حلقة نقاشية حول مسرح الطفل في الكويت نقاشية ضمن فعاليات مهرجان القرين

09 يناير, 2014
مسرح الطفل بين السرد التاريخى وغياب الفصحى والتفكير الابداعى

ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافى فى دورته العشرين والذى ينظمه المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب  وداخل أروقة مكتبة الكويت الوطنية أقيمت الحلقة النقاشية الأولى حول مسرح الطفل فى الكويت شاركت فيها الدكتورة كافية رمضان والدكتورة نرمين الحوطى والدكتور فيصل القحطانى وأدارت الجلسة الاعلامية فيحاء السعيد بحضور الأمين العام للمجلس الوطنى المهندس على اليوحه والأمين العام المساعد لقطاع المسرح محمد العسعوسى ونخبة من قيادات المجلس كما شارك بالحضور عميد المعهد العالى للفنون المسرحية الدكتور فهد السليم 
بدأت الجلسة بكلمة لمدير إدارة المسرح كاملة العياد اشارت خلالها الى اهتمام المجلس  بالثقافة بوجه عام والطفل بوجه خاص لافتة الى أن هذا التوجه قد بدأ العام الماضى من خلال ندوة مسرح الطفل فى دول مجلس التعاون الخليجى بين الواقع والطموح وإكمالا لهذا التوجه تكونت لجنة لمتابعة مسرح الطفل للنهوض به وأشارت العياد الى أن عددا من موظفى إدارة المسرح قاموا بأخذ آراء الاطفال فيما يقدم لهم من مسرحيات للطفل تاركة المجال لمشاهدة ريبورتاج مصور مع الاطفال حيث أكدت مجموعة الاطفال فى الفيلم أن مسرح الطفل فى الكويت يقتصر على الأغانى والاستعراضات والضحك فى الوقت الذى يفتقر فيه الى المسرحيات الدينية والتى تهدف الى زيادة الوعى الدينى وأشار الاطفال الى المبالغة فى أسعار التذاكر وأن الكراسى غير مريحة بالمرة   
وفى لقاء مع مدير مدرسة المهلهل هشام المزيدى قال أن الهدف من المسرح ليس الربح بل تأسيس جيل للمستقبل وهذا لا يتأتى مع الوضع الحالى من أعمال تسيء للعادات والتقاليد وتتضمن ألفاظا سيئة وأغانى غير هادفة مشيرا الى تهميش دور المسرح المدرسى موضحا أن مسرح الطفل الآن فقد هدفه ورسالته فى الوقت الذى يجب أن نسعى فيه الى تكوين جيل جديد لبناء دولة حديثة 

النشأة والبدايات
استعرضت الدكتورة نرمين الحوطى فى ورقتها البحثية والتى جاءت تحت عنوان " مسرح الطفل فى الكويت بين النشأة والبدايات " مسيرة المسرح الكويتى وأهم المحطات مشيرة الى أن أول فرقة تمثيلية تكونت  كانت بالمدرسة المباركية وأول مسرحية هى "إسلام عمر" لمؤسس المسرح الكويتى حمد الرجيب ومن ثم الرائد محمد النشمى وصولا الى تأسيس فرقة المسرح الشعبى عام 1956 والتى قدمت أعمالا تزيد من الوعى الكويتى وتؤسس لبدايات ناجحة للمسرح ليتعاون حمد الرجيب مع زكى طليمات ويتوالى تأسيس الفرق المسرحية الاهلية وظهور العنصر النسائى على خشبة المسرح للمرة الأولى وتستطرد الدكتورة نرمين الحوطى لافتة الى إنشاء إدارة الفرق المسرحية على يد الرجيب لتقدم عام 1964 أول مسرحية كويتية خالصة تأليفا وتمثيلا وإخراجا وهى "عشت وشفت" لتنطلق بعدها الاعمال الكويتية ويشكل المخرج الراحل صقر الرشود والكاتب عبد العزيز السريع ثنائيا ناجحا لعدد من الاعمال المهمة فى تاريخ المسرح الكويتى عالجت الكثير من القضايا وأصبح المؤلف الكويتى له رؤية فى قضايا وطنه  مشيرة الى أعمال سعد الفرج والدكتور حسن يعقوب العلى  لتصل الحوطى الى تأسيس معهد الفنون المسرحية عام 1973 لتشهد فترة السبعينات العصر الذهبى للمسرح مضيفة أنه على الرغم من أن المسرح الكويتى ولد فى أحضان المسرح المدرسى الا أن مسرح الطفل غاب عنه لكن فى عام 1974 صدر قرار بإنشاء مسرح الطفل التابع للمجلس الوطنى وقامت المدارس بمسرحة المناهج ووجد التلميذ شرحا وافيا من خلال التعايش مع العرض 
وحول مسرح الطفل فى القطاع الخاص  اشارت الحوطى الى أن مؤسسة البدر لها الريادة  فى ذلك حيث قدمت العديد من الاعمال منها "السندباد البحرى" عام 1978 ثم " البساط السحرى" عام 1979 للكاتب مهدى الصايغ كما قدم الكاتب البحرينى خلف أحمد خلف مسرحية "العفريت" وقدم محفوظ عبد الرحمن  والسيد حافظ أعمالا للطفل وبالرغم من تنوع هذه الاعمال إلا أنها ركزت على عاطفة الحب للوطن وحب الخير ليظهر الطفل فى بيئة صحية 
وخلصت الحوطى الى ان البداية والنشأة التزمت بالأسس الصحيحة وريادتها لم تأت من  فراغ فى تلك المرحلة مما جعل مسرح الطفل هادفا 

