عاشت الكويت اجواء من البهجة والسعادة طوال ايام مهرجان الموسيقى الدولي فى دورته التاسعة عشرة والتى نظمها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب علي خشبة مسرح الدسمة وتابعته الجماهير بشغف واكتظت بهم صالة المسرح بل تابعه البعض وقوفا وامتازت لياليه بالتنوع الفنى مابين التراث الشعبي العربي وتراث دول عديدة كتركيا وصربيا وهو الامر الذى اثري الليالي بألوان موسيقية مختلفة واستمعنا الي اصوات جميلة حركت مشاعرنا وملأت قلوبنا فرحا وشجنا حتي جاءت الليلة الختامية تحت عنوان العسجد وهى تعنى الذهب ليتوافد علي مسرح الدسمة كوكبة كبيرة من المسئولين يتقدمهم وزير الاعلام الاسبق محمد السنعوسى والمهندس علي اليوحة الامين العام للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب وهو رجل لا تفارقه ابتسامته متواضع نجح خلال الفترة الماضية في كسب ثقة وحب الجميع ومحمد العسعوسى الأمين المساعد لقطاع الفنون والمسارح بالمجلس ومدير المهرجان فيصل الدرويش والاديب الكبير طالب الرفاعى والمايسترو سعيد البنا
لتطل علينا الاعلامية سودابة علي صاحبة الصوت الاذاعي الدافئ الجميل معلنة اختتام تلك الليالي بهذه الامسية الذهبية الرائعة والتى يحييها كل من الفنان القطري فهد الكبيسى والفنانة اللبنانية عبير نعمه ويقود الاوركسترا المبدع الدكتور سليمان الديكان والذى قابله الجمهور بعاصفة من التصفيق عند ظهوره وهو يستحق ذلك فهو فنان متفرد نجح في المزج بين الالات الموسيقية الشرقية والاوركسترا الغربية والإيقاعات الخليجية لتخرج موسيقاه مزيجا من كل هذه الالوان حيث قدم في البداية عملا موسيقيا من فن الشابورى في افتتاحية هذه الامسية تبعها بمقطوعة موسيقية من فن سواحلي بعنوان خيوط الشمس ثم مقطوعة "ديرفة"وكذلك مقطوعة "معشوقة المطر"لنستمتع بهذا المزيج الرائع والحوار بين الالات الشرقية والغربية ليقدم بعدها الفنان فهد الكبيسى أغنية "ياهل الدار"من كلمات الدكتور يعقوب الغنيم والتى يقول فيها
دارنا اللي فداها كل شئ يصير
الوطن دوم غالي ماربح من نساه
نفتدى الدار دايم بالعمر والنظير
الوطن لي دعانا يعلم الله غلاه
ونجح الكبيسى فى لفت الانظار اليه من الوهلة الاولي بصوته المؤثرالقوى وتفاعل معه الحضور بالتصفيق خاصة عندما غنى أغنية "بالشوفة" والتى تقول كلماتها
أيا بلادى انت علي روس الملا
والأمجاد تزهين دايم بالعلا
ياهل الديرة تعالو كلنا
نكر الدار بخير اعمالها
تحتفي فينا وتجمع شملنا
وكلنا طول الزمان أعيالها
وغنى الكبيسى بإحساس عالى وروح وطنية متدفقة دفعت الجماهير الى التصفيق عدة مرات معبرة عن نشوتها وتفاعلها معه
وشدت اللبنانية عبير عيسى بأغنيتين الاولي "بلادى" وتقول كلماتها
يامنية الروح يابلادى
وياسنا النور في الفؤاد
وياربيعا به تجلي
في ظلمة الليل خير هادي
أما الاغنية الثانية التى قدمتها نعمة فهى "يابلادا" وتقول فيها
يابلادا لقيت فيك الامانى
درة أنت في جبين الزمان
وتميزت عبير نعمة بصوتها القوى الاوبرالي وقدرتها علي غناء القصائد فقد استطاعت أن تستحوذ علي اعجاب الجماهير وتصفيقها لأدائها العالي وحماسها وحضورها علي المسرح وابتسامتها المشرقة وان كان في أدائها النكهة الفيروزية ولكن بطريقتها الخاصة وبصمتها فشاركت الكبيسى في احياء ليلة وطنية طربية تغنوا فيها بحب الوطن وأشعلوا حماس الجمهور
ليقوم في نهاية الامسية المهندس علي اليوحة بتكريم المشاركين بدروع تذكارية وهم الدكتور يعقوب الغنيم والدكتور سليمان الديكان وكل من عبير نعمه وفهد الكبيسى بالإضافة الى مدير الاوركسترا ديميتري ليطلب اليوحة والحضور اعادة أغنيتين لعبير والكبيسى ومرة أخري عاد الجمهور الي الكراسى بعد أن كان علي وشك مغادرتها ليستمتع من جديد وكأنه يقول لمهرجان الموسيقى الي الملتقى فى العام القادم