المجلس الوطني للثقافة والفنون يقتتح ملتقى (السرد الخليجي الثاني)

06 مايو, 2014

افتتح المجلس الوطني للثقافة والفنون واللآداب (ملتقى السرد الخليجي الثاني) بالتعاون مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك في إطار تفعيل الاتفاقية الثقافية المشتركة بين دول الخليج ويستمر حتى يوم الخميس بفندق الريجنسي.

وقال الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بكلمة القاها نيابة عن الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب في افتتاح اعمال الملتقى  ان ملتقى السرد الخليجي احد الانشطة الثقافية المشتركة كما يمثل تعبيرا صادقا وعمليا على طريق تنفيذ الاسترتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي اقرها قادة دول مجلس التعاون اثناء القمة الخليجية ال29.

مضيفا ان فن السرد يكتسب بكافة اشكاله اهمية خاصة في الزمن الثقافي المعاصر والذي شهد مرحلة عمل واهتمام كبيرين على المستوى الخليجي منذ منتصف ثمانينات القرن العشرين ومرت فنون السرد الخليجية بالعديد من المراحل وشكلت شاهدا على احداث صورها مبدعوها ادق تصوير لما مرت وتمر بها المنطقة الخليجية من مراحل دقيقة في تاريخها مما يضع على عاتق المثقفين والمبدعين مسؤولية كبرى ليظل المشهد الثقافي الخليجي حاضرا في الهدف ووحدة المصير المشترك.

واكد على ان الملتقى يمثل لقاءا ثقافيا خليجيا هاما لتطوير فنون السرد الخليجي من خلال اجتماع والتقاء اصحاب الاختصاص من المثقفين والمبدعين الخليجيين لتجاربهم واعمالهم الابداعية بما يعود على الثقافة وفنون السرد الخليجية برؤى جديدة ونظرة ثقافية متطورة تثري حياة المواطن الخليجي في كافة المجالات.

من جانبه اشار المستشار في الامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالله محمد ابومعطي الى ان هذا الملتقى يعد تقديرا لمكانة السرد في الوطن العربي واعلاء لما تضمنه التراث السردي من قيم اخلاقية وجمالية في الثقافة العربية.

 وتاكيدا على الدور الابداعي للحركة الادبية وتعزيزا للتواصل الثقافي بين ابناء دول المجلس ويمثل احد الانشطة المقرة والمعتمدة من اصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة في الدول الاعضاء للارتقاء بالعمل الثقافي وابراز الجوانب الفكرية للاطر الثقافية بكل اطيافها الثقافية والفكرية والادبية متمنيا ان يسهم هذا الملتقى في تفعيل العمل الثقافي المشترك.

وتناولت الجلسة الاولى بحث بعنوان  (رواية الحنين والبحث عن هوية ضائعة ) للباحث  البحريني فهد حسين الذي استوحاه من كتاب   (الحنين والغربة) لماهر حسن فهمي وكتاب (حنين ) من الشعر العربي لعبدالولي الشميري على اعتبار أن الشعر تبرز فيه هذه الثيمة وتتمظهر أنا الشاعرة وضمير المتكلم بصورة كبيرة.

مشيرا ان في الرواية الشيء مختلف وخصوصا أن الرواية تتحدث عن الاخر في فضائها وان كان هذا الاخر هو ضمير المتكلم أو حينما يميل سرد الرواية الى السيرة الذاتية وعليه فالحنين كمفهوم هو حديث عن النفس البشرية القابعة بين زوايا الفضاء الروائي او هو الحنين الى الماضي او هل هو "حنين" ناتج عن حالة فشل حاضرة لدى الانسان تفرض العودة الى ما قبلها و هل الحنين عاطفة تنبري كلما داخلنا شعور بالوحدة أو النقص أو الفشل أو عدم الاستقرار أو الضياع أهو حالة تظهر واقعا نفسيا كلما جاء الفراق والبعد أهو بكاء داخلي أي الذي لا يعني بكاء العين.

موضحا ان الحنين ليس ناتجا من فقد أو ضياع الحبيب كما هو في العلاقات العاطفية الرومانسية ولكن هناك الحنين إلى الوطن في حالة الغياب القصير أو الطويل سواء أكان هذا الغياب قسرا واضطراريا كما يقول الشاعر رشيد أيوب "ولو خيرت لم أهجر بلادي... ولكن ليس في العيش اختيار" أم هو غياب اختياري وفي كل الحالات فان الانسان يحن الى الوطن الذي ولد فيه وتربى بين أحضانه وعلى ترابه .

كما تناول حسين تجربة محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وعبدالرحمن المعاودة و تجربة شعراء المهجر وما بها من حنين كفيلة بهذا العطاء الابداعي ألم يقل إيليا أبو ماضي "وطن النجوم أنا هنا... حدق أتعرف من أنا" كما يظهر الحنين الى المكان والى الاسرة والاصدقاء والاقارب في حالة السفر.

موضحا الى ان هناك الحنين الى الحياة الماضية التي تتصف بالعفوية أي قد يفقد المرء ما يمكنه من العيش الرغيد فيلجأ الى تلك الأمكنة أو الأفراد أو الشيء الذي يعتقد أنه قد يقدم اليه شيئا ما يبعده عن هذا الألم وهذا الضياع وفي أحيان أخرى يأتي الحنين لدى الانسان لأنه فاقد كل شيء حتى الأمل الذي بناه في متخيله هكذا تكون الرغبة جارفة نحو الماضي الذي يغذي المرء بما ينقصه لذلك نجد الطفولة بارزة عند أبي القاسم الشابي وابراهيم ناجي والتطواف والانتقال عند علي محمود طه ونجد الارتماء في أحضان الطبيعة الريفية في شعر محمود حسن اسماعيل كما نجد التغني بالغاب عند جبران خليل جبران وهو ما وجدناه مجتمعا في رواية أمين صالح (شمالا.. الى بيت يحن الى الجنوب).

وشار حسين الى ان هذا اللجوء الى المجهول بناء على الاعتقاد أنه حقيقة وسيخرجه مما هو فيه وهذا ما قد يراه القارئ في أثناء قراءته العمل الروائي وتتبعه للشخصيات مما يكشف الفضاء الذي خصص للمسحة الكوميدية أو للمسحة التراجيدية وأيهما يأخذه الى الحنين الذي سيتمظهر في العمل بعد ذلك وهذا ما يفرض على القارئ سؤالا بين ما هو واقعي وما هو خيالي والربط بينهما.

وعقدت جلسة (شهادات) عرض من خلالها عدد من الادباء الخلييجين نجاربهم الذاتية مع الرواية وهم الدكتورة فوزية الرشيد من البحرين وبشرى خلفان من عمان وبثينة العيسى من الكويت وجبير مفضي مليحان من السعودية .

 

Happy Wheels