حلقة نقاشية حول الفن والبيئة في ختام مهرجان "حدث الأرض"

24 أبريل, 2014


حول الفن والبيئة واستكشاف وسائل جديدة لنشر الوعي البيئي، دارت الحلقة النقاشية في ختام مهرجان "حدث الأرض" الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مدى ثلاثة أيام ، بمشاركة عدد كبير من المؤسسات المحلية والأجنبية.

تقدم الحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون د. بدر الدويش، وأدار الحلقة د خالد العنزي، الذي عدد مظاهر المخاطر البيئية من استهلاك المياه في الكويت والذي يشكل ضعف معدل استهلاك المائة في هولندا وبلجيكا، بالاضافة الى قضايا التلوث لا تتوقف عند الكويت ولكنها أصبحت مشكلة عالمية، مشيرا الى ان الثقافة أضحت وسيلة لغرس مفاهيم بيئية جديدة، من خلال المسرح والفن التشغيل والغناء والموسيقى..

 البداية كانت مع مسؤولة الاتصال والإعلام بمكتب غرب آسيا لبرنامج الامم المتحدة للبيئة ماري ضاهر، التي اعربت في جزيل الشكر للكويت على هذه المبادرة، باحياء "حدث الأرض" من خلال فعاليات فنية شارك فيها العديد من دول أوروبا، وقالت: عندما نتكلم عن الفن فهو يتصل بكل المسارات العالمية، السياسة فن والخداع فن.

وأضافت إن جهود الأمم المتحدة في مجال التوعية البيئية كبيرة وخبرتها طويلة وممتدة ، تارخية وجغرافيا، مشيرة إلى ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التقى مؤخرا منتجي الأفلام العالمية لتقديم التوعية البيئية في أعمالهم، أيضا يتم الاحتفال في ٢٣ مايو بالفنون، ذلك اننا نؤمن بأن الفن هو أفضل وسيلة للتواصل مع مليارات الناس، والتحدث اليهم بلغة واحدة مع بغض النظر عن التنوع العرقي والمذهبي والديني.، وليس آخر الجهود، معرض يزوره أكثر من ١٥ مليون زائر سنويا، وتتمحور اللوحات  فيه حول قضايا توعوية في مجال البيئة .

وفيما نوهت ضاهر الى اختيار المطرب اللبناني راغب علامة كسفيرا للأمم المتحدة للتوعية البيئية وللتوعية من هدر الطعام ، ثمنت مبادرة الرسم والموسيقى ولا سيما من الكويت، حيث شارك حوالي ١٦٠٠ طفل في مسابقة الرسم الدولية، والفائز الأول من دولة الكويت والذي لم يعلن بعد

واستعرضت ضاهر بعض برامج الأمم المتحدة ومشروعاتها في مجال التوعية البيئية، ومنها الفن كوسيلة للحد من استخدام الأطفال للتكنولوجيا، منوهة الى حضور "بابا ياسين" في فعالية حدث الأرض بالبحرين بمشاركة الامم المتحدة، وقد حضر هذا الحفل اكثر من ٥ آلاف شخص، والامم المتحدة تشارك في أغلب المبادرات في الخليج والدول العربية.

 الأبحاث العلمية

ومن جانبها طالبت الباحثة العلمية في مجال الطاقة في مركز الكويت للأبحاث العلمية، د. فتوح الرقم بضرورة معاملة الأرض معاملة حسن، مشيرة الى انها ربطت بين المصطلحات العلمية والفنية في مجال الطاقة ووجدت قواسم مشتركة كبيرة.

واستعرضت الرقم جهود مركز الكويت للأبحاث العلمية في مجال التوعية البيئية ، وقالت إنها شاركت في لجنة حماية طبقة الأوزون من خلال قصة( ثلاثة بين ملايين) وهي قصة لطيفة للأطفال تهدف الى عرض المادة العلمية بأسلوب شيق ومحفز للأطفال والناشئة، أيضا هناك مسابقات رسم تغطي موضوعات بييئية عدة للحفاظ على الطاقة وحماية طبقة الأوزون، بالاضافة الى العديد من المهرارات الأخرى التي يشارك فيها الأطفال والتي تنم على وعيهم بأمور البيئة وبالتالي ينقلونها الى أهلهم، وهناك أيضاً مشاركات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعادة استخدام "التواير" في المشاريع الفنية

المسرح والبيئة

واكد الامين العام المساعد لقطاع المسرح محمد العسعوسي، أن المجلس الوطني تصدى لحدث الارض بشكل علمي وحضاري، وشكلت المناسبة حافزا لكثير من المؤسسات لمحاكاة المجلس الوطني في احتفالية حدث الارض.

