الجلسة العاشرة: الإعلام العربي والعولمة

16 يناير, 2014

الباحثان: د. صالح أبو أصبع-  د. خالد عزب \\ أدار الجلسة صلاح جرار

الإعلام العربي كان محور الجلسة العاشرة والختامية للندوة، وتم خلالها مناقشة بحثين، الأول للدكتور صالح أبو أصبع أستاذ الاتصال الجماهيري في جامعة فيلادلفيا بالأردن، أما البحث الثاني فقدمه، د. خالد عزب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية في مكتبة الإسكندرية، وأدار الجلسة د. صلاح جرار وزير الثقافة الأردني الأسبق.

تناول الدكتور صالح أبو أصبع في ورقته البحثية التي عنونها بـ "الإعلام الجديد: السلطة الناعمة في بيئة العولمة، دور وسائل الإعلام المختلفة، وأثرها في التخلف والتقدم الحضاري العربي، ويقول:  إن الإعلام بقوته الناعمة صار له سلطة نافذة في تغيير المجتمعات وتغيير الحكومات وتغيير وجه الحياة على هذا الكوكب. ويكفي أن نشير إلى ما فعله موقع ويكيليكس الذي هز حكومات العالم بتسريبه وثائق رسمية أصبحت في متناول الناس العاديين، وقد اضطلعت وسائط الإعلام هذه بدور محوري في محاولة إطلاق نقاش عام والبدء في إعادة تشكيل الوعي العام.

قدمت ورقة أبو أصبع رؤية للإعلام الجديد في بيئة العولمة باعتباره قوة كبرى في التأثير على المجتمع العربي، واعتبرت هذه الورقة أن الإعلام الجديد هو بمنزلة سلطة أولى تعادل سلطة الحكومة في قوته التأثيرية فهو عبارة عن سلطة ناعمة تستطيع أن تحقق الإنجازات في المجتمع، وخير دليل على قوتها الحراك العربي وما نتج عنه من إطاحة بثلاث حكام عرب في تونس ومصر وليبيا.

وقد ناقشت هذه الورقة دور الفضائيات العربية والأجنبية ودور الإنترنت وأشكال وسائله وشبكاته، وتأثير هذه الوسائل الاتصالية الجديدة في المجتمع.

وتعرضت الورقة إلى مجتمع المعلومات والمعرفة في ظل العولمة وتحديات عولمة الثقافة للمجتمع العربي، وعدم التوازن في تدفق المعلومات وما نتج عن تكنولوجيا الاتصال الرقمي.

وكذلك تعرضت الورقة لتحديات الإعلام المعولم في مجال الحريات الاتصالية في الوطن العربي الذي يتضح معه تدني مستوى الحريات الإعلامية في الوطن العربي. وناقشت كذلك دور الإعلام الجديد في التنمية العربية. وتعرضت كذلك لبعض الظواهر السلبية للإعلام العربي وخصوصا الإعلام العربي المشترك، كما قدمت الورقة عناصر أساسية لوضع إستراتيجية للإعلام العربي لمواجهة تحديات العولمة.

الصورة الإعلامية

"الصورة الإعلامية والمجتمعات المعاصرة" هذا هو عنوان الورقة البحثية التي قدمها الدكتور خالد عزب مدير المشروعات المركزية في مكتبة الإسكندرية، ويقول في موضع من ورقته: مازالت الخطابة إلى الجمهور ليومنا هذا أداة رئيسية لتشكيل الصورة الإعلامية، فالخطيب إما أن يقنع جمهوره به أو يفشل في ذلك، وكثيرة هي الشخصيات التي لا تستطيع الخطابة حتى صارت التكنولوجيا تقدمهم كخطباء ذوي بلاغة ورصانة لغوية حيث يقرأ من جهاز شفاف أمام الجمهور خطبته من دون أن يدرك الجمهور خاصة ملايين المشاهدين في التلفاز أن هذا الرئيس يقرأ من جهاز Auto quoi شفاف يستعرض الكلمة للرئيس وهي مكتوبة مسبقا!

وأكد عزب على أهمية تكوين الصورة الإعلامية ودورها في تحول الإنسان في السنوات الأخيرة إلى كائن اتصالي من دون أن يكون بالضرورة كائنا تواصليا، فإذا كانت الصحيفة كمنتج إعلامي ليست ملكا مشاعا بحكم استمرار الأمية إلى الآن في بعض الدول، وإذا كان الإنترنت يسلب عقول مزيد من البشر يوما بعد يوم، كما أمسى التليفزيون ضيفا وتحول إلى المقيم الدائم المسيطر خاصة مع ظهور التليفزيون التفاعلي، ولا يمكن أيضا إغفال دور الهاتف الثابت والمحمول خاصة مع الجيل الثالث منه الذي يَسر وصول الأخبار لحظة وقوعها فضلا عن كونه أداة تلاق فردي وجماعي، فنحن هنا أمام ثورة من تدفق المعلومات، يجب أن يكون القائمون عليها على وعي كامل بتشابك وسائلها ودور هذه الوسائل في تكوين الصورة الإعلامية لدى المتلقي.

واختتم غزب: إن ما يعانيه العرب حتى في أوج القومية العربية والنشوة بالاستقلال، هو التركيز الحاد على تأثير الفنانين، ففي القرن العشرين صفق العرب للمغنين أكثر مما صفقوا للمفكرين، من هنا تجيء أهمية الصناعة الإعلامية في عصر الوسائط الإعلامية المتعددة، التي من أركانها المصداقية والاستدامة، لكي تكسب الشارع إلى جانبها.
Happy Wheels