اللغة فى مسرح الطفل
وتناولت الدكتورة كافية رمضان فى بحثها قضية اللغة فى مسرح الطفل موضحة أن المسرح يتوجه اليك مباشرة دون وسيط ومن هنا لا يمكن القبول باستخدام لغة مسرحية دون أن تعرف الجمهور المستهدف فاللغة المسرحية ليست المنطوقة فقط فهناك لغة الجسد مثل البانتوميم وأيضا مسرح الظل والدمى وقالت رمضان اذا نظرنا الى لغة المسرح الموجهة للأطفال سنجد أنفسنا أمام مفارقات عديدة بسبب استخدام اللهجة العامية فى الوقت الذى يجب أن نتوجه فيه لاستخدام اللغة الفصحى البسيطة والتى ثبت علميا أنها قادرة على الوصول الى الاطفال بسلاسة ويسر مما يعنى أنه لا يوجد مبرر لاستخدام العامية
ولفتت رمضان الى أن غياب الدور التربوى فى مسرح الطفل يشكل اساءة له فعندما نستخدم لغة توحى بالإهانة لبعض المتلقين من الاطفال مثل الإشارة الى الطوائف والقبائل أو ادخال لغات أخرى لاستدرار الضحك مطالبة بعدم استفزاز الاطفال
وأبدت رمضان استيائها من النصوص الهزيلة التى تقدم الى لجنة النصوص فى المجلس الوطنى مشيرة الى أن المجلس إما أن يقبل بها أو لا يجد نصوص على الاطلاق 
وشددت رمضان على ضرورة التوجه لجمهور محدد من فئة عمرية معينة لكن ما يحدث هو أن العمل يتوجه الى فئة عمرية من 3—12 سنة حتى لا يحصر جمهوره بل يريد توسيع الدائرة لامتصاص ما فى جيوبهم بهدف الربح  فنحن اذا أمام اشكالية يجب حلها
ونوهت رمضان الى ضرورة الاعتماد على الجمل القصيرة الصادقة وعدم استخدام الرمز أو الاستهانة بعقول الصغار لافتة الى أن موضوع اللغة كبير ومتشعب مطالبة بوضع ضوابط بحيث اذا استخدمت العامية فيجب ان تكون راقية وليست تافهة ومسطحة ومنع استخدام الالفاظ المهينة التى تمس العرق او الطائفة وألا يتحول الممثل الى مهرج فالمسرح مربى لكن الكتاب لا يتقنون اللغة أو النحو فيلجئون الى العامية
مهارات التفكير
وتحدث الدكتور فيصل القحطانى فى بحثه حول تنمية مهارات التفكير فى كتابة النص المسرحى للطفل " طارحا فى بحثه منهجا علميا لمطابقة النص مع تنمية مهارات التفكير مشيرا الى أن هذه الدراسة هى الاولى فى الخليج لأنه لا توجد دراسات متخصصة فى تنمية التفكير فى مسرح الطفل 
وأشار القحطانى الى أن الكثير من الكتاب لا يحترمون عقلية الطفل فى التعامل معه مشيرا الى ان التفكير قدرة تتكون بالممارسة وعلى نحو ارتقائى وتدريجى وتحتاج مهارة التفكير الى توجيه وارشاد حتى تصل الى أعلى مستوى فالتفكير لا ينمو تلقائيا لأنه عملية لا يتم اكتسابها عفوا أو نتيجة عرضية لافتا الى أن التفكير الابداعى يتميز بالشمولية لانه ينطوى على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل جميعها حالة ذهنية فريدة 
وأوضح القحطانى فى بحثه أنه يمكن من خلال التمرين والمتابعة أن ينتقل الطفل من مستوى الى آخر أعلى فليس كل الابداع هو ابتكار اصيل فالتطوير على ماهو موجود بشكل متقن يدخل أيضا ضمن مستويات التفكير الابداعى.
وأشار القحطانى الى عدم وجود نصوص تراعى تنمية مهارات التفكير ولذلك لجأ الى بعض النصوص التى يمكن أن تلامس هذه المفاهيم ولو بشكل غير مكتمل ومن هذه النصوص نص "قلعة الساحر" للكاتب عبد الامير رجب مؤكدا أن مهارات التفكير العليا أو المركبة تتداخل فيما بينها ومن الخطأ أن يحاول البعض فصلها واعتبارها أجزاء غير متصلة ومترابطة مع بعضها 
وقال القحطانى للأسف نحن لا نمتلك مشروع دولة يرعى ويشرف على تنمية الطفل وإعداده للمستقبل 
وفى النهاية خلص الباحث لعدد من التوصيات منها ضرورة عمل دورات متخصصة للكتاب والمخرجين والعاملين فى مسرح الطفل حول الموهبة والإبداع ومهارات التفكير الاخرى كذلك انشاء لجنة دائمة مكونة من أساتذة متخصصين فى علم نفس النمو والتربية والدراما تكون مهمتها تحديد الفئة العمرية لكل النصوص المقدمة قبل اجازتها 