وقال : نحن أمام تحدي كبير لنسج علاقة بين الفن والبيئة، الفن ارتبط بالإنسان الذي استطاع ان يستثمر أجمل الفنون في المسرح والسينما والتشكيل، كيف ننسج علاقة مهمة لمفهوم الحفاظ على البيئة وربطها بالفنون ؟ مشيرا الى أن الرسالة المباشرة بضرورة الحفاظ على البيئة تحتاج إعادة نظر، لتقديم رسائل غير مباشرة في قوالب فنية تجذب الجمهور .

واضاف: الفنون استطاعت دق ناقوس الخطر لكن بشكل عشوائي وغير منظم، وهذا دور المؤسسات في جمع وتنسيق الجهود لتسليط الضوء على المخاطر البيئية وضرورة البحث عن وسائل للحفاظ على البيئة، وإيجاد أخلاقيات للبيئة، كيف نضعها كبرنامج عمل، بضرورة الحفاظ على البيئة لأننا مستخلفين في الأرض ومناط بنا تسليمها لأبنائنا أفضل مما تسلمناها..

هناك اختراق للأنظمة البيئية منها التلوث العمراني، والتلوث الضوضائي، وتلوث الهواء، محاولتنا خلق نمط من العلاقة بين الفنون والحمهور للحفاظ على البيئ.

 جهود اليونسكو

 وفي ما استعرضت الكاتبة فلوريان جابر عرض مرئي باللغة الانجليزية ابرزت خلاله رؤىوأفكار جديدة لتزيين الشوارع وزيادة المساحات الخضراء وإعادة تدوير المخلفات البيئية بطرق فنية جذابه، تحدت د.عبداللطيف البعيجان الأمين العام اللجنة الوطنية الكويتية للتربية والثقافة والعلوم، مؤكدا على أهمية حدث الأرض" ، وتساءل هل نحن نهتم بالبيئة بالشكل الصحيح ، ام نفعل العكس؟، مشيرا الى اهتمام "اليونسكو" بقضايا البيئة.

وأضاف.. أنشأنا بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة، ووزارة البيئة أول مركز بيئي للطلبة، يعد الأول في العالم العربي والسادس عالميا، بهدف تثقيف الطلبة بالامور البيئية، وذلك في إطار التعاون وتكاتف الجهود ، وتنشئة جيل جديد يتحلى بالاخلاقيات البيئية ويقدر المسؤولية تجاه التعامل مع البيئة.والمحافظة عليها، موضحا ان هناك ٦٠ مدرسة في الكويت منتسبة لبرنامج الأمم المتحدة للمحافظة على البيئة.

ولفت البعيجان الى ان مقر المركز البيئي للطلبة في مدرسة مارية القبطية بجنوب السرة، بمشاركة \ منظمات المجتمع المدني، وخلال الجلسات الطلبة يطرحون برامج خلاّقة، منها حملات تنظيف الشواطئ، تمت في ميناء الشويخ كنموذج، وشاركنا أيضاً مع المجلس الوطني في معرض رسومات توعية ضمن معارض للفن التشكيلي،

واختتم بالقول: نتعاون مع منظمات إقليمية وعالمية في هذا المجال، لانه من ضمن اهتمامات منظمة اليونسكو، البحث عن وسائل للمحافظة على هذا الكوكب، وأخطرها دفن النفايات يشكل غير علمي، الآن العلماء اخترعوا مواد تتحلل بمجرد دفنها وتذوب خلال شهو، فيما البلاستيك العادي على سبيل المثال يحتاج عشرات السنين لكي يتحلل. ولابد من ان نكون قدوة لأبنائنا، والممارسات السيئة تحتاج تثقيف الناس، ذلك ان المركز البيئي مفتوح في الفترة المسائية للجمهور.وأولياء الأمور .

وفي ختام الحلقة النقاشية دار نقاش وحوار مفتوح مع الجمهور سألوا فيها المحاضرين عن الخطوات العملية لتعزيز القيم البيئية وزرع القيم الجمالية لدى الاطفال والناشئة لتجميل بيئاتهم وبيوتهم ويقدروا قيمة البيئة وخطورة المشاركة في تلوثها.

Happy Wheels