسيقي لكافة معزوفات الأمسية . 

Happy Wheels