المداخلات
كانت أولى المداخلات مع الناقد والاعلامى عبد الستار ناجى والذى تطرق فيها الى انهيار حصون الملكية الفكرية على مدى العشر سنوات الاخيرة لافتا الى أنه من بين عشر مسرحيات سنوية نجد ستة مسرحيات مقتبسة أو مسروقة دون الاشارة الى المصدر ضاربا المثل بمسرحية "مصنع الكاكاو" المقتبسة بالكامل من فيلم عالمى ومع ذلك يوضع على النص كلمة مؤلف مطالبا بالحفاظ على وجه الكويت دوليا لأن هناك اتفاقيات دولية يجب الالتزام بها
وطالب مفرح الشمرى فى مداخلته بالابتعاد عن الواسطة أو ممارسة الضغوط على لجنة القراءة لتمرير النصوص مؤكدا أن مسرح الطفل مشروع تجارى هدفه الربح 
وقال الدكتور نادر القنة أن الاعتماد على اللهجات يعزز الدولة القطرية مما يعتبر ضربا حقيقيا لمشروع الدولة القومية مطالبا أمين عام المجلس على اليوحه بتحويل الاعراف الى قوانين لأنه لا توجد قوانين ومرجعيات ومعايير تجيز رفض أو موافقة اللجنة على النصوص وبالتالى تتخلص اللجنة من الضغوط لأنها لا تستطيع تجاوز القوانين وقال القنة اتفق مع الحوطى فى هذا السرد التاريخى الجميل مشيدا بالبحث الذى قدمه الدكتور فيصل القحطانى  
وطالب ايهاب عبد العزيز المجلس بتبنى فكرة تطوير الكتاب والمؤلفين فى ورش عمل كما أشار الفنان التشكيلى عدنان الصالح الى عدم تطرق المتحدثين الى الديكور المسرحى رغم أهميته 
وتساءل الدكتور محمد زعيمة عن عدم تكوين فرقة مسرحية خاصة للطفل تابعة للمجلس الوطنى بحيث يمكن التحكم فيما تقدمه 
وأشار صالح الحمر الى خطورة قضية الابداع وندرة المبدعين ضاربا المثل ببريطانيا التى لا يوجد فيها سوى شكسبير واحد وفرنسا فولتير وموليير لافتا الى أن الابداع ليس سهلا مؤكدا فى ذات الوقت على وجود تجارب مسرحية مهمة ومميزة مثل "مدينة البطاريق " التى قدمت بمقاييس عالمية رافضا مقولة أن مسرح الطفل تدنى فى كلام مرسل وعام لافتا الى أن المسرح بالكويت فيه تجارب مميزة وأخرى ضعيفة أو متوسطة 

Happy Wheels