تشهد الكويت هذه الأيام فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان صيفي ثقافي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والذي انطلق بالحفل الاستثنائي لأخطبوط العود عبادي الجوهر، مدشنا الفعاليات والأنشطة التي لاتزال تتواصل مرطبة أجواء الصيف الحارة... وفي هذا الاطار قدمت فرقة الدور الأول لموسيقى الجاز أمسية موسيقية على مسرح متحف الكويت الوطني، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، وعدد من قيادات المجلس، إلى جانب كوكبة كبيرة من الجماهير التي حرصت على المتابعة والمشاهدة.
قدمت فرقة الدور الأول لموسيقى الجاز اثنتي عشرة مقطوعة موسيقية حملت أسماء عدة هي: «هودج، وكيتي، وصحرا، ورحلة، وبلوهير، ورقص الهوانم، وهوية، وصحبة، وصوان، وقرار إزالة، وجبسي، وحسب الله»، وهي من تأليف فرقة الدور الأول، التي تضم سبعة شبان، شاركهم العازف الكويتي مشعل حسين، وهو من المقربين للفرقة وصديق شخصى لأعضائها، وسبق له أن اشترك مع أعضائها في العزف عندما كان يدرس في مصر.
ومع بدء الأمسية عاش الحضور فى أمسية غير شكل وأجواء مختلفة من إبداعات موسيقى الجاز البعيدة نسبيا عن مجتمعاتنا العربية، لكنها بدأت تغزوه وأصبح لعازفيها جماهيرية كبيرة في أنحاء الوطن العربي.
وفي تصريح لنشرة المهرجان قال رئيس الفرقة أحمد عمر: إنني سعيد لعزف الفرقة امام الجمهور الكويتي؛ لأن موسيقى الجاز باتت تحظى بجماهيرية كبيرة في معظم دول العالم، وقد سبق أن قدمنا حفلات عدة في فرنسا ودبي.
وأضاف عمر: نحن مجموعة من الشباب المصري جمعنا حب موسيقى الجاز وموهبة العزف، وبعضنا عازفون هواة، بينما هناك من قام بصقل تلك الموهبة بالدراسة الأكاديمية، فهناك من درس في مصر، وهناك من درس في الخارج، وأنا منهم، حيث درست في بريطانيا، وقد لمسنا القبول عندما نجح ألبومنا الأول الذي يحمل عنوان «قرار إزالة»، ثم أتبعناه بألبوم «الطريق». ومازلنا نواصل مشوارنا مع موسيقى الجاز.
وكشف رئيس الفرقة عن أن مصر بلد غني بالموسيقى، وله تاريخ عظيم قديم قدم الإنسان نفسه منذ أيام حضارة الفراعنة، كما أن التطور والتنوع الموسيقي في مصر مازال حاضرا الى جانب التخت الشرقي وعمالقة الفن والغناء في مصر منذ مطلع القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا، والذاكرة الموسيقية المصرية العربية احتفظت بإبداعات العديد من الفنانين في عالم الموسيقى والغناء من مصريين وعرب هاجروا إلى مصر لأنهم وجدوا بيئة صحية تشجع على الإبداع. فمن مصر خرجت المواهب التي أصبحت نجوما يشار إليهم بالبنان بعد ذلك.
ولفت أحمد عمر إلى وجود نخبة كبيرة من الشباب المصري والعربي يميلون إلى أنواع عدة من الموسيقى، منها موسيقى الجاز. وفي مصر نجد إقبالا كبيرا على الموسيقى التي نقدمها والساحة الفنية تستوعب شتى أنواع الفنون والثقافة، خاصة أننا لم ننسلخ عن هويتنا، فقد قمنا بمزج الفنون والموسيقى الشرقية عبر إدخال آلات موسيقية شرقية، مثل العود، كما أن هناك الكمنجة والأورج، ولكن يكون العزف بأسلوب شرقي، وتلك نقطة مهمة في نوعية موسيقى الجاز التي نقدمها.
وختم عمر بالقول: إن الموسيقى لغة عالمية بين مختلف شعوب العالم، وأنها قد تكون وسيلة ناجعة لتطبيق حوار الحضارات بشكل تلقائي.